قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 09:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2010, 08:49 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام

    صدر من (دار مدارك ) للنشر قبل ايام في هذا العام 2010
    كتاب على درجة كبيرة من الأهمية
    الكتاب بعنوان ( الحركة الإسلامية السودانية - دائرة الضوء.. خيوط الظلام )
    وعنوان فرعي ( تأملات في العشرية الأولى لعهد الإنقاذ )

    للكاتب / المحبوب عبدالسلام
                  

01-12-2010, 08:58 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    نسخـــة عاجلة بالبريد السريع ( نجتهد فى ارسال القيمة )

    ينالك ثواب ...


    بدر الدين ( جادى جدا )
                  

01-12-2010, 08:59 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    429 صفحة تبدأ بمقدمة وتنتهي بخاتمة وبينهما عشر فصول

    الفصل الأول : هدنة المصالحة الوطنية
    الفصل الثاني : الجبهة الإسلامية القومية
    الفصل الثالث : نحو الإنقلاب
    الفصل الرابع : الإنقاذ الأولى
    الفصل الخامس : من التنظيم الى النظام السياسي
    الفصل السادس : الحكم الإتحادي والجنوب
    الفصل السابع : الجهاد والجيش - أجهزة القوة والضبط والرصد
    الفصل الثامن : اقتصاد الإنقاذ من الفلسفة الى الفوضى
    الفصل التاسع : السياسة الخارجية - المنعطفات الكبرى
    الفصل العاشر : المفاصلة- طريقان.. مستقيم و أعوج

    الخاتمة : معالم ثقافة العهد الجديد
                  

01-12-2010, 09:15 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    صفحة الغلاف الأخير:

    ( من داخل معاقل كوادر الصفوف الأولى في الحركة الإسلامية السودانية
    يطل المؤلف المحبوب عبدالسلام ليدلو بدلوه الشاهد على احداث جسام جرت
    ولازالت تجري في ربوع وطن ما انفك يخرج من نفق ليقع في نفق أشد ظلمة
    يتناول هذا الكتاب قصة الحركة الإسلامية السودانية مراحل مخاضها
    وهي ترسم مخططها المزلزل مرورآ بتمكنها ، ثم انقضاضها الدراماتيكي على مقاليد السلطة في السودان

    عشرية عهد الإنقاذ - أي نصف عمرها هي موضوع هذا الكتاب يتأملها المؤلف من الداخل
    يسترجع مناخاتها ، يرصد منهجها ويستعرض ارباحها وخساراتها

    عهد الإنقاذ الذي صنعته الجبهة الإسلامية - واخترعت له الإسم هل أنقذ ما استوجب الإنقاذ ؟؟
    هل كانت الجبهة في حجم مزاعمها وشعاراتها ذات الطول والعرض ؟
    وهل احتاج السودان الى كل تلك التجارب المريرة ليعود مريضآ متهالكآ
    ومهددآ بزوال موارده ومآثره و وحدته ؟


    المحبوب عبدالسلام اقرب الرجال الى قائده
    الصانع الأكبر لما جرى ، الشيخ حسن الترابي

    يحكي لنا من وجهة نظره ما حدث ؟
                  

01-12-2010, 09:27 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    معلومات معروفة ومتداولة أكدها
    ومعلومات تطلع لأول مرة

    وأهميتها في كون الكاتب يتحدث من الداخل
    أي ، عن الفترة التي شاركوا فيها ، بل التي قادها قائده الترابي
    العشر سنوات الأول
    لكنه يحاول أن يصور الترابي كشخص ديمقراطي حريص على عودة الديمقراطية
    بعد أن يبني التحالف الإسلامي الإستراتيجي الذي سعى اليه من داخل معتقل كوبر
    مع الميرغني و المهدي

    وفي ذات الوقت يصور علي عثمان بانه وراء كل تعدي و وراء كل تجاوز وكل جريمة
                  

01-12-2010, 09:36 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    بدر الدين اسحاق
    Quote: بدر الدين ( جادى جدا )


    يعني في كل ما سبق ، لم تكن

    للأسف الكتاب عرضته مكتبة المحروسة المصرية خلال معرض الكتاب في الدوحة
    الذي انتهى يوم 9 يناير
    وأدركته في الثلاث ايام الأخيرة ونصحت بعض الأصدقاء بإغتنائه بعد ما طالعت جزء كبير منه
    من القراءة الأولى

    الكتاب توزيع دار مدارك وهي ذاتها الناشر
    ودار العلوم
    تحت رقم الإيداع 2009/21752

    وماعارف هل أي من الدارين في الخرطوم أم لا
    لكن متأكد دار مدارك مقرها القاهرة

    شوف ليك زول جاي من مصر

    عليك الله تاني في أي حاجة تكتبها
    توريني عما لإذا كنت جادي أم لا
    كما فعلت أعلاه
                  

01-12-2010, 09:56 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    والله قايل دى بتزعلـك ..


    Quote: ( نجتهد فى ارسال القيمة )






    الفلم دا مهم من ناخيتين بالنسبة لشخصى ( من حيث الكاتب /كان بوابتى للحركة الاسلامية

    ومن حيث انــه مــن كبار الكهنة فى المعبد ) متعه اله بالصحــة .

    Quote: بدر الدين ( جادى جدا )
                  

01-12-2010, 10:19 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    بتزعل
    لكن فوتناها ليك
    في سري قلت الغبيان ده ماعارف مرتبي كم

    غايتو استاذك فتح نيران حارة جدآ في علي عثمان
    وحمله مسئولية كل البلاوي

    انصحك ان تبذل مجهود للحصول على الكتاب
                  

01-13-2010, 06:13 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    كتب الأستاذ الأديب الأريب ، القانوني الضليع ، المناضل العتيد كمال الجزولي
    في رزنامة اليوم بعنوان ( الهبطوميتر ! )
    مايلي

    Quote: السبت

    لطالما تمنينا على كلّ من وقفوا، بأنفسهم، على أيّ حدث مهمّ في تاريخنا المعاصر، أو اطلعوا، بوجه أو بآخر
    على أيّ من أسراره، أو خباياه، أو ماورائيَّاته، في كلّ المجالات، من دهاليز السّياسة إلى ميادين الرّياضة
    أن يوثقوا لذلك بطريق الكتابة، أو الصَّوت، أو الصُّورة، ويمكنوا من نشره على الملأ، في مذكرات، أو مقالات
    أو أشرطة أو أيَّة وسائط إليكترونيَّة، إذ يكفينا ما اندرس، حتى الآن، في الذواكر الخربة
    أو اندفن في صدور الراحلين مع جثامينهم، فلم يورثونا سوى الثقوب والفراغات التي تستوجب مضاهاة
    أطنان من الوقائع للخروج بدرهم من الحقيقة!

    ربَّما لهذا وحده يستحقَّ الأستاذ المحبوب عبد السَّلام، أحد شهود حركة الإسلام السّياسي في بلادنا
    على الأقل في طورها السُّلطوي التنفيذي خلال العقدين الماضيين، أن نحيّيه، ونشدَّ على يده، كونه بذل جهداً مقدَّراً
    في تدوين ونشر كلّ ما وقف بنفسه عليه، أو ما بلغ إلى علمه، بشكل أو بآخر، ممَّا لا غنى عنه لأيّ باحث
    في أحداث وخوافي فترة من أهمّ وأخطر فترات حياتنا السّياسيَّة الرَّاهنة
    وذلك في كتاب حسن التحرير، جميل التصميم، يقع في 443 صفحة من القطع الكبير
    وقد صدر حديثاً عن دار مدارك بالقاهرة، بعنوان:
    (الحركة الإسلاميَّة السودانيَّة: دائرة الضوء ـ خيوط الظلام: "تأمُّلات في العشريَّة الأولى لعهد الإنقاذ"، ط 1، القاهرة 2010م).

    وإذ نتوقع، بطبيعة الحال، أن تثير روايات الكاتب، وتحليلاته، واستنتاجاته الكثيفة، جدلاً واسعاً، تعضيداً أو دحضاً
    بل لعلها تستنفر همم آخرين ليحذوا حذوه، توثيقاً مفصَّلاً لشهاداتهم، فإن ذلك ممَّا يعزز، يقيناً، من قيمة هذا الكتاب
    ويؤكد جدارة مؤلفه بالتحيَّة والتهنئة.
                  

01-14-2010, 03:51 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    كانت خطتي أن أعرض ملخص لكل فصل ثم اعلق عليه
    لكن هناك ظروف تحول دون ذلك
    لذلك سوف أكتفي بايراد أهم النقاط التي أرغب
    في التعليق عليها نسبة لأهميتها من ناحية أو لتناقضها او غرابتها
                  

01-14-2010, 04:27 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    بيوت الاشباح
    ---------------
    ورد في الباب الرابع ( الإنقاذ الأولى )
    في الصفحة 120 من الكتاب ، مايلي :

    ( بالمقابل فإن إستشعار القيادة للخطر وتوالي تقارير اجهزة معلومات الحركة
    التي أحسنت إستغلال آلياتها إلى حدها الأقصى وأحاطت تقريبآ بكل تحركات المعارضة
    ثم دفعت إلى المسارعة بإحلال عضوية الحركة في الأجهزة الخاصة ، ليكونوا ضباط
    جهاز الأمن الرسمي وعساكره ، وإذ بدأت لجنة الأمن والعمليات العليا عاجزة عن
    إستيعاب تدفق المعلومات الصاعد اليها من اجهزة الحركة
    قامت بتأسيس مراكز اعتقال خاصة فيما عرف لاحقآ ب ( بيوت الأشباح )
    تمددت فيها الإعتقالات عشوائية واسعة تأخذ الناس بأدنى شبهة بلا تحقيق او محاكمة
    ولكن بتعذيب وغهانة لكرامة الانسان لايقرها مطلقآ الإسلام
    ورغم ان عناصر الأجهزة لم يعدموا من يفتي لهم بجواز التعذيب في الإسلام
    في مأساة فكرية تضاف إلى المأساة الأخلاقية ، فقد تناهت الأنباء المفزعة
    للصفوف الوسيطة في الحركة من الاقرباء والاصدقاء وبلغت بعض اعضاء في
    مجلس الثورة ، لاسيما في لقاءتهم مع السودانيين وغيرهم في رحلاتهم الخارجية
    زاول التعذيب في بيوت الأشباح عناصر من الإستخبارات العسكرية شاركتهم عناصر
    من ابناء الحركة الإسلامية وعضويتها، وجرت بعض مشاهده امام عيون الكبار من
    العسكريين الملتزمين وقادة اجهزة الحركة الخاصة
    وإستنكرته كذلك فئة من ابناء الحركة وإعترضت عليه بالصوت العالي داخل
    اجهزة الحركة ، ولكنها لم ترفع صوتها للخارج بالإعتراف أو بالإعتذار في تلك
    الحقبة للذين وقع عليهم الظلم العظيم ، منكبار قادة المعارضة وصغارهم )

    تعليق:
    ----------
    لجنة الأمن والعمليات كان يقودها علي عثمان محمد طه
    وقادة أجهزة الحركة الخاصة هما نافع علي نافع و عوض الجاز
    نافع رئيس جهاز الأمن وعوض الجاز مسئول العمل العسكري المناوب
    ومسئول العمل العسكري هو نفسه نائب الأمين العام للجبهة الإسلامية
    علي عثمان محمد طه ، الذي اكد الكاتب انه كان يقود الثورة ويصدر
    القرارات التي ينفذها الضباط بما فيهم عمر البشير من مقره السري المعزول
    وما قاله المحبوب ( جرت بعض مشاهد التعذيب امام عيون الكبار من
    العسكريين الملتزمين وقادة أجهزة الحركة الخاصة )
    أكده عدد من اللذين تم تعذيبهم بأن نافع وعوض الجاز و الطيب سيخة
    والهالك ابراهيم شمس الدين كان التعذيب يتم بحضورهم وبمشاركتهم
    خاصة في وقائع تعذيب وقتل الشهيد الدكتور علي فضل أحمد فضل

    حسنآ ، إعترف المحبوب بالتعذيب و وصمه ، ونحمد للذين إحتجوا
    موقفهم ، لكنه موقف ناقص لايعفيهم من المسؤولية إن لم يبادروا
    ويكشفوا عن كل وقائع التعذيب ، وليؤكدوا فعلآ لا قولا أن ( التعذيب
    إهانة لكرامة الإنسان لايقرها مطلقآ الإسلام )
    كما لابد من كشف اؤلئك اللذين افتوا بجواز التعذيب في الإسلام
    كشفهم وفضحهم سوف يحد لاحقآ من إستغلال الدين وإصدار الفتاوي
    مقبوضة الثمن بلا أدنى واعز من دين واخلاق ، وليكن في ذلك عظة
    لهيئات العلماء التي لاتجد أدنى إحترام من المواطنين نسبة
    لفتاويها التي تصدر بامر السلطة

    (عدل بواسطة أبو ساندرا on 01-14-2010, 04:36 PM)

                  

01-14-2010, 04:54 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    العزيز أبوساندرا............ سلامات

    Quote:

    كانت خطتي أن أعرض ملخص لكل فصل ثم اعلق عليه
    لكن هناك ظروف تحول دون ذلك


    متابعين

    وفي رأيي

    أن تعرض ملخصا لكل فصل... بعد زوال الظروف التي تحول دون ذلك

    والآن تكفينا المقتطفات الهامة.

    وليظل البوست متواجدا حتي الربع القادم

    ويكون أجمل ان وجد له الأخ بكرى أبوبكر مكانا له وسط العناوين البارزة .
                  

