نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 08:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-15-2009, 09:24 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور

    إنـــــي انــتـظـرتـك بـــرهــةً
    وجـلستُ قـرب النبض في قلبي شكوتُ له أسايْ

    فـازداد عـنفاً، رقّ حـتـى كــاد يـخـفت
    إن ذا نـبضي وأنت الـروح من جسدي ، هوايْ
    فبأيّ قلبٍ فيك تصلبني مسيحا فى صليب الأنتظار؟
    إن كـنـت تـؤثـر أن تـراني مـرهـقا قـلقا
    كــروح الـريح لا يـقـوى يـقرّ لـها قـرار
    تـجـتاز أوديـة الـظـلام ومـرعبات الـقفر
    فـــــي صـــبـــر وإصـــــرار
    ومـــــــــن دار لـــــــــدار
    حــتـى تـحـل بـداركـم وهـنـا حـيـيا
    كـــــاد يــفـنـيـهـا الـــــدوار،
    فــأنـا - وحــبـك - هــكـذا أبـــداً
    مـفيأة ضـلوعي تـربت الأوجـاع حتى تستريح
    والـجمر أحـذيتي مـشيت عـلى تـوجهه إلـيك
    فـراسخا مـا تـنقضي إلأ وتـنأى مـن جـديد
    وجـثـمت لـلأهـوال حـتـى تـنحني هاماتها
    وكـمنت لليأس الـمرير جـعلت مـن لـهفي
    أســــقّـــيــه الــنـــزيـــف
    حتى ارتوى أو ما ارتوى، ومن الهوى في اللامكان
    ســقــطــت مـغـشـيـا عـــلــىَّ
    وما صحوت سوى لطيفك كان يهمس بأسمك الرنان
    فـانـفتحت مسـام الـجـلد تـشـرب وقـعـه
    فــــإذا الــصــدى خـمـر الــدنـان.
    لــــــلـــــه أنـــــــــــت
    فـــكــــيـــف أنــــــــــت
    __________________
                  

11-15-2009, 09:36 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    لمحات من سيرته الذاتية
    الاستاذ عالم عباس محمد نور
    رئيس اتحاد الكتاب السودانيين حاليا


    * عالم عباس محمد نور 1948

    * ولد بمدينة الفاشر

    * تخرج في اجامعة ام درمان الإسلامية 1972

    * نال جائزة الشعر الاولى للشعراء الشباب 1973

    * نال وسام الدولة للآداب والفنون فبراير 1979

    * صدرت له الدواوين التالية

    __ إيقاعات الزمن الجامح _ مصلحة الثقافة

    وزارة الثقافة والأعلام 1974

    __ منك المعانى ومنا النشيد 1984

    __ أشجار الأسئلة الكبرى _ دارجامعة الخرطوم للنشر
                  

11-15-2009, 09:42 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    ولابدّ حين تأتي سيرته ان نذكر رائعته (ازوم)
    وازوم هو وادي شهير بدارفور


    أزوم

    أزوم يا أزوم

    يا شاطئا رسا عليه زورق الغيوم

    تسح ما تسح من دموعها الثقال

    على ( الحراز ) و( الهشاب ) و( الخروب ) و( السيال)

    كأنما الندى عليه باقة من النجوم

    على إنتداد ما رأت عيناى من رؤى

    والغابة العذراء مثل موكب نــــأى

    كأن زرقة السماء ثوب عـــــــرس

    طرزت أطرافه رقائق النسيــــم
                  

11-15-2009, 09:45 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

                  

11-15-2009, 10:05 AM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    سلام يامطر قادم

    وقد اجدبت كثير من المنتديات

    ومنها على وجه التحديد منتدى الامام عبدالرحمن

    بمجرد عودة الزول الفريد عالم عباس محمد نور

    فعالِم هو عالم من الادهاش والجمال الاخاذ كل عالم

    عالم نور خاص لكن عندما تقرأ له السطور الاخيرة

    في دفتر الحــــــــــــلاج الثــــاني يأخذك بوله لـ ..

    محمود محمد طه ... يسحرك بلا شكـ الاحساس والصور


    هاكـ :


    قصيدة للشاعر عالم عباس



    السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني

    (إلى روح الشهيد محمود محمد طه)

    الجوهرة

    كدأبك ما تنفك أجلى وأضوء
    وغيرك في الأوحال يخبو ويصدأُ
    و شأوك عال لا ترام سماؤه
    وما أدركوا إلا الذي منه تبدأُ

    الثمرة

    والشجر إذا يسقى من ماء آسنْ
    ماذا يطرح غير الثمر الآسنْ ؟

    الفعل

    وفي الدار شجعان الأقاويل جمة
    ولكن شجعان الفعال قليل
    فإن قلت قولا لا تموت وراءه
    ليحيا ، فلا معنى لما ستقول

    المشهد

    حين جاءوا بك للموت ابتسمت ،
    ضوء الوجه النبيل
    أزهر الشيب حواليه بياضا ناصعا
    ثم استدار
    والشلوخ الغائرات الحزن أغفت
    فازدهى فيها الوقار
    وبريق في عيون ،
    هي لولا جنة الإيمان نار

    المساومة

    غداة أن رفضت زيفهم
    باعوك قبل أن يبايعوك
    ويوم أن نبذت بيعة النفاق
    هرولوا يصارعوا ليصرعوك
    فهاهم وأنت لم تمت ،
    ترى ما الحجة التي بها
    أتوا يقارعوك ؟


    الغرس

    إن أردت الحق أن يورق
    فاسقه دمك،
    وزنه بالفعال ، لا المقال
    تستطيب طعم الموت في فمك .

    الخلاص

    كلمة لابد أن تقال ،
    في بركة الركود هذه
    لا غير هزة عنيفة
    تخلخل الجبال
    تحرر الأثقال ،
    في كومة الركام هذه
    لابدّ من زلزال
    لابدّ من زلزال .

    المبارزة

    تنهزم الأفكار ، نعم
    لكن بالأفكار
    يحتكّ المنطق بالمنطق ،
    والحجة بالحجة ،
    والبرهان الساطع بالبرهان
    نتجادل حتى
    ينثلم الرأي الأوهى
    في وجه الرأي الأقوى
    نختلف كما يختلف الناس،
    ولكن يا للخزي ، ويا للعار
    إن أفلسنا حتى ضقنا
    ذرعا بالرأي الآخر.

    المشهد الثاني

    كان الدرج الصاعد نحو المشنقة المنصوبة في ساحة
    "كوبر" يدرك أن الخطوات المتزنات اللائى سرت بهن
    وئيدا ،تفضي نحو الموت الرائع، والمتسق تماما مع ما
    كنت تقول .
    كان الحبل الملتفّ على رقبتك الشامخة الرأس ، هو
    الطرف الآخر من ذات الحبل الملتف على عنق
    الوطن المقتول .
    ليس بعيدا كان قضاتك والجلادون ملامحهم ذابت
    ووجوههم متفحمة خجلا وصغارا ، وثباتك مثل الخنجر
    بين أضالعهم ، فكأنك تقتلهم بمخازيهم شنقا ، وتحرر
    ربقة هذا الوطن الرائع من نير الذل .
    أنت الأغلى ، والأعلى ، والأنبل
    كنا ندرك أنك تفدي الوطن الأجمل
    فلتكن القربان إذن حتى يتطهر وجه الأرض ،
    وينخسئ البهتان .

