دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 04:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2010, 10:35 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة

    مقال الطيب مصطفي في الإنتباهة :

    باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة!!

    الأحد, 10 يناير 2010
    نشر هذا المقال قبل سنوات ..... ونجعله مقدمة لاحاديث قادمة!!

    لا أدري ألم يسائل مسلمو السودان أنفسهم لماذا يحتفي عدو الله ورسوله ومُبغض السودان الشمالي وشعبه باقان أموم بالهالك محمود محمد طه ولماذا تحتفل صحيفة «أجراس الحرية» التابعة للحركة الشعبية والشيوعيين بالرجل الذي نقض عُرى الإسلام جميعها بما فيها الصلاة والزكاة والحج بل والذي نصب نفسه رسولاً بعد النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم؟!

    باقام أموم الشيوعي القديم الذي رفض مع رفيق دربه الشيوعي الأقدم ياسر عرمان مجرد إيراد البسملة في صدر الدستور الانتقالي قال في حوار مع صحيفة «السوداني» في معرض مقارنته بين الهالك قرنق والهالك محمود محمد طه إن الحركات الثورية تتأثر برحيل مفكِّريها وكما تأثر مشروع السودان الجديد بغياب قرنق فإن الفكر الجمهوري تأثر بغياب محمود محمد طه لكنه تراجُع وانكماش لفترة محدودة يعقبُهُ انبعاث جديد وقام الرجل بحشر محمود محمد طه الذي يحظى باحترامه وحبه وحب كل أعداء الإسلام فقد قال باقان (يمكن النظر لما حدث لحركة الإخوان الجمهوريين فعندما اغتيل الأستاذ محمود محمد طه تراجعت الحركة ولكنها الآن في انبعاث جديد ويوجد دار واحتفال بذكرى رحيل الشهيد كمفكر وكذلك يمكن أن نقول إن مشروع السودان الجديد تأثر بوفاة قرنق في مرحلة كانت حاسمة تتمثل في تحقيق الحد الأدنى منه عن طريق تنفيذ اتفاقية السلام الشامل» ثم قال باقان إن الحركة استطاعت أن تصمد وتعود من جديد ويعود مشروع السودان الجديد أكثر قوة من أي وقت مضى!!

    قد أعود لحديث باقان مرة أخرى وأودُّ أن أواصل عن محمود محمد طه الذي تناولت صحيفة «أجراس الحرية» في اليوم التالي مباشرة لحوار باقان مع «السوداني» وتحديداً يوم 5/1/2010... تناولت الصحيفة في صدر صفحتها الأولى خبر افتتاح مركز ثقافي يحمل اسم محمود محمد طه وقالت الصحيفة «في أجواء روحانية!! ظُهر أمس وفي إطار إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لتنفيذ حكم الإعدام على الأستاذ محمود محمد طه صاحب الدعوة للفكرة الجمهورية ومؤسس تنظيم الإخوان الجمهوريين تم افتتاح مركز الأستاذ محمود محمد طه الثقافي»!! تخيلوا أجواء روحانية في حضور الشيوعيين والعلمانيين!!

    الافتتاح تم في مؤتمر صحفي بمقر المركز الذي تولت ابنة محمود «أسماء» إدارته وفي حين أن أسماء قالت إن المركز «ليس تنظيماً للجمهوريين وإنه منبر حُر لكل السودانيين» أصرَّ أحد المفتونين بالرجل الهالك يُدعى عمر القراي الذي وظَّف حياته للعكوف في محراب عجل السامري الجديد... «أصرّ» على أن يصف المركز بأنه محاولة لإنصاف الأستاذ محمود محمد طه الذي ظلمه التاريخ على حد تعبيره الجهول!!

    ثم قال الرجل إن التاريخ لم يُبرز دور محمود في مناهضة الاستعمار البريطاني!!

    فقط أريد أن أذكِّر بأن محمود محمد طه سُجن بالفعل من قِبل الاستعمار البريطاني لكن هل تعلمون لماذا؟ أُجيب بأن محموداً قد سُجن بالفعل لأنه شارك في تظاهرة ضد قرار الاستعمار البريطاني بمنع الختان الفرعوني!! أي أن الرجل كان من مناصري الختان الفرعوني ولم يخرج لمناهضة الاستعمار البريطاني!!

    طبعاً لا يستطيع هؤلاء العلمانيون ولا صحيفتهم التي لم يسبق لها أن احتفت بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي تناصبه العداء بينما ظلت تحتفي على الدوام وتدبِّج المقالات عن الهالك المحارب لله ورسوله وشرائعه!! محمود محمد طه كان أول من نادى بالتطبيع مع إسرائيل وأول من أيَّد حق اليهود في أرض فلسطين ولذلك لا أستبعد أن يكون هذا المركز الذي يحاول إحياء ذكرى الرجل مدعومًا ــ شأنه شأن كثير من منظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية الداعمة للحركة الشعبية وللتغريب ولحملات التنصير والتغريب والاستلاب الثقافي في بلادنا ــ من بعض السفارات والمنظمات الغربية!!

    نسيتُ أن أقول إن الحاج وراق كان هو من أدار المؤتمر الصحفي ولم أستغرب ذلك لأن الطيور على أشكالها تقع فالرجل الذي وضع صورة تمثال الحرية المنصوب في واجهة مدينة نيويورك على غلاف كتابه والذي دُعي لزيارة أمريكا وسافر ونزل ضيفاً على وزارة الخارجية الأمريكية في وقت تشدِّد فيه الحصار على السودان الشمالي وعلى الشرفاء في كل مكان وتضيِّق فيه الخناق على شعب فلسطين.. مثل هذا الرجل جدير والله بأن يتولى «شرف» إدارة المؤتمر الصحفي لمركز الهالك محمود محمد طه وهكذا «يتلمّ» التعيس مع خائب الرجا!!

    بهذه المناسبة أود أن أذكِّر بأن عدداً من الجمهوريين قد هاجر إلى أمريكا بعد مصرع رسولهم واحتضنه مركز الدراسات الأمريكية بل إن بعضهم عمل في الجيش الأمريكي وكان من بين القوات التي احتلت العراق!!

    أحد هؤلاء كان من بين مَن حضروا عملية إعدام محمود محمد طه في سجن كوبر وكان يعتقد اعتقاداً جازماً بأن رسوله لن يموت شأنه شأن عيسى عليه السلام عندما حاول اليهود قتله وعندما سقط جسد محمود محمد طه على الأرض صاح بأعلى صوته: «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم»!! إنه الضلال البعيد الذي لا يزال بعض شياطين الإنس يتمرَّغون في رمضائه!!

    يُلحُّ عليَّ سؤالٌ يتكرر كثيراً: ما الذي يجعل هؤلاء المساكين يضيعون أعمارهم سدى بل يزهقونها في نصرة الباطل وبالرغم من خسران أعمالهم تجدهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؟! هل بربكم من سبب غير الشيطان الذي مكّنوه من رقابهم والذي يزين لهم سوء عملهم فيرونه حسناً؟!

    اقرأوا بربكم ما كتبه منصور خالد في مقدمة كتابه «قصة بلدين» وهو يهدي كتابه إلى ثلاثة أشخاص اثنان منهم ارتدّا عن الإسلام هما إستانسلاوس عبدالله بياسما الذي قال منصور خالد عنه إنه ارتدّ وتنصَّر بعد أن حفظ القرآن الكريم ومحمود محمد طه الذي اعتبره مجتهداً وهو الذي بلغ ضلالُه درجة تخليه عن الصلاة بحجة أنها رُفعت عنه بالرغم من أنها لم تُرفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي حتى تتورّم قدماه!!

    نعود لباقان المتيَّم بحب محمود محمد طه لأنه نقض عُرى الإسلام وشنَّ الحرب عليه ونحكي عن علاقته الحميمة بأزرق طيبة الذي تحدثت الصحف والوثائق عن علاقته القديمة والمتجدِّدة بالحزب الشيوعي السوداني وبالحركة الشعبية وكيف وشّح أزرق طيبة باقان أموم شال الطريقة السمانية العركية وسمّاه بالشيخ وكيف اجتمع به لساعات وحكت الصحف عن تطابق وجهة نظر «الشيخين» وتكوين لجنة مشتركة للتنسيق حول القضايا السياسية الإستراتيجية!!

    قبل أن أختم أود أن أنصح أسماء محمود محمد طه بأن تنعتق من زُمرة شياطين الإنس فقد قرأتُ أنها مع كثيرين غيرها خرجت من قيد والدها الهالك بمجرد أن جُندل وسقط في مزبلة التاريخ فهلاّ تبرأت من والدها كما تبرأ إبراهيم الخليل من أبيه آزر لتنال رضا الرحمن وهلاّ صدّت هؤلاء الأفّاكين الذين يريدون استخدام اسمها وجرّها إلى قعر جنهم وهلاّ تذكرت أن الانحياز لوالدها لن يُغني عنها من الله شيئاً ولن ينفعها يوم يقوم الناس لرب العالمين!!

    بالله عليكم هل كنتم تتخيلون في يوم من الأيام أن ينحاز الترابي إلى هذا المعسكر الذي لطالما حاربه بالقلم والسنان استسلاماً لمراراته الشيطانية؟!

    أحكي لكم عن قصة تذكِّر بخسران هؤلاء المحبَط عملُهم فقد رُوي أن عمر بن الخطاب مرّ براهب نصراني معتزل الناس في قمة جبل وداخل كهف موحش فما كان من عمر إلا أن تلا الآية القرآنية «عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية»!! فياله من تعب ورهق ويالها من عاقة وخيمة


    وهذا هو التعقيب للدكتور القراي

    تعقيب على الطيب مصطفى : عندما يتطاول الأقزام !! (1-3)

