لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-05-2009, 08:36 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ...

    ليسمح لنا الأستاذ فتحي الضو باستعارة عنوان مقاله المنشور بسودان نايل وجزءاً من مقاله الممتع لنفتح صفحة نحاول
    من خلالها التوثيق ونحت ذاكرة هذا الشعب التي وصفها بأنها كثيرة الثقوب.

    كتب الأستاذ فتحي الضو بتاريخ الأحد, 03 مايو 2009 20:59 :

    لأن الأشياء في هذا البلد الأمين تظهر بغتةً وتختفي فجأةً من دون أن تُخلِّف وراءها أية علامة من علامات الدهشة...
    صحا الناس ذات يوم من منامهم ووجدوا تلك البيوت خاوية على عروشها، أي كأنها (فص ملحٍ وذاب) كما يقولون! ومع
    هذا لم يسألوا عن أشياء قد تُبدِ لهم لتسوءهم...فقط حَمدوا لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وأثنوا عليه بعد أن
    ثابت العصبة ذوي البأس إلى رشدها، وهداها ربها سواء السبيل فأوصدت أبواب تلك البيوت المشبوهة! والغريب في
    الأمر أن الناس لم تعبِ بأسرارها التي طُمِِرت داخلها، بالرغم من أنه يومذاك وحينئذٍ وبعدئذٍ، تململ جرائها الموتى
    في قبورهم! بل ولأننا قومٌ جُبلنا على الشفاهة في تفاصيل حياتنا العامة، لم يُشرحُها قلم آخر سوى ما خطَّه صديقنا
    وزميلنا محمد سيد أحمد عتيق في كتاب بعنوان (أوراق من الواحة...مذكرات صحفي في بيوت الاشباح) وعتيق كان نزيلاً
    فيها لمدة سبعة أشهر
    حسوماً، نال نصيبه منها - كسائر الأبرياء - على ذنب لم يقترفه! وكذلك كَتَب آخرون مقالات متفرقة هنا وهناك، لم
    تمتد إليها يد محسنٍ تبتغي إحساناً في ذاكرة هذا الشعب الكثيرة الثقوب!


    إنتهي حديث الأستاذ فتحي

    والذاكرة كثيرة الثقوب لا بد لها من تذكير بين كل فترة وأخري لذا نوجه الدعوة لكل من له تجربة مع البيوت
    سيئة السمعة من داخل أو خارج منتدي سودانيز أونلاين ليمدنا بتجربته الشخصية مفصلة أو اية تجربة اخري عاصرها
    حول بيوت الأشباح ومعتقلات الموت والتعذيب ...

    سنعيد مرة أخري ترتيق هذه الثقوب ونتضامن مع دعوة الأستاذ فتحي الضو للتوثيق كتابة وتصويراً من أجل أنفسنا
    ومن أجل القادمين ولنمد أيدينا كما تمني لنبدأ مسيرة التدوين.

    يمكن الكتابة عبر البريد الالكتروني:
    [email protected]

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 05-06-2009, 02:47 AM)
    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 05-16-2009, 11:11 PM)
    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-03-2009, 08:21 PM)
    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:24 AM)
    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:34 AM)
    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:38 AM)
    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-07-2009, 11:38 AM)

                  

05-05-2009, 08:44 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    Quote: صحا الناس ذات يوم من منامهم ووجدوا تلك البيوت خاوية على عروشها، أي كأنها (فص ملحٍ وذاب) كما يقولون!


    أول تساؤل طرحته علي نفسي حين قرأت هذا الجزء هو: هل تم فعلياً إغلاق بيوت الأشباح ؟
                  

05-05-2009, 09:18 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    Quote: أول تساؤل طرحته علي نفسي حين قرأت هذا الجزء هو: هل تم فعلياً إغلاق بيوت الأشباح ؟

    يا جعفر ياخي التكنولوجيا اتطورت ..
    بقت إستلام وتسليم لقبور هايلكس وطائرات ..
                  

05-05-2009, 11:24 PM

محمد عثمان محمود
<aمحمد عثمان محمود
تاريخ التسجيل: 02-21-2008
مجموع المشاركات: 464

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: محمد على طه الملك)

    ياأم ضفاير قودي الرسن

    واهتفي فاليحيا الوطن

    ظلمونا وحفظو الأمان

    بالنبابيت والخيزران

    حالة صعبة ومسرح فتن

    دنيا فانية وفيها المحن

    نجنن نصبر لا من يجن

    هاتفين فاليحيا الوطن
                  

05-06-2009, 10:58 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: محمد على طه الملك)

    تحياتي استاذ محمد علي

    شكلو الواحد بقي متخلف وهو قاعد يتعرف علي السودان من خلال الانترنت والقنوات الفضائية ...
    آخر عهدي بالبيوت دي كان البيت بتاع القيادة ... 96
    علي قولك هسي يكونو بنوا ولا بفكروا يبنو فيهو مطار ... داخلي ... يعني بحري الخرطوم امدرمان وبالعكس
    والعكس دي طبعا ما برجع زول ... بشيل من هنا ومن هناك..
                  

05-06-2009, 08:10 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    فارسنا وأديبنا
    الأستاذ / المقدم ركن محمد عثمان محمود

    يمتد متحف الطبيعة والجمال ليغطي صحراءنا بشلالات حروفك ... ونحن أكثر سعادة بك ... اذ نحس بهذا الجمال كلما مررت من هنا

    وليحيا الوطن

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 05-07-2009, 00:07 AM)

                  

05-07-2009, 00:06 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    ماهي بيوت الأشباح؟

    نستميح الأخ عادل عبدالعاطي في أن نستخدم وصفه الذي أورده في مقاله بالحوار المتمدن - العدد: 1051 - 2004 / 12
    / 18 لأغراض هذا الموضوع.

    ما الذي ميز تجربة بيوت الاشباح عند نظام "الانقاذ":


    أن اماكن الاعتقال كانت مجهولة.
    إن عددالمعتقلين فيها كان مجهولا
    إن اسماءالمعتقلين كانت مجهولة.

    كان غرض بيوت الاشباح الانقاذية هو ارهاب المعارضين السياسسين؛ واجبارهم علي الخضوع للنظام؛ والقبول بهيمنته؛
    واذلال المعارضين والحط من كرامتهم؛ واذلال اسرهم وشلهتتها بين الحقيقة واليقين؛ والتهرب من مسؤولية الاعتقال امام
    الراي العام الوطني والعالمي.

    كان الاعتقال لبيوت الاشباح الانقاذية يتم عبر استخدام القوة المفرطة؛ ويبرر له باسم المصلحة العليا؛ وتدبج
    للمعتقلين اتهامات كاذبة وغير منشورة؛ ولا يسمح لهم بمقابلة محامين؛ ولا الاتصال باهلهم وذويهم؛ ولا السماح لاهلهم
    وذويهم بالاتصال بهم؛ ويتم وفق قوانين استثنائية لا تتوافق مع مواثيق حقوق الانسان؛ ويمارس حول واقعة الاعتقال
    نفسها الكثير من التشويش بانكارها اولا ثم رفض تقديم المعلومات الاساسية ثالثا ثم محاولة حلها عن طريق الاتصال
    بالاهل و ومحاولة عقد الصفقات خلف الكواليس الخ الخ

    كانت الاعتقالات لبيوت الاشباح الانقاذية مرتبطة بممارسة التعذيب والمعاملة القاسية ومحاولات الاذلال؛ والتي تنتهي
    مرات الي التصفية والقتل والموت تحت التعذيب؛ وخصوصا تجاه المرضي ؛ في ممارسات للتشفي لا تنتج الا من نفوس مريضة
    وعقول شاذة.

    بيوت الاشباح الانقاذية قد قامت بها عصابة ايدلوجية علي راسها دكتور - هو الترابي - وفي قمة اجهزتها الامنية
    دكاترة - الطيب سيخة؛ نافع علي نافع؛ الخ .. ارادت بها ان تمهد الطريق لكابوسها الذي اسمته المشروع الحضاري؛
    ولتامين مصالحها في السلطة والمال.


    كما كتب إسماعيل أحمد بتاريخ 09/06/2007

    هذه التسمية تطلق علي معتقلات الأمن السوداني وخاصة الأمن الوطني السوداني التي يتعارف عليها في السودان ببيوت
    الأشباح نظرا لما يتم في هذه البيوت من ممارسات مرعبة وتعذيب وحشي بحق المعتقلين ، إضافة لحرمانهم من الماء
    والطعام ، وأصبح الدارج بين الشعب السوداني أن الداخل لهذه البيوت مفقود والخارج منها مولود ، وهي ليست بأحسن
    حال من معظم سجون ومعتقلات الأنظمة العربية التي تروي عنها القصص والحكايات وكأننا نعيش بفيلم رعب خيالي .

    أما الشيء الملفت للنظر في التجربة السوادنية هي التسمية " بيوت الأشباح" حيث أن للإسم مدلولات نفسية لدي الشعب
    السوداني ، والذي شبه جلادي الأمن بالأشباح وزنازينهم بالبيوت ، مما يؤكد على الرعب والوحشية الممارسة في هذه
    البيوت ضد الإنسان وكرامته.

    وهذا يعطينا فكرة جيدة عما نتناوله من خلال هذا الموضوع
    وهو تجربة السودانيين الذين كانوا نزلاء لهذه البيوت والذين لا زالوا يعانون من التعذيب الوحشي الذي مورس ضدهم في
    تلك البيوت إضافة الي الروايات التي قيلت حول من تمت تصفيتهم داخل هذه البيوت.

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:41 AM)

                  

05-07-2009, 01:23 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    اضاءة
    --------

    حملت قلمى أمام إصرار بعض الأصدقاء لكتابة تجربتى داخل ما عرف فى السودان " باسم بيوت الأشباح " اماكن التعذيب السرية التى إبتكرها نظام الجبهة القومية الإسلامية فى السودان ... رغم أنها تتواضع فى مشقتها وعنائها أمام الكثير من التجارب التى خاضها العشرات من شباب السودان فى صبر وشجاعة وصلابة ارعبت حتى جلاديهم وفى مقدمة هؤلاء الشباب الشهيد الدكتور على فضل احمد "سيد الشهداء" ورفاقه الذين واجهوا آلة التعذيب الجهنمية وعيونهم معلقة بسماء الوطن دون أن يرمش لهم جفن او يخبوا لهم حلم... فاحلامهم باقية كمنارات هدى للسودانيين من أجل هزيمة الفاشية وبناء وطن ديمقراطى ومتسامح وخالٍ من التعصب وضيق الأفق.

    الليلة الظلماء
    ---------------

    فى ليلة30 يونيو من العام الف وتسعمائة وتسعة وثمانون نفذت الجبهة الإسلامية انقلابها العسكرى وقطعت الطريق امام التطور الديمقراطى لبلدنا واوصدت كل النوافذ امام الحل السلمى لقضايا الوطن والذى لاحت تباشيره فيما عرف بإتفاقية الميرغنى – قرتق ونقلت الصراع السياسى فى بلادنا لدائرة العنف الشريرة. واجه شعبنا الانقلاب العسكرى بالمقاومة الصامتة والمقاطعة الشاملة وادرك بحسه العالى ومنذ الوهلة الاولى حقيقة الانقلاب والقوى السياسية التى تقف خلفه. رغم محاولة قادة الانقلاب التستر خلف شعارات قومية وابتداع مسرحية إعتقال الدكتور حسن عبدالله الترابى زعيم الجبهة القومية الإسلامية فى السودان أسوة بزعماء الاحزاب السياسية السودانية وقادة الحركة النقابية السودانية.

    فرسم عمر البشير قائد الانقلاب المشئوم لوحة داكنة السواد مصبوغة بالوان الكذب والخديعة، سمة لازمت نظامه حتى يومنا هذا.

    بدأت المقاومة للانقلاب تتصاعد تدريجياً والهمس يتحول الى هتاف وأخذت تلوح فى الأفق تباشير العصيان المدنى والاضراب السياسى وكالعادة كانت النقابات راس الرمح فى المقاومة فبادرت نقابة أطباء السودان بتنفيذ اضرابها الشجاع والذى أفقد السلطة صوابها فبدت كأنها ثور فى مستودع الخزف فشنت حملة هستيرية لإعتقال الالاف من النقابيين والسياسين والطلاب وبدأ الهمس يدور فى الشارع السودانى عن عمليات تعذيب يتعرض لها المعتقلين وبصفة خاصة الاطباء وسادت حالة من الترقب والقلق والانتظار.

    حفلة التشريفة
    -------------

    فى ليلة الرابع من ديسمبر من نفس العام دوى طرق عنيف على باب منزلنا أزعج كل الاسرة مما حدا بوالدى الذى تجاوز الستين عاما لان يسرع الخطى ليستجلى الامر. عاد والدهشة والحزن يكسوان وجهه فما توقع ان يعيش ليرى تلك اللحظة... العديد من العسكرين فى زيهم المدنى مدججين بالسلاح يحاصرون منزله الذى سكب العرق والجهد من اجل تشييده ليكون دار أمان له واسرته والاهل والاصدقاء.

    فتقدم نحوى ونظرى لى فى صمت وشفقة فاسرعت نحو باب المنزل فقدم لى احدهم نفسه " عمر الحاج رائد بامن السودان" وقال لى بلهجة صارمة مطلوب حضورك لمبنى جهاز الامن، تتطلعت حوله فشاهدت رجاله منتشرين على طول الطريق مزودين بالسلاح والحقد، فتردد داخلى السؤال والذى ربما راود الكثيرين عند إعتقالهم هل يحتاج اعتقال مواطنين سودانيين لا يحملون سوى افكار لكتيبة مدججة بالعتاد الحربى.؟ وأيقنت ساعتها أن الدولة الفاشية ستقام فى السودان على اجساد الشعب السودانى وكرامته.

    أمرت بركوب العربة دون أن يسمح لى بتغيير ملابسى او أخذ اى من إحتياجاتى الضرورية وجلست فى ركن من أرضية العربة يحيط بى رجال القوة الأمنية شاهرين السلاح فى وجهي وعلامات الزهو والانتصار تكسو وجوههم، فسبحت فى بحر متلاطم من الأفكار والتصورات والتخيلات وجالت بخاطرى صور الاهل والاصدقاء والحبيبة والقيت نظرة على الحى الذى تجولت فى أزقته ولعبت فى شوارعه، الحى الذى أرضعنى لبن العشق للوطن واهله فالطريق مجهول والمصير يكتنفه الغموض . أسرعت العربة تنهب الأرض وتسابق خيوط الفجر وتتدثر بالظلام. توقفت العربة أمام العديد من المنازل وبنفس الطريقة الهمجيةواللاإنسانية كان ينتزع محمد الحاج ورجاله الشباب من وسط ذويهم وكانت حصيلة الهجمة الشريرة ثلاثة معتقلين من حي السجانة السيد جعفر بكرى على موظف بادارة المحاكم، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم أعمال حرة، وشخصى ومعتقل من حي اللاماب هو السيد الشيخ الخضر الموظف بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ولا تزال مطبوعة فى ذاكرتى صورة والدته وهى تطارد العربة ولمسافة طويلة تودع إبنها وتواسيه بنظرات الام الرءوم. وعندما اوشكت العربة على دخول المكان الذى قصدته طلب منا تحت تهديد السلاح والركل والضرب الإنبطاح على أرضية العربة نفذنا الامر بصعوبة ووضع الجلادين ارجلهم المثقلة بالاحذية الثقيلة على رقابنا، ثم توقفت العربة وسط ضجيج من الجلادين والذين تزايدت اعدادهم واسرعوا بعصب اعيننا بعنف وقسوة بقطع من القماش، وبدأت "حفلة التشريفة" بالضرب بالسياط والتى إنهالت على أى موضع من الجسم والصفع المتواصل والاهانة والالفاظ النابية التى يزخر بها قاموس نظام الجبهة القومية الإسلامية. وبعد أن خيم الإعياء والإرهاق علينا بدأ الفصل الثانى من الحفل تمرين رياضى عنيف " فوق – تحت " حيث طلب منا الجلوس على امشاط الارجل والوقوف بشكل سريع ومنتظم مع الضرب المتواصل بالسياط واعقاب البنادق تزداد الضربات فى حالة التوقف او العجز عن الاداء فدخلت فى حالة من الاغماء مع فقدان القدرة على التميز بين الاشياء.

    يتبع --->
    ((هذا التوثيق نشره الجيلي احمد بسودانيات عن المعتقل السابق ببيوت اشباح الجبهة الاسلامية علي العوض ))
                  

05-07-2009, 02:49 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    لحظات الاعدام
    ---------------
    تسللت أشعة الشمس من خلال العصابة المشدوده علي عيني وهى ترسم دوائر سوداء وحمراء وقرمزية. وقبل أن افيق من الكابوس واستعيد قدرتى على التمييز بكاملها جذبنى احد الجلادين من ذراعى بقوة حتى ظننتها قد فارقت باقى الجسد وتحت وابل من الصفعات والركلات والاهانات تم وضعى فى مكان عالٍ معصوب العينين وقال لي احدالجلادين: لقد صدر عليك الحكم بالاعدام شنقاً حتى الموت ولقد اعددنا هذه المشنقة التى تقف عليها للتنفيذ وطلب منى اداء الشهادة، لحظتها شعرت أن النهاية قد دنت فطافت امامى الاف الصور ودارت بخاطرى الاسئلة مابين الممكن واللامعقول وتمثلت لى قناعة وخاطرة أن السودان واهله يستحقون كل تضحية فإرتسمت على وجهى إبتسامه عريضة فصفعنى احد الجلادين طالباً منى اداء الشـهادة فــنطقتها صادقـا.

    "اشهدالااله الاالله وان محمــدرسـول الله"

    لكنه ضحك ضحكة خبيثة وردد الشهادة خلفى بطريقة تهكمية، ولا اعلم حتى الآن ان قصد النيل منى ام من الشهادة ام من كلينا.

    وعم صمت ثقيل على المكان وانتظرت أن يتدلى حبل المشنقة حول عنقى لينهى هذه المهزلة فالموت فى بعض اللحظات يكون الخيار الافضل، وتعمد الجلادون إن يطول الانتظار وياله من إنتظار، وفجأة إنهالت العشرات من السياط تلهب جسدى المثخن بالجراح وكانت اللسعات تمزق جميع اطراف الجسد بلاإستثناء وكنت أشعر بان الجلادين يتعمدون ضربى فى الاماكن التى يشعرون انها تؤلمنى اكثر من غيرها وسط هذه الضربات المتواصلة والسريعة صاح احد الجلادين لقد حكم عليه بالموت بالرصاص وليس شنقاً وجذبنى بعنف رافعاً يداى على حائط وسمعت صوت قرقعة السلاح لكن ثمة شك قد تسرب لنفسى بشأن جدية مهزلتهم وصدق حدسى فقد تحولت الرصاصات المرتقبة لسياط تنهك الجسد المنهك أصلاً حتى سقطت على الارض فاقد الوعى.

    اجتماع داخل الزنزانة
    ----------------------
    أطبق الصمت على المكان وأًسدل الستار على فصل من فصول المأساة وسادت بعض من الطمأنينة المكان فحاولت رفع العصابة عن عينى لأعرف ما يدور حولى واتحسس موقعى ولكن قبل إن تكتمل المحاولة كانت عشرات من الاكف قد طبعت على وجهى فى حركات قوية وسريعة ومتتالية مع سيل من الشتائم البذيئة كالعادة وبعد برهة من الوقت سمعت صوت اغلاق الباب ومن خلفه طلب منا الجلادون رفع العصابة فوجدت نفسى وآخرين جلهم من المهتمين بالعمل السياسى والنقابى، الباشمهندس هاشم محمد احمد نقيب المنهدسين، د. حمودة فتح الرحمن المدير الطبى لمدينة كوستى دكتور نصر محمود حسين صيدلى، السيد عبدالمنعم محمد صالح ضابط أدارى، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم اعمال حرة، المهندس ابراهيم نصرالدين مهندس بالادارة المركزية، السيد على الماحى السخى نقابى عمالى، السيد قاسم حمدالله مفتش زراعى، السيد الشيخ خضر اقتصادى بوزارة المالية، السيد جعفر بكرى على موظف بادارة المحاكم المدنية في زنزانة مساحتها (3X3) مفترشين الارض المتسخة بالزيوت والغبار واجساد الجميع مضرجة بالدماء والعرق. نظرنا الى بعضنا البعض محاولين التماسك وتحدث قاسم حمدالله بصوت خافت ولكنه جرئ حول كيفية مواجهة هذا التعذيب واقترح الدخول فى معركة ومقاومة الجلادين مهما كان الثمن وكان رأى د. حمودة فتح الرحمن، على الماحى السخى، هاشم محمد احمد التريث والتحمل والخروج باقل الخسائر الممكنة وساد هذا الرأى وبدأت رحلة التحمل الرهيبة والطويلة وقبل ان يُختم الاجتماع دوى طرق عنيف على باب الزنزانة ودخل الجلادون مقنعى الوجوه وبكامل اسلحتهم وطلبوا منا عدم النوم والانتظار وقوفاً حتى اليوم التالى. كان الامر شاقاً بعد الارهاق المتواصل لا سيما لكبار السن والمرضى من المعتقلين فأصبحنا نتحايل على الامر بالجلوس بالتناوب بعد إنشغال الجلادين بامورهم الخاصة وما اكثرها الى ان انقضى الليل وكم كان ليلاً طويلا وحزيناً واغلقت الزنزانة فتنفسنا الصعداء وحاولنا سرقة القليل من الراحة للجسد المنهك والعقل المضطرب ولكن الطرق المتواصل على باب الزنزانة من الخارج بواسطة الجلادين بهدف مواصلة التعذيب بدد هذا الحلم المستحيل.

    الاستجواب الجماعى
    ----------------------
    أدمن الجلادون مسلسل التعذيب والاساءات املين الحصول على اقصى ما يستطيعون من ارهاقنا معنوياً ومادياً فبعد حملة من الاهانات والصفع والضرب بالسياط بداوا فى إستجوابنا ونحن معصوبى الاعين، اشتمل الاستجواب على الاسم، العمر، المهنة، مكان العمل، طبيعة العمل والانتماء السياسى ولقد لاحظت ان كلمة طبيب التى كانت ترد عن تعريف البعض لإنفسهم تثير غضب الجلادين فيضاعفون من وتيرة التعذيب وحاول احدهم تحقير الاطباء ومهنتهم قائلاً " انتو قايلين الطب شنو ما كتابين كتاب المرض والدواء ونحن قريناهم وما دايرين تانى اطباء فى السودان ...!"

    وبعد التحقيق الجماعى غادر الجلادون الزنزانة واغلقوا بابها فتنفسنا الصعداء ورفعنا العصابة عن اعيننا وبدأنا التداول حول كيفية مواجهة التحقيق وقدم الذين عركتهم المعتقلات والاستجوابات امثال القائد النقابى على الماحى السخى خبراتهم وتجاربهم وقدموا النصيحة بمواجهة الاستجواب ببرود شديد وعدم الاستجابة للاستفزاز والتمسك بالاقوال وتفادى عنصر المفاجأة التى يعتمد عليها المحقق. هذه المعينات الاسعافية افادتنا كثبراً واستنهضت فينا روح الثقة بالنفس والقدرة على مواحهة الصعاب.

    كسر جدار الصمت
    -------------------
    بعد اليوم الرابع للاعتقال بدأنا فى ترتيب الاوضاع الداخلية للزنزانه للخروج من حالة الترقب والقلق والتكيف مع البيئة الجديدة واضعين فى الاعتبار أن اقامتنا فيها ستطول فحددنا فى اولويانتا ضرورة معرفة الموقع واسماء الجلادين واشكالهم وقيادتهم الحقيقية ورتبهم العسكرية.

    كانت اصوات حركة القطارات واصوات الحراسات العسكرية الليلية اول دليل ومؤشر على ان الموقع قرب القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة. وكنا فى سبيل انجاز هذا الواجب نستفيد قدر المستطاع من مواعيد الخروج لدورة المياه والتى كانت تتم مرة واحدة فقط فى اليوم خلال الفترة الصباحية وتحت الحراسة المشددة والضرب المتواصل بالسياط من والى دورة المياه مع الطرق المتواصل على ابواب دورة المياه بغرض الاستعجال وتشتيت الذهن. كل هذه المعاملة الوحشية واللا إنسانية كانت توحى لنا بإن تأمين الموقع كان مسألة بالغة الاهمية بالنسبة للجلادين وقياداتهم مما زاد من اصرارنا على معرفة الموقع. وهكذا الانسان الذى يملك فكرة دائماً تسكنه روح العناد والمثابرة خاصة فى اوضاع التحدى و الاوضاع الغير طبيعية. وبعد طول إجتهاد وربط بين الإشياء واستغلال الثقوب بباب الزنزانة ودورة المياه تم تحديد الموقع ومعرفة المكان وهو مقر لجنة الإنتخابات للعام 1986 بالخرطوم وإكتشفنا وجود معتقلين آخرين بنفس المقر وذلك من خلال تحركهم من والى دورات المياه المصحوب بالضرب والاهانات. وكان هذا اول انتصار على آلة التعذيب الجهنمية ومن الملاحظات التى كانت مسار تعليق ونقاش المعتقلين أن الجبهة القومية الإسلامية لم تكتف بالاعتداء على الديمقراطية ممثلة فى الاحزاب والنقابات والحريات العامة والافراد بل شمل ايضا مواقع الديمقراطية وتحويلها الى مراكز للاعتقال والتعذيب مثل مقر لجنة الانتخابات ودار نقابة المحامين السودانيين. ومواصلة لكسر حالة الانتظار وجو الكآبة ابتدع بعض المعتقلين لعبة السيجة بعد أن تم جمع الحصى من اركان الزنزانة وتنظيفها من آثار الزيوت والغبار. وبدأت تسود فى الزنزانةروح التحدى والبطولة وتخيم علينا روح المنافسة، فتمسكنا بالحصى واصبحت عزيزة علينا، حافظنا عليها بكل الطرق حتى لا يصادرها اعداء اللهو البرى ولقد علق احدنا "وهكذا الشيوعيون ينتزعون الابتسامة من فم التماسيح وينسجون الامل وسط الاشباح" وتلطيفاً للحياة داخل الزنزانة وجعلها اقل الآماً وعذاباً شرعنا فى حملة أبادة للباعوض من داخل الزنزانة، هذا الباعوض الذى تحالف مع الجلادين وانابة عنهم فى بعض الاوقات فى تعذيبنا وحرماننا ولو من قليلا من استعادة الانفاس لمواجهة القادم المجهول أجهضها الجلادون محذرين قائلين أن الباعوض جزء من العهدة بالزنزانة يجب المحافظة عليها وتسليمها كاملة العدد عند تمام الصباح وفى حالة فقدان باعوضة سيتم تنفيذ حد السرقة على الجميع!!!
                  

05-07-2009, 05:02 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    تواصل مسلسل التعذيب

    حالة من الحزن تخيم على الزنزانة والمعتقلين يتوسدون اذرعهم سابحين فى ذكرياتهم وافكارهم وانا اراجع مسيرة حياتى واتأمل، اتأمل هولاء الرجال المفترشين الارض من خيرة ابناء السودان قدموا عصارة حياتهم للشعب والوطن ولم ينلوا سوىالاعتقال والتشـريد والتعذيب وفجأة انفتح باب الزنزانة بقوة واقتحمها احد الجلادون ويدعى بـدران "اسم حركى" وهو فى حالة غير طبيعية كاشفاً عن وجهه وإنهال علينا بالشتائم المقزعة والاساءة الجارحة والركل والضرب بالسياط ولم يستثنى حتي كبار السن والمرضى. وقام بإختيارى والزميل ابراهيم نصرالدين لممارسه هوايته فى الاستمتاع بتعذيب الآخرين وطلب منى خلع القميص الذى ارتديه والانبطاح على الارض وبدأ فى تمزيق ظهرى بالسياط حتى سالت الدماء، ثم قام بصفعى بتواصل حتى تقهقرت الى الحائط وواصل ضرب رأسى على الحائط، ثم تحول الى الزميل ابراهيم نصرالدين وأذاقه من نفس الوان التعذيب، وارغم الزميل قاسم حمدالله على صب جردل من الماء البارد على الزملاءعبدالمنعم عبدالرحيم وعبدالمنعم محمد صالح بعد ان اجبرهما على خلع ملابسهما وقام بجلدهما بالسياط وخرج مهدداً ومتوعداً بالمزيد من التعذيب، وسادت حالة من الغضب على المعتقلين، وإنتابتنى حالة من القرف ودار برأسى الكثير من الاسئلة، لماذا كل هذا الصبر والتحمل؟ أليس الدخول فى معركة حاسمة هوالخيار ألافضل؟ ماذايريد هؤلاء الناس؟ وفى منتصف الليل أصيب الزميل جعفر بكرى بمغص حاد يصعب معه الانتظار حتى مواعيد الخروج لدورة المياه فى الصباح فهب المعتقلون لمساعدته وعُثر على كيس نايلون أستخدمه الزميل جعفر لقضاء حاجته.

    الجلاد بدران
    --------------
    ظل الجلادون طوال فترة التعذيب يستخدمون أسماء حركية "بدران، نوح، نبيل، جكس، محمد الحاج، عوض ...الخ وقد ساهموا جميعاً وبنشاط فى تنفيذ عمليات التعذيب ولكن حالة هذا البدران كانت مختلفة، اوصافه قمحى اللون، اجعد الشعر الثغ اللسان يدعى انه من أبناء كسلا بشرق السودان سلوكه ينم عن نفس مريضة ومعقدة كان يعامل المعتقلين بقسوة ويتلذذ بتعذيبهم والاساءة لهم قاموسه لا يحتوى الا على الالفاظ البذيئة والساقطة وظل يفخر بإنه يعمل بجهاز الامن منذ أن كان طالباً بالمرحلة الثانوية العامة، ولقد كنت طوال فترة التعذيب هدفاً له ضاعف لى جرعات التعذيب والاساءة، حاولت قدر المستطاع أن اجد تفسير لهذا الاستهداف ولكن دون جدوى.

    المحاضرة
    ----------
    فى اليوم السابع للاعتقال وفى حوالى الساعة السادسة مساءاً تم اخراجنا جميعاً من الزنزانة للاستحمام فى درجة عالية من البرودة وسط إستهزاء الجلادين وإساءاتهم وإستعدادهم غير الطبيعى الامر الذى اشعرنا بإن شخصية هامة قادمة للزنزانة. ولم يدم إنتظارنا طويلاً إذا دخل علينا نقيب بزيه العسكرى بصحبة مجموعة من الجلادين المزودين بالاسلحة والرشاشات والقي علينا محاضرة عن السودان والوطنية وإختراقات الإستخبارات الاجنبية للاحزاب وشتم الديمقراطية ثم هددنا وتوعدنا بالتصفية الجسدية وخرج وخلفه خرجت مجموعات الجلادين.

    وفى منتصف الليل دوى طرق متواصل على باب الزنزانة وامُرنا بعصب أعيننا والوقوف على الحائط وقام أحد الجلادين بقراءة مجموعة من أسماء المعتقلين وهم هاشم محمد احمد، د. حموده فتح الرحمن، قاسم حمدالله، عبدالمنعم محمد صالح، عبدالمنعم عبدالرحيم، حعفر بكرى على، ابراهيم نصرالدين، الشيخ خضر، وامرهم وهو يتقدمهم بالخروج من الزنزانة متماسكىِ الأيدى معصوبى الأعين وهكذا رحلوا الى المجهول، ثم اُغلق باب الزنزانة علينا. أصابنى ومن تبقى معى من المعتقلين الاحباط والحزن والقلق على مصير من قاسمونا أحلك لحظات العمر وأتعس أيام الحياة. وفى صباح اليوم التالى دخل علينا الجلادون "يبشروننا" بان رفاقنا قد تم اعدامهم بمعسكر الشجرة وعلينا أن نستعد لدورنا القادم لامحالة، ثم خرجوا بعد أن قدموا وجبتهم اليومية والمكونة من الضرب والاهانات. دخلنا فى نقاش هامس حول رواية وادعاءات الجلادون وتم الاتفاق بيننا على تجاوز جوء الاحباط والتمسك بالامل.

    الزائرون الجدد
    --------------
    الزنزانة تتسربل بالظلام ومن تبقى من المعتقلين يتجاذبون اطراف الحديث عن الممكن والمستحيل والامل واللا امل وفجأة انفتح باب الزنزانة وتخيلتُ ان الجلادين قادمون لسحبنا لساحات الاعدام ولكنهم دخلوا علينا ملثمين يقودون معتقلين جدد معصوبى الاعين يبدو عليهم التعب والارهاق وأثار التعذيب ثم خرج الجلادون بعد أن قاموا بتحذيرنا من الدخول فى حديث مع الزوارالجدد. تعرفناعلىالزائرين،محمدالنورالسيد رجل أعمال،صلاح طه مفتش بالتعاون،محمود كمير عامل بالمسبك المركزى، عوص الكريم محمد احمد مهندس واحد قيادات أنتفاضه مارس أبريل، وشرعنا فى التخفيف على ضيوفنا وتضميد الجراح ورفع الروح المعنوية وتحدثنا اليهم عن أساليب وطرق الجلادين وعكسنا لهم تجربتنا التى تجاوزت الثمانية ايام بلياليها الطوال وحدثنا المعتقلون الجدد عن طرق اعتقالهم واساليب تعذيبهم وتداولنا الاخبار بالخارج والتطورات والاحتمالات وكان زميلنا المهندس عوض الكريم ملئ بالتفاؤل ومُصر على أن خلاصنا بات قاب قوسين أوادنى، أضفى الزائرون الجدد جوء من المرح والتفائل على الزنزانة خاصة زميلنا محمد نور السيد الذى أستمال بعض الجلادين بالوعود المالية والخدمات السخية مما أضعف نفوس الجلادين وما أضعفها، الامر الذى أدى الى أنفراجة سمحت بدخول علب السجائر مما مكن الزملاء على الماحى السخى وعوض الكريم محمد احمد من صنع ادوات للعبه الشطرنج من قصاصات علب السجائر ودارت بينهما رحى منافسات كان يعلو فيها الصوت أحياناً مما يستدعى تدخلنا. وهكذا إنتصر المعتقلون رغم أنف البندقية والحراسات المشدده وادوات التعذيب وإنتزعوا الاغنية الباسمه واللعب الشيق الجميل.
                  

05-08-2009, 01:24 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الترحيل إلى المجهول
    --------------------
    إنطوت صفحات العام 1989 وأشرقت شمس العام 1990 فقام المعتقلون بتنظيف الزنزانة وتبادلوا التهانى والامنيات بعام سعيد للجميع والوطن وأضاء الزميل عوض الكريم عوداً من الثقاب فى عتمة الظلام... وهكذا كان احتفالنا بالعام الجديد رغم الواقفين خلف الابواب مدججين بالسلاح والحقد والشرور. وفى منتصف الليل والجميع يفترشون الارض ويتوسدون اذرعهم أنطلقت الصيحات خلف باب الزنزانة مع الطرق المتواصل على بابها كالعادة تطالبنا بالنهوض وعصب أعيننا والاستعداد لساحة الاعدام، وقفنا متشابكى الايادى معصوبى الاعين وخرجنا بقيادة احد الجلادين وبمساعدتهم صعدنا الى عربة وامُرنا بالانبطاح على أرضية العربة وتمت تغطيتنا بمشمعات سميكة وقال احدهم فى تهكم أنها شحنة يمكن السفر بها الى مناطق العمليات العسكرية، وإنطلقت العربة إلى المجهول، وبعد حوالى نصف الساعة من السير المتواصل توقفت العربة وتم إنزالنا بنفس الطريقة المهينة متشابكى الايدى، معصوبى الاعين، تنهال السياط علينا من كل جانب مصحوبةً بالشتائم ، وتم حشرنا فى زنزانة أخرى اقل حجماً من السابقة وإكتشفنا لاحقاً أن الموقع الجديد يقع بالقرب من سيتى بنك وإن بالموقع عددة زنازين مزدحمة بالمعتقلين ودارت نفس ماكينة التعذيب والاهانات والاساءات والارهاق النفسى والبدنى مما أدى الى أصابة الزميل محمد النور السيد بمضاعفات منعته من القدرة على الوقوف والحركة وتنفيذ الاوامر وظل يطالب بعرضه على الطبيب بصورة دائمه فإضطر الجلادين الى أخذه معصوب العينين الى شخص يدعى انه طبيب أخذ يستفسره عن الاعراض التى تصيبه دون أن ينزع عنه العصابة او يكشف عليه وذلك حسب رواية الزميل محمد النور السيد واعيد للزنزانة دون أن يتلقى اى علاج وباشر زميلنا محمود كمير وكان اصغر المعتقلين سناً رعايته ومساعدته والاهتمام به، وهكذا تحول حتى الاطباء الموالين لنظام الجبهة الاسلامية القومية الى جلادين يمارسون التعذيب إسوة بزملائهم فى أجهزة الامن ويمتنعون عن تقديم العلاج للمرضى متجاهلين قسم المهنة واخلاقها.

    الصمت الرهيب
    ----------------
    توقفت عجلةالحياة تماماً،إنقطعت اصوات العربات أحاديث المارة، ضحكات الاطفال، إنقطع الحبل السرى الذى يربطنا بالناس فيمنحنا القوة والقدرة والامل، ماذا حدث بالخارج؟ وماذا يحدث للناس؟. انهكنا التفكير وطالت تكهناتنا، هل حقاً تحققت نبوة الزميل عوض الكريم وإنجلى هذا الكابوس وسنخرج مرفوعي الرؤوس نعانق الاهل والاصدقاء والحبيبة؟

    حتى الجلادون تأمروا علينا هذا اليوم فلم يقدموا لنا وجبتهم اليومية المكونة من الضرب والاهآنات، ليتهم يأتون فدوماً نلتفط الاخبار والمعلومات من أفواه الجلادين، وبعد طول إنتظار وقلق دخل علينا الجلادون وبشرونا بالقبض على كل الكادر المختفى للحزب الشيوعى بعد فرض حظر التجوال فى مسرحية ما أسموه التعداد السكانى. سيطر علينا الاحباط فتدثرنا بالصمت والغضب رغم علمنا بإن حديث الجلادين دائماً يسعى للنيل من روحنا المعنوية.

    الطلقة الطائشة
    -----------------
    الزنزانة تنعم بالهدوء والظلام والمعتقلون ينظفون بإياديهم الارض التى يتوسدونها سابحين مع أفكارهم والامل يتسرب عبر كوة صغيرة دوى صوت طلق نارى زلزل أركان المعتقل ومزق سكون الليل فهب المعتقلون لإستجلاء الامر عبر ثقوب باب الزنزانة ولكن دون جدوى ودارت الحوارات الهامسة بينهم وإحتمالات التصفية والتى ظل شبحها يخيم على الجميع، وفى اليوم التالى إدعى الجلادون بانهم قاموا بتصفية احد المعتقلين أثناء محاولته للفرار وأطلقوا علينا سيل من التحذيرات والشتائم البذيئة، عرفنا فيما بعد ومن احد الجلادين بإن الرصاصة إنطلقت عن طريق الخطأ من احد الحراس وهو يقوم بتنظيف سلاحه بإستهتار ودون مبالاه الا إن الرصاصةالطائشة لم تصب احد.

    رعب وإنكسار
    -------------------
    الايام تتعاقب فى رتابة وحزن والتعذيب اصح غير ذى جدوى فتكراره علمنا كيفية تجاوزه وكيف تصبح مشاعرنا ومقاومتنا له أكثر ثقلاً من وطأته فنرجح كفة الحياة علي كفة الطغيان والقهر وبدون مقدمات أقتحم الجلادون الزنزانة وهم فى حالة من الرعب والارتباك. حاولوا تبرير تصرفاتهم معنا وما قاموا به من تعذيب وسوء معاملة بأنه كان تنفيذا لأوامر عليا لا دخل لهم فيها وإنهم يتمنون خروجنا اليوم قبل الغد، وإنهم ليسوا كما جاء بجريدة الميدان السرية لسان حال الحزب الشيوعى قتلة ومحترفى تعذيب. دوى إسم الميدان كبلسم شافى لكل الجراح والآلآم وتفتحت ملايين الأزاهير وتأكد لنا إن الحركة الثورية السودانية لم تنس إبناءها داخل بيوت الاشباح وإن المعلومات والاخبار تتسرب رغم البندقية والقضبان والسجان، فتفجرت فينا طاقات جبارة كافية لتحمل الصعاب والسير فى دروب الآلآم والمشاق، وقرأنا فى عيون جلادينا الخوف والرعب والانكسار.

    نهاية المطاف
    -------------
    بعد إنقضاء أربعين يوماً من الاعتقال والتعذيب تم إستدعائى وإقتيادى معصوب العينين إلى ضابط التحقيق ودون أن يزيل العصابة من عينيى بدأ التحقيق معىالإسم،العمر، مكان السكن، الإنتماء السياسى. تساءلت داخل نفسى كبف يسمح ضابط سودانى لنفسه التحقيق مع معتقل بهذه الطريقة؟ وأي مؤسسة عسكرية يشرفها إنتماء مثل هولاء الضباط لها؟ وزاد إيمانى بإن الرعب وعدم الثقة بالنفس هما السمة المشتركة لجلادى النظام أجبت على الإسئلة بنفس الإجابات السابقة والتى لم ترضى المحقق فإتهمنى بإننى عضو قيادى بالحزب الشيوعى بالنيل الابيض فادركت بان هذا الجهاز ورغم الامكانيات المادية والبشرية المتاحة له مصاب بمرض الأنيميا المعلوماتية، ثم هددنى وتوعدنى بمزيد من التعذيب وتم إرجاعى الى الزنزانة وإستدعاء آخرين وُجهت لهم تهم مختلفة. قضيت الليلة فى حالة من الترقب والانتظار المميت للإنتقام ومعاودة عجلة التعذيب ولم تجدِ محاولة الزميل على الماحى السخى وقفشاته وشعاره الدائم "دي كلو يبقى حكاوى" من إنتزاعى من هذه الحالة، وفى منتصف الليل تم ترحيلنا معصوبى الاعين ودون تحديد للوجهة ولكن كل الدلائل كانت تشير الى سجن كوبر وهو الحلم الذى ظل يراودنا طوال فترة الاعتقال والتعذيب وعند مدخل السجن اُطلق سراح أعيننا فكانت الفرحة طاغية والمشاعر مضطربة وعانق ضحايا التعذيب بعضهم البعض فلقد إنتصروا على آلة التعذيب الجهنمية.
                  

05-08-2009, 02:45 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الشهيد الدكتور علي فضل
    مقال نشر بسودانيز أونلاين
    Apr 10, 2009 - 9:14:14 AM

    لشهيد الدكتور علي فضل أحمد

    حوالي الساعة الخامسة فجر السبت 21 أبريل 1990 فاضت روح
    الشهيد علي فضل أحمد الطاهرة في قسم الحوادث بالمستشفى العسكري باُمدرمان نتيجة التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له خلال فترة إعتقال دامت 23 يوماً منذ اعتقاله من منزل اُسرته بالديوم الشرقية مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقلِه إلى واحد من أقبية التعذيب التي أقامها نظام الجبهة غداة استيلائه على السلطة في 30 يونيو 1989. طبقاً للتقرير الذي صدر عقب إعادة التشريح، ثبت أن الوفاة حدثت نتيجة "نزيف حاد داخل الرأس بسبب ارتجاج في المخ ناتج عن الإرتطام بجسم صلب وحاد". وعندما كان جثمان الشهيد علي فضل مسجى بقسم حوادث الجراحة بمستشفى السلاح الطبي باُمدرمان سُجلت حالة الجثة كما يلي:

    • مساحة تسعة بوصات مربعة نُزع منها شعر الرأس إنتزاعاً.

    • جرح غائر ومتقيّح بالرأس عمره ثلاثة أسابيع على وجه التقريب.

    • إنتفاخ في البطي والمثانة فارغة، وهذه مؤشرات على حدوث نزيف داخل البطن.

    • كدمات في واحدة من العينين وآثار حريق في الاُخرى (أعقاب سجائر).

    عندما يمارس البشر التعذيب فإنهم يهبطون إلى مرحلة أدنى من الوحوش، ذلك أن الوحوش لم يعرف عنها ممارسة التعذيب أو التنكيل الذي احترفه جلادو نظام الجبهة الذين عذبوا الشهيد علي فضل أحمد حتى الموت. فهؤلاء قد هبطت بهم أمراضهم وعقدهم النفسية واضرابات الشخصية إلى درك سحيق لا تصل إليه حتى الوحوش والحيوانات المفترسة. ليس ثمة شك في ان الجلادين المتورطين في تعذيب علي فضل حتى الموت قد تربوا في كنف تنظيم الجبهة الإسلامية على مبادئ فكرية وسياسية تجعل الفرد منهم لا يتورع عن الدوس على آدمية وكرامة الآخرين وقدسية الحياة ولا يترددون لحظة في إذلال وتعذيب البشر حتى الموت.

    خـلـفـيـة :

    كان للإضراب الذي نفذه الأطباء السودانيون إبتداء من يوم الأحد 26 نوفمبر 1989 أثراً قوياً في كسر حاجز المواجهة مع نظام الجبهة الفاشي الذي استولى على السلطة أواخر يونيو من نفس العام بإنقلاب عسكري أطاح حكومة منتخبة ديمقراطياً. وبقدرما أذكى ذلك الإضراب روح المقاومة ومواجهة الطغمة التي استولت على السلطة بليل، أثار في المقابل ذعراً واضحاً وسط سلطات النظام الإنقلابي الذي بدأ حملة ملاحقات وقمع وتنكيل شرسة وسط النقابيين والأطباء على وجه الخصوص. وفي غضون أيام فقط جرى اعتقال عشرات الأطباء، الذين نقلوا إلى بيوت الأشباح التي كان يشرف عليها في ذلك الوقت "جهاز أمن الثورة"، وهو واحد من عدة أجهزة أمن تابعة لتنظيم الجبهة الإسلامية ومسؤولة عنه مباشرة قياداته الأمنية:

    نافع علي نافع ،الطيب سيخة وعوض الجاز.

    كما ان فرق التعذيب التي مارست هذه الجريمة البشعة ضد عشرات الأطباء كانت بقيادة عناصر الجبهة الإسلامية من ضمنهم:

    الطيب سيخة وعوض الجاز وابراهيم شمس الدين وبكري حسن صالح والطبيب عيسى بشرى ويسن عابدين.

    الإعـتـقـال ووقـائـع الـتـعـذيـب:

    • ما حدث للشهيد علي فضل يُعتبر جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد لأن كل حيثياتها تؤكد ذلك. فقد توعّد العقيد (الرتبة التي كان يحملها عند حدوث الجريمة) الطيب إبراهيم محمد خير –الطيب سيخة- باعتقال علي فضل واستنطاقه ودفنه حياً وتعامل مع هذه المهمة كواجب جهادي، وهو قرار اتخذه الطيب سيخة قبل اعتقال علي فضل. فقد تسلّم الطيب سيخة (عضو لجنة الأمن العليا التي كان يترأسها العقيد بكري حسن صالح) مطلع ديسمبر 1989 تقريراً من عميل للأمن يدعى محمد الحسن أحمد يعقوب أورد فيه أن الطبيب علي فضل واحد من المنظمين الأساسيين لإضراب الأطباء الذي بدأ في 26 نوفمبر 1989.