01-14-2010, 05:30 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    مجزرة رمضان
    ------------
    في ذات الباب في ص121 مواصلة لما ورد أعلاه

    (لكن في غمرة التدافع الحاد الذي إتصل منذ أيام الجبهة الإسلامية
    إلى بواكير ايام الإنقاذ ، بين الحركة الإسلامية وخصومها ، تطورت
    عقيدة غريبة عن جملة تاريخ الحركة في الإستيعاب والتسامح والتعافي
    عبرت عنها العناصر التي تتولى المسؤوليات الرفيعة في الاجهزة الامنية
    والموصولة على نحو يومي بنائب الامين العام ولجنة الامن والعمليات العليا
    وهي اعتماد العنف الحاسم لاسكات المعارضة ذات النزع السياسي او العسكري
    ومده ليوافي مظاهر الفوضى الاقتصادية والاجتماعية وفيضبطها بقوة حاسمة كذلك.
    إلى تلك العقيدة التي ما لبثت أن استشرت روحا سائدة في أروقة الاجهزة الامنية
    يمكن أن تفهم الجرأة البالغة لاتخاذ بعض قراراتها والحماس الشديد لإعدام كبار
    الاطباء الزين شرعوا في محاولة للإضراب او تورطوا فيهااو ماوقع بالفعل من اعدام
    لبعض المتاجرين في النقد الاجنبي،بمن فيهم الذي اخطر المحكمة الميدانية الايجازية
    المستعجلة انه يحفظ المال ورثا لا تصرفا وبيعا،وفيهم كذلك ابناء لرموز في الديانة
    المسيحية كانت الثورة تحتاج ان تحفظ معهم عهدا ودودا ينفعها في عمرها الوليد وفي
    المستقبل ومما حرصت الحركة الاسلامية في سالف تجربتها ان تحسن رعايته.وإلى تلك الجماعة
    وتلك الروح تغزى المجزرة المتعجلة التي ارتكبتها قيادة الثورة وقيادة الحركة ممثلة في
    نائب الامين العام في (28) من ضباط القوات المسلحةـ رحمهم الله ـ واضعاف العدد من ضباط
    الصف، بعد محاولة انقلابية فاشلة حاول المسؤولون عن تأمين الثورة ان يبرروا استيلاء
    الانقلابيين فيها على مواقع بالغة الخطر،بأنها تركتهم يعملون امام بصرها حتي يتورطوا
    بالكامل ويقبض عليهم مجرمين. وسوى مجافاة ذلك الزعم للقانون والاخلاق، فإن مجافاته
    للحقيقة بدت غالبة، إذان الامور قد انفلتت بالفعل من ايديهم فجر التنفيذ،وعوضا عن
    اعمال الية الدقة في المراقبة أعملت الة العنف في الانتقام،مازعم أنه رسالة للقوات
    المسلحة لتكف عن الانقلابات لكنها لم تفعل وبقيت المسؤولية في عنق الانقاذ الى اليوم
    ان تخطر ذوي الشهداء كيف تمت المحاكمة،وبأي قانون،واين دفنوا وماذا تركوا من وصايا
    ومتعلقات شخصية.
                  

01-14-2010, 07:15 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    أهلآ بالصديق العزيز عاطف مكاوي
    الكتاب مازال تحت العرض وعرضه على فصول وإن كانت ملخص
    سوف يؤثر على المبيعات ويضير الكاتب

    ثم أنني تعرضت اليوم لخسارة اللابتوب بإحتراق الشاشة
    واللابتوب كان أسرع وفي متناول اليد اينما كنت
    اللآن بستخدم كمبيوتر البيت وهو مزدحم بالملفات لذلك بطييء

    أملي ان تتحل مشكلة اللابتوب غدآ الجمعة
                  

01-14-2010, 07:35 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    تعليق على ماكتب تحت العنوان ( مجزرة رمضان )
    والعناوين من عندي

    أقول :
    مرة أخرى يوجه المحبوب إتهام واضح وصريح لعلي عثمان طه
    ومن خلفه ( لجنة الأمن والعمليات العليا )
    قال المحبوب : ( إلى تلك الجماعة وتلك الروح تعزى المجزرة
    المتعجلة التي ارتكبتها قيادة الثورة وقيادة الحركة ممثلة في
    نائب الأمين العام ) نائب الأمين العام هو علي عثمان طه

    واضح ان المحبوب عبدالسلام يسخر من تبرير الإنقلابيين
    بقيادة علي عثمان طه لإحتلال مجموعة ضباط حركة رمضان
    لعدد من المواقع الهامة وبالغة الخطر ، إنها تركتهم متعمدة
    لتقبضهم متلبسين
    المحبوب إعتبر ذلك التبرير مجافي للقانون والأخلاق
    غير انه زعم كاذب ،لأن الأمور قد انفتت بالفعل من
    ايديهم فجر التنفيذ

    الكذب لم يبدأ في تلك اللحظة وذلك الموقف
    الكذب بد منذ لحظة تنفيذ إنقلاب الجبهة الإسلامية
    وإستمر سنين عددا ، المر الذي يؤكد ان التنظيم
    يعتمد الكذب في كل خطواته
    وذلك الكذب تم بخطط الترابي التمويهية
    الترابي عراب المحبوب
                  

01-18-2010, 04:16 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    بقلم: خالد موسي دفع الله
    دائرة الضوء وخيوط الظلام: تأملات المحبوب عبدالسلام في عشرية الأنقاذ الأولي..
    الاثنين, 18 يناير 2010 07:21


    أستبطن الأستاذ المحبوب عبدالسلام في كتابه الذي أنتجته المطابع هذا الشهر من دار مدارك بالقاهرة، والذي صدر تحت عنوان (الحركة الأسلامية السودانية.دائرة الضوء - خيوط الظلام : تأملات في العشرية الأولي لعهد الأنقاذ)، ذات الأسئلة التي أنتجها البوفيسور برنارد لويس في كتابه المشهور what went wrong (ما الخطأ) في أعقاب أحداث 11 سبتمبر. ورغم أن الكتاب قد تم تحريره قبل أحداث سبتمبر ، إلا أنه كان مصوبا لمخاطبة القضايا الفكرية والفلسفية التي أفرزتها أحداث سبتمبر 2011 لتضع الأسلام مقابل الحداثة. ولعل السؤال المحوري الذي طرحه برنارد لويس هو: لماذا فشلت مشروعات الحداثة في العالم الأسلامي؟ بل ولماذا يتقهقهر العالم الأسلامي في مجالات الأقتصاد، وفشو الدكتاتوريات القهرية،وأنعدام الديمقراطية ، ويشهد تدهورا مريعا في كافة المجالات ، في الوقت الذي يتقدم فيه الغرب في مجالات العلوم والأختراعات، التعليم، القيم، الحرية ، الديمقراطية ، الشفافية وأحترام حقوق الأنسان والحكم الرشيد. وبعد صدور الكتاب جمعت مكتبة الكونقرس بين البروفيسور برنارد لويس والدكتور محمد أركون في حوار فكري رفيع ، وأستطاع الدكتور أركون في حجاجه الفكري أن يرد الأسئلة الحرجة للبروفيسور لويس متسائلا أين كان العقل والضمير الغربي عندما أشتعلت الحربين العالميتين وحصدتا ملايين البشر ولم يكن العالم الأسلامي طرفا فيهما؟.

    صدر كتاب الأستاذ المحبوب عبدالسلام (الحركة الأسلامية السودانية.دائرة الضوء و- خيوط الظلام : تأملات في العشرية الأولي لعهد الأنقاذ)، وهو يستبطن أسئلة الأسلام والحداثة والعدالة والحكم الرشيد من خلال قراءة معمقة لتجربة الأنقاذ في الحكم في عشريتها الأولي.يقع الكتاب في 443 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن أحد عشر فصلا وخاتمة حاول أن يضع فيها مؤشرات لثقافة العهد الجديد.ولعل السؤال الذي يفصح عن نفسه في صدر هذه القراءة هو: لماذ تأخرت شهادة الأستاذ المحبوب عبدالسلام عشر سنوات حسوما؟. حيث توقع كثيرون أن يدلي الأستاذ المحبوب بدلوه في الأحداث الجسام التي مرت بها الحركة الأسلامية في السودان، من خلال موقعه وقربه من المنظر الأول للثورة، ومن خلال مشاركته في بلورة وصياغة الأحداث والمواقف. وربما تعود النزعة الهادئة للكتاب لأستطالة الزمن الذي أستخرج السخائم، وأستروي الزفرة الحري التي أفرزها التدافع والصراع والمناجزات المشهودة. ورغم مرور عشر سنوات علي الأحداث التي يرويها المؤلف في كتابه في ظل المنعطفات السياسية الحادة التي مرت بها البلاد منذ ذلك التاريخ، إلا أن الكاتب أستطاع بثقافته الموسوعية في التحليل والمقاربة وأستدعاء النظر، وأسلوبه السلس المبدع، ولغته الناصعة من أن يستدعي تلك الأحداث، ويسترجع مناخاتها، ويعيد تشخيصها في مسرح التاريخ، وأن يعيد لها الحياة الرمزية فأستقامت حية نابضة بشخوصها وحيثياتها علي أيقاع تصويري هادئ ، خال من البطولات والمواقف الدرامية. ولعل أختيار الكاتب لكلمة التأملات في عنوان الكتاب ، وليس كلمة الشهادة تفصح أكثر عن مراميه في التوثيق حيث قال : إن قصة الكتاب (لا تروي تفاجرا في الخصومة، أو فضحا للأسرار والأشخاص أو تنابزا بالألقاب ، بل عظة بالأخطاء ، وأعتبارا للصواب). ولكن صفحات الكتاب التاليات، تضع هذه العبارة المعيارية في محك النقد والنظر، فهل تحري الأستاذ المحبوب الحياد التام في روايته للأحداث من قبل قيام الأنقاذ الي المفاصلة، أم تحيز الي فئته وكساها ثوب الرشد والصواب، وتقمص أبلسة الفئة الأخري. كما لا تنفصل قراءة الكتاب من شخصية الكاتب ومواقفه الفكرية والسياسية وهو يجترح الأسئلة ويمعن النظر؟ ولعل أولي الأسئلة التي تقف في وجه القارئ هي : هل يكتب الأستاذ المحبوب عبدالسلام هذا الكتاب من موقفه كمثقف وهو يسرد تأملاته وشهادته علي التجربة؟ أم يصدر أحكامه منفعلا بعاطفته وأنفعالاته من موقعه الحزبي المناوئ للفئة الأخري، مما يجعل التوقعات تسير في سياقات تجريمية لأجهاض التجربة الأسلامية الفتية.

    ويبدو المؤلف من خلال سرده غير معني بالأجابة علي الأسئلة، بقدر أستفاضته في شرح حيثيات المواقف ، والمبادئ الفكرية التي أرتكز عليها مشروع الأنقاذ الأسلامي الذي وصفه بالثورة ، وبالدولة الأسلامية الأولي في العالم السني. و تتبدي عمق ثقافة الكاتب وموسوعيته من خلال شرحه للمرتكزات الفكرية التي قام عليها المشروع الأسلامي، وأستطاع أن يبني خيطا فكريا ناظما لتجربة الأنقاذ من خلال مقاربتها لأسئلة الأسلام والحداثة، وموقع تجربة الحكم من القيم الأسلامية الحقة في الحرية، وحقوق الأنسان والعدالة.

    ينظر الكاتب، من خلال موقعه الحركي لأنقلاب الأنقاذ ، بأعتباره تغيرا أملته الضرورات السياسية،في فترة التدافع الديمقراطي بعد أن أستحكمت المؤامرات علي الحركة الأسلامية،و لم يكن لها من بد سوي السعي لتغيير النظام الحزبي بأنقلاب عسكري،وفق خطة محكمة، تتدرج تباعا من التمويه للتمكين، ومن ثم خروج الحركة الأسلامية للعلن بعد ثلاث سنوات، فيتم أعادة ترتيب الأوضاع السياسية والأقتصادية والأجتماعية ، حتي تستقيم سفينة الأنقاذ علي جودي الأستقرار، والتمكين فتعيد فتح باب الحريات، والتنافس الديمقراطي، قناعة بأصولها الفكرية حتي تقيم النموذج الأسلامي المرجو بعد أن أستطال به عهد التاريخ منذ الخلافة الراشدة.

    يبدأ الكاتب بفصلين تمهيديين، متتبعا هدنة المصالحة الوطنية مع النظام المايوي، وخطة الحركة آنذاك نحو توسعة الصف، وبناء المؤسسات الأقتصادية والسياسية أستعدادا لمرحلة تتمكن بها من سلطان الدولة، ويشرح أسباب أنقلاب الرئيس نميري علي الحركة الأسلامية في آخريات أيامه. ومن ثم يقدم شروحات مستفيضة لفترة الديمقراطية الثالثة من خلال فلسفة العمل الجبهوي التي وافت التجربة الأسلامية بثمار يانعات، فتحولت من حركة صفوية محدودة الي مد شعبي كاسح ينافس أرسخ الأحزاب الجماهيرية أقداما في السودان. ومن ثم يشرح الظروف والملابسات التي قادت للانقلاب من خلال الفصل الثالث. ويتناول في الفصل الرابع ما أسماه الانقاذ الاولي التي أنفذت أنقلابا فنيا ناجحا، وأستترت عنه بالتمويه حتي حازت علي التأييد الأقليمي والداخلي،وكيف أستطاعت الحركة أن تدير تلك الفترة الحرجة التي كان يقبع فيها عراب التغيير في سجن كوبر حبيسا مع قادة الأحزاب الأخري. ويبدأ الكاتب في تسليط الضوء علي الأختلالات التي صاحبت تلك الفترة لتركز السلطات حسب زعمه في يد أقلية حاولت أن تجير التغيير لصالح أهدافها الضيقة.

