اجراس الحرية تنشر صور ووثائق جديدة للهجوم الجوي علي شرق السودان / صالح عمار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2010, 03:11 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اجراس الحرية تنشر صور ووثائق جديدة للهجوم الجوي علي شرق السودان / صالح عمار

    الطريق لغزة عبر السودان،لم ينج احد
    تحقيق : صالح عمار
    كان ذلك في الاسبوع الاول من شهر ابريل 2009،بعد ايام قليلة من الكشف رسمياً عن ماجري من هجوم علي زوارق بحرية وقوافل سيارات شمال شرق السودان.
    لم اكن اعرف اي شئ عن المجموعة التي طلبت مني الحضور لسماع مالديهم عن الحدث،ولكن النهم الجارف لفك شفرة الحدث (الغامض) والإهتمام العالمي بتفاصيله تغلب علي كل المخاوف والإحتمالات عندي،ووجدت نفسي أستقل بصات النقل العام المتجهة للمدينة الساحلية العاجة بالحركة،وهناك ومع اللحظات الاولي للغروب وقبل كيلومترات من مدخلها الرئيسي كان في إنتظاري اصدقائي (عبر الهاتف).
    الظلام الدامس وسرعة العربة التي لاتحمل اي لوحات والصمت المسيطر علي مرافقي الإثنين زاد من توتري،ولكن من حسن الحظ ان الرحلة لم تستغرق طويلاً،دخلنا بعدها لخيمة إستقبلني اهلها بترحاب وكرم رغم أحزانهم،وفداحة الفقد!.

