رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 04:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2009, 12:57 PM

خالد أحمد بابكر
<aخالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م

    رحيل القاص بدر الدين عبد العزيز

    فُجعت الأوساط الثقافية والأدبية أمس برحيل القاص بدر الدين عبد العزيز.. الفقيد من مواليد ملكال، درس علم الاجتماع في جامعة الفاتح من سبتمبر بطرابلس، وحصل على ماجستير في علم الاجتماع من جامعة النيلين. حائز على جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي "تقديرية" للعام 2007م عن رواية (أبقار ديتانق الجميلة).. له مجموعتان قصصيتان وسبع روايات غير منشورة. عضو المكتب التنفيذي لنادي القصة السوداني، وعضو مؤسس لجماعة القاليري الثقافية. نشر العديد من القصص القصيرة بالصحف السودانية. وقد تشرفنا في هذه الصحيفة بنشر نص قصصي له قبل شهرين. نعزِّي أسرته في فقدها الجلل ويمتد العزاء لزملائه في الوسط الثقافي.
    - عن صحيفة (الأحداث، الثلاثاء 17 نوفمبر 2009م)
                  

11-17-2009, 01:04 PM

خالد أحمد بابكر
<aخالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: خالد أحمد بابكر)

    ورحل كاتب متميز

    مجذوب عيدروس

    غيّب الموت الكاتب الشاب بدر الدين عبد العزيز.. ذلك الشاب الحيي المتواضع والمهذب الذي كان أحد الفائزين بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، بعد معاناة مع المرض لم تمهله طويلاً فذهب مبكياً عليه من زملائه وأصدقائه وأهله.

    عرفت بدر الدين عبد العزيز من خلال إنتاجه الذي قدمه لي الدكتور عمر شاع الدين الذي ظل حفياً بإنتاج الشباب، سواء من كردفان أو من غيرها، وقال لي إن مستقبلاً باهراً ينتظر هذا الشاب، وكان هذا قبل عقد من الزمان. وصدقت نبوءة د. شاع الدين، فكان أن تُوِّج في إحدى دورات الجائزة المرصوفة ضمن الفائزين.

    ولقيته بعد ذلك عدة مرات في اليونسكو قارئاً لنصوصه - وكانت دائماً تميزه تلك الرصانة والهدوء الذي يتسم به أهل العطاء الحقيقي دون ادعاء، ودون جلبة أو ضوضاء، ولا شك أن في فقده خسارة لحركة الكتابة والثقافة، والأمل كله أن يتم تحرك سريع من أسرته وأصدقائه لجمع تراثه القصصي والروائي والدفع به الى دور الطباعة والنشر، وفي هذا ما يحقق أمنية الكاتب، التي لم تسمح الأقدار بإنجازها. ونأمل أن يقوم نادي القصة بدوره في إنجاز هذه المهمة، والفقيد كان عضواً فاعلاً فيه ومشاركاً في الكثير من نشاطاته.

    وليس من شك في أن بدر الدين قد خلَّف وراءه تراثاً يجب رعايته والاهتمام به، وأنه قد خلف في قلوب من تعرفوا عليه حسرة، ولكنا لا نقول إلا ما يرضي الله، ونسأل الله أن يجعل الجنة مثواه، وأن يدخله مع الأبرار والصالحين، وأن يلهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان.


    http://alsahafa.sd/News_view.aspx?id=80705
                  

11-17-2009, 01:14 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: خالد أحمد بابكر)

    خبر فاجع.العزاء لأهل واصدقاء الكاتب بدر الدين عبدالعزيز.العزاء لأصدقائه وزملائه في نادي القصة .أتفق مع الأخ مجذوب عيدروس على ضرورة الاهتمام بكل ماكتب نشراً وتدقيقاً وكل خطوة يقوم بها نادي القصة وغيره من المؤسسات الأهلية الثقافية نحن معها ومستعدون للعون.يرحم الله الفقيد.
                  

