مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2009, 04:41 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟


    مجاعة الدندر.... و دموع الرجال !!؟؟ ... بقلم: ابراهيم الكرسنى
    الاثنين, 19 أكتوبر 2009 12:09


    Ibrahim Kursany [ [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته ]

    سألنى مواطن ليبى من كبار السن بمدينة سبها بجنوب ليبيا فى بداية التسعينات من القرن المنصرم، فى دهشة بالغة، بعد أن سمع بأن هناك مجاعة قد تفشت فى السودان فى منتصف الثمانينات: هل هذه الأخبار صحيحة أم مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة ؟ وحينما أكدت له صحة هذه الأخبار و أنها قد تفشت فى مناطق كردفان و دارفور المتاخمة للحدود الليبية، أبدى دهشة كبيرة و إستغراب شديد و ذهول لم يستطع أن يخفيه، بعدها أردف قائلا لى، "يا ولدى نحن عندنا مثل فى ليبيا بيقول ‘ الجرب دوا القطران و الجوع دوا السودان‘ ".
    تذكرت هذا الموقف بالغ الدلالة حينما قرأت خبر المجاعة التى ضربت منطقة الدندر. لقد اندهشت، كما ذلك الليبى الطيب، لذلك الخبر، و استغربت له بأكثر من استغرابه، ليس لأن منطقة الدندر قد حباها الله بنعمة مياه الأنهار العذبة فقط، و لا لأنها تضم بين جنباتها أحد أكبر المحميات الطبيعية على مستوى القارة الأفريقية، ولكن لأن المولى عز و جل قد حباها كذلك بقيادة أهلية حكيمة و مخلصة أجمع معظم أهل الدندر، إن لم نقل جميعهم، على محبتها و تأييدها وتقديمهم كزعماء لهم و فرسان يتقدمون الصفوف عند الملمات و الشدائد. تمثلت تلك القيادة فى قامات سامقة بدءا بالشيخ المرحوم يوسف العجب، مرورا بالناظر المرحوم محمد المنصور العجب و إنتهاءا بشيخ العرب الدكتور منصور يوسف العجب، النائب المنتخب لدائرة الدندر أيام الديمقراطية الثالثة، و عضو البرلمان الإنتقالى الحالى عن التجمع الوطنى الديمقراطى.
    إن خيرات الدندر، بزرعها و ضرعها، لم نقرأه فى كتب الجغرافيا أو مقررات التاريخ. و إن كرم أهلها لم نقرأه فى كتب المطالعة و فروسية قادتها لم نشاهده على شاشات السينما أو التلفزة ، و إنما شاهدت كل ذلك واقعا معاشا أمامى فى مدينة الدندر نفسها حينما ذهبت اليها فى العام 1986 مهنئا أخى و صديقى شيخ العرب بوفزه فى إنتخابات ذلك العام ممثلا لأهل الدندر فى البرلمان. وصلت إليها فى صحبة زوجته فايزة محمد فضل و شقيقتها فاطمة و صديقى الأثير د.محمد رجب عبد الله، الأستاذ السابق بكلية الزراعة بجامعة الخرطوم، و خطيبته، آنئذ، زوجته الآن، أمانى بشير العجب.
    حينما استشرفنا الدندر، ونحن فى عربة "بوكس"، أشارت لنا أمانى بالنزول، محمد وشخصى الضعيف، و التوجه فى إتجاه معين، لأنها ستصحب فايزة و فاطمة الى "حوش النسوان". فسألتها ،" و أين ‘باب الرجال‘ ؟". ففاجأتنى بالإشارة فى إتجاه ما بدى لى، فى بداية الأمر، بأنه مدخل السوق الشعبى لمدينة الدندر. لكننى فوجئت بأن المكان المشار إليه ليس سوى "حوش" شيوخ العرب زعماء قبيلة رفاعة، آل ود أبجن الكرام. ما لفت إنتباهى ليس تلك الحشود التى يغص بها المكان‘ بعضهم يقرع الطبول، و البعض ينشد الشعر، و البعض الآخر "يعرض" وهو يقرض "الدوبيت"، ولكن ما لفت إنتباهى و أثار دهشتى كان فى تلك اللحظة السؤال الذى خطر بذهنى، "من أين لكل هذه الحشود بالمأكل و المشرب ؟!".
    أتانى الرد سريعا و نحن ندلف الى داخل ذلك "الحوش". عدد الذبيح لا يمكن حصره، من كل أصناف الحيوانات "الحلال" ، و كمية من "البكاسى" معبأة" ب "الكسرة" من دون أى "ماعون"، بل على "صاجة البوكسى" حافة ، كما صنعها أهلها اليابانيون. إستمر الحال على هذا المنوال طيلة فترة إقامتنا فى ضيافة شيخ العرب و التى إمتدت الى حوالى اليومين، أيقنت حينها أن من يأتينى يوما ما بخبر مجاعة فى هذا الجزء من العالم لابد أن يكون به مس من الجنون، كما الليبى تماما حينما فجع بخبر مجاعة السودان. و لأن شيوخ الدندر من آل أبو جن لا يختلفون عن بقية أهلها سوى أنهم "يغشون الوغى و يعفون عند المغنم"، فهم أول من يحس بمعاناة أهلهم و عشيرتهم. بل أكاد أجزم بأنهم لن يناموا متخمين إذا ما بات أحد جيرانهم على الطوى.
    لذلك لم أستغرب الصيحة التى أطلقها أخى شيخ العرب د. منصور العجب من داخل البرلمان حول المجاعة التى ضربت أهله و عشيرته، مشفوعة بدموع لا يعرف قيمتها و معناها المعنوى و المادى، إلا من كان على فهم ودراية عميقة بنسيج المجتمع السودانى، و ليس من قرأ عنه فى كتب الفلسفة و حفظه من مدونات الأنثبرولوجيين العتيقة أو أولائك الذين ينادون ب "ديمقراطية" هذه المؤسسة العريقة على طريقة و بأسلوب وستمنستر!!
    صبرا صديقى شيخ العرب، فالشعب السودانى كله يبكى على ما آل إليه حال وطنهم الذى كان دواءا للجوع و الفقر و الحرمان، وملاذا آمنا لكل من أتى إليه من مختلف أنحاء الدنيا و من كل الجنسيات، أرمن، هنود، يونانيون، شوام، يمنيون....الخ !! عاشت كل هذه الأجناس فى سلم ووئام بين ظهرانينا دون وجل أو خوف من مرض أو جوع معززين مكرمين ، و لا يزال البعض منهم ممن صبر على الأمرين، مفضلا السودان بوضعه الراهن على الكثير من بلاد الله الفسيحة. لكن ثالثة الأثافى، صديقى شيخ العرب، أن الكثيرين من أعزاء السودانيين حينما أجبروا على مغادرة وطنهم، العزيز على قلوبهم، لم يجدوا من هم فى مقام وشهامة أهلهم ليكرموا وفادتهم.... لذلك حق علينا أن يبكى رجالنا و أن تثكل نساؤنا الى أن نستعيد كرامة الوطن الجريح ... والتى يرونها بعيدا و نراها قريبا بإذنه تعالى!!
    ابراهيم الكرسنى
    19/10/2010

    المصدر sudanile
                  

10-21-2009, 05:47 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    الاخ الكريم / ابراهيم الكرسني

    لك كل التحايا والود

    حقيقة ابكاني مقالك تحت عنوان (مجاعة الدندر .... ودموع الرجال )
    نعم بكي الدكتور منصور يوسف العجب ذلك الانسان الذي نعرفه بحبه وصدقه واعانته للملهوف .

    بكي منصور للجوع وللمرض وللظلم الذي وقع علي اهله من الحكومة التي سلبت كل خيرات المنطقة و جعلتنا تاهين مشردين في ارض الله بحثا عن سبل عيش نسد بها رمق اهلنافي السودان ،مشردين في كل انحاء الدنيا نمني وانفسنا الاماني بان نقدم للوطن شيئ من حتي ولكن نظل دائما نبكي كما بكي المانجل منصور علي حالنا في الغربة ونحن كوادر في كافة المجالات من ابناء الوطن نخدم الغير واهلنا يموتون جوعا ومرضا وفقرا وكلما خطونا خطوات الي الوطن زجت بنا الحكومات مليون خطوة الي الوراء لايرحبون بنا بينهم الا اذا شاركنا معهم في قهرهم وظلمهم للشعب السوداني وقبلنا ان ننهب ثرواته وادنا لهم بالولاء الزائف والطاعةالعمياء.
    .
    نعم بكي منصور ولكن ستظل دموعه فخرا لنا وعزة وكرامة وتاجا علي جباه الخيرين والوطنيين من ابناء السودان الاحرار .

    نعم بكي منصور وستظل دموعه عار وعيبا في جباه اولئك النفر من بائعي الضمير الانساني وسارقي قوت اليتامي والمساكين والفقراء والعجزة وابناء السبيل والارامل ليشتروا بها الفلل الفاخرة في المنشية والطائف ودبي وماليزيا ولندن والقاهرة ويركبون بها افخم السيارات الفارهة ويسعون في الارض فسادا .

    نعم بكي المنصور لاننا في الدندر نحس بغيرنا ونزرع الارض طولا وعرضا لياكل كل اهل السودان من الذرة والسمسم والدخن وكل انواع الفاكهة والخضروات علي امتداد الدندر والنيل الازرق .

    نعم بكي المنصور بدموع الرجال لاحساسه بالخطر القادم ،وحكومة الدمار تواصل مسلسل الصرف البزخي واهدار اموال الشعب لتجهيز المؤتمرات والفوز بالانتخابات القادمة لمدة مليون سنة قادمة
                  

10-21-2009, 08:22 AM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    مقال مؤثر ومحزن...
    لا نملك إلا ان نحزن ونبكى ونرمى دمعتين مع دكتور منصور العجب واهل الدندر... الحظيرة التى كانت يوما من مفاخر السودان... ابصق على وجوه من جعلوا الحدائق مقابر وصحارى... والعن ابو خاش نظام يحارب الخضرة والغابات والطبيعة... احيان يكون الكره حلالا ... كرهك للظالم صدقة كما نوم الظالم صدقة وغفلته عن الخراب صدقة... ورحيله عن السودان نعمة حتى ولو تركنا فوق كوم الرماد...

    شكرا ياسر وشكرا الكرسنى على المقال المحزن..

    نورالدين منان
                  

10-21-2009, 10:24 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: Mannan)

    ما أغلى دموع الرجال، خاصة إذا كانوا في قامة ومكانة الدكتور منصور العجب..
    كانت دموعه الغالية تعبر عن ألمه على جوع أهله وحسرته على عجزه عن تقديم المساعدة لهم..
    من كان يصدق بأن رجالاً كرماء وغالين مثل رجال الدندر سيقاسون مرارة الجوع والفاقة في يوم
    من الأيام؟
    ما أقسى أن يحتاج العشاي في يوم من الأيام إلى من يعشيه.. إنه غدر الزمان وإنها تصاريف
    الأقدار أن يسرق أولاد الحرام قوت الشعب ليبكي رجل مثل شيخ العرب منصور العجب..
    إن أراد الجياع من سوبا إلى الكرمك ومن بورتسودان إلى الفاشر، إن أرادوا الحياة بكرامة،
    فعليهم أن يثوروا في وجه الظلم الجهوي، فمن لم يزد عن حوضه بسلاحه يهدّم ومن لا يظلم الناس يظلم..
    الشكر لك أخي المك ياسر المك والشكر لأستاذنا الدكتور إبراهيم الكرسني على مقاله الرصين..
    وكان الله في عون أهلنا الكرام في الدندر..
                  

10-22-2009, 02:16 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: Nasruddin Al Basheer)

    الاخ المناضل / نصر الدين البشير

    لك كل الاحترام وانتم تعلمون ان اهلنا في الدندر ظلوا يقدمون التضحيات تلو التضحيات في كافة المجالات بتضافر جهود ابناء ورجال وعشائر المنطقة. فتم بناء المساجدوالخلاوي والمستشفيات والمدارس بمجهودات الخيرين وكانت الدندر تنعم بالخير الوفير الا ان جاءت الانقاذ التي كرست كل جهودها وسلطتها للقضاء علي رجالات الادارات الاهليةمثل الناظر يوسف العجب الذي قدم للمنطقة الكثير .
    ولكن وبالرغم من ذلك ومالحق باهل الدندر من الظلم واصل دكتور منصور نضاله من اجل المنطقة.
                  

10-22-2009, 01:01 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: Mannan)

    الاخ المناضل / نورالدين منان

    التحية والتجلة والاحترام لكم وانتم تقودون عجلة الديمقراطية والحرية وتناضلون من اجل كل المهمشين في السودان .

    تقبضون علي جمر القضية بتجرد ونكران ذات وتدافعون عن حقوق المظلومين .

    مزيدا من النضال

    ودمتم للاوطان خيرا
                  

10-22-2009, 03:29 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    دكتور منصور انسان نبيل ودموعه غالية بذل كل وقته من اجل منطقة الدندر قدم الكثير وفق الممكن للمنطقة,قبل فشل هذا الموسم الزراعي بالمنطقة ساهم المدعو الوالى أحمد عباس بالسياسة المقصودة لتدهور المنطقة والمؤسف حقا هو من ابناء الدندر.
    التحية لمقال دكتور ابراهيم الكرسنى والف شكر للأخ ياسر
                  

10-22-2009, 04:36 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: elsharief)

    الاخ / الشريف

    لك كل التحايا والاحترام

    حقيقة الوضع في غايةالخطورة لذلك ندعوا عبركم ندعو كل ابناء النيل الازرق للانضمام للروابط والمنظمات الطوعية للبدء في عمل جاد ومتواصل للخروج من هذه الازمة .
                  

10-22-2009, 09:06 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    رفاعة قدح يوسف العجب ...رفاعة قدح محمود ود زايد ، ديوان النعيم ود حمد ، بيت ود إمام وبيت ود التاي ، رفاعة بيت مالك أبوروف ، رفاعة بيت عبدالله العركي والعامري ..الكرم سجية وطبع لا تطبعاً ...عمارة دنقش ملك الشمس والظل والخير الدافق لكل جائع ...تموت الأشجار واقفة واليوم ينعق في بلادي
    شكراياسر وشكراً الكرسني لا يعرف مقام الرجال إلا الرجال !!
                  