    • اعتُقل الشهيد علي فضل مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقل على متن عربة بوكس تويوتا الى واحد من أقبية التعذيب، واتضح في وقت لاحق ان التعذيب قد بدأ ليلة نفس اليوم الذي اعتُقل فيه. وطبقاً لما رواه معتقلون آخرون كانوا في نفس بيت الاشباح الذي نقل إليه، اُصيب علي فضل نتيجة الضرب الوحشي الذي تعرض له مساء ذلك اليوم بجرح غائر في جانب الرأس، جرت خياطته في نفس مكان التعذيب وواصل جلادو الجبهة البشاعة واللاإنسانية التي تشربوها فكراً واحترفوها ممارسة.

    • إستمرار تعذيب الشهيد علي فضل على مدى 23 يوماً منذ اعتقاله مساء 30 مارس 1990 حتى استشهاده صبيحة 21 أبريل 1990 يثبت بوضوح إنه هزم جلاديه، الذين فشلوا في كسر كبريائه وكرامته واعتزازه وتمسكه بقضيته. ومع تزايد وتائر التعذيب البشع اُصيب الشهيد علي فضل بضربات في رأسه تسببت في نزيف داخلي حاد في الدماغ أدى الى تدهور حالته الصحية. وحسب التقارير الطبية التي صدرت في وقت لاحق، لم يكن على فضل قادراً على الحركة، كما حُرم في بعض الأحيان من الأكل والشرب وحُرم أيضاً من النظافة والإستحمام طوال فترة الإعتقال.

    • نُقل الشهيد علي فضل فجر يوم السبت 21 أبريل الى السلاح الطبي وهو فاقد الوعي تماماً، ووصف واحد من الأطباء بالمستشفى هيئته قائلاً: "إن حالته لم تكن حالة معتقل سياسي اُحضر للعلاج وإنما كانت حالة مشرد جيء به من الشارع.... لقد كانت حالته مؤلمة... وإنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق قضائي يتقرر إجراؤه".

    • العاملون بحوادث الجراحة بالمستشفى العسكري اضطروا للتعامل مع حالة الشهيد علي فضل كمريض عادي دون التزام الإجراءات القانونية المتعارف عليها وذلك بسبب ضغوط رجال الأمن الذين أحضروا الشهيد بخطاب رسمي من مدير جهاز الأمن وأيضاً بسبب تدخل قائد السلاح الطبي، اللواء محمد عثمان الفاضلابي، ووضعت الحالة تحت إشراف رائد طبيب ونائب جراح موال للجبهة الإسلامية يدعى أحمد سيد أحمد.

    • فاضت روح الطبيب علي فضل الطاهرة حوالي الساعة الخامسة من صبيحة السبت 21 أبريل 1990، أي بعد أقل من ساعة من إحضاره الى المستشفى العسكري، ما يدل على أن الجلادين لم ينقلوه إلى المستشفى إلا بعد أن تدهورت حالته الصحية تماماً وأشرف على الموت بسبب التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له.

    • بعد ظهر نفس اليوم أصدر طبيبان من أتباع تنظيم الجبهة،هما: بشير إبراهيم مختار وأحمد سيد أحمد، تقريراً عن تشريح الجثمان أوردا فيه ان الوفاة حدثت بسبب "حمى الملاريا"، واتضح لاحقاً أن الطبيبين أعدا التقرير إثر معاينة الجثة فقط ولم يجريا أي تحليل أو فحص. وجاء أيضاً في شهادة الوفاة (رقم 166245)، الصادرة من المستشفى العسكري باُمدرمان والموقعة بإسم الطبيب بشير إبراهيم مختار، أن الوفاة حدثت بسبب "حمى الملاريا".

    • بعد اجتماعات متواصلة لقادة نظام الجبهة ومسؤولي أجهزته الأمنية، إتسعت حلقة التواطؤ والضغوط لاحتواء آثار الجريمة والعمل على دفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة. فقد مارس نائب مدير الشرطة، فخر الدين عبد الصادق، ضغوطاً متواصلة لحمل ضباط القسم الجنوبي وشرطة الخرطوم شمال على استخراج تصريح لدفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية المعروفة، فيما فتحت سلطات الأمن بلاغاً بتاريخ 22 أبريل بالقسم الجنوبي جاء فيه ان الطبيب علي فضل أحمد توفي وفاة طبيعية بسبب "حمى الملاريا". العميد أمن عباس عربي وقادة آخرون في أجهزة الأمن حاولوا إجبار اُسرة الشهيد على تسلُّم الجثمان ودفنه، وهي محاولات قوبلت برفض قوي من والد الشهيد واُسرته التي طالبت بإعادة التشريح بواسطة جهة يمكن الوثوق بها.

    • إزاء هذا الموقف القوي اُعيد تشريح الجثة بواسطة أخصائي الطب الشرعي وفق المادة 137 (إجراءات اشتباه بالقتل) وجاء في تقرير إعادة التشريح ان سبب الوفاة "نزيف حاد بالرأس ناجم عن ارتجاج بالمخ نتيجة الإصطدام بجسم حاد وصلب".

    وبناء على ذلك فُتح البلاغ رقم 903 بالتفاصيل الآتية: -

    المجني عليه: الدكتور علي فضل أحمد-

    المتهم: جهاز الأمن –

    المادة: 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 (القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد).

    لم تتمكن (العدالة) من النظر في القضية وأوقفت التحريات نتيجة الضغوط المتواصلة والمكثفة من نظام الجبهة ورفض جهاز الأمن تقديم المتهمين الأساسيين للتحري، أي الأشخاص الذين كان الشهيد تحت حراستهم ، وهم المتهمون الأساسيون في البلاغ.

    الآتية أسماؤهم شاركوا، بالإضافة إلى الطيب سيخة، في تعذيب د. علي فضل (أسماء حركية وأخرى حقيقية لأن غالبية الجلادين كانوا يستخدمون أسماء غير حقيقية) –

    نقيب الأمن عبد العظيم الرفاعي –

    العريف العبيد من مدينة الكوة –(كان يسكن في سوبا مطلع التسعينات وهو عضو بالجبهة القومية الاسلامية) –

    نصر الدين محمد –

    العريف الأمين (كان يسكن في مدينة الفتيحاب بامدرمان)-

    كمال حسن (إسمه الحقيقي احمد محمد وهو من منطقة العسيلات) –

    عادل سلطان-

    حسن علي (واسمه الحقيقي أحمد جعفر)-

    عبد الوهاب محمد عبد الوهاب (إسمه الحقيقي علي أحمد عبد الله... من شرطة الدروشاب)-

    ويبقى القول ان جلادي وقتلة علي فضل معروفون.... وسيطالهم القصاص... هم وكل من كان في موقع مسؤولية في سلطات النظام في ذلك الوقت إبتداء من أنفار الأمن وحتى مجلس قيادة الإنقلاب والمجلس الأربعيني وعناصر وقيادات الجبهة التي كانت تدير دولة القهر والبطش من خلف كواليساُخرى.
                  

05-08-2009, 09:51 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    نشر بالحوار المتمدن - العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1
    الجمعية السودانية لمنهاضة التعذيب

    رسالة الدكتور فاروق محمد ابراهيم للرئيس السوداني عمر البشير
    د. فاروق أستاذ للعُلوم بجامعة الخُرطوم، وكان من أوائل الذين استهدفهُم النِظامُ في بواكير عهده بتعذيبٍ مُهين.. والأنكى، أن تلميذه - وزميله في الجامعة من بعد- شد. نافِع علي نافِع، كان ثاني اثنين قاما بذلك الفعل القبيح!! أقدما على تنفِيذه بوعيٍ كامِل، لعِلمِهم بالشخصِ المَعني, وهو مُرَبٍ في المقامِ الأوَّل, عَلى يَدِه تعلمت وتخرَّجت أجيالٌ, وقد ظلَّ طوال حياته - وما فتئ- يُمارس السياسة بزُهد المُتصوِّفة.. مثالٌ للتجرُّد والطهر وعفة اللسانِ, مُتصالحاً مع أفكاره ومبادئه.. إن خالفك الرأي، احترم وجهة نظرك, وإن اتَّفقَ مَعَكَ استصوَبَ رأيك.. ويبدو أن هذه الصفاتُ مُجتمعة هي التي استثارَت د. نَافِع في الإقدامِ على تنفيذ فعلته!! وفيما يلي نوردُ النص الكامل لمُذكرته التي أرسلها من مقرِّه في القاهرة، إلى رئيس نظام الإنقاذ.. وترجعُ أهميَّة هذه الوثيقة إلى أنها احتوَت على كل البيِّناتِ القانونِيَّة والسياسيَّة والأخلاقِيَّة التي تَجعل منها نموذجاً في الأدَبِ السياسي, وفَيْصَلاً مثالِياً لقضيَّة يتوقفُ عليها استقامة المُمارسة السياسيَّة السُودانِيَّة, وتعدُّ أيضاً اختباراً حقيقياً لمفهومِ ”التسَامُحِ“، إن رَغِبَ أهلُ السُودان، وسَاسته بصفة خاصَّة، في استمرار العيشِ في ظله.. كذلك فإن المُذكرة، بذات القدر الذي قدَّمت فيه خيارات لتبرئَة جراح ضحايا نظام الإنقاذ, أعطت الجاني فرصة للتطهُّر من جرائمه بأفعالٍ حقيقيَّة، أدناها الاعترافُ بفداحة جُرمِه.. وما لا نشُك فيه مُطلقاً، أن فرائص القارِئ حتماً سترتعدُ وهو يُتابعُ وقائع الجُرمِ، خِلالَ سُطورِ هذه المُذكرة, رغم أن طولِ الجرح يُغري بالتناسي، على حد قول الشَاعِر!!

    القاهرة 13/11/2000م

    السيد الفريق/ عمر حسن البشير
    رئيس الجمهورية ـ رئيس حزب المؤتمر الوطني
    بواسطة السيد/ أحمد عبدالحليم ـ سفير السودان بالقاهرة
    المحترمين

    تحية طيبة وبعد

    الموضوع: تسوية حالات التعذيب تمهيداً للوفاق بمبدأ ”الحقيقة والتعافي“ على غرار جنوب أفريقيا ـ حالة اختبارية ـ

    على الرغم من أن الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن, فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهى الجدية, وأسعى لاستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللآلاف من ضحايا التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها, ولن يكون ذلك طبعا إلا على أساس العدل والحق وحكم القانون.

    إنني أرفق صورة الشكوى التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتاريخ 29/1/1990, وهى تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم, ومحاكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون. تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم وأبنائي الطلبة الذين قاموا بنشرها في ذات الوقت على النطاقين الوطني والعالمي, ما أدى لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها, بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما. وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح, وتوالى سقوط ضحايا التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم, منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, فلا يعقل والحال على هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين استبيحت أموالهم وأعراضهم ودماؤهم وأرواح ذويهم, هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة ”كافة“حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.

    إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 1989م ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الانتخابات أن الذين قاموا به ليسوا فقط أشخاصا ملثمين بلا هوية تخفوا بالأقنعة, وإنما كان على رأسهم اللواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ, والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ, وكما ذكرت في الشكوى المرفقة التي تقدمت لكم بها بتاريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منها لعناية اللواء بكري, فقد جابهني اللواء بكري شخصياً وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي, ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم, كما قام حارسه بضربي في وجوده, ولم يتجشم الدكتور نافع, تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم, عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم, وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة, ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص - كما ورد في مذكرتي- وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة. على أي حال فإن المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية, وثبات تلك التهم من ناحية ثانية, يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح أنموذجا يتم على نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب, على غرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقيا.

    قبل الاسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:-
    • أولاً: تم تسليم صورة من الشكوى التي تقدمت لسيادتكم بها للمسئولين المذكورة أسماؤهم بها, وعلى رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج عني بعد أقل من شهر من تاريخ المذكرة. ولو كان هناك أدنى شك في صحة ما ورد فيها - خاصة عن السيد بكري شخصياً- لما حدث ذلك, ولكنت أنا موضع الاتهام, لا هو.
    • ثانيا: أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 إلى طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلاً عن حالة كل واحد منا, تحصَّلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه. وقد أبدى طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط استياءهم واستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق. وكان من بين أفراد تلك المجموعة كما جاء في الشكوى نائب رئيس اتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ صادق شامي الموجودان حاليا بالخرطوم, ونقيب المهندسين الأستاذ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببريطانيا, والدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم, وغيرهم ممن تعرضوا لتجارب مماثلة, وهم شهود على كل ما جرى بما خبروه وشاهدوه وسمعوه.
    • ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ, السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الاتحادي والسيدان محمد إبراهيم نُقُد والتيجاني الطيب زعيما الشيوعي وغيرهم, كلهم شهود بنفس القدر, وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من قادة المعارضة لنفس التعذيب على أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكاوى مماثلة.
    • رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد انتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه, فشاهد آثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة, كذلك فعل كثيرون غيره.
    • خامسا: تم اعتقال مراسل الفاينانشيال تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته, فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقة عن ما تعرضت له وتعرض له غيري من تعذيب, وعن محادثته الدامغة مع المسئولين عن تلك الانتهاكات وعن تجربته الشخصية.

    إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة, ومع أن هذا الخطأب يقتصر كما يدل عنوانه على تجربتي كحالة اختبارية, إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها, وكما جاء في ردي على دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبدالعزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتاريخ 18 أكتوبر 1998 (مرفق), فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة, ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات وصمود ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيد لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة - لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقياً- يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا نحن الاثنين في شبق. وفي إحدى المرات اخرج بدرالدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعات مذهولاً أبكم مكتئبا محطما كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت بِبَدرالدين منذ أن رأيته ليلة مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند اطلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع, ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقى من أسرته, فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقى مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة.

    أعود لمبدأ تسوية حالات التعذيب على أساس النموذج الجنوب أفريقي, وأطرح ثلاثة خيارات متاحة لي للتسوية.

    الخيار الأول
    الحقيقة أولا, ثم الاعتذار و”التعافي المتبادل“ بتعبير السيد الصادق المهدي

    هذا النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقيا. إن المفهوم الديني والأخلاقي للعفو هو الأساس الذي تتم بموجبه التسوية, ويختلط لدى الكثيرين مبدأ العفو مع مبدأ سريان حكم القانون ومع التعافي المتبادل. فكما ذكرت في خطابي المرفق للسيد عبدالعزيز شدو فإنني أعفو بالمعنى الديني والأخلاقي عن كل من ارتكب جرما في حقي, بما في ذلك السيدان بكري ونافع, بمعنى أنني لا أبادلهما الكراهية والحقد, ولا أدعو لهما إلا بالهداية, ولا أسعى للانتقام والثأر منهما, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون. وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به برغم المعاناة وفى ذروة لحظات التعذيب. إن العفو لا يتحدد بموقف الجلاد ولا بمدى بشاعة الجرم المرتكب, وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامى ويرفض الانحدار لمستنقع الجلادين, فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم. فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدى ندما حقيقيا على ما ارتكب من إثم, واعتذر اعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامى يكون أقرب إلى الاكتفاء بذلك وإلى التنازل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به, بهذا يتحقق التعافي المتبادل. هذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي ارتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.

    إنني انطلاقا من نفس المفهوم أدعو السيدين بكري ونافع ألا تأخذهما العزة بالإثم, أن يعترفا ويعلنا حقيقة ما اقترفاه بحقي وبحق المهندس بدرالدين إدريس في بيت الأشباح رقم واحد, وأن يبديا ندما وأسفا حقيقيا, أن يعتذرا اعتذارا بينا معلنا في أجهزة الإعلام, وأن يضربا المثل والقدوة لمن غرروا بهم وشاركوهم ممارسة التعذيب, وائتمروا بأمرهم. حين ذلك فقط يتحقق التعافي وأتنازل عن كافة حقوقي, ولا يكون هناك داعيا للجوء للمحاكم المدنية, ويصبح ملف التعذيب المتعلق بشخصي مغلقا تماما. ولنأمل أن يتقبل أولياء الدم في حالة المهندس بدر الدين إدريس بالحل على نفس المنوال.

    لقد أعلن السيد إبراهيم السنوسي مؤخرا اعترافه بممارسة التعذيب طالبا لمغفرة الله. وهذا بالطبع لا يفي ولا يفيد. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, ولا يليق أن يصبح أمر التعذيب الذي انقلب على من أدخلوه وبرروه أن يكون موضوعا للمزايدة والمكايدة الحزبية. إن الصدق مع النفس ومع الآخرين والاعتذار المعلن بكل الصدق لكل من أسيء إليه وامتهنت كرامته, وطلب العفو والغفران, هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق بكرامة, فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله. وإن طريق التعافي المتبادل هو الأقرب إلى التقوى. فإذا ما خلصت النيات وسار جناحا المؤتمر الوطني والشعبي لخلاص وإنقاذ أنفسهم من خطيئة ولعنة التعذيب الذي مارسوه فسيكون الطريق ممهدا تماما لوفاق وطني حقيقي صادق وناجز.

    الخيار الثاني
    التقاضي أمام المحاكم الوطنية

    إذا ما تعذر التعافي المتبادل بسبب إنكار تهمة التعذيب أو لأي سبب آخر, فلا يكون هنالك بديل عن التقاضي أمام المحاكم, ذلك في حالة جدية المسعى للوفاق الوطني على غرار ما جرى في جنوب أفريقيا. غير أن حكومتكم فيما علمت سنت من التشريعات ما يحمي أعضاءها وموظفيها والعاملين في أجهزتها الأمنية من المقاضاة. فالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان كالتعذيب, لا تسقط بالتقادم ولا المرض ولا تقدم السن ولا لأي سبب من الأسباب, كما شهدنا جميعا في شيلى وإندونيسيا والبلقان وغيرها. كما أن هذا الموقف لا يستقيم مع دعوتكم للوفاق ولعودة المعارضين الذين تعرضوا لأبشع جرائم التعذيب. وليس هنالك, كما قال المتنبي العظيم, ألم أشد مضاضة من تحمل الأذى ورؤية جانيه, وإنني مستعد للحضور للخرطوم لممارسة كامل حقوقي الوطنية, بما في ذلك مقاضاة من تم تعذيبي بأيديهم, فور إخطاري بالسماح لي بحقي الطبيعي. ذلك إذا ما اقتنعت مجموعة المحامين التي سأوكل إليها هذه المهمة بتوفر الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة.

    الخيار الثالث
    التقاضي أمام المحاكم الدولية لحقوق الإنسان

    ولا يكون أمامي في حالة رفض التعافي المتبادل ورفض التقاضي أمام المحاكم الوطنية سوى اللجوء للمحاكم في البلدان التي تجيز قوانينها محاكمة أفراد من غير مواطنيها وربما من خارج حدودها, للطبيعة العالمية للجرائم ضد الإنسانية التي يجري الآن إنشاء محكمة عالمية خاصة بها. إنني لا أقبل على مثل هذا الحل إلا اضطرارا, لأنه أكرم لنا كسودانيين أن نعمل على حل قضايانا بأنفسنا. وكما علمت سيادتكم فقد قمت مضطرا بفتح بلاغ مع آخرين ضد الدكتور نافع في لندن العام الماضي, وشرعت السلطات القضائية البريطانية في اتخاذ إجراءات أمر الاعتقال الذي تنبه له الدكتور نافع واستبقه بمغادرة بريطانيا. وبالطبع تنتفي الحاجة لمثل تلك المقاضاة فيما لو أتيحت لي ولغيري المقاضاة أمام محاكم وطنية عادلة, أو لو تحققت شروط التعافي المتبادل الذي هو أقرب للتقوى. وإنني آمل مخلصا أن تسيروا على طريق الوفاق الوطني بالجدية التي تتيح لكل المواطنين الذين تشردوا في أصقاع العالم بسبب القهر السياسي لنظام ”الإنقاذ“ أن يعودوا أحرارا يشاركون في بناء وطنهم.

    وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد.
    فاروق محمد إبراهيم
                  

05-09-2009, 09:48 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الاستاذ جعفر بشير

    لك التحية

    أعتقد ان الوصف ادناه دقيق جدا جدا على حسب خبرتى الشخصية معتقلا فى هذه البيوت اللعينة


    Quote:
    كان الاعتقال لبيوت الاشباح الانقاذية يتم عبر استخدام القوة المفرطة؛ ويبرر له باسم المصلحة العليا؛ وتدبج للمعتقلين اتهامات كاذبة وغير منشورة؛ ولا يسمح لهم بمقابلة محامين؛ ولا الاتصال باهلهم وذويهم؛ ولا السماح لاهلهم وذويهم بالاتصال بهم؛ ويتم وفق قوانين استثنائية لا تتوافق مع مواثيق حقوق الانسان؛ ويمارس حول واقعة الاعتقال نفسها الكثير من التشويش بانكارها اولا ثم رفض تقديم المعلومات الاساسية ثالثا ثم محاولة حلها عن طريق الاتصال بالاهل و ومحاولة عقد الصفقات خلف الكواليس الخ الخ

    كانت الاعتقالات لبيوت الاشباح الانقاذية مرتبطة بممارسة التعذيب والمعاملة القاسية ومحاولات الاذلال؛ والتي تنتهي مرات الي التصفية والقتل والموت تحت التعذيب؛ وخصوصا تجاه المرضي ؛ في ممارسات للتشفي لا تنتج الا من نفوس مريضة وعقول شاذة.

    بيوت الاشباح الانقاذية قد قامت بها عصابة ايدلوجية علي راسها دكتور - هو الترابي - وفي قمة اجهزتها الامنية دكاترة - الطيب سيخة؛ نافع علي نافع؛ الخ .. ارادت بها ان تمهد الطريق لكابوسها الذي اسمته المشروع الحضاري؛ ولتامين مصالحها في السلطة والمال.
                  

05-09-2009, 09:55 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: الطيب رحمه قريمان)



    الاستاذ جعفر

    لك التحية مرة اخرى



    Quote: السيد قاسم حمدالله مفتش زراعى،


    السيد قاسم هو شقيق فاروق حمدالله , و هو رجل عروفت عنه الشهامة و الكرم

    و عدم الوجل او الخوف من قول الحق امام السلطان الجائر

    اعتقل الرجل يوم زواجه و كانت فاجعة كبييرة لكل المنطقة " النيل الابيض و شمال أعالى النيل"

    حيث ان الرجل له علاقات واسعة مع أهالى هذه المنطقة .
                  

05-09-2009, 07:30 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: الطيب رحمه قريمان)

    الاخ الطيب رحمه قريمان

    تحية طيبة يا عزيزي
    وشكرا للمشاركة في هذه المحاولة التوثيقية التي أعتقد بأهميتها ..

    لفت نظري الكثير من الأسماء التي وردت في المقالات والكتابات أعلاه وحاولت البحث كثيراً عن أية رواية لهذه
    الأسماء لكني لم أجد.

    الفكرة الأساسية في هذا الموضوع أن اجمع كل الكتابات التي تحدثت عن بيوت الأشباح في البدء وفي ذات الوقت أحاول
    الإتصال بالاصدقاء والزملاء ممن عاصرتهم وعاصرت تجربتهم في بيوت الأشباح ... لكي يكتبوا عن هذه الفترة لأن ما كتب
    حتي الان لا يساوي واحد بالمائة مما حدث في هذه البيوت المشؤومة وما ظل يحدث حتي تاريخ اليوم ...

    وأعرف أن هنالك عددا من أعضاء سودانيز أونلاين لهم تجارب مع هذه البيوت
    وأتمني أستاذ الطيب رحمه اذا امتلكت الوقت الكافي ان تكتب التجربة بتفصيل أسماء وتواريخ لأن أسماء الجلادين يجب
    أن تكون حاضرة في أذهاننا علي الدوام حتي يأتي الوقت الذي يستطيع فيه كل ضحايا التعذيب أن ينالوا حقوقهم ...
    وسيحدث ذلك طال الزمن أو قصر ... كما أطمع في أن تحاول الوصول الي كل شخص له تجربة وتدعوه للكتابة حول الأمر ..


    لك تحياتي وودي

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:42 AM)

                  

05-09-2009, 10:50 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    فيما يلي مقدمة الكتاب الذي نشره مركز النديم للعلاج و التأهيل النفسي لضحايا العنف, القاهرة.بعنوان التعذيب في السودان.

    على مدى عشر سنوات وفد إلى مركز النديم مئات من السودانيين ضحايا التعذيب، هم فقط بعض من أولئك الذين تمكنوا من الفرار من قبضة معذبيهم وسجانيهم، تاركين وراءهم آخرين، لا يعرف أحد عددهم حتى الآن، وربما لن يعرف أحد ذلك العدد أبدا. منهم من استشهد، ومنهم من لم يتمكن من الإفلات، ومنهم من مازال يقاوم. في البداية كانوا يأتون فرادى، ثم أصبحوا يأتون بالعشرات، وأخيرا بالمئات ولا يزالون يأتون. وعلى مدى تلك السنوات تواترت الشهادات والروايات، يحكونها. تتنوع وتختلف أحيانا، وتتكرر وتتطابق أحيانا أخرى، لكنها تتفق جميعها في بشاعتها وقسوتها. وأخذت أشكال التعذيب تتشكل أمامنا بتفاصيلها ودقائقها، ورغم عملنا لسنوات طويلة في هذا المجال، فقد كانت كثيرا ما تصدمنا وحشيتها، وقدرة القائمين على التعذيب على تنفيذها، وتكرار تنفيذها، وأحيانا الابتكار والتفنن في أدائها، وصولا إلى هدف التعذيب النهائي، وهو السحق التام للضحية. وتحقق أمامنا، بشكل مجسد، ما قرأناه في تقارير سابقة متعددة، عن قيام الحكومة السودانية بممارسة أبشع أشكال التعذيب في تاريخ السودان الحديث، وأن ممارسة التعذيب تم تعميمها على نطاق لم يسبق له مثيل، من حيث اتساعه، ومن حيث عشوائيته، وأنه يطال الجميع، سياسيين وغير سياسيين، معارضين وأفراد عاديين، وأنه يمارس ضد الأفراد، وضد جماعات بأكملها. وارتسمت أمامنا أيضا أنماط وأنواع من التعذيب يختص بها النظام السودانى، وجديرة بأن تنسب إليهم، وهى أنماط غير مسبوقة أو منقولة، ونسجل في هذا الكتاب بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر، كما يرويها ضحاياها، أو بالأحرى أبطالها، حيث انهم لم يسحقوا كما أراد لهم الجلاد. شهادات حية ليعرف الجميع ما يجرى من فظائع. ولنسجل أيضا للناجين منها معاناتهم المروعة وجهودهم الجديرة بالإعجاب، للمقاومة والتماسك من جديد، استطاع البعض عبور المحنة ولم شتات النفس والجسد، وتمسك بالحياة التي حاول الجلادون سحقها. استطاعوا الوقوف على أرجلهم ثانية لمتابعة الحياة. وسقط البعض تحت وطأة التجربة التي ليست كأى تجربة. لهؤلاء جميعا كرامة انتهكت، وحياة أهدرت، ومستقبل تحطم. لهؤلاء جميعا نتعهد على أن نعمل من أجل أن ينال الجلادون ما يستحقون، وأن يشهدوا محاسبتهم ومقاضاتهم وعقابهم. ليس تعويضا عما فعلوه بهم ، فهذا أمر لا يمكن تعويضه، وإنما انتصارا لإنسانيتهم ولإنسانية الإنسانية التي سوف تظل مهدرة، ما دام هؤلاء الجلادون أحرارا يعيثون في الأرض تعذيبا وإجراما.

    وسوف نستعرض عدداً من شهادات الذين تعرضوا للعنف في معتقلات وبيت أشباح الجبهة الإسلامية
                  

05-10-2009, 11:49 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    عصام إبراهيم:
    بعد وصوله إلى مصر، ترك عصام، 40 سنة، العاصمة المكتظة بالبشر والمليئة بالسودانيين، وسافر إلى الفيوم،
    حيث وجد مصنعا يحتاج إلى حارس، فعمل به، واختار العمل فى الفترة الليلية حتى ل يرى إنسان، ول يراه
    إنسان. وظل رهن العزلة الختيارية ( الجبرية) ما يقرب من العامين، قبل أن يقرر طلب المساندة النفسية. غير
    أنه يخاف من أن يراه أحد السودانيين بالمركز ويتعرف عليه، فإن كان أحد الزائرين للمركز عميل للسفارة
    فلبد أنه سيرشد عنه، وإن كان صديقا فمن الجائز جدا أن يكون قد سمع بما حدث له، وهو ما يجعله يشعر
    بالخزى والعار.. وقد كان لمعاناة عصام أسبابها، فإلى جانب التعذيب المهين والمحط للكرامة النسانية، ومع
    موت والدته وهو رهن العتقال وإحساسه بالذنب تجاهها، إل أن أشد ما يغضبه وييئسه فى الوقت نفسه، هو أنه
    ل يفهم سبب اعتقاله وتعذيبه، ثم فصله من عمله بمعتمدية اللجئين عام 1990 فلم تكن لعصام آية علقة بالعمل
    السياسى، سوى صلة قرابة بينه وبين أحد قيادات حزب المة. بعدها انضم لحزب المة، وإن ظلت صلته بالعمل
    السياسى محدودة للغاية. ولم يكن فصل عصام من العمل سوى بداية التحرشات المنية ، ففى مساء 4 أبريل
    1995 هاجمت قوات المن منزل عصام بصورة أثارت الفزع والرعب فى نفسه وأهله وجيرانه. أربع ساعات
    ورجال المن يعيثون فى المنزل فسادا، تفتيش كل ركن، مصادرة الصور الفوتوغرافية لقريبه عضو حزب المة
    50
    مع الصادق المهدى. وبعد النتهاء من التفتيش بدأ ضرب عصام بصورة وحشية أمام أهله، حتى سقطت أمه على
    الرض مغشيا عليها، وهو ل يملك حق لمسها والطمئنان إذا مازالت على قيد الحياة أم فارقتها.
    بعد التفتيش والضرب اقتيد عصام معصوب العينين إلى أحد مقرات المن، حيث بدأ استجوابه تحت التعذيب،
    طالبين منه العتراف على قيادات حزب المة. ظل بهذا المكان لمدة يومين، ضرب فيهما بأسلك سميكة على
    كل جزء بجسمه ورأسه، تم حرقه بأعقاب السجائر، قبضوا على جلده بكماشة، كسرت ساقه وإصبع بالقدم
    اليسرى من جراء التعذيب. فى اليوم الثالث نقل لسجن آخر، حيث حبس انفراديا فى زنزانة شديدة الضيق، سيئة
    التهوية والضاءة. عذبوه يوميا لمدة خمسة عشر يوما، وفى اليوم السادس عشر هددوه… وأخبروه أنه سيعترف
    اليوم بأى شىء يطلب منه. أعطوه ورقة وقلما. قالوا له: "اكتب بياناتك الشخصية". كتب ما طلب منه. وما إن
    انتهى من ذلك حتى هجم عليه أحد رجال المن، مزق ملبسه، وبدأت محاولت العتداء الجنسى، وعصام
    المنهك من شدة التعذيب يقاوم ويقاوم حتى فقد الوعى. لم يفق عصام من غيبوبته إل بعد ما يقارب أربعا وعشرين
    ساعة، وجد نفسه عاريا تماما، وملبسه الداخلية ملقاة أمامه، وعليها بقع من الدماء. أصيب عصام بحالة
    هستيرية، وظل عدة أيام بدون طعام، حتى ساءت صحته لدرجة تهدد حياته، فنقل لمستشفى ملحقة بجهاز المن.
    خرج عصام من المعتقل فى 24 يوليو 1995 ليجد أمه قد فارقت الحياة، فازدادت حالته سوءا. أغلق بابه على
    نفسه. رفض مقابلة الناس أو التردد على الطباء. ورغم ذلك أعيد استجواب عصام فى أعوام 96،97،98
    وأخيرا، فى سبتمبر عام 1998 قرر مغادرة السودان والسفر إلى مصر، ولكنه عزل نفسه فى الفيوم، حتى بدأت
    علقته بمركز النديم فى يونيو 2000 بعد فترة عزلة استمرت خمس سنوات.
    تلك قصة عصام. لم نسمعها منه فى البداية، بل قرأناها بخطه. فقد كان من السهل عليه أن نقرأها فى غيابه على
    أن يحكيها لنا وجه لوجه. طبيعى أن يشعر بالخوف. طبيعى أن يشعر بالرعب من الناس. لكن ليس هو من يجب
    أن يشعر بالعار. فالعار كل العار من نصيب جلديه.
                  

05-10-2009, 06:50 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    إدوارد دنج:
    31 سنة. فقد أخته الصغرى عام 1986 فى الحرب الدائرة بين قوات الحكومة السلمية وقوات جيش الجنوب،
    وهو فى الثامنة عشرة من عمره. وفى العام نفسه توالت الغارات بين القوات المتحاربة، فاضطرت كثير من
    العائلت إلى الهرب للغابات، وكانت عائلته من الهاربين. وأثناء الفرار من الغارات الحربية تشتت شمل العائلة،
    وفقد إدوارد أسرته، وقضى عامين متنقل بين مدينتى " قدك وزنك ". وفى عام 1988 استطاع الحصول على
    عمل بكنيسة زنك، كمشرف غذائى فى مدارس النازحين فى معسكرات اللجئين، وانتقل مع رئيس الكنيسة
    . للخرطوم عام 1992
    وبعد زيارة بابا روما للخرطوم عام 1993 تم اعتقال إدوارد، واتهم بتحريض اللجئين على ترك السودان. وظل
    معتقل فى بيوت الشباح لمدة شهرين، عذب خللهما بالضرب على جميع أجزاء جسمه، وكسر إصبع قدمه
    الكبير بكماشة، كما تم تعذيبه بالصدمات الكهربية، وبالكرسى الكهربائى، وأجبر على الوقوف فى بئر مملوءة
    بماء قذر يصل حتى عنقه، لمدة اثنتى عشرة ساعة متصلة.
    وبعد خروجه من المعتقل عاد إدوارد للعمل بالكنيسة، ودرس فى الوقت نفسه بجامعة أم درمان، وحصل على
    دبلوم آداب قسم ترجمة. ولكنه لم يترك لحاله، فاعتقل مرة أخرى بسبب زيارة أجنبية للكنيسة، فقد زار الكنيسة
    وفد دولى لمنظمات تعمل فى مجال حقوق النسان. وبعد سفر الوفد تم القبض على إدوارد، واتهم بتشويه سمعة
    الحكومة السودانية مع الجانب.
    واستمر اعتقال إدوارد مدة شهرين، وعذب بنفس الساليب التى عذب بها فى المرة الولى، بما فى ذلك كسر ذات
    . الصبع بالكماشة. وأخيرا استطاع إدوارد الهرب من السودان لمصر فى فبراير 1999
                  

05-11-2009, 11:14 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    انطونى بلير:
    48 سنة. متزوج وله خمسة أطفال. عاش أنطونى مع زوجته بإحدى قرى الجنوب. وعندما اشتدت الحرب بين
    الحكومة والمتمردين، ترك قريته، ورحل إلى الخرطوم. واشترى قطعة أرض وبنى عليها منزل جديدا. لكنه لم
    ينعم به طويل، فقد أمرته الحكومة بإخلء منزله، لقامة أحد المشروعات العامة، وأعطته أرضا بديلة، لكنها لم
    تعوضه تكلفة البناء. وانتقل أنطونى وأسرته إلى المكان الجديد، وبنى بيتا جديدا، واستقرت بالزوجين الحياة، على
    الرغم من افتقار المنطقة للخدمات الساسية. فلم تمتد إليها خطوط الكهرباء، ول المياه، ول الصرف الصحى.
    وفى عام 1999 أرادت الحكومة مد أنابيب البترول عبر المنطقة، فأمرته مرة أخرى بالخلء مقابل تعويض
    مادى هزيل، وبدون أرض بديلة. وخلل أيام جاءت قوات المن والبلدوزارات لهدم المسكن، ولكن أنطونى،
    الذى لم يكن قد أخلى المكان بعد، وقف يناقش الضباط فى المر: إلى أين سيرحل من جديد؟ وأين الرض التى
    يمكنه البناء عليها؟ وكم يستغرق المر من وقت؟ وكانت زوجته لينا تقف بالقرب من الباب تتابع ما يجرى،
    وترى زوجها وسط تجمع المن والجيران، وهو يناقش قوات الشرطة، ولكنها ل تسمع ما يجرى من حوار. فقد
    خشيت التقدم نحوهم، واكتفت بالمراقبة عن بعد.
    62
    تقول لينا:
    "صباحا حضر رجال الحكومة والبلدوزر، وتجمع الجيران جميعا، ووقف انطونى يناقشهم فى أمر الخلء. بعد
    قليل رأيت رجال يضربونه، ويدفعونه أمامهم، وكان اثنان منهم -على القل- بملبس الشرطة. أخذوا أنطونى
    لمكان غير معروف. لم أدر ماذا أفعل، فقد كنت أشعر بالعجز والرتباك. إننى امرأة تحمل مسئولية خمسة أطفال،
    منهم طفل رضيع. إن اعترضت يأخذونى أنا أيضا. أخذت أولدى خارج المنزل واحتضنتهم، وجلست فى
    الشارع. كنت خائفة على أطفالى وزوجى، وعلى نفسى، فلم أفعل شيئا. وبقيت أبكى. أبكى منزلى وعجزى وقلة
    حيلتى.
    وقام الجيران بإقامة حجرة من علب الصفيح الفارغ، وصناديق الكرتون، لقضى بها مع أولدى ليلتنا، ولكنى لم
    أر النوم، فلم يكن المكان فى هذا الخلء آمنا، وكانت الفكار السوداوية والمخاوف من الليل وما ينتظرنى بالغد،
    تسيطر على تماما. وعاد زوجى بعد ثلثة أيام. كان مجهدا، وجهه متورم، وعيناه محمرتان، وينزلق من إحداهما
    شىء يشبه الماء. حدثنى حديثا طويل، لم أع منه كلمة واحدة، فقد كنت عاجزة عن التوقف عن البكاء. وفى
    الصباح خرج مبكرا. وأبلغنى أنه ذاهب لمكتب المن، فقد أمروه بضرورة الحضور للمكتب كل صباح، وأنه
    سيعود فى المساء. وفى اليوم التالى خرج مبكرا أيضا، لم أسأله عن وجهته، فقد توقعت أنه ذاهب لمكتب المن
    كما حدث بالمس، ولكنه ذهب لستخراج أوراق رسمية تمكنه من استخراج جواز سفر، كما علمت بعد ذلك.
    ولم يعد أنطونى فى المساء. انتظرته خارج الكوخ مع أطفالى. عندها حضر ثلثة من الضباط، اقتربوا منى. كانت
    الدنيا ظلما فلم تكن الليلة مقمرة.. لم أر سيارة المن. فقط رأيت الرجال قادمين نحوى سيرا على القدام. سألوا
    عن زوجى. قلت: ل أعرف مكانه، فقد خرج منذ الصباح الباكر ولم يعد بعد، وفى الغلب سيحضر بعد قليل.
    ودخل أحدهم لتفتيش الكوخ، وظل الباقون معى، ثم دفعونى أمامهم إلى داخل الكوخ. وشعرت أن الخطر يحيط
    بى، وما أخشاه قد يحدث الن. لم يكن من الممكن الستغاثة بأى من الجيران، فقد خرج الرجال للبحث عن
    أنطوني. طلبوا منى الذهاب معهم حتى يعود زوجى، فقلت لهم إننى ل أستطيع ترك الصغار. كان ردهم باليدى
    وليس باللسان، وبعدها سحب أحدهم سوطا وبدأ فى ضربى. وأخذونى رغما عنى إلى حيث تركوا سيارتهم.
    دفعونى داخل السيارة، وجلس رجلن عن يمينى، وعن يسارى، غير الثلثة الذين قبضوا على. وضعوا على
    عينى عصابة، وقيدوا يدى، ثم انطلقوا بالسيارة.
    فى مكتب المن فكوا العصابة عن عينى، والقيود من يدى. ودفعنى أحد الضباط لحجرة مجاورة، بها كرسى
    وسرير، وأغلقوا الباب على بالمفتاح. جلست أبكى وحدى، ل أدرى ماذا سيفعلون بى، وكيف أتصرف وسط هذا
    الكم من الرجال. بعد قليل فتح أحد رجال المن الباب، وقال: لماذا تبكين؟ إنك رفضت إبلغنا بمكان أنطونى،
    فأنت المسئولة عن وجودك هنا، ومهما بكيت فلن نخرجك من هنا. وبدأ يتحسس المناطق الحساسة من جسمى،
    فدفعته بقوة. فغضب غضبا شديدا، وأصبح كالوحش الثائر. بعدها خرج من الحجرة، وأغلق النوار كلها، وعاد
    ومعه رجلن من رجاله، أوثقوا يدى بجانب جسمى، وخرجوا، وتركونى مع هذا الوحش الثائر، هجم على، مزق
    ملبسى، ثم اعتدى على. لم يكن بمقدورى الدفاع عن نفسى، وأنا مقيدة على هذا الوضع، وعندما انتهى قال: إذا
    لم تخبرينا عن مكان أنطونى فلن يتوقف هذا. لقد كان زوجك عنيدا، لم يطع أوامرنا، لقد طالبناه أن يغير ديانته،
    ويعلن إسلمه، لكنه رفض. سيدفع الثمن غاليا. وما أن انتهى من تلك الكلمات حتى دخل خمسة رجال آخرون،
    وتبادلوا العتداء على، واحدا تلو الخر. لم أتبين وجوههم فى هذا الظلم، وإن كانوا بين فترة وأخرى يوجهون
    ضوء بطارية على وجهى. بعد ذلك فكوا وثاقى، وهددونى بأن يتكرر ذلك إذا لم أرسل لهم زوجى.
    حملتنى سيارة الشرطة إلى منزلى، لم أكن أرى شيئا بالطريق، ولم أتبين أننى وصلت لمنزلى، فقد كانت عيناى
    متورمتين من كثرة البكاء، ولم أكن قادرة على فتحهما.
    حين عاد أنطونى، قصصت عليه كل ما حدث. بكى من أجلي. وأحضر لى ماء لغتسل. وأحضر سيارة. وذهب
    بنا إلى مكان آخر لنختبئ فيه.
    لم يعد زوجى كما كان أبدا. كان ظريفا، مرحا، عندما يعود من عمله فى المساء، يجلس يتسامر معى، ويلعب مع
    الولد. بعد ما حدث أصبح عصبيا متوترا طوال الوقت. لم أر ابتسامته منذ ذلك الوقت. لم يعد يداعب الطفال
    أبدا. أصبحنا أسرة تعيسة".
                  