11-17-2009, 01:38 PM

Alsadig Alraady
<aAlsadig Alraady
تاريخ التسجيل: 03-18-2003
مجموع المشاركات: 788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: Bushra Elfadil)

    (الصحافة) تحاور بدر الدين عبد العزيز الفائز بجائزة الطيب صالح الثانية
    هدفت إلى لفت الإنتباه للثقافات المحلية


    badrbelal.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    أجراه محمد خير عبد الله

    الاسم...
    - بدر الدين عبد العزيز بلال.
    مكان الميلاد والنشأة؟
    - مدينة ملكال وأم درمان.. حقيقة أنا منقسم بين هاتين المدينتين.
    متى اكتشفت مقدرة الكتابة لديك؟
    - فاجأني فعل الكتابة، لم تكن هناك أية اشارات تؤكد بأنني سأصبح كاتباً .. وبعد الثانوي وفجأة اصبحت شاعراً.. بدأت بكتابة الشعر ونشرت الكثير من القصائد بجريدة العرب الدولية حين كنت بليبيا بين عامي 94 - 1995م.
    بمن تأثرت؟
    - حقيقة قرأت للكثيرين وكنت نهماً في قراءة الرواية بالذات قرأت أغلب الأدب الروائي الكلاسيكي المترجم وكذلك للروائيين العرب لا اعتقد ان هناك كاتبا روائيا عربيا لم اقرأ له، وبرغم هذا الزخم الروائي الذي التهمته فقد بدأت الكتابة كشاعر كما أسلفت.. لكن النقلة التي أثرت بي كانت عندما تعرفت على الشاعر محمد عبد الحي شعراً وليس كشخص.. حقيقة لقد نقلني فكرياً في قفزة هائلة لا زلت اهوم معها حتى الآن. تعرفت معه على شكل آخر للشعر وعلى طعم آخر للفكر. حقيقة أنا مدين له بفتحه الآفاق أمام بصيرتي لهذا الجمال اللامتناهي.
    ماذا تقول عن فوزك بجائزة الطيب صالح للابداع الروائي؟
    - أقول أنا مسرور بذلك.. وهذا شرف يسعدني التوشح به.
    ماذا تعني كلمة ديتانق التي وردت بعنوان النص؟
    - كلمة ديتانق بلغة قبيلة الشلك تعني السواد الحالك وبالنص تعني غابة ديتانق التي تقع على الضفة الغربية للنيل الأبيض شمال مدينة ملكال.
    يقولون انك استلهمت الاسطورة وأعدت انتاجها؟
    - أولاً ، لا يحق لي أن أقول الاسطورة ما دامت هذه الديانات والعقائد لها رعايا ومعتقدون الى الآن.
    اذن حدثنا عن النص؟
    - النص يقوم على نظرية من نظريات علم الاجتماع وهي نظرية التغير الاجتماعي.. والنص يتناول الصراع الديني والثقافي داخل الفرد بالمجتمع المحلي.. اعني فيما يخص تلك المجتمعات ذات الثقافات والديانات المحلية التي توشك على الاندثار والتلاشي.. ما هو معروف ان التغير الاجتماعي بالمجتمع يمضي بصورة أسرع من التغير الاجتماعي داخل الفرد.. وهذا الفرق هو سبب الاضطرابات والصراعات داخل الفرد لأن الفرد عادة يتمسك بموروثاته في مواجهة التغير الاجتماعي.. على هذا المفهوم ينفتح النص أو هو مفتاح النص الروائي. لذلك نجد ان 90% من مشاهد النص هي عبارة عن مشاهد لصراع نفسي داخلي تدور أحداثه بذهن البطل في شكل حروب وقتال ضارٍ بينه والآلهة المحلية لاحساسه بعجزها في مواجهة التغير الاجتماعي الحادث بالمجتمع إلى درجة وازى فيها نفسه بالالهة، أي اراد تأليه نفسه ليصير نداً لها في حربه معها. وعرض الآلهة المحلية هنا على هذه المشاهد ليس عرضاً جمالياً للأسطورة بقدر ما هو محاسبة أو محاكمة لرموز الثقافة الدينية لهذا المجتمع ممثلة في الالهة. والبطل بما انه رافض للتغير الاجتماعي إلا انه بحربه هذه للالهة هو الدليل والبرهان على تغيره هو نفسه. كما ان النص طرح مسائل أخرى مثل مشكلة ادمان المخدرات والهروب من الواقع ومشكلة الهوية والبحث عن الذات.
    إلي ماذا يهدف هذا النص؟
    - هدفت إلى لفت الانتباه لتلك الثقافات المحلية وما تمثله من لغات محلية وفلكلور وموسيقى وأدوات شعبية وديانات محلية توشك على الاندثار والتلاشي. ويجب علينا تدوينها من خلال الأدب أو الدراسات العلمية المتخصصة حتى لا نفقدها وتضيع مثلما ضاعت الكثير من الحضارات التي كانت ببلادنا وتلاشت لأسباب أهمها عدم التدوين وهذا ما ينقصنا. فأغلب حضاراتنا السابقة كانت تقوم على المشافهة فقط.. وباندثار لغاتها أصبحت هي مجهولة ومفقودة تماماً. ثم ان هذه الثقافات قد قدمت لمجتمعاتها الكثير عبر حقب طويلة من الزمان، أقله استطاعت فيها المحافظة على كيان هذه المجتمعات، وقدمت لها أسلوباً للحياة ساعد في تطورها واستمرارها، وأعطتها القدرة على التغير والنمو والتطور. ومعتقدات ديانة نيكانق هي واحدة منها كموروث ذي بناء متكامل، لذا استلهمتها كنموذج لطرح هذه الأفكار.
    يفاجئني احساس بأنك ضد التغير؟
    - لا بالطبع أخي محمد خير.. أنا مع تحديث المجتمع وتطويره والدليل هو اعترافي بالدولة المدنية منهجاً ونظاماً.. لكن ببساطة نحن نحتاج الى عملية تنظيم مجتمع الآن لاحتواء الآثار السالبة الناجمة عن التغير الاجتماعي الذي أحدثته عمليات التنمية الاقتصادية بمشاريعها الخدمية والانتاجية الضخمة.

