سناء جعفر في "خشونة ناعمة" نقلا عن الاحداث الاثنين 11 ينائر 2010

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 10:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-11-2010, 02:36 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سناء جعفر في "خشونة ناعمة" نقلا عن الاحداث الاثنين 11 ينائر 2010

    خشـونــة نـاعمــة

    كان يا ما كان .. في قديم الزمان .. وسالف العصر والأوان .. في بلدنا السودان .. كان يوجد معيار لتقسيم الأغاني بين البنات والرجال .. وصدر مرسوم اجتماعي صدّق عليه عموم الشعب يقضي بمنع الرجال من أداء أغاني البنات باعتبار أنها تعبر عن مشاعر وأحاسيس الجنس الناعم .. وأن لغتها ( معطونة ) بعطر نون النسوة .. وبالتالي سوف تصبح نغماتها نشازاً إذا ما خرجت من حنجرة ( خشنة ) .. وكانت عقوبة من يخالف هذا المرسوم ويتعدى على اغاني البنات هي الإقصاء إلى ادني درجات السلم الطربي وتحديد مكان تواجده في نوع معين من المناسبات لا يتخطاه ..
    لكن يبدو أن ثبات الحال من المحال .. فقد تظلم بعض ( الرجال ) من تقسيمات المرسوم الجائرة بوصفها تكرّس فكرة العنصرية الغنائية وتشجع سياسة التمييز بين الجنسين مما لا يتفق مع دعاوي المساواة .. فقام بتمزيق المرسوم والغاء ما جاء فيه .. واستباح خصوصية اغاني البنات حتى أصبحت ملك مشاع للحناجر الخشنة قبل الناعمة ..في البداية استنكرنا ..ورفضنا .. وشجبنا .. وادنا .. ثم سكنتنا سوسة التعود فنخرت عوامل رفضنا وجعلتنا نسقط رايات الاستهجان لتحل محلها شعارات ( في الغناء لا فرق بين رجل وامرأة إلا بالملامح ) و ( الما عاجبو يسد اضنينو ) .. وهكذا اصبحنا نسمع ( حنانة النسا اهلو ما نسانا) و ( لو دق الباب بجيهو جارية حفاية ) بأصوات خشنة لا تتناسب مع لغة الاغاني الناعمة ..
    قيل في الأمثال أن ( السكوت علامة الرضا ) لذلك اعتبر ( الخشنون المفترضون ) ان صمت شعب السودان عما يحدث هو رخصة للمضي قدماً في مشروع الدمج القومي بين الأغاني المملوكة عرفاً لحاملات نون النسوة وحنجرة آدم التي باتت خشونتها محل تساؤل ..
    وهكذا أصبح لدينا جيل كامل من الفنانين مختلطي الهوية الغنائية المسيطرين على الساحة .. ولم نعد نستنكر سماع أغاني البنات بصوت الرجال بعد أن تحول الأمر إلى شراكة ذكية بين النقيضين أدت إلى تغيير الذوق السماعي الذي كان سائداً لفترة طويلة .. وبعد أن كنا نتميز بـ ( أضان نضيفه وسِمّيعة ) تجيد انتقاء الثمين وتهجر الغث .. تحولنا إلى مجرد مستهلكين للاغاني الناعمة التي تم تطويعها لتتناسب مع الحنجرة الخشنة .. لكن كان لابد ان يضع ( الخشنون ) بصماتهم على الاغاني .. وبعد ان كان المحبوب يوصف بـ ( طويل اسمر قيافة ) ظهرت في الساحة مصطلحات عتاد الحرب لوصف الملامح الشكلية والجسمانية للإنسان الذي تحول بقدرة قادر إلى ( قنبلة ) ... أصبحت بعد تفكيكها مجموعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة .. كما ظهر تاثير العولمة واضحا في عناوين الاغاني فنقلتها من السودانوية المفرطة في المحلية مثل ( جنا الباباي ) و ( لون المنقة ) الى عالمية الامراض من شاكلة انفلونزا الخنازير مما يجعلني اتخوف ان ياتي يوم تصبح فيه عناوين الاغاني (الايدز حبيبي ) و ( سرطان الحب ) المدهش في هذه الأغاني أنها تجد رواج كبير بين المستمعين حتى لو كانوا يرفضون مضمونها .. فنجد
    النساء يرقصن بحرارة على أنغام أغنية تمجد وتغري امرأة بزوج أخرى .. وتتمايل البنات مع كلمات لا تتوانى عن وصف محاسنهن باسلوب حسي لا يخلو من عدم الاحترام ..أو تختزل وجودهن في فستان تحرك رؤيته مشاعر الصبية ..
    الخطير في هذه الأغاني أنها تؤدى بواسطة مجموعة من الشباب أصبحوا قدوة ومثل أعلى لأقرانهم .. يتشبهون بهم .. بطريقة لبسهم ..بتسريحات شعرهم .. حتى بات من الصعوبة بمكان التفريق بين هؤلاء المستنسخين بعد ان اصبح (الولد دة ) صورة كربونية من ( الولد داك ) .
    لست من أنصار التشبث بالقديم .. وأظن أن مجال الغناء يستطيع أن يستوعب كل جديد .. ولا استطيع أن احجر على الأذواق التي ( تستطعم ) هذه النوعية من الأغاني .. فلولا اختلاف الآراء لبارت السلع ..
    فقط يراودني إحساس بان بعض أغانينا أصبحت مثل الوجبات السريعة .. ( طاعمة ) و ( حارة ) و ( شهية ) لكنها على المدى الطويل سوف تفسد ذوقنا .. وتغتال متعتنا في الاستماع ..
    كما يراودني إحساس بأنها ( عصرت علينا شديد ) نحن ( بنات حوا ) وعمدت إلى استهدافنا والحط من قدرنا وتجريدنا من كل الفضائل ..
    لذلك بت على يقين بأن تحول الرجال إلى ( غنا البنات ) هو أسوا ما حدث للغناء السوداني ...



                  

01-11-2010, 03:54 PM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-19-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سناء جعفر في "خشونة ناعمة" نقلا عن الاحداث الاثنين 11 ينائر 2010 (Re: abubakr)

    Quote: لذلك بت على يقين بأن تحول الرجال إلى ( غنا البنات ) هو أسوا ما حدث للغناء السوداني ...

    سناء جعفر

    قلم
    وضيء يستهويني وقده
    فكر
    نظيف من الملوثات السمعية والبصرية
    وعقل
    محشود بما لا يخطر على قلب بشر

    لك التحية والتجلة والتقدير ياسيدتي

    ...
    باشمهندس / أبوبكر سيد أحمد
    لك الشكر الجزيل
    بوست يجيب انفلونزا السماحة

    تحياتي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de