05-12-2009, 11:39 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    العميد (م) محمد أحمد الريح :

    انا النزيل العميد(م) محمد احمد الريح الفكى ابلغ من العمر اثنين وخمسين عاماً تم القبض على بواسطة سلطات جهاز الامن فى مساء يوم الثلاثاء 20 اغسطس 1991 من منزلى، واجبرت على الذهاب لمبانى جهاز الامن بعربتى الخاصة وعند وصولى انتزعوا منى مفاتيح العربة وادخلونى مكتب الاستقبال وسألونى عن محتويات العربة وكتبوها امامى على ورقة وكانت كالاتى:-
    1- طبتجة عيار 6.35 اسبانية الصنع ماركة استرا
    2- 50 طلقةعيار6.35 بالخزنة
    3- مبلغ 8720 دولار امريكى
    4- فئات صغيرة من الماركات الالمانية
    5- خمسة لستك كاملة جديدة
    6- اسبيرات عمره كاملة لعربة اوبك ديكورد
    7- انوار واسبيرات عربة تويوتا كريسيدا
    8- دفتر توفير لحساب خاص ببنك التجارة الألمانى بمدينة بون
    9- ملف يحتوى مكاتبات تخص عطاء استيراد ذخيرة واسبيرات
    كل المحتويات المذكورة عرضت على فى مساء نفس اليوم بواسطة عضو لجنة التحقيق التى قامت بالتحقيق معى المدعو النقيب عاصم كباشى وطلبت منه تسليمها صباح اليوم التالى الى شقيق زوجتى العميد الركن مامون عبدالعزيز نقد الذى سيحضر لاستلام عربتى.
    وبعد يومين اخبرنى المدعو عاصم كباشى بانهم قد سلموا العربة زائداً المحتويات للعميد المذكور.
    وعند خروجى من المعتقل بعد النطق بالحكم لنقلى لسجن كوبر علمت بان العمـيد مامـون نقد قد تم تعينه ملحقاً عســكرياً
    بواشنطن وسافر لتسليم اعباءه، ومع الاسف علمت منه بعد ذلك بإنه تسلم من جهاز الأمن العربة فارغة من جميع المحتويات المذكورة.
    لقد تم تقديمى للمحاكمة امام محكمة عسكرية سريعة صورية بتاريخ 23/2/1991 اى بعد شهر من تاربخ الاعتقال. ولقد ذقت فى هذه الشهر الأمرين على أيدى افراد لجنة التحقيق وعلى أيدىالحراس بالمعتقل وتعرضت لشتى أنواع التعذيب النفسى والجسمانى وقد إستمر هذا التعذيب الشائن والذى يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان حتى يوم النطق بالحكم بتاريخ 3/12/1991م وقد كان الحكم على بالإعدام تم تخفيضه الى الحكم المؤبد حيث تم ترحيلى بعده فى يوم 4/12/1991م من معتقل جهاز الأمن الى سجن كوبر ومنه بتاريخ 10/12/1991م الى سجن شالا بدارفور.
    لقد ظللت طيلة ثمانية عشر شهراً قضيتها بسجن شالا، أعانى أشد المعاناة من آثار ما تعرضت له من صنوف التعذيب التى لا تخطر على بال إنسان والتى تتعارض كلها مع مبادى الدين الحنيف وما ينادى به المسئولون ويؤكدون عليه من أن حقوق الإنسان مكفولة وأنه لا تعذيب يجرى للمعتقلين.
    هناك تعذيب رهيب لاتقره الشرائع السماوية ولاالوضعية ويتفاوت من الصعق بالكهرباء الى الضرب المبرح الى الاغتصاب وقد تعرضت أنا شخصياً لأنواع رهيبة من التعذيب تركت آثارها البغيضة على جسدى وتركتنى أتردد على مستشفى الفاشر طلباً للعلاج وقد تناولت خلال هذه الفترة العديد من المسكنات والمهدئات بدون جدوى مما دفع بالاطباء الى تحويلى للعلاج بالخرطوم بعد أن أقرت ذلك لجنة طبية اقتنعت بضرورة التحويل.
    إن جبينى يندى خجلاً وأنا أذكر أنواع التعذيب التى تعرضت لها وما نتج عن ذلك من آثار مدمرة للصحة والنفس، كما ساذكر لك اسماء من قاموا بها من اعضاء لجنة التحقيق وافراد الحراسات بالمعتقل والذين كان لهم صلاحيات تفوق صلاحيات افراد النازى فى عهد هتلر وألخصها فيما يلى علماً بان الإسماء التى ساذكرها هى الإسماء التى يتعاملون بها معنا ولكنى أعرفهم واحداً واحداً إذا عُرضوا على:
    1- الضرب المبرح بالسياط وخراطيم المياه على الرأس وباقى أجزاء الجسد.
    2- الربط المحكم بالقيد والتعليق والوقوف لساعات قد تمتد ليومين كاملين.
    3- ربط احمال جرادل مملؤة بالطوب المبلل على الايدى المعلقة والمقيدة خارج ابواب الزنازين.
    4- صب المياه البارده او الساخنة على أجسادنا داخل الزنازين إذا أعيانا الوقوف.
    5- القفل داخل حاويات وداخل دورات المياه التى بنعدم فيها التنفس تماماً.
    6- ربط الاعين ربطاً محكماً وعنيفاً لمدد تتجاوز الساعات. 7- نقلنا من المعتقل الى مبانى جهاز الامن للتحقيق مربوطى الاعين على ظهور العربات مغطين بالشمعات والبطاطين، وافراد الحراسة يركبون علينا باحذيتهم والويل إذا تحركت او سُمع صوتاً فتنهال عليك دباشك البنادق والرشاشات والاحذية.
    يقوم بكل ذلك أفراد الحراسات وهم: كمال حسن وإسمه الاصلى احمد محمد من أبناء العسيلات وهو أفظعهم واردأهم، حسين، ابوزيد، عمر، علوان، الجمرى، على صديق، عثمان، خوجلى، مقبول، محمد الطاهر وأخرون.
    8- تعرضت سخصياً للإغتصاب وادخال أجسام صلبة داخل الدبر، وقام بذلك النقيب عاصم كباشى واخرون لا أعرفهم.
    9- الاخصاء بضغط الخصية بواسطة زردية والجر من العضو التناسلى بنفس الآله وقد قام ذلك النقيب عاصم كباشى عضو لجنة التحقيق.
    10- الضرب باللكمات على الوجه والرأس وقام به أيضاً المدعو عاصم كباشى ونقيب آخر يدعى عصام ومرة واحدة رئيس اللجنة والذى التقطت أسمه وهو عبدالمتعال. 11- القذف بالالفاظ النابئة والتهديد المستمر بإمكانية إحضار زوجتى وفعل المنكر معها أمام ناظرى بواسطة عاصم كباشى وآخر يحضر من وقت لآخر لمكان التحقيق يدعى صلاح عبدالله وشهرته صلاح قوش.
    12- وضع عصا بين الارجل وثنى الجسم بعنف الى الخلف والضرب على البطن وقام به المدعو عاصم كباشى والنقيب محمد الامين المسئول عن الحراسات وآخرين لا اعلمهم.
    13- الصعق بالكهرباء وقام به المدعو حسن والحرق باعقاب السجائر بواسطة المدعو عاصم كباشى.
    لقد تسببت هذه الافعال المشينة فى إصابتى بالامراض التالية: 1- صداع مستمر مصحوباً بإغماءة كنوبة الصرع. 2- فقدان لخصيتى اليسرى التى تم اخصاؤها كاملاً. 3- عسر فى التبرز لااستطيع معه قضاء الحاجة الا بإستخدام حقنة بالماء يومياً.
    4- الإصابة بغضروف فى الظهر بين الفقرة الثانية والثالثة كما أوضحت الفحوضات. علماً بانى قد أجريت عملية ناجحة لازالة الغضروف خارج السودان فى الفقرة الرابعة والخامسة والآن اعانى آلم شديدة وشلل مؤقت فى الرجل اليسرى.
    5- فقدى لاثنين من اضراسى وخلل فى الغدة اللعابية نتيجة للضرب باللكمات.
    6- تدهور مريع فى النظر نتيجة للربط المحكم والعنيف طيلة فترة الإعتقال.
    بعد تحويلى بواسطة لجنة طبية من الفاشر الى المستشفى العسكرى حولت من سجن شالا الى سجن كوبر فى اوائل شهر مايو المنصرم وحينما عرضت نفسى علىالاطباء امروا بدخولى الى المستشفى وبدأت فى اجراء الفحوصات والصور بدءاً باخصائى الباطنية وأخصائى الجراحة تحت اشراف العميد طبيب عبدالعزيز محمد نور بدأ معى علاجاً للصداع وتتبعاً للحالة كما عرضت نفسى على العميد طبيب عزام ابراهيم يوسف اخصائى الجراحة الذى اوضح بعد الفحوصات عدم صلاحية الخصية اليسرى ووجوب استئصالها بعد الانتهاء من العلاج مع بقية الاطباء. ولم يتم عرضى على احضائى العظام بعد.
    للأسف وانا طريح المستشفى فوجئت فى منتصف شهر يونيو وفى حوالى الساعة الحادية عشر مساء بحضور مدير سجن كوبر الي بغرفة المستشفى وأمرنى باخذ حاجياتى والتحرك معه الى السجن بكوبر حيث هناك تعليمات صدرت من اجهزة الامن بترحيلى فوراً وقبل الساعة الثانية عشر ليلاً الى سجن سواكن.
    حضر الطبيب المنأوب وابدى رفضه لتحركى ولكنهم اخذونى عنوة الى سجن كوبر حيث وجدت عربة تنتظرنى وبالفعل بعد ساعة من خروجى من المستشفى كانت العربة تنهب بى الطريق ليلاً خارج ولاية الخرطوم.
    ولقد وصلت سواكن وبدأت فى مواصة علاجى بمستشفى بورتسودان والذى أكد لى الاطباء المعالجون بعد إجراء الفحوصات بعدم صلاحية الخصية اليسرى ووجود غضروف بالظهر ومازلت تحت العلاج من الصداع المستمر وتوابعه.

    " المصدر من مذكرة العميد محمد احمد الربح الى وزير العدل"

    (نشرها خالد الحاج - سودانيات)
                  

05-12-2009, 06:20 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    عدلان أحمد عبد العزيز

    لكيلا يفلت المجرمون.. ضابط الأمن ::طارق الشفيع:: (الجزء الأول)

    بعد ظهر أحد أيام سبتمبر 1991 حضر إلى مكتبى فى مقر لجنة إمتحانات السودان، وزارة التربية.. الأخ الأستاذ أروب دينق، وهو حديث التخرج من جامعة جوبا، حيث تعطلت دراسته فيها لعدة سنوات بسبب الفصل السياسى الذى عاناه هو وعدد من طلاب جامعة جوبا الوطنيين والديمقراطيين، أذكر منهم إنشراح محمد أحمد، محمد عبدالرحمن حلا، مارتن، عبدالطيف، وهالة الكارب.

    أحضرت كوبين من الشاى وجلست مع أروب نتبادل الحديث والأخبار.. عرفت أنه تم تعيينه معلما ًفى مدرسة الشيخ لطفى الخاصة بالنازحين الجنوبيين فى منطقة رفاعة بالإقليم الأوسط، وأنه حضر للوزارة للمكتب المختص بمتابعة هذه المدارس، وأنه قضى غرضه وهو بصدد العودة.. سألنى إن كان لدى شيئاً للإضطلاع.. بحثت فى درجى وناولته مقال مصور من مجلة قضايا فكرية، توادعنا على أمل اللقاء عند عودته مرة أخرى.

    توجه أروب دينق صوب محطة بصات البرارى وكان عليه المرور فى الشارع الفاصل بين داخلية البركس جامعة الخرطوم ومستشفى العيون.. فى ذلك الشارع إعترضته عربة بوكس نزل منها مسلحين فى ملابس مدنية، تم إعتقال أروب دينق بتوجيه مباشر من ضابط الأمن طارق الشفيع الذى كان يعمل فى جوبا فتعرف على وجه أروب وهو يمشى متجهاً صوب محطة بصات البرارى حيث أن أروب كان من القيادات الطلابية المحترمة والمعروفة فى جامعة جوبا، قبل نقل مقرها إلى الخرطوم.

    تعرض أروب الى تعذيب بدنى رهيب.. مارسه وباشره ضابط الأمن طارق الشفيع معه ثلة من عساكر الأمن. كان المقال المصور الذى أعطيته لأروب هو الخيط الذى توصل به طارق الشفيع الى عدلان أحمد عبدالعزيز،
    فكان أن تم إعتقالى من مكان عملى، عصر الخميس الموافق 26 سبتمبر 1991
    .
    .م إقتيادى إلى مكاتب الأمن القسم السياسى، فى المبنى الأبيض المواجه لطلمبة جكسا ومبانى الهيئة العربية للإستثمار من ناحية الشمال، وشرقه -قطع شارع الظلط- البوابة الرئيسية للقيادة العامة، بدأت التحقيقات الأولية التى باشرها طارق الشفيع بالسؤال عن البيانات الشخصية، العنوان، الإنتماء السياسى إلخ.. مع التلويح بالمسدس
    وتصويبه تجاه وجهى بطريقة صبيانية، فلم تتزحزح عيناى عن عيناه، فأرسلنى مصحوباً بالحرس إلى بئر السلم المؤدى إلى الطابق الثانى، وكان ماتحت السلم مغطى بحاجز خشبى مع باب صغير، وكان يستخدم للحفظ المؤقت للمعتقلين، فوجدت هناك الأخ الصحفى، الزين الشين -كما كنا نسميه أيام الجامعة- وكان الزين وقتها يعمل فى وكالة الأنباء السودانية "سونا" كانوا يستدعونه يومياً ليأخذ نصيبه من الجلد بالسياط صباحاً ثم يقضى بقية اليوم فى بئر السلم ذاك، ليطلق سراحه مساء مع أمر بالحضور صباح اليوم التالى.. وهذه ممارسة سافلة درج جهاز الأمن على إستخدامها بقصد تحطيم نشاطات المناضلين، والإدعاء بعدم وجود معتقلين فى نفس الوقت!

    فى المساء تم إقتيادى مصحوباً بقوة مسلحة من أربعة أفراد يقودهم طارق الشفيع إلى منزلنا فى السجانة، جنوب قشلاق القسم الجنوبى، وتم حصر سكان المنزل فى مكان واحد يحرسهم عسكرى أمن مسلح ببندقية كلاشنكوف وفى ذلك الجو المكهرب والمتوتر بدأت صغيرتى الرضيعة مها، فى الصراخ المتواصل بينما كان طارق الشفيع وباقى قوته معى يفتشون ويقلبون فى غرفتى.. صراخ إبنتى أصاب المدعو طارق بالتوتر، فذهب وصرخ فى أهل الدار أن يسكتو البت.. تم إرجاعى وتحويلى إلى مكان إعتقال وهو سطح إحدى العمارات الأربعة الحمراء داخل حوش القيادة العامة، ، كانت التعليمات المشددة والمستديمة لطاقم الحراسة
    أن المدعو عدلان يجب ألا يخلد إلى الجلوس أو النوم أبداً، إلى حين إشعار آخر.

    وجدت المكان غاصاً بالمعتقلين وعدد كبير منهم كانت التهمة الموجهة له هى التخطيط والإشتراك فى محاولة قلب نظام الحكم والمتهم الرئيسى فيها كان الأمير عبد الرحمن نقد الله -لم يكن معنا فى معتقل السطح- بدأ طاقم الحراسة تنفيذ تعليمات ضابط الأمن طارق الشفيع
    بتوقيفى فى مواجهة الحائط مع رفع اليدين إلى أعلى.. بعد قليل شاركنى فى هذا الوضع، الأخ مجوك مدينق مجوك وكان يعمل مستشاراً قانونياً فى ديوان النائب العام، تم إعتقاله بالتهمة المعروفة.. التعاون مع الحركة الشعبية.. فى الطرف الآخر شاهدت أروب دينق واقفاَ أيضا، فى لحظات إبتعاد الحرس كنا ننزل أيادينا سريعاً ونلوحها لمصلحة جريان الدورة الدموية، كما كنا نتبادل الحديث همساً، أما إذا ضبطت متلبساَ فلن تسلم من عدة صفعات على القفا.. بعد ساعة تقريباً تم صرف مجوك، وأتى للوردية عسكرى أمن يدعى خليفة وهو جبهة إسلامية من أبناء النوبة النجمن، الزول التقول محلفينو قسم على.. نازل
    فينى تمارين رياضية مجهدة أنصاص الليالى مع طوابير عسكرية سمجة ثم مواصلة الوقوف مع رفع اليدين.. يبدو أننى أصبحت مصدر تسليته فى ورديته الليلية تلك، ولم يحلنى إلا آذان الفجر، حيث إكتشفت أن أفضل وسيلة لتخفيف تواتر التعذيب هى أن تتمحرك فى دورة المياه، ثم الوضوء، ثم الصلاة مع الدعاء الطويل.. حتى ذلك التكتيك لم يكن يجرى
    على اللئام من عساكر الأمن أمثال المدعو طوكر.

    إستمر ذلك الحال من مساء الخميس ثم الجمعة إلى السبت، إلى صباح الأحد، وقد كان السبت عطلة إسبوعية بجانب الجمعة، فى بدعة من بدع الإنقاذ التى لم تستمر طويلاَ. حضر أثناءها الضابط المدعو طارق الشفيع مرة واحدة يوم الجمعة، إلى مكتب الأمن المسؤول عن المعتقل ليلتقى طاقم الحراسة ويتأكد من أن تعليماته بخصوصى يتم تنفيذها.. هذا ما قاله لى عسكرى الأمن المسمى دكين وهو جبهة إسلامية، شخص بسيط لا يخلو من طيبة وكان يظن أن مايقوم به هو واجب إسلامى.. مسكين يادكين! يبدو أن طارق الشفيع لم يكن فى عجلة من أمره فلم يستدعينى لمواصلة لتحقيق والتعذيب الما خمج إلا مساء الأحد.
                  

05-13-2009, 08:11 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    لكيلا يفلت المجرمون.. ضابط الأمن ::طارق الشفيع:: (الجزء الثاني)

    عرفت أن الأستاذ أروب دينق قد تم إطلاق سراحه، إرتحت للخبر لكننى لم أتفائل فيما يخصنى..

    حوالى الثامنة مساء بدأ التحقيق الذى يقوده الضابط المدعو طارق الشفيع، وبعد عدة أسئلة سريعة.. نادى على أربعة جلاوزة كانو منتظرين بالخارج.. بدأ الحفل.. تم الإستهلال بجملة وسيل من الشتائم.. بعدها ماتسمع إلا لط.. لط.. ثم لب.. لب.. شئ بونية وشئ رأسك بالأرض، شد من الأذن والشعر.. وبعد ماحيلهم إتهدَ قليلاً لجاؤا للضرب بعصى المكانس وخراطيش الموية ذات اللون الأسود تلك التى تستخدم لتوصيل الماء بدلاً عن الأنابيب المسماة "قالفنايزد" كانت أشد أدوات التعذيب إيلاماً.. بعد فترة لم أعد أحس بالألم، بل فقدت الإحساس تماماً بيدى اليسرى.. الزبانية نفسهم أصابهم الأعياء فجرونى جراً الى الحوش ورمونى لوردية الليل التى كانت تتسلى بجلد المعتقلين الذين ساقهم سؤ حظهم للمبيت فى الحوش، لم يكن الصيد وفيراً ذلك المساء، كما أن الوردية يبدو عليها قد أصابها الملل لحسن حظنا نحن القلائل المتواجدون ذلك المساء، فكانت المناوشات خفيفة.. نوع أقيف ووشك على الحيطة، وعندك ساعة واحدة نوم فيها لكن لو إتقلبت جاى وله جاى.. شيل شيلتك.. جبط.. جبط.. ومرت الليلة طويلة طويلة، وفى الصباح الباكر تم أخذ التمام.. عساكر، على مدنيين، على معتقلين.. أدخلونا بعد التمام، غرفة بئر السلم.

    مازال الأستاذ الزين يتم إستدعاؤه، واليوم إنضم إلينا شخصين أحدهم سورى الجنسية وكانا متهمين فى قضية تزوير شيكات! القضايا التى يكون فى أطرافها مصالح تخص ناس الجبهة الإسلامية كانو بيحولوها للأمن حيث الحسم سريع، بعيداً عن ساحات القضاء! حوالى منتصف النهار حضر ضابط الأمن طارق الشفيع وأمرنا بالوقوف بما يشبه طابور الشخصية، ثم خرج ليعود بعد لحظات ومعه شخص أعرفه ويعرفنى جيداً، ويبدو أن هذا الشخص قد تعرض لبعض الجلد الساخن مع التهديد المروع.. سأله ضابط الأمن طارق الشفيع أمامنا: عدلان منو فى الناس ديل؟ فأشار على بيده وكنت أنظر إليه فى عينيه المتسعتين قليلاَ، فلعنت إبن سلسفيل الأمن و ضابط الأمن طارق الشفيع -فى سرى طبعاً- وشعرت أن الأرض غير ثابتة تحت قدمى وأشفقت على ذلك الشاب الذى كان يرتدى قميص أبيض محشك فى بنطالاً أزرقاَ مع قلم حبر جاف "بك" مشبك فى جيب القميص. ذلك الشخص كان دائم الإنتقاد لخط الحزب الشيوعى، وكان من رأيه أن الحزب الشيوعى يجب أن يتبنى خط الكفاح المسلح فى مواجهة سلطة الجبهة الإسلامية الفاشية.. ربما كان محقاًفى رأيه ذاك، ربما.

    هذه الليلة بدأ الحفل متأخراً قليلاً، حوالى التاسعة مساء.. وبدأ الإستهلال ب: يازول ماتقوى رأسك ساكت، قضيتك بالنسبة لينا أوضح من الشمس.. يازول خلاصك بإيدك، نحن ماشغالين بنبيع ترمس!.. شايف الكابينت داك.. مليان بإعترافات قيادات حزبكم.. أوريك ليها؟ ماتعمل فيها بطل.. نحن عندنا أساليبنا البنطلع بيها منك الكلام.. ووالله تجى براك تدشو دش.. إنت يظهر عليك ماعرفتنا كويس.. جيبو الأسلاك ديك.. طآآآآآخ.. طآآآخ.. لب..لب.. دُج.. دُج.. لبخ.. لبخ.. تظاهرت بالإغماء وفقدان الوعى.. سمعتهم يقولون جيبو جردل الموية الباردة.. وبدأ أحدهم بمسك شعرى ثم رفع رأسى إلى أعلى عالياً ثم تركه ليسقط، ولما كانت ردة فعلى الطبيعية هى مقاومة عجلة الجاذبية للسقوط الحر ودق الدلجة.. فقد نجحت حيلتهم لكشف إستهبالى.. فتضاحكو وبدأو الإنسحاب من الغرفة، وكنت أسمع فى الغرفة المجاورة أصوات تعلو وتنخفض، فعرفت أن هناك تحقيقاً ما كان جارياً.. عرفت بعد خروجى من المعتقل لاحقاً، أن ذلك التحقيق كان مع عضو هذا البورد.. الباشمهندسة الأخت العزيزة سامية قسم.. كانوا يحاولون إخافتها عن طريق إسماعها أصوات التعذيب
    الصادرة من الحجرة المجاورة!

    الحوش كان عامراً وحفل بعد منتصف الليل كان قد بدأ عندما أخرجونى من المكاتب وسلمونى لوردية الليل. كان هناك أربعة معتقلين جدد، كانو واقفين فى صف واحد وبطريقة منظمة حيث المسافة بين أحدهم والآخر حوالى ثلاثة أمتار.. سرعان ماعرفت سبب المسافات بينهم، فهى تتيح لعسكرى الأمن تلويح سوط العنج -من طراز سيطان البقر- ثم نزوله على ظهور المعتقلين دون عوائق!

    لما كانت حالتى لاتسمح لى بالوقوف مستقيماً كالآخرين فى الصف.. فقد خربت الرصة بأن تداعيت متكوماً، وفشلوا فى جعلى أقف عن طريق ضربى المتواصل بالسوط.. ما قلت ليكم الجلد خدر! فجرونى وربطوا يدى معلقة على فرع شجرة نيم لإجبارى على الوقوف، ثم واصلوا عرضهم مع باقى المعتقلين، فكان العسكرى الممسك بسوط العنج يتوقف عند كل واحد ويبدأ فى إلقاء محاضرة سمجة عن أنه سيخرج الشياطين من رأس كل واحد فى المعتقلين، ثم جبطك.. جبطك..

    فى الصف كان صاحبنا بتاع الشيكات المزورة.. أيضاً تعرفت على الأستاذ معاذ خيَال، فقد كان برليم فى الكلية عندما كنا سناير، بالإضافة إلى أنه كان خطابياً ممتازاً ويدير أركان نقاش متعددة فى الجامعة. عجبت لوقوفه شامخاً وصامداًً كالحمار أمام الجلد المتواصل بسوط العنج، وسبب عجبى أنه من صغرى إرتبط فى ذهنى أن الحلب لايحتملون الجلد بالسياط! لا أدرى من أين أتتنى تلك الفكرة العجيبة.. ومعاذ من حلب الأبيض إقليم كردفان وهو مثل صاحبنا الحلبى التانى صديق الزيلعى.. صفة حلبى تطلق على أصحاب البشرة القريبة لبشرة سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط.

    الشاب أبوشنب كبير مثل شنب على مهدى الممثل -داعبته مرة وقلت ليهو ساوى شنبك الزى العشميق ده- كان لايهتز له رمش ويتلقى ضربات السوط وكأنها لاتعنيه، هو فردتى فى زنزانة بيت الأشباح لاحقاً الباشمهندس عصام الفكى.. وكان يعمل فى دار الهاتف، تم إعتقاله ذلك اليوم ومعه إثنان من زملائه.. الأخ عبدالله يوسف، وهو الآخر كان صامداً أمام سوط العنج ومعاها نضمى ومحاججة مع عسكرى الأمن فى أن مايقومون به غير إنسانى.. وغير إسلامى.. و..و.. أما ثالثهم فتح الرحمن فلم يكن فى ذلك الصف حيث عرفت لاحقاً أنه أصيب ب أزما وأغمى عليه.

    قضيت نهار اليوم التالى فى مستشفى الشرطة، حيث كنت قد ألححت بالشكوى لكل عسكرى أوضابط صادفته فى الصباح أثناء التمام من أننى أعانى من نزيف فى البول وضيق فى التنفس بسبب تضخم اللوزتين وكنت أمشى كما يمشى ود الطهور! فى الطريق إلى المستشفى هددونى بأننى لن أتلقى أى علاج وسيتم إرجاعى لمكاتب الأمن فوراً إذا لم أتبع تعليماتهم بأن إدعى أننى ضابط شرطة وماحدث أننى سقطت من عربة بوكس أثناء سيرها! لكن يبدوا أن حظهم كان جيداً إذ وجدو أن الطبيب من عينتهم.. فلم يكلف نفسه سؤالى عما حدث لى، وبعد إجراء التحاليل اللازمة تم صرف أنتى بايوتك ولزمت أحد الآسرة حتى المساء حيث عاد ضابط الأمن المدعوا طارق الشفيع لأخذى مباشرة الى معتقل السطح داخل القيادة العامة.
                  

05-13-2009, 09:30 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)


    لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ..

    اللهم ارحمه برحمتك الواسعة ..

    قاتل الروح ما بيروح ...زى ما بيقولواهلنا


    Quote:
    • مساحة تسعة بوصات مربعة نُزع منها شعر الرأس إنتزاعاً.

    • جرح غائر ومتقيّح بالرأس عمره ثلاثة أسابيع على وجه التقريب.

    • إنتفاخ في البطي والمثانة فارغة، وهذه مؤشرات على حدوث نزيف داخل البطن.

    • كدمات في واحدة من العينين وآثار حريق في الاُخرى (أعقاب سجائر).
                  

05-13-2009, 11:30 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    تحياتي بدر الدين اسحق

    ان التعذيب والتصفية التي تعرض لها الدكتور علي فضل لهو أمر في غاية البشاعة ... ثم يأتي رأس الدولة الان
    ليحدثنا عن عدم وجود بيوت الاشباح ... كان الاولي والأجدي ان يتم فتح هذه الملفات التي ستظل كل يوم هنا تذكرهم
    بهذه البشاعة في التنكيل بالخصوم التي لم يخلق الله لها مثيلاً في تاريخنا.

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:42 AM)

                  

05-14-2009, 02:06 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    لكيلا يفلت المجرمون.. ضابط الأمن ::طارق الشفيع:: (الجزء الثالث)


    عند تفتيش غرفتنا فى منزل السجانة مساء يوم الإعتقال الأول.. عثر ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع وإستولى على دفتر أجندة يومية أخضر اللون مما تصدره الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعى، حيث كانت زوجتى نازك خريجة كلية الزراعة تعمل، وقد كانت مديرة لقسم الصادر فى الشركة العربية للخضر والفاكهة ، إحدى شركات الهيـئة للإستثمار، عند تركها العمل فى 1996.

    الصفحة الأولى فى ذاك الدفتر كانت به بيانات نازك ثم بيت من شعر أيمن أبوالشعر القائل: علَمٌنى لون الجرح النازف.. أن الأحمر أشرف من كل الألوان.. وفى الصفحات الداخلية كان هناك تلخيصاً فى شكل نقاط لإحدى دورات مداولات اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى المنعقدة قبل إنقلاب الجبهة الإسلامية المشؤوم، فقد درجت اللجنة المركزية على تلخيص مداولات دورة إنعقادها وطباعتها فى شكل كتيب يتم توزيعه ونقاشه وسط أعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعى من الديمقراطيين.

    ضمن ماعبث به المدعو طارق الشفيع، كان جواز سفر أمريكى خاص بزوجتى نازك وعليه صورتها عندما كان عمرها أقل من عام! نازك ولدٌت فى مقاطعة فرزنو بولاية كاليفورنيا عندما كان والدها البروفسور محمد سعيد القدال مبتعثاً لتحضير الماجستير هناك. عادت الأسرة عقب الفراغ من الدراسة إلى السودان وكان عمر صغيرتهم نازك لم يجاوز العام وقتها. لم يجرؤ ضابط الأمن على أخذ الجواز معه فتركه وهو حائر ومتردد.. تم إستدعاء نازك للحضور لمكاتب الأمن صبيحة الأحد 29 سبتمبر، فأوصلها خالها محمد أحمد صالح باعبود ولم يسمحو له بالدخول أكثر من مكتب الإستقبال الخارجى.


    لما كان كلب حراسة نظام الجبهة الإسلامية المتعفن، المدعو طارق الشفيع مدعياً أجوفا ًلايعرف إلا القليل جداً عن الحزب الشيوعى، فقد صور له عقله الصغير أن تلك المرأة الجالسة أمامه عضو لجنة مركزية.. بما أن هناك تلخيصأ -فى شكل نقاط- لمداولات اللجنة المركزية.. قد وجد فى دفترها. لابد أنه كان يحلم بترقية ترفعه فوق زملائه.. دبورتان، أو واحدة، أو إنشاء الله زيادة متين جنيه فى الراتب.. بعد أخذ البيانات الأولية بدأت أسئلته لنازك عن عضويتها -كما صورها خياله- فى اللجنة المركزية، وإنتهى بأن جعلها تقسم بأنها ليست عضو لجنة مركزية! طارق الشفيع الذى يدعى أن كل ملفات الشيوعيين محبوسة فى أدراج الكابينت الموجود فى مكتبه، لايعرف أن كل أعضاء اللجنة المركزية دون أستثناء مكلفين بتقديم دفاع سياسى.. لذا لاينكرون عضويتهم فى اللجنة المركزية، وقد كان ذلك هو الممارسة الفعلية والمنهج المتبع لكل أعضاء اللجنة المركزية اللذين سبق أن تم إعتقالهم. الأمر الآخر الذى يكشف جهل كلب حراسة نظام الجبهة الإسلامية المتعفن، المدعو طارق الشفيع بأساليب الحزب الذى تصدى لمحاربته بذلك الإسلوب الجبان.. أن مداولات اللجنة المركزية متاحة لكل العضوية كماهى متاحة للديمقراطيين أصدقاء الحزب، وهى الآن يتم نشرها فى الإنترنت.

    سأل ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع، سأل نازك عن الجواز الأمريكى الذى شاهده أثناء التفتيش، فأوضحت له مصدره، فقال لها أحضريه.. ردت عليه أنها لن تحضره، وإذا كان عاوزه ليه ما شالو بنفسه وهو قد شال حتى الصور العائلية! إستشاط كلب الحراسة غضباً ونزع شنطة اليد التى كانت نازك تحملها وبدأ فى تفتيشها بعصبية فوجد أوراق بها بعض الآيات القرآنية كان جد نازك، الحاج أحمد صالح باعبود -رحمه الله- قد سلمها لها قائلاً خذيها معك عساها تحميك فهؤلاء ملاعين.. حمل كلب حراسة نظام الجبهة الإسلامية الأوراق وقال مخاطباً نازك.. إنتِ قايلة دى بتحميك مننا.. أعقبها بصفعتين.. لم تهتز نازك ولاذت بالصمت التام. نادى على عسكرى ليأخذها إلى الخارج ثم سلمها أمر إستدعاء للحضور صبيحة اليوم التالى.

    وجدت نازك أن خالها محمد أحمد مازال فى إنتظارها فى مكتب الإستقبال.. عند وصولها منزل الأسرة وجدتهم مجتمعين فحكت تفاصيل يومها فثارت ثائرة الجميع، وكتب والدها مذكرة شديدة اللهجة لخصمه مدير الأمن فى ذلك الوقت -العارف والمسئول عن كل ممارسات التعذيب- د. نافع مطالبأ بالتحقيق فيما جرى ومحاسبة المسئول. لاتتوفر لدينا المذكرة الآن ولكننى سأنشرها حال حصولى عليها. أيضاً تطوع د. عصام صديق زوج خالة نازك بالذهاب لمقابلة من يعرف من مسئولى جهاز الأمن فطلب من نازك وصف ذاك الضابط، حيث أنه لايعرف نفسه بل يحرص كل ضباط الأمن على إخفاء هوياتهم -خوف الملامة والندامة- فوصفته نازك بأنه أميل إلى القصر ممتلئ الجسم نوعاً ما وملامحه تنبئ بأنه من جهات غرب السودان..

    كلب حراسة نظام الجبهة الإسلامية فوق تجرده من القيم الإنسانية الفاضلة بإعتداءاته وتعذيبه للمعتقلين السياسيين العزل والمجردين من أى وسيلة دفاع، كلب الحراسة ذاك لاتمتد يده إلا إذا ضمن أنه داخل حصنه الحصين ووسط عدد من أمثاله من المجردين من كل شئ عدا أسلحتهم النارية.. فوق كل صفات الخساسة التى يمتلكها ذاك المدعو طارق الشفيع -وكأنها لاتكفيه- فى نفسه عنصرية بغيضة تزين خلل دواخله.. فأول ما سأل عنه نازك عند مقابلتها صبيحة اليوم التالى.. تقولى على بشبه الغرابة؟ ردت عليه بأن ذلك وصف وليس شتيمة! كان بادى الحنق وغير راغب فى غير إنهاء الموضوع فدعا نازك لأن تتعهد بأن لاتمارس عمل سياسى مضاد للإنقاذ.. ففعلت وأخلى سبيلها.. لكن تم حرمانها من زيارتى طوال فترة إعتقالى..
                  

05-14-2009, 10:05 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    لكيلا يفلت المجرمون.. ضابط الأمن ::طارق الشفيع:: (الجزء الرابع)

    عند البوابة إستلمنى عسكرى الأمن المسمى نفسه كرار.. وهو شاب يبدو وكأنه مجبور على تأديه دوره، فلا يخفى تعاطفه مع المعتقلين فى أحيان كثيرة.. سآءه منظرى وهيئتى..

    كان الإجراء المتبع أن المعتقل يمشى فى الأمام، بينما الحارس خلفه على بعد خطوات يوجهه.. لِف يمين.. أكسِر شمال.. أمشى عديل.. وهكذا حتى يتم توصيلك للجهة المقصودة.. أثناء المشوار من البوابه إلى العمارة المستخدم سطحها كمعتقل، دار بينى وبين كرار الحوار التالى..
    - لاحول الللَلآه.. يازول مالك؟
    - ...!
    - الناس ديل مالُم معاك؟ إنت سارِق ليك قُندران؟
    - متهمنى شيوعى..
    - طيب.. الناس الفوق فى العمارة ديك.. ماكلهم شيوعيين! إنت الظاهر عليك بتاع كفاوى، ورأسك كبير.. لكن.. ودينى وإيمانى.. إلا نخلَِىِ ليك زى السِمسِمة..
    لم أتمالك نفسى من الضحك.. وإلتفت ناحيته، حيث أننى لم إعتاد مخاطبة الناس ووجهى ليس ناحيتهم.. بدا لى الوضع غريب أن أتحدث إلى شخص يمشى ورائى!
    - يازول.. قبل عديل قدامَك.. قلبك ميت.. الله!

    أنهى عسكرى الأمن المسمى نفسه "مهدى" وهو المسئول المباشر عن المعتقل، لايتطرق إليك الشك لحظة فى أنه جبهة إسلامية.. وأظنه فى رتبة صول، أنهى إجراءات إستلامى فى عهدتهم كإدارة معتقل.. الأمن مقسم إلى إدارات وأقسام متعددة منها القسم السياسى، القسم الإقتصادى، الأمن الخارجى، والقسم المسئول عن إدارة المعتقلات، إلخ.. وكان واضحاً لى منذ الأيام الأولى أنهم لايتبادلون المعلومات إلا فى حدود ماهو ضرورى.. وتوصلت إلى أن مسئولى المعتقل لايعرفون عن تفاصيل إعتقالى إلا ماهو عام.. كتصنيفى السياسى، والتعليمات المصاحبة عند تسليمى لهم.. مازالت التعليمات كما هى.. يُمنع من النوم أو حتى الجلوس.. الغرض من ذلك كان إصابة الذهن بالإرهاق والتشتت.. ومن ثم محاولة إستخلاص المعلومات.. كما هى أيضاً وسيلة لإصابة المعتقل بحالة من الإجهاد البدنى وتحطيم قدرته على المقاومة..

    لاحظت حالة الوجوم التى أصابت سكان معتقل السطح حينما وصلتهم.. لم أكن أدرى أن منظرى بذلك السوء إلا عندما لاحظته فى وجوه زملائى المعتقلين.. معتقل السطح كان عبارة عن صفين من الزنازين الصغيرة المتقابلة تتوسط سطح العمارة، والسطح مسور بسور لايزيد إرتفاعه عن المتر.. كل صف كان به حوالى خمسة إلى ستة زنازين.. الزنازين الجنوبية كانت مخصصة للعسكريين -فى الخدمة أو المعاش- المتهمون بالتخطيط لإنقلاب المتهم الرئيسى فيه الأمير عبدالرحمن نقدالله، أذكر منهم العميد على التجانى، الرقيب التجانى، المقدم عادل، المقدم م. عبدالمعروف، وهذا الأخير كان يقضى شهر العسل مع زوجته فى مدنى عندما تم إعتقاله..

    الزنازين الشمالية كان فيها معتقلين سياسيين من أحزاب الشيوعى، الأمة، الإتحادى، وبينهم من حركة الطلاب المستقلين الأخ محمد محمود.. وتربطه صلة قرابة بالمخلوع نميرى.. أيضاَ من حركة الطلاب المحايدين فى جامعة الخرطوم -والتى كانت حديثة النشأة وتسحب فى البساط من تحت أقدام مؤتمر الطلاب المستقلين- تعرفت على الأخ والصديق إبراهيم باخت.. وهو شاب هادئ قليل الكلام، توثقت معرفتى به فيما بعد، تقابلنا فى ندوة كبرى كان قد أقامها التجمع الوطنى قبل عامين فى واشنطون خاطبها الدكتور جون قرنق وياسر عرمان وعدد من قيادات الحركة الشعبية الزائر آنذاك، وكان هناك هاشم بدرالدين.. علق لى إبراهيم باخت أنه لايود الإحتكاك بهاشم بدرالدين.. فإستفسرته.. قال لى فيما معناه أنه قبل مجيئه الولايات المتحدة كان فى كندا وصلها طالباً اللجؤ من القاهرة، وأن هاشم بدرالدين قد إتهمه بأن له علاقة بنظام الجبهة! بعد يومين إتصل بى ممثل التحالف الديمقراطى فى واشنطون طالباً منى مقابلة الدكتور جون قرنق مع وفد تجمع واشنطون لآن قرنق سيسافر بعدها.. المهم إلتقيت بهاشم بدرالدين قبل حضور قرنق فى بهو الفندق وتحدثت معه فى شأن إبراهيم باخت فى وجود وفد التجمع.. فبدأ هاشم بدرالدين حديثه.. إنتو ياالشيوعيين ديل الواحد يجى يضرب معاكم كأس ولا كأسين.. تقولو عليهو زول كويس.. قاطعته وقد تملكنى الغضب، أنه هاشم بدرالدين لم يضرب معى كأس أو أربعة.. وأن إبراهيم باخت معرفتى به كانت فى جولات الصراع مع نظام الجبهة، وكان صوتى قد بدأ يعلو.. توتر الجو، وتدخل الحاضرون، براحة يإخوانا.. براحة.. إنتهى الموضوع بأن أعطانى الأخ هاشم رقم تلفونه وأعطيته رقم تلفونى على أمل التحدث لاحقاً، فلم تتح لنا الظروف ذلك بعد.

    إن أشد الأمور ألماً فى نفس المناضل الإتهام بالخيانة.. تتضآئل كل آلآم التعذيب بجانبها، خاصةً إذا ماكان المرء مازال على عهده ملتزماً خط الشعب ومصالحه.. صحيح أن الناس قد تتغير والمناضلين قد لايعودوا مناضلين، فقد رأينا كيف أن البعض القليل قد باع وإنحدر إلى أسفل سافلين.. ولكن يجب علينا الحذر فى إطلاق الأحكام والنعوت.. فالخيانة والإنتهزاية ليست مسلك أو موقف عابر أو نزوة.. ولا يمكن نعت أمروءٍ بها إلا إذا كانت مسلك مستمر يميز شخصية المرء وتصرفاته فى مجملها.. حتى وإن كبا رفيق، نمد له يدنا ليتمكن من الوقوف وتصحيح وضعه، ولا يجب التخلى عنه.. إلا إذا إستمر فى منهجه. أزعم أن هذا هو منهج الحزب الشيوعى وهو معبر عنه فى الوثيقة التاريخية الفذة التى كتبها الأستاذ عبدالخالق محجوب فى 1963 "إصلاح الخطأ فى العمل وسط الجماهير"، كما يعبر عن هذا المنهج السلوك الذى إتبعته سكرتارية الحزب الشيوعى فى مديرية العاصمة القومية، حيث ورد فى البيان الذى تم فيه إعلان فصل كامل عبدالرحمن الشيخ: "قيادة الحزب في المديرية لم تتسرع بناء على هذه المعلومات لاتخاذ قرار إداري أو تنظيمي تجاهه في محاولة منها لمنحه الفرصة الكاملة للعودة إلى وعيه ورشده واكتشاف ان ما يقوم به ضار به وبعمل الحزب إضافة إلى سعيها الحثيث للتأكد من هذه المعلومات والممارسات حتى لا يضار عضو الحزب نتيجة لمعلومات قد تكون غير صحيحة وذلك من خلال مراقبة حركته ومناقشته وفي كثير من الحالات اللجوء إلى التحقيق معه. ولكن الزميل لم يساعد نفسه ولا الحزب فقد ظل طيلة هذه الفترة سادر في ممارساته وتضليله للحزب بمده بمعلومات ثبت عدم صحتها." لما لمثل هذه التهم من آثار مدمرة فى نفوس المناضلين.. يجب علينا الحذر.. ثم الحذر.. ثم الحذر، قبل إطلاق النعوت.. ذلكم داء قديم ذكره القرآن فى الآية التى توصى المؤمنيين أن يتبينوا أن يصيبوا قوماً بماليس فيهم بناء على معلومات مستقاة من فاسق!

    إستقر بى المقام فى زنزانة أذكر من ساكنيها الأستاذ عدنان زاهر المحامى، وأنور عباس "ود الحوش" والإثنان من أولاد الموردة الشِفُوت! سارع أنور ودالحوش بالبحث عن سُكر ممن يعرف أن لديهم بعض منهمّ، وبذل جهداً مقدراً إلا أن تمكن من صنع عصير تانك بسكر مُركَز ملاء به جك ألومنيا حتى منتصفه.. رغم أننى لاأشرب السُكَر -خِلقة ربنا!- إلا أننى قرطعته مسروراً. أنور ود الحوش وعندنان زاهر كانا يرسمان عندى إنطباع أنهم إذا رمتك الأقدار خصماً لهما فى لعبة الكوتشينة فى عشرة وست، فشيل شيلتك من السيرة والتقريق.. ولم يخب ظنَى، ففى الإسبوع المنصرم كنت خصماً لعدنان زاهر فى عشرة وست فى شقتهم العامرة فى ضواحى تورنتو.. وكان زميله الفاضل هاشمى وهو غياظ لايشق له غبار وليس أقل من أنور ودالحوش فى ذلك! من معتقلى السطح من البورداب، تعرفت على الشاب عادل الوسيلة "أمبدويات" حينها لم تبدأ صلعته فى الزحف، كما أن بصره مازال حديد وقتها!
                  

05-14-2009, 11:37 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    لكيلا يفلت المجرمون.. ضابط الأمن ::طارق الشفيع:: (الجزء الخامس)

    ألفت الناس والمكان.. عرفت كيف أنوم وأنا واقف! وفى وردية منو.. عرفت أن الحرس ليس له صبر مراقبتك طول الوقت.. بعضهم كان يكتفى بأن أكون واقف، وأخر حتى وأنا واقف يجبرنى على حمل طوبتين ورفعهم عالياً.. مرت أربعة أيام وأنا على ذلك الحال.. اليوم الخامس تركونى أنوم وقت الظهر وفى المساء طلبوا منى إرتداء ملابسى كاملة والخروج معهم.. توجست وبدأت فى تهيئة نفسى لجولة أخرى من التعذيب بالضرب وما إليه.. عند وصولى مكتب الإستقبال وجدت فى إنتظارى ضابط فى الأمن يعمل فى إدارة المعتقلات إسمه أيمن.. تعرفت عليه على الفور فهو قد درس معى فى فصل واحد فى مدرسة الخرطوم الثانوية القديمة.. أيمن ذاك -وهو من أصول تركية- جبهة إسلامية معروف وكان يعمل فى مركز الفيحاء قبل إنقلاب الجبهة فى 89 هو عرفنى أيضاً وبعد السلام والتحية قال أنه قرأ الإسم ولكنه لم يكن يتوقع أن أكون نفس الشخص! ذكر لى بسرعة أن أحد أفراد أسرتى ينتظر بالخارج وأنهم عادة لا يسمحون بأى زيارة لمعتقل مهما كانت الأسباب طالما التحقيق ما زال مفتوحا ولم يتم إكماله.. قال لى أن تعليمات عليا صدرت لهم بشأن هذه الزيارة على ألا تتجاوز مدتها الدقيقتان! خرج معى من الباب الآخر لأجد إبن عمتى وزوج أختى الأخ طه أبوالقاسم فى إنتظارنا.. فضمنى طه بقوة وتحسس جسدى، سألنى.. كويس يازول؟ أجبت.. الحمدلله.. أعلن أيمن أن الزيارة إنتهت!!.. ونحن نبتعد.. أبلغنى طه تحيات الأسرة وأن الوالدة، زوجتى والأطفال كلهم بخير.. أعطانى تلك الزيارة العجيبة أملاَ دافقاً وجمعت أشتات روحى وجسدى.. عرفت من طه لاحقاً أنهم مارسوا كافة الضغوط الممكنة فقط ليقتنعوا أننى فعلاً مازلت حياً! طه بوالقاسم كان سفير السودان فى سوريا لحظة وقوع إنقلاب الجبهة الإسلامية، وتعرف على المدعوا بكرى حسن صالح أثناء زيارة الأخير إلى سوريا فى شهور الإنقلاب الأولى.. وفى الكشف الأول لمجزرة الدبلوماسيين، كان طه أبوالقاسم من المحالين للصالح العام.. لكنه وظف معرفته للمدعو بكرى وبقا ليهو فى حلقو لغاية ما ظفر بتلك الدقيقتين.. فى الحقيقة أنا هو من ظفر!

    اليوم التالى تم إستدعائى لنفس مكتب أيمن.. لأجد فى إنتطارى ضابط أمن آخر إسمه إبراهيم وكان زميلى فى المرحلة الأولية عندما كان والده يعمل فى الشرطة ويسكونون فى القشلاق الجنوبى.. إبراهيم كان ضابط شرطة وتم إنتدابه للعمل فى الأمن قبل إنقلاب الجبهة.. بعد حق الله بق الله.. أقسم لى أنه لم يكن يعرف بأمرى إلا أن أخبره بــلة.. وبـلة ذاك ترزى فى حِلتنا.. سألنى ماذا أشكو.. قلت ليهو ماشايف كُرعينى وإيدينى وارمات كيف؟ قال لى ماذا حدث؟ قلت ليهو تعذيب!! وهسع مازالت التعليمات المستديمة ألا أنوم أوإرتاح.. أعطانى كيس صغير فيهو فرشة أسنان ومعجون وصابونة لكس! -كملها منى الصحفى محمد محمد خير- ونادى على الحرس وخاطب أيمن.. الزول ده تانى مافى زول يسألوا.. عند رجوعى سألنى زملائى المعتقلين عما جرى، حكيت لهم.. عدنان زاهر محللاتى كبير فى شئون المعتقل.. فسرَ ما جرى بأنه مقصود ليكون مخرج لضابط الأمن. . صاحب الملف، فهو قد إقتنع من لاجدوى الإستمرار وفى نفس الوقت لا يودَ الظهور بمظهر أنه قد تراجع!! تم إستدعائى مساء اليوم السابع فقابلت ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع..
    بدأ معى تحقيقاً مكتوباً بحضور شخص آخر حرص على ألا يرينى وجهه.. فكان يأتينى من الخلف وأنا جالس أمام ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع، ويقول لى إنت لسع ماشفت حاجة ويقرُص فى أذنى ويعركها عركاً.. فى ختام التحقيق قالو لى أننى لن أرى الشمس ثانية.. وأننى بعد سنوات قليلة فى المعتقل سأحضر لهم جاثياَ مستجدياً إعطاؤهم المعلومات!!