10-22-2009, 09:23 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    Sudan warns of serious food gap in 2010

    October 21, 2009 (KHARTOUM) – Sudan may be facing a serious food gap starting later this year and intensifying in 2010, a senior official said.
    The Sudanese agricultural minister Abdel-Haleem Ismail Al-Mutaa’fi made the remarks before lawmakers where some have complained that their constituencies are on the verge of a famine.
    This week, Mansour Al-Agab, a Sudanese lawmaker burst in tears saying that Al-Dandar region in Southeast Sudan is confronted with a sharp food deficit and on the borderline of a famine.
    Al-Agab urged the government to provide aid to Al-Dandar residents or declare emergency in the area. He warned that thousands of ######### of livestock could perish due to lack of water
    .
    Al-Mutaa’fi, according to the independent Al-Sahafa newspaper, assured the legislators that his ministry would dispatch teams to the states to evaluate the food production in relation to the population needs in the respective areas.
    The Sudanese official did not say when the surveyors would be sent out but projected that they would complete their work by early January.
    “After careful evaluation beyond December, if there a proven need we will move and starting import food” Al-Mutaa’fi said.
    He downplayed the severity of any food gap this year but said that 2010 will be critical and called for devising a plan to avoid it.
    The irrigation minister Kamal Hassan Ali, on the other hand, revealed that drought with low rainfall levels has negatively impacted agriculture and farming.
    He cited technical problems and abuse of water resources as reasons behind drought in some agricultural projects.
    However, the head of Farmers’ Union in Sudan Ghareeg Kambal dismissed a talk on a food gap suggesting it is exaggerated “despite problems in the states of White Nile, Sinnar and Darfur”.
    Kambal said that those speaking of a food gap “have no experience in agriculture” noting that the season is not over yet.
    The World Food Program (WFP) estimates that 5.9 million people in Sudan are in need of food assistance this year.
    http://www.sudaneseonline.com/spip.php?article32862
                  

10-22-2009, 02:20 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: Nazar Yousif)

    الأخ ياسر الملك
    الاقتصادى دكتور منصور العجب
    لع أوراق فى الاقتصاد الزراعى والزراعة
    التقليدية ولو كنت وزيرا للزراعة لعيته رئيسا على
    لجنة تقصى الحقائق . وتحذير وزير الزراعة د.عبد الحليم
    من الخطر المحدق فى العام القادم يبرهن أن هناك شح متوقع
    على أحسن الفروض وكما تعلم أعلنت اليوم الجارة الأثيوبية حاجتها
    الى معونات لاغاثة أكثر من 6 مليون من مواطنيها .آمل يتم تدارك الخطرز
    Quote: نائب برلماني يحذر من فجوة غذائية بالدندر
    2009-10-15 02:47:51
    كشف نائب دائرة محافظة الدندر بالبرلمان، منصور يوسف العجب، عن فجوة غذائية بالمنطقة بسبب فشل الموسم الزراعى لهذاالعام، وحذر من حدوث نزاعات قبلية فى حال تجاهل الازمة.
    وارجع العجب اسباب الازمة الى فشل الموسم الزراعى وسوء ادارة الموارد الزراعية بالمنطقة ، وقال ان احتياج المنطقة «500» الف طن من الحبوب الغذائية ، بينما يبلغ عدد المتضررين 40 الف اسرة «200 » الف مواطن، وطالب بإصلاح زراعى متكامل لايقتصر على التمويل الاصغر ومنح الحيازات الصغيرة للمزارعين ، وتجديد المطامير التقليدية بأخرى حديثة لتقليل الفاقد من المحاصيل الذى يصل الى 30%، وتنمية ريفية متكاملة توازن بين مصالح المنطقة وربطها بخارطة استثمارية، اضافة الى اصلاحات على المدى البعيد تتضمن تبنى استراتيجية لمكافحة الفقر .
                  

10-23-2009, 03:00 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: Nazar Yousif)

    الاخ /نزار

    شكرا للمداخلة

    حقيقة الموضوع خطير ويجب ان يؤخذ بماخذ الجد وندق ناقوس الخطر .

    تصور الان جوال الذرة وصل 160 الف جنيه بالتعريفة القديمة ونخشي من جشع ناس الحكومة من شراء الكميات الموجودة في السوق وتجفيفها سريعا لان معظمهم يمتازون بالانتهازية واقتناص الفرص في هذه الحالات لانهم يؤمنون بشعار من لا يملك قوته لا يملك قراره .
    نخشي ان يستمر مسلسل الاحتكار لانهم هم الوحيدين الذين يكنذون اموال الشعب ومقدراته وترويعه والان تجويعة
    وان غدا لناظره قريب

    وكان الله في عون اهل السودان

    ولا حولة ولا قوة الا بالله
                  

10-23-2009, 03:06 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    الاخ / الحلاوي

    تحياتي

    اكيد الحال ياهو ذاتوا الحال في الجزيرة، خاصة مالحق باهلنا من مزارعي الجزيرة من ظلم متعمد .

    ويمهل ولايهمل
                  

10-25-2009, 06:13 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    الاخ ياسر ود المك

    التحية لك وانت تدير صيوانا اسفيريا لعزاء اهلك بالدندر على مصيبتهم التي ابكت الرجل الفحل دكتور منصور يوسف العجب

    حبيبي ، لم يكن احجامي عن الكتابة هنا ، في امر يهمنى شخصيا ، الا لسبب الاحساس بالالم عندما تصادف عيناى هذا العنوان المحزن حقا.


    دعونى انقل لكم هذا اللقاء مع الدكتور منصور في احد المواقع الالكترونية .


    Quote: د. منصور العجب ذرف الدموع داخل البرلمان لحال أهلهد. منصور العجب ذرف الدموع داخل البرلمان لحال أهله
    لقاء الأسبوع
    السبت, 17 أكتوبر 2009 10:26


    د. منصور العجب ذرف الدموع داخل البرلمان لحال أهله

    ما جعل أكثر من إعلامي يبحث عن رقم هاتف د.منصور العجب عضو البرلمان عن الحزب الاتحادي الديمقراطي، كانت دموعه التي هربت من عينيه في مؤتمر صحفي عقده بالبرلمان يوم الأربعاء الماضي أعلن فيه عن فجوة غذائية بمنطقته، الدندر، (الرأي العام) جلست إلى د.العجب وسألته عن تلك الدموع، وما كان سبباً في ذرفها.

    تحدثت عن وجود فجوة غذائية بالدندر، مم نجمت هذه الفجوة؟

    - المشكلة الحالية ليست بمعزل عن تراكمات تاريخية أضرت بالتوازن البيئي ونجمت عن سوء إدارة الموارد، لقد بدأت الزراعة الآلية في الدندر بمنطقة القدنبلية أثناء الحرب العالمية الثانية لتوفير الغذاء للجنود، وفي عهد عبود دخلت الحكومة بالتعاون مع البنك الدولي في مشروع للزراعة الآلية بالمنطقة، ويعتقد كثيرون أنها مخرج مناسب من الأزمة الغذائية، لكنها أضرت بالبيئة في واقع الأمر، واستمرت الزراعة الآلية في عهد نميري، وكانت تسمى الزراعة داخل التخطيط، وكانت هناك هيئة للزراعة الآلية تتولى الإشراف والرقابة، وبعد أن تم التوسع في الحكم المحلي لجأ بعض الإداريين لبيع أراضي خارج التخطيط، وعوض أن يحدث توسع رأسي في الزراعة حدث توسع أفقي، وقضم هذا التوسع مساحات من الغابات، كما شكل إساءة لاستخدام الأراضي، لم يتقيدوا بالدورة الزراعية، أو زراعة المخصبات، وكل الممارسات الزراعية التي اتبعت في السابق أدت إلى تدمير التربة.

    ولماذا صمتم طيلة هذه الفترات وأتيتم تتحدثون الآن؟

    - أنا لم أسكت، لقد حدث تغول على حظيرة الدندر، بدأ منذ مايو، وعندما كنت نائباً عن المنطقة إبان الديمقراطية الثالثة تمكنت من إيقاف هذا التمدد بعد جهود كبيرة، وكتبت في الصحف، ورغم ذلك استمرت الزراعة الآلية في التمدد وحاصرت الرعاة وصغار المزارعين في أراضٍ هامشية، مما أضر بالغطاء النباتي.

    لماذا تعارض الزراعة الآلية وهي تجربة ناجحة في كثير من المناطق في الداخل والخارج؟

    - أنا لا أعارضها، أنا أطالب باصلاح زراعي حقيقي، وتوزيع عادل للأراضي.

    هل تعني أن توزيع الأراضي في الدندر غير عادل؟

    - قلت لك إن صغار المزارعين تمت محاصرتهم في رقع صغيرة، غير خصبة وغير منتجة، ولم تتقيد الزراعة الآلية بالإرشادات، وأصبح كل من يقتنى جراراً يحرث به كما يشاء، لقد حدث عوز غذائي في المنطقة، وطريقة التخزين المتبعة غير فعالة وتؤدى لتلف ثلاثين بالمائة من المخزون، وقد اقترحنا منذ فترة نميري انشاء مطامير صغيرة وحديثة، وصوامع في مناطق الانتاج الكبير، ولقد أشارت دراسات حديثة إلى أن الزراعة التقليدية تحقق عائداً أكبر من الزراعة الآلية بالطريقة التي طبقت بها، وحتى برنامج النفرة الزراعية الأخير اقتصر على التمويل فقط، يأتي الشخص ويأخذ مبلغ عشرة ملايين، قد يدخلها في الزراعة، وقد لا يفعل.

    من هو المسئول عن هذا الدمار الذي تتحدث عنه؟

    - لا أريد أن أختصر المسألة في قضية سياسية مع النظام الحالي، هي مشكلة تراكمية نشأت عن فشل السياسات الاقتصادية والزراعية، هناك عدم توازن في الاستثمارات الموجهة للانتاج الزراعي وحظيت الزراعة المروية بالقدر الأكبر، كما أن الجهات الممولة تطلب من المزارعين ضمانات للتمويل، لا يملكونها غالباً، الفجوات الغذائية لا تحدث نتيجة النقص في الغذاء فقط، لكنها تحدث نتيجة عدم القدرة على الوصول إلى الغذاء، والسودان لديه أحد أسوأ معدل لتوزيع الدخول في العالم، ما يمنع قطاعات كبيرة من الوصول إلى الغذاء.

    هل هذه أول مرة تقع فيها فجوة غذائية في المنطقة؟، وكيف تمت معالجة الحالات السابقة؟

    - وقعت فجوة غذائية في العام 1929م، وكان والدي الشيخ يوسف العجب ناظراً ففتح خزائنه وأطعم القبيلة، وأقرض الانجليز لاطعام باقي القبائل، وعندما طالب الانجليز بديونه عزلوه من النظارة، واقول لك إن الفجوات الغذائية تحدث عادة في العهود غير الديمقراطية.

    * حدثت أزمة غذائية عقب فيضانات 1988، وفي عهد ديمقراطي؟

    - هذه أخطاء لا أبررها، حينها حدث شح المواد الغذائية بسبب كارثة طبيعية، صحيح أن الكوارث الطبيعية يمكن تداركها، لكن على وجه العموم توجد في الفترات الديمقراطية جماعات ضغط تضغط على الحكومة لسد مثل هذه الثغرات، وأعتقد أن ما علينا الآن هو كيفية انقاذ الموقف في الدندر.

    تحدثت عن دور والدك في مجابهة فجوة 1929، هل يمكن أن تكون لكم في الحزب الاتحادي مشاركة في سد الفجوة الحالية؟

    - الحزب الاتحادي ليس الحزب الحاكم الآن، وكوادره تعرضت للتشريد، وليس في حال تمكنه من تقديم عون كبير، مسألة الفجوة الغذائية هيكلية، ولو لم تتم معالجة هذه المسألة فستتكرر العام المقبل.

    ما الذي فعلته غير مؤتمرك الصحفي الذي أعلنت فيه عن الفجوة؟

    - لدى دراسة قدمتها لوزارة التخطيط وأجيزت وقدمتها لوزارة المالية وتم تقديمها للأمم المتحدة ولكن شيئاً لم يحدث، والدندر الآن تعاني من فجوة غذائية، وأتحدى اي مسئول إن يقول أن الفجوة غير موجودة.

    والي سنار نفى أمس الأول - الجمعة - عبر الإذاعة وجود فجوة غذائية؟

    - مبروك عليه...عدم وجود فجوة غذائية..دعه يذهب إلى السوكي ليرى إن كان في ترعها ماء... الأمر ليس إحراز نقاط في مباراة رياضية...، وقد سبق أن وزعت الولاية بنفسها خمسة آلاف جوال عيش في رمضان لأهل الدندر، ولكن ماذا تفعل كمية كهذه لمئات الآلاف من البشر، هذا أمر لم آت به من عندي، بل يجأر به أهل الدندر بعد ان بلغ سعر جوال العيش مائة وخمسين جنيهاً، الفجوات الغذائية لها مؤشران، الأول: ارتفاع أسعار الغلال، والثاني: أن يبيع الناس ثروتهم الحيوانية بأي ثمن خشية نفوقها، البقرة بتابعها في الدندر كانت تباع بمليوني جنيه، وسعرها اليوم ثمانمائة جنيه، الناس تتخلص من بهائمها بسبب جفاف المراعي، ليشتروا العيش بأسعار خرافية...فجوة غذائية يثرى منها البعض...ويقبل فيها البعض الآخر على شراء الجنائن والأراضي من الجياع بأبخس الأثمان لأن موقعه يجعله يعرف بالنفط الذي سيخرج من هذه الأرض...وثمنها في المستقبل.

    لماذا لم تتصل بوزارة الشئون الإنسانية على سبيل المثال لإبلاغها بالأمر؟

    - هذه قضية معروفة لدى الدولة ولا تحتاج لمن يخبرها بها، وقد اتصلت ببعض الأطراف طلباً للمساعدة فقالوا إنهم لن يقدموا شيئاً إلا بعد تأكيد وجود الفجوة بواسطة الدولة، على الدولة إذاً أن تعلن وجود الفجوات الغذائية عندما تلوح في الأفق مثلما فعلت أريتريا، وفعلت كينيا، وفعلت اثيوبيا وغيرها من الدول عندما شعرت بتهديد نقص الغذاء، لماذا نحافظ نحن في السودان على الصمت.

    أنت نائب في البرلمان، هل طرحت القضية داخله؟

    - لقد بدأت الدورة لتوها، وكنت قد اثرت القضية في لجنة الشئون الإنسانية وكتبت توصياتي، (القصة ما دايرة درس عصر)، القضية واضحة ومعروفة لدى السلطات، ويأتيني الكثير من أبناء المنطقة الذين ارهقهم العوز، فأمضي بهم إلى سامية أحمد محمد وزيرة الرعاية الاجتماعية التي ابدت تفهماً طيباً لأوضاع هؤلاء.

    قلت إن المشكلة قديمة، لماذا لم تثرها في السابق رغم أنك مثلت الدائرة كنائب برلماني في الديمقراطية الثالثة؟

    - كتبت عنها في الصحف أيام الديمقراطية، وأعددت دراسات حول الموضوع بحكم تخصصي، وأهلى الآن يواجهون الموت، ولا يمكنني أن أسكت، وأستشهد هنا بما قاله الإسبان في السابق لأحد نبلائهم: نحن الذين جعلنا منك ملكاً لتخدم مصالحنا، وإذا لم تكن قادراً على ذلك فليس هناك فرق بينك وبيننا، وإذا سكت فأنني سأكون غير مستحق لتقديم اهلى لي.