    المصدر

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147511927

    ـــــــــــــــ
    رحم الله الكاتب بدر الدين
    وإنالله وإنا إليه راجعون
                  

11-17-2009, 01:19 PM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: خالد أحمد بابكر)

    فقد جلل
    وحزن كبير
    لفقد كاتب مميز ونابغ
    انا لله وانا اليه راجعون
    لأسرته الصبر والسلوان
    ولكم حسن العزاء
    وله الفردوس بين الصديقيين والشهداء
                  

11-17-2009, 02:10 PM

ابوعسل السيد احمد
<aابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: خالد أحمد بابكر)

    له الرحمة في الصديقين.. و لأله أصدق العزاء
    فقد كبير للحركة الأدبية في البلاد..
                  

11-19-2009, 09:53 AM

خالد أحمد بابكر
<aخالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: ابوعسل السيد احمد)
                  

11-19-2009, 09:54 AM

خالد أحمد بابكر
<aخالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: خالد أحمد بابكر)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan8.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الراحل بدر الدين عبد العزيز
                  

11-19-2009, 01:29 PM

خالد أحمد بابكر
<aخالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: خالد أحمد بابكر)

    Badredeen.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    قصة قصيرة

    القَوْسُ المكسور

    بقلم: بدر الدين عبد العزيز

    أجحفت بحقه الأيام.. كان ذلك إحساسه وهو ينظر إلى واقعه المر بعين حزينة وخاطر مجروح لم تترك له الأيام شيئاً يقتاته.. من ذكريات لمواقف ومشاهد كانت هناك خلفها وراءه ثم غسلتها المدينة من دماغه.. مخيلته الآن فارغة.. فارغة تماماً من كل الماضي الذي حمله معه إلى المدينة.. بهذه الصرامة في التفكير ناحت دواخله باكية على فقده الكثير من الماضي والكثير من الأشياء الحيوية التي تتطلبها المدينة, وبرغم ذلك تبدو الخرطوم زاهية أمام عينيه في ثوبها الحضري الفاخر والفخم.. بكل متطلباتها الهائلة الضاغطة والتي لا قبل له بها مما عمق إحساسه بقزميته أمامها... ضآلة وجوده الشاحب أمام بريقها الأخّاذ الذي استحوذ على كل خياله وتفكيره.. حتى من قبل أن تطأ قدماه أرضها الصلدة القاسية المكسوة بالأسفلت الأسود اللامع كما أبنيتها بزجاجها الملون والمزينة الجدران من الداخل والخارج بالسيراميك بواجهات محلاتها التجارية الشفافة.. الغارقة شفافية حيث يبين كل ما وراءها عارضاً بهاءه ورونقه إغراء لكل الحضور الحاضر والغائب لذهنية المشاهدين المارين في عجل لم يفقه أسبابه هو, وهو الذي كان يمثل قمة من قمم الوعي والذكاء والمعرفة ببلدته, بعدما تحصَّل على نسبة نجاح معقولة في الشهادة الثانوية بالمساق الأدبي.

    يذكر الآن حين أصر على الرحيل مندفعاً صوب المدينة كانت الذرة والسمسم قد شارفت على النضج... كانت الطيور فرحة بقرب أوان الحصاد.. وهي تزدحم بالسماء تهب مثل غمامة تثقب الأفق, جزلة في غنائها المتواصل والبقرة التي أهدتها إليه جدته لأمه توشك على وضع عجلها الأول.. كل المؤشرات كانت تشير إلى النماء والخصب.. وبرغم كل ذلك انفلت مندفعاً صوب المدينة التي رسمها بخياله مراراً.. وفي كل مرة كانت تتخذ ثوباً أجمل من الذي سبقه.