    بتاريخ : الأربعاء 13-01-2010

    د. عمر القراي

    لم أر في الآونة الأخيرة، رجلاً منذور الحظ من الحساسية، متبلد الشعور، غث العبارة، يتمتع بقدر مهول من السماجة، والفظاظة، وقلة الذكاء الفطري، مثل الطيب مصطفى، صاحب صحيفة "الانتباهة" . أسمعه وهو يقدم نصيحة، للاستاذة أسماء محمود محمد طه: ( أود أن انصح اسماء محمود محمد طه بأن تنعتق من زمرة شياطين الإنس فقد قرأت أنها مع كثيرين غيرها خرجت من قيد والدها الهالك بمجرد ان جندل
    وسقط في مزبلة التاريخ فهلا تبرأت من والدها كما تبرأ ابراهيم الخليل من أبيه آزر) !! (الإنتباهة العدد 1479 بتاريخ 10 يناير 2010م). فهل يمكن لرجل به مسكة عقل، أن ينصح إمرأة واعية، يريد لها ان تنتفع بنصيحته، وتستجيب لها، يحدثها بأن أباها (سقط في مزبلة التاريخ)، ويريد لها ان تقبل كلامه، كناصح أمين، وهو يقول عن أبيها (الهالك) ؟! أليس من الجلافة، وبداوة الطبع، أن يحدث رجل إمرأة، أي كانت، عن أبيها بهذه الصورة السخيفة ؟! وهل الطيب مصطفى، حسب فهمه المتواضع للدين، مطالب بإتباع سنة ابراهيم عليه السلام، أم سنة محمد صلى الله عليه وسلم ؟! فحين نزل قوله تعالى في شأن المنافقين (أستغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين) جاء (روى العوفي عن أبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لما نزلت هذه الآية أسمع ربي قد رخص لي فيهم فوالله لأستغفرن لهم أكثر من سبعين مرة لعل الله ان يغفر لهم " ... وقال الشعبي لما ثقل عبد الله بن أُبيّ أنطلق ابنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان أبي قد إحتضر فأحب أن تشهده وتصلي عليه ... فأنطلق معه حتى شهده وألبسه قميصه وهو عرق وصلى عليه فقيل له أتصلي عليه ؟ فقال : " إن الله قال "إن تستغفر لهم سبعين مرة" ولأستغفرن لهم سبعين وسبعين وسبعين " وكذا روى عروة بن الزبير ومجاهد بن جبير وقتادة بن دعامة ورواه ابن جرير بأسانيده ) (تفسير ابن كثير – الجزء الثاني ص 360 . دار الحديث: القاهرة) . وحتى إبراهيم لم يبدأ بالتبرؤ من أبيه بل بدأ بالاستغفار له، قال تعالى ( إلا قول ابراهيم لابيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شئ )، ولم يتبرأ منه الا ¬ بعد أن تأكد له أنه عدو لله .. وحين كانت السنة السائرة، على عهد ابراهيم، أن يتبرأ الشخص من أبيه إذا كان عدو لله ، كانت سنة النبي الكريم، أن يحضر، ويصلي، ويستغفر، لعبد الله بن ابي بن سلول كبير المنافقين، الذي لم يشك احد في عدائه لله ورسوله .. فأي السنتين أحق بالاتباع لو كنتم تعلمون ؟! وهل قدم الطيب مصطفى، واشياخه في الحركة الإسلامية، عبر تاريخها دليلاً واحداً، على أن الاستاذ محمود عدو لله، حتى يطالبوا بالتبرؤ منه، إتباعاً لنهج إبراهيم، وصداً عن نهج محمد صلى الله عليه وسلم ؟! وهل يستبعد من الطيب مصطفى، وأخوته في المؤتمر الوطني، أن يكفروا الاستاذ محمود، بعد أن كفروا شيخهم، ومرشدهم، لأنه أختلف معهم، حول تقسيم أموال السحت، التي يتجرعونها ولا يسيغونها، من قوت الشعب ودمه ؟! ومع كل ذلك، لم يصف ابراهيم أباه، بهذه العبارات المنتنة، التي يطلقها الطيب مصطفى، بلا رقيب من ضمير، أو خلق .. فلماذا يريد لاسماء ان تقبلها منه، وتستمع لنصيحته ؟! ثم إذا كانت الاستاذة أسماء، قد أنشأت مركزاً ثقافياً، أطلقت عليه إسم والدها، لترفع من ذكره، وتحيي من سيرته الملهمة، لأرفع قيم الدين والبطولة، أليس من البلادة الفطرية ان يقول عنها شخص (فقد قرأت أنها مع كثيرين غيرها خرجت من قيد والدها) ؟! أين قرأت هذه الفرية ، وهل أنت تفهم ما تقرأ ؟! لو كنت تفهم، لحوت صحيفتك البائسة، مناقشة للآراء، والمواقف المخالفة لك، بدلاً من ان تكرر ( كلام ياسر عرمان يفقع المرارة)، ومرة أخرى (تصريح باقان يفقع المرارة )، فأنت دائماً موتور، ومتأذى، من مفاهيم، كان يمكن ان تناقشها وتفندها، لو أنك كنت تفهم ما يقال ويكتب !! يقول الطيب مصطفى ( أريد ان أذكر بأن محمود محمد طه سجن بالفعل من قبل الاستعمار البريطاني لكن هل تعلمون لماذا ؟ أجيب بأن محموداً قد سجن بالفعل لأنه شارك في تظاهرة ضد قرار الاستعمار البريطاني بمنع الختان الفرعوني !! أي الرجل كان من مناصري الختان الفرعوني ولم يخرج لمناهضة الاستعمار البريطاني !! )(الانتباهة 10/1/2010م). وحتى لو سلمنا جدلاً بهذه الحديث الساذج، الذي دلّ به الطيب مصطفى، على جهله المزري بتاريخ هذا البلد، أليس الاعتراض على قرار الاستعمار البريطاني، أي كان هذا القرار، مناهضة للاستعمار ؟! ولماذا لم يترك أشياخ الحركة ¬ الاسلامية، الذين يعتبرهم الطيب مصطفى أئمته وزعماءه، موضوع الختان جانباً، ويعترضوا على قرارات الاستعمارالأخرى، فيسجنوا، لأسباب أخرى، في نفس الوقت، الذي سجن فيه الاستاذ محمود بسبب إعتراضه على قانون الخفاض ؟! أما الحقيقة التي تعامى عنها الطيب مصطفى، فهي أن الاستاذ محمود، سجن قبل حادثة الختان الفرعوني، لكتابة منشورات، وزعت علناً ضد الاستعمار.. فقد جاء ( مثل الاستاذ محمود محمد طه المهندس أمس أمام قاضي الجنايات المستر مكدوال متهماً من بوليس الخرطوم تحت قانون التحقيق الجنائي لتوزيعه منشورات سياسية من شأنها الإخلال بالأمن العام وقد أمره القاضي أن يوقع على صك بكفالة شخصية بمبلغ خمسين جنيهاً لمدة عام لا يشتغل بالسياسة ولا يوزع منشورات أو يودع السجن لمدة سنة إذا رفض ذلك ، ولكن الاستاذ محمود رفض التوقيع مفضلاً السجن وقد اقتيد لتوه الى سجن كوبر) ( صحيفة الرأي العام 3/6/1946م). ولقد كذب الطيب مصطفي، حين قال ان الاستاذ محمود كان يؤيد الختان الفرعوني، فقد جاء في منشور الحزب الجمهوري، الذي كان سابقاً لثورة رفاعة (اننا بمعارضتنا لهذا القانون لا نود ان ندافع عن عادة الخفاض الفرعوني ، أو نحلل الاسباب التي اوحت بها لابناء السودان وجعلتها تستمر بين ظهرانيهم حتى يومنا هذا ، ولكننا نود ان نناقش ترتيبات خاصة وسياسات خاصة إبتدعتها حكومة السودان إبتداعاً وتريد ان تجبرنا على إتباعها) ويمضي المنشور ليقول (إن الخفاض عادة سيئة ولها مضارها المتعددة ، ولكن السودانيين كبقية الشعوب لهم عاداتهم الحسنة ، وعاداتهم السيئة والعادات السيئة لا تحارب بالقوانين وإنما بالتربية والتعليم الواعي .. لا شك ان مجرد التفكير في الإلتجاء الى القانون للقضاء على عادة مستأصلة في النفوس، تأصل الخفاض الفرعوني، دليل قاطع على ان حكومة السودان، أما ان يكون قد رسخ في ذهنها اننا شعب تستطيع القوة وحدها ان تثنيه عن كل مبدأ ، أوعقيدة أو ان تكون قد ارادت ان تقول للعالم الخارجي، أن السودانيين قوم متعنتون، وان تعنتهم الذي ألجأنا للقانون لاستئصال عادة الخفاض الفرعوني الهمجية ... أما القانون في حد ذاته، فهو قانون أريد به إذلال النفوس، وإهدار الكرامة والترويض على النقائص والمهانة .. قل لي بربك أي رجل يرضى بأن يشتهر بالتجسس على عرض جاره ؟ وأي كريم يرضى بأن يكون سبباً في إرسال بنات جاره أو صديقه أو عشيرته للطبيب للكشف ¬ عليهن ؟! عجباً لكم ياواضعي القانون أن تستذلونا باسم القانون ! أومن الرأفة بالفتاة ان تلقوا بكاسبها في السجن ؟! )( منشور الخفاض- الحزب الجمهوري –الأرشيف يونيو 1946م). وإذا كان الطيب مصطفى، لا يقرأ تاريخ الحركة الوطنية، ولا يهتم ليبحث فيه، ألم يقرأ الصحف السودانية في السبعينات، ولو من باب تأهيل نفسه، في مجال الصحافة الذي تقحمه بلا دراية ؟! فقد كتب التجاني عامر، المؤرخ السوداني المعروف، وهو يتحدث عن الاحزاب السودانية ( الحزب الجمهوري: قد يكون هذا الحزب من أقدم الأحزاب السودانية بحساب الزمن، وهو أول حزب صغير، يعمل خارج نطاق النفوذ الطائفي باصرار، بل بمناجزة وصدام، واسمه يدل على المنهج الذي انتهجه لمصير السودان ومؤسس الحزب هو الاستاذ محمود محمد طه، الذي كان من أبرز الوجوه الوطنية، في مستهل حركة النضال ) الى ان يقول ( وقد تعرض محمود للسجن الطويل، في خصومات أيجابية مع الانجليز، منها حادث " الطهارة الفرعونية" في رفاعة، وهو حدث اجتماعي، رفعه محمود الى مستوى المساس بالدين والوطن) ( صحيفة الصحافة 16/4/1975م). والاستاذ محمود لم يدخل السجن ( لأنه شارك في تظاهرة ضد قرار الاستعمار البريطاني بمنع الختان الفرعوني) كما ذكر الطيب مصطفى زوراً وبهتاناً ، وإنما لأنه قاد ثورة رفاعة، إذ خطب في الناس في مسجد رفاعة، وتقدمهم فعبروا النهر، وحاصروا المركز بالحصاحيصا، وحطموا نوافذه ، واخرجوا المرأة من السجن، ورجعوا بها الى أهلها .. وكانت تلك أول مرة، يرغم فيها الاستعمار، على تكسير قراره ، وتراجع هيبته، حتى انفتح الطريق الى المقاومة الحقيقة، للحكم البريطاني. وتم إعتقال الاستاذ محمود، بعد تدخل الجيش، فقد جاء (جاءت قوة كبيرة من البوليس من مدني برئاسة مفتش المركز ، وفي نفس الوقت عسكر خارج رفاعة البلك الرابع من فرقة الهجانة بقيادة الصاغ أحمد عبد الله حامد الذي دخل الى رفاعة برفقة ضابط سياسي وقابل المفتش وكموندان البوليس ورجع الى مقر فرقته واعتقل الاستاذ محمود محمد طه وأحضر الى المركز ، واثر ذلك تحرك جمهور كبير نحو المركز وفي الحال نقل الاستاذ محمود الى معسكر البلك الرابع خارج المدينة وتحركت فصيلة من البلك الرابع لتعزيز قوة بوليس مركز رفاعة ) (الرأي العام 7/10/1946م) ¬ كما جاء في الأخبار ( علمنا أن الاستاذ محمود محمد طه رفض ان يقبل محامياً للدفاع عنه وانه أعلن بأنه لن يدلي بأية اقوال للتحقيق إلا على أساس مناقشة قانون منع الخفاض الفرعوني . وكان الاستاذان المحاميان الاستاذ أحمد خير والأستاذ زيادة قد تقدما للدفاع عن الاستاذ فشكرهما الاستاذ واعتذر لهما بأنه سيباشر القضية بنفسه ) (الرأي العام 12/10/1946م). وحين وقف الاستاذ محمود أمام القاضي ابورنات في محكمة مدني مدافعاً عن نفسه كان مما قاله (1- أهالي رفاعة جميعهم أبرياء ، وزملائي الذين سجنوا أبرياء ، وأنا برئ ، والمسألة في الحقيقة ، سلسلة أخطاء من الإدارة ، من أولها إلى آخرها .. كلما أخطأت الإدارة مرة ، وتمسك الناس بحقهم ، اعتبرته مساساً بهيبتها ، فاستعلت ، وأخذتها العزة بالإثم ، فقفزت في خطأ آخر ، هو في زعمها ، يعيد لها هيبتها في نفوس الناس .. وما علمت أن إجتماع الأخطاء ، لا ينتج منه ولا صواب واحد. (2- الوضع الصحيح المجمل لهذه المسألة ، هو أن الإدارة قد ضربت أهالي رفاعة فصاحوا من ألم الضرب بصوت خفيض ، ثم ضربتهم فصاحوا، ثم ضربتهم فصاحوا ، فاستاءت من أن يصيح المضروب المتألم ، فقدمتنا للمحاكمة ، فكانت هذه المحكمة.. ولو كنا نملك ما تملك ، لقدمناها نحن لهذه المحكمة ، ولكنا لا نملك جيشاً ، ولا بوليساً ، ولا سجوناً وقيوداً ، ولو ترك القطا ليلاً لنام . (3- قلت بالأمس ، إني وبالمثل أي عضو من أعضاء الحزب الجمهوري ، لا أنكر تهمة الإثارة ، لمجرد أنها تهمة إثارة ، إنما أنكر تهمة الإثارة ، بالنقد الذي لا يحترم الحقائق وبالتشويش المغرض .. ولقد كان من دواعي الشرف لي ، ولحزبي ، لو صح أني أنا الذي أثرت أهالي رفاعة حول هذه القضية ، لأنها من القضايا التي نقدنا فيها الحكومة ، وسننقدها الى ان تقلع عنها .. ولكن للأسف ، فإن الإدارة قد سبقتني الى هذا الشرف ، فاثارت أهالي رفاعة ، واثارتني معهم .. فلننظر . (7- قالت جريدة الرأي العام في يوم 24 سبتمبر، تحت عنوان رئيسي " القضاء ينظر في قضية الخفاض برفاعة " ، بعد حديث لها " وقد علمنا من مكتب الصحافة هذا الصباح ، أن قضية الخفاض التي سببت كل هذا الشغب ، هي الآن ، تحت نظر رئيس القضاء بالمصلحة القضائية ، وان التهم الموجهة الى الذين اعتقلوا في هذه الحوادث ، لا دخل ¬ (8- لها بآرائهم في موضوع الخفاض .. ولكنها تتعلق اولاً وأخيراً باستخدام القوة ، لتحقيق غاية ، في الوقت الذي كان في الاستئناف مفتوحاً أمام المتظاهرين. (9- هل باب الاستئناف مفتوح أمام المتظاهرين ؟ .. لننظر . (10- قالت الحكومة في بيان رسمي ، في الصحف ، ما يأتي " حصلت أخيراً في رفاعة حادثة أدينت فيها إمرأة لخفضها ابنتها خفاضا غير مشروع وحكم عليها بأربعة أشهر سجناً ، وقد قدم استئناف لمدير المديرية ، فرفضه ، وحبست المرأة في السجن" .. ومع ذلك فالحكومة تقول إن باب الاستئناف مفتوح !! وهذا الاستئناف رفض مع ان المرأة ، مسجونة بغير أدلة كافبة للإدانة ، وفيما أعلم لم يخبر المستأنفون ، ولا نحن مندوبي الهيئات ، الذين قابلنا المفتش ، بهذا الاستئناف ، وانما أعيدت المرأة للسجن والسلام .. فان لم يكن هذا سوء النيّة والاستخفاف بالناس فماذا عساه يكون؟ (12- مفتش رفاعة ، سجن أمرأة مصونة شابة ، في سجن عمومي مع خادمة عاهرة .. فحدثناه في ذلك ، فاعترف بعدم صلاحية السجن للنساء ، في رفاعة ، فأطلقها بضمانة ، وظل ما ظل في رفاعة لا يذكرها، فلماذا عندما ذهب الى الحصاحيصا، أمر باعادتها، الى نفس السجن؟! فهل تسمي هذا استخفافاً، بدين الناس، واخلاقهم، أم تسميه جهلاً بالناس، أم هما معاً ؟! سمه ما شئت فهو برهان ثالث . (13- إن تصرف المفتش هذا ، يجعل ما قمت به أنا ، في الجامع ، وما قام به الناس بالمركز ، شيئاً مفروضاً علينا ، في واجب الدين ، وواجب الاخلاق ، وواجب الحياة نفسها ، بل إن الناس قد سلكوا سلوكاً يستحق الثناء ، وقد شرحنا تفصيله للمحكمة ).
                  