    الطود

    ثباتك طود والعروش هباء
    وإن هي إلا خسّة وغباء
    وصوتك بعث في الملايين كلها
    وإن خنقتها الفتنة النكباء
    وقد ديس وجه الشعب في كل محفل
    ألم يبق في الشعب الأبيّ إباء

    فبراير1985 م.





    ...................................................................محبة لسيدي عالم عباس محمد نور .
                  

11-15-2009, 10:26 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)

    مرتين استضاف الاستاذ كمال الجزولي الاستاذ عالم عباس محمد نور في رزنامته الشهيرة والمقروءة فدونكم واحده ابذلها الان والاخري ارجو ممن تتوفر لديه(الدنباري)اتمني ايرادها هنا
    واليكم بواحدة من كتاباته الانيقة النثرية وعلي الرزنامة امتطي قلمه الرشيق الوسيم
    وكتب


    وَعَلَى الفَاشِرِ .. السَّلاَم!



    الإثنين

    سنوات ثلاث مضين، منذ آخر عهدي بها، متثاقلات كليل النابغة "تطاوَلَ حَتى قِيلَ ليسَ بمُنقض". ألقيت عصا الترحال في عاصمة البلاد، أخيراً، بعد اغتراب طويل مرير، ومبلغ هَمِّي أن أصل الفاشر، وبي حنين إليها لا يعرفه إلا من كابد الشوق وعانى الصبابة .. شوق ما أفلَحَتْ الخرطوم إلا في إضرامه، كحال المتنبي قاصداً حلب: "لا أقمنا على مَكان وإنْ طابَ ولا يُمكِنُ المكانُ الرحيلُ/ كلما رَحَّبَتْ بنا الرَّوضُ قلنا حلبٌ قصَدْنا وأنتِ السبيلُ/ فيكِ مَرْعَى جيادِنا والمَطايا وإليها وجيفنا والذميلُ"!

    سنوات ثلاث، قبل أن تحط طائرتنا على أرض مطارها نهار الثلاثين من أبريل المنصرم. رابضة تحت الوهج طائرات الأمم المتحدة، بلونها الأبيض، وعلامتها المميزة، طائرات عسكرية كبيرة، وأخرى أصغر، وأكوام ذخائر وعتاد حربي لم يحسن أصحابه تغطيته فتركوه مكشوفاً، ربما عمداً، ليثير الرعب! الجنود، بقبعاتهم الزرق، وحركتهم القلقة، شاكي السلاح، يتلقون تعليمات القادة. منشئات تحت التشييد هنا وهناك، وأرض المطار الرمادية زادها المحل والجفاف وجفاء العسكر سخاماً .. "ومَا الحربُ إلا ما عَلِمتم وذقتم/ وما هو عنها بالحَديثِ المُرَجَّم"!

    تعجلنا الخروج هرباً من (كآبة المنظر)، ولهفة للأهل والأحباب (من تبقى منهم!)، ولمراتع الصبا (ما تبقى منها!)، وهيهات هيهات .. "وكم هارب مما إليه يؤول"!

    شارع المطار اتسع، واكتسى طبقة من (الزفت) يسَّرَتْ انسياب أسراب (التيكو) التي تتطاير كالذباب! والبقعة شمال المطار وغربه عمرت. طيبة الذكر (الفاشر الثانوية) احتلتها الآن (جامعة الفاشر). سمقت منازل، وعلت طوابق، وتوارى وسط كتل الأسمنت (المستشفى السعودي) الذي كان منعزلاً هنا، كأول المشروعات، قبل أكثر من عقدين! فوق بعض المباني، وعلى سيارات اللاندكروزر الكثيرة، ترفرف أعلام الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمات أخرى أغلبها يعمل صالحاً، مع قلة تخلط الطيب بالخبيث، والدسم بالسم!

    يمَّمنا شرقاً بالطريق اليتيم، عابرين جسر البريطانيين المتهالك الذي ما زال يجتاحه (وادي الفاشر) كلما غضب، دون أن ينال من سنوات ما بعد الاستقلال غير بضعة ترميمات خجولة! صخور الطريق ناتئة رغم رقع الزفت، وثمة حجارة مصفوفة في محاولة خائبة إما لرصف مجرى مائي يحاذي تل الرمل حتى لا يجرفه السيل، أو لصدِّ الرمل نفسه حتى لا يدفن الشارع.

    على يميننا القشلاق، وكان يسمى (الحملة)، ثم اشتهر باسم (البُلك)، بناديه ذي المسرح المُطل على الشارع الرئيس الذي يقود إلى مصلحة الأشغال (سابقاً). وعلى يسارنا مئذنة جديدة، لمسجد جديد، قرب مدرسة جديدة، داخل المنطقة التي تتبع للجيش!

    ينعطف الشارع بنا شمالاً، ثم ينحدر شرقاً، بعد أن يدور حول نصب شهداء وجرحى ثورة أكتوبر من أهل الفاشر، والإهمال عليه بادٍ! أما السور المحيط بالمنطقة العسكرية فقد زيِّن بشعارات ولوحات كبيرة زاهية الألوان تمجد الجيش: (جيش واحد شعب واحد)، و(يدٌ تحمي ويدٌ تبني) .. ولم يكن ذلك مألوفا! على أن المدهش، حقاً، هو أن هذه الشعارات مكتوبة أيضا .. بالإنجليزية! ونحسب أن المقصود لفت انتباه الأجانب، فعن نسبة نجاح التلاميذ في اللغة الإنجليزية، خلال السنوات الماضية، حدِّث ولا حرج!

    على يمينك، باتجاه الشرق، قصر الوالي، ثم قصر السلطان الذي يضم المتحف والإدارات الحكومية. ومع بداية الانحدار تبصر، على يسارك، ضريح السلطان علي دينار، الأثر التاريخي الخالد، بتصميمه الهندسي المميز، وقبته المخروطية العجيبة. ومن هنا تنبسط أمامك الفاشر ببانورامية جلالها المبهرة! فمن لي بوقفة أحمد بن الحسين على الأطلال "وُقوف شحيح ضاعَ في التربِ خاتمُه"! أو وقفة بن العبد يسائل التي "أعيَتْ جَواباً وما بالربع مِن أحَدِ"! أم تراها مناجاة إبراهيم ناجي أليَقُ بي وأبلغ: "هذه الكَعْبَة كنا طائِفيها/ والمُصلونَ صباحاً ومَسَاءا/ كَمْ سَجَدنا وعَبَدنا الحُسن فيها/ كيفَ باللهِ رَجَعنا غرَبَاءا"!