    الدموع التي ذرفتها في المؤتمر الصحفي، هل مبعثها قلة الحيلة أم الحزن؟ أم الإثنين معاً؟

    - إنها دموع غبن (حاااار)، لقد طفرت الدموع من عينيَّ عندما تذكرت والدي عام 1929 عندما حدثت المجاعة في الدندر وأطعم الناس، وأتى أحد أعمامنا مرة إلى الدندر وقال إنها كانت تطعم الناس في الماضي، وأصبحت الآن تنشد من يطعمها، وتذكرت قول الحكامة : (انتا الما بتدي الشوية..يا قشاش دمع الولية..)، أنا مغبون ولست ضعيفاً بحال، ولولا ما أحسسته من ضيق حال أهلي (علىّ بالطلاق ما أبكي) ولو ضربت بالرصاص، أنا رجل بكى لجوع أهله وضيمهم وضيق حالهم،- وأنشد الضيف منفعلاً- (حليل دندر شمال كعب اليضموا.. لألوباً كتير نبقاً تخمو.. كعكولاً كبير ينسي الجاهل أمو)... هذا ما كانت عليه المنطقة، واقول الآن إن المسئولية جماعية، ورغم أنني اتحادي إلا أنني لا أتعامل في القضايا القومية كحزبي، أفتخر بالاتحاديين ومولانا محمد عثمان لكنني في القضايا القومية اخلع طاقية الاتحادي وأضع طاقية القومية، وإذا لم يحدث وفاق وطني حول برنامج وفاق وطني فإن البلاد ستظل في خطر، وإذا أنهارت اتفاقية السلام فإن البلاد ستنهار معها، والدول الغربية التي رعت الاتفاق ليس لديها استعداد لحرب جديدة، وأتوقع أن يدخل السودان مرحلة وصاية جديدة إذا انهارت اتفاقية السلام.

    حذرت من نشوب صراعات بسبب الفجوة الغذائية، ما الذي يمكن أن يحدث بالضبط؟

    - الدندر منطقة تماس بين قبائل كثيرة، نقيم بها نحن قبيلة رفاعة، وأبناء عمنا رفاعة الهوى وجذبنا مجموعات من إخوتنا في دارفور وجبال النوبة وغرب افريقيا، الهوسا والفلاتة، ولديهم مشيخات الآن، ولقد حفرت في الديمقراطية الثالثة أول بئر ماء في منطقة الدندر الشمالية حيث يقيم النوبة، وحاولت اعادة تدريب الناس وواجهتني مشكلات تتعلق بالأمية، والسلم الاجتماعي مرتبط بالسلم الاقتصادي، وإذا أختل الأخير فإن الرعاة الموجودين في المنطقة سينتشرون في مناطق المزارعين وتحدث صراعات ، أهلنا يقولون العرجا لي مراحها، وعندما يتضايق الناس يعودون إلى أصولهم الصغيرة وإثنياتهم، ولا أريد أن يحدث ذلك في الدندر، وهي منطقة تماس حدودي فنحن نتاخم قندر الأثيوبية، وهي منطقة غير مستقرة أيضاً، وعندما مضى أحد أجدادنا إلى الحبشة أنشدت الحكامة : (درجن بالمهل انتا الصبر حدو... يا الاسد المربعن فوق عرين جدو..)، نحن لا نريد استدعاء هذا الفولكلور الفروسي الآن.

    أننا نعرف ما يمكن أن يحدث إذا استدعيناه.

    * لو عدنا إلى المؤتمر الصحفي، البعض يتساءل، إذا كان نواب البرلمان لا يملكون غير البكاء أحياناً، فماذا يفعل الشخص العادي؟

    - ربما يلجأ للقتل، فالجوع كافر، وإذا كنت أنا أجهش بالبكاء لأن أهلي يعانون فإنني بالمقابل أحاول السيطرة على هياجهم، أنا رئيس المنظمة السودانية لحقوق الإنسان ولا أؤمن بالعنف، لكن توقعات اندلاع العنف تزداد مع انتشار الجوع.



    راجع

    http://www.sudannewsnet.net/2008-06-19-01-14-49/38-week...-2009-10-18-10-27-52


    اطيب المنى
                  

10-30-2009, 04:16 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: الطيب شيقوق)

    الاخ الكريم الاستاذ المحامي

    الطيب شيقوق

    لك كل التحايا والاحترام

    حقيقة الامر في غاية الخطورة .

    المؤسف حقافي الموضوع ان ينفي والي ولاية سنار الامر نفيا قاطعاعلما بانه من ابناء ولاية سنار وكل اهله من المزارعين ومربي الماشية

    فلماذا يتجاهل الوالي الصادقين من ابناء الولاية مثل الدكتور منصور يوسف العجب

    والي متي تواصل قيادات المؤتمر الوطني تزييف الحقائق

    واللعب علي عقول اهلنا في النيل الازرق وسنار وخداعهم .

    ومن هنا ندق ناقوس الخطر وندعوا كل ابناء النيل الازرق خارج وداخل السودان وكل المنظمات الطوعية بتقديم العون العاجل لاهلنا قبل فوات الاوان .

    اخي شيقوق عبركم ارجوا ان تدعوا كل ابناء النيل الازرق وسنار في دول الخليج والسعودية وافريقيا للتشاور والتفاكر للعمل الفوري في تقديم العون اللازم .

    ومن هنا ادعوا كل ابناء النيل الازرق وسنار بالولايات المتحدة الامريكية وكندا واستراليا والمانيا ودول اروبا للاتصال والتشاور والتفاكر في كيفية تقديم العون والمساعدات لاهلنا فورا .

    والله من وراء القصد واليه السبيل

    للاتصال :

    [email protected]

    0144-512-319

    ياسر المك

    الولايات المتحدة الامريكية
                  

10-30-2009, 09:02 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    Quote: اخي شيقوق عبركم ارجوا ان تدعوا كل ابناء النيل الازرق وسنار في دول الخليج والسعودية وافريقيا للتشاور والتفاكر للعمل الفوري في تقديم العون اللازم .

    ومن هنا ادعوا كل ابناء النيل الازرق وسنار بالولايات المتحدة الامريكية وكندا واستراليا والمانيا ودول اروبا للاتصال والتشاور والتفاكر في كيفية تقديم العون والمساعدات لاهلنا فورا .


    اتفق معك تماما على هذا المقترح دعنا نشرع فورا ومن الان لتنفيذه

    اقترح عمل بوست لتعيين شخص واحد فاعل فاعل امين ومقبول في دولته ليتولي تجميع المساهمات من ابناء النيل الازرق وسنار ومن الخيرين ايضا في الدولة المقيم فيها .

    اقترح ان تكون مساهمة كل فرد كحد ادنى قيمة جوالين ذرة او قمح

    تجمع على مستوى الدولة وتحول لحساب مركزى باسم شخص امين اقترح ان يكون دكتور منصور العجب للولايتين .

    الطيب شيقوق

    تلفون 0096892543361

    [email protected]

    shaigoog - Oovoo
                  

10-31-2009, 02:44 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: الطيب شيقوق)

    فوق
                  

11-01-2009, 06:40 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    فوق من اجل اهلنا في الدندر
                  

11-01-2009, 06:48 AM

naeem ali
<anaeem ali
تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 6577

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    الاخ العزيز ياسر..
    حقيقه استغرب مرور هذا الامر (مرور الكرام البرره)..
    علي (الاعلام) والمواطن..
    اتوقعت نفرة زي نفرات (المجاهدين) ديك..
    ذاد (الجائع)..
    جنيه من كل ايصال مخالفة حركه..
    تحويل رسوم (الصيد والسياحه) واهدار الثروه الحيوانيه لصالح مواطن الدندر..
    ياخ انشاء الله ليلة مناصره..
    لكن (بكرة احلي) ...
                  

11-01-2009, 06:15 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: naeem ali)

    قصة مجاعتين (3) :


    نداء الى سودانيي الشتات... إطلاق... "الحملة الوطنية لأنقاذ شعبنا من الموت جوعا" !!؟؟

    ابراهيم الكرسني


    مواصلة لما كتبته فى الحلقتين السابقتين حول موضوع المجاعة الراهنة التى تضرب بأطنابها فى أرجاء السودان المختلفة ، و بالأخص فى منطقة النيل الأزرق، و بصورة خاصة فى منطقة الدندر، و إستنادا على النداء الذى وجهته الى حكومة السودان، وقوى المعارضة، و منظمات المجتمع المدنى، بأن تتحمل مسؤولياتها، كل فى مجاله ووفقا لمسئولياته الوطنية، أود أن أتوجه فى هذا المقال بنداء خاص الى شريحة من السودانيين نجدها موزعة على جميع الفئات المعنية بالنداء الذى وجهناه فى مقالنا السابق، (رقم2) من هذه السلسلة، ألا وهى مجموعة السودانيين التى تعيش خارج أرض الوطن و تتوزع بين أركان المعمورة الأربعة.

    تتميز هذه المجموعة، و التى يمكن أن نطلق عليها، "سودانيو الشتات"، بعدة صفات و خصال، و تحتل مواقعا مؤثرة فى العديد من المنظمات الدولية و الإقليمية، و كذلك أخرى مرموقة داخل أجهزة الإعلام العالمية و الإقليمية، مما يؤهلها، و يجعلها ذات أثر و نفوذ يمكن إستغلاله فى الوفاء بإستحقاقات الحكومة و المعارضة و منظمات المجتمع المدنى ، التى ذكرناها فى مقالنا السابق، و التى تهدف الى مواجهة المجاعة الراهنة التى تفتك بأهلنا و المساعدة فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

    يمكن لسودانيي الشتات لعب دور هام و ملموس فى إغاثة شعبنا المنكوب وذلك من بالإستغلال الأمثل لطاقاتهم ومواقع نفوذهم من خلال عدة قنوات ، يمكن أن نلخص أهمها فى الآتي :

    - مواقعهم الوظيفية المؤثرة، كل فى مجال إختصاصه

    - علاقاتهم الإجتماعية و الثقافية المتينة و القوية داخل البلدان التى يتمركزون فيها

    - عضويتهم فى مختلف الأحزاب السودانية

    - عضويتهم فى منظمات المجتمع المدنى السودانية و الإقليمية و العالمية

    - عضويتهم فى المنابر الإسفيرية، و التى ظلت تلعب دورا كبيرا فى التأثير على الرأى العام السودانى و الإقليمى و الدولى

    - عضويتهم فى الروابط الإقليمية لمختلف مناطق السودان

    هذا مجرد غيض من فيض، للقنوات التى يمكن أن تستغل من أجل جمع الدعم اللازم و مواد الإغاثة من مختلف أنحاء العالم، و ترحليها الى مناطق المجاعة فى السودان، و الإشراف على توزيعها لمستحقيها، من خلال العناصر المتواجدة داخل السودان، و التى تشكل المعادل الداخلى للذين يقطنون خارجه، كالأعضاء فى منبر "سودانيس أون لآين"، على سبيل المثال لا الحصر.

    وعلى ذكر هذا المنبر، فقد أعجبت بالفعل بالإقتراح العملى الذى قدمه الأستاذ الطيب شيقوق، عضو المنبر المذكور، وفى مداخلته فى الرابط الذى إفترعه الأستاذ ياسر المك تحت عنوان، "مجاعة الدندر و دموع الرجال"، بأن يهب جميع أبناء الدندر و إقليم النيل الأزرق الذين يعيشون خارج أرض الوطن لمساعدة أهلهم، على أن يتبرع كلا منهم بما يعادل قيمة جوالين من الذرة ، و أن يترك أمر توزيعها لمستحقيها ليكون تحت إشراف الدكتور منصور العجب.

    أعتقد أن تعميم إقتراح الأستاذ شيقوق العملى ، لو تم تطبيقه على جميع سودانيي الشتات، وفقا لأقاليمهم السودانية المختلفة، سوف يحدث أثرا فاعلا فى تخيف وطأة المجاعة، و تجنيب أهلنا وطأة الذل و المسغبة و إهانة السؤال، و إنقاذ العديد من الأرواح التى يمكن أن تذهب، إذا لم نأخذ مثل هذه النداءات و الإقتراحات بمستوى المسئولية و الجدية التى تستحقها مأخذ الجد.

    وإننى حيث أتوجه بهذا النداء، من فوق منبر "سودانايل" الغراءن الى جميع السودانيين فى دول المهجر، لا يساورنى أدنى شك فى أنهم سيتسابقون لنجدة المنكوبين من الغلابة و المساكين من أهلنا، حيثما وجدوا داخل أرض الوطن العزيز. أننى لعلى قناعة راسخة بأن معظم سودانيي الشتات، و على الرغم من بعدهم الجغرافى عن أرض الوطن، لا يزال السودان يحتل الموقع الذى يستحقه داخل حدقات عيونهم. و أنهم يتألمون لآلام أهلهم، و يتحسسون كثيرا فى الإقدام على تنفيذ مثل هذه الخطوات المقترحة، ليس بخلا أو شحا، و لكن خوفا فى ذهاب الدعم الذى يقدمونه، و ربما يستقطعه بعضهم من قوت أطفاله، لمن لا يستحقه من الطفيليين و السماسرة و تجار السوق السوداء.

    لكن يمكن سد هذه الثغرة من خلال إختيار العناصر الوطنية المشهود لها بالإستقامة و نزاهة اليد، كالدكتور منصور العجب، كما إقترح الأستاذ شيقوق، للإشراف على توزيع ما يتم جمعه من دعم ومواد إغاثة ، حتى نضمن و صولها و توزيعها على من يستحقها دون من أو أذى، أو "كاميرات" دعاية رخيصة تؤذى مشاعر و أحاسيس البسطاء و المحتاجين من أبناء و بنات شعبنا ، دون أن تقدم لهم، ولو القدر اليسير، الذى يقيهم ذل السؤال أو ينقذ أرواحهم من الموت جوعا !!

    كما أود أيضا أن أتوجه بنداء خاص الى مسئولى المنابر السودانية الإسفيرية، أينما وجدوا، و بغض النظر عن إختلافاتهم الفكرية و الفلسفية، أو السياسية و الدينية، أو المذهبية ، الى تبنى هذا الإقتراح، و توجيه جميع مشتركى منابرهم الى العمل بكل جد و إخلاص من أجل تنفيذه من خلال إطلاق، "الحملة الوطنية لإنقاذ شعبنا من الموت جوعا". وفى ذلك فلتتنافس جميع المنابر الإسفيرية السودانية، وبكل اللغات، حتى يحقق هذا النداء أغراضه. بذلك نكون قد دفعنا، ولو جزءا يسيرا من دين شعبنا علينا، والذى سيظل يطوق أعناقنا الى يوم القيامة !!


    ابراهيم الكرسني

    1/11/2009
                  

11-02-2009, 00:02 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    شكرا د/ ابراهيم الكرسني

    للاهتمام بالامر فلك كل تقدير وانت تواصل الكتابة وسرد الحقائق التي تغض الطرف عنها الحكومة التي همها الان فقط الانتخابات .
                  

