|
جرحْ
|
جَرحْ قلنا نهاجرْ بس ما كان في الخاطرْ أبداً نسيبك يا وطنْ بين الحرايق و الليل الراعد و ماطرْ في عزّ المخاطر .. والفتنْ .
قلنا نسيبك .. ونهجرو حضنك الدافي الوريفْ وسادتنا لما تخونا الظروفْ ويجور بينّا الزمنْ
قلنا نسيبك ، وانت الحضنك العامر قبيل كان لينا دارْ تاتينا و حبينَا ، ياما ، وشبينا فيها صغارْ قلنا نسيبك ، وإنتَ الفي عيونك شلتنا عزه ياما ، وياما شتلتنا اخضرارْ .
زرعتنا في عين الشمسْ : غابات نخيل مواعيد ريد وشموخ جبالْ .
شلتنا في حدق العيون ختيتنا في أبعد نجوم ورفعتنا فوق هام الزمنْ ..
رفعتنا : شقاوة جهال وحكمة شيوخ زانَا الوقارْ.
ولما نسافر ، ونبحر فيك .. بعيد .. بعيد جُوَّاكْ نشدَّها.. (بي حيلك).. سواعدنا ونرخي أشرعة الريح .. والخيال . كنا لا بنضيع في سفرنا .. ولا بنعرف ودارْ لأنك كنت إنت.. البوصلهْ. وكنت فينا : هدير العواصف .. وصخب البحارْ وكتاب النجوم . أنفاس الريح .. أغاني الروح. وفوانيساً تلوِّح في ضباب المواني للتايهين في صحاري البحر .. للحزانى ، وللأرامل ، واليتامى الصغار.
ولما ولّت ليالي الخريف وجفّ المطر في عروق السحاب وهلّت بشاير الحصاد رميتنا بعيد .. بعيد.. أديتنا الكلاب في متاهات المنافي وصحاري الاغتراب .
والليله شوفنا أنحنا وين وشوفك وين يا وطن ؟! انت هناك .. في دارك .. غريب . وأنحنا في مجاهل الغربة يتامى رصيف يسلمنا لرصيف نتغطى بدموعنا ونزيف عيونا.. من وجع الذله ولوعة الوله المخيف .
ودا كان كله ليه يا وطن ؟!! كان ليه : يا بيت .. يا بلد يا أم .. يا ولـد ليه .. ليه.. يا عذاب .. يا جرح .. يا وطـن ؟؟!!! .
عزالدين صغيرون مايو2008م
|
|
|
|
|
|