    ويبدأ المؤلف من الفصل الخامس في تناول قضايا وموضوعات الدولة، من التنظيم الي النظام السياسي، ومن ثم قضايا الحكم الأتحادي والجنوب،والجهاد والجيش، والأقتصاد من الفلسفة الي الفوضي، ومن ثم منعطفات السياسة الخارجية الكبري.تتضمن هذه الفصول سردا تفصيليا للأحداث ، و السياسات ، والمدافعات والأختلالات، وأبرز الشخصيات المتحكمة في صنع القرار. ويبرز الكاتب من خلال خيطه الفكري الناظم للتطورات السياسية لعهد الأنفاذ الأول ، ما أسماه المفارقة بين الأصول الفكرية التي ترتكز عليها فلسفة الحركة الأسلامية لبناء الدولة، وترسيخ القيم الأسلامية في مناحي الحياة المختلفة، وبين نهج المجموعة المتنفذة من العسكريين والمدنيين الذين سعوا لتمكين حكم الأنقاذ دون الألتفات الي المرتكزات والموجهات الفكرية الهادية والمرشدة.ويستدل علي ذلك بالمدافعات التي تمت لأقرار الحكم الأتحادي الذي واجه مقاومة لفشو النزعة المركزية المتحكمة، ومناسخة بسط السلطة والثروة للولايات.وكذا الحال في المجال الأقتصادي الذي أرتكز علي فلسفة نظرية مستنيرة، ولكنه سرعان ما أنحدر الي الفوضي بفعل المجموعات المتنفذة.أما في مجال السياسة الخارجية فقد سرد المؤلف الجهود التي بذلتها الحكومة الجديدة للأنفتاح علي الجوار الأقليمي،وتطبيع العلاقات مع الدول المحورية في المنطقة، مما أفاض علي الوضع الجديد دفعا ودعما من القوي الأقليمية الكبري في بادئ الأمر قبل أن يكتشف أمر الثورة وتوجهاتها الأسلامية.كما كشف عن تأثير الأنقاذ علي حركتي التحرير الأثيوبية والأرتيرية ووصولهما للسلطة ، قبل أرتكاب الأخطاء القاتلة وأرتداد تلك الدول لمعاداة الأنقاذ وتشكيل حلف دولي لأسقاطها مثلا فيه مخلب القط. أفاض المؤلف في سرد تفصيلي للأحداث والمواقف، وأبرز بوجه جلي تنافر في الرؤية بين ما أسماه قيادة الحركة التي تدفعها رؤية نافذة وأستراتيجية واضحة لأقرار السياسات لأستيفاء الأهداف الكلية ، من أجل بناء النموذج الأسلامي المرجو من حركة مستنيرة تحاول أن تستقرئ التاريخ، وتقايس الواقع وتجتهد لأبراز نموذجها الأوفي حسب محدودية الواقع وتمثلات الممكن، وبين محور آخر متمكن يقاوم بسط فلسفة الثورة الأسلامية حسب رؤية الكاتب ، مما أشعل الخلافات التي بدأت موضوعية بين القيادتين، وسرعان ما تحولت الي شخصية، يسعي بينهما أهل الفتنة بالمناجاة وأيغار الصدور. ويصور الكاتب مناخ الفتنة الذي خيم علي الأجواء، وبروز التكتلات التي أحاطت بطرفي الصراع. وحاول الكاتب أن يصور جاهدا أن أس الصراع كان بين فسطاطين :الأفكار ومصالح السلطة.حيث يمثل الأمين العام للحركة محور الأفكار التي يريدها مهيمنة وحاكمة علي مسار الدولة، وبين القيادة التنفيذية التي أغرتها شهوة الأستئثار بالسلطة. ولا شك أن هذه الرؤية مهما برع الكاتب في تصويرها، تتقاصر عن الوفاء لشرح مكانيزمات الصراع الذي أختلط فيه الشخصي بالموضوعي. حيث لم يكن الأمر صراعا صرفا بين الأفكار والمبادئ من جانب، وحب الرياسة والسلطة من جانب آخر، ولكن في جوهره صراع بين حاكمية الحركة علي الدولة حيث أراد الأمين العام للحركة مستندا علي الوثائق والأستراتيجية أن يعيد القادة العسكريين الذي صنعوا التغيير الي ثكناتهم ، وأن يثوب الأمر بعد ذلك الي قيادة الحركة المدنية.وهذا ما دفع الدكتور التيجاني عبدالقادر الي أجتراح مقاله العميق عن دور النخبة العسكرية هل هي شريكة في السلطة أم مالكة لها؟ ، ولتبرير الخيط الفكري الناظم لتفسيير الأحداث والمواقف في الصراع بين الأفكار ومصالح السلطة ، يبرز الكاتب من خلال تسلسل الأحداث الدور الذي لعبه نائب الأمين العام الذي يحمل رؤية مغايرة لفلسفة الأمين العام الذي يريد أن يرد السلطة الي الجناح المدني ويحيل القيادة العسكرية الي الأستيداع والثكنات. ويري الكاتب أن التماهي بين الأمين العام ورئيس الجهاز التنفيذي في الدولة بدأ منذ أنفاذ الأنقلاب لأن نائب الأمين العام هو صاحب اليد العليا في أدارة الدولة بعد الأنقلاب ، وصار هو المسئول الأول في الدولة والحركة حين كان يقبع الأمين العام في الحبس. فنشأت ثقة قوية ،و تماثلت الرؤي والأهداف فتشكلت كتلة من المدنيين والعسكريين مثلت قطب الرحي في التطورات السياسية والأحداث التي مرت بها تجربة الأنقاذ.

    لم تغرق كثافة التفاصيل ، والأفكار الناظمة للأحداث والمواقف الكتاب من أغراء كشف الأسرار ، فقد حفل بالكثير من المفاجآت ذات العيار الثقيل، حيث يكشف الكاتب أن المرحوم داؤود يحي بولاد كان مصدرا لجهاز أمن نميري داخل الحركة الأسلامية، وأكد أن لجنة تصفية جهاز الأمن قد أثبتت ذلك عندما أودعت وثائق جهاز الأمن المنحل الي وزارة العدل، وأطلعت عليها الدكتور الترابي بحكم منصبه .كما ذكر في ذات السياق تفاصيل تنشر لأول مرة حول الأضطرابات التي حدثت عند الأعتداء علي الأمين العام في كندا،وكذلك قرار تمديد فترة أعتقال الأمين العام لدي أول الثورة، وتأخير أجتماع القيادة العسكرية للتغيير مع الأمين العام للحركة.

    و قد نجح الكاتب في هذا السياق من مجانبة الأنزلاق في مستنقع الشخصانية ، وتصفية الحسابات الفردية، ولكن رغم ذلك لم يخل الكتاب من سياقات تجريمية، خاصة ضد طاقم القيادة التنفيذية في الدولة، لذا فقد أفاض في تحميل نائب الأمين العام جل أوزار الاختلالات والأنحرافات التي زعم أنها تخالف الأستراتيجية التي أقرتها الحركة الأسلامية لأدارة الدولة.و سرعان ما وازن الكاتب تلك النزعة التجريمية تجاه القيادة التنفيذية ، حيث عاد وأنصف نائب الأمين العام في صدور مذكرة العشرة التي لم يكن يعلم عنها شيئا بل أخبره بشأنها وزير شئون الرئاسة، وكذلك في الجهد الذي بذله في التقريب بين الرئيس والأمين العام، حين دعا أكثر من 150 من النافذين في قيادة الحركة لأقرار الأتفاق الذي أقترحه بترشيح الرئيس لأنتخابات الرئاسة ، وتقلد الأمين العام رئاسة المؤتمر الوطني، إلا أن تدخل الدكتور علي الحاج في اللحظة الحاسمة قبل الأجتماع محذرا ورافضا تلك الصيغة، أدي الي أغضاب النائب الأول للرئيس الذي سرعان ما أعلن في أجتماع المكتب القيادي أن سيوفه مشرعة منذ الآن ضد الأمين العام، ويقف في خندق واحد مع رئيس الجمهورية. كذلك ينصف الكاتب السيد رئيس الجمهورية الذي وافق علي تقديم أستقالته إذا تم أختيار الدكتور الترابي نائبا للرئيس بديلا للراحل الزبير محمد صالح. وقد تولي أبلاغ الرئيس بذلك المقترح الشيخ أبراهيم السنوسي بعد أن تقدم بها كل من المرحوم أحمد عثمان مكي والدكتور سيف الدين محمد أحمد. ويسرد الكاتب في الفصل العاشر والأخير، أحداث المفاصلة، حتي بيان الرابع من رمضان وحل المجلس الوطني. ويخلص المؤلف الي أن مشروع الحركة الأسلامية أطلقت عليه رصاصة الرحمة ببيان الرابع من رمضان بذات الطريقة التي تمت بها أذاعة بيان أنقلاب الأنقاذ الأول بسلطان البزة العكسرية. ويقول كأن نائب الأمين العام قد أوفي وعده حين قال إن سيوفه مشرعة ضد الأمين العام لأنه كان هو صاحب مقترح حل المجلس الوطني بعد أن كاد الرئيس أن يقدم أستقالته.

    بعد هذه الأستعراض المجمل لفصول الكتاب لابد من أعمال مبضع النقد الموضوعي، خاصة وأن تلك الأحداث صارت الآن في ذمة التاريخ ولكنها مازالت بالغة الأثر في الوضع الراهن. ولعل أولي الحقائق التي تجب الأشارة اليها هي أن الكاتب نجح في سرد قصة الأنقاذ من فجر أرهاصاتها الأولي الي تاريخ المفاصلة من خلال خيط فكري ناظم يوضح الأسس والمرتكزات الفلسفية التي قام عليها التغيير.ورغم أن المؤلف حاول أن يؤكد فرضية واحدة وهي أن الصراع كان بين الأفكار ومصالح السلطة ، إلا أن فصول الكتاب تكشف واقعا أكثر تعقيدا من هذه الفرضية. وهي أن المفاصلة لم تكن صراعا بينا بين الأفكار والسلطة، ولكن بين حاكمية الحركة علي الدولة، وبين دور صناع التغيير ودور المؤسسة العسكرية في مستقبل الحكم في السودان. ورغم محاولة الكاتب مجانبة الولوغ في مستنقع الشخصانية ، إلا أنه قدم سياقات تجريمية ضد الطاقم التنفيذي، ومطاعنات أخري في الهوامش ضد الدكتور مصطفي عثمان.

    لم يتوقع أحد بالطبع أن يكتب الأستاذ المحبوب عبدالسلام من موقع المراقب الأكاديمي البارد، مجردا نفسه من أنفعلاته ، وأرتباطاته العاطفية، وعلاقاته الشخصية وأنحيازاته السياسية والفكرية، ولكن في المقابل فقد منح صك براءة كاملة للدكتور الترابي من كل حيثيات الصراع والمفاصلة،ولم يحمله شيئا من المسئولية الأدبية والسياسية لما حدث. وجرم من ناحية أخري كل الفريق الذي أنحاز لجانب الرئيس البشير. ولم يكتف المؤلف بذلك، بل لم يشر من قريب أو بعيد لأي أنتقاد لمن أختاروا صف الألتزام مع الشيخ الترابي. ولعل المقاربة الموضوعية والمنهج العلمي كان يقتضي من الكاتب ، ألا يسعي لأبلسة جميع مخالفيه، ومن أختاروا الأنحياز للفئة الأخري ، وألا يمنح صكوك الغفران والبراءة لمن أختاروا فئته ومعسكره، إذ لا يعقل ألا يكون أحد ممن أنحازوا للشعبي قد أرتكب خطأ أو أساء تقديرا أو ولغ في هذه المعركة بباطل. ولعله أنقدح في وجداني ، أن الكتاب وهو يحرر كتابه هذا قد تقاسمته شخصيتان. شخصية المحبوب عبدالسلام المثقف، الذي كتب الخيط الفكري الناظم لحيثيات المواقف والأحداث والتطورات السياسية للأنقاذ، وشخصية المحبوب عبدالسلام السياسي الناشط، الذي كتب حيثيات الأدانة السياسية و صكوك البراءة والغفران لفئته ومناصريه، ناعتا فئة الحكومة من مخالفيه بكنيات الأبلسة والتجريم..لهذا الموقف صنف البعض الكتاب بأعتباره نشرة حزبية لحيثيات الصراع والمفاصلة،وتطرف البعض مشتطا، وغلب عليه الظن أن الكتاب أصدره المحبوب للتعبير عن مواقف ورؤية الشيخ الترابي للصراع. ولكن النظر الموضوعي للكتاب يبطل هذه المزاعم،و يمنح الأستاذ المحبوب حق الأصالة الفكرية، إذ ما تزال تشع من بين صفحاته أصالة الوهج الثقافي والفكري الذي ماز سيرته الذاتية كمثقف عضوي ناشط في مدارج العمل الأسلامي العام.

    في الكتاب الذي صدر أواخر السنة الماضية والذي أعده وحرره الأستاذ الوليد الطيب من مكتبة مدبلولي بالقاهرة تحت عنوان (مراجعات الحركة الإسلامية السودانية.. عشرون عاما في السلطة.. المسيرة، التجربة، المستقبل) تباري عدد من الكتاب والمفكرين في تشريح مسيرة الحركة الأسلامية، متناولين بعض المراجعات، حيث أكد البروفيسور حسن مكي علي ضرورة أفتراع طريق ثالث من خلال تراكم المراجعات النقدية. ولعل المراجعة التي تقف علي النقيض من تأملات الأستاذ المحبوب عبدالسلام هي التي أفترعها الدكتور حمد عمر حاوي الذي يري أن الحركة الإسلامية حين حكمت حدثت أسوأ ‏التوقعات، وتخلت عن كل مبادئها، وانجرت وراء الواقع، ولم يحقق هذا الجري أي أساس متين لتمر عبره ‏إلى المستقبل، ويرى أن انشقاق الحركة بين الرئيس البشير والشيخ الترابي رحمة على الدولة "فلو توحدت ‏القيادة أكثر من ذلك لحدثت تصرفات غير مقبولة للناس؛ لأن النظام كان يسير في اتجاه خاطئ، والانقسام ‏حمله على المراجعة والتغيير، فكل الممارسات الخاطئة كبيوت الأشباح وقمع المواطنين وتشريد العاملين ‏بالدولة والهيمنة على الاقتصاد وغيرها كلها تمت عندما كانت الحركة والقيادة موحدة".‏

    يصوب الأستاذ المحبوب عبد السلام النظر في هذا الكتاب الي ذات الخلاصات التي أنتهي اليها البروفيسور برنارد لويس في كتابه المشار اليه آنفا (ما الخطأ) في أن غياب الحرية هو السبب الرئيس لتدهور العالم الأسلامي، ولكن المراجعات وتراكم النقد الفكري يوضح أن الحريات وإن كانت منقوصة الآن، فقد كانت أشد نكرانا في العشرية الأولي للأنقاذ. و يصدق علي التجربة ما ذكره برنارد لويس بأن العالم الأسلامي يحب أن يعلق فشله علي التاريخ والآخر. لا يهم أتفق الناس أم أختلفوا حول طرح الأستاذ المحبوب عبدالسلام ، ولكن العبرة أنه قال كلمته ومضي، فمتي يقول الآخرون كلمتهم؟.
                  