    وردى صالح حسن، فنى عدادات يعمل فى الإدارة المركزية للكهرباء، قارب عمره الستين عاماً.. وهو إبن عم الفنان محمد وردى.. تعرفت عليه فى معتقل السطح وكان عند إعتقاله أن جمع عساكر الأمن من منزله كرتونة مليانة بأعداد الميدان السرية والعلنية وبيانات مختلفة للحزب الشيوعى.. فى إحدى الليالى فى معتقل السطح صادف المقدم م. عبدالمعروف خارجاً من الحمام نظيفاً وكنت مع وردى فى الصف ننتظر دورنا لدخول الحمام، إستوقف وردى.. عبدالمعروف..
    - إنت مُتنضف لشنو؟
    + يمكن يجينى إفراج..
    - إفراج!! إنت آخر زول هاتطلع من هنا..
    + ليه، أنا قالو ليك شيوعى؟..
    - إنت ياخ نزلوك من راس دبابة..
    + أيوه.. أنا نزلونى من راس دبابة.. لكن إنتَ الراكب رأسك ده.. ينزٌلوك كيف؟

    حكى لى مجوك مدينق مجوك ذات ليلة.. أن أروب دينق حكى له كيف أنه تم إعتقاله فى الطريق بين البركس ومستشفى العيون وهو فى طريقه لموقف بصات البرارى.. وكيف تم تعذيبه، وقال لى مجوك أن أروب كان يبكى بكاءاً حاراً ويقول لمجوك أنه تسبب فى إعتقال عدلان وهو صاحب أسرة وعندو أتفال صغار.. تأثرت بما حكاه لى مجوك، فكنت أعرف أروب شاعراً رقيقاً مرهف.. وله شعر بالإنجليزية وبلغته الأم لغة الدينكا.. بعد أيام قليلة من خروجى من المعتقل يوم 12 فبراير 1992 حيث قضيت شهر فى معتقل السطح إلا أن تمت تصفيته أواخر أكتوبر ليتم تحويلنا كلنا لبيت الأشباح المجاور لمكاتب لجنة الإختيار للخدمة العامة، حيث قضيت أربعة أشهر ونصف الشهر.. بعد عدة أيام على خروجى ذهبت لمنزل الأخت هالة الكارب فى منطقة مزاد جبرة جنوب الخرطوم.. فقد كنت مهموماً بشأن أروب.. أريد أن ألقاه وأوٌضح له أن ماحدث كان تبعات طريق إخترناه واعين بمخاطره.. وأن لايترك نفسه نهباً لأى وساوس.. لم أكن أعرف طريقاً يدلنى على أروب سوى أصدقاءه زملاؤه إنشراح، هالة، أو مارتن.. ولم أكن أعرف سوى منزل هالة.. بعد التحيات العادية والسؤال العام عن الصحة.. أوضحت لهالة سبب زيارتى وقلت لها أن الجنوبيين يتعرضون لتعذيب أشد قساوة بمراحل عننا نحن.. لأن ضباط أمن الجبهة غالباً عنصريون حتى فى ممارسات التعذيب.. أجابتنى بحزن عميق.. أن.. أروب قد مات.. أطرقت حيناً فحكت أنه بعد إطلاق سراحه هاجر إلى ليبيا.. بعد شهور قليلة تعطلت كليتاه فتم نقله ألمانيا حيث توفى فى إحدى مستشفياتها.. خرجت مودعاً، ولم أجد ما أعزى به هالة.. لأننى كنت فى حاجة للتعزية..
                  

05-15-2009, 11:10 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الشهيد عبد المنعم سليمان

    اعتقل الشهيد في مطلع ديسمبر 1989
    في 21 يناير 1991 استشهد الاستاذ عبد المنعم سليمان
    العمر 60عاما
    من الرعيل الاول للمعلمين السودانيين
    احد القادة البارزين لنقابة المعلمين
    اعتقل في مطلع يناير 1989 واقتيد الى احد بيوت الاشباح حيث تعرض برغم كبر سنه لاسوأ انواع التعذيب الوحشي وهو مصاب بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين
    في اواخر ديسمبر 1989 تقرر نقله الى سجن كوبر بعد ان تعرض لكل انواع التعزيب لما يقارب شهر
    في 16 فبراير 90 تقرر ترحيله لسجن شالا في غرب السودان والذي لا تتوفر فيه ابسط مقومات الرعاية الصحية وعلى الرغم من اعتراض السلطات المختصة في سجن كوبر على ترحيله الا ان الاجهزة الامنية رفضت ذلك
    تم ترحيله ضمن مجموعة من المعتقلين في اول ابريل 1990 م
    في سجن شالا ساءت حالته الصحية وتعرض لنوبات متكررة من اغماءات السكر وفقدان البصر
    نقل الى مستشفى الفاشر حيث بقى تحت عناية طبية شحيحة ، وقرر القومسيون الطبي بالفاشر ضرورة ترحيله للخرطوم وذلك في مايو 1990 ، الا ان السلطات الامنية ظلت تماطل هذا القرار
    نقل في سبتمبر 1990الى مستشفى السلاح الطبي وبقى تحت المراقبة الطبية الدقيقة ومن ثم قرر اطباء السلاح الطبي سفره الى الخارخ للعلاج
    الا ان السلطات الامنية قررت فجأة في يوم 18 نوفمبر 1990 إرجاع جميع المعتقلين السياسين المرضى الى سجن كوبر
    في حوالي الساعة الثانية من صباح 21 يناير 1991 بدأ الشهيد عبد المنهعم سلمان يشعر بصعوبة في التنفس والم بالصدر ، قام الاطباء المعتقلون بمعاينة حالته وهم :
    د. عبد المنعم حسن الشيخ
    د. سعد الاقرع .
    د. حمودة فتح الرحمن
    ولما لم يكن متوافرًا أي اجهزة طبية او أي دواء داخل السجن ، فلم تكن الجهودة التي بذلوها مثمرة ، فقام المعتقلون بإخطار ادارة السجن عن طريق الصياح والمناداة على الحراس والضرب على الابواب الحديدية لاقسام السجن بالايدي والحجارة ولكن دون جدوى ، حيث كان المعتقل المخصص للسياسيين مفصولا عن الادارة وكان مكانه بعيدًا عن حراس السجن والذين حال البرد الشديد دون ان يستمروا في طوافهم العادي فوق سور السجن
    ولم تفتح ابواب السجن ( الداخل ) الا في الساعة السادسة صباحًا حيث كان الشهيد قد اسلم الروح قبلها بدقائق معدودة
    المرضى الذين تم تحويلهم مع الشهيد ضمن السلاح الطبي :
    د. خالد حسين الكد ، مريض بالقلب – قرر القمسوين الطبي سفره في سبتمبر 1990 .
    عقيد (م) مبارك فريجون ، مريض بالسكر .
    محمد الامين سر الختم ، مريض بالقلب ، قرر القمسيو ن سفره في سبتمبر 1990
    حسين شقلبان ، مصاب بقرحة المعدة والتهاب البنكرياس ثم تم استئصال جزء من معدته
    د. محمد حسن باشا ، ربو متكرر ويحتاج لاكسجين باستمرار .
    ابراهيم الخليل ، قرحة بالمعدة اجرى عملية في اكتوبر 1990
    د. معاز ابراهيم ، قرحة في المعدة – التهاب الركبتين .
    د. حمودة فتح الرحمن ، التهاب الركبتين مع عدم القدرة على الحركة .
    عمر الامين، قرجة بالمعدة .
    ورفض الاطباء المعالجون مبدأ إرجاع المرضى خاصة الاستاذ الشهيد عبد المنعم سليمان
    ولكن قائد السلاح الطبي اللواء محمد عثمان الفاضلابي ، قرر تحمل المسئوليين تنفيذ قرارات السلطات الامنية وتم ترحيل الشهيد مع ( 11 ) معتقلا اخر الى سجن كوبر ، ووضعوا في احد الاقسام العادية دون توفير أي متطلبات للرعاية الطبية .
    دخل المرضى الذين تم تحويلهم بما فيهم الشهيد عبد المنعم سلمان في اضراب عن الطعام لمدة يوم بتاريخ 20 نوفمبر 1990 ، ورفعوا مذكرة جماعية لسلطات السجون ووزير الداخلية ، يؤكدون حوجتهم للرعاية الطبية بالسجن حيث كان المكان المعد لاقامتهم خاليًا حتى من ماء الشرب العادي ولا يوجد اطباء او ممرضون ولا توجد ادوية على الاطلاق
    ولما لم تستجب السلطات لنداءات المرضى قرر بقية المعتقلون السياسون في كل اقسام السجن الاضراب والاحتجاج على وضع المرضى ورفعوا مذكرة للسلطات
    نفذ الاضراب لمدة ثلاثة ايام ، ونتج عن ذلك الاضراب ان اخذ الى بيوت التعذيب عددًا من المعتقلين واعيدوا مرة اخرى الى سجن كوبر بعد ان تم تعذيبهم وتعرضوا للحبس الانفرادي ومن بينهم د. حسين حسن موسى ود. معاذ ابراهيم
    ولما بد\أ الشعيد يحس بوطأة المرض وتدهور حالته الصحية بدأت المطالبة بضرورة نقله للمستشفى للعلاج ومتابعة الفحوصات ، ورفع في هذا الخصوص ثلاث مذكرات شخصية اخرها كان بتاريخ 14 يناير 1990 أي قبل
    اسبوع واحد من استشهاد ه ، والتقى مدير السجن بالانابة ( العقيد حجازي ) لمرتين شارحًا له حرج موقفه الصحي وكذلك قدم ( الدكتور امير) طبيب السجن تقريرًا لحالة الشهيد وقام برفعه لادارة السجن
    الا ان ادراة السجن تجاهلت كل ذلك و كذلك جهاز الامن
    حاول الاطباء المعتقلون جهودهم في شرح الموقف الصحي للمرضى الذين تم نقلهم من السلاح الطبي – حيث قدموا تقريرًا وافيًا لكل حالات المرض مع التركيز على حالة المعلم الشهيد عبد المنعم سلمان

    سودايز أونلاين 02-06-2002 (bunbun)
                  

05-15-2009, 06:21 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    مصطفى عبادة

    عضو مركزية النقابة العامة للنقل النهري
    اعتقل لفترات متفاوتة عدد من المرات

    اعتقل مساء 14-12-1989 واخذ وهو معصوب العينين حيث قضى 31 يومًا في مكان مجهول
    تعرض في هذه الفترة لكل انواع التعذيب بدءًا من الضرب بالعصي حيث كان يجلد يوميًا بالسوط حوالي 70 جلدة
    يقول انهم كانوا يتعرضون لما يعرف بالسيرة حيث كان يتغنى حراسهم وهم متشابكون على هيئة قطار
    تم التحقيق معهم لاكثر من مرة ومايديهم مرفوعة الى الحائط وكذلك وجوههم الى الحائط وكانوا يوقفون حفاة على ارض ساخنة لفترات طويلة
    كانوا يستخدمون في جلده مع عدد من المعتقلين خرطومًا للمياه – تم تحويلهم الى منزل ثان بالقرب من سيتي بنك سابقًا في الخرطوم حيث كان التركييز على التعذيب النفسي ، كان ذلك بعد خمسة عشر يومًا حيث كانوا يأكلون وجبتين فقط في اليوم واحيانًا وجبه واحدة ويتعرضون لاذلال والاهانة ولا يسمح لهم بالاستحمام وكان التحقيقات تتركز حول ( اتجاهك السياسي ) ، محاولة معرفة اسرار العمل النقابي او الحزبي ، محاولة الكشف عن بعض المناضلين المختبئين وعن بعض الشخصيات السياسية وغيرها من اسئلة عامة وشخصية
                  

05-15-2009, 06:48 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    بيوت سيئة السنعة اقامها اناس لا سمعة لهم ليمارسوا فيها سيئات ما تأمرهم به انفسهم
    و ليس لاحد منهم ان يدفع بالتعليمات الواردة فقعل التعذيب هو أي عمل ينزل آلام جسدية أو نفسية بإنسان ما وبصورة متعمدة ومنظمة لغرض معين
    و يتساوى الامر و المأمور به
                  

05-15-2009, 11:31 PM

علاء الدين حيموره
<aعلاء الدين حيموره
تاريخ التسجيل: 08-08-2006
مجموع المشاركات: 5689

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Amjed)

    بالفعل فقد زاملت الاخوين عدلان احمد عبد العزيز ابن السجانة وزميل الدراسة الابتدائية
    والاخ مصطفى ابن الدروشاب ومعه زميل آخر من النقل النهري لا اذكر اسمه ولكنه من اخوانا
    الحلفاويين فقد كان يرسم البسمة على المعتقلين وهم في قمة التعذيب .......

    سأعود لهما
                  

05-16-2009, 08:11 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: علاء الدين حيموره)

    الحبيب امجد

    لقد تم اختيار ولاة امر هذه البيوت والقائمين عليها بعناية بحيث لا يحتاجون حتي للأوامر فأنفسهم المريضة كفيلة
    لوحدها بان تحط من قدر الانسان درجات ودرجات ... فليس هنالك احط من انسان يتلذذ بتعذيب الاخرين ... حتي ولو
    كانت حيونات ناهيك عن بشر ... ان نظاماً باكمله لا مكان له سوي مستشفيات اعادة التاهيل النفسية ان امكن او
    محرقة الحرب ...

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:42 AM)

                  

05-16-2009, 11:06 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الاخ جعفر
    نتابع باعجاب واهتمام توثيقك للفظائع التي ارتكبها جهاز الامن ايام تلك البيوت سيئة السمعة
    اتمنى من جميع الذين ارتكبت ضدهم تلك الفظائع الكتابة عنها في هذا البوست رغم علمي بالالام التي تسببها
    كما ارجو منك وضع ايميلك اخي جعفر حتى يتمكن من هم غير اعضاء بهذا المنبر من الكتابة
    لك الود والتقدير
    منعم
                  

05-16-2009, 11:11 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: عبد المنعم سليمان)

    آسف عزيزي عبدالمنعم

    فقد ظننت ان الجميع من خارج المنتدي علي دراية وعلم بوجود ايميلات الاعضاء فب البروفايل .... واظنها فكرة خاطئة .....

    [email protected]

    شكرا جزيلاً للتنبيه
                  

05-17-2009, 02:27 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)
                  

05-17-2009, 11:39 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: كمال عباس)

    تحياتي علاء الدين

    وفي انمتظارك
    لان هنالك الكثير من الاسماء التي لم يتم توثيق تجربتها .. وليت لو ان هنالك من يشاركنا التوثيق ممن لهم
    علاقة بهذه الاسماء من خارج المنتدي ...

    عموماً انا في انتظار اكمال كتابتك حول تجربتك الحالية لاستخلصها من المداخلات واضيفها الي المجموعة ...
    بعد اذنك

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:42 AM)

                  

05-18-2009, 00:07 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    شكرا عزيزي كمال عباس

    لقد تابعت الصفحة الاولي من الموضوع ولم استطع العودة اليه مرة اخري
    وهاذذا اعود اليه مرة أخري
    شكرا
                  

05-18-2009, 00:32 AM

علاء الدين حيموره
<aعلاء الدين حيموره
تاريخ التسجيل: 08-08-2006
مجموع المشاركات: 5689

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    في زميل المنبر ياسر حامد من ابناء الشعبية الا انه اختفى من المنبر فجأة فقد كان معنا
    في الزنزانة التي تعرف بالثلاجة ...


    اتمنى ان يكون بخير
                  

05-18-2009, 02:07 AM

Egbal Elmardi
<aEgbal Elmardi
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 1148

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: علاء الدين حيموره)

    عادل المرضي إبن عمى شاب فى النصف الثانى من الأربعينات
    ويسكن الآن فى سنسناتى أوهايو هو وزوجته وأطفاله الأربعه
    عادل مناضل صلب المراس ونقابى عريق..
    وهو الآن مريض بسرطان المخ وفى مراحل متقدمه..(الأعمار بيد الله..أمد الله لنا فى عمره..)
    عادل ذلك الأسمر الوسيم الباسم دائماً ذو الصوت المنخفض...وكأنه لم يمر بهذه الأهوال..
    قال لى عندما كان ذاهباً للسودان فى الشهر الماضى..الواحد يمشى عشان يودع أهله ويجى يواجه مصيره
    لكن أنا عندى حاجات كثيره أعيش من أجلها..
    يحبه كل من يعرفه.. إنسان بكل ما تحمل هذه الكلمه من معانى
    عادل يخجلك بصبره وثباته فى مواجه المرض اللعين..
    وكم من المرات إنهرت ولكن عندما أحادثه أستمد منه القوه

    إستأذنت عادل فى أن أوثق تجربته فى الإعتقال..




    انا عادل عبدالرحمن المرضي كنت نقابى وموظف وعضو المكتب التنفيذى للنقابه العامه لتوفير المياه
    حتى 30/يونيو 1989حبث حلت الأحزاب و النقابات بالمرسوم الثانى لسنة 89 رقم (6 ج 6)
    ثم احلت للصالح العام فى 19 مايو سنه 1990
    وتم إعتقالى بتاريخ 21 أكتوبر سنه 1990 حتى 13 مايو 1992
    جاء خمسه من أفراد الجهاز يحملون السلاح وقامو بتفتيش منزلى بشكل همجى..مما أثار الرعب فى اسرتى
    أخذت إلى مكان مجهول لأسرتى ولأصدقائى.. (( زوجتى كانت حامل بتوأم وفى شهرها الأخير..).
    وضعت زوجتى بعد شهر من إعتقالى.17 نوفمبر 1990.ولم يتم إخطارى...
    كان محور التحقيق حول الإضراب السياسى...وكيف تم التخطيط له..
    .وعلاقته بالإنتفاضه المحميه بالسلاح..ومن هم قادتها؟؟
    وحينما أجاوب بأننى لا أعرف يتم ضربى وتعذيبى..
    الواحد والعشرين يوم الأولى كنت فى زنزانه فى أحد مكاتب الأمن على ما أعتقد..
    تم تعذيبى بمختلف أنواع التعذيب..ثم نقلت لمكاتب ما يسمى بالأمن الإيجابى..
    كان التركيز على ضربى فى الظهر مكان الكلى..حتى يغمى على..
    وأيضاً يتم ضربى فى الرأس يكميه كبيره من المفاتيح..أيضاً حتى أصاب بالإغماء..
    تم هذا التعذيب بواسطة شخص يدعى مقدم مازن..
    تم ربط اصابعى لمسافات طويله..حتى تتخدر يدى وأصاب بألم مبرح..
    وبعدها بساعات لا أستطيع حمل كوب من الماء
    وأيضاً يتم حبسى فى غرفه متر فى متر..كاملة الظلام..ثم يفتح النور فجأه..ثم تظلم الغرفه مره أخرى
    ويأتى شخص ليقوم بضربى فى البطن والوجه وجميع أجزاء جسمى..
    أصبت بحبس فى البول..تم أخذى للسلاح الطبى وقبل أن أرى الدكتور تمت إعادتى للزنزانه
    كان يتم إخطارى بأن زوجتى قادمه اليوم وإلى أن ينتهى اليوم لا أراها..ويحدث هذا كثيراً


    تم هذا الأمر لزوجتى أيضاً ...كان يطلب منها أن تأتى لمكاتب الأمن لرؤيتى..
    وعندما تحضر حامله التوأم حديثى الولاده...تجلس بالساعات وكل دقائق يأتى شخص ليسألها نفس الأسئله
    من أنت ؟ ما إسمك...؟؟ لماذا أنت هنا؟؟؟من طلب منك أنت تحضرى؟؟؟
    وفى نهاية اليوم تذهب دون أن ترانى!!!!

    ساءت حالتى كثيراً وخشو من وفاتى بحبس البول فأحالونى للسلاح الطبى ثم سجن كوبر..
    وذلك فى حوالى منتصف يناير1991 ..
    ثم أطلق سراحى فى 13 مايو سنة 1992
    ولا زلت أعانى من مشاكل فى الكلى..

    وفى 29 ديسمبر 1996 تم إعتقالى للمره الثانيه..وحتى 12 يوليو 1997

    الشهر الأول قضيته فى سطوح القياده العامه مع المهربين وبتاعين الشيكات الطائره

    ثم نقلت إلى أحد بيوت الأشباح بحرىحيث كان يتم التعذيب
    أيضاً تم تعذيبى بواسطة الضرب والركل والشتم والحبس فى غرفه ضيقه
    متر فى نصف متر وذلك فى سطوح مكاتب الأمن فى بحرى
    قائد التعذيب رائد أسمه أسامه لاأعرف إذا كان هذا أسمه الحقيقى أو الحركى..
    بعد منتصف الليل يتم أخذى إلى السطوح حيث يقوم حوالى سته أو سبعه من أفراد
    الأمن بركلى بالجزم وضربى فى كل جسمى
    أثناء النهار يتم ضربى بقعور البنادق...وشتمى بأقزع الألفاظ..
    ومطالبتى بقراءة بعض سور من القران وأنا فى أشد الإجهاد..أو مطالبتى بالصلاه
    ثم إحضار صحن كبير جداً ملئ بالفول ومطالبتى بأن آكله كله..وإن توقفت أضرب
    كنت آكل حتى أستفرغ..ثم أطالب بأن اكل حتى أستفرغ للمره الثانيه..
    وأيضاً مورس على التعذيب المسمى بالطياره قامت..والضرب فى الرأس..
    ان هناك زميل من الحله الجديده لا أذكر إسمه تم خلع أظفاره..
    وكان معى الزميل النقابى محمد بابكر ودكتور محمد نجيب وعباس وهبه
    وزميل من الجريف إسمه مصطفى..
    ثم احلت إلى مكتب أمن داخل القياده العامه وبعدها تم الإفراج عنى دون أن يسمحو لى
    بالإتصال بأسرتى ودون أن يعطونى أى نقود للمواصلات..ودون السماح لى بأخذ ملابسى وحاجياتى
    مما إضطرنى للذهاب مشياً من القياده العامه إلى حيث تسكن أسرتى بالقوز


    بعدأن أطلق سراحى كان على أن آتى للتمام فى مكاتب الجهاز من الساعه الثامنه صباحاً
    وحتى السابعه مساء بشكل دورى..وأنا أب لثلاثه أطفال..فى ذلك الزمن
    لم أستطع الحصول على عمل بسبب هذا..وعندما وجدت عمل بعد لأى تم فصلى..
    ضاقت بنا سبل العيش الكريم..فقررت الخروج من السودان بمساعدة بعض الأهل والأصدقاء
    ذهبت لميناء وادى حلفا أنا وزوجتى وأطفالى ثم للقاهره فى ظروف غايه فى الصعوبه
    مكثنا فى القاهره تحت رعاية المنظمات الدوليه إلى أن تمت إعادة توطيننا فى أمريكا


    ________________

    معلومه:-

    فى الصحافه كان هناك شخص من عناصر الأمن و إسمه محمد الحسن الجو ....كان جاراً لأهل زوجتى
    وكان يفاخر ويتباهى بأنه يعذب البعثيين..
    كان يسكن الصحافه مربع 23 وكان شغال فى مديرية الخرطوم حتى سنة2003


    (عدل بواسطة Egbal Elmardi on 05-18-2009, 05:02 AM)

                  

05-18-2009, 02:21 AM

Egbal Elmardi
<aEgbal Elmardi
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 1148

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Egbal Elmardi)

    صاحب البوست والأخوه المتداخلين
    تحياتى

    فى غمرة الإنفعال بهذه المعلومات...
    ولا أعتقد أن كلمة الإنفعال تستطيع أن تستوعب ما أحس به فى هذه اللحظه
    كنت أتكلم مع عادل لأخذ هذه المعلومات منه..وقد أخذت منى زمن طويل..
    لأنه لا يستطيع التحدث بشكل متواصل..لذا أتركه ليرتاح لبعض الوقت..ثم أعود مره أخرى..
    لهذا نسيت أن أحييكم ...
    فلكم العتبى...

    والشكراً الجزيل لإتاحة هذه البفرصه..

    ودمتم
    إقبال
                  

05-18-2009, 03:40 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Egbal Elmardi)

    الأستاذة إقبال المرضي

    تحياتي يا عزيزتي

    في البداية أرجو تبليغ تحياتي للأستاذ عادل عبدالرحمن المرضي وان تنقلي اليه ان هنالك من يهتم لتوثيق
    التجربة... وطال الوقت او قصر فسوف تأتي ساعة القصاص ....

    البوست يهتم أكثر بالتوثيق ولو واصلت حتي النهاية دون تحايا لما كانت هنالك مشكلة ...فنحن موجودين بهذا
    المنتدي وهنالك أكثر من فرصة للتحايا.. ويا ليت لو أن هنالك الكثيرون تجاوبوا مع نداءنا مثلما فعلت ...
    ومثلما فعل الأستاذ عادل.

    تحياتنا له مرة أخري
    وارجو أن يتواصل التوثيق

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:42 AM)

                  

05-18-2009, 03:58 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    شكرا أخي جعفر علي هذا التوثيق الجيد

    بس الخوف كل الخوف يجوك ناس

    المتهم برئ حتي تثبت ادانته

    متناسين (عن قصد وللدفاع عن السفلة)

    بأن هذا المبدأ القانوني المعروف لابد أن يكون

    في جو صحي تماما ...وقضاء مستقل تماما

    ورائحة بيوت الأشباح التي اعترف بها (البشير مؤخرا)

    لم تقنع هؤلاء حتي الآن .... يعني بقو ملك أكثر من الملك نفسه

    ولقد أدخلهم الريس في تناقض مع نفسهم ....فأصبحوا يقولون

    نحن ضد التعذيب .......ولكن (المتهم برئ حتي تثبت ادانته !!!)

    فوا خجلتهم/ن ...... فقد باعهم الريس بأبخس الأثمان

    وشكرا للعزيزة الأخت (دومة) التي قالت قولا مشرفا

    وهو (مقلوب) ما يقولونه الذين واللائي يدافعون عن (السفلة)

    فقد قالت قولتها (ولم يرمش لها جفن) :

    أن المتهم في عهد الانقاذ هذا (مدان حتي تثبت براءته)

    فشكرا لها وشكرا لك أخي جعفر
                  

05-18-2009, 04:11 PM

علاء الدين حيموره
<aعلاء الدين حيموره
تاريخ التسجيل: 08-08-2006
مجموع المشاركات: 5689

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Egbal Elmardi)

    الاخت اقبال

    اولا التحية للاخ عادل المرضي وربنا يواليه بالعافية ويطول في عمره
    والتحية ليك وانتي تنقلين تجربة المناضل عادل ..


    Quote: فى الصحافه كان هناك شخص من عناصر الأمن و إسمه محمد الحسن الجو ....كان جاراً لأهل زوجتى
    وكان يفاخر ويتباهى بأنه يعذب البعثيين..
    كان يسكن الصحافه مربع 23 وكان شغال فى مديرية الخرطوم حتى سنة2003


    محمد الحسن الجو كان في امن نميري وقد حوكم في المحكمة العلنية .. بعد
    الانتفاضة والتي التي ضمت
    عاصم كباشي والضابطة حفصة ( رئيس القسم العقائدي ) بجهاز امن نميري ...
    وفعلا كانو قد عذبو البعثيين اشد العذاب ..
    الجو وجدته من افراد حراسات برج البركة في منتصف التسعينيات ولكن لا اعلم ان
    استعين به مرة اخرى في الجهاز ...
    اعلم انه اليوم قد اخذه الكبر ولا يتحرك ... وهو والد ضابط الجمارك معاش
    عز الدين محمد الحسن ...

    (عدل بواسطة علاء الدين حيموره on 05-18-2009, 04:14 PM)

                  

05-18-2009, 04:32 PM

علاء الدين حيموره
<aعلاء الدين حيموره
تاريخ التسجيل: 08-08-2006
مجموع المشاركات: 5689

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: علاء الدين حيموره)
                  

05-18-2009, 06:10 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: علاء الدين حيموره)

    تحياتي عاطف مكاوي

    Quote: بس الخوف كل الخوف يجوك ناس
    المتهم برئ حتي تثبت ادانته
    متناسين (عن قصد وللدفاع عن السفلة)
    بأن هذا المبدأ القانوني المعروف لابد أن يكون
    في جو صحي تماما ...وقضاء مستقل تماما



    عارف يا عاطف مرات الحاجات بتكون واضحة جدا لدرجة انك بتفكر الناس البحاولوا ينكروها او يغطوا عليها او
    يكابروا ديل مالهم ... مرات تشك في انهم مرضي نفسيين ومرات تانية تلقي ليهم العذر لانهم في موقف محرج وعندهم
    علاقة شخصية بهؤلاء الأشخاص .. وفي أغلب الأوقات المسالة ليست سوي تملق ...
    اي حديث حول ان فلان الفلاني الذي يعمل في جهاز أمن الجبهة الإسلامية هو شخص محترم ومتواضع .. وما اليه ليس سوي
    كلام فارغ فمعروف ماهي وظيفة أمن الجبهة الاسلامية ... ولا نحتاج لأحد ان يتفضل ويسرد علينا محاسن الأمنجية لأننا
    نعرف ولأن كل هؤلاء الذين نوثق تجربتهم يعرفون ...

    والنظام بكامله وكل من شارك فيه مدان حتي تثبت براءته
    تحياتي وودي

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:43 AM)

                  

05-19-2009, 00:15 AM

علاء الدين حيموره
<aعلاء الدين حيموره
تاريخ التسجيل: 08-08-2006
مجموع المشاركات: 5689

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    Quote: أدمن الجلادون مسلسل التعذيب والاساءات املين الحصول على اقصى ما يستطيعون من ارهاقنا معنوياً ومادياً فبعد حملة من الاهانات والصفع والضرب بالسياط بداوا فى إستجوابنا ونحن معصوبى الاعين،


    نعم كان ضربا بلا رحمة وكانو اكثر سادية ...

    واصل
                  

05-19-2009, 10:02 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: علاء الدين حيموره)

    عبدالرحمن الزين محمد على

    عبدالرحمن الزين محمد على 37 سنه، محام، من مواليد منطقة الجزيرة بوسط السودان، اعتقل مرة واحدة، يحكى عن هذه التجربة فيقول:
    فى صباح الاربعاء 3/12/1989م، وفى حوالى الساعة الواحدة والنصف صباحاً، دخلت علينا مجموعة من رجال الامن مكونة من ثمانية افراد يرتدى بعضهم ملابس عسكرية، والبعض الاخر يرتدى ملابس مدنية، اقتحموا المنزل بالبنادق الرشاش، وقتها كنت نائماً، وإستيقظت فوجدت هذه المجموعة تحيط بى من كل جانب، وسالونى مباشرة عن "شخص" يبحثون عنه، رددت بإننى اعرفه غير أنه غير موجود معنا الان طلبوا منى ان اتحرك معهم، ولم يسمحوا لى بتغير ملابسى، واقتادوا كل من كان بالمنزل "كان معى وقتها المهندس عبدالله السنى، اقتصادى، عبدالجليل محمد حسين، وضيفنا الاستاذ الصادق الشامى المحامى، وبالخارج وجدنى عربة بها شخص مدنى من كوادر الجبهة الإسلامية، اعرفه جيداً أصدر اوامره للمجموعة بان يعصبوا اعيننا جميعاً، وتحركت بنا العربة فى اتجاه وسط الخرطوم، واُخذونا مباشرة لمنزل عرفت فيما بعد انه مقر الجهة القومية للانتخابات سابقاً. عند دخولنا تعرضنا لضرب بإعقاب البنادق وشتائم وإهانات بذيئة، واتهامات باننا نعقد اجتماعات للتجمع الوطنى الديمقراطى بالمنزل، وتخفى بعض الهاربين...الخ
    وبينما نحن نتعرض لهذا الاعتداء الوحشى صاح احدهم طالباًان "نُحد"وسمعنا ان نصيب كل واحد منا ثمانون جلده ثم اخذنا الى حمام مساحته 160 متر مقفل بباب حديد، وليس به أضاءةوالناموس يغطى كل المكان، ومقعد الحمام مزال حديثاً وتنبعث منه راحه كريه، والأرضية مغمورة بالمياه، كنا أربعة وفى طريقنا لهذا الحمام تعرضنا للضرب من كل من يقابلنا فى الطريق، ونسمع شتائم وسباب متواصل، بعد دخولنا الحمام مباشرة رمينا بقطع من الثلج وصُبت مياه باردةعلى أجسادنا، وظللنا على هذه الحالة هتى يوم الاثنين، وفى صباح الثلاثاء نقلنا الى حمام آخر، وجدنا به ثلاثة أشخاص آخرين طيلة هذه الفترة مُنعنا من الخروج الى دورة المياه، وأضطر أثنين منا للتبول داخل الحمام وكان كان واحدمنا يُعطى سندوتش فول فى الصباح وآخر مساء وظلوا يضربون على الابواب بشكل مزعج كل نصف ساعة.
    فى هذه المدة حققوا معى مرة واحدة، أكتفوا بسؤالى فقط عن اسمى، وعنوانى ومهنتى، ولمن عوت فى الانتخابات الاخيرة، فى يوم 12/12/1989م تورمت رجلى نتيجة المياه، ولم توجه لنيا أى اتهامات، ولم يحقق معنا، بعد ذلك نقلت الى غرفة داخل المنزل، فوجدت بها عديل الشيخ على عبدالرحمن، ود. عبدالرحمن الرشيد مدير الامدادات الطبية، وباشمهندس بدالرين التوم "مهندس فى الاسكان الشعبى تعرض لتعذيب مبرح حتى فقد صوابه، بعد خروجه من المعتقل قتل زوجته وحماته، وحاول قتل طفليه"، وظللت (.........)ال هذه الفترة معصوب الاعين. فى هذه الغرفة كان رجال الأمن ياتون الينا ويطلبون منا سماع حجوة "أم ضيبينا" حيث يبدأوا فى سرد قصة طويلة ليس لها معنى او نهاية وتُجبر على الانصات، بعد ذلك تُومر بتقليد صوت إحدى الحيوانات او مشيته، وعند الاعتراض يكون نصيبك الضرب، مكثت على هذه الحالة 31 يوماً، بعدها جمعنا حوالى سبعة اشخاص خارج الغرفة، وأُجلسنا على الارض، وأتى ضابط يدعى "محمد الحاج" وإستفسر عما إذا تعرضنا لصعق كهربائى ام لا... أجبنا جميعاً بالتفى، تكلم بلهجة تشير بأن ذلك ما سوف نتعرض له، بعدها أتوا بعربة مكشوفة، طرحنا على سطحها جميعاً بعضنا فوق بعض، وضع علينا غطاء من فوقنا، وركب أكثر من خمسة أفراد من قوات الامن فوق أجسادنا، وتحركت بنا العربة وسارت لمدة نصف ساعة ثم ادخلنا بعد ذلك الي منزل اخر (منزل مأمون عوض ايو زيد)
    منذ ان وطئت قدماي هذا المنزل كنت اتعرض للضرب باستمرار وبجميع اجزاء جسدي وكنت اجبر علي اداء تمارين عنيفة حتي اسقط علي الارض وكان اخرون معي كبار السن يغمي عليهم ثم نوءمر بالوقوف مع رفع الايدي لساعات طويلة
    في مساء احد الايام كانت مجموعة من ضباط الامن في الصالة يستمعون الي نشرة اخبار ال بي بي سي والتي كانت تبث تقريرا عن انتهاكات حقوق الانسان في السودان وعن التعذيب في بيوت الاشباح بعدها مباشرة سمعت النقيب محمد الحاج يخاطب رجاله بأن موضوع التعذيب انكشف وعليهم توخي الحذر وطلب منهم ان يأخذوا مجموعتناالي معتقل بالغرفة مجاورة لنا يدعي (عوض) كان مريضا للغاية لنرفع معنوياته تمهيدا لاخراجه حتي لا يحدث لهم اضطرابات داخلية
    في مساء اليوم أخذنا الي غرفة عوض الذي اتضح انه الصديق الزميل عبد الباقي عبد الحفيظ الريح المحامي
    كان ملقي علي الارض لا يستطيع الحركة او الكلام وفي حالة صحية سيئة
    ظلت اعيننا معصوبة نتعرض للضرب منذ الصباح الباكر ونوءدي التمارين العنيفة ونقف بالساعات الطوال رافعين ايدينا والغرفة مضاءة حتي الصباح مع تواتر الضرب علي الابواب الشبابيك
    في يوم 7-2-1990 نقلت الي سجن كوبر في حالة صحية سيئة في يوم8-2-1990 تقدمت ومعي اخر بشكاوي رسمية بواسطة مأمور السجن لوزير الداخلية وصورة لوزير العدل والنائب العام نطالب فيها بالتحقيق حول التعذيب الذي تعرضنا له ومحاكمة من قاموا به
    نتيجة لذلك صدر قرار بترحيلنا الي سجن شالا بغرب السودان تم ذلك في يوم 14-2-1990 وحرمت من روءية اهلي او اي شخص اخر
    كان سجن شالا منفي ليس به ماء وملئ بالحشرات والقاذورات ومكثت به حتي اطلق سراحي في 22-10-1990
    ومنذ حضوري للخرطوم قيدت اقامتي وطلب مني الا اغادر الخرطوم الا باذن مكتوب اسلمه لااقرب نقطة بوليس في المنطقة التي اذهب اليها وعند العودة اخذ ما يفيد العودة من النقطة التي تحركت منها بشرط الا اغادر الخرطوم الا مرة كل شهر ونتيجة لذلك اعيق عملي كمحام حتي توقف تماما بعد 4 اشهر الامر الذي دفعني
    للتفكير لمغادرة السودان في 14-6-1990م
                  

05-20-2009, 10:50 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الحسن احمد صالح

    فى 20 ابريل 1991م وبينما كنت اجلس فى منزل جارى احمد عبد الرؤف حضر احد الاطفال واخبرنى بان فى منزلى رجالاً فذهبت اليهم فوجدتهم رجالاً يحملون سلاح وهم من جهاز الامن فاجلسونى ارضاً وقدموا لى كيساً به أشياء سالونى عنها فنفيت علمى بها.
    وتم افتيادى الى جهاز الامن حيث تم ربط يداى وارجلى، وحضر المقدم امن صلاح عبدالله وسألنى عن مبارك وعثمان محمود والطريفى فاكدت معرفتى لعثمان محمود ونفيت معرفتى بأخرين وهددنى المقدم صلاح عبدالله بالاعدام أن لم اعترف حتى الرابعة صباحاً وتم اقتيادى الى مكتب كان يجلس به شخص عرفت فيما بعد انه حسن ضحوى وكان الدكتور نافع يجلس على كرسى جلوس واجلسونى على كرسى وقبل جلوسى كان المقدم صلاح عبدالله والرائد على حسن والرائد عبدالحفيظ يحملون سياط وعصى وبمجرد دخولى بدأوا فى ضربى واجلست على كرس وربطت يداى بكلبش الى الخلف واستمر الضرب وتدخل دكتور نافع واوقفهم وقال دعوه يتحدث بالتى هى احسن وسألنى عن علاقتى بالقيادة الشرعية وقال انه جاء ليشفع لى ولكنه لو خرج من هذا المكتب فانه لا يضمن سلامتى... عندها نزع العميد حسن ضحوى ساعتى من يدى وقام بتهشيمها وبعدها استمر الضرب بالسياط والعصى بعد خروج نافع واحُضر لى الطريفى وكانت ارجله متورمه... سئلت هل اعرفه فأجبت بالنفى ... استمر الضرب وحرمت من النوم.
    وفىاليوم التالى عرضت على المعروضات واجبت باننى لم اراها من قبل ولاحظت اختلافها عن تلك التى سبق ان عرضت على. اخرجت واوقفتا فى الشمس وكان يتخلل ذلك ضرب ولكم ودردقة على الارض واصبت اصابة بالغة فى عينى اليسرى حتى فقدت الرؤية تماماً واستمر الضرب.
    وفى المساء ادخلت على العميد حسن ضحوى فأخبرته بإصابة عينى وقال لن يقوم بعلاجى حتى افقدها اذا لم اقر بما يطلبه. وفى اليوم التالى ارقدت على كبوت عربة ساخنة واستمر ايقافى وانا حافى وعارى واستمر الضرب .
    وفى يوم 27 ابريل احضروا لى طبيب داخل الجهاز وكتب لى ادوية ولكننى فى نفس اليوم اوقفت فى الشمس الشاخنة ونقلت الى غرفة وجدت فيها الطريفى وهو عاجز عن الحركة تماماً ولذلك ادليت بالاقوال التى لا اعلم بها امام لجنة التحقيق وعند انتهاء التحرى قال لى ياسر حسن عثمان " كلامك ده الما عايزنو وحنرجعك للناس البدرشوك تانى".
    زاد آلم العين وبدأ تكون الموية البيضاء وازاء الحاحى عرضت على دكتور عمومى وفى يوم 15 يونيو 1993م عرضت على دكتور حسن هارون والذى قام بكتابة تقريره. وفى يوم 20 يونيو 1993م اخذت الى مستشفى العيون حيث إجريت عملية جراحية للعين اليسرى وفى يوم الادلاء بالاقرار امام القاضى جاء الى الملازم عكود وهددنى اذا لم اقل ما ورد فى يومية التحرى امام القاضى يفقى عينى الاخرى دخلت الى القاضى وقلت أننى اعترفت لاخلص نفسى. انتهى حديث الحسن احمد صالح

    ------------------
    لقد اقر التقرير الطبى ما تعرض له المواطن الحسن احمد صالح من تعذيب ونص على الاتى:- " قمنا نحن الدكتور عبدالمطلب محمد يسن ود. على الكوبانى بالكشف على المواطن الحسن احمد صالح بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنى الاتى:-
    "1" اثر عدد 6 سجحات دائرة فى الظهر اعلىواسفل الظهر بقطر 5, 0 سم
    "2" سجحة مستطيلة فى الكتف الايسر3.5*5 سم
    "3" اثر عدد 2 حريق القدمين 1*1 سم.
    "4" تم تحويله لاخصائى العيون.
    "5" اخذت له صورة اشعة للصدر والعنق ولم يظهر فيها اى كسر ... حدث الاذى قبل اقل من سنة تقريباً. واورد اخصائى العيون الدكتور حسن هارون فى تقريره وبعد الكشف على العين اليمن كانت 6 على 9 والعين الشمال ترى حركة اليد فقط وهذا يعنى نظراً ضعيفاً وان هذا عى الدرجة قبل الاخيرة من فقدان النظر.
                  

05-20-2009, 01:51 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    جعفر يسن احمد

    تم اعتقالى من مطار الخرطوم عند عودتى من الخارج وتم اخذى الى مكتب العميد حسن ضحوى نائب رئيس جهاز الامن الذى الذى طلب منى الاعتراف بصلتى بالقيادة الشرعية ولما انكرت ذلك قال لى نائب رئيس الجهاز "اذا طلعت من مكتبى دا انا لا اضمن لك سلامة نفسك وقال ايضاً التعذيب هنا حتى الموت" واخذنى المقدم صلاح قوش الى مقر الجهاز وقال لى" سمعت ببيوت الاشباح المكان المات فيه الدكتور على فضل أنت حسع فيها حنعذبك والا تقول وتعترف وتعمل الحاجات الي نحن عاوزنها" وتم اعادتى الى مكتب العميد حسن ضحوى ولما انكرت صلتى بالمعارضة ضربنى العميد بتقالة ورق وقال لى " انت حتموت هنا تحت ايدينا وكسرت ساعتى وضربنى العميد بالعصا على كتفى وتم استدعاء الطيب نور الدائم ومبارك جادين وتم جلد الطيب امامى بالسوط واعادنى الرائد على حسن الى بيت الاشباح وكلف الحرس "الناس ديل بكرة يجونا جاهزين" وفى حضوره تم ضربى على الحائط وبالدبشك على ظهرى ووضعت فى زنزانة صغيرة الجزء الاسفل من بابها مصنوع من الصاج والجزء الاعلى من السيخ وامرت باخراج يدى من فتحات السيخ ووضعت عليها طشت وعند وقوع الطشت ينهال على الحرس ضرباً بالخرطوش مع السب والشتائم ومنع الاكل والشراب وقضاء الحاجة والصلاة والنوم وتغير حمل الطشت الى حمل الطوب وعندما يغمى على يتم ضربى وايقافى لمواصلة حمل الطوب ثم تم اخذى والطيب نورالدائم الى مكتب الامن وامرنا بخلع ملابسنا فيما عدا الانكسة ووجدنا مقدم امن صلاح عبدالله وعلى الحسن وعبدالحفيظ احمد البشير يحملون سياطاً وربطت ايدينا للخلف وبدأ مسلسل الضرب بالسياط على الظهر ولا تزال اثاره ظاهرة على جسدى وفى تمام الساعة الثانية طهراً اخذنا المقدم صلاح قوش والرائد على حسن والرائد عبدالحفيظ احمد البشير الى طابور شمس وعند خروجنا وجدنا الحسن احمد صالح يجلس على الارض تحت الشمس وكان عارياً وعينه اليسرى مربوطة ويتلقى ضربات بالخرطوش وتم وضعى بالقوة فوق عربة ويداى مربوطتان للخلف ودس جسدى على العربة حتى تسلخ جزء من الالية اليسرى واجزاء من الكتفين وسقطت على الارض مغشياً على وعندما افقت وجدت المقدم صلاح عبدالله والرائد على حسن يشتمونى وكان الرائد عبدالحفيظ محمد يحمل كاوية وامره المقدم صلاح عبدالله بتوصيلها بالكهربة وعند التسخين احضارها وقام بكوى جزء من الفخذ ولاتزال آثارها باقية ومنطقتين من البطن والصدر وعندها دخلت فى غيبوبة وعندما افقت كانت الاسئلة تتوالى على وفى هذه اللحظة هددنى المقدم صلاح عبدالله باحضار زوجتى واغتصابها امامى وكان هناك شخص يطبخ فى الاكل وبجواره جمر وامره عبدالحفيظ بان يضع صينية على النار ويضع فيها ظروف نحاسية بتاعة رصاص وعندما سخنت الصينية اجبرت على الوقوف عليها وانسلخت قدماى ولم اعد اقوى على الوقوف وحملت الى داخل المكتب وقال لى صلاح عبدالله انت ما عندك علاقة بالسفارة المصرية؟ وطلبت من الرائد عبدالحفيظ محمد البشير كوب ماء واحضر الماء وكانت يداى مغلولتان وعندما هممت بشرب الماء دفق الرائد عبدالحفيظ الماء وضحك.

    التقرير الطبى:-
    بناء على الامر القضاء الصادر من السيد قاضى المحكمة الخاصة مولانا الزبير محمد خليل قمنا نحن د. عبدالمطلب محمـد يسن ود. على محـمد السيد الكوبانى بالكشـف على المواطن جعفر يسن احمد بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنا الاتى:-
    *- اثر حريق بالساعد الايمن
    *- اثر حريق بالساعد الايسر
    *- اثر حريق بالساق الايسر
    *- اثر حريق فى منتصف الساق
    المصدر صحيفة الاتحادي العدد الصادر بتاريخ 24-5-1994
                  

05-20-2009, 06:09 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    تحايانا أخي الكريم جعفر بشير


    والظلم ساعة..
                  

05-20-2009, 08:37 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: مؤيد شريف)

    تحياتي عزيزي مؤيد شريف

    وشكرا علي حضورك المتواصل في مقام التوثيق ضد القتل والتعذيب
    اطلعت علي مقالك اللحظة التاريخية وحتمية التغيير في الجذر ..