01-13-2010, 11:54 PM

Salah Musa
<aSalah Musa
تاريخ التسجيل: 03-29-2004
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: خلف الله عبود)

    up
                  

01-14-2010, 01:32 AM

لطفي علي لطفي

تاريخ التسجيل: 08-16-2009
مجموع المشاركات: 1287

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: Salah Musa)

    شكرا يا عبود
    مقال الطيب مصطفي متاهفت كصاحبه
    فأقحمه القراي برد سوف يهز اركانه كلها

    لذلك اسمح لي ان افصل رد القراي من مقال الطيب مصطفي

    تشكر

    لطفي

    Quote: وهذا هو التعقيب للدكتور القراي

    تعقيب على الطيب مصطفى : عندما يتطاول الأقزام !! (1-3)

    بتاريخ : الأربعاء 13-01-2010

    د. عمر القراي

    لم أر في الآونة الأخيرة، رجلاً منذور الحظ من الحساسية، متبلد الشعور، غث العبارة، يتمتع بقدر مهول من السماجة، والفظاظة، وقلة الذكاء الفطري، مثل الطيب مصطفى، صاحب صحيفة "الانتباهة" . أسمعه وهو يقدم نصيحة، للاستاذة أسماء محمود محمد طه: ( أود أن انصح اسماء محمود محمد طه بأن تنعتق من زمرة شياطين الإنس فقد قرأت أنها مع كثيرين غيرها خرجت من قيد والدها الهالك بمجرد ان جندل
    وسقط في مزبلة التاريخ فهلا تبرأت من والدها كما تبرأ ابراهيم الخليل من أبيه آزر) !! (الإنتباهة العدد 1479 بتاريخ 10 يناير 2010م). فهل يمكن لرجل به مسكة عقل، أن ينصح إمرأة واعية، يريد لها ان تنتفع بنصيحته، وتستجيب لها، يحدثها بأن أباها (سقط في مزبلة التاريخ)، ويريد لها ان تقبل كلامه، كناصح أمين، وهو يقول عن أبيها (الهالك) ؟! أليس من الجلافة، وبداوة الطبع، أن يحدث رجل إمرأة، أي كانت، عن أبيها بهذه الصورة السخيفة ؟! وهل الطيب مصطفى، حسب فهمه المتواضع للدين، مطالب بإتباع سنة ابراهيم عليه السلام، أم سنة محمد صلى الله عليه وسلم ؟! فحين نزل قوله تعالى في شأن المنافقين (أستغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين) جاء (روى العوفي عن أبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لما نزلت هذه الآية أسمع ربي قد رخص لي فيهم فوالله لأستغفرن لهم أكثر من سبعين مرة لعل الله ان يغفر لهم " ... وقال الشعبي لما ثقل عبد الله بن أُبيّ أنطلق ابنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان أبي قد إحتضر فأحب أن تشهده وتصلي عليه ... فأنطلق معه حتى شهده وألبسه قميصه وهو عرق وصلى عليه فقيل له أتصلي عليه ؟ فقال : " إن الله قال "إن تستغفر لهم سبعين مرة" ولأستغفرن لهم سبعين وسبعين وسبعين " وكذا روى عروة بن الزبير ومجاهد بن جبير وقتادة بن دعامة ورواه ابن جرير بأسانيده ) (تفسير ابن كثير – الجزء الثاني ص 360 . دار الحديث: القاهرة) . وحتى إبراهيم لم يبدأ بالتبرؤ من أبيه بل بدأ بالاستغفار له، قال تعالى ( إلا قول ابراهيم لابيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شئ )، ولم يتبرأ منه الا ¬ بعد أن تأكد له أنه عدو لله .. وحين كانت السنة السائرة، على عهد ابراهيم، أن يتبرأ الشخص من أبيه إذا كان عدو لله ، كانت سنة النبي الكريم، أن يحضر، ويصلي، ويستغفر، لعبد الله بن ابي بن سلول كبير المنافقين، الذي لم يشك احد في عدائه لله ورسوله .. فأي السنتين أحق بالاتباع لو كنتم تعلمون ؟! وهل قدم الطيب مصطفى، واشياخه في الحركة الإسلامية، عبر تاريخها دليلاً واحداً، على أن الاستاذ محمود عدو لله، حتى يطالبوا بالتبرؤ منه، إتباعاً لنهج إبراهيم، وصداً عن نهج محمد صلى الله عليه وسلم ؟! وهل يستبعد من الطيب مصطفى، وأخوته في المؤتمر الوطني، أن يكفروا الاستاذ محمود، بعد أن كفروا شيخهم، ومرشدهم، لأنه أختلف معهم، حول تقسيم أموال السحت، التي يتجرعونها ولا يسيغونها، من قوت الشعب ودمه ؟! ومع كل ذلك، لم يصف ابراهيم أباه، بهذه العبارات المنتنة، التي يطلقها الطيب مصطفى، بلا رقيب من ضمير، أو خلق .. فلماذا يريد لاسماء ان تقبلها منه، وتستمع لنصيحته ؟! ثم إذا كانت الاستاذة أسماء، قد أنشأت مركزاً ثقافياً، أطلقت عليه إسم والدها، لترفع من ذكره، وتحيي من سيرته الملهمة، لأرفع قيم الدين والبطولة، أليس من البلادة الفطرية ان يقول عنها شخص (فقد قرأت أنها مع كثيرين غيرها خرجت من قيد والدها) ؟! أين قرأت هذه الفرية ، وهل أنت تفهم ما تقرأ ؟! لو كنت تفهم، لحوت صحيفتك البائسة، مناقشة للآراء، والمواقف المخالفة لك، بدلاً من ان تكرر ( كلام ياسر عرمان يفقع المرارة)، ومرة أخرى (تصريح باقان يفقع المرارة )، فأنت دائماً موتور، ومتأذى، من مفاهيم، كان يمكن ان تناقشها وتفندها، لو أنك كنت تفهم ما يقال ويكتب !! يقول الطيب مصطفى ( أريد ان أذكر بأن محمود محمد طه سجن بالفعل من قبل الاستعمار البريطاني لكن هل تعلمون لماذا ؟ أجيب بأن محموداً قد سجن بالفعل لأنه شارك في تظاهرة ضد قرار الاستعمار البريطاني بمنع الختان الفرعوني !! أي الرجل كان من مناصري الختان الفرعوني ولم يخرج لمناهضة الاستعمار البريطاني !! )(الانتباهة 10/1/2010م). وحتى لو سلمنا جدلاً بهذه الحديث الساذج، الذي دلّ به الطيب مصطفى، على جهله المزري بتاريخ هذا البلد، أليس الاعتراض على قرار الاستعمار البريطاني، أي كان هذا القرار، مناهضة للاستعمار ؟! ولماذا لم يترك أشياخ الحركة ¬ الاسلامية، الذين يعتبرهم الطيب مصطفى أئمته وزعماءه، موضوع الختان جانباً، ويعترضوا على قرارات الاستعمارالأخرى، فيسجنوا، لأسباب أخرى، في نفس الوقت، الذي سجن فيه الاستاذ محمود بسبب إعتراضه على قانون الخفاض ؟! أما الحقيقة التي تعامى عنها الطيب مصطفى، فهي أن الاستاذ محمود، سجن قبل حادثة الختان الفرعوني، لكتابة منشورات، وزعت علناً ضد الاستعمار.. فقد جاء ( مثل الاستاذ محمود محمد طه المهندس أمس أمام قاضي الجنايات المستر مكدوال متهماً من بوليس الخرطوم تحت قانون التحقيق الجنائي لتوزيعه منشورات سياسية من شأنها الإخلال بالأمن العام وقد أمره القاضي أن يوقع على صك بكفالة شخصية بمبلغ خمسين جنيهاً لمدة عام لا يشتغل بالسياسة ولا يوزع منشورات أو يودع السجن لمدة سنة إذا رفض ذلك ، ولكن الاستاذ محمود رفض التوقيع مفضلاً السجن وقد اقتيد لتوه الى سجن كوبر) ( صحيفة الرأي العام 3/6/1946م). ولقد كذب الطيب مصطفي، حين قال ان الاستاذ محمود كان يؤيد الختان الفرعوني، فقد جاء في منشور الحزب الجمهوري، الذي كان سابقاً لثورة رفاعة (اننا بمعارضتنا لهذا القانون لا نود ان ندافع عن عادة الخفاض الفرعوني ، أو نحلل الاسباب التي اوحت بها لابناء السودان وجعلتها تستمر بين ظهرانيهم حتى يومنا هذا ، ولكننا نود ان نناقش ترتيبات خاصة وسياسات خاصة إبتدعتها حكومة السودان إبتداعاً وتريد ان تجبرنا على إتباعها) ويمضي المنشور ليقول (إن الخفاض عادة سيئة ولها مضارها المتعددة ، ولكن السودانيين كبقية الشعوب لهم عاداتهم الحسنة ، وعاداتهم السيئة والعادات السيئة لا تحارب بالقوانين وإنما بالتربية والتعليم الواعي .. لا شك ان مجرد التفكير في الإلتجاء الى القانون للقضاء على عادة مستأصلة في النفوس، تأصل الخفاض الفرعوني، دليل قاطع على ان حكومة السودان، أما ان يكون قد رسخ في ذهنها اننا شعب تستطيع القوة وحدها ان تثنيه عن كل مبدأ ، أوعقيدة أو ان تكون قد ارادت ان تقول للعالم الخارجي، أن السودانيين قوم متعنتون، وان تعنتهم الذي ألجأنا للقانون لاستئصال عادة الخفاض الفرعوني الهمجية ... أما القانون في حد ذاته، فهو قانون أريد به إذلال النفوس، وإهدار الكرامة والترويض على النقائص والمهانة .. قل لي بربك أي رجل يرضى بأن يشتهر بالتجسس على عرض جاره ؟ وأي كريم يرضى بأن يكون سبباً في إرسال بنات جاره أو صديقه أو عشيرته للطبيب للكشف ¬ عليهن ؟! عجباً لكم ياواضعي القانون أن تستذلونا باسم القانون ! أومن الرأفة بالفتاة ان تلقوا بكاسبها في السجن ؟! )( منشور الخفاض- الحزب الجمهوري –الأرشيف يونيو 1946م). وإذا كان الطيب مصطفى، لا يقرأ تاريخ الحركة الوطنية، ولا يهتم ليبحث فيه، ألم يقرأ الصحف السودانية في السبعينات، ولو من باب تأهيل نفسه، في مجال الصحافة الذي تقحمه بلا دراية ؟! فقد كتب التجاني عامر، المؤرخ السوداني المعروف، وهو يتحدث عن الاحزاب السودانية ( الحزب الجمهوري: قد يكون هذا الحزب من أقدم الأحزاب السودانية بحساب الزمن، وهو أول حزب صغير، يعمل خارج نطاق النفوذ الطائفي باصرار، بل بمناجزة وصدام، واسمه يدل على المنهج الذي انتهجه لمصير السودان ومؤسس الحزب هو الاستاذ محمود محمد طه، الذي كان من أبرز الوجوه الوطنية، في مستهل حركة النضال ) الى ان يقول ( وقد تعرض محمود للسجن الطويل، في خصومات أيجابية مع الانجليز، منها حادث " الطهارة الفرعونية" في رفاعة، وهو حدث اجتماعي، رفعه محمود الى مستوى المساس بالدين والوطن) ( صحيفة الصحافة 16/4/1975م). والاستاذ محمود لم يدخل السجن ( لأنه شارك في تظاهرة ضد قرار الاستعمار البريطاني بمنع الختان الفرعوني) كما ذكر الطيب مصطفى زوراً وبهتاناً ، وإنما لأنه قاد ثورة رفاعة، إذ خطب في الناس في مسجد رفاعة، وتقدمهم فعبروا النهر، وحاصروا المركز بالحصاحيصا، وحطموا نوافذه ، واخرجوا المرأة من السجن، ورجعوا بها الى أهلها .. وكانت تلك أول مرة، يرغم فيها الاستعمار، على تكسير قراره ، وتراجع هيبته، حتى انفتح الطريق الى المقاومة الحقيقة، للحكم البريطاني. وتم إعتقال الاستاذ محمود، بعد تدخل الجيش، فقد جاء (جاءت قوة كبيرة من البوليس من مدني برئاسة مفتش المركز ، وفي نفس الوقت عسكر خارج رفاعة البلك الرابع من فرقة الهجانة بقيادة الصاغ أحمد عبد الله حامد الذي دخل الى رفاعة برفقة ضابط سياسي وقابل المفتش وكموندان البوليس ورجع الى مقر فرقته واعتقل الاستاذ محمود محمد طه وأحضر الى المركز ، واثر ذلك تحرك جمهور كبير نحو المركز وفي الحال نقل الاستاذ محمود الى معسكر البلك الرابع خارج المدينة وتحركت فصيلة من البلك الرابع لتعزيز قوة بوليس مركز رفاعة ) (الرأي العام 7/10/1946م) ¬ كما جاء في الأخبار ( علمنا أن الاستاذ محمود محمد طه رفض ان يقبل محامياً للدفاع عنه وانه أعلن بأنه لن يدلي بأية اقوال للتحقيق إلا على أساس مناقشة قانون منع الخفاض الفرعوني . وكان الاستاذان المحاميان الاستاذ أحمد خير والأستاذ زيادة قد تقدما للدفاع عن الاستاذ فشكرهما الاستاذ واعتذر لهما بأنه سيباشر القضية بنفسه ) (الرأي العام 12/10/1946م). وحين وقف الاستاذ محمود أمام القاضي ابورنات في محكمة مدني مدافعاً عن نفسه كان مما قاله (1- أهالي رفاعة جميعهم أبرياء ، وزملائي الذين سجنوا أبرياء ، وأنا برئ ، والمسألة في الحقيقة ، سلسلة أخطاء من الإدارة ، من أولها إلى آخرها .. كلما أخطأت الإدارة مرة ، وتمسك الناس بحقهم ، اعتبرته مساساً بهيبتها ، فاستعلت ، وأخذتها العزة بالإثم ، فقفزت في خطأ آخر ، هو في زعمها ، يعيد لها هيبتها في نفوس الناس .. وما علمت أن إجتماع الأخطاء ، لا ينتج منه ولا صواب واحد. (2- الوضع الصحيح المجمل لهذه المسألة ، هو أن الإدارة قد ضربت أهالي رفاعة فصاحوا من ألم الضرب بصوت خفيض ، ثم ضربتهم فصاحوا، ثم ضربتهم فصاحوا ، فاستاءت من أن يصيح المضروب المتألم ، فقدمتنا للمحاكمة ، فكانت هذه المحكمة.. ولو كنا نملك ما تملك ، لقدمناها نحن لهذه المحكمة ، ولكنا لا نملك جيشاً ، ولا بوليساً ، ولا سجوناً وقيوداً ، ولو ترك القطا ليلاً لنام . (3- قلت بالأمس ، إني وبالمثل أي عضو من أعضاء الحزب الجمهوري ، لا أنكر تهمة الإثارة ، لمجرد أنها تهمة إثارة ، إنما أنكر تهمة الإثارة ، بالنقد الذي لا يحترم الحقائق وبالتشويش المغرض .. ولقد كان من دواعي الشرف لي ، ولحزبي ، لو صح أني أنا الذي أثرت أهالي رفاعة حول هذه القضية ، لأنها من القضايا التي نقدنا فيها الحكومة ، وسننقدها الى ان تقلع عنها .. ولكن للأسف ، فإن الإدارة قد سبقتني الى هذا الشرف ، فاثارت أهالي رفاعة ، واثارتني معهم .. فلننظر . (7- قالت جريدة الرأي العام في يوم 24 سبتمبر، تحت عنوان رئيسي " القضاء ينظر في قضية الخفاض برفاعة " ، بعد حديث لها " وقد علمنا من مكتب الصحافة هذا الصباح ، أن قضية الخفاض التي سببت كل هذا الشغب ، هي الآن ، تحت نظر رئيس القضاء بالمصلحة القضائية ، وان التهم الموجهة الى الذين اعتقلوا في هذه الحوادث ، لا دخل ¬ (8- لها بآرائهم في موضوع الخفاض .. ولكنها تتعلق اولاً وأخيراً باستخدام القوة ، لتحقيق غاية ، في الوقت الذي كان في الاستئناف مفتوحاً أمام المتظاهرين. (9- هل باب الاستئناف مفتوح أمام المتظاهرين ؟ .. لننظر . (10- قالت الحكومة في بيان رسمي ، في الصحف ، ما يأتي " حصلت أخيراً في رفاعة حادثة أدينت فيها إمرأة لخفضها ابنتها خفاضا غير مشروع وحكم عليها بأربعة أشهر سجناً ، وقد قدم استئناف لمدير المديرية ، فرفضه ، وحبست المرأة في السجن" .. ومع ذلك فالحكومة تقول إن باب الاستئناف مفتوح !! وهذا الاستئناف رفض مع ان المرأة ، مسجونة بغير أدلة كافبة للإدانة ، وفيما أعلم لم يخبر المستأنفون ، ولا نحن مندوبي الهيئات ، الذين قابلنا المفتش ، بهذا الاستئناف ، وانما أعيدت المرأة للسجن والسلام .. فان لم يكن هذا سوء النيّة والاستخفاف بالناس فماذا عساه يكون؟ (12- مفتش رفاعة ، سجن أمرأة مصونة شابة ، في سجن عمومي مع خادمة عاهرة .. فحدثناه في ذلك ، فاعترف بعدم صلاحية السجن للنساء ، في رفاعة ، فأطلقها بضمانة ، وظل ما ظل في رفاعة لا يذكرها، فلماذا عندما ذهب الى الحصاحيصا، أمر باعادتها، الى نفس السجن؟! فهل تسمي هذا استخفافاً، بدين الناس، واخلاقهم، أم تسميه جهلاً بالناس، أم هما معاً ؟! سمه ما شئت فهو برهان ثالث . (13- إن تصرف المفتش هذا ، يجعل ما قمت به أنا ، في الجامع ، وما قام به الناس بالمركز ، شيئاً مفروضاً علينا ، في واجب الدين ، وواجب الاخلاق ، وواجب الحياة نفسها ، بل إن الناس قد سلكوا سلوكاً يستحق الثناء ، وقد شرحنا تفصيله للمحكمة ).
                  

