|
إلى (أُمّي) في سماواتها العُلى ... أنا (ضعيف) بغيابك
|
وانا قادم من مؤتمر الدراميين قبل سنوات وجرس الهاتف المحمول يرن فأفتحه ودون أن أدري فأصرخ : لا ..لا ..لا تقل لي أنها رحلت وأجهش حينها بالحزن وبالضياع أُمي ... هذه العملاقة التي حفرت الصخر لتعلمنا كيف نقرأ ونكون أُناساً بحجم فخرها وتُقسّم قليل إيرادها بين إشباع بطوننا وعقولنا ثُم تنام الليل وهي تناجي المولى أن يقويها ليوم غد تتنقل بين المستشفى حيث تعمل ممرضة وبين شجرة وارفة تبيع الطعام لتكمل ما بدأه الأجر الحكومي وتجئ مساءاً وهي تحمل الطعام والمجلات مبتسمة من تعب !!! أُّمّي فقير انا بفقدك وضعيف بغيابك ولا أسأل الله إلا أن يجعلك في أعلى درجاته فنحن صرنا (أًمّي) كباراً بك و(صغاراً) دونك مازلنا ننظر إلى ما خلف الليل ننتظر مجيئك وأنتي تحملين لنا مانحب وترقدين على سرير تخلى عن مرتبته لنا لننام ونصحو ونحرز أعلى الدرجات في المدرسة أُمّي ... أبكي وأنا أتذكر أخي وهو يملأ الوعاء بماء ويضعه على النار ويضع فيه حصى لتحدث صوت اللحم حتى لا يظن الآخرون أننا لا نملك الطعام وكنّا حين يجن الليل أُمّي وأنتي تذكرين كنا نلتئم جسداً واحداً لنبعث الدفء في أجسادنا وصرنا بعدها أُمّي جسداً واحداً وروحاً
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى (أُمّي) في سماواتها العُلى ... أنا (ضعيف) بغيابك (Re: Ahmed musa)
|
وأصرخ في أخي بالهاتف : لا ... لا .... لا تقل لي رحلت دون أن أودعها والشارع يكسوه ظلامان ظلام الوقت وظلام الحزن وأتكئ على أخي حتى لا أسقط ويتكئ أخي على ذكرى أيام تمر سريعاً امام عينيه وصوت بكاء النساء يشق أعصابي ويخرج بين مسامات الجزع وحركة نشطة .... أكرهها ... تحاول إتمام .... آه ....أه ...أه ... وزفير يخرج من ضيقي ويدخل في شجني كيف أدخل إلى باب البيت ولا أجد ضحكتها تهز ما بين القطبين وبأي حُضن أُدخل نفسي لحظات الضيق القُصوى وأي أيادي تُخلل شعري وتضحك من شيبي الفاضح و......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى (أُمّي) في سماواتها العُلى ... أنا (ضعيف) بغيابك (Re: Amira Elsheikh)
|
أخي أحمد موسى الكلمات مهما امتلأت عاطفة ، و مهما كانت بليغة لا تصف قط معشارالمشاعر التي يحملها كل مولود تجاه والدته، خاصة عندما ترحل ..
قلت في إحدى قصائدي لأمي - متعنا الله بحياتها-:
ما شفتُ سمراءَ في ثوبٍ مشلخةً *** إلا تقاطر دمعي معربًا دوني . . ما رن من صوبِ أمي هاتفٌ ضجرٌ*** إلا حسبتُ بنعي الأم يأتيني (أو كما قلت ) ..
ألا فلوالدتك الكريمة و لكل أم الرحمة و رفعة الدرجات في الدنيا و الآخرة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى (أُمّي) في سماواتها العُلى ... أنا (ضعيف) بغيابك (Re: Elawad)
|
خانني التعبير يا احمد... وقهرتني دموعي...
لها الرحمه... هي هنا..حيثما تكون انت ستجدها.. دوما الى جوارك.. تدعو لك..تقلق عليك..تغطيك ليلا كما طفل صغير.. احسب يقينا ان روح الام لا ترحل بعيدا عن "جناها"
غلبتني الدموع يا اخي ولكنني حتما ساعود هنا ثانية.. كن من الله بالف خير...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى (أُمّي) في سماواتها العُلى ... أنا (ضعيف) بغيابك (Re: ALGARADABI)
|
سأعود ـ حتماً ـ لكم أعزتي ولكنه الليل وصوت المطرب يشدو بلهجته الشايقية وينادي أُمه من غياهب الشوق ويجن الليل ويحملني إليها ... إلى أُمي والشيخ يحاول تقويتي ويضعفني بحديثة فالملائكة تقول لمن ماتت والدته لقد ماتت التي كنًا نكرمك لأجلها فإفعل ما نكرمك لأجله ... وأشعر بالخوف فالسموات والأرض تحاصر حزني وتعلم ضعفي سنوات تمُر وأنا أبحث عنها في كل نساء الأرض وكل الأمهات أُمّي أتابع خطواتهنّْ وبسماتهنّْ وحنانهنّْ واحمله بذاكرتي إلى مغارتي النفسية الخاصة أُمّي السادة قمحية اللون فارعة الطول طيبة المحيا أُمّي .... أُمّهات الكون أأكل حين أأكل وأذكرها تصُبُ الطعام بكل حُب وأشرب كلماتها ووصاياها حتى أمتلئ بحكمتها
| |
|
|
|
|
|
|
|