    لم يضجر أو يتبرم رغم معاناته ومما لاقاه بالمدينة رغم تحطم أحلامه في مواصلة الدراسة التي فوجئ بفداحة تكاليفها فصرف النظر عنها وأيضاً من فقد المدينة لحميمية العلاقات وسطحيتها بين أفرادها ومن أنماط الخدع وألوان التملق والرياء المبثوثة بنسق التواصل داخل كيانها المترهل.

    هذا ما قالته جدته له عندما أزمع الرحيل مغادراً إذ قالت: ناس المدينة زي البقر بلحس بعضو.

    كل هذا الإجحاف الذي قابلته به المدينة إلا أنه ظل صامداً والهاً بها وممجداً لها. هذا العاشق المتمرد على ذاته. المتمهد لكل غرس ينمو على جدرانها.. المنصاع لأعنف صور سحقها وهو يعدو لاهثاً متقطع الأنفاس رهقاً.. متقلباً بين مناهج طرق كسب عيشها... تألَّم كثيراً حين سرق هاتفه الجوال الذي اقتناه لتكتمل به صورته المدينية ليحلو به أمام أقرانه من شباب المدينة ولم يكن هناك غريب بينهم كما يرى هو... كانوا كلهم زملاءه وإخوته في العمل. ولكنهم سرقوه ولم يراعوا كل ما يحمله لهم من سماحة وود وإخاء وبرغم استيائه إلا أنه تمنى ألا ينكشف السارق.. وأن يبني كل شيء للمجهول حتى لا تحترق الصورة الطيبة المرسومة بذهنه للإخاء والصداقة.

    هو يرفض الامتثال لانحرافات المدينة. وبنفس الوقت يتقبلها ولا يتبرم منها هو يرى نفسه قد أصبح "تفتيحة" بأسلوب المدينة ولكنه عاجز عن حماية مصالحه داخل أسلوب ذات المدينة, هو لا يثق بفتيات المدينة, قالت له إحداهن جمعت بينهما علاقة عاطفية, قالت تسأله بكل جرأة علاقتنا دي حتستمر لي بتين؟.. كان رده أنا عايزها تستمر لي بتين؟.. لم ترد عليه فأردف هو: خليها على الله.. خليها للأيام. كان ذلك رده قاله بكل طيبة وبساطة وعفوية.


    هو الآن يحس بنفسه ورقة تحترق داخل سلة مهملات المدينة, أن يضع كفيه داخل جيوب بنطاله الجينز ويتبختر متناغماً والنسق العام بشارع النيل, ذلك أصبح لا يهم الآن.

    أحس بنفسه ينتقل نقلة جريئة باتجاه الأمام ناسفاً الخط الأحمر المضروب حوله من قبل المدينة هو الآن يرفض الظلم والتهميش, أجل مفهوم التهميش قافية جديدة تزيل كل مقطع اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي هو يرتكز عليها الآن بكل ثقله جاعلاً منها قارباً يمخر به بحر المدينة الهائج في تيه شعوريات العنف والغبن على كل مراسيم تعالي المدينة..... وببخورها المحروق زراً للعيون كي لا ترى بشاعتها, هذه الغشاوة المصنوعة من بريقها الفاتن الزائف.

    وصل لهذه النقطة واحتدم إلى حد الانفجار من شدة توتره... ولكنه في اللحظة التالية للاحتدام انكسر... قبع كالقوس المكسور بداخله.. هل انهزمت، سأل نفسه بينما لا تعي نفسه في أي موضع تكون الآن.

    شغلت ذهنه مشاهد الجند المدججة بالسلاح... بعرباتها المصفحة تجوب شوارع الأسفلت الفارغة من المارة كان ذلك بعد يومين من أحداث موت زعيم الحركة الشعبية.. بعد مشاهد العنف والدخان الكثيف الذي غطَّى سماء العاصمة.
    طرأ بذهنه سؤال طرحه مباشرة على نفسه بعنف, لقد دمرنا الغابة قبل ذلك.. اليوم ندمِّر المدينة, الغابة من صنع الطبيعة والمدينة من صنعنا نحن، أيُّ الحدثين أقسى علينا؟.