11-02-2009, 04:50 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    اقتراح الطيب شيقوق ومقال د/ابراهيم الكرسني هنالك خطوط عريضة وواضحة وممكنة للمسادة الانسانية للمنطقة ,فهل نبدأ بشكل عملى , من حصر والتنسيق مع جماهير الولاية بالشتات مع التنسيق مع دكتور منصور العجب.
                  

11-02-2009, 05:58 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: elsharief)

    الاخ / الشريف
    لك كل التحاياوالاحترام
    وشكرا للاهتمام والجمرة بتحرق الواطيها
    ارجوا مراسلتي للتفاكر والتشاور

    0144-512-319
    [email protected]
                  

11-02-2009, 10:45 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    up
                  

11-03-2009, 03:52 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    up
                  

11-03-2009, 08:03 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    الاخ المك ياسر المك

    التحية والاحترام

    خالص امتناني عميق شكري على اتصالك

    Quote: ,فهل نبدأ بشكل عملى , من حصر والتنسيق مع جماهير الولاية بالشتات مع التنسيق مع دكتور منصور العجب.


    On the spot

    تحياتي
                  

11-03-2009, 09:36 AM

عثمان عبدالقادر
<aعثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: الطيب شيقوق)

    Quote: صبرا صديقى شيخ العرب، فالشعب السودانى كله يبكى على ما آل إليه حال وطنهم الذى كان دواءا للجوع و الفقر و الحرمان، وملاذا آمنا لكل من أتى إليه من مختلف أنحاء الدنيا و من كل الجنسيات، أرمن، هنود، يونانيون، شوام، يمنيون....الخ !! عاشت كل هذه الأجناس فى سلم ووئام بين ظهرانينا دون وجل أو خوف من مرض أو جوع معززين مكرمين ، و لا يزال البعض منهم ممن صبر على الأمرين، مفضلا السودان بوضعه الراهن على الكثير من بلاد الله الفسيحة. لكن ثالثة الأثافى، صديقى شيخ العرب، أن الكثيرين من أعزاء السودانيين حينما أجبروا على مغادرة وطنهم، العزيز على قلوبهم، لم يجدوا من هم فى مقام وشهامة أهلهم ليكرموا وفادتهم.... لذلك حق علينا أن يبكى رجالنا و أن تثكل نساؤنا الى أن نستعيد كرامة الوطن الجريح ... والتى يرونها بعيدا و نراها قريبا بإذنه تعالى!!
    ابراهيم الكرسنى
    19/10/2010

    الأخ/ ياسر
    سلام عليك وعلى زوارك الكرام
    على الطلاق بالتلاتة بكيت ثم بكيت ثم بكيت ....بكيت وأنا أتذكر جهاد الأستاذ محمود وكلماته الخالدة
    عن أهل السودان وأصالة طباعهم وخلاقهم وحديثه عن التعليم الجامعي والتوسع فيه بعد الإستقلال وعدم
    جدواه والضرر الذي يمكن أن ينتج عنه...... إن هذه الأصالة لم تكن ناتجاً عن جينات تختلف عن خلق الله
    وإنما نتجت من شروط موضوعية وماورد في هذا لمقال جزء من شروطها الوفرة في الكفاف الذي دعم التكافل
    والذي دعم بدوره عزة النفس والكرم, للأسف أضاعها المتعلم السوداني بل حتى لم يفد منها كأحد الموارد
    المطلوبة في علم الاقتصاد وتنطّع ذلك المتعلم الجاهل الذي لم يسعفه تعليمه للنظر أبعد من ارنبة أنفه
    فاستجلب أفكاراً غثّة لم تصلح في منشئها وأدخلها بلادنا الطيبة السمحة بحجة هذا ما يريده الله ثم كان ماترونه الآن من ذهاب الشروط الموضوعية للأخلاق فعم الفساد وأصبحت بلادنا على شفير الهاوية ومهددة
    بالزوال من الخارطة السياسية .
    قد أعود فأنا على عجل الآن لك الشكر على إيراد هذا المقال وشكرا للدكتور الكرسني على التنوير .

    أبو حمد
                  

11-03-2009, 03:14 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: عثمان عبدالقادر)

    الاخ الكريم / عثمان ابو حمد
    المانجل / الطيب شيقوق

    لكم كل التحايا واهل مكة ادري بشعابها ونحن اهل مكة فالجوع قادم والمجاعات سوف تقضي علي الاخضر واليابس والحكومة والحركة الشعبية لاحديث لهم غير الانتخابات والانفصال والتهديد والوعيد !! وكلوا عشان كراسي الحكم اما اهلنا في اطراف السودان تاكلهم المجاعات وتفتك بهم الحروب .

    اللهم لطفك بعبادك ياارحم الراحمين

    ولي عودة

    المك
                  

11-03-2009, 11:19 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    صحيفة السودانى
    16 أكتوبر 2009
    التقارير - التقارير الإخبارية

    فجوات غذائية في (سلة غذاء العالم) ...!!

    تقرير: خالد احمد
    عندما رشح السودان ليكون سلة غذاء العالم في عام 1974 م فى مؤتمر الغذاء بروما، كما رشحته منظمة (الفاو) ضمن ثلاث دول ليكون سلة غذاء العالم بجانب كل من كندا وأستراليا وللمفارقة نجد ان كندا واستراليا من اكبر مصدري القمح في العالم أما السودان فبات من بين أكبر مستوردي القمح (نحو 2.2 مليون طن سنوياً) كما يتلقى المساعدات بهذا هذا الامر.

    والحديث عن امكانيات السودان الزراعية امر واقعي نابع من الموارد الموجودة في كل اقاليمه من الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة نحو مئتي مليون فدان (الفدان يعادل 4200 متر مربع) المستغل منها 40 مليوناً فقط.

    ويذهب عدد من خبراء الزراعة بالسودان إلى أن جميع الأراضي قابلة للزراعة ما عدا مراقد المياه، ويمتازالمناخ ايضا بالتعدد والتنوع من الصحراوي وشبه الصحراوي في الشمال، ومناخ السافنا في الوسط والاستوائي في الجنوب، ما يجعله مؤهلاً لأن يزرع مختلف المحاصيل الصيفية والشتوية وما بين الفصلين طوال العام. كما يتمتع بوفرة مائية قلما تتوافر في أي من بلاد العالم، فإلى جانب حصته من مياه النيل البالغة نحو 20 مليار متر مكعب، توجد مصادر للمياه من الأمطار والمياه الجوفية بالغرب الا ان هذة الموارد لم تدربالطريقة التي تجنب المواطنين من العيش تحت خط الفقر وفشل المشاريع الزراعية ونقص حاد للحبوب الغذائية في اغلب انحاء البلاد.

    من الشرق للوسط
    لكن المشهد الراهن يسير عكس التوقعات والتنبؤات للسودان الذي كان مرشحاً ليكون سلة غذاء العالم، فيوم أمس الأول ومن شرق السودان اعلن رئيس اتحاد مزارعي مشروع دلتا طوكر باكاش كاميري عن فجوة غذائية حادة تشهدها مدينة طوكر وضواحيها بسبب ارتفاع اسعار الذرة التي وصل سعر الجوال منها إلى150 جنيها وان المدينة تحتاج الي 20الف جوال ومطالبا السلطات الاتحادية بتوفير كميات من الذرة لسد النقص .

    وتصادف في نفس اليوم كشف النائب البرلماني عن دوائر التجمع الوطني الديمقراطي د.منصور يوسف العجب في مؤتمر صحفي عقده بمقر البرلمان عن كارثة إنسانية تهدد منطقة الدندر بوسط السودان بسبب فشل الموسم الزراعي لهذا العام وحذر من حدوث نزاعات اهلية في حالة تجاهل الازمة.
    واتهم الحكومة بالتلاعب بالالفاظ ورفضها الاعتراف بالمجاعة بما حال دون الحصول علي دعم دولي واعتبر السكوت عن هذة القضية يعتبر جريمة ومحذرا من انهيار سياسي وامني وممارسات اعمال نهب وسلب.

    وقال إن الحكام بالمنطقة على علم تام بالاوضاع فيها، داعياً الحكومة للإعتراف بتلك الازمة وطلب مساعدة المجتمع الدولي إذا كانت عاجزة عن سد تلك الفجوة، وقال:"السكوت على هذا الوضع جريمة، ولا استبعد نشوء صراعات بالمنطقة حول الموارد"، واضاف:"المجاعة ليست بالضرورة شحا في الغذاء وانما هي مرتبطة بأصوال الغذاء".

    وأرجع يوسف الازمة الي فشل الموسم الزراعي وسوء ادارة الموارد الزراعية بالمنطقة، وقوله ان المنطقة تحتاج الي 500 الف طن من الحبوب الغذائية بينما يبلغ عدد المتضررين 200 الف شخص موزعين على (150) قرية، ودعا لاصلاح زراعي كامل لا يقتصر على التمويل الاصغر ومنح الحيازات الصغيرة للمزارعين وتجديد المطامير القديمة بأخرى جديدة حتى تقلل الفاقد من المحصول الذي يصل 30% وتنمية ريفية متكاملة توازن بين مصالح المنطقة اضافة الي اصلاح بعيد يتضمن تبنى استراتيجية لمكافحة الفقر، وطالب بتعويض سكان المنطقة عن ماشيتهم التي نفقت.

    دارفورتجوع
    أما في ولاية شمال دارفور فقد حذر الاهالي من مجاعة تهدد مناطقهم بعد فشل الموسم الزراعي نتيجة للجفاف الذي ضرب المنطقة وحذر الاهالي المسؤولين من مغبة تجاهل المنطقة من مشروعات التنمية ومعالجة الكوارث وأرجعوا اسباب نقص الحبوب الي تعسر الموسم الزراعي لهذا العام ووطالب الاهالي الدولة بوضع المنطقة تحت مراقبة وتقديم الاعانات الغذائية لهم بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة والذي اضر بكثير من مناطق الانتاج وفي غضون ذلك اطلقت قطاعات المزارعين للزراعة المطرية والالية بالولاية نداءات عاجلة للسلطات المحلية بالولاية والمركز لاسعاف الوضع الغذائي ومعالجة مشكلة ارتفاع اسعار الحبوب الغذائية على خلفية فشل الموسم الزراعي الحالي نتيجة لشح المطار.

    وقال الامين العام لاتحاد مزارعي شمال دارفور ابراهيم سعد الدين ان 80% من المساحات التي زرعت خرجت من دائرة الانتاج وزاد ان الموسم الزراعي حرج وغير مطمئن عدا نسبة ضئلة في الولاية، مبيناً ان محصولي الذرة والدخن تأثرا بالعطش لعدم هطول الامطار لاكثر من شهر وضرب الجفاف مساحات شاسعة بمحليات كبكابية والطينة ومليط وصليعة بجانب تأثير مساحة مقدرة من الاراضي الزراعية بالفاشر وطالب بإسعاف الموقف في تلك الوحدات الادارية، واشار لوجود فجوة لا يحتمل اي تأخير وأكد ان الحبوب شبه معدومة الان بالاسواق.

    واتهم المؤسسات الاتحادية والولاية بالتأخير في التعامل إزاء الفجوة الغذائية وطالبهم بالتعامل بجدية تجاة الازمة وكما ان هنالك نقصاً في الانتاج خاصة محصول الذرة محليات الولاية وارتفاع السلع والحبوب بصفة خاصة وان الوضع في بعض المحليات بالسيئ جدا.

    نتيجة الاهمال
    وقال الخبير الاقتصادي د. محمد ابراهيم كبج في حديث لـ(السوداني) أن الحديث عن مشاكل الزراعة في السودان يستوجب إلقاء نظرة سريعة علي انتاج الحبوب الغذائية وما تشهدة من تدهور جراء عقود من الاهمال للزراع، واضاف:" واذا نظرنا الي عام 1990 عند بداية عهد حكومة الانقاذ كان استيرادنا لجميع اصناف الغذاء بما يقدر بـ (72) مليون دولار وعندما جاءت الخطة العشرية التي وضعتها الحكومة للنهوض بالزراعة وحددت لها فترة زمنية (1992-2002م) وعدت هذة الخطة في نهاية المدة الزمنية ان يكون انتاج الذرة 20 مليون طن و260 الف طن من القمح و2100 طن من الدخن، ولكن في نهايه الخطة العشرية في عام 2002 م كان الانتاج الفعلي من الذرة 2,825 مليون طن وهي تساوي 13% مما وضعتة الخطة العشرية ،ووجاء انتاج القمح مايساوي 12% مما كان مرصوداً والدخن في حدود 600 الف طن ويساوي اقل 35% مما وضع في الخطة . وكان انتاجنا قبل حكومة الانقاذ (4.024) مليون طن من الذرة وماتم انتاجة بعد الخطة العشرية اقل من65% من الذي كان قبل عام 1986م".

    انهيار قطاع الحبوب
    واوضح ان قطاع انتاج الحبوب الزراعية قد انهار تماما، ولا يزال هذا الفشل مستمراً طوال العقدين الماضيين منذ وصول الانقاذ للسلطة ولم يزد انتاجها طوال السنوات العشرين الماضية عما كان عليه قبل استيلائها على السطلة سوى ثلاث مرات فقط، واردف:" لكن اذا قارنا الزيادة في اعداد السكان وزيادة احتياجاتنا الي الغذاء، فنجد أننا في عام 1990 كنا نستورد الغذاء من جميع السلع 72 مليون دولار ونتيجة فشل الخطة العشرية اصبحنا نستورد الغذاء بقيمة 420 مليون دولار وتواصلت الزيادة الي 811 مليون دولار في عام 2005م والتي قفزت في عام 2008 لـ(1.333) مليار دولار وبذا نجد أن قيمة استيرادنا للغذاء تضاعفت لـ(18) مرة مما كانت علية قبل حكومة الانقاذ ، وهذا الامر يعبر عن ازمة انتاج الغذاء في السودان".

    واستدل كبج بما جاء في تقرير وكيل وزارة المالية السابق والذي اشار فيه إلي أن الاستثمار المباشرفي الزراعة من 1990- 2004م وهو ما يساوي 4% من جملة استثمارات السودان والمتبقي ذهب للبترول، بالاضافة لما جاء في اخر تقرير من وحدة الامن الغذائي التابع لوزارة الزراعة حول فجوة الحبوب الغذائية بدارفور والتي بلغت في عام 2006م (2100) طن وفي العام التالي (6) الف طن لتصل في عام 2008م لـ(650) الف طن واضاف:"هذا يدل علي ان المجاعة متسلسلة".

