|
متى يودّع الرجل الشرقي هريرة.؟!.هاشم كرّار نموذجا..
|
حكايتهن ..حكايتي متى يودّع الرجل الشرقي هريرة.؟!.هاشم كرّار نموذجا.. د.ناهد محمد الحسن لقد آلمني إلى الحد البعيد مطالعة عمود الكاتب الصحفي هاشم كرّار المنشور بصحيفة أجراس الحريّة يوم الأثنين9/11 والذي تمحور حول عبارات جنيفر لوبيز الممثلة المعروفة عن امتلاء جسدها والذي استخدمه الكاتب كمدخل للحديث عن ذوقه الخاص –كخبير واع بالأجساد- حول جمال الأجساد الممتلئة والتي –تنز لحما ودهنا وشحما- على حد عبارته ومواهبها في ملء الفراش ..وما أخافني في هذا الأمر أن يتحول كاتب معروف في توقيت حرج جدا في تاريخ السودان للحديث الإنصرافي بالصورة غير اللائقة آنفة الذكر وكأنها القضية الأكثر نفعا وإلحاحا ليرفع وعي السودانيين حول اللحم البشري الجدير بالإغتناء متندرا من مسيرة الوعي الصحّي بإتجاه تخفيض الوزن وممارسة الرياضة وحرق السعرات الحرارية التي بدأت تنتظم الشارع العربي والسوداني مقدما نفسه كذوق رجولي واع في صيغة تحذيرية للمتسابقات حول النحافة دعما لماضي المرأة البدين والمكتنز مؤصلا لذلك بهريرة ومأكمة عمرو بن كلثوم إلى آخر استدلال بلاغي يعود إلى العصر الجاهلي..ذلك الوقت الذي كانت فيه الطبيعة الأم كما يقول التطوريون تخادع البشرية بربط الجمال ببيلوجيا الخصوبة حفاظا على النوع..وإن كانت المرأة الضعيفة أو البدينة هي الأجمل فليس هنا مكانا لمناقشة هذا الأمر إذ في تقديري يعود الأمر للذوق الشخصي ومدى تسلط الشكل فقط على وعي الرجال الذين يعشقون إذ من دواعي الحب والإقتران اشياء أخرى ليس الشكل أهمّها كما رفدنا الحديث النبوي الشريف ..وأنا إذ أحتج على تكريس عمود للتغزل في المرأة البد المكتنزة في زمن النساء فيه في بلادنا أصلا رهينات هذه الحفرة التي لا زال الرجال يحددون حدودها ومواصفاتها ..إذ يبحث النساء بجنون عن العقاقير الطبية والخلطات البلدية التي تصنع إمرأة مشتهاةولقد سبق واحتججت في قصيدتي (درس في الرسم )على هذا التكريس النسوي من أجل الغرائز الذكورية:(تعلف النساء كي تساق للنّخاسة/ ومن فرط ما تأصّل الرّجل/ تفتش النساء في بلادنا عن المراعي الجيدة/ياويحنا تشابه البقر/حتّى متى تظل روحنا من رحلة الحياة/للزواج/للممات/حبيسة الحفر/ثقافتي دبوسه الأنيق/حريصا عليه حينما نكون خارجا /ومهملا يلقيه حينما نعود كي يغط في العميق/وجملة المنى حينما اكون مثيرة لديه/وغاية الطموح عمرنا الذي يضيع في الماراثون المقدس /مابين قلبه وجوقة الأمعاء /لأمنح الفراغ فيه غريزة البقاء /ومابين ثلة الحريم أكون عندها أثيرة لديه/وياحبذا لو طلت واستدرت وفرت وانتفخت طالما سأملأ الفراش عندها أكون/ وثيرة لديه/وما بين أن أكون أثيرة/ وثيرة/ مثيرة /لا يهم ان اكون حسيرة من كل ما يشكل الأنا لدي..)..أنّ الفرق بين الكتابة من أجل التغيير والكتابة من أجل اسدال المزيد من السجون هو ما دعاني لكتابة هذا المقال الذي أعبر فيه عن خيبة أمل الداعمات لحقوق المرأة من الترويج للأفكار الشبيهة حيث تتعدى هريرة ونعمة صاحبة الخلخال الصامت مجرّد كونهن ذوقا جماليا يتلمّظ عليه المتلمظون إلى حالة نفسية وذهنية ترفض أن تغادر وعينا الشرقي المتمترس حول أسرّة النساء..ورفد الإعلام بتأكيد جديد يفاقم أزمة النساء وأجسادهن ..فحمّى التغيير اللوني نحو عقدة البياض المحبب ومواصفات الجسد المكتنز إلى آخر التضاريس كلّها أشياء تنقل للمرأة أنّها لا يمكن ان تكون جميلة على طبيعتها وعليها ان تلاحق نموذجا ما بكعب عالي والكثير من أحمر الشفاه ومزيلات الشعر والعرق إلى آخر الحميّات الإعلانية إلى درجة أن هنالك إعلان في شوارع الخرطوم يتحدّث بمنتهى الجرأة في ترويجه لمنتجه بهذه الطريقة المهينة(فير آند لفلي..تأهيل الفتاة الجامعية)..وهذا القول كقول كرار بالضبط يشرح ان حالة طلبنا للعلم لا تعدو محاولة لتوسيع فرص صيدنا للرجال ..إن كانت بنت لوبيز كما يحلو لهاشم تسميتها سعيدة بجسدها فنحن نحب ان تكون كل النساء على طبيعتهن متصالحات ومحبات لجسدهن دون عقدة او هوس ..فجنيفر تتصدّى لهوس من نوع آخر بالنحافة للحاق بنموذج مختل آخر لعارضات الأزياء ونحن نندّد بالتكريس لنزوات الرجال في الإعلان وغيره فجميعها مأزومة بالأساس..وإن كان الغناء الشعبي لا زال يغني للمرأة السودانية المكتنزة والتي (مابتشيل جردل على الزير)كناية عن رفاهها فإننا سبق وودعنا الأميرة الكسولة والنائمة وفاطمة السمحة وغيرهن في هذا العمود و رغما عن هاشم كرار فإننا نودع اليوم هريرة لا كما ودّعها صنّاجة العرب المعروف بالأعشى في ذلك الزمان ولكنّه وداع من نوع جديد عثرت فيه المرأة على أناها ووجدت الكثير لتفعله بعيدا عن البلاط البطرياركي ولهاشم كرار أقول كما نفت المرنيسي(شهرزاد ليست سودانية)..! محطة أخيرة: قد كان بُوسْعِي، - مثلَ جميع نساء الأرضِ مُغازلةُ المرآةْ قد كان بُوسعي، أن أحتسِيَ القهوةَ في دفءِ فراشي وأُمَارس ثرثرتي في الهاتفِ دون شعورٍ بالأيامِ.. وبالساعاتْ قد كان بوسعي أن أتجمَّلَ.. أن أتكحَّل أن أتدلَّل.. أن أتحمَّصَ تحت الشَّمس وأرقُصَ فوق الموج ككُلِّ الحُوريَّاتْ قد كان بوُسْعي (أنثى 2000 سعاد الصباح) .
|
|
|
|
|
|
|
|
|