    وفقاً للإتفاق المسبق بيني وبين المجموعة المنظمة لرحلتي كان علي ان اصل لمناطقهم ليلاً واغادر في الصباح الباكر راجعاً من حيث أتيت،ولهذا وتحت ضؤ الشموع والموبايلات ظللت وحتي الثانية ليلاً أستمع لشهادة الناجين ومن وصلوا لمكان الضربة بعد ساعات من وقوعها واقرباء الضحايا.
    بعد ان شكروني علي موافقتي للقدوم إليهم،قالوا إن مايعرفونه عن الحادثة وتفاصيلها وابعادها لاحصر لها،وأنهم يمتلكون ايضاً الكثير من الادلة والوثائق علي ماسيقولونه،ولكنهم لن يدلوا بكل ماعندهم الآن وإنما سيضعونني تحت الإختبار،وبعد ان اقوم بنشر حديثهم سيقيمون ماإذا كانوا سيستمرون ام لا!،وافقتهم الرأي واعطيتهم وعداً انني سانشر إفاداتهم كاملةً وبالإشتراك معهم في كل خطوة.
    طلبت منهم اولاً وقبل الدخول في سرد تفاصيل ماجري للقوافل الاخيرة ان يشرحوا لي تاريخ تجارة التهريب في المنطقة الحدودية بين مصر والسودان،فاوضحوا ان تاريخ التهريب في المنطقة يعود لحقبة السبعينيات حيث كان يتم تهريب بعض البضائع والسلاح الخفيف للقبائل البدوية المنتشرة في صعيد مصر وعلي ساحل البحر الاحمر،ومصدر هذا السلاح دول القرن الافريقي وتحديداً إثيوبيا وإرتريا.وفي السنين الاخيرة دخل تهريب البشر كمصدر جديد من مصادر الدخل للعاملين في هذه التجارة،حيث يتم اخذ عمولات مالية من الراغبين للوصول للحدود المصرية ،ووجهة هؤلاء دائماً هي إسرائيل وكلهم تقريباً من دول القرن الافريقي،وتكتفي مجموعات المهربين بإيصالهم لمصر التي تنتظرهم فيها مجموعات اخري تتولي إيصالهم للحدود المصرية ـ الإسرائيلية.ولزيادة ارباحهم ولوعورة الطريق وبعد المسافات يلجأ المهربين للسير في قوافل تحمل علي ظهرها بضائع واسلحة وبشر ..وكل شئ،وهذا مايشرح ويفسر التشويش الذي لازم خبر ضرب القوافل عند إعلانه،بين من يتحدث عن سلاح كانت تحمله القوافل وآخرين تحدثوا عن بشر.
    11 يناير و13 فبراير،عندما امطرت السماء ناراً
    أ.م احد الناجين من الضربة الاولي بدأ الحديث،قائلاً إن القافلة كانت تتكون من حوالي 18 عربة بوكس (تجري عليها تعديلات فنية لتتناسب مع مثل هذه الرحلات) علي متنها مايقارب الاربعين من اصحابها واكثر من ثمانين من الاثيوبيين والارتريين.الشحنة هذه المرة كانت مختلفة عن المرات الكثيرة التي جبنا فيها تلك الانحاء ولكن لم يكن اي شخص يتوقع ماحدث ولاحتي في الخيال يقول محدثي،لان منظمي الرحلة يعرفون الارض جيدا ويتخذون إجراءات صارمة لحماية قوافلهم ولااحد حتي الحكومات يجرؤ علي مطاردتهم في تلك الصحاري،وفي حالة المطاردة فهم اصحاب مهارة عالية في إستعمال السلاح الذي بين ايديهم.الرحلة التي تجمع افرادها في منطقة ساحلية سارت ليوم كامل،قرر منظميها بعد ذلك ان يأخذوا قسطاً من الراحة في منطقة جبل صلاح،وكما هو العرف في مثل هذه الحالات فإن المهاجرين يتم إبعادهم عن السيارات بينما يرابط اصحابها علي متنها،بعد الثانية صباحاً بدقائق بدأ القصف دون سابق إنذار،اما انا يقول محدثي أ.م وبعد اللحظة الاولي للضربة وبعد ان تأكدت ان القصف يأتي من السماء وليس من الارض،إبتعدت عن سيارتي وجريت بعيداً عنها وهذا هو سبب نجاتي،والطائرات ظلت تتعقب السيارات التي كانت تحاول الهروب اكثر من ثلاثين دقيقة،ولكن لم تنجو إلاسيارةً واحدة واخري اصابها القصف جزئياً نجت لاانها اصيبت بعطل مفاجئ وأطفات انوارها فتركها اصحابها.المهاجرين من شرق افريقيا نجت مجموعة كبيرة منهم لاانهم كما قلت لك كانوا ينامون بعيداً عن هدف القصف وابتعدوا بعد سماعهم للضرب عن موقع الحدث،ويتوقف محدثي عند هذه النقطة رافضا الإفصاح عما جري بعد ذلك ولكنه نجا لانه يعرف تلك المناطق جيداً ولديهم طرقهم للإتصال بمجموعتهم التي يقول إنها كانت معه بعد اقل من يوم علي وقوع الحادثة،اما الإثيوبيين والإرتريين فقد مات عدد منهم في مكان الحادثة متأثراً بجراحه اوعطشاً،وحسب معلوماته فإن القوة الحكومية التي وصلت بعد ثلاثة ايام من الحادثة قامت بترحيلهم لبلدانهم.
    القافلة الثانية،لم ينج احد!
    بعد ضربة القوافل الاولي بايام وقعت حادثة قصف الزوارق،التي تم تدمير أجزاء منها في عرض البحر الاحمر.يقول محدثي،إن الجهات صاحبة الشحنة واصحاب هذه الزوراق كان يجب عليهم تجميد عملهم،بعد ان تأكد ومن خلال الضربتين ان هناك قوةً تراقبهم وان خطواتهم كلها مرصودةً،ولكنهم اصروا علي الوصول للهدف وواصلوا الترتيب لرحلتهم،وهذا هو الامر المحير.