    ونوه إلي أن حسن إدارة القطاع المطرى التقليدي سيزيد الانتاج ويوفر الغذاء خاصة للفقراء بتمويل صغار المنتجين، وذكر أن مياه الامطار التي تهطل بالسودان خلال العام الواحد تساوى 12% من حصة السودان من مياه النيل مما يساعد في محاربة الفقر، وقال:"القطاع المطرى التقليدي سيحل أزمة الغذاء" بالاضافة لوجود الصراعات المسلحة في القطاع المطري التقليدي واختتم حديثه بقوله:"لا تستقيم الدعوة للسلام والتنمية من دون تحقيق تنمية زراعية حقيقية وازالة الفقر عن كاهل المواطن".

    وأد مشروع الجزيرة
    لكن مفارقات السودان الذي كان ينظر إليه كسلة غذاء العالم لم تتنته هنا، فالمشاريع الزارعية الموجودة فيه واشهرها مشروع الجزيرة تعاني المنع والحرمان وباتت في حاجة لمعجزة لانقاذها وإعادتها للحياة والعمل بذات الكفاءة والجودة، وما انهك تلك المشاريع هي القرارات والسياسات وليس تقادم السنوات.
    فمشروع الجزيرة الذي أنشئ في عام 1925م كأعرق مشروع في السودان وأكبر مشروع مروي في العالم بمساحة 0.924 مليون هكتار تعادل حوالي (2.1) مليون فدان، ويعمل في إدارته نحو (2.5) الف موظف بالاضافة لاكثر من (6) آلاف عامل بالخدمة المستديمة ونصف مليون عامل موسمي الذين يساهمون في تنفيذ بعض العمليات الموسمية الزراعية وبخاصة عمليات جني القطن وحلجه و يتمدد المشروع عبر الجزيرة والنيل الأبيض وسنار بطول 300 كيلو متر. ويروي رياً انسيابياً من خزان سنار، بات حاله يغني عن السؤال.

    فالمشروع الذي كان يساهم لوحده بنحو 65% من إنتاج البلاد من القطن ونسبة كبيرة من إنتاج القمح والذرة والمحاصيل البستانية, ويتيح فرصاً واسعة للإستثمار في الصناعات الزراعية كصناعة الغزل والنسيج ومطاحن الغلال وصناعة الزيوت وتصنيع الأغذية والجلود، ولشركات الخدمة التي يمكن أن تنشط في مجالات العمليات الزراعية والتعبئة والتغليف وغير ذلك من الخدمات التي ترتبط بالإنتاج الزراعي، وينتج محاصيل القطن ، الفول السودانى ، الذرة ، القمح ، الخضروات ، الأعلاف، إنتاج حيوانى، يشكو من سوء الحال والمآل.

    وحمل المشروع نتيجة فشل السياسات الزراعية وقررت الدولة خصصة المشروع عبر قرار اصدره وزير المالية والاقتصاد الوطني ورئيس اللجنة العليا للتصرف في المرافق العامة واستناداً على قانون التصرف في المرافق العامة لسنة 1990م بتشكيل لجنة للتصرف في أصول الوحدات الانتاجية بمشروع الجزيرة. تلك الخصخصة اضرت بالمشروع وباوضاع الزراعة في السودان وزادت من المحاصيل المستوردة وارتفاع اسعار هذة المحاصيل التي يعتمد عليها الناس في غذائهم وحولت المشهد في السودان الذي كان مرشحاً ليكون "سلة" غذاء العالم ليصبح الان بسبب السياسات الزراعية الخاطئة "فجوة" غذاء العالم.


    وبعد كل ذلك لا زال مسلسل صمت الحكومة متواصل

    ولكن كل اول ليه نهاية

    وكان الله في عون اهل السودان
                  

11-03-2009, 11:34 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    كتبهاد.ابراهيم الكرسني ، في 29 أكتوبر 2009 الساعة: 06:48 ص

    قصة مجاعتين(2) :

    نداء الى حكومة السودان… قوى المعارضة… و منظات المجتمع المدنى !!



    ابراهيم الكرسنى



    إلحاقا لما كتبته، وطرحته من خلال الندوات و المحاضرات فى مختلف المنابر منذ عام 1984 ، حول المجاعة التى تضرب بمعظم مناطق السودان من حين لآخر، أود أن أتوجه بهذا النداء الى حكومة السودان و جميع القوى الحية و الفاعلة داخل المجتمع السودانى ، من معارضة و منظمات المجتمع المدنى على حد سواء. الموقف الغذائى الراهن فى البلاد، و ما يواجهه شعبنا من مخاطر الموت جوعا لا يحتمل أى مكابرة، من أى طرف كان، أو مكايدات سياسية ، أو تسجيل نقاط إنتصارات آنية وزائفة و زائلة لطرف على حساب آخر، على حساب الشعب السودانى المنكوب. الموقف الراهن يتطلب من جميع القوى السياسية أن تسمو فوق مصالحها و حساباتها الحزبية الضيقة و أن تنظر الى الأزمة الراهنة بكل تجرد و نكران ذات و ترفع عن الصغائر. أن تنظر اليها ليس بحسابت السياسة المخاتلة، و الإنتخابات المتوقعة، ، و إنما بحسابات القيم الإنسانية الرفيعة، و الفطرة السودانية السوية التى جبل عليها شعبنا، و مواقفه الإنسانية و التضامنية المشهودة، و التى تجلت عبر تاريخه الناصع فى إكرام الضيف، و إغاثة الملهوف، و نصرة الضعيف، بغض النظر عن المكان أو الديانة أو العرق بداءا من الجزائر غربا و إنتهاءا بكمبوديا شرقا.

    ألا يستحق شعبا بهذا التاريخ الناصع تضامن العالم معه حينما يمر بضائقة إنسانية و مجاعة تتهدده ؟! ألا يستحق شعبا إقتطع من قوت أطفاله ليوفى بإلتزاماته الإنسانية تجاه شعوب أخرى، تبعد عنه بآلاف الأميال، و لا يجمعه معها سوى الأخوة الإنسانية ، رد الجميل منها، و مهما تباعدت الأزمان و الدهور ؟! أعتقد أنه من الإنصاف لهذا الشعب الأبى أن يجد التضامن و المساعدة و الإغاثة ، التى يستحقها ، من جميع شعوب العالم الخيرة.

    لكن تضامن شعوب العالم و دوله و منظماته الخيرية رهن بمستوى إرادتنا الوطنية، و عزيمة قياداتنا على جميع المستويات، و له شروط لابد من توفيرها و إستحقاقات لابد من الإلتزام بها، بكل ما يتطلبه ذلك من حس و طنى متجرد و صرامة أخلاقية رفيعة. يمكن تقسيم تلك الشروط و الإستحقاقات الى ثلاثة مستويات: الأول يتعلق بالحكومة، و الثانى يتعلق بقوى المعارضة، أما الثالث فيتعلق بمنظمات المجتمع المدنى.

    إستحقاقات حكومة السودان

    - على حكومة السودان الإقرار، ودون أدنى مكابرة، بأن المجاعة الراهنة التى تتهدد شعبنا ليست عقابا إلهيا منزلا، أو قدرا مكتوبا يتوجب على شعبنا الرضاء به و التعايش معه، و إنما هى نتاج استراتيجيات و سياسات إقتصادية خاطئة و غير مجدية، بدأت منذ عهد النظام المايوى، و استمرت حتى و قتنا الراهن، و ستسمر مستقبلا إن لم تأت حكومة راشدة تقر بخطئها، و من ثم تسعى الى تغييرها تغييرا جذريا، وفق فلسفة و نظرية إقتصادية ،تختلف إختلافا نوعيا عن تلك المعتمدة حاليا، و التى توجه دفة إقتصاد البلاد نحو الأزمات و الكوارث.

    - إعلان مناطق المجاعة ، فى جميع أنحاء السودان، مناطق كوارث، و التعامل معها على هذا الأساس، بكل ما يتطلبه ذلك من خطط طوارئ و برامج عمل و توفير الموارد المادية و البشرية لتنفيذها على وجه السرعة.

    - يتوجب على الحكومة، بعد هذا الإقرار، و إعلان مناطق الكوارث، التوجه بنداء الى حكومات العالم وشعوبه، من فوق منبر الأمم المتحدة و منظماتها المتخصصة، و من خلال أمينها العام، لأن تهب لتمد يد العون، ما استطاعت، و تقدم ما يتوفر لديها من معونات غذائية، و مواد إغاثة تقى شعبنا الصابر مخاطر زمهرير الشتاء القادم .

    - الإستيلاء على جميع مخزونات الحبوب المتوفرة لدى السماسرة و تجار الموت، و إن تطلب ذلك استعمال القوة المسلحة، وترحيلها و توزيعها على المنكوبين فى مناطق المجاعة.

    - توجيه نداء الى منظمات المجتمع المدنى فى جميع أنحاء العالم، و بالأخص منظمة أطباء بلا حدود، بتقديم الأدوية و العناية الطبية لمكافحة الأمراض الناتجة عن المجاعة و سوء التغذية.

    - السماح بدخول المعونات و مواد الإغاثة، دون قيد أو شرط ،سوى شروط الصحة و السلامة، و تقديم جميع التسهيلات التى يتطلبها دخولها وضمان و صولها الى المرضى و الجوعى فى المناطق التى تأثرت بالمجاعة.

    - تكوين لجنة قومية عليا، على أن تمثل فيها قوى المعارضة و منظمات المجتمع المدنى، للإشراف على استلام و توزيع مواد الإغاثة، و عدم السماح لها بأن "تضل" طريقها لتقع فى أيادى السماسرة و تجار السوق الأسود و مصاصى دماء الشعب السودانى من الطفيليين، الذين لا يرحمون و لا يسمحون بوصول رحمة الله الى مستحقيها.

    إستحقاقات قوى المعارضة

    - تحمل المسؤولية تجاه شعبها، و الإرتفاع الى مستوى الموقف الخطير، و ما يتطلبه ذلك من ترفع عن الصغائر و المكاسب الشخصية أو الحزبية الضيقة.

    - حث الحكومة، عن طريق مختلف الوسائل و السبل المتاحة، للإقرار بوجود المجاعة، و من ثم إعلانها الى دول العالم بكل وضوح و شفافية.

    - دعم نداء الحكومة، إن تم الإعلان عنه، و السعى الى إستجلاب الإغاثة الى الشعب السودانى المنكوب، مستغلة فى ذلك العلاقات الطيبة التى راكمتها طيلة وجودها خارج أرض الوطن، أثناء سنوات معارضتها لحكم الإنقاذ من الخارج.

    - المشاركة الفاعلة فى أعمال و أداء اللجنة القومية المقترحة، و المناط بها مسئولية الإستلام، و الإشراف على توزيع مواد الإغاثة التى يتوقع وصولها الى السودان من مختلف بقاع الأرض.

    - توجيه جميع كوادرها، على مستويي القيادة و القاعدة على حد سواء، للعمل الجاد و بذل كل ما تستطيع من جهد، لتنفيذ خطط و برامج الطوارئ و إستنباط الآليات الكفيلة بضمان وصول مواد الإغاثة لمستحقيها فى جميع أرجاء البلاد.

    إستحقاقات منظمات المجتمع المدنى

    - الضغط على الحكومة عن طريق جميع الوسائل المتاحة و القانونية لتحمل مسئوليتها أمام الله و الشعب و الوطن ، بل العالم أجمع، و إعلان حالة المجاعة، و ما يستتبعه ذلك من إلتزامات و إستحقاقات.

    - ضرورة مشاركتها فى اللجنة القومية المقترحة و القيام بتنفيذ كل ما يوكل إليها من أعمال بكل تفان و إخلاص.

    - إعلان حالة الطوارئ و الإستنفار بين صفوفها لمواجهة الأزمة الخطيرة التى يمر بها الوطن، و المحنة الشخصية التى يتعرض لها المواطنون و المواطنات، ممن قدر لهم حظهم العاثر بالتواجد فى مناطق المجاعة.

    - بعث قيم شعبنا النبيلة، و التى جبل عليها طيلة تاريخه الطويل، كأنشطة النفير، على سبيل المثال لا الحصر، لدعم شعوبنا المنكوبة فى مختلف أرجاء البلاد التى تأثرت بالمجاعة.

    - العمل منذ الآن، وحتى قبل أن تطلق الحكومة النداء المقترح، على إستنفار شبابنا من الجنسين ، لتسخير طاقاتهم الخلاقة، و إمكانياتهم الإبداعية، لإستنباط الوسائل و الآليات المناسبة لجمع التبرعات من القادرين عليها، و توزيعها على مستحقيها ، دون من أو أذى.

    - التجرد و نكران الذات، و الإرتفاع فوق المصالح الشخصية و الفئوية، لإنجاز هذه المهمة الوطنية النبيلة.

    الدروس المستفادة من مجاعة غرب السودان

    حينما ضربت المجاعة دول شرق أفريقيا، و من ضمنها السودان، فى عام 1984، رفض النظام المايوى حينها الإقرار بها، أو الإعترف بآثارها الكارثية، فى مكابرة غاية فى السوء، نتج عنها موت الآلاف من الشر ونفوق ما يماثلها من الحيوانات. حدث هذا فى الوقت الذى أعلن فيه نظام منقستو هايلى ماريم، على ما فيه من سوء، وجود مجاعة بإثيوبيا، ووجه نداءا ، من خلال الأمم المتحدة، لدول العالم جمعاء، بأن تهب لمد يد العون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. حينها تدفقت المعونات على إثيوبيا، من جميع دول العالم و منظماته الخيرية، و لعبت دورا لا يستهان به فى إنقاذ حياة العديد من البشر. وحينما اشتدت وطأة المجاعة ولم يجد النظام المايوى من سبيلا سوى الإقرار بها، و إعلانها، كان الآوان قد فات حينها، ولم يتبقى للعالم ما يقدمه للسودان… فتأمل!!

    آمل أن لا يتكرر الآن الموقف غير الوطنى وغير المسئول، الذى وقفه النظام المايوى آنذاك، من المجاعة التى ضربت غرب السودان فى ذلك الوقت. لقد أعلنت الحكومة الإثيوبية قبل فترة بسيطة من الزمن، وجود المجاعة، ووجهت نداءا الى دول العالم لمد يد المساعدة. فهل ستحذو حكومتنا حذوها لتأخذ نصيبها من تلك المساعدات، و تنقذ بها ما يمكن إنقاذه، أم تستمر فى المكابرة و الإنكار الى أن يموت البشر و يجف الزرع ويفنى الضرع ؟؟!!

    النداء الأخير

    آمل و أتمنى أن تأخذ جميع الأطراف المعنية بهذا الأمر هذا النداء مأخذ الجد، و بالأخص الحكومة، التى يقع على عاتقها المسئولية الأولى و الأخيرة، فى التصدى للأزمة الراهنة، و المحنة التى يواجهها الغلابة و المساكين من أبناء و بنات شعبنا. فمن دون أن تعلن الحكومة للعالم وجود المجاعة كيف سيتسنى له معرفتها؟! و إن لم توجه نداءا للإغاثة كيف سيتحرك العالم لنجدتها؟! وهل يعقل أن يكون العالم، بدوله و حكوماته و منظماته الأهلية، على أتم إستعداد لتقديم يد العون و المساعدة، و ينتظر نداءا رسميا من حكومة السودان، ولكن الحكومة ترفض كل ذلك، و تكابر بأنه لا وجود للمجاعة بالسودان، بل هنالك "فجوة غذائية" فقط، لا تتطلب العون من "قوى الإستكبار"؟!