    وانبجست دمعة!



    الثلاثاء

    وما زلت أتلمس وجه (فاشري) القديمة، كما طفل يتلمس وجه أمه الرءوم ..

    لكنني دخلت حيَّنا القديم، حيَّ الوكالة، كأنني موسى، خائفاً أترقب! مررت بمسجد الختمية الذي اختنق بالدكاكين والأكشاك وطاولات الباعة، فلمحت بعين خيالي أشجار القشطة والجوافة التي كانت، في ما مضي، تتدلى من منزل عمنا شاشاتي، لكنه بيع لسكان جدد! ومنزل آل الأمين العركي، وقد تداعى! ومنزل آل محمد الصديق السنهوري وقد تصدع! وفاضت عَبَرَتي حين تذكرت رفيق صباي منصور إلياس شاشاتي الذي فارقته مذ تخرجنا في الفاشر الثانوية واستقر به المقام في أثينا. ويا كم بحثت عن عنوانه وما أزال، عساي أرمِّم، بمراسلته، بعض ما تداعى من أركان روحي .. وهيهات!

    آل شاشاتي أصلهم من الشام قدموا دارفور من قديم، وهم أسرة ممتدة ما بين الخرطوم والأبيض، والفاشر، والجنينة، وحتى أبشة وأنجمينا في تشاد. وثمة علاقات في دارفور كيَّفت نفسها بعمق، فلا يسبر غورها إلا ذوو الحِجا من الباحثين في تاريخ الإقليم، وخلفيات كياناته الاجتماعية والدينية المعقدة. فزوج عمنا إلياس، والدة منصور، مسلمة من قبيلة البرقو أو (الودَّاي سياد الراي)! ولمنصور إخوة وأخوات كانوا من خيرة شباب الفاشر. خليل الذي عاجلته المنية مبكراً كان لاعب كرة موهوب بمريخ الفاشر، وباسيلي حارس مرمى الأهلي، ولاعب السلة الماهر، المحبوب، نبيل القلب، الذي لمَّا توفي أصر المسلمون على أنه مات مسلماً! ود. عادل الطبيب الإنسان، ود. عادلة طيبة السيرة والسريرة، ولعل سكان مدينة المهدية بأم درمان يذكرونهما في عيادتهما الشهيرة هناك، وميخائيل الودود، ثم أصغرهم منصور .. صديقنا السمح!

    ومنصور حمل السودان كله في قلبه حين هاجر إلى أثينا، وقد آلم فؤاده بعمق ما أصاب أهله وأحبابه في دارفور، فسطر في منبر (سودانيز أونلاين)، في يوليو عام 2004م، مقالاً بعنوان (لدارفور علينا حق)، وصف فيه الدارفوريين بأنهم "يتميزون بالنخوة وعزة النفس والانضباط ، ما أتاح لهم شكلاَ إدارياً اتخذ أسماء كبرى القبائل .. وهو نفس الشكل الإداري الذي بنى عليه الإنجليز نظامهم منذ إسقاط آخر حصن مستقل، وضمه إلى السودان الذي رفع الراحلان الكبيران الأزهري والمحجوب علم استقلاله عام 1956م، والذي استند على زعماء كان همهم خلق أجواء التعايش والتمازج والانصهار بين القبائل، فأوجدوا صيغة رائعة لحل الخلافات، والاحتكاكات، والقضاء على بؤر الفتنة قبل أن تستفحل. أقول ذلك وأنا أقف مشدوهاً أمام هول ما يحدث في تلك الأرض الطيبة الحاضنة .. إن ما يحدث الآن ليس من طبع هذا المكان ولا أهله. أخوالي الذين، كما سمعت من حكايات أمي رحمها الله، وجدوا في تلك الأرض الطيبة ملاذاً بعد سقوط (سلطنة وداي سياد الراي) كما كانت تصر على نعتهم وتفاخر بالانتماء إليهم. وأعمامي، كما حكى لنا والدنا رحمه الله، جاءوا إليها من الشام تجاراً سلكوا درب الأربعين وغير درب الأربعين، فاغتنوا من خيرها، ونعموا بكرم نظارها وشيوخها وناسها الخيرين". ويمضى منصور يقول: "مطالب أهل دارفور كانت ولم تزل عادلة .. فمنذ الاستقلال ظلت المدينة وبقية المديرية على حالها كما تركها الإنجليز! أكملنا الثانوية عام 1968م ونحن نقرأ بالفانوس! والماء نجلبه (بالخُرُج) من (الدونكي) أو الآبار ومن (الفولة) لنسقي الزرع والحيوان! تلك كانت الحال حين كانت الخرطوم غيرها الآن: النوافير، والحدائق، والمعامل، والمصانع، والجامعات، والنوادي! كانت باختصار مدينة لا تشبه الفاشر! وللحقيقة أقول أنني أصبت بالصدمة الحضارية وأنا أنتقل اليها، و .. لم أشعر باختلاف كبير بينها وبين أثينا التي جئتها عام 1969م، لكني صعقت عندما عدت إلى الخرطوم بعد 17 سنة قضيتها في اليونان، طيلة حكم النميري، لأني رأيتها مشوهة، قذرة، ناسها غير ناسها"! ويتذكر منصور نشاطنا، أيام الخميس، في الجمعية الأدبية بالفاشر الأهلية الوسطى، قائلاً: "شاركت مع زميلي، وقتها، والشاعر والباحث المعروف الآن عالم عباس، هو بقصيدة إيليا أبو ماضي (وطن النجوم أنا هنا/ حدِّق أتذكر من أنا/ أنا ذلك الولد الذي/ دنياه كانت هاهنا)، وأنا بقصيدة لشاعر سوداني من مدينة الفاشر، لبناني الأصل، هو إميل فواز، وكانت عن الثورة الجزائرية، وقد نشرت وقتها في صحيفة كردفان. فاز عالم بأبي ماضي، وجئت أنا بعده بفواز .. وللتاريخ أقول إن المظاهرة الوحيدة التي تمكن المشاركون فيها من الوصول إلى علم المستعمر الإنجليزي وحرقه، شهدتها مدينة الفاشر، وكان فواز رحمه الله .. في طليعتها". ثم يختم بقوله: "لدارفور وأهلها حق علينا، إذن، وواجب، فلا تسكتوا على الظلم الذي حاق بها"!

    ويا صديقي منصور، حياك الله أينما كنت، ومتعك بالصحة والعافية، وعسى لقاء قريب على أعتاب (حجر قدو)، عند منزلكم الذي ينتحب لفراقكم، بعد أن حفظ العهد طويلاً حتى انهارت قواه، فاشتراه قوم لا تعلمهم ولا نعلمهم، وما زال شارعكم يفتقد بشاشة عمنا إلياس ومولانا البشير مالك يتبادلان التحايا، ويزرعان التسامح، طيَّب الله ثراهما، فقد جنبهما أن يشهدا .. مأساة دارفور!