01-20-2010, 04:23 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    المحبوب عبدالسلام
    كتب في كتابه :
    (وإستنكرته كذلك فئة من ابناء الحركة وإعترضت عليه بالصوت العالي داخل
    اجهزة الحركة ، ولكنها لم ترفع صوتها للخارج بالإعتراف أو بالإعتذار في تلك
    الحقبة للذين وقع عليهم الظلم العظيم ، منكبار قادة المعارضة وصغارهم )

    الرد :

    فاتني أن أقول بأن الإحتجاج المكتوم ، الداخلي
    لم يوقف الممارسة الذميمة
    تلك الفظائع لايوقفها إلا كشفها بالصوت الجهير
    وقدام الجماهير
    والعمل على تكوين رأي عام وطني شاجب لها

    أبناء الحركة ( المعترضين ) لم يفعلون ذلك
    لأن إختلافهم مع ابناء الحركة (الفاعلين)
    إختلاف في المقدار فقط
    وليس رفض مؤسس على ان الفعلة جريمة تامة
    يندي لها جبين كل حر من الخجل
                  

01-20-2010, 04:38 PM

ASHRAF TAHA
<aASHRAF TAHA
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 1017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    Quote: الكتاب بعنوان ( الحركة الإسلامية السودانية - دائرة الضوء.. خيوط الظلام )


    ياريت نسخة
                  

01-20-2010, 05:14 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: ASHRAF TAHA)

    حوار مع حركة حق والبعثيين والناصريين
    ----------------------------------------

    في صفحة 168 من الفصل الخامس
    بعنوان ( من التنظيم إلى النظام السياسي )

    ورد مايلي :

    { تجاوبا مع تطورات العام 1998 الذي أقر التوالي وأجاز الدستور
    التمست قيادات إتحاد الشباب طريقآ إلى الحوار السياسي مع تيارات
    وعناصر في أحزاب القومية الناصرية والبعثية ومن أحزاب اليسار
    الأخرى ، خاصة عند حركة ( حق ) ذات القيادة الخارجة من الحزب
    الشيوعي بمشروع فكري للتنوير والديمقراطية وبرنامج سياسي للتغيير
    فاذا بادرت اليهم قيادة الإتحاد بالدعوة للقاء وإعمال الحوار
    مهما تكن السوابق والمرارات والمواقف نحو الحد الأدنى الذي يجنب
    الوطن فتن النزاع ، تجاوبت تلك العناصر على المستوى الفردي
    مقدرة مبدأ المبادرة للحوار ومبدية حسن النوايا للدخول في القضايا
    ولو عفوآ بغير تكليف حزبي رسمي.
    وإذ أقرت الأمانة السياسية للمؤتمر الوطني رسميآ الحوار مع الأطراف
    والفصائل السياسية كافة بإعتباره بعض تكاليف الدعوة إلى الاسلام
    مهما يكن المحاور.
    قامت عناصر من جهاز الأمن الممسكة بملف أحزاب اليسار
    بإعتقال عناصر ( حق ) الداخلة في النجوى الحوارية
    مع عناصر المؤتمر الوطني ، مستغلة ذات المعلومات
    التي تلقتها في الإجتماعات الخاصة للأمانة السياسية
    والتي دعيت لها لتعين بالمعلومات ،وفقآ لصفتها الفنية فحسب }


    تعقيبي :
    -------
    الكرة في ملعب التنظيمات الثلاثة
    ننتظر إفاداتهم ثم نعقب
                  

02-11-2010, 06:37 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    حيـــن يأســرك فــضل اهــل الســودان بكرمهــم

    اخ كريـــم تفضــل علينــا بنسخــة الكترونيــة

    بعد اطلاعــه على هذا البوســـت ..

    فلــه كـل الطيب من القول ( جزاك الله خيرا )


    _____________


    شكرا كبير الشوايعــة على البوســـت الخير فى اهل السودان



    __________

    ردنـــا لذلــك الجميـــل ان نرســـل نسخة الكترونيــة

    لكل ناشـــد حقيقـــة ...

    الايميل فى البروفايل +____+
                  

02-11-2010, 07:14 AM

محمد إبراهيم علي
<aمحمد إبراهيم علي
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 10032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    بدرالدين تحياتي وسلامي

    لا يوجد ايميل في بروفايلك ولكن ايميلي بالبروفايل رجاء ارسال نسخة لي

    : لكي يظهر ايميلك للاخرين اكتبه في خانة المعلومات الاضافية

    ومن عنده علم بوجوده في اي مكتبة سواء بالسودان او بالسعودية فليتكرم بالمعلومة

    شكرا ابوساندرا وشكرا بدرالدين
                  

02-11-2010, 07:15 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: محمد إبراهيم علي)

    ويا ود اسحق ايميلي بالبروفايل أيضا .
                  

02-11-2010, 08:00 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: عاطف مكاوى)
                  

02-11-2010, 08:02 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    شكرا جزيلا يا بدر.
                  

02-11-2010, 08:09 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: عاطف مكاوى)

    هــادى صنقيــره..

    عشـــان نخرج اجمــل مــا ســطرهـ الاستاذ المحبوب عبد السلام

    شــذرات مــن لبنــات افــكارنــا ...

    Quote: فمنذ مؤتمر الاستراتيجية القومية الشاملة وبإلهام الأمين العام، اعتمدت نظرياً أولويَّة المجتمع على الدولة، فالمجتمع هو الأصل وما الدولة إلا بُعدٌ من أبعاده، وذلك قبل أن تَصدُر مصطلحات المجتمع المدني المبادر وتمكين منظماته في مختلف شعاب الحياة، كما جاء في وثائق الأمم المتحدة نحو النصف الثاني من تسعينات القرن المنصرم. فالإستراتيجيَّة القوميَّة الشاملة نصَّت بجلاءٍ أن المجتمع المُؤمن مجتمع مبادر يقومُ بغالب وظائفه، ويترك أخرى محدودة للسُّلطان.
                  

02-11-2010, 08:37 AM

محمد إبراهيم علي
<aمحمد إبراهيم علي
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 10032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    شكرا بدرالدين

    ونسأل الله ان يجزي الاخ الذي ارسل الكتاب خير الجزاء وان يغفر له ولوالديه ويحسن اليه والينا ولكم بدرالدين مثلها


    ملاحظة: حولت الكتاب الى صيغة pdf فهي اسهل في القراءة فمن يريدها على هذه الصيغة ايميلي بالبروفايل
                  

02-11-2010, 09:01 AM

Omar Bob
<aOmar Bob
تاريخ التسجيل: 02-02-2005
مجموع المشاركات: 2543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: محمد إبراهيم علي)

    سلامات يا ابو ساندرا
    قرأت من قبل كتاب " الترابي والانقاذ - صراع الهوي والهويه" للدكتور عبد الرحيم محي الدين وهو يؤرخ لنفس الفتره وان كان تركيزه قد انصب علي المفاصله واسبابها
    و عبد الرحيم حاول بقدر الامكان ان يكون محايدا في تحمليه المسؤليه لما حدث ولكنك تستشف بين السطور تعاطفا مع الترابي ولكنه لم يستطيع الافصاح عنها لارتباط مصالحه مع النظام
    الكتاب عرض هنا في اكثر من بوست وتم تحليله من عده زوايا. لا ادري ان كنت يا ابو ساندرا اطلعت عليه ام لا ؟ ان كانت الاجابه بنعم فما هو في رايك الاختلاف بين الكتابين

    _________________________

    الاخ بدر الدين سلامات
    الحقنا بايميل الله يرضي عليك
                  

02-11-2010, 12:05 PM

الشامي الحبر عبدالوهاب
<aالشامي الحبر عبدالوهاب
تاريخ التسجيل: 09-24-2008
مجموع المشاركات: 17541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: Omar Bob)

    الاخ ابوساندرا وضيوفه
    سلام


    اليوم يتهم الاستاذ علي عثمان دكتور الترابي
    بانه المسئول عن دماء اهل دارفور


    هل هذه هي النسخة الثانية من الكتاب
    او الحلقة المفقودة في تاريخ الاسلاميين
                  

02-11-2010, 12:05 PM

الشامي الحبر عبدالوهاب
<aالشامي الحبر عبدالوهاب
تاريخ التسجيل: 09-24-2008
مجموع المشاركات: 17541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: Omar Bob)

    الاخ ابوساندرا وضيوفه
    سلام


    اليوم يتهم الاستاذ علي عثمان دكتور الترابي
    بانه المسئول عن دماء اهل دارفور


    هل هذه هي النسخة الثانية من الكتاب
    او الحلقة المفقودة في تاريخ الاسلاميين
                  

02-11-2010, 12:29 PM

Al Sunda
<aAl Sunda
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1854

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: الشامي الحبر عبدالوهاب)

    وهنا تعليق للأستاذ /م. البطل على ذات الكتاب

    غربا باتجاه الشرق
    المسيح المصلوب فى لوح المحبوب (3-1)
    مصطفى عبد العزيز البطل
    (1)
    رفدت دار مدارك بالقاهرة، قبيل أسابيع معدودات، المكتبة السياسية السودانية بكتابٍ ثمينٍ دهين، دفع به الى سوح الفكر والسياسة في السودان، وفي العالمين العربي والإسلامي القيادي الرفيع ذي السهم المقدّر والكسب المذكّر في مسارات الإسلام السياسي الحركي المنظم في السودان، الأستاذ المحبوب عبد السلام. يحمل الكتاب العنوان الرئيس: (الحركة الإسلامية السودانية، دائرة الضوء - خيوط الظلام)، والعنوان الفرعي: (تأملات في العشرية الأولى لعهد الإنقاذ).
    وإطلالة المحبوب، بعد طول احتجاب، وخروجه الى الهواء الطلق ليوافي عشيرته الأقربين من البجدة الإسلاموية، وأقوامه الأبعدين من جماع أهل السودان على اختلاف مللهم الفكرية ونحلهم السياسية بشهادته على أحداثٍ جسيمةٍ قارعة، ووقائع عظيمةٍ فارعة، وسمت بميسمها عشرية الإنقاذ الأولى، هي مما يُحمد لهذا الفتى من فتيان الجيل الإسلاموى الثالث حمداً كثيراً، ويستمطر على اسمه الوديع الطيب ثناءً وفيراً. ولئن كان عميد الأدب العربي طه حسين قد أفادنا بأن (حاجة من عاش لا تنقضي)، فقد علمنا حال بلدنا الكئيب الممحون، الذي يختلط فيه حابل التاريخ بنابله، حتى وإن ظلت وقائعه شاخصة وشواهده ماثلة لم يرثّ ثوبها بعد، أن حاجتنا تظل شديدة الى شهادات الشهود العدول ممن عجنوا دقيق ذلك التاريخ وخبزوه، والمطلعين على دقائقه وخفاياه ممن عاشوا بمقربة من صناعه المباشرين وهم يقودون خطى السودان من أفقٍ الى أفق، أو قل من نفقٍ الى نفق، كيفما اتفقت رؤاك ومواقفك.
    (2)
    أول ما لفت نظرى وشدّ انتباهي وأنا أعبر الفقرات في مقدمة الكتاب توسل المحبوب الى تقعيد خاطراته وتثبيت تداعياته باستدعاء مفكرين وأدباء وشعراء ومغنيين من قبائل ماركسية وعلمانية وليبرالية، أوغل في الاستشهاد بآثارها الإبداعية على نحو لا تخطئه العين. وافتني لفوري الحكمة الشعبية (تعيش كتير تشوف كتير) فقلت لنفسي: من يعش من تجربة الإسلامويين داخل مقطورة الحكم وخارجها عشرين رجباً، يرى من التحولات الذهنية الجذرية عند الكيزان، من أمثال المحبوب، عجباً. من يا ترى كان يصدق أنه سيظلنا زمان يكتب فيه عتاة الإسلامويين، أهل السيخ والعصي والشعارات المجلجلة المزلزلة، التي لا تقبل القسمة على اثنين، كتباً وأسفاراً فلا يجدون من بين كل مبدعي المعمورة من يستأنسون بعطاءاتهم غير لينين وميشيل عفلق ومنصور خالد وبدر شاكر السياب ومحمود درويش ومحجوب شريف وهاشم صديق وأبوعركي البخيت وفرقة عقد الجلاد، كما استأنس المحبوب في مقدمته الجزلة؟! هل كنت تصدق – أعزك الله - لو انه قيل لك، قبل نيفٍ وعشرين عاماً، أن رجلاً يوصف بأنه يد الشيخ الترابي اليُمنى سيكتب كتاباً تجد بين دفتيه شعراً يمجد شهداء الشيوعيين في يوليو ١٩٧١م: (جابوا معاوية يشهد/ شوف معاوية وغدرو/ لوّح خنجرو وطعن الشفيع في صدرو)؟! أو أنه يستعذب فينتخب في مقدمته أبياتاً من شاكلة: (منو العمّق جذور العزّة جوّة الطين/ وما همّاهو ساعة الرحلة للمجهول/ منو السلّم صغارو الغُول/ وكان اتغشّة لم يتأمل العيش الملا القندول). ووجه المفارقة الداعية للتأمل هنا هي أن شاعر الأبيات المختارة المُستشهد بها، ومغنيها، استقرت عقيدتهما معاً، كما استقرت عقيدة لفيفٌ كثيف في طول الوطن وعرضه، على أن "الغول" المعني، آكل الأطفال، إنما هو في الأصل إسلاموي المولد والمنشأ والهوية، ذو نسب في الإسلاموية عريق. قرأت وتأملت وتعجبت، ثم لم أجد بين شفتي ما أهتف به في وجه المحبوب غير قول الفرنجة: Welcome to the club !!
    ويمكنكم متابعة بقية المقال على هذا الخيط
    http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=6867
                  

02-14-2010, 11:08 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: Al Sunda)

    السادة زوار البوســت ..


    سيدو فــات خلاهــو ..


    البركــة فيكم انتو ..


    كل زول يبدأ باستعراض اهــم فقرات الكتاب كمــا يرى هـــو ..
                  