    الرحلة هذه المرة كانت محفوفةً بمخاطر وعقبات تتطلب رجال ذوي عزيمة وخبرة،وبالفعل وقع الخيار علي اقوي واشرس فرسان القبيلة وبترتيبات ووعود مادية غير مسبوقة،إضافة للشحن المعنوي بإعتبار العمل جهاداً في سبيل الله ونصرةً لإخوانهم المحاصرين في غزة،بينما استبعد المهاجرين من شرق افريقيا تماما.
    خ.ح،ص.س قتل إثنين من اشقائهم في الحادثة،يقول خ.ح إن هذه القافلة لم ينج منها إلاواحد خرج بجروح وحروق بسبب القصف العنيف ودرجة التركيز العالية للطائرات وطول الفترة الزمنية للقصف الذي إستمر حوالي الساعة،مايؤكد ان منفذي الهجوم رصدوا القافلة هذه المرة بدقة.القافلة تكونت من 16 عربة بوكس علي متن كل عربة فردين اوثلاثة،القصف تم في نفس توقيت الحادثة الاولي تقريباً يوم الثالث عشر من فبراير بعد ان خلد السائقين ومرافقيهم للراحة،والطائرات هذه المرة وعكس المرة السابقة كانت درجة دقتها عالية وتتبعت حتي من تركوا عرباتهم وفروا منها،والسلاح المستخدم كان فتاكاً وادي لتفحم الجثث وتحولها لشكل غريب،ويضيف خ.ح انهم وبعد فترة قليلة من وقوع الحادثة وصلتهم الاخبار وتحركوا بسياراتهم نحو الموقع ووصلوا بعد يوم كامل،ولكن لم يجدوا احياء وكل شئ كان مدمراً،فقاموا بدفن الموتي والتقطوا صوراً لموقع الحادثة وآثارها ورجعوا لمنطقتهم،وقاموا بتسليم هذه الآثار لجهة أهلية لتساعد في معرفة ماحدث.
    أسئلة تحتاج لإجابة؟
    حسب ماعلمت من المجموعة التي جلست إليها (ومن آخرين) فإن تلك القوافل فقط هي من حاولت الوصول لغزة،ولم تكن هذه التجارة معروفة من قبل إلاعلي نطاق الاسلحة الخفيفة التي تهرب لمصر.
    الناجين من الحادثة والعارفين بالملف،اوضحوا لي انهم يعرفون الوسيط الذي قام بإقناع السائقين واصحاب السيارات بالإشتراك في المهمة،وقالوا إن تجاراً من دول اجنبية إلتقوا هؤلاء السائقين بواسطة هذا الشخص.اما السلاح نفسه فقدم في المرة الاولي من مخلفات إحدي الحركات المسلحة بدارفور ويتبع لدولة اجنبية،والغرض كان التمويه بحيث إذا تم القبض عليه لاتتضرر الجهات صاحبة الشحنة الاصلية،اما سلاح القافلة الثانية فتم جلبه عبر البحر.
    وبعد الحادثة دخل اهالي القتلي في نقاشات حادة مع الجهات المسؤولة عن ماجري،وعقد عدد كبير من المجالس الاهلية والقبلية للملمة الموضوع والتقليل من آثاره،وقامت جهةٍ ما بدفع مبلغ عشرة ملايين لكل عربة علي وعد بتسوية الملف نهائياً في مرحلة لاحقة وهو مالم يتم حتي الآن.وتسود حالة من الإحتقان بين افراد القبيلة التي ينتمي القتلي إليها،وتحصلت علي تسجيل صوتي لاحد القيادات الدستورية من ابناء هذه القبيلة وهو يشن هجوماً عنيفاً علي طابور داخلي في القبيلة يحاول إلصاق تهمة ضرب القوافل بجهات محلية برئية تماماً مماحدث.
    الموقف الحكومي،اللغز المحير
    حتي اليوم ماتزال تفاصيل كثيرة من هذا الحدث يلفها الغموض،ولم يتم وضع النقاط علي الحروف.الحكومة السودانية التي يفترض انها المسؤول الرئيسي مما حدث بإعتباره وقع داخل اراضيها،تعاملت مع الحدث بطريقة أضفت المزيد من الغموض عليه،فهي لم تعلن عنه إلابعد مايزيد علي الشهرين من وقوعه،طريقة الإعلان نفسها كانت غريبةً،فبدلاً من ان يتم ذلك في الخرطوم وعلي لسان القيادة السياسية اوالعسكرية العليا ـ بإعتباره عدواناً اجنبياً وإنتهاكاً للسيادة الوطنية ـ تم الإعلان عن الحدث في قرية صغيرة جنوب كسلا وفي مؤتمر صحفي علي هامش المؤتمر العام لتنظيم سياسي!،كما لم تتخذ اي إجراءات شكلية كتقديم شكوي لمجلس الامن ضد الدولة التي المحت لضربها للقوافل،ولم تعلن نتائج لجنة التحقيق التي شكلت للحدث.
    وبينما يري البعض ان السبب يعود لمخاوف الحكومة من تداعيات الملف والاضرار التي يمكن ان يلحقها بالسودان،فإن السؤال الذي يطرح هنا:ولماذا إذاً اعلنت الحكومة عبر وزير الدولة بالمواصلات مبروك مبارك سليم عن الحادث ولم تلزم الصمت؟.
    من الجلي ان هناك إرتباكاً واضحاً ساد اروقة الدولة ومؤسساتها مابين العارف بتفاصيل الحادثة والغائب عنها وهو ماتؤكده تضارب تصريحات المسؤولين وتناقضها،قريبين من دوائر إتخاذ القرار قالوا لي إن المسئول الامني الرفيع تمت إقالته من موقعه بسبب عدد من الاخطاء التي إرتكبها،كان هذا الملف واحداً منها.