    إذا كان الحال كذلك، و آمل أن لا يكون ذلك واقع الحال، عندها سيتضح للعالم أجمع بأن هذه الحكومة ليست قادرة على الإدارة اليومية لشئون مواطنيها، وهى من المسئوليان الأبجدية لأى حكومة فى العالم، بل عاجزة تماما عن إنقاذ شعبها من الموت المحقق الذى يتهدده. ليس هذا فحسب، بل سيتضح للعالم أجمع، كذلك، مدى ضعف قوى المعارضة و هوانهنا المتمثل فى ممارسة الضغط الإيجابى على الحكومة لتحمل مسئولياتها الوطنية و الأخلاقية، بل و إستهتارها بالمصالح العليا لشعبها، و أى مصلحة تعلو فوق إنقاذ الشعب من الموت جوعا؟؟!!

    ابراهيم الكرسنى

    29/10/2009
                  

11-04-2009, 00:23 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    شكرا اخي ياسر الملك
    شكرا للاستاذ او الدكتور لا اعرف ابراهيم الكرسني.


    ولعن الله من اذل رجالنا.

    مقال عظيم ومحزن

    وانباء اكثر حزنا.

    لهم الله اهلنا بالدندر وكل بقاع بلادنا.
                  

11-04-2009, 01:14 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: Tragie Mustafa)

    شكرا الاستاذة تراجي مصطفي

    للمشاركة والاهتمام وبالجد الحال لا يسر عدوا ولا صديق

    ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم
                  

11-04-2009, 06:20 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    Quote: لهم الله اهلنا بالدندر وكل بقاع بلادنا.


    شكرا ليك يا التراجي بت مصطفى

                  

11-04-2009, 06:32 AM

هواري نمر
<aهواري نمر
تاريخ التسجيل: 04-29-2009
مجموع المشاركات: 1833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: الطيب شيقوق)

    Quote: [

    اقترح عمل بوست لتعيين شخص واحد فاعل فاعل امين ومقبول في دولته ليتولي تجميع المساهمات من ابناء النيل الازرق وسنار ومن الخيرين ايضا في الدولة المقيم فيها .

    اقترح ان تكون مساهمة كل فرد كحد ادنى قيمة جوالين ذرة او قمح

    تجمع على مستوى الدولة وتحول لحساب مركزى باسم شخص امين اقترح ان يكون دكتور منصور العجب للولايتين .

    الطيب شيقوق



    ياسر ود المك
    تحياتي و احترامي.......
    اها كلام العمدة شيقوق ده...
    انا بثنيه..وشايفه حل سريع و عاجل
    وحاولو اتفاكرو سريع
    وادونا النتيجة...
    شان الزمن و الناس تحاول تعمل شئ سريع..
    لك الود
                  

11-05-2009, 02:26 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: هواري نمر)

    الاخ الفاضل /هواري نمر
    لك كل التحايا والاحترام وشكرا للمبادرة الاصيلة والطيبة وعبرك ارجوا تنوير كل الاخوة بالموضوع ولمزيد من التفاصيل ارجوا مراسلتي علي
    البريد الالكتروني

    [email protected]

    ولنا لقاء
    باذن الله
                  

11-05-2009, 06:34 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    Quote: ياسر ود المك
    تحياتي و احترامي.......
    اها كلام العمدة شيقوق ده...
    انا بثنيه..وشايفه حل سريع و عاجل
    وحاولو اتفاكرو سريع
    وادونا النتيجة...
    شان الزمن و الناس تحاول تعمل شئ سريع..


    تسلم ود النمر

    كيفك المك الكرميخ؟
                  

11-05-2009, 09:41 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: الطيب شيقوق)

    قصة مجاعتين (4)
    أضحوكة... السودان... "سلة غذاء العالم" !!
    ابراهيم الكرسني
    نود فى بداية هذا المقال أن نذكر، ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، بأن جميع المجاعات التى ضربت السودان الحديث قد حدثت فى ظل الأنظمة الشمولية: مجاعة غرب السودان فى العام 1984، و مجاعة 2009، فى منطقة الدندر وولاية النيل الأزرق. و لعل حدوث المجاعات فى ظل الأنظمة الشمولية وحدها حكمة قد أراد بها المولى، عز و جل، إثبات خطل إستراتيجيات وخطأ سياسات تلك الأنظمة، التى لا تفضى إلا لإثراء قلة من منسوبيها، بغير وجه حق، و إفقار البقية الباقية من الفقراء و الغلابة و المساكين من المواطنين حتى الموت جوعا. و قد يستحيل نقد و فضح تلك الاسترتيجيات و السياسات، ناهيك عن تغييرها، فى ظل ترسانة القوانين الظالمة التى تحمى بها تلك الأنظمة نفسها، و مؤسسات القمع المناط بها تنفيذ تلك القوانين. لعل لسان القائمين على أمر البلاد و العباد، فى ظل تلك القوانين و المؤسسات يقول، "فليتجرأ من ثكلته أمه على توجيه النقد الى نظام حكمنا أو سياساتنا " !!؟؟
    و لعل المفارقة الغريبة أيضا أن "أضحوكة" ، أو سمها "أحاجي"، أو سمها "نكتة"، إن شئت، السودان "سلة غذاء العالم"، لا تطفو الى السطح، و يسلط عليها الضوء من قبل جميع الأجهزة الإعلامية، بكثافة تثير الريبة و الشك، إلا حينما يكاد الجوع يضرب بشعبنا فى ظل الأنظمة الشمولية !! فلماذا إذن حدوث هذه المفارقة ؟ لماذا رفع هذا الشعار الزائف، بل و المضلل، فى الوقت الذى يتضور فيه شعبنا من الجوع ؟! إن رفع هذا الشعار البراق ، فى ظل الأنظمة الشمولية، لم يأت إعتباطا، و إنما مخطط له، بذكاء شديد، حتى يمكن أن يتم إستخدامه كسلاح آيديولوجى، يمكن من خلاله بث دخان كثيف حول النتائج الفعلية لتلك السياسات ، متوهمين أنه يمكن من خلال هذا الدخان، حجب رؤية الواقع البائس و المزرى الذى تعيشه الجماهير من جرائها.
    لكن، وبدلا من حجب هذا الواقع المؤلم، فقد حجب الله، سبحانه و تعالى، عن أبصارهم الحكمة اللازمة التى تمكنهم من صياغة الاستراتيجيات و الخطط، التى يمكن من خلالها، الحفاظ على المعادلة الموضوعية، و الضرورية، لمنع تدهور الوضع المعيشى حتى يصل مرحلة المجاعة ، و تمكنهم فى ذات الوقت، من الإدعاء بأن السودان يمكن أن يشكل "سلة لغذاء العالم" ، حيث يستحيل تصديق الإدعاء بإعتبار السودان "سلة غذاء العالم"، فى الوقت الذى يتضور فيه شعبه من الجوع !!
    إن حدوث المجاعة كواقع ملموس، و تسرب أخبارها، و من ثم فضحها، داخليا و خارجيا، يتناقض تناقضا صارخا مع ذلك الشعار الزائف، الذى رفعه فى أول الأمر النظام المايوى، حينما كان يجرى لاهثا لإستقطاب رأس المال العربى الى السودان، بعد الطفرة النفطية التى أعقبت حرب أكتوبر، فى منتصف السبعينات من القرن الماضى. وقد كان المقصود بذلك الشعار فى أول الأمر البلدان العربية الغنية بالنفط، و التى تضاعفت مواردها المالية ، جراء تضاعف أسعار النفط فى ذلك الحين.
    لقد نجح النظام المايوى، بالفعل، فى خداع تلك الدول، و تمكن من جمع مبالغ مالية لا يستهان بها من تلك البلدان، وجلب العديد من المؤسسات المالية الإسلامية للإستثمار فى السودان. ذهبت معظم تلك الأموال أدراج الرياح، فى ظل عدم توفر الشفافية، و الضوابط المالية اللازمة، و أجهزة الرقابة الضرورية، لضمان الأداء الفاعل لتلك المؤسسات. وقد تحولت تلك المؤسسات، فى ظل هذا الواقع الإداري المترهل، من داعم للإقتصاد الوطنى، الى أس بلائه. لقد أدى الواقع الإدارى المتسيب و المترهل الى نمو الفساد المالى و الإدارى، بحجم و أسلوب، لم يشهده السودان طيلة تاريخه الحديث، حتى ذلك الحين.
    شكل هذا الفساد الرحم الخصب الذى ولد الشريحة الطفيلية التى إمتصت دماء شعبنا من بعد، و لا تزال. فمنذ ذلك الحين تحول غول الفساد، و الذى بدأ كحمل وديع فى ظل النظام المايوى، الى وحش كاسر، قضى على الزرع و الضرع. ليس هذا فحسب، فقد تمكنت الشريحة الطفيلية، ومن خلال هذا السلاح الجديد، أى سلاح الفساد الجامح، من القضاء على الطبقة الرأسمالية " المقعدة "، و الطبقة الوسطى ، فى ذات الوقت و بضربة لازب. هذا هو الواقع المر الذى أدى الى إنهيار الدولة السودانية، بصورة تكاد أن تكون كاملة، بعد أن هاجرت عناصر الطبقة الوسطى، التى تمنح التوازن لأى مجتمع، بل تقود قاطرة حداثته و تحديثه. ليس هذا فحسب، بل لقد "نجحت" الطبقة الطفيلية، ليس فى إفلاس الطبقة الرأسمالية فقط، و إنما أجبرتها على الهجرة خارج البلاد، لتأكل من خشاش الأرض !!؟
    هل لكم أن تتخيلوا معى بلدا من دون طبقة رأسمالية منتجة؟ بل هل لكم أن تتخيلوا وجودا لدولة، بكل ما لهذا الإسم من معنى وجدوى، خلت من طبقتها الوسطى، الدينمو المحرك لجهاز الدولة !!؟ لقد نتج عن هذين العاملين وجود جهاز دولة لا علاقة له بالشعب. بل فى واقع الأمر صار جهاز الدولة بمثابة "الحبل السرى"، الذى يغذى الشريحة الإجتماعية التى تتولى إدارته، من دماء الغلابة و المساكين الذين يموتون جوعا. بهذا فقد أصبح جهاز الدولة الراهن هو النقيض لمصالح الشعب، حيث تم إستغلاله لتحويل الدولة من دولة الوطن الواحد الى دولة الحزب الواحد، الذى يمثل مصالح الشرائح الطفيلية. لقد أفرزت سياسات جهاز الدولة "الجديد" واقعا اقتصاديا و ظواهر إجتماعية غاية فى الخطورة. تلخص المجاعة فى الدندر و بقية مناطق النيل الأزرق الواقع الاقتصادى البائس الذى أشرنا اليه. أما الظواهر الإجتماعية الخطيرة فقد بدأت بالسرقة و النهب ، مرورا بالتفكك الأسرى، و إنتهت بإنهيار القيم الحميدة التى عرف بها الإنسان السودانى، كالنزاهة، و الصدق، و الأمانة، و الكرم... الخ، و التى ستقود حتما، إن عاجلا أو آجلا، و إن لم يتم تلافيها، الى إنهيار المجتمع بأكمله !!
    يبقى السؤال هنا، هل كان من الممكن لكل هذا الإنهيار أن يتمكن من المجتمع، فى ظل وجود جهاز دولة نظيف، يتحمل مسئولياته الأساسية فى توفير خدمات الصحة و التعليم لتكون فى متناول المواطن، غض النظر عن قوته الشرائية؟؟ و هل هنالك دولة فى العالم قد وجدت لغير هذا الغرض، بعد حماية التراب الوطنى؟! دلونا، بربكم، يا حكماء شريحتنا الطفيلية على مثل هذه الدولة ، إن وجدت على سطح هذه البسيطة !! الإجابة على هذه الإسئلة قطعا بالنفي الجازم. لأنه ،و ببساطة شديدة، فحينما تتحول تلك الخدمات الى سلع تخضع لمنطق السوق، فى مجتمع كالمجتمع السودانى، فقل على الدولة السلام، بل قل على المجتمع نفسه السلام !!
    و حينما رفعت الدولة يدها عن تلك الخدمات، وتحولت بالضرورة الى سلع يتم بيعها لإثراء الشريحة الطفيلية، عندها تفشت الأساليب الفاسدة، و الطرق الملتوية، فى أوساط الناس لجمع المال، لا ليثروا، بل لجمع القليل منه ليتمكنوا من توفير أبسط الخدمات لهم و لأفراد أسرهم، و التى عجزت، بل أقول رفضت، دولتنا الطفيلية توفيرها لهم. بل أذهب الى أبعد من ذلك و أقول بأن طبيعة جهاز الدولة الطفيلى، يقود بالضرورة الى قتل الناس، مع سبق الإصرار و الترصد، فمن لم يمت بالجوع مات بغيره، كتفشى الأمراض الوبائية و سوء التغذية .... الخ !!؟؟
    الغريب فى الأمر أن هذا الشعار الزئف و المخاتل قد نما و ترعرع وكبر حتى تحول من "سلة غذاء العالم العربى" ، الى "سلة غذاء العالم"... بأجمعه... فتأمل !!؟؟ و كأنما نموه هذا قد نما طرديا مع نمو جهاز الدولة الطفيلي، و إستشراء الفساد. فالفساد، كالبالون تماما، يمكن أن "ينتفخ"، على حسب حجمعه و معدلاته، حتى يمكن إستغلاله كغطاء آيدولوجى لحجب الحقيقة عن جماهير الشعب داخليا، و القوى المناهضة للجوع و العوز خارجيا.
    نختم فنقول، يا محبى الخير، و مناهضى الجوع و العوز، فى كل مكان، انتبهوا و خذوا حذركم من الشعارات الآيدولوجية فارغة المحتوى، بل الزائفة و المضللة، حتى تتمكنوا من رؤية الواقع البائس لجماهير شعبنا ،كما هو، و ليس كما يراد تصويره لنا لمآرب أخرى، لا تمت الى واقع الحال بصلة !!

    ابراهيم الكرسني
    5/11/2009
                  

11-06-2009, 02:14 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    up
                  

11-06-2009, 02:50 AM

الفاتح سليمان
<aالفاتح سليمان
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 1735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    لهم الله الكريم

    الجوع مهين

    وبه يهان الكريم

    هكذا قصدها الطغاة في بلادنا

    من المحزن انه ما زال اناس يسوقون التبريرات لمثل هذه الكوارث.

    الخطوات العملية مهمة .

    الاعلام مهم جدا .
                  