    الأربعاء

    وما زلت أتمرَّغ في أحضان الفاشر ..

    ومجموعة (التنمية من الواقع الثقافي)، إحدى أهم منظمات المجتمع المدني في المدينة. مجموعة من الشباب المتحمس الواعي، ترفدهم حكمة شيوخ متجردين، ومبلغ همهم استنهاض إنسان دارفور على ميراثه الثقافي الزاخر، تنقيباً فيه بحُب، واستخلاصاً لدروسه بوعي، لأجل استلهامه، وإعادة إنتاجه، باتجاه تغيير الواقع المزري، والسمو به نحو الآفاق التي ارتادها الأسلاف.

    قبل نحو من أربع سنوات لبيت دعوتهم بالمجمع الثقافي، حيث كانوا يجتمعون كل أربعاء. ولمَّا توسعت عضويتهم، وبرز نشاطهم للعيان، نشط الاستقطاب والمضايقات، كالعادة للأسف، فاستأجروا داراً خاصة يزاولون فيها نشاطهم! ودعوني، هذه المرة أيضاً، فوجدتهم قد أنتجوا شريطي كاسيت في غاية الإتقان، أحدهما عن السلام يحث أهل دارفور، من خلال موروثهم الغنائي، على نبذ الاحتراب؛ والآخر عن أمثال دارفور، مستودع الحكمة النافذة، كتجربة رائدة، ونموذج للمعايشة اللصيقة لقضايا الناس في إطار غنائي أيضاً. وقد لاح لي وجه الشبه بين عملهم هذا وبين أسلوب ابن مالك في نظم ألفيته النحوية في أرجوزة يسهل حفظها ويتيسر فهمها. تجربة مدهشة، بحق، توفر عليها فنانون شباب ما عدموا دارفوريين أسخياء بذلوا من مالهم ووقتهم في التمويل والترويج.

    نظموا لي ثلاثة لقاءات مثمرة، الأول مع شعرائهم، فتسامرنا سمراً جميلاً حول إبداعاتهم، والثالث قدمت خلاله بعض قصائدي القديمة والجديدة. أما الثاني فكان ندوة تناولت فيها (دور الثقافة والإبداع في سلام دارفور)، كما عكست نشاط (تحالف المبدعين لسلام دارفور) الذي أسسناه في الخرطوم مؤخراً بقيادة صديقنا عبد الله آدم خاطر.

    في تلك الندوة تحدثت عن دور الثقافة الغائب في اتفاق (أبوجا)، وعن (المثقف) و(السياسي)، وهل هما نقيضان أم متكاملان، وعن أسباب إحجام (المثقف)، وعن السلاح تطمر قعقعته صوت الثقافة، فتغيب الحكمة، وعرضت لنماذج من الثقافة الدارفورية آن أوان استنطاقها في معالجة المشكلات. تحدثت أيضاً عن الفرق بين (التعليم) و(الثقافة)، وعن (القلم الما بزيل بلم)، وعن مسؤولية (المثقف) تجاه الناس، وعن دور (الحكامات) في محرقة دارفور، وعن كيفية تحويل الطاقة الإبداعية المدمِّرة إلى طاقة سلام، وعن الفرق بين (الصبر) وبين (الاستكانة)، حيث (الصبر) جهد إيجابي، و(الاستكانة) خنوع وضيم، والقاعدة الصحيحة هي (لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم). ثم تحدثت عن (تحالف المبدعين)، وأعضائه، وأهدافه، وآليات عمله، كحشد مدني للطاقات الإبداعية السودانية، وتوجيهها لخدمة سلام دارفور، وفق رؤية إستراتيجية متكاملة، ضمن إطار أكثر وسعاً، وشمولاً، ورسوخاً.



    الخميس

    وما زلت بالفاشر عرضة لمفاجآتها ..

    فقد دعاني نادي الشعر بالمجمع الثقافي للقاء أعضائه، والاستماع لأشعارهم، وتبادل النقد والتذوق، فاشترطت أن تصلني القصائد مسبقاً ليكون لديَّ متسع من الوقت كي أنظر فيها بروية، إذ من الصعب أن تدلي برأي في قصائد تسمعها لأول مرة، وفي جلسة واحدة!

    سعدت بمجموعة الأشعار الجيدة والناضجة والمبشرة التي قدمت لي، ومنيت نفسي بحوار ممتع في جلسة صغيرة مع شباب محب للشعر. لكن الأمر كان أكبر من تصوري! كان حفلاً كبيراً آخر، شارك فيه وزراء، ومستشارون، ومفوضون، ومعتمدون، وقادة أجهزة أمنية! وبعد أن قرأ الشعراء قصائدهم، وتحدث أهل الحل والعقد، دعوني إلى المنصة .. فأسقط في يدي!!

    لم يكن ذلك في الحسبان، فقد أعددت نفسي لحديث أهل الأدب مع بعضهم البعض، في حلقة دافئة بالشعر والمحبة لا يتجاوز عدد أفرادها العشرة، لكن ها أنذا، فجأة، مطالب بالحديث وسط كل هذا الهيل والهيلمان!

    إنتهزتها فرصة، فشكرت الحضور، وحمدت للمدينة أن تحترم رموزها، وتحتفي بتميزها. لكنني أضفت أنها يجب، أيضاً، أن تصون معالمها، ومن أشهرها نقعة الفاشر التي بناها السلطان عبد الرحمن الرشيد عام 1792م، ونقعة الخليفة محمد نور. فالأولى اختفت، وعفت آثارها، وحلت محلها الأكشاك والأطلال الشائهة! أما الأخرى فقد شيدت فيها مبان في غاية القبح! وحتى رهد تندلتي شوِّه منظره، واختنق بصفائح، وحوائط، وأكشاك، وبثور دميمة، بل وصار مواقفاً لسيارات (التيكو)! ومنذ أن شببنا كان أميز ما يميز الفاشر (آبار حجر قدو)، فكيف سمح المسئولون أن تدفن بالأكشاك الشوهاء، والدكاكين البائسة، فلا تبقى منها ولا بئر واحدة، ولو من باب الحفاظ على رمزية الموروث التاريخي، في مدينة يقتلها العطش، ولا يشرب (أرقى) أحيائها إلا مرة كل أسبوع؟! وشنأت ترك الحبل على غارب (العبقرية) الإستثمارية تحاصر حتى واجهات المدارس والمنتديات، بل والمجمع الثقافي نفسه، لا بالمكتبات وأكشاك الصحف، وإنما بكل ما لا يخطر على البال من كناتين وأبسطة وأكشاك خردوات! والأدهى أن تلك (العبقرية) تفتقت، أيضاً، عن مراحيض استثمارية عامة! فاعجب (لثقافة) تقتات من الخبائث!