01-14-2010, 05:46 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: لطفي علي لطفي)

    آن لهذا الجهلول العنصري أن يلجم بالمنطق القوي والنقد العلمي
    في انتظار بقية مقالات د. القراي

    عمر
                  

01-14-2010, 07:26 AM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: Omer Abdalla)

    شكرا لطفي وشكراصلاح موسى وشكرا عمر ... وسنظل نكشف زيف هؤلاء الكتاب الجهلة حتى يظر الحق أبلجا
                  

01-14-2010, 09:12 AM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: خلف الله عبود)

    بارك الله فيك يا عمر...وفي انتظار المزيد في الرد على هذا المتهافت اللئيم
    احمد
                  

01-14-2010, 10:07 AM

رأفت حسن عباس
<aرأفت حسن عباس
تاريخ التسجيل: 11-27-2006
مجموع المشاركات: 265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: د.أحمد الحسين)

    شكراً على هذا البوست الرائع..
    و شكراً للدكتور القراى على هذا الرد الضافى و الموضوعى الذى لا يعتمد على ( العاطفة) كما يفعل الطيب مصطفى..
    و لكن الطيب مصطفى لن يعى الدرس بطبيعة الحال و أنا أشك فى أنه قرأ الرد من بدايته إلى نهايته.. فها هو القراى يثبت أن الطيب مصطفى لا يرتكز الى حقائق عندما يكتب لأنه ببساطة لا يكلف نفسه عناء القراءة..

    + قال كاتب صحفى قال
                  

01-14-2010, 10:38 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: رأفت حسن عباس)

    شكراً يا خلف، والشكر للعزيز عمر القراي على هذا الرد الموضوعي المدعم بالحقائق الدامغة.
    والتحية لضيوفك الكرام.
                  

01-14-2010, 11:40 PM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: Haydar Badawi Sadig)

    هذا المدعو الطيب مصطفى طفيلى جهول دخل عالم الصحافة من ابوابها الخلفية واصبح مثل الثور فى مستودع الخزف... المزيد من الحوار الديمقراطى والعلمى يعيد امثال هؤلاء العاطلين عن الفكر الى أجحارهم .. رد القراى مدعوم بالمنطق والحجة القوية على تهافت القزم الصحفى الطيب مصطفى...

    وصفنى هذا الثور الصحفى ذات مرة بالنكرة لأننى التقيت بعبدالواحد محمد نور زعيم حركة تحرير السودان... إنه يصف كل من يعارضه فى الفكر بالهالك او المرتد او النكرة وما شابه ذلك لأنه لا يملك قاموسا غير ذلك.... وكا إناء بما فيه ينضح...

    شكرا

    نورالدين منان
                  

01-15-2010, 08:06 AM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: Mannan)

    شكرا للإخوة المتداخلين ... وسأعود بعد قليل .
                  

01-15-2010, 06:10 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: خلف الله عبود)


    الأعزاء د. أحمد ، رأفت ، د. حيدر ، منان
    تماما كما ذكرتم فإن هذا الدعي يحتاج لتقويم يرده إلى رشده ، عن طريق المنطق .
    نتوقع صدور الأجزاء التالية من المقال قريبا .
                  

01-16-2010, 01:39 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: خلف الله عبود)

    Quote: لم أر في الآونة الأخيرة، رجلاً منذور الحظ من الحساسية، متبلد الشعور، غث العبارة، يتمتع بقدر مهول من السماجة، والفظاظة، وقلة الذكاء الفطري، مثل الطيب مصطفى، صاحب صحيفة "الانتباهة"


    أضف إلى ذلك عنصريته وتعاليه العرقي والثقافي الأجوف.
    ومع ذلك كـ(الآواني الفارغة) صدر طنينا وضجيجا غير معقولين.
                  

01-17-2010, 08:50 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: خالد عويس)

    شكرا ، خالد عويس على الإضافة الصحيحة .

    وإليكم الحلقة الثانية من رد د. القراى على الطيب مصطفي مك


    تعقيب على الطيب مصطفى
    عندما يتطاول الأقزام !! (2-3)
    ولو كان للطيب مصطفى، أو قادته من الإسلاميين، أي دور في النضال الوطني ضد الاستعمار، لما وصفنا جهله بدور الاستاذ محمود بالتطاول، ولكن الرجل نكرة، حتى داخل تنظيم الإتجاه الإسلامي، وليس له قبل (الإنقاذ)، التي خلقته، أي وجود، ولا يقارن قط، بالقيادات الأسلامية، التي أخذ يهاجمها مؤخراً، أمثال د. الأفندي، و د. التجاني عبد القادر. ولئن أنكر الطيب مصطفى دور الاستاذ محمود في مناهضة الإستعمار، فما وزنه بإزاء كبار الكتاب، والمفكرين، والشعراء الذين إعترفوا به وسجلوه في إنتاجهم الثقافي الرصين؟! فقد كتب المرحوم، الشاعر محمد المهدي مجذوب، في مقدمة قصيدته التي اسماها الى الله ( من المنبر في مسجد رفاعة إنبعثت الصيحة وخرج المسلمون –كالمسلمين الأوائل- في لحظة إلهية، يندفعون الى الكافر، ولقيهم هذا خلف صف من العساكر، وانطلق الرصاص، وتقدم الرجال يمشون على خطى محمود) .. وكان مما جاء في تلك القصيدة العصماء، عن مدينة رفاعة الثائرة :
    ( هي أدت عن شعبها الدين يارب وللحق في الشعوب ديون
    رفعت طرفها الى الله والأدمع في خدها رجاء حزين
    ليس تشكو الى سواه وقد أعرض سودانـها وقل المعين
    أين محمودها الذي دفع الضيم أللقيد في يديه رنين؟) (الدامر نوفمبر 1946م)
    وحين زار الشاعرالاستاذ، في السجن، كتب قصيدته "المجاهد" في مارس 1947م، وقدم لها بقوله: (قيلت هذه القصيدة بعد أيام من الزيارة الرسمية لسجن كوبر وقد منعت سلطات السجن يومذاك أعضاء الحزب الجمهوري من زيارة رئيسهم المجاهد محمود محمد طه) ومما جاء فيها :
    محمود يا ابن محمد لك أسوة أوعيت محنة يوسف تأويلا
    وطن وهبت له الشباب منضراً ورأيت أجمل ما وهبت قليلا
    بات الرجال على الخيانة والخنى وجعلت قيدك للوفاء مقيلا
    الفجر منتظر حدائك صافياً بهدى السماء ونورها مشمولا
    تُلقي البلادُ الى يديك زمامها بطلاً يعود بفخرها موصولا
    فرداً على آي النبي وشرعه عدلاً يقيم على البلاد عدولا
    وهو الأمين وسوف يسأل معجب أتراه يبعثه الرسول رسولا
    قلبت ياوطني السيوف كثيرة حتى وجدت حسامك المأمولا
    محمود يلمع في عماية كوبر مثل الهلال وضاءة ونحولا
    الله طهر اصغريه ومدّه ظلاً على أهل الحقوق ظليلا
    الصايم القوام بين قيوده يتلو الكتاب منزل تنزيلا
    محمود برأك العليم من الهوى وأحق فيك على الحياة دليلا
    الفجر انت على النفوس ولم يكن بسواك نور هداية مكفولا
    أنت الغياث لموطن أبناؤه تركوه بين عيونهم مخذولا

    ولئن حاول الطيب مصطفى، وهو يخوض في أوحال جهالاته، أن يشكك في دين الاستاذ محمود، فما هي معرفته بالدين، وكم قدره فيه، بإزاء العالم البروفسير عبد الله الطيب مفسر كتاب الله، ومعلم الاجيال ؟! فقد قال:
    قد شجاني مصابه محمود مارق قيل وهو عندي شهيد
    وطني مجاهد وأديـــب منشئ في بيانه تجويد
    وخطيب مؤثر ولديه سرعة الرد والذكاء الفريد
    وجرئ وشخصه جذاب ولدى الجد فالشجاع النجيد
    ذاق سجن المستعمرين قديما ومضت في الكفاح منه العقود
    ............................................................
    قتلته الافكار في بلد الجهل الذي سيطرت عليه القيود
    واثقاً كان في الخصومة بالفكر لو الفكر وحده المنشود
    سبق الناس في السياسة رأياً حين فيها تفكيرهم محدود
    ............................................................
    جعلوه يرقى به الدرج الصاعد نحو الهلاك خطو وئيد
    كشفوا وجهه ليعرف أن هذا هو الشخص عينه محمود
    قرئ الحكم ثم صاح به القاضي ألا مثله أقتلوه أبيدوا
    وأراهم من ثغره بسمة الساخر والحبل فوقه ممدود
    وعلى وجهه صفاء وإشراق أمام الردى وديع جليد