    صور من الضربة الثانية بتاريخ 13/ فبراير
    sudansudansudansudan004.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    sudansudansudansudan034.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    ؟؟؟

    sudansudansudansudan037.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    sudansudansudansudan038.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    نـواصل ..
                  

01-10-2010, 03:53 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اجراس الحرية تنشر صور ووثائق جديدة للهجوم الجوي علي شرق السودان / صالح عمار (Re: هشام الطيب)

                  

01-10-2010, 09:32 PM

انتصار محمد صالخ بشير
<aانتصار محمد صالخ بشير
تاريخ التسجيل: 02-23-2005
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اجراس الحرية تنشر صور ووثائق جديدة للهجوم الجوي علي شرق السودان / صالح عمار (Re: emad altaib)



    Quote: قافلة تحت الضرب

    الكاتب/ نقلها: الفاتح عبد الله، الأخبار

    قصة القصف.. وحكاية الناجين!!

    حتى وقت قريب كان البحر هناك أكثر أمنا وأمانا من وجه الأرض للصيادين.. فهو المكان الذي ألفوه وأحبوه.. وفيه رزقهم ومعاشهم.. بل وفيه لهوهم ورواحهم.. و(هناك) هو البحر الأحمر بسطحه الأرجواني وموجه الهادئ وعمقه العامر بالأصداف والأحجار والأسماك.. ثم ما لا عين رأت من الشُعَب.. وفوق كل هذا الجزر الهادئة والخلجان الآمنة التى يطرقها الصيادون آمنين مطمئنين دون خشية هول أو حذر مفاجأة.. فلا أحد غيرهم (الصيادين) يذهب إلى هناك.. ولكن.. فجأة انقلب كل شيء رأسا على عقب... لم يعد البحر مصدر الأمن.. ولم تعد الجزر آمنة.. ولم تعد الخلجان هادئة خالية تفتح مكنونات دهاليزها للصيادين الباحثين عن الهدوء أو الراحة أو الصيد الثمين.