    مقال الامال والاحلام ... الطموحات والانكسار
    وليتك لو اوردته لنا ليكون محفزاً للكتابة والتوثيق

    والشكر مقدماً
                  

05-20-2009, 09:40 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    شكرا علي هذه الهمة.. تحاياي واحتراماتي والأمل أن نعيش الغد القريب في حضن دولة تعترف بأدميتنا وتعطيها حقها... ونحن هاهنا قاعدون لهم لن نفر ولن نلجأ وسنعترك معهم كل الملمات حتى نحقق حلمنا في وطن صالح للعيش والبقاء وجدير بالاجيال القادمة أو يفعل الله فينا وفيهم مشيئته الماضية



    الشباب .. كيف ننتخب ؟

    اللحظة التاريخية وحتمية التغيير في الجذر



    مؤيد شريف



    قد لا يندهش الكثيرون من أني وخلال سنوات عمري الثلاثين لم يسبق لي الإقتراع في أي عملية إنتخابية !! رئاسية كانت أم نيابية أو بلدية ! ، وليس في ذلك زهداً أو إعتكافاً أو إمتناعاً حتى عن المشاركة في أوجب واجبات الوطن ، إنما وببساطة بسبب أن بلادنا العزيزة لم تشهدها إلا في مرة يتيمة لا يكاد يعترف بصحتها أو نزاهتها عاقل صحيح . وحتى هذه اليتيمة لم يتسنّ لي المشاركة فيها: فقد كنت من (السواقط!!) ، وهي كلمة تستخدم تبريراً لتزييفٍ ممنهج مُسبق وجيد السبك في القوائم ، عُمل من خلاله علي (قص!!) و (حذف!!) كل مترفع عفّ عن جماعتهم بقدر حرصهم علي قيدِ كل (ساقطٍ) حطّ ووقع علي جمعهم .

    ولله دوماً حكمة ، وربما كانت حكمته في أن حضوري كان شاهداً علي عملية تزييف وتزوير واضحة إذ رأيتُ بأم عينيّ - الاتي سياكلهما الدود يوما - مُستخدم اللجنة الانتخابية يلحقُ بامرأة ويزاحمها في المنطقة الضيقة المخصصة لعملية الإقتراع خلف الستار الحاجب ، وسمعته باذنيّ يوجهها للتصويت (لفلان) و (فلان) ويُمسك عنها هو بالقلم كما تُمسك ويضعُ العلامةَ حيث يشاء هو وتُستغفل هي ، بل نحن . ومن شدة دهشتي وإندهاشي لحقتُ بالمرأة التي كنت أعرف ولازلت وسألتها ، وكم إزدادت دهشتي عندما علمت مقدار ثمن (الخديعة!!) : 25 ألفا من الجنيهات مخصوم منها عمولة (سمسار الأصوات) وأجرة (الحافلة) التي جاءت بها وعليها تعود!.



    ما تقدم من وصف ،لم أعايشه بنفسي إستثناءاً ، بل هو وضعٌ عام ينطبق علي كل أبناء جيلي ، فنحن جميعنا لم نر صناديق الإقتراع إلا عند التصويت لانتخابات اتحادات الجامعات ، وهي قصة أخرى تستحق أن يطول وصفها ، سوى أن الحيز لا يسع ، وما أذكره جيداً ولا يكاد يبرح مخيلتي من تصاوير تلك المرحلة : أطواق الحديد وعصي الحديد (السيخ) وهتافات من هنا وأخرى من هناك (وعينك ما تشوف إلا الدم!!) ، وتتعطل من بعد العملية الانتخابية ، فتُلغى نتيجتها إن لم توافق هواهم ، فتُعين لجنة تسييرية يُعينها كبير من الكبار ، ولا تخرج عضويتها من صغار الكبار (وكأنك يا أبوزيد ما غزيت!!) . وفي إحداها إقتادني مجموعة من صغار الكبار حتى ظننت نفسي (مهما) بسبب العربة الفارهة المخصصة لاعتقالي ، وكانت تُهمتي كما سمعتها منهم : تعكير صفو الأمن العام ! ، والسبب أني جهرت برايٍ مفاده أن ما رسخ من إنطباعٍ عند الناس عن قوة قدرة الأمن ليس إلا إنطباعاً عاماً يُكذبهُ واقع الحال ، وليتهم عندها سمعوا لي وفهموا ما أردت إفهامه ، غير أني لم أجد عندهم إلا ما عُرفوا به وحقّ عليهم من البهدلة والاستفزاز المهينيين . وخلاصة القصة أنهم عجزوا عن إدانتي بفعل تجرمه حتى عقولهم ، فسمعتُ أحدهم، وكانوا ينادونه (عماداً)، يقول : ( نأتي" بواحدة " تقول وتشهد بأنها كانت معه في وضع (مخل) ونحملهم معا الي النظام العام ونجلده هناك!!) ، وقد كان في وسعهم أن يفعلوا إفتراءاً وتلفيقا ، غير أنهم لم يفعلوا ، وكل ما أذكر أنني خرجت الي الطريق العام فرحاً إذ لم يحيق بي ما رأيته من دماء وكدمات علي الجلد منكشفة وأخرى في النفس لا يقووا ولم يُخلقوا ليحسوا بها ويستشعروها ، فالاحساس فعلُ الرحمةِ في الانسان ، وهم لم يكونوا يوماً (إنسان).



    أعتذرُ إن تقافزَ هذا التداعي الحر شيئا كثيراً أو قليلاً عن مبتغى المقال ، وهو - وكما يؤشر عنوانه - في الإنشغال بشأن الأجيال الجديدة في العملية الإنتخابية ، وما تُعلق عليها من آمال التغيير والتحسين في أوضاع عُرفت وتُعرف بالتراجع والانكسار والتأزم . وما يَشمُ ، بشكل عام ، هذه الأجيال الجديدة الشابة من غيابٍ لمجرد الرغبة في التفكير في الشأن العام يظلُ هو السمة الغالبة للغالبية منهم ، وكم ينقبضُ قلبي عندما يهاتفني صديق ولا يجد حرجاً من أن يقر بأنه قرأ مقالاً أكثر من مرة ولم يفهم شيئا !!، وهو ليس بقليل تحصيل علمي وقد تكون له درجة علمية مقدرة ! .

    ومن هنا وهكذا تفطنت وأدركت أن الكثير الكثير يُنتظر أن يُفعل بحقها ومن أجلها قبل أن يُطلب من هذه الأجيال الشابة المشاركة بفعالية والتأثير بايجابية في واقع حياتها المعاش ومسار وطنها ، والأمر لا يخرج عن كونه عرضاً للأزمة الشاملة في الثقافة والضمير والعقول والاجتماع والاقتصاد والسياسة وما فوق ذلك وما دون ، وإستطالة أوضاع الطوارئ والاستثناء في كل شيء ومنحى ومجال ثبتت ونشرت ثقافة عدم الإكتراث واللامبالاة (الصهينة) : (يا عم هو حد حوش) \ ( أضرب الهم بالفرح ) \ ( اشتري دماغك )\ (الحيجي حيكون أحسن من الفات؟!) ....، وهي عقلية انهزامية وانصرافية مترسخة بالتقادم وشديدة الخطورة ، بل هي فيها تهديد الأمن القومي كما نفهمه لا كما يفهموه ويوظفوه ، فمجتمعاتنا توسم بانها مجتمعات شابة ، تتخطى نسبة الشباب منها الـ 60% ، ما يعني أن هذه الكتلة الضخمة من الحجم الانتخابي تُعزل وتُغيب عن التأثير في واقعها . وإن فعلنا ، وقد فعلنا ، فهذا يعني أن حياتنا كلها مزورة ومزيفة ومفتعلة ، وهي كذلك .



    إن الرهان الأساس والذي يزنُ علي عاتق قوى المجتمعات الحية من مراكز أبحاث ومنظمات مجتمع مدني وكتاب ديمقراطيين ومستنيرين وغيرهم التفكير في كيفية العمل علي تغيير اهتمامات الكتلة الشابة المُغيبةُ قسراً والمُتغيبة إختياراً وجذبها لاعتراك الشأن العام ، بل لأن تصبح مركزه النابض وقوته الاساس وعصبه الحي ، بحيث تَقبل علي النشاطات المجتمعية والندوات السياسية والالتحاق بجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية بكثافة ، وبالتالي بعثُ روح المشاركة والدافع لدخول العملية الانتخابية بفعالية . ومجموع ما طُرحت من مسائل تظل مطروحة لأهمية الأمر . والأملُ معقودٌ في إسهام الأقلام المُنشغلة بالقضية الوطنية من دون إلتحافٍ حصري لايدولوجيا أو إرتهان مصلحي لجهة والأقلام المستنيرة والحرة من الكتاب والصحافيين ، في الاجابة عليها وإعادة طرحها مرات ومرات في محاولة ملحة لايجاد الحلول وفك عقدة إعتكاف وزهد الشباب في المشاركة السياسية وإعتراك العمل العام .



    إن ما إطلعنا عليه ، نحن الشباب ، من تاريخ لبلادنا يكشفُ مدى عمق الانكسارات والاحباطات الوطنية والتي تفجرت منذ لحظات الاستقلال الأولى ، وهي عندي تبدأ من نوعية الطبقة السياسية والتي ورثت عن الاستعمار بلاداً ومصائر ، وفي الوقت الذي كان عليهم الإنكباب والإنشغال ببناء إنسان الأمة دبت بينهم خلافات حادة وطفقوا في حياكة المؤامرات والتربص ببعضهم البعض ، وأعتقد كل من الطائفيين باضعافه للطائفي الآخر ، في الوقت الذي كانوا يضعفون فيه بلاداً وشعباً وأمة وحق الأجيال الجديدة في وراثة حياة أفضل ووطن أفضل ! ، فكان أن إنقسم حزب الاستقلال علي نفسه قبل أن تنقضِ احتفالات الاستقلال وخروج المستعمر الأول وهو الذي يُكنى بـ(حزب الاستقلال) ! ، وقالها الأزهري : أن الانقسام جاء علي خلفية التنافس العبثي علي السلطة والأدوار في الأحزاب والحكومة ! ، والطائفة الكبرى الأخرى في (الأنصار) لم تكن بأفضل حالاً ؛ حيث تواضع (السيدان) وتواطئا علي حكومة الأزهري وحذرا من (خطرها) ، وكل الخطر كان منهما وفيهما ، فأسقطاها وشكلا بديلا عنها حكومتهما لفظاً ومعناً وواقعا "حكومة السيدين" ، ولم تكن (حكومة الطائفتين) كما تقول بعض المصادر ، وبرهاننا ما حدث لاحقاً من إنقلاب سيد (الأنصار) بمباركة سيد (الختمية) عسكرياً في حادثة مثلت ذروة ما نتحدث عنه من محدودية الإحساس بالقضية الوطنية لدى الطائفيين وإنكبابهم أولاً وآخرا علي مواقع السلطة والنفوذ والتأثير ، وهو هدف إنقلاب (الأمة) العسكري علي نفسه والبلاد والعباد وضمير الأمة الشعب الكبير لا الطائفة الأصغر ، فرئيس وزراء السيد سعى باقناع زعيمه أن الانقلاب سيكون سلمياً ومن غير دماء ! ، وما درى أن كل الدماء في ما إستن من "خروج" وتفلت ، وأنه ،أي الإنقلاب ، سيجمع أسباب القوة والسلطة جميعها عند أقدام سيده ، وأن سيده سيكون متاحاً له ما بعد (الكارثة) أن يُعين رئيساً علي الدولة (الضيعة) ! ، وجاءوا بالعسكر يدوسون الرؤوس بأحذيتهم الثقيلة ، ويا لمفارقة القدر وسخرية التاريخ ؛ فما حدث في العام 1958م عاد ليتكرر عبر ذات الطبقة المتماثلة الكارثة وإن إختلفت الشخوص عن كارثة العام 1998م!!، فعبود وجنوده إستلطفوا المقاعد الوثيرة وخرجوا عن حدود تفويض أهل السياسة وأذاقوهم مُر صلف العسكر ، وجماعة انقلاب الجماعة الإنقاذية 1998م الكارثة جاءوا بعسكرهم الي الحكم أو جاءوا هم بهم ، فرحين بما صنعوا ، فانتهى بهم الأمر الى أسوأ من أولاها لعبود : في السجون وتحت الأغلال يعضون أصابعهم ندما وأسفا ويتبرأون من قبح صنيعهم! وما عاد للندم والأسف من صلاحية ؛ فصنيعكم قد تضخم وجثم علي الصدور وقُضى الأمر .



    هذه مفارقة واحدة مما تطفح به الكتب والمراجع من إنكسارات الماضي الممتدة الي لحاضر من واقع إستمرار سيطرة ذات النوعية من الطبقة السياسية المُقعدة بذاتها ، وكان الشعب عند جذر الأزمة حاضرا ، فكلما عبثوا بمكتسباته وأذاقوه الظلم والهوان ، عاد لينتخبهم من جديد ويسلط سيوفهم علي رقابنا ! ، وحتى في عالم كرة القدم يكون من المُثمر أن يُشعر المدرب كل عناصر فريقه حتى النجوم اللُمع منهم أن أحداً منهم ليس بمنجى من الدكة أو كنبة الاحتياط ، وعندها فقط يطمئن هو لبذلهم أقصى ما عندهم من جهد . وهذه هي صيغة التفوق والفوز ، أما في عوالم السياسة السودانية ، فالسيد يظل سيدا وإن تواضع فعله وإنعدم منجزه ! ، والشيخ شيخ وإن تقرح جسده بالآثام ! ، والزعيم زعيم رغم أنف الجميع !!!، ولا أحد يقوى علي التغيير من الداخل .



    نحن الأجيال الجديدة ليس لنا عقيدةً سياسية مُطلقة تلزمنا جانبا يدعي لنفسه (قدسية) من أي نوع ، وليس لنا زعيم (مقدس) من أي ديانة أو علي أي درجة من سواد اللون ، وليس لنا توهم ايدولوجي يحجب عنا التفكير الحر والتمييز بين (البعر) و (الدرر) ، ولا قداسة عندنا لتاريخ أو نسب (شريف) ، ولا حصانة عندنا لفاشل متجاوز . وكل ما تقدم يضع حل العقدة التاريخية الحاضرة علي ضمائرنا ، ويضعنا أمام مسؤولياتنا في القفز علي قتامة الواقع وعمل شيء ، أي شيء من شأنه تخليص أهلنا من العذابات المستدامة وسلطة القمع والقعود والفساد والتأخر ، فهل نكون علي قدر عظم الكرب والمهمة ؟، فالان وعند هذه اللحظة تحمل الأخبار نبأ أن أكثر من 20000 من أهلنا الطيبيين المتخل عنهم في دارفور أُجبروا علي الخروج الي الصحراء تحت ضغط شدة القتال ، ويكافحون ، فقط ، ليبقوا أحياءا !!! ، فهبوا نُغير واقعهم وواقعنا ، مشاركةً وانتخابا ، قبل أن يأتي الطوفان ولا يخلف وراءه وطن لينقذ أو حتى قطع من أديم الأرض لاجسادنا (النافقة)....

    (عدل بواسطة مؤيد شريف on 05-23-2009, 05:04 PM)

                  

05-22-2009, 09:30 AM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: مؤيد شريف)

    Quote: شكرا علي هذه الهمة.. تحاياي واحتراماتي والأمل أن نعيش الغد القريب في حضن دولة تعترف بأدميتنا وتعطيها حقها... ونحن هاهنا قاعدون لهم لن نفر ولن نلجأ وسنعترك معهم كل الملمات حتى نحقق حلمنا في وطن صالح للعيش والبقاء وجدير بالاجيال القادمة أو يفعل الله فينا وفيهم مشيئته الماضية


    مع كامل التقدير للظروف الخاصة لمن إستحال عليهم الاستمرار في ظل الاجواء المعروفة .. فهم يجدون عندنا كل احترام وتقدير وموقفهم من الهجرة يظل اختيارا ذاتيا ( لا يُنقص من قدرهم شيئا يسيرا )هم فقط يستطيعون ان يقدروا حتميته والحاحيته بالنسبة لهم وليس أي شخص آخر بخلافهم ...


    تحاياي
                  

05-22-2009, 11:16 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: مؤيد شريف)

    تحياتي مؤيد

    امتدادا لتعقيبك ....

    التحديد الجغرافي والسياسي تم اختراقه منذ أمد طويل يحنما أصبحت لدي الدول مقدرات اقتصادية وعسكرية تمكنها من
    القضاء علي جميع مواطنيها إن ارادت بسبب توجيه كاقة الامكانات المتاحة للحرب وليس للسلام فوجود الهيئات الدولية
    كمثال الامم المتحدة يعني بالضرورة وان كان نظرياً أن المسالة لم تعد ببساطة ... يمكنني أن احكم كما أشاء وافعل
    كما أشاء ... فالعالم لم يعد يحتمل الحمقي بعد الان .... ولذا حينما نقول بأننا هنا قاعدون لا يعني بالضرورة في
    مكان محدد فالعمل ممكن من اية رقعة جغرافية طالما ان العالم اصبح مفتوحا علي بعضه ولم تعد هنالك من أسرار ... مع
    معرفتنا التامة بالتأثيرات التي تختلف باختلاف المكان ... لكن ما يحدث في السودان لم يكن للفعل الداخلي فقط
    مقاومته وما تحقق من انجاز لم يأتي بفعل داخلي فقط بل ان تدويل القضية من خلال تصعيدها ومن خلال الهجرة هو ما اسهم
    في الوضع الحالي ...

    بقي لنا أن نقول بأن المسئولية الأخلاقية تحتم علي من يقرر لعب دور النضال ضد السلطة أن يقرر ذلك عن نفسه فقط وليس
    عمن حوله واقصد بذلك الأسرة العائلة الأقارب فالمسئولية تجاه الوطن لا تتنافي مع المسئولية تجاه هؤلاء ولذا وجد
    الكثيرون أنفسهم وقد قدموا ما يمكنهم من داخل السودان حتي وصلوا مرحلة العجز عن العطاء لارتباطهم بمسئوليات أخري
    لا يقل الالتزام بها أخلاقياً عن الالتزام تجاه الوطن من ناحية اقتصادية ومن ناحية أمنية .... ولكن ذلك لا يعني سوي
    العمل من موقع آخر وامكانات أخري لم تكن لتحقق وفق الراهن الذي يعيشه ... إذن ليس علينا الاعتقاد بأن وجودنا في
    مكان محدد هو الأفضل لأن الأفضل هذه تؤخذ من عدة وجهات فما يكون الأفضل للبعض يكون الأسوأ لآخرين ....

    بالنسبة لمقالك لا استطيع حقاً إضافة المزيد لأنه واضح ومتماسك وأفضل ما يمكن التعالم معه هو القراءة الصامتة ...


    تحياتي

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:45 AM)

                  

05-22-2009, 12:16 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    عثمان محمود

    تم اقتيادىالى مبانى جهاز الامن للعميد حسن ضحوى بحضور كل من صلاح عبدالله وعبدالحفيظ وسألنى العميد حسن ضحوى عن انضمامى للقيادة الشرعية ولما انكرت ضربنى بعصا من الابنوس على ظهرى حتى تكسرت وخرج وقام صلاح عبدالله وعلى الحسن بضربى بعصى حيث كان صلاح عبدالله يضرب الكتف وعلى الحسن يضرب الركبتين حتى امتلأت ملابسى دماً واستمر الضرب ولما عاد حسن ضحوى قال لى
    " بتعرف على فضل فقلت له لا اعرفه فقال لى بالمناسبة على فضل دا قتلناه فى مكتبنا دا وبالمناسبة التعذيب عندنا حتى الموت واستمر هذا الامر لعدة ساعات ثم اخذنى الرائد عبدالحفيظ الى بيت الاشباح حيث بدأ مسلسل ضرب جديد حيث تمسك من الرأس وتضرب على الحائط حتى فقدان الوعى وتم ادخالىالي زنزانة صغيرة وامرت بإخراج يداى عند سيخ الباب وحمل طشت به ماء وعندما يسقط الطشت يتم ضربى بالدبشك وظللت على هذه الحالة من الليل وحتى الساعة 12 ظهرا من اليوم التالى ثم اخذت فى ضهرية عربة حتى الغار وهو مقر رئاسة جهاز الامن وادخل صلاح عبدالله اثنين من الشباب وطلب منهما ان يتعلما الكارتيه فى وبدأوا فى ضربى وانا مقيد حتى فقدت الوعى ولما افقت قاما بطعنى بدبابيس ثم امرت بجمع الدبابيس فى صندوق مع الضرب بالسياط, ثم ادخلت فى غرفة وامرت برفع يداى وهما فى القيد وهى طريقة يطلق عليها طابور الوقوف واستمريت على هذا الوضع حتى منتصف الليل وجاء الى صلاح عبدالله وعلى الحسن وطلبا منى الاعتراف فرفضت فإستمر طابور الوقوف حتى الرابعة صباحاً واجبرت على عمل مايسمى قيام الهندى وهو ان تكلبش اليدان وتخلع الملابس ويرقد الفرد ارضاً فى الشمس ويكون الجسم على الرأس واليدين ويستمر الضرب بالسياط وذلك لاكثر من ساعة تم يترك الفرد فى الشمس حتى المساء وثم اعادتى لبيت الاشباح وطلب منى ان انط كالارنب من البوابة حتى الزنزانة وعاد مسلسل حمل الطشت وعند الفجر هددنى حارس بأن يوصل به التيار الكهربائى وفى منتصف الليل ادخلت فى ضهرية عربة حيث تحركت بى الى مكان وجدت به بعض الناس من بينهم صلاح عبدالله وطلبوا منى ان اتوضأ ففعلت وطلبوا منى ان اكتب وصيتى لانهم قرروا اعدامى وطلبوا منى ان احدد اسم شخص يسلمونه الجثة فحددت لهم اسم صديق بالخرطوم وبعد مده جاء شخص وقال لهم اجلوا عملية التنفيذ حتى المساء وفى المساء طلبوا منى الاعتراف ترغيبا موضحين لى بان المقصود المصريين والمعارضة الخارجية وفى يوم 23/4/1993 م حملت فى ضهرية عربة بها جوال فحم لمكان وجدت فيه جعفر يسن والطيب نوالدائم واقفين بالانكسة واياديهم مكبلة واُمرت بخلع ملابسى وكان هذا فى منتصف النهار وشالونى اربعة اشخاص وأرقدونى فى كبوت العربة على ظهرى وطلع واحد فى صدرى وواحد فى بطنى وواحد فى الفخدين وواحد ضاغط على اليدين واستمرت عشرة دقائق وبعد ذلك قلبونى علىبطنى ومن السخانة انفسخ الجلد ورقدونى على الارض على بطنى ولاحظت ايضاً ظهر الطيب ويديه مظلطه ورقدنا فى الشمس عرايا وكان واقف من الضباط عبدالحفيظ والحته الواقفين فيها كانت توجد بها كمية من الذخيرة النحاسية الفارغة وعبدالحفيظ قال للعساكر افرشوا ليه الارض بدأ العساكر يملوا الارض بالذخيرة الفارغة وفرشوا ذى مترين فى مترين وقالوا لى ارقد فيها بعد ان عرضوها للشمس وسخنت شديد ورقدت وسخانتها كانت لا تقل عن سخانة العربة وبنفس المستوى كلفوا اربعة انفار للطلوع فى جسدى وكانت الذخيرة الفارغة تتغرز داخل ظهرى ولم استطع التنفس.
    التقرير الطبى
    بناء على الامر القضائى الصادر من السيد قاضى المحكمة الخاصة مولانا الزبير محمد خليل قمنا نحن د. عبدالمطلب محمـد يسن ود. على محـمد السيد الكوبانى بالكشـف على المواطن عثمان محمود بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنا الاتى:-
    *- أثر حـــريق تحـــت لوحــة الظــهر الايمــن اربعـــة فى ثلاثـة ســــــــــم
    *- أثر حـريق فى الظهر عبارة عن عدد"38 " حرق بالظهر بيضاوى الشكل
    *- أثر ثلاثة حـــروق دائــرية خــــلف العـــضو بقــطرواحد ســـــم
    *- أثر حــــريق مـــــستطيل بالذراع الايمـــن واحد ونصف فى واحد ونصف
    *- أثر حـــــــــريق بالجــانب الايمـــــن للذراع الايمــــن واحــــــد ســــــــــم
    *- أثر "7" حروق بالساق الايمن بيضاوى الشكل واحد ونصف فى سبعة سم
    *- أثر حــــــــريق بيضــــــاوى فــــوق الكوع الايســـر اثنين فى واحد ســـــم
    *- أثر حــــــــريق بالجــــانب الايمــــــن للبطــــن اثنين فى واحــــد ســــــــم
    *- أثر عـــــدد "4" حـــروق صغيرة فى البطـن نصـف فى نصـف ســــــــــم
    *- أثر حـــــــــريق خــــلف الســـــــــــــاق الايمن خمسة عشر فى واحد سم

    المصدر صحيفة الاتحادي العدد الصادر بتاريخ 24-5-1994
                  

05-22-2009, 09:34 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    عمر التاج النجيب
    ---------------------





    إلى جماهير الشعب السوداني

    إلى طبيبات وأطباء السودان

    في ظهر يوم الثلاثاء الماضي الموافق 13 يونيو 2006 تم اقتياد الطبيب عمر التاج النجيب، وهو خريج حديث من جامعة أمدرمان الاسلامية بعد توزيع بيان لفرع الحزب الشيوعي بجامعة أمدرمان الاسلامية بخصوص حرمان 450 طالبا من أداء الامتحانات بسبب عدم دفع الرسوم الدراسية، بواسطة مجموعة من داخل حرم الجامعة إلى غرفة مجهزة للتعذيب بمباني اتحاد جامعة أمدرمان الاسلامية. وقد تعرض هنالك لأبشع أنواع التعذيب البدني والنفسي، فظل معصوب العينين لساعات التعذيب العشرة، وشمل التعذيب التهديد بالقتل بسلاح ناري والشروع فيه بالضرب بالسيخ والطيقان والايدى والركل بالارجل والشنق المتقطع والتعليق من الأرجل بمروحة متحركة والشد من الخصية بالاضافة الى سب العقيدة وحرمانه من الصلاة.

    يهمنا أن نؤكد أن ما حدث حلقة جديدة في سجل سلطة الجبهة الاسلامية المخزي وأجهزة قمعها المتعددة، فكلما اشتد الخناق على السلطة بمختلف أجنحتها، بدءاً من فشلها في توفير أبسط مقومات الحياة من غذاء وتعليم وصحة، مروراً بالهزائم المتلاحقة والحصار لأذرعها في اتحادات طلاب الجامعات ومنابر نقابات العاملين والمهنيين وأساتذة الجامعات وانتهاء بحصار المجتمع الدولي. في هكذا ظرف تخرج السلطة أقذر ما في جرابها من أدوات تكميم أفواه المناضلين من أجل الشعب. فليست صدفة أن يتزامن هذا الحدث مع الاعتداءات المرسومة من قبل الأجهزة الأمنية على الأطباء في ربك، الابيض، نيالا و الخرطوم .

    ففي الوقت الذي تعصف فيه الأوبئة القاتلة بما تبقى من جسد الجماهير الخائر تحت وطأة الجوع والمرض، الكوليرا، السحائي، الدرن،..الخ، تتوجه أيادي الغدر نحو الاطباء بمختلف بقاع السودان في محاولة يائسة وخاسرة حتماً لاسكات صوت الحق وما دروا استحالة أن تسكت حناجر من هتفوا بحياة الشعب السوداني وهم يصعدون درجات المشانق ويواجهون بثبات رصاص الغدر.

    وكذلك لا بد ان يقرأ هذا الحدث مع ما جرى في جامعة امدرمان الاهلية والسودان من تعذيب لبعض الطلاب، والتعذيب المتواصل لابناء دارفور والبجا، والاحداث المصاحبة للعملية الانتخابية بجامعة الخرطوم و ومواقف المعلمين في شرق السودان والولايات الشمالية. ففي ظل هذا الصعود لحركة الجماهير لاسترداد منابرها وادوات تغييرها مواصلة لطريق التحول الديمقراطي المنشود، تظن السلطة انها يمكن أن توقف طوفان الجماهير هذا بتكرار تجربة بيوت الأشباح والتعذيب الاثمة، ولكن هيهات فما يقدمه الشيوعيون وبقية القوى الديمقراطية من تضحية مهر رخيص في سبيل الديمقراطية وانعتاق الجماهير.

    تجئ هذه الاحداث بعد مرور اكثر من عام على اتفاقية نيفاشا وقرابة العام على اقرار الدستور الانتقالي بوثائق حقوق الانسان الملحقة به، والسلطة تحاول الارتداد عن ما مهرته بايديها حول تعديل القوانين المقيدة للحريات وفي مقدمتها قانون جهاز الأمن.

    نؤكد أن الحزب الشيوعي السوداني يغرس قدميه عميقاً في تراب الوطن، رصيده إنحيازه الاصيل لقضايا شعبنا ودفاعه المستميت عن حقوقها. وهو مدعوماً بحقوق الرأي والتعبير التي كفلها الدستور الانتقالي، ولن تمنعه أيادي الغدر عن التواجد والوصول وقيادة العمل الجماهيري اينما وجدت.

    ندين المحاولة البغيضة وندعو جماهير شعبنا الالتفاف حول:

    1- المطالبة بالتحقيق القضائي النزيه والعاجل، ومحاكمة المجرمين المتورطين في هذه الفظاعات وتعريتهم.

    2- تكوين جبهة عريضة لمساندة ضحايا الاغتيالات والتعذيب وأسرهم، ولتصعيد حملة بالتنسيق مع ممثلي التجمع الوطني الديمقراطي بالسلطة التشريعية لفتح التحقيق في ملفات الاغتيالات والتعذيب والانتهاكات التي مارستها أجهزة أمن نظام الانقاذ منذ استيلائه على السلطة ( شهداء رمضان، الشهيد د. علي فضل ، أحداث بورتسودان ، الاغتيالات العديدة وسط الطلاب ، الانتهاكات الكبيرة بدارفور..الخ)

    3- توحد كافة القوى الديمقراطية باحزابها ونقاباتها ومنظماتها من أجل تحديد صلاحيات جهاز الامن بما يتوافق مع الدستور الانتقالي، وفضح ومحاربة كافة اساليب النظام الجديدة في الارهاب الفكري والسياسي. ولأجل تحول ديمقراطي حقيقي بتفكيك دولة الحزب الواحد.

    4- تكاتف جماهير الاطباء لاستعادة المنبر النقابي الديمقراطي للدفاع عنهم وعن حقوقهم، مستلهمين تجربة نقابة أساتذة جامعة الخرطوم.

    الحزب الشيوعي السوداني

    قطاع الأطباء

    (عدل بواسطة Gafar Bashir on 07-05-2009, 11:45 AM)

                  

05-23-2009, 03:52 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الصادق الشامي المحامي (1)
    ----------------------------
    صحيفة الصحافة: العدد 9170 2008-07-29

    شباب في مقتبل العمر عذبوا حتى الموت فما ضعفوا ولا وهنوا وذهبت ارواحهم فداء لهذا الوطن ونذكر منهم د. علي فضل ومنهم من وضع في برميل ملئ بالثلج حتى تجمدت أطرافه وتلفت شرايينه فبترت ساقه ونذكر المحامي عبد الباقي عبد الحفيظ وتعرض الكثيرون لأصناف وأساليب ونماذج من التعذيب لا يقرها ضمير حي ولا دين ولا قيم ولا خلق سوي.
    ونخشي أن تضعف ذاكرة التاريخ وتضيع الحقائق والوقائع الثابتة في خضم الاكاذيب والترهات وصناعة التزييف.
    فبعد فترة وجيزة من استشهاد د. علي فضل سأل الصحفي والكاتب فتحي الضو العقيد يوسف عبد الفتاح في 9/5/1990م عن موت د. علي فضل بالتعذيب في السجن فكانت الاجابة "هذه اشاعات لقد مات بالملاريا".
    ومنذ فترة وجيزة سئل احد قادة النظام عن حقيقة بيوت الأشباح وما كان يمارس فيها من تعذيب جسدي ومعنوي فكانت الاجابة مرة أخرى "هذه إشاعات".
    إن السكوت عن بيان هذه الحقائق يفتح المجال لطمسها ونسيانها ومن ثم ضياعها ولذلك لابد من تعرية وفضح جميع ممارسات التعذيب وكافة أوجه انتهاكات حقوق الانسان ومصادرات الحريات الأساسية توثيقاً واثباتاً وتاريخاً لها.
    لقد قرأنا في الصحف الصادرة خلال الأسبوع المنصرم خبراً عن استمرار نفس وسائل التعذيب لبعض الطلاب في جامعة أم درمان الإسلامية وفي غيرها مما يدل على أن هؤلاء الزبانية لا يزالوا في طغيانهم يعمهون ومما يعني ان السكوت يغري بممارسة هذه البشاعات مرة اخرى وبأساليب جديدة ولذلك رأيت ان أنشر تجربتي اضافة جديدة قديمة لتجربتي د. فاروق محمد إبراهيم وعمار محمد آدم سيراً على نهجهما، وادعوا الآخرين لتوثيق وتسجيل تجاربهم في هذا المجال.
    * معاملة السجون:
    عندما وقع انقلاب الانقاذ كنت مشاركاً في مؤتمر المحامين العرب في سوريا وعند عودتي إلى السودان في 4 يوليو 1989م اعتقلت في مطار الخرطوم لبضع ساعات وبعدها بعشرة أيام تم اعتقالي وحبسي ادارياً لمدة اربعة أشهر بسجن كوبر ثم افرج عني لمدة اسبوع وتم اعتقالي مرة اخرى لمدة أربعة أشهر امضيتها بين كوبر وسجن بورتسودان ثم اعتقلت مرة ثالثة لمدة ثمانية أشهر لقد امضينا تلك المدة بسجن كوبر بأقسامه المختلفة وبسجن بورتسودان.
    وأشهد بأنه طوال الستة عشر شهراً التي امضيتها بين سجني كوبر وبورتسودان كنت وغيري من المعتقلين نتلقى معاملة عادية ولم نسمع أي سباب أو إهانات جارحة أو ألفاظ نابية ولم يقع علينا أي اعتداء وكنا نعامل وتصان حقوقنا وفق لوائح السجن وقد كان ضباط السجون وأفرادها يعاملوننا بكل مودة واحترام طوال مدة الاعتقال.
    تجربة بيوت الأشباح
    صدمة البداية:
    لقد جاء الاعتقال في المرة الثانية بعد منتصف الليل في 10/11/1989م واخذت في عربة بوكس تايوتا وكان معي في نفس العربة المرحوم المهندس/ عبد الله السني والمحامي عبد الرحمن الزين والمهندس عبد الجليل محمد حسين وقد عصبت اعيننا حتى لا نعرف الجهة التي سوف نؤخذ اليها وتوالت علينا الاهانات والضرب منذ بداية الاعتقال فسأل المشرف على الاعتقال المرحوم المهندس عبد الله السني هل لك سكرتيرة وعندما اجاب بالنفي ضربه بمؤخرة البندقية بقوة على صدره ولقد ظل أثر تلك الضربة بارزاً وظاهراً على صدر المرحوم السني حتى فارق الحياة.
    ثم بدأ سيل الاهانات والشتائم والألفاظ النابية دونما مبرر أو أي سبب ولقد تجملنا بالجلد وقوة العزيمة والصبر على المكاره.
    وعندما وصلنا إلى مكان الاعتقال طلب منا ان نقف معصوبي الاعين إلى جوار احد الأعمدة وبدأ الزبانية يركلوننا بأقدامهم وينهالون علينا ضرباً بالأيدي وعندما اعترضت على ذلك ضربني احدهم بسوط على صدري وظهري فما كان مني إلاَّ أن أمسكت ذلك السوط وأخذته منه بقوة تربال وتمكنت من نزعه منه ورفعت العصابة عن عيني فوجدت انه يغطي رأسه بطاقية من صوف تغطي وجهه حتى ذقنه وليس بها سوى فتحتي الأعين وليست بها فتحات للأنف أو الفم وسألني "ماذا تريد ان تفعل لي هل ستضربني" فأجبته بالايجاب وخاطبته بألفاظ حادة يستحقها ولكني وجدت العذر في قوله سبحانه وتعالى:
    "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليما"
    كنا مظلومين ولقد ذهب الرد الحاد ببعض غيظ قلبي وبعد ذلك ارجعت له السوط فاحجم عن ضربي ولم يكررها مرة أخرى وبعد ذلك اجلسنا ولكني ندمت عليها لأن ذلك ليس من طبعي ولا خلقي واجلسنا على الأرض معصوبي الأعين وإذا بمقادير كبيرة من الثلج والمياه الباردة تصب علينا بالجرادل وكان منظراً بائساً ومزرياً ومؤلماً للغاية.
    وقد مكثنا على تلك الحالة باقي تلك الليلة وفي اليوم التالي اخذوني والثلاثة الذين اعتقلوا معي معصوبي الاعين إلى غرفة ضيقة وقفل علينا بابها من الخارج وكنا نشعر بوجود مياه تحت أقدامنا وراوائح نتنه وكريهة وحر شديد.
    وبعد قفل باب الغرفة نزعنا الاربطة عن أعيننا فوجدنا اننا محتجزون في دورة مياه قديمة بها مياه راكدة ولم يكن من الممكن ان نجلس في تلك المياه وهي تغطي حتى منتصف الساق.
    وكان لزاماً أن نباشر في غرفة تلك المياه واخراجها من تحت باب ذلك الحمام القديم وبالفعل نزعنا ما كنا نرتدي من قمصان او عمائم وجلابيب وبدأنا في شطف تلك المياه بغمس ملابسنا فيها ثم عصرها تحت الباب حتى تخرج تلك المياه الآسنة.
    وللاستمرار في هذه العملية كان لابد أن تكون بالتناوب يقوم بها اثنان ويبقى اثنان على جانب لضيق المكان. لقد استمرت تلك العملية لمدة خمس ساعات متصلة وبعد ان انهكتنا وضعفت قوتنا تمكنا من نزح تلك المياه.
    ولضيق الحمام لم يكن من الممكن ان نجلس نحن الاربعة فيه ناهيك عن رقود او راحة واتفقنا على ان نتناوب بأن يجلس اثنان ويقف اثنان وهكذا وقبل أن يبدأ ذلك التناوب سألنا احد الحراس من خارج الباب المغلق "هل تمكنتم من تجفيف ارضية الحمام؟ وعندما اجبنا بالايجاب قال "مبروك ارتاحوا" وخلال دقائق معدودة بدأ تدفق المياه قوياً من ماسورة مكسورة قفلها أو مفتاحها خارج الحمام فقد قام الحارس بفتحه ليعود تدفق المياه لتملأ وتغرق المكان مرة أخرى.
    رغم مرور هذه السنوات الطوال التي تزيد على الست عشر عاماً لا يزال ذلك الشعور بالغيظ الكظيم العميق والألم الممض ينتابني ويؤرقني بسبب تلك التصرفات المهينة واللا انسانية واقسم وقتها لو كنا تمكنا منه وقتئذ لقضى احدنا على الآخر.
    ورغم شعورنا بالألم والمهانة والغيظ إلاَّ اننا قررنا عدم (شطف) المياه مرة أخرى حتى لا تتكرر العملية ويعاود فتح الماسورة وتصبح امر مسلياً له ومتلفاً لأعصابنا.
    وأمضينا ليلتنا تلك والجميع وقوف وظل الحال هكذا حتى عصر اليوم التالي.
    واكتشفنا في تلك الليلة ان اي انسان له قوة كامنة هائلة ان فجرها صار في مقدوره ان يتغلب على اصعب واقسى الظروف وان يتعايش معها هل يصدق احد ان يقوى شخص على الوقوف وتحته مياه ترتفع حتى منتصف ساقيه يقاسم ثلاثة أشخاص آخرين ذلك الحيز الضيق ويغفوا غفوة هي بين منزلتي النوم والصحو.
    وفي عصر اليوم التالي فتح احد الحراس الباب وسمح لنا (بشطف) تلك المياه وتنظيف الحمام، وبعد تجفيفه قمنا بعد بلاطات الحمام الصغيرة وكانت تسع بلاطات طولاً وخمس بلاطات عرضاً أي أن مساحة دورة المياه التي حشدنا فيها كانت متراً مربعاً ونصف المتر.
    ولقد مكثنا في ذلك المرحاض الشديد الضيق المقفل بابه من الخارج بلا منفذ للتهوية سوى (شباك) جد صغير في أعلاه طوال مدة اعتقالنا في بيت الأشباح ذاك لمدة شهر كامل.. وهؤلاء الزبانية الطغاة يسومونا سوء العذاب ضرباً وركلاً بالأقدام وألفاظاً نابية وجارحة وكل ذلك بغياً وعدوا.
    الطعام والشراب:
    في حوالي الخامسة من عصر اليوم التالي احضروا لنا اربعة (سندوتشات) من الفاصوليا وكانت مليئة بمقادير كبيرة من (الشطة) وعندما اعترضنا على ذلك قالوا هذا طعامكم لكم أن تتناولوه او تتركوه فقمنا بإخراج الفاصوليا وأكلنا ما تبقى من الرغيف.
    ولقد ظل موعد تناول تلك الوجبة الوحيدة ثابتاً طوال شهر قضيناه في بيت الأشباح وظل الطعام هو الفاصوليا الملغومة بالشطة التي تراكمت بقاياها داخل المرحاض مما جعل لها رائحة نتنة تأذينا منها وتعايشنا معها.
    أما عن مياه الشرب فحدث ولا حرج ذلك إننا طوال تلك الفترة لم نشرب إلا من ابريق وضع في دورة المياه التي كان يسمح لنا بالذهاب اليها مرة واحدة في اليوم وهو لم يكن من نوع أباريق البلاستيك العادية وإنما كان علبة من الصفيح او شيء من هذا القبيل ضغطت في وسطها وتركت بها فتحتان من الجانبين مثل النوع المستعمل في الخلاوي والأسواق الشعبية وهو أبريق صدئ وفي مكان ملوث وكنا نشرب منه مرة واحدة في اليوم.
    وبدأ أذى الحرمان من الأكل والشرب إلى أن فقدت شخصياً ثلاثين كيلو جراماً من وزني خلال شهر واحد ورب ضارة نافعة.
    قضاء الحاجة:
    وإذا كان للوجبة الواحدة موعداً ثابتاً فلم يكن لقضاء الحاجة مرة واحدة في اليوم موعد يحدد الحاح الحاجة وانما يحدده مزاج أولئك الحراس فيختارون لكل منا وقت قضاء حاجته وفق اهوائهم فقد يكون آخر الليل أو أول الصباح أو منتصف النهار او أي وقت يحلو لهم وفي كل الأحوال فقضاء الحاجة كان محظوراً لأكثر من مرة واحدة في اليوم. ولقد حرصنا على أن نتناول أقل قدر من المياه لعدم نقائها وحتى لا نضطر لاستعمال دورة المياه المحظور علينا استخدامها إلاَّ مرة واحدة في اليوم يحددها الزبانية كيفما اتفق ولا تحددها حاجتك.
    وكان يخرجوننا من المرحاض حيث كنا نعتقل إلى دورة المياه الأخرى معصوبي الأعين واذكر إنني كنت انتعل (سفنجة) وكانت لهم ممارسات صبيانية معها وهي ان يضغط الواحد منهم على آخر (السفنجة) أثناء سيري معصوب العينين ما يجعلني اتعثر حتى لاكاد أقع على الارض، فكان هذا مصدر فكاهة وتلذذ وسخرية لهم وأذكر في احدى المرات ان تعثرت بشدة وكدت أقع على الأرض فكان تعليقه امامي الحفرة التي دفنوا فيها د. امين مكي مدني وانا كنت أعلم أن د. أمين مكي مدني لايزال بسجن بورتسودان وقد كنت معه في زنزانة واحدة وأعلم أنه لم يطلق سراحه حتى تاريخ اعتقالي ولم ينقل لسجن كوبر ولذلك لم أعر ذلك الأمر أي اهتمام وبالتالي لم يتحقق للجلاد ما أراده منه.
    نواصل
                  

05-27-2009, 01:34 AM

علاء الدين حيموره
<aعلاء الدين حيموره
تاريخ التسجيل: 08-08-2006
مجموع المشاركات: 5689

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    Quote: لسجن كوبر ولذلك لم أعر ذلك الأمر أي اهتمام وبالتالي لم يتحقق للجلاد ما أراده منه.
    نواصل



    وااااااااااااااااااصل ..........
                  

05-28-2009, 06:33 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: علاء الدين حيموره)

    يظل حتى تشرق الشمس
                  

05-30-2009, 05:29 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: مؤيد شريف)

    واصل
                  

06-09-2009, 03:19 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: مؤيد شريف)

    تحياتي

    للجميع

    شكرا اعزائي علاء الدين حيمورة ومؤيد الشريف ...
    ولو ظل هذا الموضوع متواصلاً لعشرون عاماً قادمة لما انتهت حكايا وقصص الموت والتعذيب والدمار ..

    لذا سنواصل
                  

06-09-2009, 03:43 PM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    Quote: عندما يمارس البشر التعذيب فإنهم يهبطون إلى مرحلة أدنى من الوحوش، ذلك أن الوحوش لم يعرف عنها ممارسة التعذيب أو التنكيل الذي احترفه جلادو نظام الجبهة الذين عذبوا الشهيد علي فضل أحمد حتى الموت


    لا حول ولا قوة الا بالله



    نتابع بألم

    تحياتي

    عبدالعزيز
                  

06-09-2009, 07:13 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Abdlaziz Eisa)

    الاخ عبدالعزيز عيس

    ما تعرض له الدكتور علي فضل يفوق اي تصور لبشاعة البشر وتعامل الانظمة مع مخالفيها ... وجريمة يجب ان يحاسب مرتكبوها طال الزمن أو قصر ...
                  