    ثم فكّر بصوت مسموع.. المدينة قد نصنع غيرها والغابة قد نزرع أشياء بدلاً منها.. ونحن نفنى بعضنا البعض في كل ذلك.. إذن.. من أين نجييء ببعضنا الذي هلك.

    عند هذه النقطة طرقت دواخله موجة حنين مباغتة للأرض ولأهله والأبقار والحقول.. بينما وبغتة أيضاً وقفت المدينة سداً منيعاً يحجب الرؤية, تمارس تكثيف غشاوتها كعادتها بتفعيل بريقها.

    ألقى بمرساته على سواحلها ونهض ليعدو بمضمار سباقها.. ورئيس المجموعة العاملة بمكان العمل والواقف بالقرب من آلة الخلط.. يصرخ بأعلى صوته.. رملة.. خرسانة.. موية.. أسمنت, بس وينقلب جردل الخلاطة الفولاذي الضخم إلى الجهة الأخرى يسكب الخليط الخرساني منساباً على قضبان السيخ يشكل قاعدة لبناء جديد يزين وجه المدينة بديع التصميم.
                  

11-19-2009, 03:01 PM

خالد أحمد بابكر
<aخالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: خالد أحمد بابكر)

    حكايات وأقاصيص

    بقلم: موسى حامد

    شَكَّةُ دَبُّوسٍ صَدئٍ في القَلبِ

    (*)
    (الزمان: صباح الأحد الماضي، المكان: الحاج يوسف).
    شرقتُ بالدمعِ وشرق بي صباح أول الأمس، وأحسست بحزن يخترم قلب القلب ويفت منه العضد وأنا أقرأ رسالة الهادي راضي الموغلة في الإقتضاب (أطلبْ الرَّحمةَ والمغفرة لبدر الدين عبد العزيز، مساء أمس)، ودخلت في حالة لم أدرها ولم أكشف كنهها، ولازمتني حتى وأنا أكتب الآن، وبين رغوة حامضة تصر على أن تظل راكنة في الحلق ولا تنفك راكنة، ودبوس صدئ وحقود ينشكُّ في القلب ويزيد، بكيت طويلاً وسال الدمع أخو الدمع، وانهمر غزيراً كأنه لا يريد التوقف حتى توَّرم القلب وتقيَّح، وأحسست بروحي تستحيلُ الى شظيات أو نُتفٍ!!!! لشدَّما أحزنني هذا الفراق أيها الإنسان النبيل، إذ ليس بالأمر الهين والسهل أن تتلَّقى كهذه أنباء في هذه الأيام التي لم تحمل غير النحس ومتلازماتِ أغربة البينْ، وليس من المحتمل على إطلاق الأمر أن ينقل إليك وأنت غير مهيأ وببساطة أنَّ بدر الدين عبد العزيز طلق المحيا صاحب القلب الأبيض والبسمة الرفرافة قد رحل!!!

    (*)

    (المكان: حافلة متحركة من أم درمان الى الخرطوم، الزمان: أحد أيام أبريل الماضي)
    بـ (كسكتةٍ) من قماش أخضرٍ رخيصٍ لا تفارق رأسك أبداً جاورتني على كرسي الحافلة، سألتك يومها عن روايتك (أبقار ديتانق الجميلة) والتي فازت في الدورة السادسة في مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي لماذا لم تصدر حتى الآن، قلت لي يومها أنَّك الآن وبعد أن حزت على الجائزة التقديرية في جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي فإنَّ ذلك من المؤكد أنه سيرفع رصيدك لدى الناشرين، وسيحلهم من فعل (المغامرة) في نشر روايتك، ومن ناحية أخرى فهي سانحة لخروج كتاباتك الأخرى الروائية والقصصية، ويومها فاجأتني بالقول أنَّك بصدد إرسالها لي للقيام بتدقيقها لغوياً لأنك تثق في ذلك، ولأنك لا تريدها أن تنشر (مشوهة) وبأغلاط كثيرة تؤثر فيها، وضربت لي مثلاً بإحدى المجموعات القصصية، وقلت لي حينها أنك اتفقت مع إحدى دور النشر السودانية لتقوم بنشرها، وأنك تترقب هذا الأمر ببالغ التشوُّقِ والإهتمام، ولا أدري ما الذي حدث الآن بشأنها؟ وهل تم الإتفاق بينكما على النشر أم أن سلحفائية التعامل مع الكتاب، وهي سانحة للسؤال عن كتابات الراحل بدر الدين والتي بلغت حتى آخر إحصاء عندي مجموعتان قصصيتان وسبع روايات وكلها لم تنشر بعد، وأقترح على مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي ونادي القصة السوداني بأن يتبنيا هذا الأمر، ويحاولا بأن تصدر ولو رواية واحدة ومجموعة قصصية، وهذا ليس بالأمر الكثير على الراحل بدر الدين الذي يكتب بإنسانية عالية ومهتم بالبحث والتنقيب والتدوين لثقافات يخشى على طغيان تغييرات المجتمع عليها أو كما يقول في حواري معه أنه مهتم: (بتدوين هذه الثقافات قبل اندثارها أمام حركة التغيير الاجتماعي الحادث، بمعنى حفظها من خلال الأدب أو الدراسات العلمية الجادة كي لا تضيع، ومن ثم نعود للبحث عنها بالحفريات، كما نفعل الآن للبحث عن تاريخ حضاراتنا القديمة).