    ولم يذكر الطيب مصطفى، أي دليل من كتب الاستاذ محمود، أو محاضراته، يبرر به أكاذيبه، حين قال (نقض عرى الإسلام جميعها بما فيها الصلاة والزكاة والحج بل الذي نصب نفسه رسولاً بعد النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم) .. ولا حين بدأ مثل البسطاء، الذين لا يقرأون، فيضللهم بعض أئمة المساجد، حين قال عن الأستاذ ( تخليه عن الصلاة بحجة انها رفعت منه مع انها لم ترفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي حتى تتورم قدماه )( الإنتباهة 10/1/2010م). وإذا سألنا الطيب مصطفى، أين قرأ للاستاذ محمود، أنه قال رفعت عنه الصلاة، فهل سيجد جواباً، غير أن يفغر فاه دهشة ؟! ألاترون معي إن من أكبر أيجابيات حكومة (الانقاذ)، أبعادها الطيب مصطفى، من منصب مدير الإذاعة والتلفزيون ؟! وحصر أكاذيبه، وعنصريته، وتخلفه، في صحيفة واحدة، بدلاً من أن يطير مع الاثير الى كل مكان ؟! ولو لم يكتف الطيب بشائعات المعارضين القديمة، التي تدل على عدم إطلاعه، لحاورته في فهمه المغلوط لفكر الاستاذ محمود، ولكنني، فقط، أريد له ان يكون صادقاً مع نفسه، ولو مرة واحدة في حياته، ويسألها سؤالاً بسيطاً : إذا كان هنالك رجل، ينقض عرى الإسلام، من صلاة، وصوم، وحج، ولا يؤمن بها، فلماذا يكتب هذا الرجل، أكثر من أربعين كتاباً عن بعث الإسلام، منها أثنين عن الصلاة هما " رسالة الصلاة "، و "تعلموا كيف تصلون"، وواحد عنوانه " محمود محمد طه يدعو الى طريق محمد" ؟! ولماذا يكتب تلاميذه حوالي مأتي كتيب، في تفصيل الدعوة الإسلامية التي يدعون إليها ؟! إن التضليل باسم الدين، يمكن أن يتهم به قادة الحركة الإسلامية، لأنهم يستغلون الدين ليصلوا به الى السلطة، عن طريق الانتخاب أو عن طريق الإنقلاب .. لكن الاستاذ محمود، رغم أنه أنشأ الحزب الجمهوري عام 1945م، الا انه لم يشارك في أي انتخابات !! فهل يعرف الطيب مصطفى، لماذا لم يدخل الحزب الجمهوري الانتخابات ؟! لأن عضويته لم تبلغ نصف الشعب، فإذا دخل الانتخابات، وهو لا يملك الأغلبية، فهذا يعني انه يريد ان يفوز باصوات آخرين، غير أعضائه، وهو لا يقبل هذا لنفسه !! ثم انه إذا لم تكن له الأغلبية في البرلمان، سيضطر الى الموافقة، على قرارات، تخالف مبادئه، خضوعاً للاغلبية الميكانيكية، وهو لا يقبل أي تنازل عن مبادئه !! فطريقه إذن أن يقنع الناس بفكرته حتى يحقق الأغلبية، وإلا ليس له سبيل الى السلطة. فإذا وضح هذا، فإن رجلاً هذا فكره، لا يمكن ان يتهم بالتضليل باسم الدين، ليكسب الاصوات التي تسوقه للسلطة، لأن السلطة لم تكن أولويته، وإنما التوعية هي التي كانت أولويته. ثم انه عاش حياته كلها على الزهد والكفاف، فما حاجته للدنيا، حتى يضلل الناس بسببها ؟!
    يقول الطيب مصطفى (محمود محمد طه كان أول من نادى بالتطبيع مع إسرائيل وأول من أيد حق اليهود في أرض فلسطين)(المصدر السابق). دون ان يذكر ما قاله الاستاذ محمود، في هذا الصدد، ودون أن يقارن بين ما طرحه الاستاذ محمود، للدول العربية في الستينات، من مصالحة اسرائيل، حيث تكون لهم قوة تفاوضية، يحققون بها في مقابل السلام مع اسرائيل، حقهم في قيام دولتهم، وفي إيقاف الهجرة والرجوع لحدود 1948م، ثم ما رضي به العرب، الآن، دون ذلك ببعيد، وعجزوا عن تحقيقه. فقد جاء (كما قلنا فإن اعتراف العرب باسرائيل واقعياً، وعملياً حاصل، وكل المشاريع التي تقدم في المنظمة العالمية، الآن، ترمي الى تسجيل هذا الاعتراف. لا يختلف في ذلك أصدقاء العرب، أو أصدقاء إسرائيل. ولعل كل ما هناك، من إختلاف بين الفريقين هو هل يكون الجلاء قبل تسجيل هذا الإعتراف أم بعده؟؟ وهناك إصرار إسرائيل على التفاوض المباشر. وامام هذا الإصرار فإن إسرائيل ستكون مستعدة لتنازل كبير، قد لا يكون ممكناً بغير قوة المساومة التي يحملها هذا الاعتراف من جانب العرب، ومن مصلحة القضية العربية الا تضيع قوة المساومة هذه، بتمسك العرب بعدم الإعتراف اللفظي، مع ان الاعتراف عملياً واقع ، ومع الزمن ، فإن اسرائيل ستحصل على هذا الإعتراف ، بدون ان تدفع عليه ثمناً كافياً للعرب) (محمود محمد طه (1967م) : مشكلة الشرق الأوسط . الخرطوم : مطبعة الطابع السوداني ص 169). لقد حدد الاستاذ محمود، مشكلة العرب، وطرح عليهم الحل، وذلك حين قال ( وعندنا ان وقت التدليس، وتمويه الحقائق، وتمليق الشعور، ودغدغة العواطف النواضب قد ولى الى غير رجعة وأن على الناس ان يرتفعوا الى منازل الرجولة والمسئولة التي تقوى على مواجهة المسئولية في عزيمة الأحرار ... بإيجاز : العرب انهزموا لأن داخليتهم فاسدة .. فاخلاق الشعوب العربية قائمة إما على قشور من الإسلام، أو على قشور من المدنية الغربية، أو على قشور من كليهما .. وهم لن ينتصروا الا إذا أقاموا أخلاقهم على لباب من الإسلام، ولباب من المدنية الغربية- مدنية الإسلام الروحية-المادية- وهذا لن يتأتى، على الإطلاق، بالسير وراء الزعامات الحاضرة .. جمال عبد الناصر والقومية العربية، فيصل والتفكير الإسلامي، السلفي المتخلف ) (المصدر السابق). إذا كان الطيب مصطفى، يرى في هذا الحديث مفارقة، فلماذا لم يتبن داخل المؤتمر الوطني، الدعوة لمحاربة اسرائيل، وإلقائها في البحر، بدلاً من التحريض على محاربة وقتال إخواننا الجنوبيين، المسالمين، الطيبين، الذين لم ينتزعوا أرضنا، ولم يعتدوا علينا؟!

    ويمضي الطيب مصطفى فيقول:( ولذلك لا استبعد ان يكون هذا المركز الذي يحاول إحياء ذكرى الرجل مدعوماً –شأنه شأن كثير من منظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية الداعمة للحركة الشعبية وللتغريب ولحملات التنصير والاستلاب الثقافي في بلادنا- من بعض السفارات والمنظمات الغربية ) ( الانتباهة 10/1/2010م). ولو كان الطيب مصطفى، يملك قليلاً من الحياء، لما قال هذا الكلام. ولقد ورد في الحديث " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فأفعل ما شئت ". وذلك لأن المؤتمر الوطني يهدر أموال الدولة، يمنة ويسرة، لمظاهراته، ومناسباته !! ألم يقرأ الطيب مصطفى ما ورد الصحف ؟! فقد جاء ( كشف تقرير وزارة المالية بولاية الخرطوم للنصف الاول من العام عن فوارق ومفارقات في اولويات الصرف من ميزانية الاحتياطي. وفيما صرفت الولاية 200 ألف جنيه لحشد نسائي لمناصرة رئيس الجمهورية بلغت مصروفات وزارة التعليم 50 ألف جنيه ونفس المبلغ صرفته الولاية في تكريم الوالي السابق عبد الرحيم المتعافي وهو يساوي الدعم المخصص لدار رعاية الطفل بالمايقوما )( السوداني 12/11/2009م). وهناك عدد كبير، من منظمات المجتمع المدني، والمراكز الثقافية، التي تعنى بنشر الفكر الإسلامي، ويقوم على رأسها كبار منظري المؤتمر الوطني، وقادته، تابعة للمؤتمر الوطني، وتقوم بتقديم مقترحات للدول (الكافرة)، وتتلقى منها التمويل فما ظنه بهؤلاء ؟! بل هل كان من الممكن، ان تستمر صحيفة " الانتباهة " الفارغة، المليئة بالسباب، والتجني، والتطاول، والسطحية، لو أن الحكومة لا تشتري منها آلاف النسخ يومياً، توزعها على الجيش، أو المصالح الحكومية ؟! بل ألا تتلقى الحكومة، نفسها، المساعدات المستمرة، من المعونة الامريكية والاتحاد الأوربي، وغيرهم .. وهذه القوات الدولية، المقيمة الآن في دارفور، ألم تأت لتساعد الحكومة السودانية، فيما عجزت عنه من حفظ الأمن، وتحقيق السلام في دارفور؟! والانتخابات التي تريد الحكومة ان تقيمها، ألم تأخذ لها تمويلاً من برنامج التنمية التابع للامم المتحدة ؟! ألم تقم مراكز أجنبية كمركز كارتر، بالصرف على تدريب وتوعية الناخبين ؟! أم ان الطيب مصطفى يريد هو وقبيله، ان يستغلوا كل أموال الدولة، ويضيفوا لها أموال المنظمات الأجنبية، ثم لا يريدوا للحركة الشعبية، ان تتلقى مساعدات، ولا لمنظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية، ان تجد تمويلاً لمشاريع تخدم بها فئات فقيرة، ومضطهدة ، من الشعب، ليموتوا هم من التخمة، ويموت غيرهم من الجوع ؟!
    والطيب مصطفى، محتار في ظاهرة الجمهوريين، وتضحيتهم من أجل مبادئهم، ولذلك يقول ( يلح عليّ سؤال يتكرر كثيراً : ما الذي يجعل هؤلاء المساكين يضيعون أعمارهم سدى بل يزهقونها في نصرة الباطل وبالرغم من خسران اعمالهم تجدهم يحسبون انهم حسنون صنعاً ؟!) (المصدر السابق). ولو أمهل نفسه، وسأل الله ان يعينه، بتجرد، وصدق، ربما فتح الله عليه بالاجابة، وعلم انهم لا يضيعون حياتهم، بل يملأونها بالفكر والشعور، وتلك هي الحياة الباقية. ولكنه تعجل كعادته، واجاب في بلاهة لا يحسد عليها (هل بربكم سبب غير الشيطان ؟!) !! وهكذا ظن انه حل المعضلة، بهذا الحل الساهل، وهو جعل الشيطان شماعة يعلق فيها المسلمون خطاياهم، وخطايا غيرهم .. فما ظن الطيب مصطفى، إذا اخبرته أن الشيطان، ليس مشكلته الأساسية .. فقد قال تعالى عنه ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) !! وقال عن كيد ومكر بعض البشر ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال)!! وكما ان الشيطان يضل بعض البشر، فإن بعضهم يضل الشياطين أنفسهم، قال تعالى عن هذا الاضلال المتبادل ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غروراً) .. وليس للشيطان سبيل على البشر، الا من خلال نفوسهم الأمارة بالسوء، وهذه النفوس، قد تبلغ حد من الفساد والسوء، يفوق الشياطين كما انها يمكن ان تبلغ حد من الصلاح والخير يفوق الملائكة. ولعل الذين قتلوا الابرياء في دارفور، ومثلوا بجثثهم ، وحرقوا القرى بما فيها الأطفال وبهيمة الانعام، واغتصبوا النساء، والذين خططوا لذلك ودبروا له، أسوأ من الشياطين، بل إن من الشياطين من يحتار في فعلتهم النكراء.