06-09-2009, 07:16 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الصادق الشامي المحامي : ولا يزال التعذيب مستمراً (2)

    * التعرف على موقع احد بيوت الأشباح:
    في إحدى المرات وأنا ذاهب إلى دورة المياه تلك رفعت عن عيني عصابتها لأتعرف على موقع الاعتقال فلفت انتباهي عدد كبير من الصناديق الصغيرة مكتوب عليها "لجنة الانتخابات القومية" فعلمت إننا معتقلون في مقر لجنة الانتخابات القومية وهو المنزل الذي يقع جنوب غرب المصرف العربي للتنمية وحتماً كان هذا احد بيوت الأشباح.
    وما يثير الاستغراب إننا طوال تلك الفترة لم يتم التحقيق معنا سوى مرة واحدة وكانت اسئلة شكلية عن الاسم والعمر والمهنة ومقر السكن والمعتقدات السياسية ولا شيء غير ذلك.
    وكنت اعجب من ذلك التحقيق فكلها معلومات معروفة لجهاز الأمن وكنا نشعر بوجود معتقلين آخرين ولكن لم نكن نراهم وانما كنا نسمع اصواتهم وحركاتهم وبما ان جميع الحرس كانوا يرتدون تلك الطواقي الصوفية الكاسية حتى الذقن ولم نكن نراهم ولا نرى المعتقلين الآخرين وانما نسمع أصوات وهكذا جاء "مصطلح بيوت الأشباح".
    * وجبات التعذيب:
    كنا نسمع مخاطبة الحرس للمعتقلين في الغرفة المجاورة وكان أول اليوم يبتدي بالمناداة على المرحوم بدر الدين لأخذ الوجبة الأولى وبالطبع لم نكن نعرف أي نوع من التعذيب يتعرض له ولكن كنا نشعر به يعود متألماً متأوهاً.
    ثم كانوا ينادونه عند المغيب لأخذ وجبة المساء. ثم يخاطبونه بقولهم تشتكينا لعمر البشير خلي عمر البشير ينفعك هنا.
    وفي إحدى المرات جاء متألماً ويبدو نازفاً وسمعنا طرقات على باب الغرفة المجاورة والحرس يخاطبونهم بعباراتهم المعهودة "مالكم يا وهم" فنلقوا اليهم حال بدر الدين وجاء الرد "ما معاكم دكتور فاروق محمد ابراهيم خلو يعالجه" فرد عليهم فاروق بأنه دكتور في الزراعة وكان ردهم العجيب "ماكلوا واحد".
    ولم نكن نسمع طوال تلك الفترة من أولئك الحراس سوى هذه العبارة الفارغة "يا وهم".
    * السخرية المؤلمة:
    كما ذكرت فقد كنا نعيش في ذلك المرحاض النتن بمساحته البالغة الضيق وافتقاره إلى التهوية ومع بواقي الفاصوليا المتراكمة واجسامنا المتسخة وملابسنا القذرة ولم نكن قد سمح لنا بالحمام او الاغتسال طوال تلك الفترة بخلاف ما قد نغسل به أفواهنا من ذلك الابريق الملوث. ولا شك ان رائحتنا كانت منفرة ولكن أشد ما كان يحز في نفوسنا سخرية اولئك الحرس منا عند فتح الباب لمناداتنا لتناول (السندوتشات) أو لأخذ أحدنا لدورة المياه فكانوا يجعلون اصابعهم على أنوفهم ويخاطبوننا بقولهم "أنتم بني آدمين أم جيف"؟ وهم يعلمون انهم سبب كل تلك القذارة وما نكابده من ألم ومشقة.
    * الحرمان من الراحة أو النوم:
    بالرغم من أننا كنا معتقلين في ذلك المرحاض الضيق والذي لا تزيد مساحته عن متر ونصف المتر مربع وبالرغم من أننا كنا أربعة معتقلين في ذلك الحيز الضيق منعدم التهوية، وكانت تلك المساحة لا تسمح بأن نجلس جميعاً فيها ناهيك عن الرقاد او النوم، إلاَّ أن أولئك الزبانية وللمزيد من ارهاق اعصابنا فقد حرصوا على القرع على الباب في فترات قصيرة متفاوتة وبصفة خاصة اثناءالليل كل ذلك بغرض ان نظل يقظين طوال الوقت ولا ننال حتى تلك الغفوة القصيرة. ومن المؤكد أنهم قد درسوا كل أساليب وأصناف التعذيب قبل أن يطبقوها علينا.
    أضف إلى ذلك عصب الأعين في فترات الخروج البسيطة لدورة المياه مما يعني حرماننا طول فترة الاعتقال من أشعة الشمس وانعكاس ذلك على صحتنا.
    * منع العلاج:
    أنا شخصياً أعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن تضخم في عضلة القلب وأواظب على الكشف الطبي والعلاج من الدكتور القدير سراج أبشر.
    ومنذ اليوم الأول اخطرتهم بذلك وبأني لم يسمح لي بأخذ الأدوية معي وطلبت منهم الاتصال بالأسرة لاحضارها ولكنهم رفضوا بصورة قاطعة وفي احدى المرات اصبت بإغماء بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانعدام التهوية فخبط الاخوة في الحمام على الباب بشدة حتى اتى من ينادي "مالكم يا وهم" فاخبروه بالحاصل فقال "يعني ايه ما يموت او تموتوا كلكم بتساوا شنو يا وهم".
    ومع الاصرار على خبط الباب والقرع بشدة فتحه لبعض الوقت إلى ان افقت من تلك الغيبوبة وعلمت منهم تفاصيل المواقف التي ذكرتها وتم قفل الباب بعد ذلك ولكن لم يسمحوا لي بأي علاج أو باحضار الأدوية المطلوبة.
    * منع العبادة:
    ومنذ اليوم الأول طلبنا منهم السماح لنا بالوضوء واخراجنا في أوقات الصلاة سواء فرادي او جماعة لآداء الصلوات في أوقاتها فكان الرد "انتم مالكم ومال الصلاة وهل انتم مسلمون" يا سبحان الله ورددنا بتذكيرهم بقول الحق سبحانه وتعالى في سورة العلق:
    (ارأيت الذي ينهي، عبداً إذا صلى، ارأيت إن كان على الهدى)
    ولكن ذلك لم يحرك فيهم ساكناً بل زادهم إصراراً واستكباراً على منعنا من الوضوء والصلاة. ورفعنا أمرنا إلى الله وشكوناه له سبحانه وتعالى. ونعلم ان الصلاة لا تسقط عن المسلم في كل الأوقات ولكن لم يكن من الممكن ادؤها في ذلك المكان القذر وعلى غير طهارة فأديناها في قلوبنا وقمت بقضائها بعد ان انتقلنا إلى سجن كوبر.
    * اللهم لا غل ولا حقد:
    نحن نتعرض لك تلك المعاني وتلك الانتهاكات والآن وبعد كل هذه السنوات لا أجد في نفسي أي غل أو حقد على أولئك الحراس.. فقد كانوا أدوات وقطعاً من رقعة الشطرنج وأشعر أنهم ضحايا مثلنا تماماً لقد غسلوا ادمغتهم وسيطروا على عقولهم ومسخوا شخصياتهم ونزعوا عنهم آدميتهم وأفهموهم إن كل الذي يقومون به انما هو من اجل تمكين الاسلام والاسلام برئ مما يفعلون.
    أنا أقول هذا ولا أعفيهم من المسئولية ولكن أشعر ان المجرم الحقيقي والمسئول الأول هو الذي يحرك تلك الدمي الخشبية وهو الآمر بكل تلك الأفعال والموجه بفعلها وأياً كان موقعه في تراتبية نظام الانقاذ وهرمه وكل القابعين في قمة ذلك الهرم لانهم هم الذين اختطوا منهجاً يستحل كل حرام في سبيل استدامة سلطتهم. وأولئك المسئولون هم الذين يجب ان تطالهم المحاسبة هم الذين وجهوا اولئك الصغار بلبس تلك الاقنعة واعدوا تلك المنازل "بيوت الأشباح" لممارسة ابشع اساليب اذلال الناس واحتقار آدميتهم، وقد كانوا يحضرون بأنفسهم ويشاهدون تلك الانتهاكات ولعلهم كانوا يستمتعون بأنين المعذبين وآهاتهم.

    * قوة العزيمة والإرادة:
    لقد تمكن أولئك النفر من الجلاوزة والعسس والجلادين من تعذيب أجسامنا والحاق الأذى بها ولكنهم فشلوا في قهر ارداتنا أو النيل من عزيمتنا وكبريائنا والحق أقول إننا كنا كل ما زادت المعاناة والقهر قويت عزائمنا وازداد ايماننا بقضيتنا وازددنا اصرار على التمسك بكبرائنا وعجبنا لتلك القوة الخفية في الإنسان التي تجعله يصمد كل الصمود وينتصر على كل الأهوال والرزايا.
    * الانتقال إلى كوبر:
    وكما دخلنا تلك البيوت في منتصف الليل خرجنا منها في منتصف الليل في يوم 11/12/1989م فقد حضر الحراس في أول المساء وأخبرونا بأن أجلنا قد دنا إذ جاء وقت أخذنا إلى الدروة وتنفيذ الاعدامات، وجمعونا في تلك الليلة ولأول مرة عرفنا أسماء جزء ممن كانوا معنا واحضروا حافلة ووضعونا فيها ونحن لا نزال معصوبي الأعين وتحركت العربة لا ندري إلى أين؟ وكنا نسمع أصوات البنادق وأصوات حراس آخرين حتى لقد صدقنا لأول مرة أن تلك هي الدروة وعندما طلب منا رفع عصابات الأعين وجدنا أنفسنا في بوابة سجن كوبر.
    هل تصدقوا إن أحداً يفرح لدخوله السجن كما يفرح لذهابه لمنزله؟ والله لقد فرحنا عندما علمنا أننا انتقلنا لسجن كوبر فقد كان في ذلك خلاص لنا من ذلك العذاب المقيم، فنحن نعلم أن ضباط السجون كما عهدناهم أكثر التزاماً بقوانين السجون وأكثر حرصاً على انفاذها ولن ينالنا منهم أذى او اهانات او انتقاص من اي من حقوقنا كافة.
    * المفاجأة داخل سجن كوبر:
    في الساعات الأولى من الفجر حضر مدير سجن كوبر اللواء م. الكامل محمد سليمان وعندما قدم له الحرس الأمر بإدخالنا سجن كوبر وشاهد حالتنا رفض استلامنا. وقال انه لا يمكن استلام معتقلين بهذه الحالة وبعضهم مشرف على الموت وهذه مسئولية بالنسبة له وبالنسبة للسجن لذلك أخطر حرس الأمن بإرجاعنا من حيث جئنا.
    وكنت أعرف الكامل معرفة شخصية امتدت منذ تزاملنا بالدراسة في مدرسة مروي الوسطى وأنا في ثلاثة دفع قبله دفعه في المدرسة وتربطني به صلة قربى، وعندما كنت أعمل قاضياً مقيماً في مدينة الدامر سنة 1970م كان هو ملازماً أولاً في سجن الدامر فاخذته جانباً وشرحت له أين كنا وبايجاز ما تعرضنا له من صنوف التعذيب والانتهاكات وانه اذا اراد أن يخدمنا فعليه أن يقبل بإدخالنا سجن كوبر.
    ففكر ملياً وتشاور مع نائبه العقيد م. موسى أحمد الماحي ثم اجاب حرس الأمن بأنه سيقبل بإدخالنا السجن ولكن شريطة أن يتم كشف طبي علينا جميعاً بواسطة أطباء السجن وكتابة تقرير طبي عن حالة كل منا.
    وبالفعل قام بإجراء بعض الاتصالات وحضر طبيب السجن على عجل وقاموا بإجراء الكشف الطبي على كل منا ووصف الحالة ولقد تحصلت منظمة العفو الدولية على نسخة من ذلك التقرير وقامت بنشره وتوزيعه بواسطة فروعها في كل العالم مع صور لبعض من كانوا في بيوت الأشباح. ولا يفوتني في هذا المقام إلاَّ الإشادة باللواء م. سجون الكامل محمد سليمان ونائبه العقيد م. موسى الماحي فقد كانت معاملتهم لكل المعتقلين تحفظياً بسجن كوبر يسودها الاحترام وتوفير كل الحقوق من غذاء وعلاج وكتب ورياضة بل ادخل التلفزيون وكانت النتيجة إحالة كل منهما للمعاش المبكر بحجة معاملتهم الطيبة للمعتقلين.
                  

06-10-2009, 09:36 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الصادق الشامي المحامي (3)

    الان وقد خلصنا من تسجيل تجربة بيوت الاشباح بكل مرارتها وقسوتها وقيمها يتحتم علينا القاء الضوء على الجوانب الايجابية والمشرقة في تلك التجربة.
    1.الحارس الفلتة :
    لا شك ان اولئك الزبانية والحرس كانوا نتيجة تربية خاصة وغسل لادمغتهم ولكن رغم ذلك فلم يكونوا جميعا من طينة واحدة ولا قوالب من طوب فالاغلبية كانوا اصحاب تلك النفوس المريضة منعدمة الانسانية الا ان احدهم لفت انتباهي لمعاملته المختلفة فكان حينما تحين ورديته لاخذى إلى دورة المياه لا يقوم بتلك الاعمال الصبيانية مثل باقى المجموعة ، فكان يتكلم معى بصوت خافت مشجعا وموصيا على الصبر والاحتمال وكان يسمح لى برفع العصابة عن وجهي بعض الشئ حتى ارى الطريق وان افعل ذلك بصورة لا تلفت الانتباه حتى اصل بسلام ولانه كان يسير خلفى فلم اكن ارى ملامحه ومن المؤكد ان ما يقوم به لم يكن دورا مرتبا ومرسوما كما قد يتبادر إلى الذهن كما هو معروف في لجان التحقيق والتحريات من تبادل للادوار بين الشدة واللين بل كانت تلك طبيعته الانسانية ونفسه السمحة ، ورغم انهم كانوا يستعملون اسماء رمزية فلم اعرف اسمه ولكن ظل صوته الخافت الهادئ محفورا ومطبوعا في ذاكرتي وساتعرف عليه متي ما سمعته وحمدا لله فالدنيا لا تزال بخير.
    2.التصوير والنشر :
    في اليوم التالى مباشرة لدخولنا للحبس الانفرادى وقد حول معنا من ذكرت من داخل سجن كوبر فوجئت في الصباح الباكر بالاستاذ التجاني الطيب يمر على وهو يحمل كاميرا وطلب مني الكشف عن صدرى وظهرى لتصوير اثار الضرب وفعلت ذلك ولقد اندهشت في بادئ الامر عن كيفية حصوله على الكاميرا وبتلك السرعة الفائقة وبالفعل صور بعض من كانوا معنا وتم ارسال تلك الصور إلى منظمة العفو الدولية والتي بادرت بنشرها وتوزيعها عبر شبكتها في كل العالم ولم يمض كبير وقت حتى تسلمت نسخ منها داخل السجن ومعها مناشدتهم للرئيس البشير بشجب الاعتقال التحفظى والتعذيب ومناشدتهم له باطلاق سراحنا.
    ولقد تعلمت ان الانسان قادر على ان يطوع كل الظروف لمصلحته وان لا يضعف ويستكين.
    3.الرموز القدوة :
    لا شك ان المعتقلين كبشر تختلف شخصياتهم وقوة احتمالهم فهنالك من تجده يعيش في المعتقل بصورة طبيعية ودون هلع او انفعال ومنهم من يستغرقه التفكير في اسرته وزوجته واطفاله وكيف يتدبرون معيشتهم وحالهم بعده بحيث يؤدى به ذلك التفكير إلى الضعف والاستكانة والانكسار واجهزة الامن تراقب وتتابع لتلتقط تلك الحالات.
    ولكن كان من بين المعتقلين ايضا رجال رموز وقدوة للاخرين بقوة شخصيتهم وتمتعهم بالصبر والاحتمال والجلد ، فكانوا يلتقطون بسرعة تلك الحالات قبل رجال الامن ويشجعونهم على الصبر وقوة الارادة وقد كانوا بالفعل رموز تحتذى ونبراسا مضيئا للجميع ولابد ان نذكر من اولئك القدوة الامير نقد الله نسأل الله ان يسبغ عليه الصحة والعافية والاساتذة محمد ابراهيم نقد والتجاني الطيب والفنان المبدع محجوب شريف.
    فقد كنا نشعر بانهم يعيشون فترة الاعتقال وكأنهم في منازلهم لا وهن ولا ضعف وخور بل ان الاستاذ التجاني كان يلاحظ حتى السلوكيات الضارة في الغذاء ومع انعدام الرياضة ومع ذكر الحاج عبد الرحمن نقد الله لا يفوتني ان اذكر انني في احدي الليالي انتبانى الارق نتيجة اصابتى بمغص حاد وبعد منتصف الليل سمعت همهمة وصوت ضعيف من الزنزانة المجاورة حيث كان يقيم فذهبت اليه فوجدته على فروته يتعبد ويتلو القرآن فيا سبحان الله هذا الرجل الصوام القوام الزاهد المتعبد المتبتل يعتقل باسم الاسلام.
    4.الشخصيات المرحة :
    وبقدر ما كان اولئك الرجال الذين ذكرناهم نبراسا وقدوة ومثلا يحتذى للاخرين فقد كانت هنالك شخصيات تقوم بنفس الدور ولكن بطريقة مختلفة فقد كان من بينهم من تجده مصدرا للمرح واطلاق النكات ومقدرة على التمثيل والمحاكاة الامر الذي يجعلك تنسى السجن والاعتقال ويبعث في نفسك المرح والبهجة ومن ابرز تلك الشخصيات الصحفى محمد محمد خير فقد كان مصنعا للنكات وجالبا للمرح والبسمة بقفشاته المستمرة وحكاياته عن تجاربه في تشاد وغيرها كما كان معينا لا ينضب للاخبار منها الحقيقي والاخر من عندياته لرفع المعنويات واوصى كل من يعتقل مرة اخرى بان يطالب باعتقال محمد محمد خير معه.
    ولقد فوجئت به في احد الايام وبعد ان تناولنا طعام الفطور يخرج شنطتي الصغيرة من تحت السرير ويعبث بمحتوياتها ويستولى على ما بها من صابون ومعجون وامواس حلاقة وكل ما هو مفيد ما عدا ادويتي الخاصة وسألته ماذا تفعل فقال مبروك افرج عنك ولم استغرب فقد كان من ضمن لجنة الغذاءات الامر الذي يمكنه من مقابلة ادارة السجن كل صباح ومعرفة الاخبار وبالفعل تم الافراج عني.
    ولكنها حرية لم تدم فقد اعيد اعتقالى بعد اسبوعين وتلك قصة اخرى
                  

06-11-2009, 10:47 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الدكتور علاء الدين حيمورة: العصفور الأول إلي القفص (1)
    ----------------------------------------------------------
    نشرت في سودانيز أونلاين بتاريخ 14-05-2009
    --------------------------------------------------------

    لثالث من يوليو من العام 1991 م صباحا بدأ جميلا اداعب ابنة شقيقتي الصغيرة وقتها دينا اسامة حيمورة واتغنى لها يا عصفور يا ما بتغش اوعك تنسى تبني العش ....... والى آخر الانشودة ..... وهي تضحك على اللحن ولا تفهم مفردات ما اقول .....لم اكن ادري وقتها انني العصفور الذي بنى له سجنا في هذا اليوم ...

    كان اليوم يحمل بشريات مهرجان زفاف صديقنا المرحوم حسن مدني ( عليه رحمة الله ) وكان هذا التاريخ يوم الحناء ....تم التنسيق بين الاصدقاء والتقينا مساء ذلك اليوم عند الاخ سليمان الحوري ... وبدأت مراسم اليوم وصدح الفنانون الى الوقت الذي حددته الدولة ( الساعة 11 ) ... اخذني الاخ احمد الحوري الاخ الاكبر لصديقي سليمان هامسا ..... ياخ اقنع لينا العازفين ديل بوقت اضافي ( over night ) .. وذلك لمعرفتي بأغلب العازفين ... ذهبت الى العازفين ( يا شباب في عداد اوفر نايت ) عندكم مانع ... قالو ابدا ودي العايزنها زاتو .... اها اخذني جانبا احد الاخوة العازفين وقال لي الفنان منو ؟؟؟
    قلت ليه سوف يغني الفنان ( ......... ) قال لي الا يغني ليكم بي عود !!! سألته كيف الكلام دا ؟؟ قال ما تجتهد في الشخص دا لانو اشتر ومافي زول من العازفين ديل حا يوافق ولو عندك فنان تاني ممكن نوافق على الاوفر نايت .... اتمحنت وكان كلامو مقنع ..نبهت الشباب وقلت ليهم يا اخوانا بتعشو في الناس ديل من قبيل والاوفر نايت مطرشق اخير نمشي نشوف درب الكوارع . ونتراوح ....

    انا اصلا ما كنت حريص على الاوفر نايت .. لاني عريس جديد وما زالت آثار الحنة في ايدي لكن لمعزة العريس قمت بالمحاولات .....اها مشينا للمرحومة زينب الجمل وضربنا الكوارع والشية ... اها ولاني عريس جديد وعايز اجرب حليفة الطلاق الصادقة قلت ليهم علي الطلاق زول يدفع جنيه مافي ... الجماعة اضايورو وبقت علي ميتة وخراب ديار في ذلك اليوم اها قلت ليهم يا اخوانا نمشي بالشارع دا لغاية بيتنا واتفرقو من بيتنا ...
    رفض احد الاصدقاء وقال لي شارعكم فيه كلاب .... ( ضحكت ونحن في قمة التعذيب عندما قال قال لي صديقي اخير كلاب شارعكم
    من الكلاب ديل ) ....

    المهم كل واحد وصل بيتو ولكن في ظرف نصف ساعة تجمعنا مرة اخرى في بوكس جهاز الامن ... ( يعني الكوارع ما اتهضمت لسه ) بدو ناس الامن بقيادة ياسر الطويل ( من حلب بحري ) بدو بي .. اها دخلو وفتشو حتى الشنط اليدوية لزوجتي وطلعو منها الخاص والعام وانا والوالد نتفرج عليهم ... استأذنو الوالد وقالو ليه ابنك مجرم ولا بد من التحقيق معه اليوم !!!!!!!
    ابوي احتار في اجرامي !!! وقال لي قتلت ليك زول وانا ما عارف ؟؟ قلت لا يا ابوي ديل الناس البقتلو في الديمقراطية ....

    لم استطيع ان اودع اسرتي والعروس زوجتي ... وركبت البوكس .... وفي طريقنا الى صديقي عصام كان التنبيه من الامنجي ياسر لقيادته

    (قيضنا على العصفور الاول )
                  

06-12-2009, 06:14 PM

بشري الطيب
<aبشري الطيب
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)


    العزيز جعفر سلامات

    ولك التحية على هذا الجهد المقدر واليظل يذكرنا بفعائل هؤلاء القوم ما حيينا ولتبقي للقادمين ليعرفوا حقيقتهم وحتى لا يفلت المجرمون والقتلة من العقاب.

    وياريت لو تتطور الفكرة لكتاب يوزع لعامة الناس






    بشرى
                  

06-12-2009, 09:11 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: بشري الطيب)

    تحياتي بشري الطيب
    أتمني ان تكون بخير

    حتي لا يفلت المجرمون والقتلة سنظل نشحذ ذاكرتنا بهذه الأحداث ...
    ومشروع الكتاب فكرة أتمني ان يتاح لها الوقت ....

    تحياتي
                  

06-13-2009, 09:11 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الدكتور علاء الدين حيمورة (2)
    --------------------------------
    3_ ايقنت انه قد يكون هذا البوم قد يكون آخر يوم للفاء الاسرة .. فما زال الدكتور على فضل والذي
    مات في بيوت الاشباح وراحت دماءه هدار .. وهو في نظر من اجلس معهم في تلك العربة عميلا ...
    افاقا .. كاذبا .. يستحق الاعدام ...

    تحركت العربة للعصفور الثاني .. عصام احمد ابراهيم والملقب بعصام فوفانا ... اطمأنيت لموتي سيكون
    مع جماعة .. بمعنى اني عريس وسأموت مع الجماعة ( الموت مع الجماعة عرس ) .. يعني عرسيا مرتين في شهور قليلة .. خاصة واننا لم نعرف من هم باقي الجماعة ... خرج مفزوعا العم احمد ابراهيم ووراءه الاسرة وما ان اشرت لهم اطمئنوا ... واحمد ان كانت البداية بي .... فكنت اكبرهم سنا ...
    كانت المحطة الثالثة هي منزل العم نيني عليه رحمة الله ... اخذ ابناه .. عبد الله نيني المحامي وياسر

    ولكن كانت العربة اكتظت عند خروج الاسرة مشفقة على ابناءها واشرت لهم بان يطمئنو .... خاصة وان التفتيش الذي تم بمنزلي قد اعطاهم الضؤ الاخضر لاصدقائي واعتبارهم مجرمين يستحقون التعذيب والاعدام ..
    فلم يفتش اي منزل من المعتقلين في تلك الليلة ...

    بعد ان اصبحنا اربعة كان لزاما على ذلك البوكس ان يملا بستة اشخاص على الاقل ... فذهب بنا البوكس الى
    منزل عادل فريري ( الصحافة مربع 17 ) وفي اعتقاله حكاية سنفرد لها حيزا ....

    كان اهل الاخ عصام باردين بعض الشيء ميقنين ان ابنهم حتى لو اخذ سوف يفرج عنه قريبا ... لاسباب سوف اوردها لاحقا ...
    العصافير اصبحت خمسة ... ( ياسر .. يتحدث الى القيادة ) وتبقى لنا عصفورا واحدا ....
    قلت له : اتريد معرفة منزل العصفور المتبقي ؟؟؟ جاوبني انا لن نحتاج الى خدمات العصافير
    علمت انه لا يحتاج الى توجيه وانه يعلم ما يفعل .. سكت برهة واذا نحن وفي البوكس.. اسمع صوت
    صديقي قاسم محمد صالح ....
    ازعجتونا يا اخوانا ... دا وقت تجونا فيه ؟؟؟
    ويقول له ياسر ( نحن نجي في اي وقت ) بس بدون صوت عالي تعال واركب معانا ... عمنا الرجل الطيب
    محمد صالح يقول له امشي يا ابني واهو اخوانك معاك ...............
    بشكل غاضب ركب الاخ قاسم محمد صالح وكان اكثرنا شجاعة في مواجهة عساكر الامن ونشيد له بفصاحته
    اثناء حركة الاعتقال ....
    تحرك بنا البوكس الى مبنى تابع لجهاز الامن بالقرب من القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة حيث كان الاستقبال كما توقعنا ........

    لا يكف احد من عساكر الامن عن الضرب الا عندما يتعب ليحل محله آخر فلم نأخذ اي قسطا من الراحة
    طيلة الثلاثة ايام الاولى .. بدأت الدماء تنزف من البعض ونحن متماسكين لم يطلب اي منا رحمة
    منهم ... وكانت عيوننا في عيونهم ....
    كانت هنالك زنزانة في ذلك المبنى بعرض السلم لانها كانت تحت سلم المبنى .. ادخلت لتك الزنزانة ووجدت
    فيها شخصا استطاع معرفتي سريعا وهمس لي اهلا حيمورة .. رديت السلام وبعد دقائق عرفت انه الاخ عبد الخالق
    الموظف في اتحاد جامعة الخرطوم ومن ابناء منطقة العقدة بالجزيرة .. بجانه كمية من الكتب المصادرة
    اتخذ منها كتاب كوسادة لرأسه ..
    روى لي عبد الخالق في ايجاز سبب مجيئه بعد رفضه لاحد اعضاء الاتحاد استخراج تصديق بجوال سكر لمنفعة خاصة
    ودار نقاش طويل انتهى بع الى هذا المبنى !!!!!!
    لحظات وجاء دور احد الضباط لتمرين الملاكمة على جسمي .. وادخلني مكتب به طاولة كبيرة وضعت فيها كمية
    من الاسلحة المختلفة .. ايقنت انها رسالة بان طلقة واحدة من ابسط سلاح يمكن ان تؤدي بحياتك ان لم تقول
    الحقائق والاعتراف بما لم تغترفه ..

    من اين كانت معطيات الجهاز للاعتقال ؟؟؟
    -------------------------------------
    قام فرق الكرة للاشبال بمربع 29 الصحافة برحلة مسائية لشارع النيل احتفالا بأنتصارهم بكأس
    وفريق اشبال بالتأكيد يعبر عن صغر اعمار ابناء المربع اللاعبين ...
    في تلك الرحلة واثناء برنامجهم ومداعابات بعضهم لبعض وفي احدى اللعبات صادف ان احدهم اخذ ورقة
    مكتوب عليها عمر البشير والاخر اخذ ورقة تعبر عن تعليق ساخر لحامل اسم عمر البشير ويقول التعليق
    انه لا ينفع الا بائعا لليمون !!! حضك الصغار ولا يدرون ان في وسطهم رجال امن ... وما ان تحركت حافلتهم للرجوع حتى قطعو لهم الطريق واختارو بعض من منظمي الرحلة لاخذهم لمكاتب جهاز الامن ووقف راعي الفريق
    الذي احس بالمسئولية وذهب مع افراد الفريق المختارين للمثول امام ضباط الجهاز للتحري ........

    اوسعو ضربا هؤلاء الشباب صغار السن ليدلو باسماء المعارضين للنظام في مربعهم ... وعندما كان الافصاح
    مخرجا لهم لم يتوانوا في ذكر الاسماء ...
    تلك الاسماء عضد احد ضباط الامن بالمربع بانه يعرفهم معرفة جيدة وانهم بالقعل معارضين للنظام .......
    تزامن هذا الموقف مع الصاق صور شهداء 28 رمضان والملصقة في اغلب المحلات والمنازل بالصحافة .. في اثناء احتفالات الانقلابيين بالعيد الثاني لانقلابهم ...
                  

06-14-2009, 02:03 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الدكتور علاء الدين حيمورة (3)
    ------------------------------

    كان اليوم خميس والليلة ليلة جمعة والضرب متواصل طيلة تلك الليلة وانا انزف من فمي ...
    اوقف عني الضرب بعد ان تعبت الوردية كلها فكان بالنسبة لهم ليلة شاقة وكل ما كان من
    طاقة ذرفوها في ضربنا متمنيين طلوع الفجر وتغيير الوردية التي ستأتي بروح جديدة للضرب

    صباح الجمعة ولم نذق طعما للراحة او النوم .. وكانت وردية الجمعة اكثر نشاطا استهلت يومها
    بادوات ضرب جديدة ... قطع خشب تبرز منها السنون الحادة للمسامير والضرب بها على الارجل ...

    اخدنا قسطا من الراحة أثناء صلاة الجمعة ( طبعا لانو العساكر متدينين خالص ) !!!!!!
    بعد صلاة العصر بدأ النشاط متواصلا حتى صبيحة السبت ...

    دخلنا غرفة ووجدنا فيها بعض المعتقلين من ضمنهم الممثل السوداني محمد شريف علي .. والذي بدأ
    يتسائل عن جريمتنا التي لم نعرفها نحن ...
    وقال لي انا غايتو حمتي امكن تكون اخف منكم شوية ...

    الاخ قاسم محمد صالح قد استهلك صوته في الليل الاول حيث سأله احد العساكر اسمك منو .. فرد بصوته
    المهذب .. قاسم محمد صالح .. قال ليه ازعجناك يا قاسم فدحين ازعجنا وكرر لينا اسمك بصوت عالي
    دون توقف .. وكان قاسم لا يقف عن تسميع اسمه الا عندما يضرب ويواصل بعد الضرب ...
    بعد عصر السبت الخامس من يوليو وبعد سواد تلك الايام كنا على موعد آخر من صنوف
    التعذيب ...

    ركبنا البوكس متوجهين الى مكاتب في عمارة داخل القيادة العامة بالقرب من عمارة
    القضاء العسكري ..
    كان الضابط الذي كنا معتقدين انه سيحقق معنا داخل مكتبه الانيق البارد بمكيف
    فريوني ولكن كان وقوفنا نحن خارج المكتب ووجوهنا قرب الجزء الخلفي للمكيف من خارج
    المكتب وفي صيف شديد الحر يتلفحنا الهواء الحار والخارج من خلف المكيف ... ودخلنا
    المكتب وكل واحد اخذ نصيبه من الضرب والتكيل .....
    تم ترحيلنا بعد المغرب مباشرة وكان ترحيلا نخزيا .. رقدنا نحن ثلاثة في ارضية البوكس
    ورقد من فوقنا ثلاثة .. وغطونا بكمية بطاطين وجلس اربعة عساكر فوق تلك البطاطين كاتمين
    انفاسنا .. الى ان وصلنا بيت الاشباح والملاصق للجنة الاختيار ( شارع البلدية ) وبالقرب من
    شارع المك نمر ...
    هذا المنزل من المنازل الحكومية وكانت تسكن فيه ( كلتوم العبيد ) عندما كانت سكرتيرة للرئيس
    جعفر نميري ...
    كان الاستقبال غريبا .. كان وحشيا بدرجة انه لا يوصف .. كان ضربا مبرحا استمر لاكثر من اربعة
    ساعات .. قبل ان نوزع على الزنازين ... كنا صامتين وصامدين .. لم نستطع رفع اعيننا وكنا طيلة
    الوقت راكعين .. اخذ احد العساكر حفنة من الشطة الناعمة ليذرها في عيون كل من يرفع راسه ....
    كان فعلا يوما اسودا وهم يلوحون بان مصيرنا مصير على فضل وانه عذب هنا وبنفس هذه الطريقة ...
    آثرنا الصمت وانهكت قوانا تماما في تلك الليلة ...
    تم تقسيم العصافير الى مجموعتين

    مجموعة ضمت كل من شخصي الضعيف والاخ عادل فريري والاخ عصام الدين احمد ابراهيم (فوفانا )
    مجموعة ضمت قاسم محمد صالح والاخوين عبد الله وياسر نيني ...

    مجموعتنا وجهت بان تدخل الثلاجة !!!!

    الثلاجة عبارة عن زنزانة طولها مترين وعرضها مترا واحدا وكان بها الاخوة من الشعبية :
    الهادي بشرى
    ياسر حامد
    محجوب زكي
    عوض الكريم

    فاصبحنا سبعة اشخاص في تلك الزنزانة المغلقة من جميع الاتجاهات وليس بها منفذ هواء
    وهذا سر تسميها بالثلاجة ...

    كنا نقف مسافات طويلة ونترك الاخ عصام راقدا ويحاول استنشاق الهواء في المسام اسفل
    الباب وذلك نسبة لاصابته بالربو ونحت الحاح شديد قبل احد العساكر في شراء بخاخ
    وبالفعل جمعنا مافي جيوبنا واعطيناها للعسكري الذى اتي بالبخاخ في ثاني يوم ...
    وكانت حالة الاخ عصام قريبة للموت وقتها ..

    الهادي بشرى ذلك الشاب الرائع الشجاع هو ابن اخت الزبير محمد صالح ولم تشفع له
    صلة القرابة بتاني رجل في الانقلاب بان يعامل معاملة مميزة فوجدناه يضرب كما نضرب
    بل واشد كما لو كان خاله قد اوصى بذلك تأديبا له . فكانت عينه في عيون عساكر
    الامن تعبر عن ازداءه لهم اثناء تعذيبه ..
    الهادي بشرى كان شابا خلوقا يواسي المجموعة ويشجعهم على الصمود وكان يحثنا على الصبر
    كان ذكيا وصرف لنا التعليمات الاولية والتوجيهات حتى نكون خارج الثلاجة اطول زمن ..
    وكان يقول سنخرج من الثلاجة 5 مرات في اليوم للصلاة فلابد ان يتأخر كل واحد منا في الحمام
    عنوة حتى يتيح للبقية استنشاق اكبر قدر من الهواء النقي ...
    نؤدى الصلاة في زمن اطول وبسور طويلة حتى نضمن اطول فترة بقاء خارج الثلاثة ...
    سنطلب منهم ان نقرأ ثلاثة اجزاء من القرآن عقب كل صلاة حتى نضمن جلوسنا في الغرفة الملاصقة
    والتى كانت عبارة عن مطبح تفتح عليه زنزانة كان بها احد الطيارين ويدعى عصام لم نرى
    وجهه ولكن خاطبناه من تحت الباب وعرفنا انه مغلول اليدين والارجل ,,,,

    كان طلبنا لوجبة الفول ان تكون من غير ملح على ان نقلل نسحبة الملح الخارجة مع العرق
    فنحن كنا ببناطلين فقط مستغنيين عن اي ملابس فوق ...
                  

06-20-2009, 07:07 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الدكتور علاء الدين حيمورة (4)
    ياسر حامد ذلك الشاب الخلوق وهو عضو المنبر ولكن قد طال غيابه واتمنى
    ان يعود للكتابة لنعرف اخباره ويحكي لنا عن الفترة التي سبقت دخولنا ..
    فقد وجدناه حفظ كل التعليمات وطريقة التعامل وكان بمثابة رئيس المجموعة
    والناطق الرسمي لها ...
    كان قد اعياه السجن غير انه كان متماسكا وهادئا لا يتزمر في وجه عساكر
    الامن وكان لسان حاله يقول اننا بين ايديكم فافعلو ما شئتم فلا حولة لنا
    ولا قوة ...
    بدا وبصوت خافت يهديء من روعنا ويرشدنا في الا نتعامل برد الفعل وان كل
    العساكر في انتظار هفوات من المعتقلين لبرروا بها تعذيبهم الذي لم يكن
    محتج لمبرر اصلا ...
    عانى ياسر حامد ما عاناه في الثلاجة ولاقى مر العذاب ...
    تألم وتألمنا معه عندما انهار زميلنا داخل الثلاثة واحسسنا بانه قد وصلت
    به المرحلة الى فقد عقله .. نعم ذلك الشاب اللطيف والقادم من مدينة بحري
    بدأ يتكلم وكأنه لا يعي ما يقول ....
    فانتظرنا وردية المساء وكان هنالك احد العساكر والشهادة لله انه لم نراه
    يشارك في اي تعذيب لاي شخص بل وعلما مؤخرا انه كان كادرا من كوادر حزب
    البعث وانسلخ منهم والتحق بجهاز الامن ....
    انتظناه طويلا وعندما اتى طلبنا التحدث اليه انا وياسر حامد .. وبالفعل
    شرحنا له حالة الزميل وتركنا له الرسالة عسى ان يوصلها الى قائده ويعجلو
    باطلاق سراحه ...

    ولكن ظل الزميل محبوسا لاكثر من شهرين حتى اطلق سراحه .....

    ذات يوم افرج علينا انا وصديقي عصام فريري .. والافراج كان من الثلاجة
    الى زنزانة اوسع حجما .. كانت وكانها غرفة تستخدم كمخزن لاصحاب المنزل ..

    التقينا مجدد بقاسم محمد صالح ومعتقل من جبال النوبة يدعى الفيل على ما اعتقد ..
    كان عساكر الامن يتعاملون معه كمجرم محكوم عليه بالاعدام .. كان مقيدا ويزحف
    بسلاسله .. بادئا عليه الهدؤ والصبر .. ادخلنا عسكري الامن ثم خرج وعاد مسرعا ..
    وقال اني سمعت همسا ... من الذي خالف التعليمات وتحدث .. قال احدنا انا الذي تحدثت
    فقيل لآخر اضربه كفا .. فضربه وارتمى على حضنه باكيا .... وبكينا معه وحزنا ....

    كانت فلسفة زميلانا ان يصفعه اهون من ان نتعرض للعذاب كلنا ...

    كان انتقالنا من الثلاجة الى تلك الغرفة ما هو الا محطة لنذهب الى العمارة داخل القيادة
    للتحقيق ...

    كنت انا وعصام فريري من طلبو للتحقيق .. وسوف يتم ترحيلنا صباح اليوم التالي ...

    ورحلنا صباحا الى العمارة داخل القيادة .....
    دخل البوكس الذي سوق يقلنا الى العماردة الى داخل الحوش .. امرنا بنا نكون راكعين ونحن نركب البوكس وان نغمض اعيننا الى حين الاشارة لنا بان نرفع رؤوسنا ... خرج البوكس من المنزل واتجه
    ناحية القيادة العامة .. نزلنا امام العمارة وسلمنا للعسكري كرار .. اتبعناه بهدؤ انا والاخ عصام
    فريري الى السطوح ...
    كان مجموعة كبيرة من الاخوة المعتقلين .. بعضهم من اعتقلهم ما يسمى بالامن الاقتصادي وهم شباب
    من ام دوم وضح من خلال المعلومات التى يرونها انهم ومع بعض المسئولين يتلاغبون بتصاديق السكر
    الصادرة للولايات الجنوبية ويبيعون السكر في الجزيرة ...

    دخلنا واعتقد العساكر اننا قادمين لاول مرة من منازلنا .. وتحمسو لبداية التعذيب ولكم رأى العسكري
    طوكر ( من ابناء كسلا) آثار التعذيب على اجسادنا .. فقال للبقية ( الناس ديل جائين منتهين ) ....
    فأكرمونا بالراحة في الزنزانة .. مجموعة مكونة من سبعة اشخاص من ضمنهم عمر بانقا والذي اعتقل
    مع بعض الاخوة من فرقة عقد الجلاد اثناء محاولتهم للسفر الى ليبيا عن طريق الحمرة ( حمرة الشيخ )..
    وحكى لي عمر انهم وبعد ركوبهم الى المقطورة التي سترحلهم الى ليبا جاءت اشارة الى مكتب الامن للقبض
    عليهم .. احد افراد الامن قال نكتب للرئاسة ونقول لهم ( شوهدو ومهم يغادرون ) ولكن ابت نفس آخر
    الا ان ينفذ التعليمات وتم القبض عليهم ..
    جمال وكان وقتها مدير الفرقة
    انور .. شمت .. عمر بانقا
    واعفي عوض الله وزوجته حواء المنصوري وذلك لالغائهم السفر والرجوع الى الخرطوم .. كنت مع عمر بانقا
    في الزنزانة وبدأ الاخوة في الزنزانة الاهتمام بالجروح التي في جسمي وعمل المطهرات و سحن الاسبرين
    ووضعه على الجرح .. وقد ترجو الاخوة العساكر ان نكون في طابور التمام فقط نسبة لحالتنا الصحية ...
    سطوح العمارة والمبنية فيه زنزانات كان يعج بالمعتقلين وبما انهم عساكر كان احساسهم بانهم متلقين
    اوامر ويريدون ان ينفذوا اوامر ولم يجدو الا هؤلاء المعتقلين فكانت الطاوابير العسكرية والتمارين
    الرياضية التي لا يستثنى منها الصغير والكبير ... فبعض الطلبة والذين مأخذهم الحماس كثيرا ما
    يعاندون العسكر وتكون النتيجة المزيد من الضرب والتعذيب ... بعض ضباط المعاش والذين تم اعتقالهم
    ايضا كانو يعاملون معاملة الجنود فكأنما هو تفريغ احقاد ..... فالناس كانت تقف الى الصباح نتيجة
    الاجابة على سؤال سمج من العسكري فيقول من تشرق الشمس ؟؟ ويسأل البعض ويجاوبن تشرق الشمس من الشرق
    فيقل يعني الكمندان كذاب ؟؟ اذا نقف الى الصباح ونرى بشكل عملي من اين تشرق الشمس !!!!!!!!!

    رغم قصر المدة في تلك العمارة ورغم مرارة التعذيب الا انه كان هنالك هواء وماء وكانت تمثل للذين
    اتو من الثلاجة درجة من الرفاهية وكأنهم انتقلوا الى فندق خمسة نجوم ... فكانت توجد فرص الى التحدث
    وبعض العساكر كالعسكري الذي يدعى ( الفلسطيني ) كان يأخذ الفلوس من الناس ويأتي ببعض الاحتياجات
    مقابل حفنة جنيهات ...
    باعتقال رجل الاعمال مامون مكي تغير الوضع في المعتقل بعض الشيء فقد كان الرجل مثقفا ولكلماته
    سحر في النفوس واستطاع ان يؤثر حتى على العساكر فحدو من قسوتهم على المعتقلين ولكن ذلك لم
    يلبث وقتا طويلا فقد رحل الى بيوت الاشباح وعادت الدائرة مرة اخرى ...
    قامت مظاهرات من جامعة الخرطوم .. واعتقل بعض الطلاب من الاتحاد واتذكر طالب الهندسة انور وبعض
    الطلبة وكانو اكثر مساخة في ردودهم على العساكر ... اكتظ السطوح بالعديد من المعتقلين فيهم
    من له علاقة بالسياسة وفيهم من لم تكن له علاقة ابدا بالسياسة كالمعتقلين من قبل الامن الاقتصادي
    وفرقة عقد الجلاد .. وكان المعتقل ينم عن سلوك العساكر في القبض العشوائي فلا تجد تهم واضحة وكانما
    الاعتقال لجمع المعلومات بشكل لا يمت للانسانية بصلة ...
    لم توجه تهم ولم تتم محاكمات ... في ذات يوم طلبنا ان نكون حاضرين وجاهزين للصباح اليوم التالي
    للتحقيق .. وبالفعل ذهبنا مع الحراس الى مكتب الضابط والذي بدأ معنا فتح محضر وسال بعض الاسئلة
    والتي كان يستعصى علينا الاجابة عنها وقلت له بالحرف الواحد لقنني الاجابة التي تريدها وسوف ارددها
    لك وتكون قد اديت واجبك فما كان منه الا وقف وضربني ضربا شديدا مستهجنا طريقة كلامي ونظراتي له ..
    اتم التحقيق وامر بان نعود الى بيوت الاشباح مرة اخرى ...
    بالفعل تم ارجاعنا الي بيوت الاشباح بعد فترة 21 يوما في سطوح العمارة ...
    بما اننا كنا وكأننا في نزهة فلم نستقبل كما استقبلنا اول مرة .. وقد وجدنا الاخوة والذين كانوا في الثلاجة قد جاءهم الفرج وجمعوا مع الكثير من المعتقلين في صالون وغرف المنزل ...
                  

06-21-2009, 04:13 AM

عابدون محمد عابدون
<aعابدون محمد عابدون
تاريخ التسجيل: 07-30-2008
مجموع المشاركات: 2607

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    شكرا استاذ جعفر وايضا لاتنسى اضافة الاطفال الابرياء الذين اخذوا قسرا الى المعارك وماتوا حتى بدون علم ذويهم كما لاننسى حادثة العيلفون التى تم فيها قتل الاطفال ..

    العدالة لابد أن تطال هؤلاء المجرمين المتسببين ولو بعد حين ..
                  

06-22-2009, 12:56 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: عابدون محمد عابدون)

    تحيتي عابدون محمد عابدون
    الملفات التي اريد لها ان تدفن مع اصحابها كثيرة ... لكننا لن ندعهم يفعلون ذلك وبين كل فترة وأخري سنذكرهم بما اقترفت اياديهم السوداء في حق ابناء الوطن .. سنفتح الملف تلو الاخر حتي يأنذن الله في الأمر ....

    الاعتقالات والتعذيب / الاطفال والنساء والرجال الذين انتهكت كرامتهم وحقهم في الحياة ....

    شكرا علي حضورك
                  

06-23-2009, 06:30 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    الدكتور علاء الدين حيمورة (4)
    ------------------------------

    أما عن "قصة" اعتقال وحيد :

    الجامعة كانت عند فوران لم يعهدوه قط ... تجمعت كل التيارات عند قائمة واحدة ... وبدأت درجة توترهم تعلو كلما نجح احد التيارات المتحالفة في جمع الحشود والمخاطبات ... جاءني من يسأل عن صوت طلق ناري قال بأنه سمعه آت من الناحية التي كنت أقف عندها ... شكله العام لم يك يوحي بأنه من الجماعة .... اكتفيت بأن اجبته بعدم سماعي لاي طلق ناري ... وقلت له ربما هي طلقه لعب كرتونية يلعب بها احد الصبية ... بعد ذلك حدثني عن أن الامن العام والسلامة العامة وحفظ البلاد من الخونة ومن يريدون لها الشر ووو... بدأت أرتاب من واقع الحديث غير المرتب وإن كنت لم أشك بعد في صفته ... فقلت له أن الأمن الذي أريد لهذه البلاد غير الأمن الذي يريده جهاز الامن ... فقال لي كيف ؟ جاوبته بأن الجهاز الامني يفترض أن الخطر في معارضيه لذلك فهو يواجههم بوسائله الخاصة ، بينما الخطر كله في الجهاز نفسه : فوسائله الخاصة هذه أشد خطورة علي الوطن من معارضة أعتى المعارضين وأكثرهم تأثيرا ... لم يبادلني الرجل أي رأي واكتفي بنظرة فهمت منها أنه لا يوافق علي رأي ... وانصرف الي حال سبيله .... لم تمر ربع الساعة حتى عاد ومعه عربة فارهة كاملة التظليل وفيها قرابة الخمس اشخاص واقتادني بعنف وهو يحاول ان يشعر من حولي بقوته ومهانتي التي يعتقد ....