    (*)

    الحبيب بدر الدين

    إعتذاري العميق لك لأني لم أزرك وأنت ترقد في مستشفى السلاح الطبي طيلة تلك الأشهر المتطاولة، وآسف أنا لأني لم أقدر على الزيارة التي تواعدنا أنا والصديق الهادي راضي ولأكثر مرة القيام بها، لا أستطيع أيها الحبيب أن أقدم لك التبربر والذي هو بالأصل مختلق، إذ أني لم أستطع مقابلتك بتلك النفس الكسيرة إثر قرار الأطباء يومها بتر قدمك بعدما أن آذاها السُّكَّر اللعين، صدقني ومنذ المرة الأولى والأخيرة التي زرتك فيها لم تفارقني النظرة تلك الحزينة التي رأيتها على وجهك، ولم أستطع إبعادها عني كلما جاءت سيرتك، وبالمناسبة فقد قصدت أنْ أخلف الميعاد وألا أصحب الأصدقاء الذين تواعدوا عصراً سبت الأسبوع الماضي لزيارتك، أصدقك أيها الحبيب لم أقدر.

    (الزمان: مساء أمس الأربعاء، المكان: ..................).

    (*)

    الرحمات والمغفرات لروحك عند الله وفي عليين تهفهف بها أجنحة طير خضر في الجنان، ونسأله بنقاء سريرتك وبياضها غسولاً بماء وثلج وبرد، وببهاء إبتسامة مطبوعة على وجهك الحسنات والحسنات، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا جدُّ محزونون لفراقك.


    عن (رأي الشعب، الخميس 19/11/ 2009م).
                  

11-19-2009, 03:31 PM

خالد أحمد بابكر
<aخالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: خالد أحمد بابكر)

    القاص والروائي الراحل بدر الدين عبد العزيز:

    المَكَانُ يَسْكُننِي جداً، ولازِلْتُ أحِنُّ لمَدِينَةِ مَلَكَال

    الفَوْزُ بالجَائزةِ يَعْنِي لي الكَثِير، وكنتُ أتوَّقعُ الفَوْزَ بالجَائزةِ الأُولى


    حوار: موسى حامد

    من جملة الأسماء التي ظهرت على مستوى الكتابة الإبداعية الروائية في منافسة جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دوراته المتعددة، والتي امتدت حتى الرقم (5)، برز اسم الروائي والقاص بدر الدين عبد العزيز بلال والذي فاز بالمركز الثاني برواية (أبقار ديتانق الجميلة) فيما جاء بعده بالمركز الثالث الروائي والقاص محمد خلف الله سليمان برواية (في تأويل مقام الوردة) وانفرد بالمركز الأول الروائي والناقد حامد بدوي برواية (مشروع إبراهيم الأسمر الروائي).
    جلسنا الى الروائي والفائز بالمركز الثاني بدر الدين عبد العزيز بلال، متحاورين معه حول المنافسة وأجوائها، والنص الذي فاز به، وخرجنا منه بهذه الحصيلة من الإفادات..

    *...............................؟
    - اسمي بدر الدين عبد العزيز بلال، كان ميلادي بمدينة ملكال التي كانت تتبع لولاية أعالي النيل سابقا، ونشأت فترة من حياتي هناك والآن أنا في أم درمان، فأنا مقسوم بين هاتين المدينتين كما قلت من قبل.