    ونحن لا نحتار في الطيب مصطفى وقبيله، مثل حيرته هذه فينا، على مستوى الشريعة الظاهرة. وذلك لأننا نعلم موروث النفس البشرية ، وحاجتها المستمرة الى التربية والتهذيب، والنظر الداخلي، والنقد المستمر للذات، ومحاربة الخطيئة في مستوى الخاطر، قبل ان تلح وتخرج للحواس، ثم يضطر الانسان لاقترافها. ولما كان تنظيم الاخوان المسلمين، بكل مسمياته المختلفة، لم يقم على أي تربية، وكانت ممارسة العبادة والشعائر فيه مظهرية، وغير مرتبطة بتقويم السلوك اليومي، فقد ساق ذلك الى النفاق، والإستغلال البشع للسلطة والثروة، ودفع الى مزيد من الاخطاء والذنوب، ومعلوم في السلوك الديني، ان الخطيئة إذا لم تعالج، ساقت الى أخرى، وساقت تلك الى غيرها، حتى تحيط بالانسان خطاياه، من كل جانب، فلا يستطيع الفكاك منها الا بعقوبة النار، قال تعالى( بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون). ومع ذلك فاننا نحتار فيهم، من حيث الحقيقة، القائمة على الحكمة الخفية، التي جعلته تبارك وتعالى يختار لهم هذا الطريق الشاق، لتعليمهم .. فلقد كان السادة الصوفية، عليهم رضوان الله، إذا رأوا شخصاً يتصرف تصرفاً، ضد نفسه، ولا يجر عليه الا الضرر والشقاء، يحتارون فيه، ويقولون " اقام العباد في ما أراد " !!
    د. عمر القراي
                  

01-18-2010, 02:17 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: خلف الله عبود)

    Quote: تخليه عن الصلاة بحجة انها رفعت منه مع انها لم ترفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي حتى تتورم قدماه


    أستغرب - والله - هذا الجهل، لماذا لا يقرأ الطيب مصطفى قليلا جدا - لم نطلب منه أن يكون فأر مكتبات - ليكتب عن معرفة ودراية؟!
    هو هنا يفضح جهله البالغ ويردد - كالببغاء - ما ظل يردده الإسلاميون ردحا من الزمان دون الرجوع حتى لكتب الأستاذ محمود.
                  

01-25-2010, 06:42 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: خالد عويس)

    الأخ خالد عويس
    تحياتي
    شكرا على التعليق الموفق ، وهذا هو الجزء الثالث من رد د. القراي
    :


    تعقيب على الطيب مصطفى
    عندما يتطاول الأقزام !! (3-3)