    أما ما ردَّ به المسئولون على انتقاداتي فسأمسك عنه، حتى لا تقولوا إن العذر أقبح من الذنب!



    الجمعة

    وما زلت بالفاشر أبحث عنها .. فيها!

    لكنني أكاد أنكرها! هل تراها هي (فاشري) ذاتها؟!

    أحاول المشي، صاعداً، من نقعتها وسط الزحام الخانق، عابراً السوق المكتظة بالفوضى، متعثر في الناس، وأكوام الأواني البلاستيكية الرخيصة، وقمامات المصانع الخلفية اللافظة لكل سنخ رخيص من الأجهزة التايوانية، والإلكترونيات الصينية، والملابس الجاهزة، والأطعمة التي خالطها الغبار، والفضلات المندلقة، والمياه القذرة، والأكشاك والطبالين والفرشات، والناس كيوم الحشر، في هرج ومرج بشتى الألسن واللهجات والسحنات .. صينيون، ومصريون، وباكستانيون، وقرويون نازحون، وغرب أفارقة، وجنود القوات الهجين، ومقاتلون حكوميون وغير حكوميين من كل شاكلة ولون، وهلم جرا!

    هنا يختلط اللحم المكشوف، وجيوش الذباب، ودخان الشواء، بأكوام الخضر، والفاكهة، والغبار، والتراب، والمحاصيل المختلفة!

    هنا تجد نفسك كما أبو الطيب في شعب بوَّان .. "غريبَ الوَجهِ واليَدِ واللسَان"!

    هنا لا بد أن تحتك بأحدهم، أو يحتك بك، وربما يحتد الكلام، وربما تسمع شتيمة ما، أو تتلقى نظرة شذرة، وتلك أخف الأضرار!

    هنا، إن كنت غراً مثلي، سيقتلك الرعب مرتين! فقد أحصيت في الشارعٍ الوحيد الذي يشق السوق الكبير من الغرب إلى الشرق، بطول لا يتجاوز الكيلومتر، عشرات اللاندكروزرات تنطلق بسرعة خطرة وسط الزحام، محتشدة بمدافع الدوشكا وبالمقاتلين، وبعضهم يافعون! بل وأحصيت أكثر من سبعة أزياء عسكرية لا تعرف أيها يتبع لمن! هذا عدا عن الجائلين بالعراريق واللباسات مدججين بالكلاشنكوفات! وارتعدت حين فكرت في ما يمكن أن يحدث لو انطلقت رصاصة بالخطأ! ويحدثك الناس بما يقشعر له بدنك من قتل في بيوت الأعراس بسبب السكر، ونهب مسلح في وضح النهار أحياناً! مع ذلك قيل لي: تماسك .. كل هذا عادي!

    والحقيقة أنه يبدو كذلك بالفعل، إزاء حالة اللامبالاة لدى الناس الذين لم تعُد لهم حيلة، في ما يبدو، سوى اعتياد النوم "في جفن الردى"! فلكأنهم تآلفوا مع واقعهم تآلف أهل العاصمة مع غلاء الأسعار، وكذب نشرات الأخبار، واستشراء أمراض الضغط والسكري، ونفاق الحكام الذين لا يكفون عن ترديد أن كل شيء على ما يرام .. بحمد الله!



    السبت

    وما زلت أستقبل مفاجآت الفاشر ..

    فقد وجه لي سيادة والي شمال دارفور الأستاذ محمد يوسف كبر، عبر الوزير المختص بالثقافة، دعوة عشاء مساء الجمعة 9 مايو لتكريمي باسم الولاية! وأصدقكم القول بأنني توجست، في البداية، من حكاية (الجرادة) في فم (الثعبان)! لكن استبشار الأصدقاء بأن ذلك التكريم إنما يصب في خدمة الثقافة في الإقليم دفعني لأن أستجيب للدعوة الكريمة!

    دخلت قصر الوالي، فهالتني كثرة المدعوين، خصوصاً وقد تزامن الحفل مع افتتاح المجلس التشريعي للولاية. فإذا بكل الدستوريين، وأعضاء المجلس، وطاقم حكومة الولاية، وقادة الجيش والأمن والشرطة هنالك. وجدت بينهم أصدقاء صبا ودراسة، ورفاق في مجالات الثقافة، وزملاء في تقاطعات العمل العام. الكلمات أطنبت في الإشادة وإحسان القول، وما ظننتني أستحق عُشر معشار ما قيل، لكنني أسأل الله أن يجازيهم ويغفر لي. سمعنا شعراً ومدحاً وكلاماً طيباً. ولمَّا أعطوني الفرصة لمخاطبة جمعهم الكريم، شكرتهم، وأرجو أن أكون قد فعلت بما يوافي بعض جميلهم، ثم عرجت إلى تراث دارفور الثقافي أستلهم منه حكمة الأهل، وأنا في حضرة أهل الحل والعقد بالولاية، وأركز على المعادلة الصعبة بين ما يتوفر للمواطن وما يطمح إليه. تطرقت لشحِّ الموارد وقلة حيلة من ولاهم الله أمر العباد! ودعوتهم لأن يوسعوا صدورهم لشكاواهم وأن يسعوا لإسعادهم ما وسعهم السعي، وأوصيتهم بأن أهل الثقافة والمبدعين أمانة في أيديهم بحكم سلطانهم، فعليهم الاهتمام بهم، والاستماع إليهم، وغشيان أنديتهم، وتذليل صعابهم، إذ هم ذاكرة الناس، ومستودع حكتهم الشعبية، وخط الدفاع الأقوى والأبقى عن نسيجهم الاجتماعي، وإن فيهم لأنفة وكبرياء يمنعهم من التقرب إلى الحكام، ولذا فإن على أهل السلطان أن يبادروهم بالتقرب، ففي ذلك خير كثي إن كنا، حقاً، نروم الخير!

    تحدث سيادة الوالي معدداً ما رأى، مشكوراً، أنني بذلت لرفد الحراك الثقافي بالمدينة. وعلق على ما كنت أثرت في تلك الندوة حول (المثقف والسياسي)، وأشهد أنه قال قولاً حكيماً. ثم أردف قائلاً إن هذا التكريم تكريم شخصي للمحتفى به الذي هو أنا، وكرر ذلك! صعد الكبراء، بعدها، إلى المنصة، وجعلوني وسطهم، حيث فاجأوني بأن قدموا لي (حقيبة يد brief case)، إستلمتها وقلبي يخفق! ترى ما هذه (الإكرامية) التي تقدم مقفولة داخل (حقيبة يد) مغلقة لا يرى الحاضرون ما بجوفها!

    لقد سبق أن كرمت في محافل عديدة. وفي كل مرة كان رمز التكريم، سواءً وشاح أو شهادة أو درع أو حتى شيك، يقدم علناً بحيث يراه الناس جميعاً؛ أما (حقيبة يد)، فلابد أنها تحتوي على (مبلغ مالي)! ولكن حتى إذا كان ذلك كذلك، فلِمَ إخفاؤه! وخطر ببالي، في تلك اللحظات، قول الذي عرَّف الزواج بأنه (دعوة علنية لاجتماع سري)!