11-06-2009, 06:34 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: الفاتح سليمان)

    Quote:
    نختم فنقول، يا محبى الخير، و مناهضى الجوع و العوز، فى كل مكان، انتبهوا و خذوا حذركم من الشعارات الآيدولوجية فارغة المحتوى، بل الزائفة و المضللة، حتى تتمكنوا من رؤية الواقع البائس لجماهير شعبنا ،كما هو، و ليس كما يراد تصويره لنا لمآرب أخرى، لا تمت الى واقع الحال بصلة !!

    ابراهيم الكرسني
    5/11/2009


    الطيب شيقوق وياسر فى انتظار الخطوات العملية
                  

11-06-2009, 06:59 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: elsharief)

    الاخ الشريف

    سلام

    Quote: الطيب شيقوق وياسر فى انتظار الخطوات العملية


    اقترح عمل اجتماع ( فيديو كونفرنس) نلتقي جميعنا لاعداد خارطة طريق الحملة الاستنفارية

    احترامي
                  

11-06-2009, 09:23 AM

khatab
<akhatab
تاريخ التسجيل: 09-29-2007
مجموع المشاركات: 3433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: الطيب شيقوق)

    *




    *




    *





                  

11-07-2009, 05:51 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: khatab)

    up
                  

11-07-2009, 05:51 AM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: khatab)

    up
                  

11-07-2009, 07:42 AM

wadismail

تاريخ التسجيل: 09-01-2006
مجموع المشاركات: 155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    فوق عشان أهلنا في الدندر ،

    معاكم يا ياسر في كل خطوة إن شاء الله .

    محمد إسماعيل - من أهل المنطقة المهددين بالمجاعة
                  

11-07-2009, 10:23 AM

Ahmed Alim
<aAhmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: wadismail)

    الاخ ياسر
    تحياتي،

    القطاع الزراعي هو من أوائل القطاعات التي إستهدفتها حكومة الانقاذ بعد إستيلائها على السلطة، بفرض الرسوم والجبايات والزكاة وعدم توفير مدخلات الانتاج لهم حتى اجبرت اكثر المزاعين على ترك الزراعة واللجوء لحرفة أو مهنة أخرى ليعيش منها. فمن الواضح ان الاستهداف كان سببه أن أغلب رأس المال المستثمر حينها في هذا القطاع خارج سيطرتهم، فسارعوا على هدم هذا القطاع تنفيذاً لسياسات الافقار التي تبنوها منذ إستلامهم للسلطة.

    باعت حكومة الانقاذ اخصب الاراضي الزراعية بالسودان لحكومات وشركات وسماسرة بدول مجلس التعاون الخليجي، والاردن وليبيا ومصر، .الخ بابخس الاثمان! تصدق إنوا تحت مسمى الاستثمار الاجنبي يباع الفدان بمبلغ 100$ فقط ويسمح لهذه الشركات الانتفاع من المياه الجوفية شبه مجاناً لرى مشاريعهم الزراعية كما ذكر سفير السودان بمصرالفريق عبدالرحمن سر الختم.

    فحالياً أغلب الدول المذكورة أعلاها تغطى معظم حاجتها من المنتجات الزراعية من السودان بل تصدر بعض منهما لدولاً أخرى بينما يموت أهلنا جوعاً في الدندر ومناطق أخرى بالسودان!!!

    هل تصدق ان مساحات الاراضي الزراعية التي منحت للاردن وحده تقارب مساحته الاجمالية!
    حالياً الحكومة السودانية بصدد بيع كل الاراضي الصالحة للزراعة في السودان بما فيها مشروع الجزيرة، والمدهش في الموضوع ان ولاية سنار تحديداً هي من اكثر الولايات التي تروج لبيع أراضيها لهذه الدول والشركات!

    الفيدوهات التالية هي حلقات من التلفزيون المصرى قبل أيام ظهر فيها وزير الدولة للاستثمار سلمان سليمان الصافي وهو يحث العرب لشراء الاراضي بالسودان ويطمئنهم بأن أمكانيات السودان ستكفيهم شر المجاعات!!

    كما أكد فيها مدير عام الاستثمار والصناعة بولاية سنار أمين عثمان الشريف بأن ولايته ستقوم بتسليم الاراضي للمستثمرين خلال 3 ايام فقط من تاريخ تقديمهم لهذه الاراضي.. وايضاً تحدث فيها سفير السودان بمصر الفريق عبدالرحمن سر الختم داعياً المصريين وكل خلق الله لشراء السودان!











    (عدل بواسطة Ahmed Alim on 11-07-2009, 10:34 AM)

                  

11-07-2009, 11:08 PM

Ahmed Alim
<aAhmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: Ahmed Alim)
                  

11-07-2009, 11:51 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: Ahmed Alim)

    شكرا الاخ /احمد امين

    للمشاركة

    ولي عودة
                  

11-08-2009, 05:20 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    Download the original attachment
    قصة مجاعتين (5)

    كيف يمكن أن يصبح السودان "سلة" للغذاء ؟؟!!

    ابراهيم الكرسني


    رأينا فى الحلقة السابقة، من هذه السلسلة من المقالات، كيف أن الشعارات الآيديولوجية الفارغة قد ضللت الكثيرين، داخل وخارج أرض الوطن، و أوهمتهم بأن السودان يعيش فى "بحبوحة"، و أن مواطنيه يرفلون فى رغد من العيش، لا يضاهيهم فى ذلك إلا أصحاب الميمنة فى جنات النعيم !! نعم، هذا هو الأثر المباشر لسلاح الآيديولوجيا، إذا ما فعل، وتمت الإستكانة له. تخدير كامل للبصر و البصيرة، مقرونا بإجازة مفتوحة للعقل، و ضمير البشر،للحد الذى أوصل بعض "العلماء" الأجلاء، فى ظل هذا الوضع البئيس، الى النداء ، و من فوق بعض المنابر "العلمية"، للإستعانة بالجن لحل قضايا البلاد المصيرية... فتأمل!! لقد نجح هذا السلاح الفتاك، و الذي يمكن إعتباره جزءا لا يتجزء من أسلحة الدمار الشامل، فى تصوير الحال البائس الذى يعيشه أهل السودان، و كأنه صورة مصغرة من "جنة بلال" الموعودة !؟

    و لقد رأينا كذلك أن هذا السلاح الماضي، لا يمكن استغلاله بذاك القدر العالى من الكفاءة، إلا فى ظل الأنظمة الشمولية التى تنعدم فيها الحرية، ويداس فيها على مبدأ الشفافية بالأقدام، و تهدر فى ظلها حقوق الإنسان، ويسود فيها الفساد و الرشوة و المحسوبية ، لتصبح أساسا لرسم و تنفيذ جميع السياسات وعلى كل المستويات. عندها يصبح الكذب، و الغش، و التدليس، و "عبادة" الفرد، بل تأليهه، هو المنهج الذى يحتكم اليه "هؤلاء الناس" فى اتخاذ جميع قراراتهم، حتى المصيرية منها، أو تلك المتعلقة بسيادة الأوطان.

    كيف يقومون بتنفيذ، وعمل كل ذلك، وهم مرتاحو البال و الضمير؟! نعم، يفعلون كل ذلك دون أن يرجف لهم جفن، لأن عقولهم و أفئدتهم قد تم حبسها داخل ما يمكن لنا تسميته ب "القفص الآيديولوجى"، و التى تنسج من خلاله، تلك العقول و الضمائر، و تؤطر، لقيام نظام شمولي، ثم تدخل بعد ذلك، مرحلة بيات شتوى لاتفيق منها مطلقا، إلا بعد هبة شعبية، نسميها حينا ب "الثورة" ، و أحيانا أخرى ب "الإنتفاضة" . لكن التجارب التاريخية فى السودان قد أثبتت لنا، و بما لايدع مجالا للشك،بأنه دائما ما يتم الإرتكاز على هذا "القفص الآيديولوجى" لتأسيس و بناء الأنظمة الشمولية، بدرجة عالية من المتانة، لحمايتها لأطول فترة ممكنة. تتمثل تلك المتانة فى نجاح العناصر الداعمة للشمولية، دوما، فى إعادة بناء تلك الأنظمة، بعد هدمها عقب كل "إنتفاضة" ، أو "ثورة"، فى فترة زمنية وجيزة تذهل الألباب، مما يدل على براعة نسيج صناعة أصحاب الآيديولوجيا، و علماء السلطان و السوء معا !!

    لقد أمكن لأولائك النفر،و فى ظل ذلك الدخان الكثيف الذى تبثه آيديولوجيتهم المضللة فى أعين الجميع، بما فى ذلك بعض العقلاء من قادة البلاد، من خلق "جنة" زائفة، لا توجد إلا فى أذهانهم المغيبة تماما، حيث أن واقع الحال هو بمثابة النقيض لما يتصورونه!! لكن السؤال الذى يطرح نفسه هو : ماذا كان سيكون البديل لهذا السلاح الآيديولوجى الفتاك؟ الإجابة، و بكل بساطة، أن البديل يتمثل فى العلم، و ليس أى شئ سواه. نعم العلم، وليس الجن، كمنهج يحكم الحياة فى جميع مناحيها، وعلى كل مستوياتها، كان، وسيظل هو البديل لتلك الشعوذة و الهوس. فلو اتخذنا العلم كبديل للآيديولوجيا، كان من الممكن تفادى حالتي المجاعة التى ضربت البلاد فى أعوام 1984 و 2009 !؟

    هل كان من الممكن حدوث ذلك، و تفادى تلك المآسي، بل و جعل السودان " سلة للغذاء"؟ سؤال لابد أن يطرحه العقلاء منا، و الإجابة عليه، ودون أدنى تردد، أو شك، هى نعم!! كان من الممكن حدوث ذلك لو أن حكوماتنا "الرشيدة" قد إعتمدت منهج العلم، و ليس الآيدولوجيا و الشعوذة ، كسبيل أوحد لرسم الخطط و السياسات التى تحكم مسار التنمية الاقتصادية و الاجتماعية فى البلاد.

    لنا أن نتصور هذا السيناريو الإفتراضى للمسار التنموى فى البلاد، طيلة العقود التى أعقبت الإستقلال، وحتى وقتنا الراهن، ثم نحاول أن نرى ماذا كان ستكون نتيجته العملية على أرض الواقع. و حتى يسهل علينا تصور هذا السيناريو، فإننا سنقتصره على القطاع الزراعى فقط. من المعروف، و الثابت علميا، أن الله سبحانه و تعالى، قد حبا السودان بفائض من الموارد الطبيعية، متمثلة فى الأراضى الخصبة، و المياه العذبة، و الأعداد الهائلة من الثروة الحيوانية،كان من الممكن، لو أحسن استغلالها و تنميتها،وفقا لخطة علمية واضحة المعالم و الأهداف، أن تسد إحتياجات البلاد من الغذاء، و تفيض لسد " الفجوات الغائية" ، التى تحدث فى بعض البلاد المجاورة.

    و لكيما نقرب ذلك السيناريو الى الأذهان، سنقتصر حديثنا على الشق النباتى فقط داخل قطاع الزراعة. من الثابت علميا أن السودان يتمتع بتوفر مائتى مليون فدان صالحة للزراعة. نعم، أقول و أكرر (200) مليون فدان بالتمام و الكمال. و من الثابت علميا كذلك، أن المساحة المستغلة من تلك الملاين من الأفدنة، و فى شقيها المطرى و المروى، تقدر بنحوعشرين مليون فدان،أى (10%) فقط، من مجموع المساحة الصالحة للزراعة. و من المعروف ، و الثابت علميا كذلك، أن السودان لم يستغل النسبة المخصصة له، وفقا لإتفاقية مياه النيل، استغلالا كاملا، و بالتالى يصبح نقص مياه الري غير وارد تماما فى هذه المعادلة. كذلك من المعروف أن السودان لا تنقصه الأيدى العاملة. هذه الحقيقة لا تحتاج الى إثبات علمى، و إنما تحتاج فقط ، لمن يشكك فيها، الى جولة "سياحية" فى شوارع و أزقة العاصمة المثلثة ، أو أيا من العواصم الإقليمية ، ليرى بأم عينيه ، الأعداد المهولة من "الشماشة"، التى تبحث عن قوت يومها من داخل "الكوش"، و أماكن القمامة، و تمضى ليلها، "هنيئة" و "راضية"، داخل أحد المجارى،هذا إن لم تكن طافحة أصلا!!

    إذا ما توفرت عناصر الأرض الصالحة للزراعة ، و مياه الرى، و الأيدى العاملة، إذن ماذا تبقى لضمان نجاح العملية الزراعية؟ لقد تبقى فقط رأس المال اللازم لتوفير ما تبقى من ضروريات الزراعة، كالمكائن و الأسمدة و المبيدات وغيرها،و من ثم إنتظار موسم الحصاد !! من أين يأتى رأس المال الضرورى إذن؟ هنالك مصدران لا ثالث لهما لتوفير المال اللازم للزراعة، هما الفائض السنوى من الموازنة العامة للدولة، أو القروض و المعونات الأجنبية. دلت التجارب التاريخية بأن جميع الدول و الحكومات "العاقلة" تعتمد على مصادرها الذاتية أولا فى تمويل عملياتها الإنتاجية، و لا تلجأ الى القروض و المعونات الخارجية ، إلا عند الضرورة القصوى، و حينما لا يتوفر بديل آخر أفضل منها. لكن دول و حكومات "القفص الآيديولوجى" تعكس الآية تماما، حيث تبدأ توفيرالتمويل مباشرة من المصادر الخارجية، لأن مصادر الفائض المالي الداخلية يتم "لغفها" أولا بأول،و بصورة منظمة، بحيث تصبح، بالفعل،هى العملية الوحيدة التى يتم إجراؤها وفق أسلوب "علمى" غاية فى الدقة، لا يخضع للعشوائية ، أو الشعوذة ، أو الدجل، أو أدنى إحتمال لتدخل الآيديلوجيا فى هذا "اللغف"، إلا من حيث تحديد من هو "القوى الأمين"، ليأخذ نصيبه الذى نزل عليه من السماء، جزاءا لزهده، و نظافة يده، و قيام ليله... و حقا هي لله، هي لله !!؟؟

    إذن يمكننا أن نعتبر إستغلال المنصب الحكومى و الموقع السياسي، من قبل النخب الحاكمة، و توظيفه لنهب الفائض الإقتصادى المحلى، و توريده فى جيوب تلك النخب،بدلا من توظيفه لدعم العملية الإنتاجية داخل القطاع الزراعى،فى فساد مالى و إدارى، أوضح من الشمس فى رابعة النهار، هو بمثابة "السوسة" التى ظلت "تنخر" فى " عضم ضهر" الإقتصاد السودانى، حتى "إنكسر مرقه"،و أصبح عاجزا تماما عن تلبية إحتياجات شعبنا من الغذاء، و بالتالى حدوث "الفجوة الغذائية"، وفقا لأهل الشعوذة و الدجل و الآيديلوجيا، أو المجاعة ، وفقا لأهل العلم، التى ضربت أرض الوطن !!