03-14-2010, 08:23 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    أها سيدو رجع
                  

03-14-2010, 08:42 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    غربا باتجاه الشرق



    لوح المحبوب: غسيل الأموال وغسيل الأحوال (2-3)



    مصطفى عبد العزيز البطل

    [email protected]



    (1)

    ما نزال مع لوح الاستاذ المحبوب عبد السلام (الحركة الإسلامية السودانية، دائرة الضوء- خيوط الظلام: تأملات في العشرية الأولى لعهد الإنقاذ)،
    الذى رأينا فيه – مثلما رأى غيرنا - طاقةً تنويريةً دافقة تسهم بقدرٍ مقدّر فى تعبيد سككٍ للوعى ظلت مستغلقة، وتسليك مساراتٍ اسلاموية تداخلت
    شعابها خلال الحقبة التسعينية الموّارة الفوارة. والمحبوب مأجورٌ باذن الله وهو يثبّت للسابلة عند قواطع الطرق الأسهم التى تحدد الاتجاهات،
    ويدقُّ العلامات التى تبين المداخل والمخارج، ويرفع على الجدران اللافتات التى تحمل أسماء الأحياء والشوارع والأزقة، بحيث يصبح التعرف
    على معالم مدينة الانقاذ الاسلاموية أقل رهقاً للزائرين المستطلعين وأكثر يُسراً.

    وقد ذكرنا فى الحلقة الاولى أن اللاعبين الأساسيين فى مباراة المحبوب العشرية ينقسمون فوق صفحات الكتاب انقسامات مفصلية الى فريقين
    تقع عليهما تصنيفات قطعية: أهل دين وأهل دنيا؛ رجال مبادئ ورجال هوى؛ ملتزمون أوفياء ومتآمرون خونة؛ متشبثون بأعنة الحكم
    وأرائكه وطنافسه، وزُهّاد عُبّاد لا يرون في السلطة إلا البلاء والابتلاء. ولا غرابة من حيث المبدأ، ولا حرج، فى مثل هذا الضرب من التصانيف
    فالحركة الاسلاموية السودانية لم تكن الشاة السوداء وسط القطيع، كما يقول الفرنجة. لا هى بالاستثناء المفرد من سنن الانسانية الجامعة
    ولا هى بالطائر الشارد عن نواميس الكون. فالحركة – فى المبتدأ والمنتهى - قوامها الناس، وفى مضربهم الملائكة
    وفى نقعهم الوسواس الخناس. والبشر هم البشر، منذ وضع آدم قدميه على أديم الأرض. وفى الزمن القديم
    قال ميكافيللى: "المال والسلطة هما محور التاريخ الانسانى". فإذا افتتن بهما اخوة الامس، وتمايزت منهم الصفوف
    فارتدوا مفتونين يضرب بعضهم رقاب بعض، فحدّق، يا هداك الله، فى أُفق الدنيا العريض وتأمل عبرة التاريخ: هل كذب ميكافيللى؟! كلا.
    ولكن الحقيقة أحياناً تؤذى النفس وتثقل الفؤاد!

    (2)

    غير أن الذى يبدّد ريشنا وينغّص عيشنا ونحن نعاظل لوح المحبوب هو ان بعض حجاجه لا يستقيم لنا، حتى اذا أعدنا البصر كرتين حسبناه لجاجاً
    . مع اننا نستقيم لحجاجه ونهش له، ونفرش له المطارف والحشايا، لا لشئ الا لأنه إن قام على سوقه ونهض وافق هوانا. وهوانا غلاب،
    كما أن هوى المحبوب غلاب. وعلى ذات المنوال كان حال بعض روايات الكتاب، على دقةٍ ظاهرة فيها وبيانٍ مستفيض وتفصيلٍ مستعمق.
    وهى رواياتٌ أريد لها ان تقيم الحجة على أهل الصف الخؤون الوالغ فى الفتنة، ولكنها بدلاً عن ذلك أثارت فى ربعنا من شواظ الأسئلة بأكثر
    مما أرسلت من نسائم الاجوبة.

    غير أن الأدهى من ذلك كله هو أننى عندما فرغت من مطالعة اللوح ركبنى همٌّ وهيط وانتابنى احساسٌ طاغٍ بأننى وقفت لتوى على مشروعٍ يشبه
    ذلك الذى يعرف فى الفضاء العام بالاسم الذائع فى مضامير القانون والجريمة المنظمة ب (مشروعات غسيل الأموال). الذى خيّل الىّ، مع اننى، علم الله
    أحسن الظن بالمحبوب إحساناً يجاوز المدى، هو ان لوحه يترجم مشروعاً متكاملاً لغسيل "الأحوال". واذا لم يكن لمصطلح "غسيل الأحوال" هذا وجودٌ فى
    الحقول المعرفية المعاصرة فها أنا ذا أُبادر فأخترعه اختراعاً، وأفترعه افتراعاً. وغسيل الأحوال كممارسة احترافية يتم فى صورته المثالية عندما يقوم
    مشارك أساسى فى قضية خلافية برصد ومتابعة الاحوال والتطورات والوقائع، كما كرت سبحتها وانفرطت حبيباتها، عبر المسار الزمنى الذى
    تمددت خلاله القضية، تماماً كما يفعل رجال التحرى فى الدفاتر الشرطية التى تعرف باسم دفاتر الاحوال. ثم يعمد من بعد الى إعادة
    تدوين المجريات بدقة متناهية، على ان يتلازم ذلك كله مع خطوة موازية وهى غسيل جميع المعلومات والبيانات، محل الرصد والتحليل
    فى مغسلة الكترونية اوتوماتيكية، بالماء الساخن مضافاً اليه صابون "تايد" المعطر، ومادة الكلوريكس المطهرة.
    ولا تختلف عمليات "غسيل الاحوال" هذه الى حد كبير عن عمليات غسيل الملابس العادية، حيث يقوم الغاسل فى نهاية المطاف
    بالحصول على ملابس نظيفة تماماً، وقد أزيلت عنها كل البقع المتسخة والتشوهات والعوالق والروائح غير المستحسنة، فيبدو الانسان
    وهو يرتديها فى أبهى حال وأزهى مآل من الوجهتين الحسية والنفسية!

    هل نحتاج فى مقام الشرح والإبانة الى تقديم امثلة لعمليات غسيل الأحوال فى كتاب المحبوب؟ حسناً
    خذ هذا المثال: عندما تقف الحركة الاسلاموية بكل خيلها ورجلها، صفاً واحداً، الى جانب الرئيس المخلوع الراحل جعفر نميرى
    فتهلل وتكبّر لمأساة اعدام مفكر مثل الاستاذ محمود محمد طه، ويعتبر قادتها وعلى رأسهم الشيخ حسن الترابى الاعدام
    فتحاً للاسلام ونصراً للمسلمين، وينعتون الشهيد محمود بأنه رجل فاسد العقيدة؛ عندما يقع ذلك كله تحت أسماع وابصار أبناء السودان اجمعين
    ثم يعود المحبوب بعد ربع قرن من ذلك التاريخ ليصف فى لوحه اعدام الاستاذ محمود بأنه "انتكاسة" فيكتب: (ولكن الانتكاسات لم تلبث
    أن توالت حيث اقدم النميرى على اعدام رئيس الحزب الجمهوري الاستاذ محمود محمد طه..)، فإن ذلك يعد مثالاً ناطقاً لعمليات "غسيل الأحوال".
    التاريخ يقرر أن الحركة الاسلاموية شاركت ومهدت لاعدام الاستاذ محمود قبل التنفيذ، ثم باركت واحتفت وأبدت عرفانها للنميرى بعد التنفيذ.
    أن يوصف محمود بأنه مرتد، وأن اعدامه نصر للاسلام فى العام &#1633;&#1641;&#1640;&#1637;، ثم تُزال صفة الردة بأثر رجعى وتسحب من الاوراق سراً وبدون اعلان
    وتُسبغ على الرجل صفة (استاذ) وتعاد تسجيل واقعة اعدامه فى دفاتر المسجل العام تحت عنوان "انتكاسة" فى العام &#1634;&#1632;&#1633;&#1632;م، فذلك
    ولا ريب غسيلٌ للاحوال، يعيد انتاج تاريخ مازالت الشرايين فى قلبه حيةً تنبض. وغسيل الاحوال باعادة انتاج التاريخ غير جائز وغير مقبول!

    (3)

    يذكر المحبوب ان الشيخ الترابى الذى دخل السجن حبيساً غداة الانقلاب، بادر من فوره بلقاء السيدين الصادق المهدى ومحمد عثمان الميرغنى
    ودعاهم الى التوافق على اجماع يرسم ملامح مرحلة جديدة فى تاريخ السودان، ويحقق الاتفاق حول كلمةٍ سواء تصل الى من اختاروا الاشتراكية
    والقومية من أبناء الوطن فيتوافقوا معهم على عدالة الاسلام والوصال مع الجوار العربى والاقليمى. ثم ان السيدين لم يتجانفا العرض من حيث المبدأ
    بل ربما استحسناه، ثم طلبا ان يُحمل المقترح الى الشيوعييين والبعثيين والافريقيين باتجاه مزيد من الاجماع الوطنى. غير ان المحور المضاد للترابى
    اى محور الاستاذ على عثمان محمد طه، الذى يرد اسمه فى الكتاب بصفة نائب الامين العام، سعى وعلى الفور لقطع الطريق على مسعى الشيخ الترابى
    لرأب الصف الوطنى واستعادة الديمقراطية، فأوعز النائب وجماعته الى رجال الأمن فأخذوا السيد الصادق المهدى من محبسه ليلاً والحقوا به
    إساءات جسيمة. وكان المراد من هذه الخطوة المستقبحة افساد خطط الشيخ الهادفة لتكريس الوفاق الوطنى واستعادة الحياة الديمقراطية
    وان تكون– بحسب المحبوب- رسالة بالغة للشيخ الترابى نفسه مفادها أن الثورة لن تصطلح مع الأحزاب! نفهم من هذا ان العداء بين الشيخ الترابى
    ونائبه كان قد استعر لظاه واتّقدت جمرته منذ الايام والاسابيع الاولى للانقلاب، بحيث شرع النائب فى تفتيش نوايا الشيخ تفتيشاً تعسفياً
    ونهض الى افشال خططه وتدابيره من خلال آليات الدولة التنفيذية والأمنية. ولكننى أجد صعوبة بالغة فى تمثّل هكذا سيناريو للاحداث
    والاعتداد به، كون منطق الأشياء لا يسعه. لا سيما وان المحبوب يبذل جهدا خارقاً لرسم صورة طوباوية للشيخ الترابى
    تظهره وكأنه كان يتحرق شوقاً منذ صبيحة الانقلاب لاستعادة الديمقراطية، فى مواجهة شغف مدمر عند نائبه لاحتكار السلطة
    وفرض نظام تسيطرى مطلق.

    كتب صاحبنا حول موقف شيخه من الانتقادات المريرة لسجل النظام فى مجال حقوق الانسان فى شهور
    الثورة الاولى:(استطاع الامين العام ان يواجه الانتقاد بروح تغلّب الأمل فى المستقبل والرجاء فى التغيير القريب).
    وكتب فى صدد تبيان أسس الخلاف بين الشيخ ونائبه ان جوهر النزاع يتمثل فى (حديث الشيخ الدائم عن تأصيل معنى الحرية فى الحياة العامة
    والتعبير عن ذلك فى وثائق الحركة، ثم نظمها وقراراتها وعملها، ثم عزمه تقديم مقترح قرار لهيئة الشورى الخاصة يبيح حرية التعبير
    للصحف وحرية التنظيم للاحزاب). وفى مواجهة ذلك الموقف العدالى الديمقراطى المتعلق بالحريات يتقاطع موقف الاستاذ على عثمان وجماعته
    التى ترتعد من سيرة الديمقراطية وبسط الحريات العامة وتخشى ان تُعيد تلك الحريات الى السلطة القوى الموتورة التى اطاحها الانقلاب
    فتنصب المشانق لأهل الانقاذ. وتقرأ الى ذلك كلاما كثيفاً عن ايمان الشيخ وتمسكه بمبدأ سيادة المجتمع وهيمنته على الدولة
    فى حين كانت قوامة الدولة على المجتمع هو النهج الايمانى السائد عند النائب ومحوره.

    بيد أننا نعلم – ويعضدنا المحبوب بلا ريب - ان الشيخ الترابى كان هو نفسه من الدعاة الاصلاء للانقلاب على الديمقراطية
    عند بسط الامر والتباحث حوله فى القنوات الحزبية داخل تنظيم الجبهة الاسلامية القومية، حيث قدم اطروحات فاعلة تعضد الفكرة
    وهى بعد حلمٌ يهّوم فى عالم الخيال، وتعزز الخطة اذ هبطت من علياء الحلم الى مدارك التطبيق. ثم نهض الشيخ بهمة عالية
    وحماسة منقطعة النظير بدور قيادى مؤثر فى صدد التهيئة للتغيير العسكرى واحكام تدابيره، لدرجة أنه قام قبل شهرين من الانقلاب
    بزيارات الى بعض الدول الاجنبية للالتقاء ببعض عناصر الحركة بالخارج والتبشير بالانقلاب وتأمين مزيد من التأييد له فى
    اوساط اسلامويي الخارج. بل ان غلاف كتاب المحبوب نفسه يشتمل على فقرة مركزية يرد فيها وصف الشيخ الترابى
    بأنه ( الصانع الأكبر لما جرى)! وكل هذا يجعلنا نهباً للحيرة ونحن نصيخ السمع الى مزاعم تحاول ان تشى بأن الشيخ سعى
    بُعيد الانقلاب بأيام واسابيع معدودات بنيةٍ صادقة صافية للوصول الى تدبير تراضوى مع قادة الاحزاب يمهد الطريق
    لعودة الديمقراطية بأعجل ما يتيسر، وان اهتمامه بتأصيل معانى الحريات العامة وفرض مضامينها كان هو جوهر خلافه
    مع نائبه منذ مشرق شمس الانقلاب.