    لقد تحول البحر الأحمر إلى مصدر للخوف والرعب.. أجسام غريبة بدأت تطفو فجأة إلى السطح و(تغطس) فجأة أيضا.. الجزر الآمنة تحولت إلى مصدر للرعب والخطر الحقيقى.. بعد أن تحولت إلى ملاذات لمهربين من كل نوع.. مهربو السلاح ومهربو البشر.. الاقتراب من الجزر أصبح يعني عند الصياد الاقتراب من دائرة الخطر, إن لم يكن الوقوع فيه مباشرة.. الأزمة الصومالية ألقت بظلالها منذ وقت مبكر.. عمليات القرصنة البحرية هي مجرد سطح جبل الجليد.. فأذيالها تمتد حتى العقبة مرورا بسواحل السودان تجرف أمامها بعض مصالح الصيادين.. ثم انفجر الوضع في اليمن بفضل (الحوثيين) ليزيد الوضع سوءا على إبّالة.

    حين وقع حادث قصف طائرات إسرائيلية لقافلة قيل إنها تهرب أسلحة.. كان الصيادون القادمون من البحر في الواقع يختزنون كما هائلا من القصص المرعبة من داخل البحر... كانت مقدمات..!

    إخطار عفوي

    قبل يومين من حادث قصف ثلاث طائرات إسرائيلية لقافلة سيارات كانت تخترق جبال البحر الأحمر من الجنوب إلى الشمال, وصل عدد من الصيادين إلى بورتسودان بعد أن قضوا ليلة مرعبة (حسب رواياتهم) مسرعين بسفنهم يسابقون الريح وفور دخولها المرابط وقبل أن يفرغوها من حمولة السمك الذي علق بشباكهم هرولوا إلى أحد مكاتب السلطات التي شيدت متاخمة للبحر مباشرة وتحدثوا بأنفاس متقطعة عن جسم حديدي خرج أمامهم فجأة من قاع مياه البحر الأحمر وسريعا ما عاد إلى عمق المياه, فسرها بعضهم بأنها غواصة دون أن يحصلوا على إجابة تزيل عنهم الخوف المتراكم منذ الليل.. بعضهم فكر جادا في ترك مهنة الآباء والأجداد والانصراف عن ركوب البحر خوفا من المصاعب. وهمهم بعضهم بأن البحر له أسرار ولكن حين تطفو هذه الأسرار إلى السطح تتحول إلى ألغاز لا قبل لهم بها.. وتفرق الصيادون وهم في حيرة من أمرهم والخوف سيد الموقف.. وبحسب المصدر الذي كان يتحدث لـ(الأخبار) فإنه لم يكن من الممكن إبلاغ ذلك الجمع الهلع بأن عناصر استخبارية لدولة مجاورة انتشرت في البحر تتبع سفينة رست على شاطئ دولة جارة أخرى, لا يعلم أحد بالذي تحمله, وتتلقى تلك العناصر تعليماتها من داخل تلك الغواصة التي ظهرت أمامهم فجأة واختفت في إطار تمشيطها الروتيني للمنطقة.