    * أعرف انك تكتب في أكثر من جنس إبداعي واحد، السؤال بكثير مباشرة وبغيرها إن أردت ذلك، كيف توازن بين هذه الأجناس الإبداعية، وأيهما ينازع الآخرين؟

    - حقاً بدأت شاعراً ثم تمرحلت في رحلتي مع الكتابة الإبداعية ـ كما أسميتها ـ فكتبت القصة القصيرة متزامنة مع الشعر، أيضاً بعض المحاولات في كتابة الرواية، ولكن كلها كانت بدايات.. ومن ثم انقطعت أو توقفت عن الكتابة لسنين عديدة، ثم بعدها عدت مرة أخرى لكتابة الشعر، ونشرت العديد من النصوص الشعرية بجريدة العرب الدولية بين عامي 94 ـ 1996م.

    لكن في الحقيقة فقد سرقتني القصة القصيرة والرواية من الشعر، أو ربما تخلَّى هو عني ـ أعني الشعر ـ أما القصة القصيرة والرواية فهما تتنازعانني، ولا أدري حتى الآن مع أي منهما سأستقر.

    * أنت حزت على المركز الثاني في مسابقة جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الأخيرة في أكتوبر 2007م، والتي نظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، ماذا يعني لك الفوز في هذه المنافسة وماذا تمثل لك؟

    - الفوز بهذه الجائزة يعني لي الكثير، ويكفي ما منحني من شعور بالسعادة، وبما انني لم أستطع إصدار كتاب لأي من مخطوطاتي العديدة، جاء الفوز ليمنحني الأمل، وجعلني أحس بأن الفرصة ممكنة، ويمكنها أن تأتي في أي زمان، فقط الصبر والمثابرة، وكما يقولون فإن المشوار يبدأ عادة بخطوة.

    * هل توقعت أبداً أن تفوز روايتك (أبقار ديتانق الجميلة) في جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي؟ وهل سبق لك المشاركة في هذه المنافسة من قبل؟

    - بخصوص الفوز، نعم كنت أتوقع الفوز بالجائزة الأولى وليس الثانية، هكذا كان طموحي وأعتقد انه من حقي أن أطمح وأحلم، أما بخصوص مشاركتي، لا لم يسبق لي المشاركة في هذه المسابقة من قبل..

    * اذاً دعنا نتعرف على أجواء الرواية (أبقار ديتانق الجميلة) زماناً ومكاناً، وما هي الظروف التي تمخض منها هذا النص وتداعى على الورق؟

    - حقيقةً يمثل هذا النص في الترتيب المركز الثاني لكتاباتي الجادة، فقد سبقه نص لايزال بدرج مكتبتي لم أقدمه برغم تقديري له، ثم هذا الشكل الذي ظهر به هذا النص لا يمثل شكله الأول حين تداعت الفكرة علي، فقد كتبت هذا النص ثلاث مرات، فقد كانت المرة الاولى في بداية الثمانينات، ولم تقنعني المشاهد حينذاك، ثم ألقيت به في سلة المهملات، بعدها فاجأتني ذات الفكرة مرة ثانية بأواخر الثمانينات، وكتبتها، وأيضاً ألقيت بها في سلة المهملات، ثم راودتني الفكرة للمرة الثالثة دون أن أستدعيها، فجاءت منها (أبقار ديتانق الجميلة). أما الظروف والتداعيات المحيطة، فبالنظر الى المشهد الثقافي السوداني وما يمثله من احتشاد لمشاهد ثقافية عدة ومتنوعة بالمجتمعات المحلية التي تكون المجتمع السوداني الكبير.

    نجد هنالك الكثير من فلكلور وموسيقى وأغنيات وديانات ولغات محلية توشك، بل قل انها أوشكت على الإندثار أمام عجلة التغيير الاجتماعي الذي يجتاح تلك المجتمعات بعد انصبابها داخل بوتقة المجتمع الكبير.

    حقيقة هذا ما هدفت أن ألفت الأنظار اليه، وتحديداً نحو المجتمع المحلي حتى نستطيع تدوين هذه الثقافات قبل اندثارها أمام حركة التغيير الاجتماعي الحادث، بمعنى حفظها من خلال الأدب أو الدراسات العلمية الجادة كي لا تضيع، ومن ثم نعود للبحث عنها بالحفريات، كما نفعل الآن للبحث عن تاريخ حضاراتنا القديمة.
    * دعنا نتعرف على أجواء الرواية؟

    - في الحقيقة النص يستند على نظرية من نظريات علم الاجتماع، وهي نظرية التغيير الاجتماعي، فالنص يتناول الصراع الديني والثقافي داخل الفرد بالمجتمعات المحلية تلك التي تعاني ثقافاتها الخاصة ولغاتها المحلية ودياناتها المحلية ايضاً من الاندثار والتلاشي كنتيجة للتغيير الاجتماعي كما أسفلت.