    (4)

    ثم ان لوح المحبوب يتركنا فى حاجة الى تفسيرات كثيرة تلقى لنا بضوءٍ كاشف على بعض التناقضات التى تكتنف تسلسل الاحداث وتداعيها
    عبر عشرية الانقاذ الاولى. كانت الخيانة والتآمر والرغبة فى الاستئثار بالسلطة قد بلغت مبلغاً سعد معه النائب واعوانه بهدية القدر اليهم
    حين تعرض الشيخ الى واقعة الاعتداء التى عرفت ب "حادثة اوتاوا" فى العام &#1633;&#1641;&#1641;&#1634;، فسعوا الى احكام الحصار حول الشيخ وتحييده
    واضعاف وجوده ومحو اثره. جاء فى اللوح:(استقبلت الدائرة الاضيق بقيادة نائب الامين العام أنباء الحادث بصمت مطبق، وفيما تحركت
    دوائر فى السياسة والاعلام من أبناء الحركة، يحفزهم النبأ المريع، صدرت توجيهات واضحة من النائب تمنع خروج اى بيان من جهة رسمية يدين الحادث)
    . ثم:( وفيما انفعلت وتفاعلت جهات كثيرة فى الحركة مع الحادث، ظلت جهة واحدة فى الحركة ساكنة، كأن شيئاً لم يكن، هى دائرة نائب الامين العام)
    . حسناً، لو كان الحال قد ساء بين الزعيمين الى هذا الحد المؤسف، وتبينت للشيخ ومشايعيه خفايا شخصية نائبه وحقيقة نواياه منذ الاشهر
    والسنوات الاولى لانقلاب الانقاذ، فما هو المنطق وما هو الدافع وراء مبادرة الشيخ، وفقاً لرواية المحبوب، باختيار نائبه المتآمر لشغل
    منصب وزير التخطيط الاجتماعى فى العام &#1633;&#1641;&#1641;&#1634;، لا سيما وانه يقول عن تلك الوزارة:(وهى وزارة كان الامين العام يقدر لها شأناً عظيماً
    لحركة اسلامية غايتها تجديد المجتمع وتبديله على نحو شامل وفق اصول ومبادئ الاسلام).
    غير ان الحيرة تصل غايتها حقاً عندما تقرأ عن اختيار الشيخ الترابى للاستاذ على عثمان لتولى أعباء وزارة الخارجية
    فى العام السادس للثورة، فقد جاء فى الصفحة &#1633;&#1636;&#1641;:
    ( تولى الاستاذ على عثمان وزارة الخارجية ضمن رؤية للأمين العام اقتضت تقلبه بين الوزارات لتمام الخبرة،
    وهو يُهيأ لتولى مقعد الامين العام للحركة الاسلامية فى المستقبل المنظور).

    سبحان الله. لماذا وعلى أى أساس يريد الشيخ الترابى بعد ست سنوات من حكم الانقاذ رأى فيها رأى العين الواناً من تآمر نائبه
    واجندته السرية وميوله الشيطانية، ومجافاته سراً وعلناً لخطة الشيخ لاستعادة الديمقراطية وبسط الحريات وتأكيد قوامة المجتمع على الدولة
    لماذا – والحال كذلك - يريد ان يجعل من هكذا نائب خليفةً له على قيادة الحركة الاسلامية فى المستقبل المنظور
    فينعم عليه اختياراً وبمحض ارادته بمزيد من ريش السلطة، ويُنبت القوادم فى جناحه، ويعده ويحسن تدريبه وتأهيله
    على النحو الذى اطلعنا عليه المحبوب؟! أرأيت يا رعاك الله كيف اننا نستقيم لصاحبنا ولكن طروحاته لا تستقيم لنا؟!

    (5)

    أشار الاستاذ كمال الجزولى فى روزنامته قبيل أسابيع قلائل الى ما كشف عنه المحبوب فى لوحه بشأن اباحة الحركة الاسلاموية للتزوير
    فى الانتخابات على اطلاقها، والتوسع فى ممارسته بغير روادع من دين او كوابح من خلق، فى منافسات الحركة عبر الحقب مع خصومها
    فى اتحادات الطلاب والنقابات المهنية وغيرها من المحافل والمواقع. جاء فى اللوح عن التزوير:(.. برعت فيه الاجهزة الخاصة للمعلومات والأمن
    وظلت تتحالف لإنفاذه وتمام نجاعته عضوية الحركة فى الأجهزة الشعبية والرسمية لتكسب به مقاعد الاتحادات والنقابات).
    ونذكر أن صديقنا الحركى الاسلاموى السابق الدكتور عبد الوهاب الافندى كان قد المح فى مقال له، قبل حوالى العام
    الى نموذج من نماذج التدابير التى يُعتقد ان الحركة كانت قد لجأت اليها للتأثير على نتائج الانتخابات على منصب رئاسة الحركة الاسلامية،
    التى كان قد جرى التنافس عليها فى زمن مضى بين الاستاذين على عثمان وغازى صلاح الدين.
    وكان الافندى قد أشار الى ان الجهة المنظمة للعملية الانتخابية نصبت كاميرات خاصة داخل غرف التصويت،
    بحيث يمكن مراقبة الاعضاء وهم يمارسون عملية الاقتراع، والتعرف فى ذات الوقت على الصندوق الذى القى فيه كل مقترع بطاقته الانتخابية.

    ولكن دعنا من ذلك كله فليست الشكوى من ضلوع الاسلامويين فى التزوير على اطلاقه هو مبتغانا. انما نريد ان نتوقف أمام واقعة بعينها
    : حكى المحبوب ان قيادة الحركة، والمقصود هو الشيخ الترابى، كانت قد قررت فى العام &#1633;&#1641;&#1641;&#1639; اثناء انعقاد المؤتمر القومى العام للحزب الحاكم
    ترشيح الدكتور غازى صلاح الدين لمنصب الأمين العام بدلاً عن الاستاذ الشفيع احمد محمد الذى كان يشغل ذلك المنصب.
    ولكن كتلة دارفور (ومن حالفها)، التى تشكل اغلبية مقدرة، رفضت ترشيح الدكتور غازى وأصرت على استمرار الشفيع فى موقعه،
    وان ذلك الموقف شكل مفاجأة لقيادة الحركة. لماذا؟ لأن الحركة – فى عقيدة المحبوب- لم تعتد على مثل هذه المواقف الاعتراضية الصارخة
    من عضويتها، اذ كانت مثل هذه الامور تدبر تدبيرا داخلياً ثم تخرج للعلن. وكانت فى كل الاحوال تمضى، كما خطط لها، من الباطن الى الظاهر
    فى سهولة ويسر. ثم جاء فى اللوح:(القيادة ظلت تختار وتقرر والقاعدة ظلت توافق وتُقرْ). أقرأ ذلك فلا اكاد اقاوم الاغراء
    بأن اذكّرك – أعزك الله – بأن ذلك كان حال الحركة التى كانت عبر السنوات والحقب تفاخر بأنها تجتذب القطاع الاكبر
    من عضويتها من اوساط المتعلمين، وتعرض فى لوحات كبيرة عند كل مناسبة انتخابية عدد وأسماء الحاصلين على درجات الدكتوراه
    والماجستير والبكالوريوس من بين مرشحيها. وهى ذات الحركة التى كان قادتها يعايرون قادة الاحزاب التقليدية بعار "الاغلبيات الميكانيكية"!

    ما علينا. فليس ذلك، مرة اخرى، هو اكبر همنا. الذى نريد ان نثبت قواعده هنا هو ما اشتمل عليه اللوح من بيان واضح الى ان قيادة
    الحزب الحاكم لجأت الى التزوير المباشر لضمان فوز مرشح القيادة الدكتور غازى صلاح الدين، الذى اعلنت لجنة الانتخاب فوزه دون اشارة
    الى عدد الاصوات التى حصل عليها!! كل ذلك مفهوم. الذى لا نفهمه هو ان التزوير الذى استهل به المؤتمر الوطنى عهده كتنظيم سياسى
    للحركة الاسلامية فى العام &#1633;&#1641;&#1641;&#1639; تم بحسب المحبوب ( بتواطوء تام من قيادة فى المؤتمر مع لجان الانتخاب). ولولا حرف الجر "فى"
    لكان المقصود هو الشيخ الترابى شخصيا، فقد كان هو حتى ذلك التاريخ وبعده بقليل فى موقع القيادة الفعلية المطلقة بلا منازع.
    ولكن حرف الجر يعفى الشيخ وينقل التهمة الى "قيادة فى المؤتمر" دون تسمية. ولكنك لو قرأت اللوح من اوله الى آخره لما اعوزتك التسمية،
    فالمعنى هو النائب على عثمان. عظيم. وها نحن نسعى هنا مرة اخرى الى ان نقبل حجاج المحبوب بذهنٍ مفتوح وقلبٍ سليم
    لولا العقبات التى تنهض فى طريقنا فتسد علينا الطرق كلها. أول هذه العقبات اننا نقرأ فى ذات المكان من اللوح ان النائب على عثمان
    لم يكن فى الاصل راضياً عن مرشح القيادة للمنصب، بل كان يهمس همساً برأى معارض. ثم انه اقترح اختيار شخص آخر للمنصب
    وهو العقيد (م) محمد الامين خليفة. ولما لم يجد النائب وسيلة لازاحة الدكتور غازى آثر الصمت على مضض. لماذا؟
    يجيب صاحبنا:(اذ ظل نائب الامين العام يزهد فى المجادلة والمواجهة مؤثراً المسايرة الصامتة لآراء وقرارات الامين العام).
    هل اختلط عليك الأمر مثلما اختلط علىّ؟! اذا لم يكن الامر كذلك فأعنّى يا هداك الله على استيعاب هذه الصورة
    : الأمين العام الشيخ الترابى يختار الدكتور غازى صلاح الدين للمنصب، ثم يفرضه فرضاً على غالبية عضوية التنظيم
    التى لم تكن تحبذ الترشيح. وسلطة الامين العام هنا مطلقة بدليل ان النائب الذى لا يقر الترشيح ويعارضه يؤثر الصمت والانزواء
    زهداً فى المواجهة برغم رأيه المخالف. ثم يتطور الامر الى حد تزوير الانتخابات كلها امضاءً لارادة القيادة وانفاذاً لحكمها.
    ومع ذلك كله فإن المتهم بتزوير الانتخابات واعلان فوز الدكتور غازى على نحوٍ مرتبك (دون تحديد لعدد الاصوات التى فاز بها)
    هو النائب على عثمان وشيعته ليس الشيخ الترابى ورهطه! وهنا لا نجد عندنا ما نقول سوى: قاتل الله غسيل الأحوال!

    (5)

    بسطنا الاسبوع الماضى روايةً وردت فى اللوح بشأن المسئولية عن صياغة البيان الاول لانقلاب الانقاذ الذى تلاه العميد عمر البشير
    صبيحة الثلاثين من يونيو &#1633;&#1641;&#1640;&#1641;. ومقتضى الرواية – كما وردت فى لوح المحبوب- ان البيان قام بصياغته نائب الامين العام على عثمان
    وأنه برغم وجود اتفاق مسبق بأن يتم تضمين البيان فقرة تؤكد استعادة الحريات وتسليم الحكم للشعب ريثما تستقر الاحوال السياسية
    والعسكرية فى البلاد، فإن من قام بصياغة البيان أغفل اضافة تلك الفقرة. الا أنّ الصحافى النابه عبد الوهاب همت الذى قام مؤخراً بإجراء
    حوار مطول مع القيادى الاسلاموى الرفيع الدكتور على الحاج محمد، نشرته صحيفة (اجراس الحرية) على مدى اربعة حلقات،
    اورد جانباً من الحوار جاء فيه على لسان الدكتور على الحاج، الذى يُعرف عنه انه كان واحداً من مجموعة السبعة التى اوكلت اليها
    الجبهة الاسلامية تنفيذ الانقلاب، رواية مختلفة لقصة البيان الاول. وفقاً للدكتور على الحاج فإن البيان قامت بصياغته لجنة مكونة
    من مجموعة من الأشخاص، وعند فراغ اللجنة من الصياغة، تم عرض مسودة البيان على الامين العام الشيخ حسن الترابى
    الذى اطلع عليه. ويفهم من صياغة الحوار ان الشيخ أجاز البيان على النحو الذى عرض عليه. وقد وجدت من الاهمية بمكان ان اشير
    الى هذا التباين بين الروايتين. وأنا اذ انقل هنا رواية الدكتور على الحاج، كما رصدتها الصحيفة، فاننى لا اعضّدها او اتبناها
    بأى حال من الاحوال. فقد قرأت فى إفاداته هو أيضاً خلال حلقات الحوار الطويل بعض مظاهر "غسيل الاحوال"،
    وفى نيتى ان اعود اليها فى وقتٍ لاحق. غير اننى أفضل ان افرغ اولاً من غسيل المحبوب، قبل ان انهض الى غسيل على الحاج!
                  

03-15-2010, 08:38 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    غربا باتجاه الشرق



    لوح المحبوب: عتمة على الذات وضوء على الآخر (3-3)



    مصطفى عبد العزيز البطل

    [email protected]



    &#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;



    الى القارئ داخل الوطن



    يظهر هذا المقال فى النسخة الورقية لصحيفة "الاحداث" بعد حذف أجزاء يرد فيها اسم السيد رئيس الجمهورية
    وأنا اقدر كل التقدير ان الصحيفة، برغم رفع الرقابة الرسمية على الصحافة فى السودان، تمارس قسطاً محدوداً
    ومحموداً من الرقابة الذاتية التى تفرضها الأعراف المستقرة والمواثيق المتواضع عليها، والتى تلزم كل الصحف
    بتوخى روح المسئولية عند تناول رئيس الجمهورية، اسماً ومؤسسة، بما يحافظ على هيبة المنصب وكرامته.
    وكمستخدم سابق فى مؤسسة سيادية من مؤسسات الدولة تجدنى من اكثر الناس حرصاً على ذات المبدأ.
    غير انه يلزمنى ان اوضح للقارئ الكريم داخل الوطن أننى فى الواقع لم اتعرض للمشير عمر البشير
    فى هذا المقال بصفته الرسمية كرئيس للدولة، بل بصفته لاعباً أساسياً فى حلقات الصراع المحتدم حول السلطة
    الذى اعقب سفور الوجه الحقيقى لمدبرى انقلاب الثلاثين من يونيو &#1633;&#1641;&#1640;&#1641; خلال العشرية الاولى لعمر الانقاذ.
    كما ان الاجزاء المشار اليها وردت أصلاً فى كتاب الاستاذ المحبوب عبد السلام الذى يتناوله المقال بالعرض والتحليل.
    وعلى حد علمى فإن الكتاب نفسه متاح لطالبيه فى مكتبات الخرطوم.