    كانوا جميعا حريصون ان لا اعرف الي اين اساق ... فطلب مني احدهم ان أخفض رأسي وثبتني من بعد علي هذه الوضعية .... عند وصولي الي المكتب الامني .... تعرضت لتفتيش كامل ... افرغوا كل شيء في جيوبي ... البطاقات اخذت بعيدا ... الاوراق بعثرت ... والحق انى لم اكن اكترث للبطاقات والاوراق : ما كان يشد انتباهي هو شخص جالس أو ملقي بالاحرى عند نهاية التقاء الحائطين .... تملأ وجهه الدماء حتى انك لا تستطيع أن تميز مكان جرحه النازف! ويبدو انه تعرض للضرب بقسوة علي رأسه .... طلب مني احدهم ولعله لاحظ انشغالي بالمعذب عند ركن الحائط ، طلب مني أن أجلس علي الارض في الركن المقابل ... فرفضت وخبرته باني لم افعل ما يستدعي حشري عند الركن او حتى مسائلتي قانونيا .... وعند قانونيا أصابه الضحك .... وجاء أحدهم وكانوا ينادونه عماد وقال لهم : جيبوا (وحده) ونخليها تقول انها كانت معاهو في وضع (مخل) ونوديهو النظام العام ونجلدوا حسع!!!! لا ادري عندها هل اصابتني الصدمة من قوله أم شيء اخر لم اميزه حتى الان ! ولكني لا احمل احتقارا لاحد في هذه الدنيا كما احمل لهذا العماد ....
                  

06-29-2009, 07:41 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

                  

06-29-2009, 07:42 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

                  

06-29-2009, 07:42 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    واهمون يا صديقي إن ظنوا إن هذا الملف سيقفل للابد
    لا مشاكوس ولا ناكورو ولا اي اتفاق آخر يمكن ان يقفل هذا الملف
    صدقني ان عشرات الملفات موثقة ومعدة وجاهزة بشهاداتها وشهودها
    وكم تمنيت ان أجد نص خطاب بروفيسور فاروق محمد إبراهيم ، هذا الرجل الفاضل والمناضل الوطني والعالم القدير
    ففيها وحدها إدانة للجميع ، من شارك في الجريمة ومن سكت عليها ومن أنكرها
    لقد كتب الرجل شهادته موثقة بالاسماء واعلن فيها أنه قادم للسودان ومستعدللمثول أمام اي محكمة
    وحدد بشجاعة أنه، وهو في هذا العمر والمكانة، تعرض للضرب والتعذيب بحضور تلميذه في كلية العلوم، ثم زميله في سلك التدريس بالجامعة، الدكتور نافع علي نافع ، وبحضور وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح
    هناك شهادات محمد محمد خير ، والعميد محمد أحمد الريح، وشرف الدين يس ، وفرقة عقد الجلاد ، وعشرات القصص غيرها
    من يصدق ان شخص سوداني يدعي انه مسلم ..يقف أمام رجل فاضل في الخمسين من عمره ..يضع المسدس في جبهته ثم يقول له : أرقص رقصة العروس؟؟؟؟؟؟وليتني كنت أملك تسجيلا حرفيا لإجابة الرجل العظيم الذي أعطى هذا القزم درسا في الأخلاق والثبات واحترام النفس
    ألم يضعوا الدكتور طارق إسماعيل دهرا في بيوت الأشباح واروه من التعذيب ما لم يخطر على بال، علما بأنه كان أخصائي جراحة الأطفال الوحيد داخل السودان في ذلك الوقت ، ولهذا السبب رفض أن يفتح عيادة خاصة وتفرغ للعمل في مستشفى الخرطوم ومستشفى سوبا
    فكافأوه بالاعتقال والتعذيب
    ثم كل هذا كوم والكذب الصراح كوم آخر
    كنا في سجن كوبر في مارس 1990 أكثر من مائتي معتقل ...,جلسنا ذات اليوم نستمع للبشير يتحدث في لقاء تلفزيوني خارج السودان...ويسالونه عن المعتقلين فيعتدل في جلسته، يبتسم ثم يرد : معتقلين ....لا يوجد أي معتقل سياسي في السودان ، كان هناك الصادق المهدي ونقد وقد أخرجناهم ووضعناهم في الاعتقال التحفظي في منازلهم...خوفا عليهم من الجماهير!!!!!و
    الملف كبير ..والشهادات كثيرة ...,سياتي يومها مهما طال الزمن
    وقسما لن ينجو بما فعلوه في مجموعة من خيرة أبناء الشعب السوداني

    فيصل محمد صالح
    مكاتب الأمن_ سجن كوبر (فبراير - مارس- أبريل 1990)
                  

06-29-2009, 07:48 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    تجربتي مع المعتقل (خالد الحاج) :
    -----------------------------------
    الاعتقال :
    ---------

    العام 1992 شهر مايو والخرطوم كعادتها تزدحم بالسابلة يحتمون بظلال النيم ويسيرون علي عجل منهم من يبحث عن وسيلة مواصلات ومنهم من يسارع الخطي مخافة الكشات مرة لتفريغ العاصمة ومرات للتجنيد القسري عدت في ذاك اليوم من مكتب الضرائب بعد أن بذلت فيها جهد ليس بالقليل لإقناع أحد المفتشين أن أدوات معمل مصنع الصابون مستوردة باسم ريمون بيطار وأن هذا الرجل لا توجب عليه زكاة ودخلت مكتبي في عمارة التاكا وما أن جلست علي المكتب حتى جاءني أحدي المراسلات قائلا أن هنالك من يسأل عني فقلت دعه يتفضل جاء شخص ضخم وسلم خير سلام ثم تبعه آخر قلت تفضلوا - ياجماعة تشربوا شنو -والله لو ممكن موية باردة لو سمحت- ثم بادرني- نحن من الأمن العام ويا أخي دايرنك تجي معانا شوية- في شنو يا جماعة إن شاء الله خير-لا مافي حاجة بس شوية أسئلة كدة وبترجع لي شغلك-خير مافي عوجة بس خلوني أسلم الورق ده وأستأذن وأمشي معاكم- لا الورق خليه في مكتبك ده وأرح طوالي مافي داعي تستأذن- وتركت مكتبي وأوراقي ومفتاح الفيسبة وخرجت معهم وعند نزولي أسفل البناية رأيت عربة بوكس بها شخص يجلس في مؤخرتها وبادرني أهلا بالبطل المناضل وأكرموني بالجلوس في السيارة في الأمام وجلس احدهم بجانبي وقال لرفيقه -أرح- واتجه الأخير إلي الخرطوم ثلاثة وعند وصولنا إلي نادي الأسرة سألني- بيتكم وين-فقلت -بيتنا في الصحافة يا جماعة فقال- يا زول أنت ماساكن هنا- ولم ينتظر إجابتي وقال -أرح00مربع كم يازول -مربع خمستاشر -أرح- وصلنا المنزل سلموا أسلحتهم لمن ناداني بالبطل ودخلوا معي الي المنزل وكانت الوالدة عليها الرحمة تجلس تحت ظل النيمة في الحوش فرحبت بنا ودخلنا الصالون وقام أحدهم بالإتجاه نحو المكتبة -دي مكتبتك يازول- لا مكتبتي في الغرفة التانية- ممكن نشوفها-جدا -الوالدة يا ولدي في شنو -مافي حاجة يمة بعدين بوريكي- ودخلوا غرفتي دخول الفاتحيين وبدأ أحدهم يقرأ للأخر عناوين الكتب-مجلات الكرمل اللهجة العامية في السودان طبقات ود ضيف الله النزعات المادية في الإسلام ده جيبو جاي مدن الملح الزول ده مثقف القرآن الكريم الأطفال والعساكر ده برضو جيبو زح ليّّ وقام بأخذ ما مجموعه عشرون كتاب لم يكن بينهم القرآن الكريم -الوالدة تنادي يا ولدي الشاي وتسألني حينما خرجت لأخذه في شنو وديل منو إنت سويت ليك مصيبة ولا شنو مجموعة من الأسئلة لم أكن أملك لها إجابة وخرج هولاكو ورفيقه بما حملاه من غنائم وخرجنا الي الشارع وأحدهم يجيب الوالدة التي لم تعد تستطع صبرا الزول ده بجي بعد شوية ياحاجة مافي مشكلة مجرد أسئلة وبجي راجع ومن جديد تحركت السيارة ولم يقل أرح هذه المرة.

    بيت الأشباح:
    --------------
    وصلنا سادتي الي حي المطار وبالتحديد الي عمارات ضخمة في مواجهة مقابر الكمنولس وتلاصق مباني القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ودخلت السيارة دونما إستاذان وأدخلوني الي المبني الوسيط ومن ثم الي الطابق الثالث وداخل الصالة قرأت علي لوحة ضخمة معلقة علي الحائط الآية الكريمة (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق) الي أخر الأية فاطمأنت نفسي ولا أخدعكم فقد كان بي بعض الوجل وجلست في غرفة صغيرة أربعة في أربعة وجاء غيري شباب ونساء ثم دخل علينا محمد شريف علي المسرحي الشهير وبدأ لساني ينطق والونسة إحلوت ومر الوقت وكل من جاء غادر وبقيت كالسيف وحدي وعندما أرخي الليل سدوله جاء أحدهم عابس الوجه قميئه وناداني تعال يازول وسرت خلفه الي غرفة يتوسطها مكتب يجلس عليه شخص عندما قمت بعد ذلك بوصفه للأستاذ الصحفي محمد عتيق قال أنه عاصم كباشي وبدأ الرجل يسألني إسمك منو بتعرف فلان وفلان وفلان وتعددت إجاباتي فمنهم من أعرف و كثيرون لا وفجأ أحس بيد تمسك بي من مؤخرة رأسي -أوعك تتلفت - ثم أعقب ذلك بصفعة علي الأذن ثم أخري وعلي أن لا ألتفت لم أراه وخرج تاركني للأول يواصل أسئلته ثم جاء أخر هذه المرة بلا استحياء وصار الأول يسأل والثاني يشجعني علي الإجابة بالصفعات مرة ومرة بالشلوت ثم أخذني الأخير الي غرفة مليئة بالكتب الي سقفها وهناك كان علي أن أحمل أنبوبة غاز وأقوم بعملية إحماء جلوس ثم قيام ثم جلوس حتي تورمت ساقاي وكان يحفذني بضرابات توالت لساعة ثم صارت ضربات بدون غاز لأني ما عدت أقوي علي حمل الأنبوبة ثم لم أعد احس بشيئ بعد ساعات من الضرب وتركوني أنزف من أنفي وفمي وفي الصباح جاء أحدهم وسلمني لمكتب أخر وقاموا بعصب عيوني وأرقدوني في الكرسي الخلفي لسيارة ملاكي تحركت لمدة ربع ساعة ثم توقفت لينزلوني ودخلت ليربطوا لي يدي بحبل في شجرة نيم وصرت أقف علي أمشاطي من الصباح حتي عصر نفس اليوم وبعد أن حلوا وثاقي أدخلوني الي حوش كبير فيه ساحة مفروشة بالخرصانة تتوسط ثمانية عشرة زنزانة وكان بالحوش مجموعة من الناس عرفت منهم ميرغني عبد الرحمن سلمان /بكري عديل/ العم الحاج مضوي /محمد عتيق/ فوزي/كمال الجزولي المحامي ومجموعة ضخمة تعرفت علي بعضهم بعد ذلك وسيأتي ذكرهم.
                  

06-29-2009, 09:32 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    تجربتي مع المعتقل (2) (خالد الحاج) :
    -----------------------------------
    سهر الدجاج ولا نومه :
    -----------------------
    أخذني الرجل قابضا علي أذني وكأني بهيمة وهذه المرة كان هزيل العود ضامر ونحيف جدا فتخيلت لو كان المكان غير المكان كنت(طبيتو كربون ونشفت ريقو ( لكن ما علينا المهم سادتي توسط بي الحوش وخاطب الجمع بكل وقاحة الليلة جبنا ليكم زول جديد وقام بتوزيع المعتقلين الي مجموعات وأوقفني مع مجموعة كمال الجزولي هنا فقط عرفت تصنيفي وعرفت أنه نسبة لسخونة الجو فقد أنعموا علي المعتقلين بحبة "همبريب" وتركوهم يجلسون في الحوش ثم قام أحدهم بتشغيل شريط تسجيل للمبدعة عائشة الفلاتية وسأل الجمع- العارف الفنان ده يبلغ- وهو تعبير عسكري ولم يرد احد عليه ولما رأيت الرجل مصر يعرف قلت له هذه عائشة الفلاتية (شليق) فقال قوم كمان عارف يلا أدينا أرنب نط ولما كنت جديد كان علي أحدهم أن يشرح لي أسأله الغفران فقد كنت السبب في جعله يقفز علي أمشاطه كحيوان الكنقارو وكانت ساقاه طويلتان وهي مشقة لو تعلمون قاسية خاصة علي طويلي الأرجل وقمت بتلك الحركة اللعينة جيئة وذهابا لمدة خلتها دهرا حتي أرضيت غرور ذاك الهضيم ثم تركني أجلس وجاءوا بالتجاني حسين في تلك الليلة ملطخا بالدماء ورموه في وسط الحوش وأمروه بالوقوف وما كان له الي ذلك سبيلا ولم يوقفهم ذلك من ضربه حتي خلنا ان الرجل قد مات ثم أدخلونا في المغيب الي الزنازين وكانت من نصيبي زنزانة صغيرة بها أربعة أشخاص غيري وهم عوض عباس من مواطني الكلاكلة النور إبراهيم الدور رقيب بالقوات المسلحة وأبو بكر عبد المجيد موظف والصحفي محمد عتيق رئيس تحرير مجلة الدستور السودانية أيام الديموقراطية الثالثة
    ولم أنم تلك الليلة ليس للآلام الجسدية فحسب وإنما لأن أحد المعتوهين من عساكر الأمن كان يقوم بتسلية نفسه برجم أبواب الزنازين بالخرصانة وقد إستمر في ذلك الي صباح اليوم الثاني.

    ست العرقي :
    -------------

    في اليوم الثاني سادتي جاء المدعو مصطفي دكين وهو أحد المتخصصين في التعذيب يرافقه زميله أبوزيد وكان الأول يدعونا الي الصلاة وبعد الانتهاء منها يأمرنا بالوقوف في مواجهة الحائط وإغماض أعيوننا بأيدينا وقمت في ذلك اليوم بالوقوف ووجهي علي الحائط لمدة ستة ساعات قام فيها الإخوة بمراقبة الحوش وحينما كان يغيب لمدة قصيرة كنت أجلس لدقائق معدودة الي أن لمحني لعنة الله عليه وعرفت حينها ما يسمي بست العرقي وهي أن تمسك أذنك اليمني بيدك اليسري ثم تدخل يدك اليمني في الدائرة المتكونة من ذلك وتنحني ملامسا الأرض دون أن تجعل ركبتاك ينحنيان ثم تدور حول نفسك وهي حركة تصيب بالغثيان وغالبا ما يضحك العسكري القميء لمنظرك مما يضاعف حجم الهوان لديك وقد قمت بذلك وأعقبه ضرب بخرطوش المياه الأسود والذي يستخدم عادة لتوصيل المياه داخل الأرض الي المنازل ثم شهدنا أناس ماكنت والله أحسب أن الأم السودانية بقادرة علي ان تجود بأمثالهم وضاعة وخسة وعدم احترام لإنسانية الفرد ناهيك عن سنه ومن هؤلاء السفلة المدعو حسن الطاهر / عادل سلطان/الفاتح مصطفي/وليد حسن عبد القادر/عبد الله طوكر/حسن مقبول/جهاد/يوسف وقد تواصلت الابداعات نأكل وجبة واحدة في اليوم مكونة من فول سيئ بدون ملح وزيت وخبز متيبس وأحيانا ينعموا علينا بشاي في برطمانات مربة ونحلي في الغالب بجلدة ساخنة ويعتبر الحمام من المستحيلات و إن حدث فهو إعلانا بخروجك من المعتقل.
                  

06-29-2009, 11:04 PM

محمد اشرف
<aمحمد اشرف
تاريخ التسجيل: 06-01-2004
مجموع المشاركات: 1446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    جعفر يا صديق

    واصل

    ضد النسيان

    ولا عفا الله عما سلف
                  

06-30-2009, 01:52 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: محمد اشرف)

    لا عفا الله عما سلف يا عزيزي محمد أشرف

    وشكراً لعودتك مرة أخري للمنتدي
    أتمني المواصلة
                  

07-01-2009, 05:03 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    يبقى حتى الفجر القريب.


    تحياتي أ. جعفر
                  

07-01-2009, 07:23 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: مؤيد شريف)

    تحياتي مؤيد شريف

    حتي يأذن الله في الأمر
                  

07-01-2009, 09:18 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    تجربتي مع المعتقل (3) (خالد الحاج) :
    ------------------------------------
    هاشم بدر الدين:
    ----------------
    نخرج اليوم أحبتي من جو المعتقل الحار جدا إلي خارجه لتكتمل الصورة وأبدأ من شركة بيطار حيث قامت إيفون فلتاؤس رئيستي المباشرة بالسؤال عن الحاصل بعد خروجي وقد توجست خيفة كما قالت لي فيما بعد ولما لم يسعفها أحد بإجابة شافية قامت بإبلاغ الخواجة ريمون بيطار الذي رأي الإنتظار عملا بنصيحة السيد بوب المحامي ومحامي الشركة ومر اليوم دونما جديد سوي أن مجموعة الزملاء قاموا بالإتصال بالمنزل وكانت الوالدة تتوقع حضوري حسب وعد هولاكو لها ولما تأخرت تحول المنزل الي مناحة وتجمع الشايقية من الدروشاب والكلاكلات والحاج يوسف وما بينها وهاك يا شاي00 في المعتقل كان اليوم الثالث وبغير العادة هادئ جدا وساعات النهار في شهر مايو طويلة طويلة وبدأت أشم رائحة جسدي تتعفن ولما سألت عن إمكانية حمام ضحك الحضور بالزنزانة وكان الموضوع باعث للتندر يا زول إنت قايل ده الهيلتون والله أنا لي شهر ما إستحميت قالها النور أبراهيم وكنت لا أحتاج لقسمه بالله لأصدقه فرائحته دليل مادي لا يقبل الطعن ومرت ساعات النهار بلا نهاية وحلا المساء ولم يتغير الموضوع ما زال الهدوء العجيب وأخيرا زال عجبنا في صلاة المغرب حينما همس أحد القادمين الجدد بأن الترابي تعرض لمحاولة إغتيال في كندا وكنت أتخيل أن الحكاية رصاص حتى جاء الخبر الأكيد عندما جاء الي زنزانتنا في اليوم التالي سائق سيارة السيد الصادق المهدي ضيفا عزيز علينا وهنا حكاية طريفة فقد كان جرم الرجل عظيم تصوروا أنه كان يقوم بتوصيل سيد الصادق الي منزل للعزاء وعلي لسانه أروي القصة -يا زول مالك جابوك في شنو؟
    - السؤال التقليدي-
    - والله كنا ماشين بيت عزا وعربة الأمن كانت ورانا قام نزل ليهم لستك فوقفوا ونحن واصلنا مشوارنا وبعد ما رجعنا البيت لقيناهم منتظرننا فجابوني هنا وهاك يا ضرب.
    وكان وجه الرجل عجيب من أثار الضرب وقام الرجل مشكور بتوضيح القصة لنا أن هاشم بدر الدين قام بجلد الرجل وأسع هو كده كده- ولم يفرح لذاك الحدث أحد علي الأقل بزنزانتنا وكانت الحكاية دليل علي مستوي الخصومة التي أوصلنا لها نظام احترف العنف وسيلة لفرض أراءه فإذا بها ترتد إليه في شخص رمزها الشيخ ويا لها من مأساة لم تنتهي فصولها بعد نسأل الله اللطف
    جاء الليل سادتي وتواصل الفلم الهندي من ضرب بالخراطيش والدبشك والزحف علي الخرصانة.

    تحقيق:
    --------
    مضي أسبوعي الأول في المعتقل وأخذت أعتاد الأشياء والوجوه نري بعضنا للحظات عند الخروج للصلاة ويتعرفون عليك في عجالة من أمرهم فالونسة ترف لا يملكه معتقلوا بيت الأشباح وعرفت صفوة من الناس تنحني الشمس خجلا لهاماتهم النبيلة أحمد حمدان/التجاني حسين/عبد المنعم عبد الرحمن/فيصل حسن التجاني/حسن هاشم/محمد وداعة الله/علي أحمد حمدان ناهل/أحمد دهب/نادر عباس/التجاني مصطفي/علي أبوبكر/كمال الجزولي/الحاج مضوي محمد أحمد/نصرحسن بشير نصر/ملازم أمن الجمري/وفوزي أمين/تيراب تندل أدم/بكري عديل/سيد أحمد الحسين والكثيرين الذين لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم -كان ذهاب التوليت مشكلة فهم لا يمهلونك حتي تقضي أمرك ويضربون علي الباب وإن تأخرت تحول الضرب إليك مما أصابني بإمساك ومقاص في الإمعاء عانيت منهم الأمريين وبعد مرور الأسبوع صارت الرائحة لا تطاق وكلما منيت نفسي بالتعود تقول لي هيهات وطبعا لا يوجد ما يسمي مسواك حتى صار من المألوف أن تخاطب رفقاء الزنزانة وأنت تولي وجهك نحو الجهة المعاكسة وأصبحت الزنزانة تحمل رائحة مشرحة الخرطوم العتيقة وصار الكرش (حك فروة الرأس والجلد) عاديا جدا لا يثير إنتباها ونادوني صباح يوم غير بهي إلي غرفة قصية وبدأ ما يمكنني تسميته تحقيق لأول مرة -إنت البوديك تلاتة شنو -والله ياخي تلاتة دي أنا متربي فيها وأصدقائي اغلبهم هناك عشان كدة بمشي بعدين ممكن أعرف أنا عملت شنو - إنتا تقفل خالص ونحن هنا البنسأل بس يعني تجاوب وإنت ساكت(كيف دي لم أسأله رغم إنها جديدة) وقلت في نفسي كلام عساكر -بتعرف فلان ماتقول لي ما بتعرفو عشان حا أكسر ليك راسك الكبير ده وفلان داك بتعرفو من وين والجماعة الفي النادي بتاعين الفرع ديل ما قدرك البقعدك معاهم شنو وبعدين إنت ما عندك أهل مقضي اليوم كلو في تلاتة هنا يدخل من يسمي بي أبي زيد ويلطمني دونما توقع مني حتي قفذ الدمع من عيني : الشيوعي الكافر ده ما داير يقول الحقيقة ! قول النصيحة يا زول
    حقيقة شنو يا غضبة الله عليك الزول ده قايلني زينب الحويرص و لا شنو.

    وتوالت الأسئلة طيب البوديك جامعة الخرطوم شنو ياخي انا طالب هناك في معهد الدراسات الأفريقية هنا لطمة أخري
    : شوف يا زول ماتقول لي ياخي انا صاحبك قول ياكمندان (بضم الكاف والميم) قول ماسامعني؟
    -يا كمندان
    : أي كده بعدين قلت لي داير تبقي دكتور نحن ناقصين فلسفة ما أهي البلد ملانة دكاترة جابوا لينا شنو بلا المرض والكلام الفارغ.
    وطبعا الرجل معذور فهو يقوم بعمل ذو شأن عظيم يحمي الثورة العظيمة من أمثالي شذاذ الأفاق وله أن يقود سيارة جديدة وأن يقبض مرتب بعدة أصفار ولك الله يا دكتور يوسف مدني وأنت تأتي كل صباح لصرحك العظيم مشيا علي الأقدام- المهم سادتي تواصل المسلسل بنفس الوتير بلا كلل منهم أو ملل يذلون من شاءوا ولا رقيب عليهم سوي إيمانهم الراسخ بأنهم إنما يرسون دعائم الدولة الإسلامية ويوجهون الأمة نحو حضارة السلف الصالح0000 وبعد مرور عشرة أيام ماعدت أطيق رائحتي فجاء أحدهم يحمل علبة للتنباك وبعد أن مارس ساديته في التهكم علي من يستفونه وبهبل يدعو للشفقة عليه
    - البسف فيكم منو أديهو سفة والله صعوط كارب نمرة واحد كدي يا النور تعال شمو أصلكم إنتو أهلنا ناس الغرب ديل خبرة كارب مش كده لكن والله تشموا قدحة
    وقلت أن الرجل عوييل فالأجرب معه عليّ أستطيع للحمام سبيلا يا كمندان يعني لو سمحت ممكن يعني أستحم
    : شنو كدي تعال جاي يالله كدي قميصك ده أتنيهو أها إتكسر ولا لا شفته لمن ينكسر ويقول كش أنا بخليك تستحم بعدين إنت جيت متين عشان تستحم يا كمندان تعال أسمع ده بقول شنو مالو الشيوعي ده قال داير يستحم بالللللللللللله يا خي ديل ما ناس تلاتة وتلاتة حلاتة كدي أفتح ليه الباب يالله عايزك تزحف في الخرصانة دي لحدي ما نجيك.
    وبدلا من الحمام فقد تيممت في خرصانة كانت جزء من جهنم عملا بالسلف الصالح وصلح التيمم في حضور الماء وكله فقه والله أعلم.
                  

07-02-2009, 03:58 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    زيارة :
    ---------
    أبدأ اليوم سردي من المنزل وقد كانت الوالدة عليها الرحمة تقوم بتحركات ماكوكية يحسداها عليها كولن باول ولم تترك باب الا وطرقته وكان كل همها( بس لو عرفت مكانو حي ولا ميت ما دايرا منكم شي تاني) أسأل الله لها الرحمة فما ذلت أعتقد أني بصورة أو بأخري قد عجلت برحيلها ومن ناحية أخري كان ريمون بيطار قد قام بجهد كبير لمعرفة مكاني وهو رجل ذو بأس لو أراد ويملك المال وللأخير سلطانه في دولة التوجه الحضاري والخواجة أثبت أنه ود بلد كما قالت الوالدة وعندما زار المنزل لتفقد الأحوال وجده كنادي الزومة فقام بشراء كبش ودفع مبلغ خمسون ألف وكان حينها يعادل مرتبي لثلاثة أشهر وأسألكم المعذرة للإستطراد ولكن أفضال الرجال يجب أن تذكر000 أعود بكم الي بيت الأشباح وقد مرت ثلاثون يوما كانت كأسنان المشط لا تغيير فيها إلا بقدوم وافد جديد يحمل أخبار الخارج وعبق الصابون والأخير صار هاجس لي وكنت أحسد الأستاذ محمد عتيق لتحمله وهو ود العمارات وليت ود بادي إلتقاه 00في نهاية الأسبوع الأول من يونيو كانت تحركات الوالدة قد بدأت تاتي أكلها في صباح ذاك اليوم جاءني المدعو مصطفي دكين يحمل لي صرة وأدخلها من بين فتحات السيخ في أعلي باب الزنزانة قائلا ود تلاتة واصطاتك قوية هاك الزوادة دي لامن نطرشك ليها وفتحت الكيس وإثني عشرة أعيون تتبعني وفيه وجدت جلباب وسروادوك وفرشة أسنان ومعجون وصابونة أي والله صابونة وكمان لوكس الللللللله (نان دي يا أمي أكلها) المهم بعدها بساعة من الزمن جاء القميء مرة أخري وناداني بعد فتح الباب قوم يا ملحد إنت تعال مارق أمشي إستحمّ قالها ونظرت أنا إليه فقالها مرة أخري يا زول ما تمشي ومشيت يا جماعة الحمام واستحميييييييييييييييت وهاك يا كدوب وهاك يا دعك وبي الجد كنت وسخان فقد كان الماء يصب علي جسدي صافيا زلولا ثم ينحدر بعد ذلك كما ينصب الماء من سبلوقة بيت جالوص بني اللون صلصالي الملمس وبه بعض الدرادم وعندما صارت الصابونة تنزلق من يدي لصغرها قلت لنفسي فالأترك البروة دي للهديمات وغسلت قميصي وما كان بإمكاني غسل البنطال فهو جينز وهذا يغسل بأبي فيل أما ملابسي الداخلية أكرم الله أعينكم فقد كانت -كمعراكة الدوكة- ما كان مني الا أن رميتها في برميل الزبالة كما يتخفف المرء من زنوبه ورجعت الي الزنزانة وأعين مليئة بالحقد ترصد خطواتي وعند الواحدة ظهرا جاء القميئ مرة ثالثة وناداني ود تلاتة تعال آلنضيف عندك زيارة وخرجت متسائلا من تراه يكون وخلف المباني كان هنالك من بادرني إزيك يا زول عرفتني أبدا والله ماعرفتك أنا ود ناس عمك فلان أبدا والله برضو ما عرفتك ود حاجة فلانة صديقة والدتكم بالله كيف حالك كويس وإنت كيف الجماعة ديل بعاملوك كويس -مافي عوجة- كان ردي فقال راسك القوي ده خليها تبقي ليك درس -مافي عوجة- الحاجات وصلتك ايوا دي مرسلاها ليك الوالدة وهي كويسة وبتسلم عليك الله يسلمك ويسلمها شكرا يا أخي خلاص مع السلامة في أي وصية لا بس قول للوالدة ما تقلقي أنا بخير مع السلامة ورجعت ميمما وجهي تجاه الزنزانة فناداني القميئ تعال يا النضيف ما شي وين ماشي الزنزانة يا كمندان زنزانة شنو تعال بي جاي وكان مكان الوضوء في منتصف الحوش به ماء آسن وطين فقال شايف الطين داك أمشي إتعطن لي فيهو- يااخواناالزول ده بي صحو- ومشيت وإتعطنت في الطين ولم يرضيه ذلك فقال إدردق أخمج في الطين ده كويس وصرت من جديدكالغراب ورجعت الزنزانة ولم يشمتوا علي رغم إني قبل ساعة زمن كنت عريس الفريق نضيف وظريف ومر أسبوع أخر أنجلدت فيه كذا مرة ثم تركوني يومين أو ثلاثة أيام دون ضرب وأخيرا جاء أحدهم وناداني يا الشيوعي أمرق وودع جماعتك ديل وقال محمد عتيق مبروك يا زول يا إفراج يا كوبر وأي الحالين مبروك وودعتهم بعد أن تبرعت بفرشة أسناني للأخ عوض عباس وكانت هدية قيمة أفرحته والله وربطوا لي عيني بعد أن حلفوني علي المصحف أن لا أخبر أحد بما يحدث هناك ورجعت الي حيث بدأت وبنفس الطريقة والوسيلة الي مركز الأمن وحقق معي ضابط أمن يدعي أسامة ذكر لي مجموعة من الممنوعات ثم أخذوني الي مكتب الرجل إبن صديقة الوالدة وقد أمر سائقه أن يوصلني الي حيث أريد وذهبت الي الشركة حتي أأخذ الفيسبة ثم أذهب الي المنزل وعند دخولي المكاتب بدأ الموظفون يتجمعون وبكت الزميلات وكان يوم لن أنساه ما حييت وعند رجوعي المنزل زغردت الوالدة وتجمع الجيران ولكم أن تتخيلوا البقية ولم يكدر صفوي أحد لمدة ثم رجعت الغلاصات حتى كان هروبي بعد ثلاثة أعوام خارج الوطن
    التحية للشهداء
    التحية للقابضون علي الجمر
    والصامدون والجاهرون بكلمة الحق
    ولا نامت أعين الجبناء
    خالد الحاج الحسن

    للمزيد من التوثيق للرواية وغيرها رجاء الرجوع إلي
    جرائم سودانية
    دكتور أمين مكي مدني
    الناشر دار المستقبل العربي
    رقم الإيداع بدار الكتب المصرية 1878/2001
    الترقيم الدولي 977-279-172-4-I.S.B.N.
                  

07-03-2009, 05:51 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    هكذا عذب فاشست الجبهة الإسلامية النقابي على الماحي حتى الموت (1)
    ----------------------------------------------------------------------

    إنها مقتطفات قليلة من حفلات التعذيب التي نظمتها الجبهة الإسلامية القومية في بلدي السودان بعد انقلابها على الديمقراطية وتكريسها لأقذر أنواع الحكم عرفته بلادنا في تاريخها ، انقلها شهادات حية من الكتاب الذي روى فيه النقابي علي الماحي السخي هول التعذيب الذي وقع عليه في سجون الإنقاذ وبيوت أشباحها الرهيبة ، والكتاب أصدرته المجموعة السودانية لضحايا التعذيب بالقاهرة وقام بتحريره الدكتور حسن الجزولي .
    وكما جاء في التقديم : هذا المزيج من دقة المؤرخ وسماحة الفكر والروح يجعل من هذا الكتاب وثيقة هامة في كتابة تاريخ السودان الحديث كما يجعله مساهمة حية في التربية السياسية والروحية للشباب السوداني .

    إهداء :
    إلى الشعب السوداني البطل.. اقدم ما وقع علي وعلى زملائي دون زيادة أو نقصان
    علي الماحي السخي
    مقتطف أول :
    بعد فترة حضروا واقتادوني وأنا معصوب العينين والدماء تسيل من مختلف أنحاء جسمي إلى غرفة وأجلسوني على كرسي ، وكانت أمامي على ما يبدو طاولة يجلس عليها شخص ما وقد طلب مني أن احكي له كل شئ عن نفسي وحياتي بالتفصيل وأيضا عن آخرين الذين اعرفهم ! ، قلت له انه ليست لدي أي أشياء خاصة بي أو بآخرين اعرفهم لكي أقولها لك . قال لي تحدث عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي ، قلت له بأنني لا اعرف اكثر مما تعرفون عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي بالإضافة إلى إنني لا يمكن أن أتحدث مع شبح بالنسبة لي وأعيني معصوبة ومن الأفضل أن يفك العصابة عن عيني حتى أستطيع أن أحادثه ويحادثني وجها لوجه ! فقال لي ( ما تتفاصح وما عايزين كلام كتير أنت حا تتكلم عن ناس اتحاد العمال ) فقلت له ناس اتحاد العمال بشر معروفين لديهم اتحادهم الشرعي وهم يمارسون نشاطهم بشكل قانوني ـ كما إن رئيسه وأعضاءه معروفون لديكم فلماذا تسألني عنهم ولعل هذا موضوع يحتاج لمعرفة وفي إمكانكم الوصول إليهم ؟ فقال لي انهم يريدون الجانب لآخر من نشاطهم .. الجانب السري ( في معلومات عن نشاطهم ما عرفتها وأنت بالذات ملم بيها .. خاصة الفترة السارح فيها أنت وجماعتك في فترة الجاهلية ) ! . وكان يقصد بالطبع الفترة الديمقراطية التي قضوا عليها بواسطة انقلابهم ويطلقون عليها الآن فترة جاهلية ! .. قلت له لم يكن لاتحاد العمال نشاط غير معروف في الفترة الديمقراطية ، وبمجرد أن ذكرت كلمة ديموقراطية لا اشعر الا بأحد عناصر الأمن من المشرفين على التحقيق معي يصفعني بعنف على وجهي حتى وقعت على الأرض قائلا لي ( وكمان مصر تقول ديموقراطية .. دي كانت فترة جاهلية ! ) .. المهم من جانبي قلت لهم ان أردتم ان تحققوا معي فيجب عليكم ان تفكوا العصابة عن عيني لكي أعرفكم كما تعرفوني .. كان المحقق في هذه اللحظة يضرب الطاولة بواسطة مسطرة أو عصا طويلة على ما يبدو ويقول لي ان هذا الحديث لا يفيدني في شئ وعلي أن أدلي بكل ما اعرفه وأنا معصوب العينين .. وفي النهاية وعندما لم يجد أي إمكانية في التحقيق معي وانتزاع ما يطلبه من معلومات قال لحراس الأمن ( ياخي ده زول لميض وقليل أدب وراجل كبير صعلوك ساكت وعلى أي حال سوقوه طوالي للتنفيذ .
    عندما خرجت مع الحراس قالوا لي انهم سيتوجهون بي إلى الإعدام حيث سيلقون بي داخل بئر عميقة وهذه طريقة الحكم التي كلفوا بتنفيذها .. ذهبوا بي وأنا معصوب العينين إلى مكان يبدو انه بعيد ونائي ثم أجلسوني على الأرض واحضروا لي بعد قليل ورقة وقلم وطلبوا مني كتابة وصيتي لأسرتي التي ستستلمها بعد تنفيذ حكم الإعدام . قلت له ليس لدي أي وصية ولن اكتب شيئا ، فرد علي أحدهم قائلا ( عنك ما كتبت ) ! ثم أوقفوني واقتادوني وبعد فترة وجيزة طلبوا مني أن أتوقف ففعلت ثم فتحوا بابا اعتقدت أن به البئر ( الموعودة ) .. سادت فترة من الصمت وكنت احبس أنفاسي واحسب الثواني والتقط آخر الأنفاس وأنا اردد في سري ( الشهادة) .... فجأة دفعوني بعنف إلى الأمام بحيث ظننت بالفعل انهم يدفعون بي إلى داخل البئر وقد أحسست أن أمعائي قد انقلبت رأسا على عقب وان ارجلي ليست موجودة في جسمي فلم اعد اسمع أي شئ من حولي فضلا عن إنني لست قادرا على رؤية أي شئ بسبب العصابة التي ربطوها بإحكام على عيني ! ... فإذا بي اندفع بقوة على الأرض فوق مجموعة من الأجساد ودون أن اعي وجدت نفسي انتزع العصابة بعنف وهلع من فوق عيوني لاكتشف إنني في نفس الزنزانة التي تم اقتيادي منها للتحقيق ! .. كان حراس الأمن بعد أن دفعوا بي إلى داخل الزنزانة قد احكموا قفلها من الخارج ومضوا لحال سبيلهم ، فانتزع جميع المعتقلين العصابات من أعينهم بعد مضي اكثر من عشرين ساعة قضيناها سويا ، وخلال حفلات التعذيب ما بين الثانية عشر والخامسة صباحا كان قد أضيف لنا خمسة من المعتقلين وهم كل من المحاسب علي العوض والاقتصادي نصر الخضر والمهندس محمد نصر الدين والتاجر عبد المنعم بسوق السجانة ومعتقل آخر يعمل كاتب محكمة لا استحضر اسمه للأسف . تعرفنا عليهم بعد أن انتزعنا العصابات عن أعيننا وبدأ كل منا يروي ما مر به ظروف طيلة الأيام السابقة .

    --------------
    خالد العبيد 22-11-2003 سودانيز اونلاين
                  

07-03-2009, 02:18 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    هكذا عذب فاشست الجبهة الإسلامية النقابي على الماحي حتى الموت (2)
    ----------------------------------------------------------------------

    وفي حوالي الساعة الحادية عشر صباح اليوم التالي تم اقتيادنا جميعا وعددنا أحد عشر معتقلا ونحن معصوبي الأعين إلى زنزانة ضيقة لا تزيد مساحتها عن مترين ونصف x مترين تقريبا .. بحيث إننا عندما ننام على البلاط يستلقي بعضنا فوق البعض الآخر فاستمرينا على هذه الحالة لمدة أسبوع كنا نضرب خلالها يوميا وتعصب أعيننا لساعات طويلة ، وكانوا خلال كل ربع الساعة يضربون بعنف على أبواب الزنزانة ليطير النوم عن أعيننا ولا نستطيع بعدها أن نستمتع بأي إغفاءة إلا بعد صعوبة بالغة يعودون خلالها ليطرقوا مرة أخرى على الباب ، وهكذا استمر موال الضرب والإهانة والتهديد بالتصفية والطرق على الأبواب طيلة فترة مكوثنا في تلك الزنزانة .
    بعد يومين من وجودنا في تلك الزنزانة طلبنا منهم السماح لنا بالخروج لقضاء الحاجة لان الإرهاق قد أصابنا والتعب قد بلغ منا فرفضوا طلبنا إلى أن اضطر أحدنا إلى أن يتبرز ويتبول على ملابسه تحت ظروف مرضه والإرهاق الذي ظهر عليه ، فلجأنا إلى الطرق على باب الزنزانة بعنف فحضروا بعد فترة طويلة وكان الغضب يتطاير من أعينهم فيبدو إننا أيقظناهم من النوم فاستفسروا عن أسباب طرقنا لباب الزنزانة فأوضحنا لهم إن أوضاعنا قد أصبحت في غاية الخطورة وقد يؤدي عدم ذهابنا إلى دورات المياه إلى التسمم ، خاصة إن أحدنا بحاجة إلى لإسعاف سريع الا انهم في مقابل هذا المطلب الإنساني العادل والبسيط واجهونا بالمزيد من الضرب حتى تركوا بعضنا بين الموت والحياة ولم يستجيبوا لمطلبنا !.. عادوا بعد فترة طويلة وطلبوا منا الخروج بالدور فاجبرنا على الذهاب إلى دورة المياه ونحن معصوبي الأعين عن طريق تحسس الحائط كالعميان تماما ، وما أن يصل الواحد منا إلى دورة المياه وقبل قضاء حاجته بالكامل حتى يفاجئونه بالقرع على الباب ويجبرونه على الخروج والعودة سريعا إلى الزنزانة حتى دون إتاحة الفرصة له لكي يغتسل !.. وهكذا استمر هذا الوضع لعدة أيام كان وضعنا الصحي يزداد سوءا والعقاب والتعذيب ينهال علينا في كل لحظة ، ولم نذق للنوم طعما حتى صرنا نعتاد على ذلك ، بالإضافة إلى أن الطعام الذي يقدم لنا كان رديئا للغاية وهو عبارة عن وجبة واحدة في اليوم تقدم دون زمن محدد بل حسب الأمزجة وكان يتكون من مياه عادية مسخنة وبها فتات ( القراصة) المملحة فقط .. أما مياه الشرب فيحدث أن نحرم منها ليوم كامل .
    شعرت بتعب شديد جدا لأنني أصلا مصاب بأمراض في المجاري البولية فطرقت الباب بشدة حتى حضر شخص يدعى حسن كلابيش ، وقد أطلق عليه المعتقلون هذا الاسم لان مهنته كانت تعليق المعتقلين بالأصفاد على أبواب الزنازين بحيث يظل المعتقل معلقا دون أن يستطيع الوقوف على أرجله حتى صباح اليوم التالي !.. سألني حسن كلابيش عن سبب طرقي لابواب الزنزانة فشرحت له بكل أدب واحترام إنني اشعر بإرهاق وأعراض حمى ودوار لأنني أصلا مريض وطلبت تحويلي إلى طبيب .... نظر نحوي مدة طويلة وبعدها طلب من بقية المعتقلين أن يتجهوا نحو الحائط على أن تكون العصابة على أعينهم ففعلوا ، ثم طلب مني أن انزع العصابة ففعلت فإذا به ينهال علي بقبضته اليدوية القوية بالضرب ، ضربني على وجهي وعلى رأسي وبين أضلعي وكافة أجزاء جسمي حتى وقعت على الأرض وأنا بين الإغماء واليقظة ، بعد ذلك هددني بالتعليق على باب الزنزانة أن فعلت لك مرة أخرى أو طلبت معاينة طبيب أو إسعاف !
    حسن هذا شاب صغير السن وقد جعلني تصرفه هذا أحس حقيقة بالمهانة والاستغراب لمثل هذا التصرف الذي لا يليق ولم نسمع به مطلقا بين أوساط شعبنا وتربيته ، خاصة إن هذا الشاب يقارب عمره عمر أبنائي فكيف يسمح لنسه بمثل هذا السلوك مع رجل في مقام وعمر والده ؟!! .
    بعد فترة حضر أحد عناصر الأمن ويدعى (جيكس) وطلب منا الخروج صفا واحدا إلى دورة المياه بنفس طريق سير العميان وهو يوجه لنا سيلا من الإهانات والشتائم المقذعة علينا وعل أسرنا وعلى الذين أنجبونا ، ثم عاد بنا بنفس سرعة ذهابنا وهو يسبنا ويركلنا . !!
                  

07-03-2009, 02:49 PM

صلاح ليون
<aصلاح ليون
تاريخ التسجيل: 08-09-2008
مجموع المشاركات: 1938

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    متابعين معاك يا جعفر
    رغم صعوبة التصفح في بوستك العرضي هذا
    وطبعا تجاربنا الصغيرة في بيوت الاشباح
    بالنسبة لما ترويه هنا تعتبر سياحة..
    مجرد يوم واحد فطرنا واتغدينا واتعشينا
    فيهو بالتكت (تذاكر المعيشة) ..

    تحياتي ..
                  

07-03-2009, 08:17 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: صلاح ليون)

    تحياتي يا ليون

    أولا ياخي التكنولوجيا تطورت وانت لسه مع انترنت اكسبلورر
    دي هدية مرورك لو استعملتو ما حاترجع للعواسة بتاعت مايكروسوفت مرة تانية
    Faster, More Secure & Customizable
    http://www.mozilla.com/en-US/firefox/upgrade.html?from=getfirefox
    وطبعاً اول مرة اتصفح البوست في اسكبلورر يعني ما عندي فكرة انو عرضي عشان كدة حاخت الرابط في البداية كمان

    عارف يا صلاح التجربة مهما كانت صغيرة هي مكملة في النهاية لأنها بتوضح جزء من طريقة عمل هذا الجهاز اللعين أ, علي الأقل تحدد اماكن الاعتقال أو الأشخاص الذين قاموا بالاعتقال ...
    وأتمني لو ان كل من له تجربة حتي ولو ساعة واحدة او يعيننا بتوثيقها ...

    تحياتي يا حبيب
                  

07-03-2009, 09:17 PM

صلاح ليون
<aصلاح ليون
تاريخ التسجيل: 08-09-2008
مجموع المشاركات: 1938

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    يا جعفر بشير
    بس اوع تكون خاتي في راسك انو ما عندي فكرة
    عن الفيرفوكس بتاع موزيلا وبقية المتصفحات
    زي الجوجل الكروم وخلافه .. وميزاتها عن الاكسبلورر
    افتكر وانت في احدى دول الخليج مفروض تكون عارف تماماً
    ما يعنيه الاكسبلورر بالنسبة لبقية المتصفحات .. العربي يا عمك
    والمواقع العربية الضعيفة هي الما مواكبة مش أنا ..

    توثيق التجربة البسيطة على حسب طلبك
    المكان : مكتب المدير
    الزمان : لما كان الاعتصام في مكتب المدير في احداث شهادة لندن
    وكنا قاعدين معتصمين جوه المكتب وما جايبين خبر الحاصل بي بره
    وجاء بص تاتا وكومر احتياطي مركزي .. وبعد بمبان كثيف وضرب في
    الناس الكانو بي بره نزل من بص التاتا كمية من رجال الامن وكان
    يلبسون علامة حمراء على اكتافهم زي كباتن الكورة وقاموا بجمع كل
    من كان داخل مكتب المدير وكنا مجموعة لا تقل عن عشرين..
    وساقونا مكاتبهم الجنب القيادة العامة ديك..

    اما عن توثيق الاشخاص طبعا دي ما ممكن معرفتها لكن المعاملة
    اللقيناها اتذكر اننا كنا معتقلين من الظهر وحتى المغرب ..
    ولقو في جيوبنا تذاكر المعيشة لو تتذكر يا جعفر ..
    مع الكفوف الكتيرة الاكلناها لما جا وقت الغداء غصبونا على
    اكل التذاكر وبلعها ..

    وقريب للمغرب اتت مجموعة من الطلبة الكيزان الملثمين ومرو
    علينا واحد واحد .. واشارو على الناشطين منا وطبعا ديل
    واصلو في المعتقل .. ونحنا الكنا ما معروفين بحزب معين
    او نشيطين سياسياً تم الافراج عنا ..
    زي ما قلته ليك تجربة بسيطة لكن شفنا بعيونا هذه البيوت سيئة السمعة..
                  