    وظف الطيب مصطفى، صحيفة الإنتباهة، للدعوة العنصرية السافرة، ودرج على تكرار القول بفصل الشمال عن الجنوب، وركز كثيراً على أن الجنوبيين لا يشبهون الشماليين، ولا علاقة بينهم.. وهو في كل ذلك، يستبطن أنه من أصول عربية، وهي أفضل من الأصول الزنجية، التي ينحدر منها الجنوبيون.. وانه مسلم، وهو بذلك، أفضل من المسيحيين والوثنيين .. وكل هذا فهم خاطئ في ميزان أصول الدين الإسلامي. ومع أن الشريعة الإسلامية، قد أعطت فضيلة للعرب على غيرهم من الأجناس، وأعطت فضيلة لقبيلة قريش على غيرها من قبائل العرب، وأعطت فضيلة للمسلمين على غيرهم من الملل ، فإن ذلك لم يكن مراد الدين بالاصالة، وإنما كان وضعاً مرحلياً، سببه تأثر التشريع بالمجتمع الجاهلي، الذي نزل عليه، والذي كانت فيه الحروب والغارات، عرفاً سائداً، وليس للفرد سند من قانون في ذلك المجتمع، مما أدى الى التعصب القبلي وكذلك جاء التركيز على فضيلة العرب وفضيلة الإسلام .
    أما في أصل الدين-الذي دلّ عليه القرآن المكي في سائره- والذي يناسب عصرنا الحاضر، فالناس سواسية .. ولا فضل لعربي على غير العربي، فقد قال تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم "، وجاء في الحديث الشريف " كلكم لآدم وآدم من تراب" ، وجاء أيضاً " لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى" .. والتقوى ليست كثرة الصلاة والصيام، وإنما هي حسن الخلق، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "، وقال " الدين المعاملة". وليس في أصل الإسلام عبرة بأعراق العرب، فقد جاء في الحديث أن النبي عليه السلام، مر بسوق عكاز على رجل أجتمع عليه ملأ كثير. فقال صلى الله عليه وسلم : ما يقول هذا ؟ قالوا: يشرح أنساب العرب. فقال: علم لا ينفع وجهل لا يضر". فإذا كان الأستاذ باقان أموم رجلاً خلوقاً، لا يسئ لأحد، ويعامل كل السودانيين باحترام وتقدير، ولايرد في خطبه، ولقاءاته الصحفية، أي سباب أو سخرية، حتى من الذين يسئون اليه أمثال الطيب مصطفى، ثم إنه دائم الحرص على وحدة السودان، فإن الطيب مصطفى، لا يمكن أن يكون أفضل منه، بمنطق الدين نفسه، الذي يفترض ان يقدره الطيب ويرعاه.
    وأما من حيث الإسلام، فإنه في الأصول، يقرر أن المعول الأساسي على الأيمان بالله والعمل الصالح، وهذا يمكن ان يتوفر للمسيحي، أكثر مما يتوفر للمسلم .. قال تعالى " إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" !! وحين إمتدح الله المسيحيين، في محكم تنزيله، إنما أمتدحهم لصدقهم في عبادتهم، وتواضعهم في معاملة الناس، فقال جل من قائل " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون" .. ولم يمنع قولهم بأنهم نصارى، أن يثبت لهم الله كمالات أخلاقهم، وأجرهم، وأمنهم وعدم حزنهم يوم الفزع الاكبر .. فإذا كان هذا هو المعيار، ألا يساوي باقان أموم، آلاف من مثل الطيب مصطفى الذي يتطاول عليه بمثل هذا المقال المتهافت ؟! أليس من الغفلة المستولية، والجهل بحقائق الدين، أن يظن الطيب مصطفى أنه سيدخل الجنة، وأن باقان سيدخل النار؟!
    ولما كان الطيب مصطفى، متطرفاً في عدائه لباقان، فقد تطاول على الشيخ عبدالله، بن الشيخ عبد الباقي، بن الشيخ حمدالنيل العركي، سليل الأولياء الصالحين، العارفين، لأنه استقبل باقان في بقعته المباركة وأكرم مثواه !! يقول الطيب ( نعود لباقان المتيم بحب محمود محمد طه لأنه نقض عرى الإسلام وشن الحرب عليه ونحكي عن علاقته الحميمة بأزرق طيبة الذي تحدث الصحف والوثائق عن علاقته القديمة والمتجددة بالحزب الشيوعي السوداني وبالحركة الشعبية وكيف وشح أزرق طيبة باقان أموم شال الطريقة السمانية العركية وسماه بالشيخ وكيف اجتمع به لساعات وحكت الصحف عن تطابق وجهة نظر " الشيخين" وتكوين لجنة مشتركة للتنسيق حول القضايا السياسية الاستراتيجية !!) ( الإنتباهة 10/1/2010م) . ولعل حكومة الانقاذ كلها، حانقة على المواقف المشرفة، التي وقفها أزرق طيبة ضدهم، وعجزوا عن إغرائه، أو إرهابه، أو تحييده، كما فعلوا مع كثير من زعماء الطرق الصوفية .. ولكنهم لمكانة الرجل الروحية، وإرثه الديني الكبير، وصلاته الإجتماعية الواسعة، وقامته الوطنية السامقة، عند جماهير الشعب السوداني، لم يجرأوا على الإساءة إليه، أو وصفه بأنه " شيوعي"، لينفروا عنه أتباعه، ومريديه، وتركوا هذه المهمة " القذرة" للطيب مصطفى، فولغ فيها دون رشد. ولما كان الطيب مصطفى، يظن ان أزرق طيبة، يفهم الإسلام بضحالة كما يفهمه هو، فقد قام في باله، أن الرجل يجب أن يبعد باقان، ويتبرأ منه تطبيقاً لعقيدة ( البراء)، التي لا يتمسك بها اليوم الا بعض جهلة الفقهاء، وأعتمد عليها تيار الاسلام السياسي في تصفية خصوماته .. وفحواها أن المسلمين، يجب ان يتبرأوا من غير المسلمين، ومن الذين يخالفونهم الرأي داخل إطار الإسلام، ولو كانوا من ذوي قرباهم .. أما السادة الصوفية، رضوان الله عليهم، فقد فهموا الدين على انه تسامح ومحبة، فقالوا " محبة خلق الله أولى من الغيرة على دين الله، لأن الغيرة من الغيرية، ولا غيرية" !! فهل يفهم الطيب مصطفى هذا الكلام، دع عنك أن يطبقه ويعيشه ؟! والذي يجعلنا اليوم لا نطبق عقيدة (البراء) إنها ظل للجهاد بالسيف، والذي أقرته الشريعة، تمشياً مع مجتمع القرن السابع الميلادي، ومجاراة لعرفه في الحروب والغارات، وإن لم يدرك الفقهاء المعاصرين، ومهووسي الإسلام السياسي، مرحليته. أما أصل الدين الواجب التطبيق اليوم فهو حرية الإعتقاد، قال تعالى " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" .. والدعوة اليه يجب ان تكون بالحسنى قال تعالى " أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "، وقال " ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل اليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون". ولو لا أن الطيب مصطفى، منافق، لما طلب من أزرق طيبة عقيدة ( البراء)، وقبل من رئيس المؤتمر الوطني عقيدة (الولاء)، وهي موالاة غير المسلمين وعقد الصلح والاتفاق معهم، مما ترتب عليه القبول، بأن يكون زعيم الحركة الشعبية، هو النائب الأول لرئيس الجمهورية !! فهو يجيز لحزبه، قبول القائد سلفاكير، ولا يجيز لأزرق طيبة قبول باقان أموم، والتشاور معه، بشأن البلاد، فهل رأى الناس مثل هذا التدليس، الذي لا يبقي للمرء ديناً ولا يذر ؟!
    ولما كان الطيب مصطفى، لا يتردد في الكذب، ويكذب كما يشرب الماء، ولا يحاسب نفسه، على ما يخطه قلمه، فقد قال ( بهذا المناسبة أود أن أذكر بان عدداً من الجمهوريين قد هاجر الى أمريكا بعد مصرع رسولهم وأحتضنه مركز الدراسات الأمريكية بل ان بعضهم عمل في الجيش الأمريكي وكان من بين القوات التي احتلت العراق!!) (المصدر السابق). ما أسم مركز الدراسات الذي أحتضن الجمهوريين؟! وهل درس أو عمل الجمهوريين جميعاً في أمريكا في مكان واحد ؟! وما هي أسماء الجمهوريين الذين عملوا في الجيش الامريكي، وما رتبهم العسكرية، في ذلك الجيش إن كنت من الصادقين ؟!