    &#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;&#9674;



    (1)

    نعود لنكمل مسارنا مع لوح الاستاذ المحبوب عبد السلام (الحركة الإسلامية السودانية، دائرة الضوء- خيوط الظلام:
    تأملات في العشرية الأولى لعهد الإنقاذ).
    ونجهد فى هذا الجزء الخاتم لاستحلاب بعض المفاهيم الكلية، أو لعلنا نتواضع فنقول أننا نأمل فى استنتاج بعض
    الفرضيات التفسيرية، من ركام المعلومات الغزيرة المثيرة التى قدمها هذا السِفر لقرائه فوق طروسٍ مذهبة.
    نعنى بذلك أن نمعن النظر فى بعضٍ من جوانب الأخبار والأسرار التى زودنا بها المؤلف، وهى بضاعةٌ نعتد بها غاية الاعتداد
    كونها ترد جميعها موثقةً بشهودها وشواهدها، معززةً بقرائنها وبيناتها الظرفية. ثم أنها تنطق بلسان محررها
    الذى ترعرع فى محاضن الحركة الاسلاموية ونشأ فى طاعتها. فهو هنا لا ينقل الاخبار كمصدر ثانوى، بل كسلطةٍ أصيلة
    داخل مدارات الحكم واروقته، بحسبانه معاملاً أساسياً فى ميادين تخصيب السياسات ومراكز صناعة الاحداث.
    ولا غرو اذ كتب ناشر اللوح يعرّف الناس بالمؤلف وسلطته:(المحبوب عبد السلام أقرب الرجال الى قائده
    الصانع الأكبر لما جرى الشيخ حسن الترابى).

    نقول بأننا نهدف الى اجالة النظر فى مجمل ما بين ايدينا من وقائع وحادثات، ثم نحاول ان نستنبت
    ونحن نتدبّر معانيها ونتحرى مغازيها، أحكاماً عامة ربما تفسر لنا الحالة الذهنية التى تملّكت القيادات
    الحركية الاسلاموية وهى تنقضُّ على مقاليد السلطة بليلٍ دامس فى صيف العام 1989. ثم وهى تنزلق، بعد ذلك
    الى الفتنة القارعة التى فضحت السوءات وكشفت العورات، وأبانت للقريب والبعيد كيف ان التسربل برداء الدين
    لم يمنح اسلامويي السودان حصانةً تصدُّ عن ذواتهم الاهواء والفتن، وتردُّ عن مشروعهم الفرعونى الاستعلائى الطموح
    الأنواء والمحن. وهل كان الذين افتتنوا وكادوا يشهرون السيوف يوم السقيفة، وجثمان نبى المسلمين (ص) مسجّىً
    بداره لم يوار الثرى بعد من اتباع بوذا؟ وهل كان الذين قتلوا ذا النورين عثمان والقوا بجثمانه فى مقابر اليهود
    ثم تنازعوا على الملك بعده من عبدة النار؟!

    (2)

    قلنا أن من أروع وأبدع صنيع لوح المحبوب أنه لم يلو على شئ، فأماط الحُجب والغلالات عن الخبايا والأسرار
    ورمى بكل أوراق العشرية الاسلاموية على المنضدة أمام الجميع عاريةً الا من رسومها وشروحها. لا عاصم لها من أعين النظّارة
    فاذا هم بين حادبين مشفقين، وشامتين شانئين. واذا سُئلنا عن خويصة انفسنا قلنا: انما نحن باحثون دارسون
    وان شئت فضوليون، ضالتنا الحقيقة. لا ندعى حدباً واشفاقاً على الحركة الاسلاموية، وفيم الحدب والإشفاق
    وبيننا وبين فكرها الأصفر الأزعر ما صنع الحداد، ولم نر من عهود التمكين والأثرة على مدار سنواتها الغُبر
    المتواليات غير الهمّ والحزن والكدر والضجر؟ ولكننا – مع ذلك - نربأ بأنفسنا ونستنكف ان نكون فى زمرة
    الشامتين الشانئين، وفى وعينا حديث نبينا الكريم عليه افضل التسليم:
    (لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله عزّ وجل ويبتليك).
    ولو رحم الله العصبة المنقذة وابتلانا نحن، بعد كل هذ الهوان، لكانت مصيبتنا هى أمّ المصائب وجدّتها وخالاتها مجتمعين.

    ونحن ننظر الى الورقة من الاوراق، وهى ملقاة على الطاولة، ثم نشدُّ، فى كل مرة الى اعماق الرئتين نفساً طويلاً عميقاً
    اذ يستغرقنا ذلك الاحساس الطيب الغامر الذى ينتاب المرء عندما يصادف على حين غرة تفسيراً جامعاً مانعاً للغزٍ
    مستحكم طالما سكن منه تلافيف الدماغ دون ان يجد عليه سلطاناً يفك طلسمه. وبعض هذه الاوراق يصح ان يطلق عليها
    ذلك التعبير المتداول فى أدب الخطاب السياسى العربى المعاصر: الغسيل القذر!

    تظهر لنا من ثنايا اللوح الكيفية التى كانت تدار بها الدولة على عهد الانقاذ الاول فنتعرف على شكل المسرح
    الداخلى والمسرح الخارجى واللاعبين الحقيقيين الذين كانوا يديرون الخيوط من وراء السّتُر. ويتبين لنا أن كثيراً
    من شاغلى المناصب الرسمية، بما فيها منصب رأس الدولة، ما كانوا يملكون لانفسهم ضراً ولا نفعاً، بل خيالات مآتة
    لا تهش ولا تنش. ما كان أمر السلطة الباطنة الخفية غائباً عنى وعن كثيرين غيرى. فقد كنا نعلم ان للانقلاب
    من يوجه حركته من وراء الكواليس. وقد سُئل واحد من القادة التاريخيين للحركة الاسلاموية، هو الاستاذ
    أحمد عبد الرحمن محمد، بعيد الانقلاب بفترة وجيزة، عن صحة ما كان يتردد عن وجود مجلس أربعينى
    يدير الأمور من خلف هيئات الحكم الرسمية الظاهرة ، فأجاب على السؤال من فوره اجابةً مباشرة لا إبهام فيها ولا غموض
    وقد نشرت الاجابة فى وقتها صحيفة "ظلال" الاسبوعية، قال:( هذا سؤال ساذج. فمن الطبيعى ان يكون هناك كيانٌ فاعل
    وراء الانقلاب، سواء اكان مجلساً اربعينيا او غيره. أى انقلاب فى الدنيا لا بد ان يكون وراءه تنظيم له
    اهداف ورؤى، يُخطط وينفذ ويتابع. والا فكيف يكون الانقلاب انقلاباً)؟ لم يكن ذلك كله للحق غائباً عن مداركنا.
    الذى كان غائباً هو مدى ونطاق الفاعلية السلطوية المتفاحشة للقيادات المستترة التى كانت تقبض فعلي
    اً على زمام كل شئ، كما كشف لوح المحبوب، ومدى ضعف وهامشية بل وعدمية الممثلين الذين كانوا يجلسون
    فى المقاعد الأمامية فى مواجهة النظارة، بحيث ما كان الواحد منهم يملك ان يختار ما يشرب فى صباحه، شاى ام قهوة
    الا ان يأذن له من هم فى الكواليس!

    ثم تستبين لنا جذور الصراع، بين اخوة التنظيم والعقيدة، ومراحله المتدرجةً، وكيف بدأ الأمر يرقةً فى طورها المائى
    ثم تنامى واستفحل خطره واستشرت علله حتى استحالت طاعوناً فاتكاً استعصى على الطبابة. وقد نشرّق فى بحثنا وقد نغرّب
    ولكننا نخلص الى عبرةٍ واحدة، كنا قد خلصنا اليها من قبل، وهى ان أصل الصراع وجوهره، بين اهل الظاهر وأهل الباطن
    ثم بين اهل الباطن فيما بينهم، انما هو طموح الشخوص ورغائب النفوس وأهواء البشر
    وحب الاستئثار بالسلطة والولع بالعروش والصولجان.

    قفز من أعماق ذاكرتى على الفور، وانا اطالع جانباً من سفر المحبوب، حوارٌ دار بينى وبين العميد فيصل مدنى مختار
    عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى وحاكم كردفان الأسبق، بعد اسابيع قليلة من اعفائه
    او بالاحرى استقالته من عضوية المجلس فى النصف الاول من التسعينات، وذلك بمنزله بشارع الجمهورية بالخرطوم.
    وكان حاضراً بجانبى فى ذلك اللقاء من الأحياء الوزير الاقليمى السابق العميد (شرطة) محمد عبد الملك الطاش
    ومن الراحلين الصديق العزيز المرحوم الصحافى الاسلاموى محمد طه محمد أحمد.
    وكنت قد سألت العميد فيصل عن سبب الخلاف بينه وبين القيادة الذى ادى الى مغادرته لمنصبه السامى
    فذكر لى أسباباً أثارت فى وجهى ملامح الاستغراب، وهو استغراب لم يظهر منه شئ على وجه الراحل محمد طه
    الذى كان فيما بدا لى واقفاً على كثير من خفايا المرحلة. مما ذكر العميد فيصل، ضمن اجابته على سؤالى
    انه عندما استفحل أمر المجاعة فى كردفان وكان هو حاكماً عليها، وعجزت امكانيات الدولة عن مواجهة الكارثة
    وجد من الضرورة بمكان اعلان حالة المجاعة وطلب العون الدولى، لا سيما وان كثيراً من المنظمات الدولية
    ذات الموارد الضاربة كانت تتهيأ للتدخل وتقديم المساعدات. غير ان الحكومة المركزية ظلت وباستمرار ترفض طلبه
    فاضطر للحضور الى العاصمة ومقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة بمكتبه بالقصر الجمهوري حيث عرض عليه
    وقائع الاحوال المتفاقمة فى كردفان، وطرح عليه وجهة نظره بشأن اصدار الاعلان الذى يصرح بوجود مجاعة فى الاقليم
    بما يعين على اطلاق آليات العون الدولى باتجاه التصدى للكارثة وتخفيف معاناة الضحايا
    طالما ان امكانيات الدولة وقفت دون ذلك. ونبه الحاكم الرئيس الى المسئولية الشرعية التى تقع على عاتقيهما معاً
    ان هما تقاصرا عن واجبهما تجاه ارواح عشرات الآلاف من الفقراء الابرياء الذين يتهددهم شبح الموت جوعاً.
    وهنا ردّ رئيس مجلس قيادة الثورة:( والله يا فيصل انا مقتنع بكلامك ده تماماً، لكين البقنع الديك منو)؟!
    والذى اتضح بعد ذلك هو ان (الديك) كان يؤمن وقتها بأن الاقرار بوجود حالة مجاعة فى البلاد بينما
    شعارات (نأكل مما نزرع) تغطى سموات المدن وتملأ اجهزة الاعلام يسئ الى سمعة كل ديوك السودان ودجاجه
    ويلحق بكبريائها أفدح الأضرار!

    (3)

    يذكر المحبوب من وجوه التآمر ومظاهر الصراع والتبذّل حول حطام الدنيا بين قادة الحركة الاسلاموية
    وكادراتها ما يزيح الخُمُر عن رموز طالما استعصمت وراء اقنعة الزهد، وأظهرت الوصل والتماهى مع قيم السماء
    ورسمت على الوجوه الوضيئة ملامح الوجد وهى تصيخ السمع لأناشيد المنشدين: (لا لدنيا قد عملنا / نحن للدين فداء).
    ها هو نجم الانقاذ المنير وبدرها الوضّاح الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مرسوماً على اللوح، يختطف منصب
    وزير الخارجية اختطافاً من بين يدى من هو أهل له، ثم يحتكر المنصب احتكاراً لا لفضلٍ اتسم به، ولا لعلم اكتسبه
    ولا لسابقة عرفت له، بل لأنه يجيد الرياء وتملق السلاطين ومداهنة أصحاب الحول والطول.
    اسمع يا صاح:(أثبت الدكتور مصطفى عثمان نجاعة منهج سُعاة العلاقات العامة الذين يؤدون صلاة المغرب
    مع الرئيس، ويغشون نائبه الاول لشاى المساء، ثم يتناولون طعام العشاء مع الأمين العام).
    ثم ها هم العسكريون من قادة الانقلاب، وقد انكشفوا بعد قرار حل مجلس قيادة الثورة، بلا مهارات ولا قدرات ولا مؤهلات
    وقد مالت عنهم الأضواء وتحاسرت، واستشعروا انهم ما عادوا يصلحون للقيادة فى ظل دستور &#1633;&#1641;&#1641;&#1640;، فطار بهم الهلع
    واستبد بهم الجزع فتفرغوا لتغذية هواجس الرئيس، وتأليف الروايات، واذاعة الذائعات، والشحن الموتور
    ضد إمام الحركة الاسلاموية، يتوسلون الى الرئيس ان يتغدى به قبل يدور عليهم الامام فيتعشى بهم جميعاً.

    أما عن الرئيس نفسه، وخوفه على سلطته، وحرصه على كرسيه، حين حزب الأمر وزاغت العيون فحدث ولا حرج
    اذ بلغت الوساوس به - هكذا نقرأ - أنه ظل ولفترةٍ طويلة يحتفظ فى مكتبه بالقصر الجمهورى برسم كاريكاتورى
    نشرته صحيفة (الخرطوم) إبان صدورها بالقاهرة، يتناول خبر استقالة الشيخ الترابى من منصب رئيس المجلس الوطنى.
    يصوّر الرسم الكاريكاتورى الترابى وقد ركل كرسى رئاسة المجلس الوطنى وهو يصعد الى كرسى رئاسة الجمهورية!
    ويلمح اللوح تلميحاً الى اسماء الثلة من الخبثاء الذين نقلوا نسخة الصحيفة ورسمها الكاريكاتورى الى الرئيس
    وينقل عنهم عبارات افرغوها فى اذنه، من ضمنها:(ان الترابى لا يشرب جهد الشخصيات ويضعها باحترام كما يفعل
    مع زجاجة البيبسى كولا، ولكنه يطبق عليه عفصاً ويلقى به الى سلة المهملات كما يفعل مع علبة البيبسى).
    و: (ان الترابى متخصص فى الاغتيال المعنوى للشخصيات من لدن المرحوم الرشيد الطاهر الى الرئيس عمر البشير)!