    ومن المعروف أن التغيير الاجتماعي الحادث يكون أسرع داخل الفرد، لأن الفرد عادة يتمسك بموروثاته أكثر لمقاومة التغيير. لذا نجد أن معظم المشاهد التي يحتويها النص هي مشاهد لصراع نفسي يدور بذهن البطل تشكل ملحمة من المعارك القتالية الضارية والحوارية بينه وبين الآلهة المحلية التي تمثل أهم رموز الثقافة الدينية لإحساسه بعجزها على مقاومة التغيير الاجتماعي الجاري حدوثه بالمجتمع.

    لكن بالرغم من مقاومة البطل للتغيير الاجتماعي ظاهرياً إلا أنه بتجرئه على محاربة رموز ثقافته الدينية (الآلهة) أكبر دليل على تغيره هو نفسه، والنص يتقدم في هذا الإطار على مستويين.. المستوى الأول يمس الواقع مساً عبر نقاط محددة.
    والمستوى الثاني يجنح كلية باتجاه الخيال الى أن ينطبق الواقع على الخيال في نهاية النص، وبذلك يكون البطل قد فقد كل قدراته العقلية.

    * اشتغلت الرواية واعتمدت على إعادة انتاج الأسطورة، لماذا الأسطورة أولاً؟ وترى ما هي علاقتك بالمكان كتابة؟

    - أولاً، الأسطورة تحاصرنا.. وبالنظر الى موروثنا الثقافي من تراث قديم ثم أقدم، نجد أن الأسطورة والخرافة متغلغلة بكل نتاجنا الثقافي لمجتمعاتنا القديمة، مثال لذلك قصص الأحاجي المضمنة بالمواعظة والعبر، وبالتالي هي واحدة من المكون الوجداني والفكري والثقافي للفرد بمجتمعنا وبالتالي هي بكل متناقضاتها. والواقع انها قد تمثل عبئاً ثقيلاً يضغط على التطور الفكري للفرد بما تمثله من موروث يصعب تجاوزه، وبالتالي اعتباره تراثاً وبما أن هذه الديانة لا تزال حية ـ وإن انحسرت عن الواقع ـ اليوم وتعاني من التلاشي والاندثار.

    وعلاقتي بالمكان تكمن في أن المكان يسكنني، ويشدني بميلادي بنشأتي وتكويني، ومازلت أحنُّ الى ملكال وأتمنى العودة. والاستمتاع بخريف السافنا وسهول السافنا المفتوحة على رحابة المكان، فالمكان يخصني وأشعر بذلك في داخلي.

    * ما هي اشتغالاتك الآن ومستقبلاً فيما يخص الكتابة؟

    - الآن أنا أعمل في كتابة نص روائي جديد وأحاول تجميع مجموعتي القصصية الأولى.

    * لماذا لم يظهر لك حتى الآن كتاب بالمكتبات على كثافة كتاباتك وتعدد اتجاهات الكتابة كذلك؟

    - حقيقة لم أقصر، فقد تقدمت الى عدد من دور النشر ولكن وقفت المادة حائلاً بيني والنشر، وأتمنى أن تنفرج هذه الأزمة قريباً في هذا البلد، فدور النشر تخاف من التعامل مع المغمورين وهذه هي الكارثة..

    ـــــــــ
    * أُجريَ هذا الحوار بعد فوز القاص والروائي الراحل بدر الدين عبد العزيز بالمركز الثاني في جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورته السادسة (أكتوبر 2008م)، ونُشر بعد أسبوعين من ذلك التاريخ، للراحل الرحمة والمغفرة.
                  

11-19-2009, 03:50 PM

mustafa bashar
<amustafa bashar
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل القاص والروائي بدر الدين عبد العزيز 1964-2009م (Re: خالد أحمد بابكر)

    كلما افقد عزيزاً لدي بالسودان
    أفكر ملياً في ان استقر في السودان إلى الابد
    كأني احمي اؤلئك النبلاء
    او ان احمي نفسي من فاجعة الرحيل
    يا ليل الغربة
    والرتاج على الابواب والنافذه
    وعصفور ينقّر على الزجاج من الخارج
    نقار الخشب
    تأكدت ان فاجعة ستحل بي
    لكن من هو الذي سيرحل اولاً
    ..
    ..
    فقدناك ياعزيز في زمان يقل فيه الإعزاء
    ذهب بنبله إلى الأبد
    طوبي لمن سماك بدر
    ..
    ..
    اللهم أغفر له وارحمه
    واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا
    إن لله وانا اليه راجعون
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de