    أنقذتهم القنابل المضيئة

    هذه هي الصورة التى كانت عليها المنطقة في فترة ما قبل الحادث الأشهر (قصف طائرات إسرائيلية لقافلة مهربين بشرق السودان).. والرواية تبدأ برسم صورة للمنطقة التي تحيطها الجبال من الاتجاهات الأربعة, وعادة ما تستغل عصابات التهريب الطرق التي لا يسلكها أي بشر نتيجة لوعورتها التي اشتهرت بها, وعادة ما تتحرك القافلة في جنح الليل بواسطة (بطاريات يدوية) تربط في مقدمة العربة أو مجموعة العربات حتى لا تكشف أمرهم الإضاءة العالية التي تحدثها مصابيح السيارات.. الليلة التي تم فيها القصف كان الظلام حالكا بصورة أشد قتامة والسيارات تتحرك في جوف ذلك الليل والشباب في أنس يقطع وحشة الليل وطول الرحلة نحو المجهول, وفجأة وأثناء تحركهم شاهد كل من كان في القافلة التي كان أغلبها من الشباب والفتيات من دول مجاورة تغلب عليهم الملامح الإريترية والصومالية ثلاث طائرات تحلق فوقهم مباشرة وعلى ارتفاع منخفض.. خيل إليهم أن واحدة من هذه الطائرات توقفت فوقهم مباشرة.. وقبل أن يستوعب من بالقافلة ما يجري أمامهم خرجت من جوفها كتلة سوداء سريعا ما تحولت إلى شهاب أبيض حوّل الليل مباشرة إلى منتصف النهار.. إنها قنابل مضيئة.. من كان يقظا أدرك أنه بات هدفا مباشرا لأمر أسوأ قادم, فهبط مسرعا من العربة التي كان عليها واختفى بين الجبال والصخور.. أما الذي كان يسبح في نوم عميق جراء رهق الرحلة فقد أصبح هدفا سهلا للطائرتين اللتين سريعا ما صبتا وابلا من الحمم على كل سيارات القافلة دون رحمة أو مسؤولية وتفحم كل من بداخل العربات ومنهم من تناثر إلى رماد.

    اللوري يكتشف المأساة

    المنطقة الجبلية التي دمرت فيها القافلة تكون معزولة عن أقرب نقطة مأهولة بالسكان لمدة شهر كامل على الأقل.. وهذه قصة أخرى تعكس مأساة المنطقة... فالقرى الواقعة في تلك الأنحاء يربطها بمدينة بورتسودان لوري واحد يتحرك مرة في كل شهر يجوب كل تلك المناطق يجمع راغبي زيارة بورتسودان مقابل عشرة جنيهات للفرد للذهاب ومثلها إن كان من العائدين.. ويعود من هناك محملا بالبضائع التي تحتاجها تلك القرى.. والقدر وحده جعلت القصف يسبق رحلة اللوري بيومين فقط.. وعندما اقترب اللوري من حطام القافلة شاهد ركابه بعض الشباب تشي ملامحهم بأنهم من جنسيات غير سودانية ويتلوون على الأرض من شدة الجوع والعطش... أحدهم يتحدث وحده باستمرار وكان عقله قد طار من رأسه.. ذهل أصحاب اللوري ولم يجدوا مجيبا عن أسئلتهم, فالذي أمامهم أقرب إلى مشهد من فيلم حربي, لا هو حادث سير ولا انقلاب عربة.. فماذا يفعلون؟؟ تسلل الخوف إليهم وآثروا السلامة.. تركوا لهم بعض المياه والبلح وتركوهم في موقعهم. وبعد ذلك وما أن وصل اللوري إلى بورتسودان حتى كان ما رآه الركاب موضوع المدينة الرئيسي... تحدث الناس عن وجود سيارات محترقة عليها جثث متفحمة وأخرى متناثرة بالقرب منها وتحركت قوة من الأجهزة الأمنية من مدينة بورتسودان تستقل سيارتين (تاتشر) تضع عليها كمية من الوقود والمياه والطحنية, وجبة السفر المفضلة في شرق السودان, وعند وصولها مساء إلى موقع الحادث الذي تحاصره الجبال وجدوا قرابة الـ(35) ممن نجوا من القصف في حالة يرثى لها لدرجة أن أحدهم كان يأكل التراب الرطب طمعا في الماء, مما أثر على معدته وأصبح يقاوم للبقاء وهو يتلوى على الأرض, فاقترح أحد أفراد القوة أن يقضوا الليل بالقرب من موقع الحادث حتى لا يضلوا الطريق, وسريعا ما قام قائد القوة بتحديد مناوبة القوة استعدادا للمبيت حتى الصباح, وبعد ذلك تدهورت حالة كثير من الناجين وبذل أفراد القوة جهودا ضخمة للإبقاء على الجرحى أحياء حتى ذلك الذي كان يأكل التراب سقوه (شوربة العدس) التي طبخت من أجل العشاء ورويدا رويدا دبت في جسده الحياة.