    في الطريق إلى البيت، وأنا في غاية الضيق النفسي، طلبت من عديلي الذي كان يقلني بسيارته أن يفتح الحقيبة، فرفض متحججاً بأن تلك هدية شخصية تخصني وحدي! ضايقني ذلك أكثر، فقلت له: إما أن تفتحها أنت أمامي أو تأخذها معك! وأمام إلحاحي أوقف السيارة، وفتح الحقيبة، فتنفست الصعداء!

    كانت محتوياتها: قطعة (قماش جلابية) بيضاء ناصعة، لاشك أنها ترمز إلى بياض السريرة؛ و(شالاً) أبيض مطرزاً بالأزرق، لابد أنه يعني الثقافة التي هي زينة بطبعها؛ وقارورتي عطر أتصور أنهما يرمزان إلى إنسان الإقليم، رجلاً أو إمرأة؛ ودستة من (صابون الحمام) الفاخر المعطر، ويعني، بالتأكيد، النظافة، كأنه يقول: "ونزعنا ما في قلوبهم من غل إخوانا". كل ذلك في حقيبة أنيقة ماركة (كراون CROWN)، وكأنها ترمز إلى الولاية التي ضمت كل ذلك في حرز حريز!

    باستشعار هذه الترميزات طبت نفساً، وأحسست بالاطمئنان للهدية التي أقبلها بامتنان، فالهدايا على أقدار مهديها، وإنما العبرة في المعاني المتضمنة! لكن الذي ما زال يحيرني هو التكتم الذي أحيط بها، مما يجعل التفكير في محتوى الحقيبة يجمح للظنون والتأويل؟ لكن الحمد لله أن شهد شاهد من أهلها هو عديلي، وها أنتم تشهدون!



    الأحد

    وما زلت أكتب من الفاشر، ولكن في أخريات أيامي بها ..

    وقد نظم لنا الأستاذ الشاعر خليل قمر الدين اسماعيل رحلة بديعة إلى (جنينة القوات المسلحة) المشهورة، منذ أن كنا أطفالاً، (بجنينة الجيش)، على شاطئ تندلتي (الفولة الغربية)، تقابلها، من الجانب الآخر، (جنينة الحكومة)، وأحياناً نسميها (جنينة البوليس) مع أنها كانت، آنذاك، تتبع إدارياً للسجون.

    كانت الجنينة كأنها المكان الذي قال فيه الشاعر: "فلمَّا حَللنا منزلاً حَفهُ الندى/ ونبتاً أنيقاً أزهرَ النورَ زاهيا/ أجدَّ لنا طِيبُ المَكان وحُسنهُ/ منىً، فتمنينا، فكنتِ الأمَانيا"! وفي ذلك الجو البهيج الذي يغوي بتغافل الهموم والأحزان، ولو إلى حين، إستغرقنا في الأنس اللطيف ما بين الغناء العذب والخضرة الخلابة، فوقف أحمد حمد النيل يحكي عن السلطان أبو كودة، قال: "غضب عليه السلطان علي دينار غضباً شديداً حتى هرب والتجأ إلى مكان حصين. فأرسل إليه رسولاً قال له:

    ـ "السلطان علي قال ليك تعال .. الله عفا عنك والسلطان عافاك"!

    لكن أبو كودة أبلغ ردَّه إلى الرسول قائلاً:

    ـ "قول للسلطان كتر خيرو، هو عافاني ده أنا عرفتو، لكين هو لاقى الله وين لامن عرفو عافا أبو كودة! كلام ده نَيْ .. أنا ولا ماشي"!

    ولكيما يرغم السلطان علي أبو كودة على المجئ إليه أعمل في أهله تقتيلاً، فنصحهم أبو كدوة بأن السلطان يطلبه هو، وما لم يظفر به فسيعانون من بطشه، واقترح عليهم أن يربطوه، ويحملوه إليه، ويقولوا له: "أنحنا جبنا ليك عبدك أبو كودة وانت مخير فيهو، كان تكتلو وكان تخليهو"، علهم بذلك يطفئون غضبه، فيجبر بخاطرهم، ويحفظون دمهم!

    ولمَّا شق عليهم القتل استصوبوا رأيه، فحملوه مكتوفاً إلى السلطان، فعفا عنه، وأطلق سراحه إكراماً لأهله، ثم سأله أن يطلب أمنية ليحققها له، وكان معجباً بدهائه، فقال إنه لا يريد شيئاً! فلمّا ألح عليه السلطان، طلب أن يجعله سلطاناً على الحدادين! والحدادون هم أدنى طبقات الهرم الاجتماعي الدارفوري! وفهم السلطان علي أن أبو كودة إنما يريد أن ينأى بنفسه عن أية وظيفة ذات نفوذ تكون مصدر شك لديه، فأجابه إلى طلبه، وعينه سلطاناً على الحدادين.

    ومن يومها صار أبو كودة من أغنى الناس، حيث فرض لنفسه نصيباً في كل قطعة يبيعها أي حداد!


                  

11-15-2009, 10:42 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)

    العزيز الرفاعي عبد العاطي حجر
    طابت اوقاتك
    والرد عليك منك واليك وكفي


    الطود

    ثباتك طود والعروش هباء
    وإن هي إلا خسّة وغباء
    وصوتك بعث في الملايين كلها
    وإن خنقتها الفتنة النكباء
    وقد ديس وجه الشعب في كل محفل
    ألم يبق في الشعب الأبيّ إباء



    Quote: حين جاءوا بك للموت ابتسمت ،
    ضوء الوجه النبيل
    أزهر الشيب حواليه بياضا ناصعا
    ثم استدار
    والشلوخ الغائرات الحزن أغفت
    فازدهى فيها الوقار
    وبريق في عيون ،
    هي لولا جنة الإيمان نار
                  

11-15-2009, 11:50 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

                  

11-15-2009, 02:44 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    فوق
                  

11-15-2009, 03:36 PM

قاسم المهداوى
<aقاسم المهداوى
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 8640

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    شاعر بلادنا الاشهر علام عباس محمد نور
    تحياتي لك ولاصداقئك عبر الاثير
    شكرا مطر
                  

11-15-2009, 10:05 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: قاسم المهداوى)

    قاسم العزيز
    وحياتك ده شاعر ونص وخمسه
    جادت به بلادنا علينا وسلام عليه في بلاد تجري من تحتها الاشعار
                  

11-15-2009, 08:00 PM

محمد ادم الحسن
<aمحمد ادم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 2177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)
                  

11-15-2009, 08:24 PM

محمد ادم الحسن
<aمحمد ادم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 2177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: محمد ادم الحسن)