    واذ تبلورت قضايا الخلاف وتفاحشت بين يدى الدعوة الى نظام التوالى السياسى، ثم تصاعد دور البرلمان
    الذى كان يقوده الشيخ الترابى، وحزم الرئيس ونائبه على عثمان أمرهما، فبعثا الى الشيخ من يطلب اليه
    التنحى وترك الأمر برمته كان رد الشيخ، وننقل عن اللوح:(أنه لم يباشر مطلقاً تدخلاً فى العمل التنفيذى اليومى
    ولم يسمّ وزيراً لمنصبه، ولم يزر أحداً فى مكتبه أو يحادثه فى الهاتف.. بل فوض غالب سلطاته لنائبه وللأجهزة ...).
    لم تدهشنى المعلومة، حتى وانا اقف عليها للمرة الاولى، وهى ان هناك من ذهب الى الامين العام باسم الرئيس ونائبه
    وطلبا اليه التنحى مع انه (الصانع الأكبر لما جرى)، ولكن ادهشتنى كلالة الدفاع وعوار المنطق وتهافت الحجج
    وهى تأتى من تلقاء الشيخ! ثم لننظر بعد ذلك الى أسس الاتفاق على تجاوز الازمة عقب مذكرة العشرة وتداعياتها المدمرة
    وذلك بعد ان دعا النائب على عثمان مائة وخمسين من القيادات من بينهم رئيس الجمهورية والشيخ الترابى ليشهدوا
    عهداً جديداً للحركة يصفو فيه المناخ وتطيب فيه النفوس. ثم نقرأ:(كان الأساس للعهد الجديد هو ان يطمئن الرئيس
    منذ الآن الى انه مرشح المؤتمر الوطنى لرئاسة الجمهورية، فى مقابل تثبيت الشيخ منذ الآن أميناً عاماً للهيئة القيادية).
    ألم نقل أن الأمر فى المبتدأ والمنتهى لم يجاوز كونه صراعٌ على السلطة وأرائكها، واقتتالٌ على مراكز الحكم وطنافسه؟
    ولكن صاحبنا اكثر ذكاءً وأوعر طبعاً فلا يتركنا هنا دون ان يضيف انه (تمت تهيئة الرئيس الذى لا ينشد اكثر مما قدم له)
    أما الشيخ الترابى فقد تحفظ على الخطة ومشروع الاتفاق. لماذا؟ (لأنها تصور الخلاف صراعاً بين الكبيرين
    وان كليهما قد اهديت له الهدية التى كان يتوخاها). ولا عجب، فالمحبوب فى يده القلم
    والذى في يده القلم لا يكتب شيخه شقياً.

    (4)

    وبمثلما فتشنا فألفينا حب الرئاسة وعشق المناصب رابضاً عند قدمى الاخوة المتصارعين، كذلك وجدنا التكالب
    المسعور نحو الدينار والدرهم. واللوح لا يبخل علينا بأحوال التعدى الفاضح على المال العام من قبل عضوية
    الحركة الاسلاموية، وتردد شبهاته فى المركز والأقاليم، لا سيما مع بدايات الجنوح الفوضوى نحو انشاء الشركات
    العامة الموصولة بأجهزة الدولة. ولا يجد المحبوب حرجاً فى اطلاعنا على حقيقة العدد الكبير من شركات الاستثمار
    التى استغلت الاموال العامة، على أساس ان يعود بعض ريعها بالفائدة والنفع العام على الحركة الاسلامية.
    كما لا يستنكف ان يدلنا على التآكل السريع لرؤوس أموال بعض هذه الشركات العامة، واتهامات الفساد
    التى طفحت داخل التنظيم بعد ان فاحت روائح الفساد وزكمت الانوف، وكيف ان ذلك كله انتهى الى فتح أبواب
    من أزمات الثقة بين عضوية الحركة. ثم يرفدنا اللوح على حين غرة بهذه العبارة المثيرة الخطرة:
    (وقد ينجو الجانى بغير عقوبة، ولكن تبقى ثابتةً الريب والجراح التى علقت بالوشائج التى تصله بتنظيمه واخوانه).
    ويالها من عقوبة قاسية ينالها من تمتد أياديهم الى المال العام فتطالهم تهم النهب والسرقة
    واللصوصية من صفوف الاسلامويين. ففى هذا التنظيم العقدى الفذ اذا سرق الآخرون أقيمت عليهم حدود الله،
    أما اذا سرق العضو فكفاه عقوبة ان "تعلق الريب بالوشائج التى تربطه باخوانه من الاعضاء"!

    ولكن هناك عاملاً رئيساً يبدو للناظر المحايد وكأنه يتعمد التخفى وراء العديد من مظاهر الصراع وتجلياته.
    ذلك هو العامل العنصرى العرقى. والذى لا خلاف عليه هو ان حقبة الانقاذ فى السودان تظل من اكثر الحقب
    إثارة للنعرات العنصرية والاحتقانات العرقية على مستوى الوطن كله. وانت تصيخ السمع فتسمع همهمات
    فى شهور الانقلاب وسنيه الاولى، تأتيك من جنبات اللوح، تظهر ضيق بعض الاسلامويين من الانفاق المتزايد
    على التنمية والخدمات بالاقليم الشمالى ومن الرعاية التى خص بها اللواء الزبير محمد صالح ذلك الاقليم
    دوناً عن الأقاليم الاخرى، أو كما قيل. وتلحظ بوضوحٍ تام ردة الولاءات فى صفوف أعضاء التنظيم وتراجعها حثيثاً
    من تخوم العقيدة والمُثل والمبادئ الكلية الى سهول العصبيات القبلية والجهوية، حتى إذا جاءت قسمة
    المناصب الاتحادية والولائية، كان المنطلق الأساس والسؤال المحورى: أين مكان قبيلتى واين موقع عشيرتى؟!
    وتقف – أعزك الله - على الاصول العرقية لصراعات السلطة حين ترى فوق اللوح تمترس المستعربين خلف
    الرئيس البشير ونائبه، لا لشئ الا لأنه تسرّب نبأ فحواه أن الشيخ يزمع ان يقدم لمنصب الرئاسة شخصاً
    من الغرب الأقصى، من خارج المثلت الشهير! ومالنا والتسريبات والكلام المغطى وبين يدينا جانب من
    محضر إجتماع عاصف عقد بوزارة الخارجية، تبدّت فيه الوساوس العرقية فى أسوأ تجلياتها
    واستعرت الكوابيس الجهوية فى اشنع صورها. وكان القلق قد استبد ببعض المستعربين من بين قادة الانقاذ
    بسبب مسارعة المفاوضين المكلفين بملف الحوار مع فصائل الحركة الشعبية الى الموافقة على منح الجنوب
    حق تقرير المصير، فتناول الكلمة الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير، وزير الرئاسة وحاكم دارفور الكبرى لاحقاً
    ثم قال بلسان عربى مبين لا عوج فيه "أن وضع ملف الجنوب، كما هو الحال فى الوقت الحاضر
    فى يد اثنين من أبناء دارفور، هما العقيد محمد الامين خليفة والدكتور على الحاج محمد ينذر
    بخطر التضحية بعروبة السودان"! والمعنى فوق جبين الشاعر لا فى بطنه، وهو ان الدكتور على الحاج
    وصاحبه العقيد محمد الأمين خليفة ليسوا عرباً، بل هما من "الزرقة" الأفارقة الذين لا يجوز
    ان يستأمنا على عروبة السودان. أرأيت يا هداك الله كيف ضاقت جبة الاسلام بهؤلاء، رغم الشعارات السمحاء
    التى تذوب لها المشاعر، والروايات المؤثرة التى تخضل لها اللحى عن الاخوّة فى العقيدة
    فلم تسعهم فى نهاية المطاف غير سراويل اللون والعرق والقبيلة؟!

    (5)

    جزى الله المحبوب كل خير اذ سطّر هذا اللوح المائز وقدمه لبنى وطنه، ينظرون فيه ويتفكرون
    ويلتمسون من بين سطوره الحكمة والعبرة. ولكننا نأخذ عليه – والصديق من صدق - انه أخفى نفسه
    كلياً بين ثنايا الاحرف والكلمات، ووارها بين كثيب السطور والفقرات، فما تجد له فى صفحات الكتاب
    ظلاً ولا ملمحاً. وكأنه لم يكن هناك، يشارك ويعارك، ويخطُّ مع شيخه الخطط ويدبّر التدابير.
    والاصل فى هذا النوع من الالواح أن تأتى الطروحات فى مسار نقد ذاتى شفاف ينفتح على الداخل
    بمقدار الانفتاح على الخارج. ثم تُبرز الوقائع والحادثات عاريةً من الحُلل والثياب فيتغشاها التقويم
    الموضوعى المنفلت عن رغائب النفس. وينبغى ان يطال التقويم شخصية كاتب اللوح نفسه
    بعد ذلك – حيثما كان موقعه من الأحوال والحادثات- تقويماً يستقيم على جادة التقوى ويتجرد للمساءلة
    فيبين مواقفه ويعيّن خطواته ويبرز نتائجها، ثم يرفع للناس حسابه: اين أحسن وأصاب، وأين تنكب الطريق
    فأخفق فى التعبير عن مبادئه وغاياته. وصاحبى لا يفعل أيا من ذلك، لا فى حالته هو ولا فى حالة شيخه.
    اذ يقدمه لنا فى صورة مثالية خارقة للعادة لفقيه عابد وقائد وطنى، متجرد من مزالق الهوى، متجانف
    عن سفاسف السياسة، يسكن قلبه عزة الاسلام وحب السودان. ومثل ميداس فى الاسطورة الاغريقية، الذى كان يلمس
    الشئ فيستحيل من فوره ذهباً، كان كل ما يمسه الشيخ الترابى بيده من تشريع او قانون او ميثاق او نهج عام
    او خطة سياسية يستحيل فى لمح البصر الى مناراتٍ سوامق يقتدى بها الناس، فتهديهم الى دروب الحريات
    والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان. وكل ذلك مما لا يطابق طبائع البشر كما خلقهم الله فى فطرتهم الأولى
    ولا يوافق حقائق الأشياء كما انبسطت جزيئاتها امام الكافة.

    الحركة الاسلاموية السودانية عند المحبوب مدرسةٌ كبرى، تحيفت دورها كمؤسسة للعلم ووسيط للتربية
    وتضعضعت قواعدها، وتحللت ضوابطها، وطاش عيارها، وتفلّت طلابها، وانسخط اساتذتها، فما يقومون
    الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس. والمسئولية عن ذلك الانحدار المريع والسقوط الشنيع
    تقع على عواتق كثيرين. ولكن ناظر المدرسة ومرشدها– فى عقيدة المحبوب - ليس من بين اولئك الذين
    يُرجى منهم ان يتحملوا نصيبا من المسئولية.

    انتهى المحبوب الى كتابين: كتابٌ أبيض، هو كتاب الفرقة الناجية، التى استعصمت بقبة المنشية الخضراء
    وكتابٌ أسود هو كتاب الفرقة الباغية التى خرجت على شيخها، ثم تمترست فى قبة غردون البيضاء.
    وما هكذا تورد إبل النقد الذاتى. النقد الذاتى شئ، و(المانيفستو) السياسى شئ آخر. ولكننا
    نشهد بأن المحبوب قد أفرغ وسعه وأكمل لوحه، بنيةٍ صادقة وقلبٍ سليم، فسدّد ورمى، وأصاب وأخطأ.
    فنال الاجرين حيثما أصاب، ونال الأجر الواحد أينما أخطأ. والله نسأل أن يثيبه أجزل المثوبة وهو يرفع حسابه
    الى عشيرته الاسلاموية والى شعبه الطيب.



    متابعات ومراجعات

    وردت ضمن الحلقة الاولى من هذا العرض لكتاب الاستاذ المحبوب عبد السلام اشارة لحديث
    زعمت أن الدكتور حسن الترابى ادلى به أمام الحشد بمقر القاعة الملكية للآداب والفنون بلندن
    بتاريخ السابع والعشرين من ابريل &#1633;&#1641;&#1641;&#1634;، رداً على المحامى الاستاذ عبد الباقى الريح، الذى كان
    قد وقد واجه الدكتور الترابى، ثم نزع أمام الحاضرين ساقة الاصطناعية، بعد بتر ساقه نتيجة لعمليات
    التعذيب التى تعرض لها اثناء فترة اعتقاله فى مبنى حكومى بالخرطوم شرق كان يقطنه فى السابق
    اللواء خالد حسن عباس. والعبارة التى أوردتها على لسان الشيخ الترابى هى:
    (الرجل كاذب، فليس عندنا بيوت أشباح ولا من يعذب الناس، وانما هى الدعاية المغرضة.
    بل قطع الاطباء قدمه لأنه مُعتل بداء السكر).
    الحقيقة هى ان هذه العبارة لم ترد على لسان الدكتور الترابى ضمن رده المباشر
    على المحامى عبدالباقى الريح فى مقر الجمعية الملكية، بل ادلى بها الشيخ امام جمع
    من الصحافيين أثناء حفل عشاء عقب اللقاء الحاشد. كما أعاد الشيخ تكرار ذات العبارة
    فى شكل تصريح صحفى لمندوبى صحيفتين هما الفاينانيشال تايمز الامريكية والغارديان البريطانية
    وقد نشرتهما الصحيفتان بذات النص اعلاه فى اليوم التالى مباشرةً. كما اعادت نشر تصريح الدكتور الترابى
    المشار اليه كل من نشرة "سودان أبديت" ونشرة "آفريكا كونفيدينشيال" اللندنية فى نفس الاسبوع.
    أما نص رد الترابى على المحامى عبد الباقى الريح بمقر القاعة الملكية فقد كان كالآتى:
    ( ان صح ما ذكره هذا الشخص فهذا ليس من الاسلام).



    نصوص خارج السياق



    "سيكون التاريخ رؤوفاً بي لأنني أنا الذي سيكتبه"



    (ونستون تشرشل)
                  

03-15-2010, 11:53 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب مهم ( الحركة الإسلامية السودانية ) المحبوب عبدالسلام (Re: أبو ساندرا)

    الشكر لك يا أبا ساندا على هذا الرابـط بسياحته الماتعة..
    فقط نقطة واحدة وددت لو تضمنتها معالجات (البطل )المائزة..
    لأهميتها كدافع آني ( لغسيل الأحوال)..
    وهي ميقات صدور ( اللوح )..
    فالصدفة ليست ضمن حسابات من هم في مقام الكاتب..

    "سيكون التاريخ رؤوفاً بي لأنني أنا الذي سيكتبه"
    (ونستون تشرشل)
    لم أجد أبلغ من هذه المقولة ك Conclusion
    تمحو صفحات المكتوب كما يمحو (حيران الخلاوي) ألواحهم..
    وتهدم المعبده على العابد..


    التحية لك أيها البطل..

    متابع.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de