07-03-2009, 09:48 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: صلاح ليون)

    شكرا يا صلاح علي سرد التجربة

    وما تتخيل انو هي بسيطة ... لأنها بتفتح باب علي ذكريات كثيرة جداً فنفس التجربة البسيطة مرينا بيها اكتر من مرة وخصوصاً مسألة مكتب المدير دي ... لأنو مكتب مدير الجامعة ده تحديداً بقي زي الشرك ...
    نفس التجربة ونفس السيناريو مروا بيهو تقريباً كل طلا بالجامعة
    في اي اعتصام بكون مكتب المدير هو الوجهة الرئيسية للطلاب
    ومدراء جامعة الخرطوم الحضرتهم من التنقاري لي مامون حميدة لي غيرهم
    كلهم بنفس المستوي ... عندهم خطوط حمراء مع جهاز الأمن

    معقول انو مش جهاز الامن بياخد الطلاب من مكاتبهم بل وبايعاز منه ...
    آخر تجربة لي مع الاعتقال كانت في 2006 وهي مشابهة حاجي احكيها لأنو تاريخ الجامعة مليان بالحكايا والاعتقالات دي وهي بالمناسبة من جانب ايجابي خلت كتيرين ما كان عندهم علاقة بالعمل السياسي يدخلوا من خلالها للسياسية ..

    حتي عودتي
                  

07-03-2009, 10:19 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    كان الوقت قريب امتحانات السمستر والجامعة شبه فاضية اذتكر انو ناس الجبهة الديمقراطية كان عندهم طلاب معتقلين في جامعة السودان او قضية مشابهة ... وبدأوا في تصعيدها علي مستوي الجامعات وخروج للشارع وفي وقت زي ده جامعة الخرطوم ما مستعدة للتصعيد لظروف الامتحانات ...

    اتذكر كنا في كافتيريا هندسة في اللحظة الاقتحم فيها جهاز الامن الجامعة طبعاً تطويق كامل وكل الطلاب من داخل الجامعة لما اتحاصرت اتجهت لي هندسة لأنها المخرج الوحيد للعمارة الكويتية ...

    طلعنا مع الطلاب بي شارع النيل في اتجاه العمارة وفجأة شفت احد الزملاء .. معتز من اداب واقف شكلو منتظر او بفتش لي زول (انا عارفه) رجعت ليهو وقلت ليهو ياخي خليها بتكون اتخارجت ده ما مكان بنتظروا فيهو .. اها لما اتجهنا للعمارة كان الشارع اتقفل وما فيهو الا انا ومعتز وبوكس ملان ...

    قلت ليهو يا حبيب يا البحر يا الكنيسة اختار واحد ... فجري اتجاه الكنيسة وانا مشيت تجاه البحر وقبل ما اوصل كانت البوكس قدامي نزلوا منه تلاتة ولا اربعة شايلين خراطيش الموية المهم حاولت ازوغ منهم ما قدرت اها وبعد ملاواة وجر ركبنا البوكس بتاعهم وعلي القيادة ... كان في واحد بوصف ليهم امسكوا ده وامسكوا داك لما جينا مارين بي باب هندسة ...

    نزلنا في داخل القيادة ورغم انهم كانوا شيلين خراطيشهم السوداء لكن ما كان في ضرب .. حتي لحظة الاعتقال ما كان استخدموا معاي الضرب ...

    دخلنا المعتقل وقعدونا كل واحد وشو علي الحيط ... وبدت الاسئلة السخيفة .. انت اسمك منو وانت شيوعي وانت عامل مظاهرات لي وانت جيتنا قبل كدة المعتقل ونحن حذرناك ... كل الكلام ده هو واقف وراك ... ممكن تتعرض للضرب حسب ردودك اذا ما عجبته ...

    علي سبيل المثال جنبي واحد كان عنده اوراق فيها شعر سياسي يجي بتاع الامن يساله من يقول ليهو اقرا الشعر وهو صاحبنا بحاول اتخارج من الموضوع يضربه ليك مرة واتنين وتلاتة واخونا رافض يقرا الشعر .... بعد شوية قال ليهو ادي الورقة لي جارك وانا ما كذبت قريتو ليهو زي الترتيب – اظن كانت الابيات ضد الدكتاتورية او شيئ مشابه بصورة رمزية – ابعدها رجع ليهو الاوراق وقال ليهو اقراها زي ما اخوك قراها ... اها بعد القراية ام دق بقي يسالو من معناها ... واتكرر نفس السيناريو شلت الاوراق وشرحت ليهو القصيدة زي ما الله خلقها .....

    بعد شوية جاني واحد شايل ليهو طوق لفاهو لي في رقبتي .. قال لي يا زول انت متاكد انك ما جيتنا هنا قبل كدة قلت ابدا .. نهائي انا زاتي ما عارف انا وين ... يمشي ويجيني راجع تاني ويسال نفس السؤال ....

    كانت الفترة تقريباً من الظهر لحد المغرب وشنا علي الحيط والاسئلة السخيفة والضرب باليد ...
    في النهاية ولأن الاحداث ما كنت كبيرة علي ما يبدو قرروا اطلاق سراح الجميع لكن بشروط ...

    تحمل حوالي عشرة ضربات من الخراطيش السوداء بدون ما اعتراض .. والا حايتم اعادة الضرب من البداية ... المشكلة كان همي كلو في امتحان بكرة عشان كدة ما اديتهم أي فرصة للياقة والعبط كلمة برد غطاها وما تفتح ليهو منفذ تاني .... والضرب هين المهم الامتحان ...

    بعد طلعنا سالني واحد ... صحي انت ما جيت المعتقل قبل كدة
    قلت ليهو لو جيت مية مرة ما تقول ليهم انا جيت قبل كدة لانو ما حاتطلع ...
    وكان من الواضح انو معرفتهم بالطلاب ضعيفة لانو الاعتقلونا غير موجودين وكل الوجوه داخل المعتقل كانت غريبة حتي صاحبنا بتاع الطوق وانا مارق وقف اتعارض قدامي ورفعت وعاينت ليهو لكن ما عرفتو .....
                  

07-04-2009, 08:17 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    هكذا عذب فاشست الجبهة الإسلامية النقابي على الماحي حتى الموت (3)
    ----------------------------------------------------------------------

    في اليوم التالي اذكر انهم فتحوا باب الزنزانة ودخلوا علينا ، ودون أن يتحدثوا معنا اختاروا أصغرنا عمراً وهو ابننا علي العوض حيث القوا به أرضا وانهال عليه المدعو جيكس بالضرب وأوسعه تنكيلا وظل يطلب منه الاعتراف بأنه ( شيوعي ) كان علي العوض بمثابة بطل حقيقي وهو يتلقى الضرب بطل صلابة ورجولة رغما عن الدماء التي سالت منه وهو يقول لجيكس انه لم يتعود على الكذب ولن يقول انه شيوعي لانه ليس شيوعيا بل ديمقراطيا وعضوا في الجبهة الديمقراطية ، بينما كنا نشاهد ما يجري أمامنا بكل دهشة واستغراب .. استمر جيكس يضرب علي العوض وكانوا يصبون عليه الماء البارد ليواصل جيكس التنكيل به ، بعد فترة من الضرب تركوه على الأرض والدماء تسيل منه وخرجوا ، وعادوا بعد ربع الساعة وطلبوا منا الوقوف وأجبرونا على أداء تمارين رياضية شاقة وعنيفة ومتنوعة .
    اذكر إننا كنا أثناء ذلك نسمع ( حفلات ) تعذيب وتنكيل بأحد المعتقلين المعروفين لدينا في الزنزانة المجاورة لنا ويبدو إن هذا المعتقل قد انهار بعد اشتداد الضرب عليه فلم يحتمل التعذيب وبدأ في ذكر مجموعة من أسماء الأشخاص النشطين نقابيا من التي طلبوها منه !... وكنا نسمعه يردد بصوت عال اسمي واسم حسن كنترول وآخرين .. ويبدو انهم طلبوا نته ذلك عن قصد حتى اسمعه وهو يردد اسمي في محاولة أخرى منهم لإجباري على الانهيار !
    وللتاريخ اذكر إن هذا النقابي وعلى الرغم من كل الذي بدر منه في لحظة ضعف إنساني طبيعي الا انه صحح مواقفه فيما بعد ، خاصة بعد أن اغتالت عناصر جهاز الأمن والجبهة الإسلامية ابنه ، وهو حاليا في المواقع المتقدمة للمعارضة السودانية المسلحة بالأراضي المحررة وفي الصفوف الأولى للتجمع الوطني الديمقراطي يزود عن الشعب ويناضل من اجل عودة الحياة الديمقراطية .
    بعد فترة نقلوا منا مجموعة كبيرة من المعتقلين إلى مكان آخر وقد ذكروا لنا تنهم سينفذون عليهم جميعا حكم الإعدام ! . ولم يتبق بالزنزانة سوى كل من علي العوض ودكتور نصر محمود حسنين بالإضافة إلى شخصي حيث ظللنا في ذلك المكان لمدة تزيد عن الستة والثلاثين يوما كانت فيها حفلات الضرب والتنكيل والإهانات البذيئة مستمرة علينا إضافة إلى إجبارنا إلى تأدية التمارين الرياضية العنيفة على الرغم من إنها قلت كثيرا عما سبقها في الأيام الأولى ، وذلك بعد أن اكتشفوا انهم لن يحصلوا على ما يطلبوه منا !
    انضمت إلينا خلال تلك المدة مجموعات جديدة من المعتقلين السياسيين من كافة الأحزاب السياسية . وفي تلك الفترة قد اكتشفنا إننا معتقلون داخل أحد المنازل الحكومية التي أدخلت عليها بعض الإضافات والتعديلات ليتحول إلى معتقل سري خاص وهو ضمن منازل أطلق عليها فيما بعد بيوت الأشباح والتي سيرد ذكرها كثيرا في هذه المذكرات ! في أحد الأيام احضروا إلينا مجموعة من المعتقلين كان من بينهم كل من المهندس عوض الكريم محمد احمد النقابي المهني البارز واحد قيادات التجمع النقابي الذي قاد انتفاضة مارس / أبريل ثم محمد نور السيد رجل الأعمال الذي عرف بالظرف وخفة الدم واذكر له واحدة من طرائفه التي بددت عنا وحشة الاعتقال انه كان يستفسر بخوف وهلع بدأ لنا حقيقيا عن الفترة قضيناها في هذا المكان وعن المكان نفسه واصله وأشكال التعذيب التي مورست علينا ، وعندما روينا له ما مر بنا في ظروف اعتقالنا تلك بدأ يندب حظه ويستنكر وجوده معنا والأسباب التي تجمعه بنا وبأمثالنا وقال ما معناه إننا جميعا ضمن سياسيين محترفين ومعتادين على ( البهدلة ) ومن قاع المجتمع وليس له أي علاقة بالحركة العمالية أو المهنية أو أي نشاط سياسي عام ، وقال إن علاقته بالحزب الشيوعي كانت مع الشهيد عبد الخالق محجوب باعتباره صديقا له ، وان العلاقة انتهت باستشهاده ، وقال إن الشيوعيين لم يأتوا له في طيلة حياته معهم سوى بالمشاكل و ( التلاتل ) مما أثار استنكارنا واندهاشنا من غرابة حديثة ، حتى إن بعضنا تحفز للاعتداء عليه ، حتى اكتشفنا خلال سير ذلك إن الرجل لم يكن جاداً فيما يقول بل كان يداعبنا وقصد بروح الدعابة إخراجنا من أجواء الوحشة التي عشنا فيها بعد أن استمع لرواياتنا وما واجهناه من مصاعب لتبديد الكآبة التي وجدنا بالفعل نعيش فيها علما بان الرجل في الأصل ليس من نوع الذين ينكسرون ! وبالفعل استطاع محمد نور السيد أن يخفف عنا قليلا من وطأة الاعتقال وان ينسينا الجراح حملتها أجسادنا وارواحنا ويعيد ولو قليلا البسمة إلى شفاهنا ، وللغرابة لم يتعرض محمد نور السيد في ذلك الاعتقال للضرب مطلقا وربما كان لروح الدعابة والمرح والبسمة الدائمة على شفتيه والتي أوحت لأعضاء عناصر الأمن تاجر كبير يعيش في بحبوحة ومن الممكن ابتزازه ، وبالفعل حدثنا فيما بعد إن بعض عناصر الأمن طلبوا منه مساعدات مالية وانه ظل يعدهم بذلك حتى خرج من المعتقل دون أن يقدم مليما واحدا لأي منهم ! أما الباشمهندس عوض الكريم فقد اكتشف لنا طريقة لتزجية الوقت بصناعة قطع شطرنج صغيرة وجميلة من فتات الخبز وقد كنت أتبارى معه تحت البطانية !
    ونواصل في الجزء الرابع ونستعرض بالتفصيل الأساليب والطرق التي اتبعتها الجبهة الإسلامية في التعذيب
                  

07-05-2009, 10:01 AM

Tabaldina
<aTabaldina
تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 11844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    ..
    .
    سلام يا جعفر

    اخبارك والوليدات والاخ حسين والاسرة

    معليش بس داخل اسلم والفت نظرك
    ما تكتب السطر للنهاية يعنى حركة الواحد يمشى اقصى
    اليمين واقصى الشمال .. مسالة متعبه وما بتشجع على المواصلة


    وشكرا

    ________

    تحايا للجميع
                  

07-05-2009, 11:23 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Tabaldina)

    تحياتي صالح

    الوليدات بخير بسلمو عليك وامهم نضال بتهديم تحاياها وهي واقفة جنبي وانا فاتح الموضوع ...

    شكرا علي التنبيه وبحاول الان اعيد ترتيب كامل البوست
    المشكلة انو ما بستعمل الانترنت اكسبلورر عشان كدة ما انتبهت للمشكلة دي لانو في الفير فوكس مافي اي مشكلة .....

    تحياتي
                  

07-06-2009, 11:50 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    هكذا عذب فاشست الجبهة الإسلامية النقابي على الماحي حتى الموت (4)
    -------------------------------------------------------------------------
    الجزء الرابع
    أساليب الجبهة الإسلامية في التعذيب
    أدخلت الجبهة الإسلامية أساليب اكثر تطورا وبصورة حديثة في انتزاع الاعتراف أو المعلومة كالصعقة الكهربائية حيث يتعرض المعتقل لجهاز مصمم خصيصا لتفريغ شحناته الكهربية التي تؤثر على المعتقل لدرجة انه يفقد وعيه أو يحدث له شلل مؤقت في كل أجزاء جسمه ، بالإضافة إلى أساليب التعليق على سقف الحجرة بواسطة المروحة التي تظل دائرة بكامل قوتها ، أو اسلوب تعليق المعتقل على حديد أبواب الزنزانة المعرضة لأشعة الشمس بحيث لا يستطيع المعتقل المقيد من يديه احتمال حديد أبواب الزنزانة الساخن عندما تشتد حرارة الشمس ، وهناك اسلوب تعليق المعتقل من أرجله على مروحة الغرفة كالشاة لحظة سلخها ثم تدار المروحة ببطء أحيانا وبشدة أحايين أخرى ! أو أن يجبر المعتقل على الاستلقاء على سرير من حديد خالي من الفراش ويتم تقييد أرجله وأياديه ثم يغذى السرير بشحنات كهربائية يتلقى المعتقل ضرباتها بعنف حتى يغمى عليه ، وما إلى ذلك من انتزاع أظافر الأصابع بواسطة آلات معينة أو اللجوء إلى الخصي وكي أطراف الأرجل وهما مقيدتان . ثم أشكال الاعتداء الجنسي على المعتقل بواسطة جنود أو رجال أمن أفظاظ دربوا خصيصا على مثل هذا النوع من الاعتداء وضرب أي معتقل بغض النظر عن عمره وصحته ويتم التركيز مناطق حساسة في الجسم كالمثانة ومناطق الجهاز التناسلي والرأس والرقبة وعلى الوجه وبقية المناطق الأخرى الضعيفة في الجسم ، أو إجبار المعتقل على أداء أشكال عنيفة من الرياضة لمدة ساعات طويلة أو إجبار على رفع يديه لمدة طويلة قد تصل إلى اكثر من ثمان ساعات ويعاقب بالضرب عليها بعنف في أي لحظة يحاول فيها المعتقل إنزال يديه للراحة ولو لقليل ! هذا خلافا للشتائم والإساءات البذيئة للمعتقل ولكافة أفراد آسرته ومعارفه ، هذا فضلا على التهديد المستمر باغتصابه أو اغتصاب أحد أفراد الأسرة أمام عينيه وفي بعض الحالات يتم هذا بالفعل كما حدث للعميد محمد احمد الريح .
    من طرق الإذلال الأخرى إجبار المعتقل على تقليد أصوات الحيوانات أو طريقة سيرها أو صفاتها الأخرى كما يجبر المعتقل على الركوب فوق ظهر زميله الآخر الذي يجبر على تمثيل وضع الدابة في سيرها ! أو إجبار المعتقل على الإتيان بحركات وتمثيل أوضاع هزلية إمعانا في السخرية والإهانة ، بالإضافة إلى إطلاق حرية عنصر الأمن المشرف على التعذيب في تقدير ما يراه مناسبا من أساليب التعذيب والمعاملة والعقاب الأخرى كإجبار المعتقل على نقل مياه بركة آسنة كاملة من مكانها إلى مكان آخر بواسطة علبة صلصة عليها ثقوب متعددة أو إلقاء المعتقل في حفرة بعد أن تعصب أعينه ويدفع بعنف إلى تلك الحفرة بعد أن يبلغ أن ساعة إعدامه قد حانت ! أو اللجوء إلى طريقة أخرى تجعل المعتقل يدخل في أجواء الإعدام ومتابعة طقوس الإعداد له وهو معصوب الأعين بان يبلغ مثلا قرار إعدامه قد صدر ويمنح ورقة وقلم لكتابة وصيته الأخيرة ثم يأخذونه ويلقون به في مؤخرة العربة ويغطونه بكمية من البطاطين بحيث لا يستطيع رؤية شئ فتتحرك العربة إلى حيث تنفيذ الإعدام ، واثناء الساعات الطويلة لسير العربة يحس المعتقل انهم بالفعل يتجهون به إلى مكان بعيد ونائي بينما في واقع الأمر لم تبارح مكانها أصلا بل تظل تدور في نفس المنطقة وحول المكان فقط لإيهام الضحية ليس الا ! وفيما بعد ينزل المعتقل من العربة وهو معصوب العينين وبعد لحظات وبينما هو يتابع ويسمع حركة عدد من الجنود حوله وأصوات تعبئتهم للجبخانة فإذا بهم يدفعون به فجأة نحو حفرة عميقة ويتبعون ذلك بإطلاق رصاص في الهواء الأمر الذي يوهم الضحية بان ما يجري هو حقيقة فيرتعب ويعيش في دوامة الاعتقاد بالرحيل الأبدي فيواجه مصيره وهو مغلوب على أمره بتلاوة الآيات القرآنية وترديد الشهادة ! وقد حدث هذا بالفعل معي شخصيا داخل بيوت الأشباح كما حدث للعشرات من زملائي المعتقلين الذين اعرف بعضهم ولا اعرف بقيتهم من الذين زاروا تلك البيوت المرعبة كما سأروي لاحقا !!
    ومن الأساليب الأخرى للتعذيب البدني والنفسي حرمان المعتقل من الخلود للراحة ولو لدقائق حيث يحرم من النوم لفترات طويلة أو الحرمان من الأكل أو الشرب لساعات قد تمتد ليومين وحرمانه من قضاء الحاجة لفترات طويلة حيث تؤدي به حتما إلى الوفاة ، ثم اللجوء لحبس المعتقل في أماكن غريبة وشاذة كالمراحيض أو الحمامات الضيقة لأيام طويلة وأحيانا لشهور عديدة بعد أن يملئون أرضيتها بالماء البارد أو المتسخ بحيث لا يستطيع المعتقل الخلود للراحة بالنوم أو الاستلقاء أو حتى الجلوس !
    إضافة إلى أشكال أخرى من التعذيب أطلقوا عليها أسماء أصبحت مشهورة في أوساط المعتقلين السياسيين والذين طبقت عليهم داخل بيوت الأشباح ومن اشهرها ( أرنب نط) ، ( ست العرقي ) ، ( الطيارة قامت ) ، ( دروق واستعد ) ! وقد علمت بان هذه الأسماء متداولة داخل معسكرات المجندين كأشكال للجزاء العسكري والعقاب لبعض مستجدي ومجندي القوات النظامية !
    هذا بالإضافة إلى إرغام الضحية على الزحف بطنه على الحصى الحارة في الشمس دون استخدام أياديه أو وقوف المعتقلين حفاة لساعات طويلة على إحدى مساطب بيوت الأشباح الإسمنتية تحت الشمس الحارقة بدون أية حركة أو ململة وإلا فان العقاب سيطال المعتقل من الخلف بواسطة العصي الغليظة أو مؤخرة البنادق أو قطع خراطيم المياه !
    وبالنسبة لإجراءات الاعتقال نفسها فهي جزء من التعذيب النفسي حيث من الممكن أن يطالك هذا الاعتقال دون إذن من قاضي بحيث يتم تفتيش منزلك تفتيشا دقيقا من عناصر من جهاز الأمن اقل ما يوصفون به انهم حاقدون حيث يتعمدون استفزازك أمام أفراد أسرتك من نساء وأطفال وأقارب وجيران مما يسبب لهم إزعاجا ويترك رعبا في نفوس الأطفال منهم . وأحيانا يلجا أفراد الأمن إلى العبث في محتويات المنزل حيث يأخذون أوراقا لا قيمة لها ! أو كتبا لا علاقة بها بموضوع الاعتقال أو الاطلاع على الرسائل الشخصية بدافع الفضول المريض ! أو مصادرة الأملاك الشخصية كالعربة والأموال أو المقتنيات الأخرى كالذهب أو خلافه .
    كما أن هناك أنواعا أخرى من الاعتقال كاختطاف الأشخاص من الشوارع واعتقالهم في أماكن غير معلومة لدي أسرهم لمدة طويلة وغالبا ما تكون داخل أحياء بعينها في العاصمة وداخل منازل تابعة لأجهزتهم وهي ما يطلق عليها بيوت الأشباح مما يعرض المعتقل وأسرته إلى متاعب وصعوبات متعددة وظروف نفسية قاسية وغالبا ما ينكر جهاز الأمن معرفته بمكان المعتقل وفي أحايين كثيرة ينفي واقعة اعتقاله .
    وقد برزت ظاهرة أخرى في نظام الجبهة الحالي وهي اعتقال أحد أفراد الأسرة كالشقيق أو الابن أو الأب كرهينة في حالة عدم وصول أجهزة الأمن للشخص المراد اعتقاله كوسيلة ضغط عليه ليسلم نفسه كما حدث في واقعة اعتقال الشهيد د.علي فضل الذي اعتقل شقيقه بدلا عنه حتى اضطر الشهيد لتسليم نفسه !! .
                  

07-06-2009, 05:23 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    هكذا عذب فاشست الجبهة الإسلامية النقابي على الماحي حتى الموت (5) الأخيرة
    --------------------------------------------------------------------------------
    الجزء الأخير

    أخذت أساليب التعذيب منحى آخر في هذه الفترة حيث لجأوا إلى أنواع أخرى اذكر على سبيل المثال إجبارنا على الاستماع لنوع من المحاضرات كان اسمها ( كلام فارغ ) وهي بالفعل اسم على مسمى وقد كان يقدمها أحد عناصر الأمن ويدعى نوح واعتقد إن هذا الاسم حركي وللتمويه فقط كأغلب أسماء عناصر الأمن في هذا البيت ، كان نوح هذا يتحدث لمدة ساعتين عن أي شئ يخطر على باله في تلك اللحظة ، نحن مجبرون على متابعة محاضرته ( القيمة ) والاستماع إليها وقوفاً !! وقد لاحظنا إن نوح يتعرض أثناء حديثه لفترة دراسته الجامعية بالفرع بطريقة فيها بعض المرارة !
    في هذه الفترة من الأيام الأخيرة التي قضيناها في بيوت الأشباح بالمبنى الذي يقع غرب المصرف العربي بالخرطوم اذكر أن حضرت إلينا مجموعة كبيرة من رجال الأمن ومعهم شخص آخر يرتدي زيا عسكريا برتبة نقيب الا إننا لم نتعرف عليه ، وقد قدرنا فيما انه ربما يكون في الأصل مدنيا ولكنه يرتدي الزي العسكري للتمويه فقط ، وهو أمر يمكن ان تفعله كوادر الجبهة الإسلامية بالطبع !
    طلب منا هذا الشخص ان نزيل العصابات عن أعيننا ففعلنا ثم تحدث إلينا طويلا عن انقلابهم وأهدافه التي جاءوا من اجلها وبداية التصحيح لما ( خربناه ) طيلة فترة الديمقراطية السابقة والتي أطلق عليها صفة ( جاهلية ) وتحدث عن ( مكارم الأخلاق ) الجديدة التي جاءوا من اجل إرسائها في المجتمع السوداني وأكد ان الانقلاب قد استقر الآن وان الجيش على استعداد لحمايته ، وقد أعلن نهاية فترة وضع الأقنعة على الوجوه والعصابات عن الأعين بالنسبة لنا كمعتقلين وبالنسبة للحراس لان النظام قد تعدى مرحلة الخطورة تماما وانهم لن يخافوا من أي شئ بعد الآن وعلينا ان نعي ذلك جيدا ثم غادر المكان !
    بعد أيام معدودة جاءوا وطلبوا منا النهوض والذهاب معهم ، ولم يعصبوا أعيننا ساروا بنا مسافة طويلة كانت ابعد مسافة نسيرها منذ ان اعتقلنا ، حيث كانت المسافات محصورة ما بين دورات المياه والزنزانة التي نعتقل بداخلها ، وعند بوابة المنزل من الداخل وجدنا حافلة بانتظارنا وكان بها عدد من المعتقلين حالتهم في غاية السوء مطأطئي الرؤوس على الأرض كما أمروهم بذلك ويبدو انهم كانوا أيضا معنا داخل هذا المنزل ، امرنا بالركوب على ان تكون رؤوسنا مطأطأه ، وكان من حسن حظي ان جلست بقرب إحدى نوافذ الحافلة وقد أتيحت لي فيما بعد ان اختلس النظرات لتمعن جنبات وملامح بيت الأشباح ، أول ما وقع نظري عليه هو مجموعة زنازين متعددة رأيت بداخلها عدد من المعتقلين مقيدي الأيادي معصوبي الأعين ، بعد خروج الحافلة رأيت أيضا ولاول مرة المنزل الذي كنا فيه طيلة هذه المدة من الخارج ، فقد كانت جوانب حوائطه محكمة بحيث لا يستطيع الإنسان من خارجه ان يرى ما يجري بداخله ، وكان تصميمه من تصميمات المنازل الحكومية الحديثة التي يسكنها رجال الخدمة المدنية .
    سارت بنا الحافلة وعناصر الأمن يهددونا بعدم رفع الرؤوس وبعد مسافة قطعت بنا الحافلة إحدى كباري العاصمة ومن خلال نظرة خاطفة على ملامحه اتضح انه كبري النيل الأزرق الجديد مما يعني ان الحافلة تتجه بنا إلى سجن كوبر وبالفعل وقفت الحافلة أمام البوابة الرئيسية للسجن العمومي ، وهناك لاحظنا ان استقبال إدارة السجن لنا ضباطا وجنوداً كان فيه حرارة ومودة ! أما عناصر الأمن من الجبهة الإسلامية فقد كانوا حتى لحظة دخولنا إلى بوابة السجن يسيئوننا بألفاظ بذيئة ، حتى ان بعضنا هددوا بإعادتهم مرة أخرى لبيوت الأشباح لانهم تصدوا هذه المرة بجرأة لتلك الإهانات !، واذكر ان إدارة السجن العمومي بكوبر أنجزت إجراءات التسليم والتسلم بسرعة فائقة وكأنها كانت متخوفة من إعادتنا مرة أخرى إلى بيوت الأشباح .
    داخل السجن تعرفنا على الكثير من المعتقلين الذين اتضح انهم قد زاروا تلك البيوت وقضوا فيها فترة من التعذيب وحفلات التنكيل فتم تبادل المعلومات حول حقيقة ما يدور في تلك الأماكن والتي تم تسريبها إلى خارج المعتقل لتنظيم الحملة العالمية التي كشفت وعرت ما يدور حقيقة داخل بيوت الأشباح وكل السودان . وقد علمت ان المهندس هاشم محمد احمد قد تطوع مع مجموعة من الوطنيين السودانيين لاعداد ملف يتعلق ببيوت الأشباح وكتابة تقرير حول كل المعلومات التي توفرت حول تلك البيوت لوضعها أما الرأي العام محليا وإقليميا ودوليا لفضح ممارسات الجبهة الإسلامية في هذا الخصوص ، خاصة ان تلك المجموعة قد مرت بتجربة الاعتقال والتعذيب داخل البيوت المشبوهة .
    ضمن المعتقلين كان يوجد في أحد أقسام السجن كافة زعماء وقيادات الأحزاب وفي مقدمتهم مولانا محمد عثمان الميرغني الذي أبدى شجاعة فائقة وصبرا على المكاره على الرغم من انه يواجه ظروف الاعتقال لاول مرة في حياته ، كذلك كل من الصادق المهدي ، ومحمد إبراهيم نقد ، والذي وبما عرف عنه من شهامة واصالة يقف شخصيا على خدمة هؤلاء جميعا ويشرف على راحتهم تماما كالابن البار حيث حاز على احترامهم وتقديرهم رغم الاختلاف في المواقف والآراء مؤكدا على أهمية تناسي الخلافات في هذه المحنة الجديدة التي ألمت بالبلاد وذلك في نفس اللحظة التي كان فيها الدكتور حسن الترابي ( معتقلا ) مع زعماء الأحزاب الآخرين وكان يقوم بمحاولات ماكرة من اجل إثنائهم عن معارضة النظام الجديد تحت دعاوى ان يمنحوا فرصة ! وقد وضح للجميع الآن ان اعتقال الترابي لم يكن سوى مسرحية من مسرحيات الجبهة الإسلامية الركيكة والتي حاولا بها إخفاء توجه انقلابهم في أيامه الأولى ، وهنا أشير إلى إحدى طرائف الأستاذ نقد في هذا الخصوص والتي شاعت في أوساط المعتقلين وهو الذي عرف في أوساط زملائه وأعضاء حزبه بخفة الدم رغم مظاهر الجدية والصرامة التي تبدو عليه ! فقد قيل انه التفت يوما ناحية الترابي في تلك الأيام الأولى داخل المعتقل وقال له ( كفاك ... جاملتنا ) !!!

    وعليه فأنني ارصد في هذا الجزء أسماء بعض الذين اشرفوا واعتقلوا ومارسوا التعذيب في بيوت الأشباح ، بما توفر لي من أسماء بواسطة معاصرتي لبعضهم داخل بيوت الأشباح :ـ
    1/ نافع علي نافع : يملك مزرعة مسجلة باسمه واسم شريك آخر يدعى عمر زين العابدين تبرع بها لجهاز الأمن كمركز للاعتقال والتعذيب
    2/ الطيب إبراهيم محمد خير ( سيخة ) وهو معروف .
    3/ العميد فيصل علي أبو صالح ، وهو معروف
    4/ أسامة مختار : رئيس قسم النقابات بجهاز الأمن وهو الذي اشرف وشارك في ضربي والاعتداء علي وعلى كل من الحاج عثمان ومؤذن الجامع ، قريب زوجة المهندس علي الخليفة .
    5/ سيد عابدين : أحد قيادات الجبهة الإسلامية بمنطقة سكنه وعميل لجهاز الأمن وقد شارك في اعتقال سليمان صعيل .
    6/ مقدم عبد العظيم الرفاعي : مدير جهاز الأمن في الفترة التي استشهد فيها د. علي فضل ، وهو المسؤول المباشر عن تنفيذ الاغتيال .
    7/ رقيب العبيد : المشرف على بيت الأشباح الذي كان يعذب فيه الشهيد علي فضل وهو من أبناء الكوة ويسكن حاليا في منطقة سوبا غرب الصهريج مع خاله ويعمل بجهاز الأمن .
    8/ نقيب أمن الطيب محمد احمد : اشرف على اعتقال الطاهر محمد عبد السلام نائب السكرتير العام للنقابة العامة للبنوك .
    9/ عوض محمد محمد خير : معلم بالمرحلة المتوسطة ويسكن الدروشاب ، وعضو بالجبهة الإسلامية وقد شارك في تعذيب د. نصر محمود حسين نائب السكرتير العام للنقابة العامة للصيادلة .
    10/ العميد بكري حسن صالح ، وهو معروف .
    11/ رائد أمن صلاح عبد الله : مهندس معماري تم استدعاؤه من بنك التضامن الإسلامي للعمل بجهاز الأمن وقد اشرف على اعتقال وتعذيب العقيد استخبارات عبد العزيز جعفر محمد عثمان وهو من عناصر الجبهة الإسلامية .
    12/ النقيب أمن محمد الأمين : اشرف على اعتقال وتعذيب العقيد استخبارات عبد العزيز جعفر محمد عثمان ، وهو من كوادر الجبهة الإسلامية والمشرف على التعذيب في أحد بيوت الأشباح التي توجد بالخرطوم شرق .
    13/ جندي أمن احمد جعفر المواطن : اسمه الحركي حسن علي ووالده أحد كوادر الجبهة الإسلامية بشرق النيل ويسكن الفتيحاب وقد تزوج في عرس جماعي يوم 14/10/ 1991 ، نفذ عملية الاعتقال في عدد من أبناء الإقليم الجنوبي .
    14/ رائد إبراهيم شمس الدين : عضو مجلس قيادة الإنقاذ وقد اشرف على إعدام شهداء حركة 28 رمضان .
    15/ رائد استخبارات عمر الحاج : اعتقل د. حمودة فتح الرحمن نقيب أطباء جنوب النيل الأبيض من مدينة كوستي مع خمسة معتقلين آخرين ورافقهم إلى الخرطوم حيث سلمهم لرئاسة جهاز الأمن .
    16/ محمد الحسن احمد يعقوب : متهم في قضية فساد في الأراضي ، وهو عميل للأمن ابلغ عن الشهيد علي فضل .
    17/ الرائد أزهري باسبار : نقل الشهيد علي فضل قبل وفاته بساعات من بيوت الأشباح وهو في حالة غيبوبة واحتضار إلى المستشفى العسكري بامدرمان .
    18/ د. بشير مختار : شرح جثمان الشهيد علي فضل ولفق تقريرا عزا فيه الوفاة بسبب حمى الملاريا وهو معروف باسم بشير (كندة) .
    19/ د. احمد سيد احمد : رائد بالمستشفى العسكري ونائب قسم الجراحة ومن العناصر الموالية للجبهة الإسلامية وقد عاون في تشريح جثمان الشهيد علي فضل وشارك في تلفيق التقرير .
    20ـ جندي نصر الدين محمد : شارك في تعذيب الشهيد علي فضل .
    21/ رقيب أول أمين : من سكان الفتيحاب وشارك في تعذيب الشهيد علي فضل .
    22/ الرقيب يونس الاحيمر : شارك في إعدام الشهيد حمدان حسن كوري المحامي ووالده وقد شارك في عملية الإعدام كل من العريف الزيبق والعريف علي كمبو في منطقة جبال النوبة .
    23/ عبد الوهاب عبد الرحمن : محافظ جنوب كردفان : مسؤول عن استشهاد عدد من أبناء كردفان ببيوت الأشباح في جبال النوبة .
    24/ مقدم بالاستخبارات العسكرية اسمه الحركي عوض هتلر : تخصص في إحراق القرى واغتيال عدد كبير من مواطني جبال النوبة .
    25/ بله : من أبناء محافظة الجزيرة وشارك في تعذيب د. عبد الرحمن الرشيد مدير الإمدادات الطبية حتى أغمى عليه .
    26/ جندي أمن عادل احمد عبد الله : اسمه الحركي عبد الوهاب محمد عبد الوهاب ، يسكن جبل أولياء ومشهور باسم ( بوب ) .
    27/ جندي أمن انس : اسمه الحركي ( أيد) من أبناء الدروشاب وانتدب من الشرطة حيث كان يعمل بشرطة الدروشاب ويعمل بجهاز الأمن حاليا ، والدته تعمل كاتبه بمجلس بلدي امدرمان .
    28/ جندي أمن عادل سلطان : من كوادر الجبهة الإسلامية ، قام بتعذيب المعتقلين السياسيين في بيت الأشباح في منطقة الخرطوم شرق ، شارك في اغتيال أربعة مواطنين من أبناء الإقليم الجنوبي .
    29/ حسن كلابيش : الاسم الحركي ، مشرف على تعذيب المعتقلين في أحد بيوت الأشباح جوار سيتي بنك ، اعتدى بالضرب علي وعلى كل من علي العوض وعلي العمدة ، اسمه الأصلي ميرغني .
    30/ صديق : اسمه الحركي نبيل ، شارك في اعتقال سليمان صعيل وتعذيبه .
    31/ السر : اسمه الحركي عصفور وشارك في تعذيب صعيل .
    32/ الجزولي : اسمه الحركي (جكس ) أو جكسا : ضرب وعذب اغلب المعتقلين السياسيين في بيوت الأشباح خاصة البيت الرئيسي .
    33/ بدران : الاسم الحركي ـ شارك وعذب المعتقلين
    34/ نوح : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين
    35/ ادهم عوض : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين
    36/ عوض : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين
    37/ حامد عبد المعطي : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين .



    وبعد خروج السيد علي الماحي السخي من المعتقل بدأت رحلته للعلاج من آثار التعذيب في كل من القاهرة وباريس واخيرا لندن التي اسلم روحه الطاهرة فيها وهو يتلقى العلاج ... قبل ان تتحقق رغبته للعودة إلى ارض الوطن الذي ناضل من اجله طويلا .
                  

07-08-2009, 11:52 AM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    تفاصيل التعذيب الذي تعرض له الزميل عاصم من قبل كادر الامن محمد حامد تبيدي (1)
    -----------------------------------
    جرت هذه الاحداث فى اكتوبر من العام 1994
    كنت حينها طالبا (السنة الاعدادية )كلية الزراعة .جامعة وادى النيل (عطبرة)
    كانت حملة اعتقالات شاملة بدأت بالطلاب ثم تلتها باقى القطاعات.
    كانت هنالك مجموعة اسباب دعت جهاز الامن للقيام بها:
    1- انتعاش النشاط السياسي للطلاب بالجامعة .
    2- اول يوم بدأت فىه الحملة كان صبيحة الحادى والعشرين من اكتوبر
    ..حيث كان مقررا الاحتفال بهذه الذكرى ..وضمن الاحتفال الاعلان عن تكوين التجمع الوطنى الديمقراطى بالجامعة.
    3- اول نوفمبر اول زيارة لى عمر البشير لعطبرة منذ قيام الانقلاب.

    كنت ومجموعة من الطلاب الوطنيين من مختلف التنظيمات السياسية ..نقيم بمنزل فى حى (الامتداد الشرقى)

    حوالى الساعة الواحدة من صبيحة يوم 21 اكتوبر 1994 ..اقتحمت مجموعة مسلحة عرفت نفسها بجهاز الامن العام المنزل
    وبدأت فى ايقاظ النائمين بالميز ..وكانوا يحملون لستة باسماء مطلوبين للاعتقال( لم اكن ضمنهم)
    وكان من ضمنهم الزميل (شبشة) الكادر الخطابى للجبهة الديمقراطية
    (وهنالك البقية لا اود ان اذكر اسماؤهم دون الرجوع اليهم اولا) وذكرت شبشة بحكم علاقتى الوطيدة به..
    (والذى كان حينها مريضا بالتهاب رئوى حاد..اذكر انهم عادوا الى الميز بعد ساعات لاخذ دواءه ..)

    صبيحة نفس اليوم جاء الى احد افراد الاسرة ليبلغنى بان جدتى فى حالة احتضار
    وتم نقلها للمستشفى (فى بربر)
    فذهبت الى بر بر فى التو ..ومساء نفس اليوم توفيت جدتى المرحومة (امنة حسين راسخ)
    استمر العزاء (كعادة اهل بر بر) لمدة ثلاثة ايام..
    فى اليوم الثالث (صدقة رفع الفراش) ..
    حوالى العاشرة مساءا ..سمعت طرقا على الباب فظننته احد المعزين ..
    وجدت شابا فى العشرينات من عمره..
    عرفنى بنفسه :على انه طالب بكلية الهندسة ..
    وقد اتى ومعه مجموعة من الطلاب للقيام بواجب العزاء..
    فطلبت منه الدخول ودعوة الاخرين ..ورافقته لاحضار البقية ..
    بعد ان ابتعدنا لخطوات من المنزل ..اخرج هذا الغريب مسدسا وضعه على ظهرى ..
    مخبرا اياي بانه من الامن العام ..ومطلوب حضورى الى مكتب الامن ببربر..
    طلبت منه ان يعود معى للمنزل لاخطار الاسرة ..قال لى (ده ما شغلك نحن بنكلمهم)..
    ذهبت معهم الى مكتب الامن ببربر ..
    وجدت ضابط فى انتظارى ..سألنى انت يا زول عملت شنو فى عطبرة؟..فى الجامعة يعنى؟)
    قلت ليه :ماعملت حاجة .ليه فى شنو؟
    لم يجب على سؤالى ..
    وامر ثلاثة من الافراد بترحيلى فورا الى عطبرة..
    بدأ القلق يساورنى :لاننى لم اكن من الكادر الجماهيرى للجبهة الديمقراطية ..
    ولم اكن معروفا لدى الامن اوحتى كل الطلاب..


    -----------------------------------
    خالد العبيد سودانيز اونلاين 26-04-2009, 11:53
                  

07-08-2009, 11:23 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لذاكرة الشعب: بيوت سيئة السمعة ... (Re: Gafar Bashir)

    تفاصيل التعذيب الذي تعرض له الزميل عاصم من قبل كادر الامن محمد حامد تبيدي (2)
    ----------------------------------------------------------------------------------------

    وصلنا عطبرة حوالى الساعة الواحدة صباحا ..
    وجدت فى انتظارى ..مجموعة من اعضاء الجهاز ..
    قابلونى اولا بتقديم العزاء ..بعدها قاموا بتعريفي باحد المعتقلين ..
    على انى عاصم كتة الحقيقى(كتة لقبى وليس اسما حركيا )..
    ومنه عرفت بانه اعتقل باعتباره (انا)..وقاموا بتعذيبه لمدة ثلاثة ايام ..
    (هى مدة اعتقاله)..الغريب فى الامر انه لم يكن طالبا فى الجامعة
    ..بل كان عاملا فى المنطقة الصناعية ..

    بعد ذلك بدقائق ..طلب منى احد زبانية الامن ان استدير ناحية الحائط
    وان ارفع يداي الى اعلى وعلى ان احافظ عليهما مرتفعتين..ففعلت..
    وبعد فترة بدأ الاجهاد يصيبنى فلم اتمكن من رفعهما ..
    فطلب منى ان اقوم بخلع قميصى ..(وكان الطقس بارد جدا )ففعلت ..
    وما كان منه ..كلما ارتخت يداى ..بضربى بواسطة خرطوش فى ظهرى ..
    واستمرت هذه العملية ..منذ الواحدة والنصف صباحا حتى السابعة صبيحة اليوم التالى ..

    لفت انتباهى خلالها صوت بكاء طفل حديث الولادة..
    حتى تلك اللحظات لم اقابل اى معتقل اخر..
    بعدها طلب منى الدخول الى صالة تقابلها مكاتب..
    وامرنى بالجلوس ارضا على البلاط
    السابعة صباح اليوم التالى (الجمعة)..
    كان بداية التحقيق معى بواسطة :ضابط الامن تبيدى (اظن ان رتبته حينها :نقيب) ..
    على الرغم من انها 12 عاما خلت ..الا انها لم تفارقنى لحظة ..
    تلك الوحشية والبربرية..واللااخلاقية فى التعامل مع الخصوم ..
    لا تراعى صغيرا ولا كبيرا ولا مريضا ولا اما ترضع طفلها ..
    نعود الى تفاصيلنا:
    صبيحة الجمعة (حوالى السابعة صباحا)..وانا فى تلك الصالة ..
    اتى الى شخص يرتدى (جلابية وطاقية) شاب فى الثلاثينات من عمره ..
    لم يعرفنى باسمه..
    عرفت من خلال تعامل افراد الامن الذين قضيت ليلتى معهم بانه (اعلى منهم رتبة)..
    سألنى : انت عاصم كته؟
    اجبته: كته ده لقبى ..اسمى عاصم محمد شريف..
    سألنى : كنت مدسي مننا وين؟
    اجبت :ما كنت مدسي ولا حاجة ..زى ماالجماعة ديل كلهم عارفين :انو حبوبتى اتوفت.وانا كنت فى الفراش.
    (واشرت الى احد الجنود الواقفين )
    سألنى : انت عارف انت هنا ليه؟
    اجبته: ما عارف ..وانا نفسي سألت السؤال ده ومافى زول ادانى رد.
    سألنى : انت شيوعى ؟
    اجبته:لا
    س :طيب ..ج.د؟
    ج: ج.د دى شنو؟
    س: جبهة ديمقراطية؟
    ج: لا
    س:طيب بتعرف شبشة من وين؟
    ج:زميلنا فى ال..
    س:زميل ..ايواا ..يعنى انت عارف اى حاجة؟
    ج: حاجة شنو يا زول..انا داير اقول انو زميلى فى الجامعة وفى السكن ..لكن انت قاطعتنى...
    (توقف عن طرح الاسئلة ..
    دخل احد المكاتب ورجع حاملا معه كرسي (خيزران) احدى ارجله (مخلخله)..
    وجلس عليه (بالمقلوب)..اى ان الناحية المخصصة للظهر ..فى الامام)..
    سألنى : جيعان؟
    اجبته : ايوة
    (أمر احد الافراد باحضار اكل...عاد الفرد ومعه ساندوتش عدس..)
    اكلت الساندوتش ...وطلبت منه بعض الماء ..
    سألنى :داير موية باردة ولا حارة ؟
    ج : متوسطة
    س: ما عندنا حاجة فى النص :يا باردة يا حارة؟)
    (كما اسلفت فقد كان شتاء الشمال القاسي عصى على الابدان ..فأخترت الماء الساخن)
    اتى احد الجنود وهو يحمل (كفتيرة) بها ماء يغلى..
    قلت على الفور :لا ..لا ..مادير اي موية.
    قال لى : تجرب الباردة؟
    قلت :ايوة
    (امر الجندى بأحضار ماء بارد)..(اتى وهو يحمل (جك ) مليان تلج ..
    قال لى : اشرب ..
    قلت له :لا ..شكرا ..ما عايز
    انتفض غضبا ..(انت قايل على كيفك؟ الليلة حتشرب الجك ده كله ..)
    وبالفعل ..ارغمنى على شرب الجك ..كلما يسيح التلج شوية ..يقول لى اشرب ..ما قلت عطشان؟
    المهم ..بعد حادثة شراب الموية..
    اخرج من (جيب الجلابية) مسدسا ..وضعه على فخذه ..وكان يتلاعب به اثناء التحقيق..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de