|
مفجوعة أنا بفقدك..
|
مفجوعة أنا بفقدك.. كفاك ياعيوني ما تبكي يوم أمس أعلنت فاجعة الفقد العظيم: الرحيل الفجائي للدكتور جون قرنق عن عالمنا.. انهمرت دموعي مدرارا وانقبض قلبي وحتى التنفس العادي اصبح عسيرا.. وحسرتي على القدر اللئيم والحظ العاثر لوطننا الجريح لا تحدها حدود. كان د. قرنق انسانا ذا قدرات قيادية فذة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معاني.. كان يؤمن بوحدة السودان من أعماقه فكرا وممارسة، وعمل بكل الوسائل على إقناع رفاقه في الحركة الشعبية بضرورتها وأهميتها ولكنه لم يسعى لفرضها عليهم قسرا. أدهشني عندما التقيت به لأول مرة في مؤتمر التجمع بأرتريا عام 1999 بتذكره التفصيلي للمذكرة التي ناقشت فيها مانفستو الحركة الشعبية عند إصداره عام 1983.. كما تذكر ترحيبي به في ندوة تحدثت فيها نيابة عن الحزب الشيوعي بقاعة الامتحاتات بجامعة الخرطوم في يناير 1984 والتي رحبت به فيها قائدا ومناضلا وطنيا ونفيت فيها عضويته في حزبنا. الفجيعة أثارت في دواخلي تساؤلات حائرة: ما الذي حدث بالضبط؟ وهل للمتأسلمين الكوارث المنحكمين في وطننا المعادين له حتى النخاع يد في الكارثة؟ لن يهدأ لي بال حتى أرى تقريرا تكتبه جهات دولية مؤتمنة وغير موالية للنظام يتناول تفاصيل ما حدث لتلك الطائرة بالضبط. نعاهدك أيها الصديق أننا سنواصل النضال من أجل سودان جديد يشارك في جميع الوطنيين غير الموالين للنظام في مؤتمر جامع لكي يتمتع وطننا وكل المواطنين بالحريات الديمقراطية والرفاهية بالتنمية المتوازنة في كل أرجائه.. بذلك نبقي على سيرتك الزكية حية في أفئدة كل السوادانيين.. وهذا عهد منا لك.. والصبر والسلوان لأسرتك وللوطن بأسره في فقدك العظيم. سعاد إبراهيم أحمد الخرطوم في أول أغسطس 2005
|
|
|
|
|
|