    وفي تطاول بعيد عن الخلق، وعن العرف الصحفي، يهاجم الطيب مصطفى، في انزعاج شديد، الاستاذ ياسر عرمان، لأنه أصبح مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ، ولو كان الرجل يؤمن بالديمقراطية، لاحترم أختيار الحركة الشعبية، وقبل بمرشحها، وإذا كان هذا المرشح، في رأيه لا يصلح، فإنه لن يكون منافساً قوياً ، لمرشح المؤتمر الوطني، فلماذا الحنق عليه، أن كان لا يمثل أي خطر؟! يقول الطيب مصطفى ( بربكم هل من استفزاز في الدنيا لأهل السودان الشمالي أكبر من أن ترشِّح الحركة الشعبية لتدمير السودان ياسر عرمان بكل تاريخه الملطَّخ بالعار وبالدماء والأشلاء لرئاسة جمهورية السودان؟! هل أكبر من أن ترشِّح شخصاً ليس جديراً بأن يحكم أفراد أسرته الصغيرة ليرأس شعب السودان الشمالي ويصبح رئيساً لجمهورية السودان؟!) (الإنتباهة 17/1/2010م) من الملطخ تاريخه بالدماء والأشلاء ؟! هل ياسر عرمان هو المسئول عن حرب الجنوب، وتحويلها الى حرب دينية، وتصعيدها في وسائل الإعلام، وحفز الشباب بأكاذيب الملائكة التي تقاتل معهم، والحور العين اللاتي ينتظرنهم ؟! وهل ياسر عرمان هو المسئول عن القتل، والنزوح، واللجوء، الذي حدث لأهل دارفور؟! وينحدرالطيب مصطفى الى درك لا يؤهله حتى للعمل الصحفي، فيقول ( تمعنتُ وأنا أسمع النبأ العظيم، تأملتُ في الحديث الشريف عن علامات الساعة التي يرى الناس فيها ما يعجز المنطق عن قبول حدوثه.. أن تلد الأمة ربَّها بمعنى أن تصبح البنت سيدة لأمها وأن ترى الحفاة العُراة من أصحاب بيوت الشعر يتطاولون في البنيان ويُقيمون ناطحات السحاب لكني ... والله أرى ذلك أخف وأيسر من أن يُرشح عرمان لعضوية مجلس تشريعي في محلية مغمورة خاملة الذكر في ركن قصي من السودان بل إني لأجزم بأن عرمان الذي أعلم حقيقته ليس حفيظاً على أسرته الصغيرة المكوَّنة من زوجته وأطفاله ولو كنا في عهد الراشدين لانتُزعوا منه ووُضعوا في محضن آخر لأن ذلك خيرٌ من أن ينشأوا في منبت السوء تحت رعاية عرمان)( المصدر السابق). لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم علامات الساعة، ولكن الطيب مصطفى لشدة كراهيته لياسر، لم يقبل هذه العلامات، وأقترح، أنه من الأفضل، أن يضاف لها ترشيح ياسر لرئاسة الجمهورية، لأنه أصعب من ما ذكر النبي الكريم !! فهل رأى الناس مثل هذه الجهالة الجهلاء، والغي الموفي بأهله الى النار ؟! ولقد كان ياسر مسئولاً داخل الحركة الشعبية، في حربها وسلامها، فأين كان الطيب مصطفى، وماذا عمل للسودان، قبل أن تأتي الإنقاذ، وتقلده المناصب، التي ما كانت كفاءته الطبيعية، تؤهله مثله لأمثالها ؟؟ ثم ما الداعي للزج بالاسر الكريمة، في الخلاف الفكري والسياسي، أليس هذا من فجور الخصومة، وهو من علامات النفاق ؟! فقد جاء في الحديث أن آيات المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
    وفي تطاول على الكاتب الصحفي، النابه، والمثقف المنافح عن الحرية، وحقوق الإنسان، الاستاذ الحاج وراق، الذي كان يفترض أن يحترمه الطيب كزميل، ويتعلم منه المهنة، يقول الطيب مصطفى ( نسيت أن أقول أن الحاج وراق كان هو من أدار المؤتمر الصحفي ولم استغرب ذلك لأن الطيور على أشكالها تقع فالرجل الذي وضع صورة تمثال الحرية المنصوب في واجهة مدينة نيويورك على غلاف كتابه والذي دعي لزيارة أمريكا وسافر ونزل ضيفاً على وزارة الخارجية الأمريكية في وقت تشدد فيه الحصار على السودان الشمالي وعلى الشرفاء في كل مكان وتضيق فيه الخناق على شعب فلسطين .. مثل هذا الرجل جدير والله بأن يتولى "شرف" إدارة المؤتمر الصحفي لمركز الهالك محمود محمد طه وهكذا " يتلم" التعيس على خائب الرجا ) ( الانتباهة 10/1/2010م). لقد كتب الاستاذ الحاج وراق كتاباً عن الديمقراطية، فما هي الصورة التي يريده الطيب مصطفى أن يضعها على غلافه، هل يضع صورة "بيت أشباح " ؟! ثم ما العيب في ان يزور الحاج وراق أمريكا، وهل يعد هذا تعاون مع أمريكا، أم أن التعاون هو ما يجري في الناحية الأمنية، ويقوده قادة الطيب مصطفى في المؤتمر الوطني؟! كتب الصحفي الأمريكي كين سلفرستين ، ما ترجمته ( مؤخراً نحو سبتمبر الماضي اتهم وزير الخارجية الأمريكية السابق كولن باول السودان بارتكاب إبادة جماعية في حربه ضد جيش متمردي دارفور في الغرب. وحذرت الإدارة من ان سلوك هذا القطر الافريقي يمثل تهديداً فوق العادة للأمن القومي الامريكي . ومن وراء الستار _ مهما يكن من شئ _ برز السودان بوصفه حليفاً ذو قيمة تثير الدهشة. العلاقة الحذرة أثمرت نتائج مهمة ، وفقاً لمقابلات مع مسؤولين حكوميين واستخباراتيين أمريكيين وسودانيين . لقد كشفوا لنا النقاب على سبيل المثال عن :
    * المخابرات السودانية _ وفقاً لرؤية المخابرات الامريكية _ اعتقلت مشتبهين من القاعدة للتحقيق معهم بواسطة عملاء أمريكيين .
    * وكالة الاستخبارات السودانية استحوذت على أدلة وقدمتها للمخابرات الأمريكية الداخلية إكتشفتها لدى مداهمتها لمنازل ارهابيين مشتبهين ومن بين الأدلة جوازات سفر مزورة .
    * السودان ابعدت متطرفين وسلمتهم لمخابرات عربية لها علاقة وثيقة مع المخابرات المركزية
    .CIA الامريكية
    * للسودان الفضل في احباط هجمات ضد أهداف امريكية وذلك – ضمن اشياء اخرى – باعتقال متطرفين اجانب كانوا يعبرون السودان للانضمام الى المقاومة العراقية .
    * السودان اعطانا معلومات دقيقة ومهمة ومفيدة وراهنة وفقاً لما قاله مسئول الشئون الاستخباراتية مع السودان بشرط أن يبقى ذلك طي الكتمان . مقراً بان المخابرات السودانية قد تصبح في قمة صفوف شركاء المخابرات الأمريكية المركزية .) ( لوس انجلز تايمز 29/4/2005 م) . في إطار هذا التعاون المشترك، سلم أخوان الطيب مصطفى أخوانهم في الدين والوطن، ليحاكموا في بلد أجنبي !! فقد جاء ( مصادر أمريكية وسودانية أكدت ان حكومة البشير سلمت ارهابيين مشتبهين لمخابرات دول عربية أخرى شملت المخابرات المصرية ، السعودية ، والليبية ... ومن بين الذين سلموا للسعودية مشتبه سوداني الجنسية يدعى أبو حذيفة متهم بانتمائه للقاعدة ) (المصدر السابق) . فلماذا لم ينتقد الطيب مصطفى حزبه، على هذا التعاون، الذي يبلغ حد الإنبطاح لأمريكا، ويهاجم الأستاذ الحاج لمجرد زيارتها ؟! وإذا كانت أمريكا تضيق الخناق على السودان الشمالي، وعلى الفلسطينيين، كما ذكر الطيب، فلماذا لا يحاربها الطيب مصطفى وقبيله، حتى يحققوا هتافهم، الذي أزعجوا به الناس كثيراً ( أمريكا روسيا قد دنى عذابها عليّ إن لاقيتها ضرابها )!!
    ولئن تطاول الطيب مصطفى على الأستاذ محمود، و على الاستاذة أسماء محمود، وعلى الشيخ عبد الله العركي، وعلى الاستاذ باقان أموم، وعلى الأستاذ ياسر عرمان، وعلى الاستاذ الحاج وراق، وهو يجهل ضآلة قدره بجانبهم، فإن كل ذلك، قد يعد من باب التطرف في الخلاف الفكري، ولكن الأمر الذي يدل على مدى بعد الرجل، أن يتطاول على شيخه، واستاذه، ومرشده د. حسن الترابي، ويقول (بالله عليكم هل كنتم تتخيلون في يوم من الايام أن ينحاز الترابي الى هذا المعسكر الذي طالما حاربه بالقلم والسنان أستسلاماً لمراراته الشيطانية ؟!) (الانتباهة 10/1/2010م). فالمرشد نفسه، حين أختلف مع تلاميذه، حول السلطة والثروة، أصبح عند الطيب مصطفى، مستسلماً للشيطان!! والطيب مصطفى، لجهله بحقائق الدين، وقصر خياله، لم يكن يتخيل إن هذا يمكن أن يحدث في يوم من الأيام .. مع النبي صلى الله عليه وسلم، على كماله، كان يقول في دعائه " اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك"، فهو لعظم معرفته، لا يأمن مكر الله، ويخشى ان تجري عليه الإرادة، بما يغير قلبه. ومن يدري ؟! فقد يكون الله قد استنقذ الترابي، من الطيب مصطفى وقبيله، فهو على أي حال، منذ أن فارق هذه الجماعة السيئة ، لم يسئ للناس كما يفعلون .
    د. عمر القراي
                  

01-26-2010, 05:19 AM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور القراي يرد على مقال الطيب مصطفي : باقان بين محمود محمد طه وأزرق طيبة (Re: خلف الله عبود)

    بارك الله فى دكتور القراي لرده الحاسم المعضد بالأسانيد القوية من الكتاب والسنّة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de