    أعتقد أن الصورة قد أضحت أكثر و ضوحا الآن، وهي كالتالي : إستحالة تكملة العملية الإنتاجية الزراعية، حتى لو توفرت لها ثلاثة من عناصرها الأساسية، وهى الأرض الصالحة و المياه و الأيدى العاملة، دون توفر رأس المال اللازم. و بما أن رأس المال، سواء كان من مصادر داخلية أو خارجية، يتم نهبه من قبل النخب الحاكمة، و ليس توظيفه لمصلحة العملية الإنتاجية، فسيصبح تحقيق الإكتفاء الذاتى من الغذاء، و تجنيب شعبنا ويلات المجاعة، هدفا بعيد المنال.

    يحق لنا أن نقول إذن، و بقلب راض و نفس مطمئنة، أن الفساد المالى و الإدارى، هو بمثابة السرطان الذى "ينخر" فى جسم الإقتصاد السوداني، حتى وهن تماما، و أقعده بالغعل عن أداء و ظائفه، بصورة فاعلة و سليمة. إذن يجب النظر الى إستئصال الفساد المالى و الإدارى بمثابة الأسلوب الناجع،و الشرط الضرورى، و المدخل السليم لمعاجة توفير الموارد المالية اللازمة لتطوير، ليس القطاع الزراعى فحسب، بل جميع قطاعاتنا الإنتاجية ككل.

    و بما أن الفساد المالى و الإدارى لا يمكن له أن يستشرى، و "يزدهر"، إلا فى ظل الأنظمة الشمولية، يصبح إذن إزاحة تلك الأنظمة من سدة الحكم ، و بكل السبل و الوسائل التى يكفلها الدستور، أمرا لا مندوحة عنه، و فرض عين على كل وطني غيور. و يصبح النظام الديمقراطى، بما يوفره من حريات، تضمن إرساء مبدأ الشفافية و النزاهة، كقاعدة فى إختيار شغل المنصب العام، هو هدفنا، إن كنا نسعى لتوفير الموارد المالية الضرورية، و توظيفها لنهضة القطاع الزراعى،و ليس "لغفها"، كما هو واقع الحال. إن نجاحنا فى إستغلال جميع الموارد المتوفرة على أكمل وجه، لتنمية القطاع الزراعى، و تطوير جميع أنشطته، سوف يجعل السودان، فعلا لا قولا، "سلة غذاء" لشعبه أولا، و من بعد ذلك لبقية الدول الشقيقة و الصديقة ، إن أمكن ذلك. و كما يقول مثلنا الشعبي..."الزيت إن ما كفى ناس البيت... يحرم على الجيران" !!؟؟

    إذن دعونا أن نترك الشعارات الآيديولوجية، فارغة المحتوى، جانبا، و لنسعى منذ الآن لتأسيس نظام الحكم القادر على إستغلال مواردنا الوفيرة أحسن إستغلال،وفقا لخطة تنموية، يتم إعتمادها و تنفيذها بالقدر اللازم من الشفافية، حتى يتسنى لنا تحقيق نهضة شاملة فى جميع أنحاء السودان. إننا شعب غني بالموارد، لكن ما ينقصنا، بالفعل، هو القيادات السياسية الكفؤة، النزيهة، و الفاعلة، التى تضمن إستغلال تلك الموارد على أكمل وجه. فإذا ما توفر للبلد هذا النوع من القيادات، حينها ستصبح مجاعتي 1984 و 2009، ليس جزاءا من تاريخ السودان، مثلها مثل "مجاعة سنة ستة" فقط، و إنما سيستحيل تكرارها فى المستقبل... و هذا هو الأهم !!؟؟

    ابراهيم الكرسني

    8/11/2009
                  

11-09-2009, 05:49 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    شكرا د / الكرسني

    ومزيدا من الحقائق والتوثيق للواقع المؤلم .
                  

11-11-2009, 09:11 PM

ياسر المك
<aياسر المك
تاريخ التسجيل: 09-04-2009
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجاعة الدندر .... ودموع الرجال !! ؟؟ (Re: ياسر المك)

    Download the original attachment
    قصة مجاعتين (6):

    زيادة الإنتاج الزراعى وحدها ليست كافية لتفادى حدوث المجاعة !!

    ابراهيم الكرسني


    لم نكد نفيق من هول الصدمة التى أحدثتها فى نفوسنا الأخبار المتواترة عن المجاعة التى تضرب أهلنا فى منطقتى الدندر و النيل الأزرق، و نتجاوز صداها الداوى، و نحلل أبعدها و آثارها الكارثية، بذهن مفتوح، حتى تواترت لنا الأنباء عن الإحتمال الوشيك لحدوث مجاعة أخرى فى جزء عزيز آخر من البلاد، وهو جنوب السودان. لم تحمل تلك الأنباء أجهزة القوى المعارضة لنظام الإنقاذ، أو منابرها الإعلامية " العميلة"، أو حتى أجهزة ومنابر "الطابور الخامس"، و إنما وردت إلينا تلك الأنباء من منابر أخرى، و أجهزة هيئات ليست لديها أدنى مصلحة فى "تشويه" صورة النظام الحاكم، وهى هيئة الأمم المتحدة.

    هل يمكن لعاقل، أيا كان إنتماؤه الفكرى أو السياسي، أن يشكك فى مصداقية تلك المنظمة حول موضع المجاعة بالذات، حتى و إن تم التشكيك فى العديد من مجالات أنشطتها الأخرى، بغض النظر عن الدولة المعنية بها؟ وهل يمكن لأى عاقل أن يظن، و إن بعض الظن إثم، بأن جميع دول العالم، المجتمعة تحت مظلة الأمم المتحدة، ليس لها من عمل تعمله، أو "شغلة" تملأ بها أوقات فراغها، سوى "إستهداف" نظام "التوجه الحضاري"؟ و لمذا تجمع شعوب العالم قاطبة على إستهدافه من الأساس؟ وقديما قال أهلنا الطيبون،"إتنين كان قالولك راسك مافى... أتبنو"!!

    بل هل يمكن لأي حكومة "عاقلة" فى الدنيا، أن تنتظر إعلان المجاعة، و الدعوة لإغاثة مواطنيها الذين يتضورون جوعا، من أي جهة غيرها ، سواء كانت تلك الجهة داخلية أو خارجية، ناهيك عن الأمم المتحدة نفسها؟ بل ما هى المهمة المركزية لأي حكومة، إن لم تكن توفير الأمن و الأمان لمواطنيها، وضمان سلامتهم الشخصية و البدنية، حتى و إن كانوا خارج حدودها السياسية، ناهيك عن توفير الغذاء و الرعاية الصحية لهم؟ أم أن هذه المهمة المركزية تقع خارج دائرة إهتمام الحكومة السنية؟ ام أنها تعتبرها من ترهات الدنيا الزائلة، ولا تتسم مع رسالة التأصيل، و إعادة صياغة الإنسان السوداني، التى تضعها فى أعلى سلم أولوياتها؟! ماذا يمكن القول عن حكومة ترى شعبها يموت من الجوع و المرض، أمام أعينها، وهي تزعم بأن جميع سياساتها التى أفضت الى هذا الوضع المأساوي، لم يكن القصد من تنفيذها سوى التقرب الى الله سبحانه و تعالى؟ بل ترى ماذا سيقولون لله سبحانه و تعالى، حينما يلتقونه يوم الحشر العظيم، مجردين من كل شئ من أعراض الدنيا الزائله، إلا ما كسبت أيديهم، حول المجاعات التى تفتك بأهلنا فى العديد من أطراف البلاد؟ لكن المفارقة الكبرى تكمن فى إنكار الحقائق الدامغة؟ كيف يمكن لأي إنسان سوي، أن يرى إنسانا يموت من الجوع أمام ناظريه، ثم يزعم أنه قد مات بداء الملاريا ، على سبيل المثال؟ فهل هنالك مثال للمكابرة أسطع من هذا؟ و قديما قيل، "الإختشو... ماتو"!!

    لكن الأنكى و الأمر من ذلك، هو أنه و بينما يستعد العالم بأجمعه، ممثلا فى الأمم المتحدة، بمختلف هيئاتها، ليهب لإنقاذ الغلابة و المساكين من المصير المحتوم، ألا وهو الموت جوعا، فى هذا الوقت بالذات تزعم الحكومة السنية، بأن ما يجرى فى تلك المناطق المنكوبة ليس سوى "فجوة غذائية"، يمكن "ردمها" من الموارد الذاتية !! ألا يحق لنا أن نتأمل جيدا،عند هذه النقطة، الحكمة المأثورة التى قالها أهلنا الطيبون، ألا وهى..."جو يساعدو فى دفن أبوهو... دسا المحافير" !!

    و هنا بالتحديد تكمن ثالثة الأثافى، كما يقولون. إننا نزعم بإستحالة "ردم" هذه "الفجوة الغذائية"، وفقا لمنطقهم، فى ظل علاقات الإنتاج و التوزيع الراهنه، و التى تشكل أساس التركيبة الإقتصادية و الإجتماعية لسودان التوجه الحضارى. هذا الزعم يستند الى حقيقة بسيطة، و هى أنه، من الصعوبة بمكان، إن لم يكن من المستحيل، توصيل المواد الغذائية الرئيسية، كالذرة على سبيل المثال،حتى و إن توفرت بما فيه الكفاية، الى مستحقيها فى ظل نظام التوزيع الراهن، و الذي يسيطر عليه سيطرة تامة، و يديره، عناصر الشريحة الطفيلية، المتنفذة بالكامل، ليس على نطاق التوزيع فقط، و إنما على الأجهزة المسؤولة عن التمويل و التوزيع بأجمعها.

    الدليل الدامغ على صحة زعمنا هذا، هو ما حدث أثناء المجاعة التى ضربت غرب السودان فى العام 1984. إن أحد الأسباب الأساسية التى أدت الى حدوث المجاعة، و تفاقمها فى إقليمي دارفور و كردفان، ليس ندرة الإنتاج الزراعى فى السودان فى ذلك العام، و إن حدث ذلك فى مناطق المجاعة، و إنما فى سوء توزيع ما توفر منه. إن انتاج الذرة فى مناطق إنتاجه التقليدية المطرية، كالقضارف و الدالى و المزموم، لم ينخفض مطلقا فى ذلك العام. إذن لماذا حدثت المجاعة ،فى بعض أجزاء البلاد، على الرغم من توفر الإنتاج الزراعى فى أجزاء أخرى منها؟ حدث ذلك ببساطة نتيجة للمضاربات التى مارستها الشريحة الطفيلية حول هذه السلعة الإستراتيجية، و التى يعتبر أمر توفيرها، مسألة حياة أو موت، بالنسبة لمعظم سكان السودان.

    ساروى لكم القصة بأكملها، حتى نبين دليلنا الدامغ لزعمنا. لقد قامت بعض البنوك بشراء الذرة من مناطق إنتاجه، بأسعار بخسة، ثم قامت بتخزينه فى مدينة كوستي، فى إنتظار الوقت المناسب، لبيعه بأضعاف سعر شرائه، فى الوقت المناسب. وقد سنحت لهم الفرصة، و حان ذلك الوقت، حينما تراءى لهم فى الأفق شبح المجاعة وهو يضرب بأهلنا فى دارفور و كردفان. حينها قامو بترحيل مخزونهم من الذرة صوب غرب السودان. لكن إرادة الله الغلابة حالت دون تحقيق الأرباح الخرافية التى كانوا يمنون بها النفس، وذلك لسببين. الأول هو سوء وبطء وسائل الترحيل، لأسباب مناخية و لوجستيه فى ذلك الوقت. أما السبب الثانى، وهو الأهم، هو عجزهم عن بيع معظم ما تم ترحيله للجوعى، ذلك أن أسعار البيع التى حددوها، جعلته يقع خارج دائرة القوة الشرائية لمعظم الفقراء و المسحوقين من أبناء و بنات تلك المناطق. لذلك فقد مات هؤلاء تحت أعين الشرائح و الفئات الطفيلية، دون أدنى شفقة أو رحمة، أو حتى رمشة جفن !!

    عندها تفتقت عبقرية شعبنا الأبى، و أطلق كنيته الشهيرة على تلك البنوك، وسماها ب"بنوك العيش" !! وهو ما فتح الطريق واسعا لتوزيع "عيش ريقان" على أؤلائك البؤساء، حتى تمنوا له من أعماق قلوبهم أن "يرزق" بحجة مبرورة! ما أرق قلوب " الكفار" ... و أغلظ قلوب بعض المسلمين... فى بعض الأحايين!! و حينما إنتصرت إرادة شعبنا الغلابة فى أبريل 1985، و أطاح بالحكم المايوى البغيض، فى إنتفاضة مشهودة، كان من أوائل ردود فعله على ذلك الظلم، هو تكسير الواجهات الرسمية ل"بنوك العيش"، بإعتبارها أحد أكبر رموز ظلم و فساد النظام البائد... فتأمل !!

    هذا ما كان من أمر هذه البنوك حينما كانت تجد الرعاية الكاملة من جهاز الدولة، فما بالك بممارستها سيئة الصيت وهى تسيطر عليه سيطرة كاملة، دون أدنى منازع؟! فهل يمكن لمثل هذا الجهاز أن يهب لنجدة الملهوف، أو لقنوات التوزيع تلك، أن تسمح بوصول الذرة لمستحقيها فى أطراف البلاد النائية التى تضربها المجاعة؟ إننى أشك فى ذلك، بل أكاد أجزم بإستحالته. إذ كيف سيتسنى لجهاز دولة قائم على مص دماء الشعوب بمساعدتها فى ذات الوقت؟ و كيف يمكن لشرائح طفيلية، تسيطر على قنوات التوزيع جميعها، أن تقوم بتوصيل الغذاء لمستحقيه، و هى ترضع من ثدي ذلك الجهاز الفاسد، و تجنى أربحاها الهائلة على حساب الغلابة و المساكين؟!! أليس من المضحك حقا، و بعد كل مآسي المجاعات تلك، أن تزعم أبواق النظام بأننا "نأكل مما نزرع"؟! على كل حال إننى أعتبر ذلك من رابع المستحيلات، إذا لم تتغير التركيبة السياسية- الإقتصادية الراهنة فى البلاد.

    و الى أن يحدث ذلك كان الله فى عون شعبنا، وليس هنالك من مخرج من الموت جوعا، سوى بتصعيد الحملة العالمية لإغاثة شعبنا، و من فوق جميع المنابر المتاحة، بما فى ذلك منبر الأمم المتحدة. و كذلك إستنفار القوى الوطنية فى الداخل، لضمان وصول الدعم الخارجى لمستحقيه فى المناطق التى تأثرت بالمجاعة، بما فى ذلك جنوب البلاد. كما يجب أن لا يهدأ لنا بال إلا بعد نجاح "الحملة الوطنية لحماية شعبنا من الموت جوعا" ؟!

    ابراهيم الكرسني

    10/11/2009

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de