    استجواب بين الجبال

    قام أفراد من القوة باستجواب الناجين في الليل, وكانت كل إجاباتهم تشير إلى أنهم ينوون دخول إسرائيل فقط, وأن الفرد يدفع دولارات ظل يجمعها شهورا من أجل تحقيق هذا الحلم, وأن الحياة في بلادهم أصبحت لا قيمة لها, والأفضل للشخص أن يذهب إلى إسرائيل حتى يحقق أحلامه وطموحاته.. وهناك من أجاب بأن أفراد أسرته يعيشون منذ سنوات في أرض الميعاد, وأنه يريد أن يلحق بهم, وأنهم لا يعلمون أي شيء عما كانت تحمله السيارات.

    وكانت المفاجأة بعد أن أشرقت شمس اليوم الثاني ورفض ذلك الشاب الإريتري الذي كان على شفير الموت بسبب العطش إرجاعه إلى بلاده وظل يقاوم أفراد القوة بكل ما تبقى له من حيلة من أجل الهروب, وقال بلغته التي لم يفهمها البعض إنه لا يريد أن يرجع إلى بلاده مهما كلفه الأمر, وإن المتبقي أمامه قليل كي يصل إلى إسرائيل.

    البحث عن الهاربين:

    تم ترحيل الناجين إلى بورتسودان.. ولكن القصة لم تنته.. فقد توفرت معلومات لاحقة عن جزء من الناجين هرب إلى ناحية ساحل البحر الأحمر, مما دفع بالسلطات هناك إلى تجريد قوة أخرى تحركت على الفور وقامت بتمشيط الساحل فعثرت على ما يقارب الـ(20) شابا جلهم من الفتيات حالتهم تغني عن السؤال, وبعد السيطرة عليهم وتفتيشهم وجد أن إحدى الفتيات تحمل ورقة إعفاء عن أداء الخدمة الوطنية من دولتها وأصرت على ضرورة اللحاق بأسرتها التي تسللت قبل عشر سنوات إلى إسرائيل وتنتظرها الآن في أحد المعسكرات الإسرائيلية, وقالت إن رجوعها ضرب من ضروب المستحيل.

    مصير مشترك:

    بعد أن جُمع الناجون من القصف وعُولج من عُولج, تحركت عربتان باتجاه الحدود الإريترية, وكان في انتظارهم بعض القيادات العسكرية الإرترية لتسلمهم.. ويروي شاهدنا حالة اليأس والإحباط التي كانت تسيطر على الشباب حتى ظننا أنهم كانوا يتمنون الموت في القصف بدلا من تلك الخطوة... يفسر ذلك ما قاله مصدر بالحدود الإريترية السودانية لـ(الأخبار) من أن السلطات الإريترية ترفض أية عملية خروج من أراضيها بصورة غير شرعية خاصة للشباب في سن الخدمة الوطنية التي يقضيها الفرد منهم في العمل بالجيش الإريتري, ولذلك فإن مصير هؤلاء الناجين سيكون نفس مصير السابقين, إن لم يكن العقوبة أيضا.



    نقلا عن موقع سكناب

    http://www.sakanab.co.uk/articles.htm[/red]
                  

01-11-2010, 06:52 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اجراس الحرية تنشر صور ووثائق جديدة للهجوم الجوي علي شرق السودان / صالح عمار (Re: انتصار محمد صالخ بشير)
                  

01-11-2010, 10:21 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اجراس الحرية تنشر صور ووثائق جديدة للهجوم الجوي علي شرق السودان / صالح عمار (Re: هشام الطيب)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de