    كـيـف السـبـيـل لــو أن طيـفـاً زار
    مائةٌ من الأيام والأوهام بل مائةٌ من الأعوام ..
    بل دهرٌ حملتُ جراحه وحدي سكبتُ نزيفه وحدي
    اتكأتُ على شفا سكينه وحدي
    ووحدي ها أنا باقٍ
    تهددني الزعـازعُ اينما اتجهـتْ شـراعـاتـي
    ويـأتـمـرُ الـمـلا بــي
    مــا لــهـم؟ لا دينهم دينـي
    ولا بـيـني وبينهم سوى الأقـدار




    أسُـكْــرُ هـــــواك أم خـــمـــرُ؟
    ونـــــارُ نــــواك أم جـــمـــرُ
    وهــــذا الـلــيــلُ أم عُــــمْـــرُ؟


    أقسى ما يكون الليلُ
    حين يضيع محبوبي
    وان أهيم كالمجذوب
    أبحث في كئوس الحزن عن كوبي
    وعـن ذكـرى أكدِّسـها دروعــا عنـد لـقـياه
    أحـــــبُّ اللـيــل
    أخــــشـــاه ويـقــتـلُـنـي وأهـــــــــــواه.
    لهذا الليل يحضرني خيالُ حبيبى النّائي ضبابياً
    ضبابيا يشق طريقه وهنا يـزيح الدمع يرقص راعشا جفني
                  

11-15-2009, 10:56 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: محمد ادم الحسن)

    العزيزمحمد ادم الحسن
    عاطر التحيا
    انها من بنات افكارك في ونسه بيننا وتطرقنا لعالم عباس محمد نور
    ولشعره وتجربته الثرة
    ومنك النشيد.....ياخي
    وشكري وتحياتي
                  

11-16-2009, 06:51 AM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    هنا شعر يمشى على قدمين
                  

11-16-2009, 07:46 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: HAMZA SULIMAN)

    العزيز حمزه سليمان
    كل التحايا والشكر
    Quote: هنا شعر يمشى على قدمين
    ويطير بجناحين محلقا في الافاق البعيدة
                  

11-16-2009, 07:57 PM

محمد ادم الحسن
<aمحمد ادم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 2177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    وأزيدك من القول كمان

    يـا حـزن مليون ارتعاش
    لفنى ليلي بأكفان الكآبة
    لـكـنني مامِتُّ إنّ دمـي يـسيل مـع الـدموع
    وتــصـطـلـي روحــــي صــبـابـة أفــــــمــــا كـــــفـــــاي؟
    هــــــو الـــهــوى قـــــدرى،
    فـمنذا يـنزع الإبـراق عـن نـبض الـسحابة؟
                  

11-16-2009, 08:18 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: محمد ادم الحسن)

    واما اكتويت بجمر التجاهل

    غرد

    وإما احترقت بجمر الحروف العصية

    أورق

    وإما انفجرت فأبرق

    وان طرت حلق
                  

11-16-2009, 08:20 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    الآن يا وطني

    على أبوابك العشرين يحترق الدجي

    وهجا على مستقبل الحلم الشفيف

    وعلى مواطنك السماء وكبرياء الرفض

    يستعر الزمان على خطاك

    ويعصف الاعصار هدارا يمرغ جبهة الجبل المنيف

    وثبا إلى قلب النهارات التي أعطتك مقودها

    وفيك وميضها .. هذا ..وآمل أن أضيف

    لك قدرة ، لو شئت روضت الهجير

    على تمرد كل صيف

    زخا ربيعيا، دعاشا دائما

    وحصاد موسيقى، وملحمة يوقع لحنها

    سحب الخريف

    وطني مراقيك النهى

    أتراك تسمع صرختي فلقد تعبت

    وغص حلقي بالنزيف
                  

11-24-2009, 08:11 AM

قاسم المهداوى
<aقاسم المهداوى
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 8640

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    العالم عالم عباس محمد نور
                  

11-24-2009, 08:11 AM

قاسم المهداوى
<aقاسم المهداوى
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 8640

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    العالم عالم عباس محمد نور
                  

11-17-2009, 10:48 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: HAMZA SULIMAN)

    .
                  

11-30-2009, 09:22 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

                  

11-30-2009, 09:22 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

                  

11-30-2009, 09:55 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    اولا يطيب لي ان اشكر الصديق محمد ادم الحسن
    لاضافته المتميزة وايضا لحضور المهداوي فيا اعزائي تكرمون
                  

11-30-2009, 10:33 PM

الغالى شقيفات
<aالغالى شقيفات
تاريخ التسجيل: 08-16-2009
مجموع المشاركات: 3664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    الاخ مطر تحية وسلامات والتحايا النواضر عبرك للشاعر الفذ عالم عباس محمد نور بن فاشر السلطات المعطاة
    كلام جميل وعمل عظيم والله تذكرنا ايام الطفولة الاولى والفاشر فى الاعياد
    والتى اصبح الناس فيها غرباء
                  

12-01-2009, 00:26 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: الغالى شقيفات)

    عزيزي الغالي شقيفات
    انه منّا معشر
    السودانيين نفاخر به ونفتخر ربنا يعينه ويحفظه للناي والاغنيات وللحكايا المطرزة في عرش الامنيات
                  

12-01-2009, 02:57 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    شكرا مطر قادم فلمثل عالم عباس محمد نور ترفع الأعلام وتنصب الخيام وتذبح الذبائح إحتفاءأ، فهو من أشعر أبناء جيلنايملك موسيقى سحرية ومعاني عذبة وكلمات محملة بالمعنى العميق والشجن وحب الناس والأرض والوطن والجمال، ويكتب نثرا ثريا، ويستحق شعره الإحتفاء بأكثر من بوست ومقال وكتاب، فله الود والتحايا والحب والشكر لك يا رفمطر مرة أخرى ولضيوفك من عشاق عالم عباس.
                  

12-01-2009, 03:10 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: Sidgi Kaballo)

    كالمطر
    كالسماء
    غيم دون موعد
    وشمس ساطعة بعد أمطار فى خريف,

    أعرفه

    وطن يخيط أزقة روحى
    يحبكنى حتى المأساة ذات قصة,
    ويضحك
    أعرفه حين يبتسم
    وأنا لم أراه فى حياتى قط
                  

12-01-2009, 03:34 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: الجيلى أحمد)

    الوقت كان صبيآ ولاذال
    يتمرغ حينها فى عنفوان وجنون
    التصالح مع الأشياء آخر مايجد نحوه,
    تكتب
    فيكتب الكون
    يحرك ريشته على إيقاعك
    يغالط الكون نفسه
    ويقسم أنه يحبك
    يلفظك نحو ظلك الممدود
    ويمضى
                  

12-01-2009, 07:44 AM

عبد القادر شادول
<aعبد القادر شادول
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 2549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: الجيلى أحمد)

    هذا الشاعر الرائع الذي يعلمك الحياء قبل ان يعلمك الشعر ويعلمك التخاطب الراقي و يعلمك التواضع فلك الشكر علي هذه الاستراحة الجميلة مع هذا الرائع المبدع استاذنا عالم عباس
                  

12-01-2009, 01:25 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: عبد القادر شادول)

    Quote: هذا الشاعر الرائع الذي يعلمك الحياء قبل ان يعلمك الشعر ويعلمك التخاطب الراقي و يعلمك التواضع فلك الشكر علي هذه الاستراحة الجميلة مع هذا الرائع المبدع استاذنا عالم عباس

    عبد القادر شادول سلمت يداك
                  

12-01-2009, 09:47 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: الجيلى أحمد)

    العزيز الجيلي احمد
    شكرا لحضورك اكثر من مرة في حضرة شاعرنا العظيم عالم عباس محمد نور نور الله عليه الدياجي
                  

12-01-2009, 01:36 PM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    ههذا الشاعر أعشقه...

    شكرا مطر الوطن الحبيب.
                  

12-01-2009, 01:49 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: عبدالأله زمراوي)

    شكرا عبد الله زمراوي الجميل
                  

12-26-2009, 11:14 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    ,
                  

12-26-2009, 11:36 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    أبو الأمطار




    فوق
                  

12-26-2009, 11:41 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: حبيب نورة)


    من قبل يا وطن الشموخ المشرئب سماحة
    تنداح من كفيك معجزة
    فتعتشب الروابي معجزات..
    هلا ابتكرت لنا كدأبك عند بأس اليأس معجزة
    تطهرنا بها وبها تخلص أرضنا..
    من رجسها حتى تصالحنا السماء وتزدهي الأرض الموات..
    علمتنا يا أيها الوطن الصباح
    فن النهوض من الجراح..








    ----------------

    Quote: وقد اجدبت كثير من المنتديات

    ومنها على وجه التحديد منتدى الامام عبدالرحمن


    و ملتقى السودان الاجتماعي بجدة برضو يا رفاعي . .

    (عدل بواسطة قيقراوي on 12-27-2009, 00:23 AM)

                  

12-27-2009, 00:08 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: قيقراوي)

    Quote: ملتقى السودان الاجتماعي بجدة برضو يا رفاعي . .
    توجد صورة دايرنها يا مطر ؟

    عزيزي قيقراوي
    وحياتك مافهمت حاجة ياتو صورة دي
    المهم شكرا لحضورك وتحياتي
                  

12-27-2009, 00:22 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    غلطت في صياغة الكلام
    ما تاخد في بالك

    و لك تحياتي
                  

12-27-2009, 00:32 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: قيقراوي)

    ياقيقراوي ياحبيب
    ولا يهمك وتسلم
                  

12-27-2009, 08:18 AM

طلال جبير جابر
<aطلال جبير جابر
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص شعري ....للشاعر عالم عباس محمد نور (Re: مطر قادم)

    تحياتي الاخ مطر وشكرا لمك اذ جعلتنا نبحر في عوالم عالم الجميلة وهذه اضافة من اجمل قصائده
    الي البرمكي الحريف في الكلكلة .....

    Quote: تَعْزَافُ نايْ،
    و(قِرْيافُ)شِعرٍ و شايْ.
    كلا الشعر والشاي، إن لمْ أَجِدْ،
    قاتِلِي.
    فيا صاحِبِي،
    قد سلمتَ من الويل،
    فالويلُ لي.
    ****
    إنَّ بِي
    لَهْفَةَ "البرمكيِّ" "الحريف"
    على كوب شايٍ هني
    ينعْنعُهُ حَبَقٌ مَنْدَلِي.
    وفي مجلس الصدر،
    عقدُ البرامكة الأكرمين،
    الجهابذة الخيِّرين،
    الجحاجحة الأخْيَرين،
    سليل ابن برمك جعفر
    والغالي علي.
    مجلسٌ حضرةٌ ما غشاها
    دَنِي.
    ****
    أَدِرْ صِرْفَهُ البكر،
    شاياً "مُدَنْكَلَ"
    كأساً دهاقا
    و طُفْ ب " التَّنِي"
    ***
    مزعفرة الراح
    مسكية الروح
    طيبة الريح
    قرقفةٌ في اللسانْ
    و نكْهَتُهَا الطِّيبُ،
    بين القَرَنْفُلِ و الحَبَّهَانْ.
    عبيقُ النَفَسْ
    مُنَعْنَعَةً من شذاً لا يغيضُ
    تكاد تفيضُ
    كما الخندريس،
    إذا ما انْبَجَسْ.
    ****
    الأعزُّ الألذُّ
    كَعِزَّةِ دَمْعِ الرجال
    إذا ما انحبسْ
    قواريرُ رقراقةُ الرَّغْوِ
    رائقةُ الصَّفْوِ
    في رقّة الحِسِّ، بلُّورها الدُّرُّ
    تَلْصِفُ
    ضوّاءةٌ في الغلَسْ.
    تضيء الوجوهَ البُدُورَ
    الشُمُسْ،
    وجوه البهاليل و الصيد،
    أهلي،
    رجال المروءات و البأس،
    أهلي الثُّقاةُ الأباةُ

    الكُمَاةُ الحُمُسْ.
    فإن كشفتْ ساقها الحربُ
    شوسٌ عُبُسْ.
    و إن وضَعَتْ وِزرَها،
    جبروا ما أراقوا
    بمالٍ نصيحٍ فصيحٍ،
    و صُمْتٍ خُرُسْ.
    ***
    وإن رقّ أهلُ المكارم
    راقوا،
    وإذ ما أفاقوا
    لطافٌ، رِقاقٌ
    رهافٌ مُلُسْ.
    و فيهم جمالٌ، وفيهم قُدُسْ.
    كطلعة "فلاّتيةٍ"
    أتْلَعَتْ من " تُلُسْ"
    بَرَزَتْ بُرْهَةً، فاسْتَوَتْ
    ثُمَّ غابتْ على رِسْلِها
    في الظِّبَاءِ الكُنُسْ.
    ****
    نفحةٌ من عبَقْ
    على ذات شايٍ،
    بذي حُمرةٍ،
    كالشفقْ،
    دماءُ الغزالةِ مسْكُوبَةً
    في الغَسَقْ،
    لدى مَجْفَلِ الصَّيْدِ،
    قُرْبَ الرِّهيد،
    و في حمرةٍ كالنبق
    في طبق!
    كخمرٍ، تسامَى بِرَاوُوقِهِ
    فانْعَتَقْ
    و كوبٍ، تدفق ضوءاً
    شفيفاً شفيفاً،
    كبَدْرِ السماء،
    إذا ما اتَّسقْ.
    فَطُفْ يا"حريفُ"
    و ذُقْ رَشْفَةً، ذاقها أبكمٌ
    فنطقْ.
    وكل لسانٍ
    مَطَقْ!!


    بجيك صادي كن بخير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de