|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: ابو جهينة)
|
أخي مأمون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وخواتم مباركة! وجزاك الله خيراً على هذه الوقفة المتأمّلة في كلام ربنا الكريم! وأنا دائماً تستوقفني هذه الآيات من سورة الإسراء، وهي تتناول الهموم الكبيرة التي تستحوذ على وعينا، هموم طلب الرزق والسعي والكدح في هذه الدنيا، يقول الله سبحانه وتعالى: [QUOTE]مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ / وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا / وَهُوَ مُؤْمِنٌ : فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً (19) كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاءِ وَهَـؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ / وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20) انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ / وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21)
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: صلاح عباس فقير)
|
تحية عامرة بالمحبة
عليكما معاً أعزائي :
أبوجهينة ، وصلاح عباس فقير .
رفع الله مقداركما .
وكم هو جميل أن نلتقى فى هذا المكان ، فى هذا الوقت بالذات ، وعلى هذا البراق .. نمتطى بساط المعاني الرقاق وأعذب الكلام على الإطلاق !
وحينما يكون هو المتكلم ،، لأحسن الكلام حديثاً
فقط نتأمل ،
ويستعصى علينا الشرح والتعليق ،
فياله من صديق !
وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ------------------------------------ ( اللهُ لآ إله إلا هو الحىُّ القيوّمُ لا تأخُذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ لهُ مافِى السمواتِ ومافِى الأرضِ من ذا الّذى يشفعُ عندهُ إلا بإذنِهِ يعلمُ مابين أيدِيهِم وما خلفهُم ولا يُحيطُون بشىءٍ مِن عِلمِهِ إلا بما شاء وسِعَ كُرسيُّهُ السمواتِ والأرضَ ولايَؤُدُهُ حِفظُهُمَا وَهُوَ العَلِىُّ العَظِيمُ )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: أشرف البنا)
|
الاخ الكريم / مامون وضيوفه الكرام
كل عام وانتم بخير، وعيدكم مبارك أن شاء الله يعود علينا وعليكم بالخير والسلام والأمن، وعلي السودانيين جميعا، والسودان استرد عاقيته ..
اخي / مامون
الايات الجاية دي، من سورة (ق) فيها شيء يحير، ويبعث علي الدهشة، كدي عليك الله عاين ليها شديد، واديني رأيك:...
{فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}40
( واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب ( 41 )
(يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ .) (42)
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ (ے) وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ(43)
دمتم بالف عافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: جمال المنصوري)
|
Quote: الايات الجاية دي، من سورة (ق) فيها شيء يحير، ويبعث علي الدهشة، كدي عليك الله عاين ليها شديد، واديني رأيك:...
{فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}40
( واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب ( 41 )
(يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ .) (42)
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ (ے) وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ(43)
|
الله الله ! أهل الفِكِر والذِكِر !
أستاذي الحبيب جمال المنصوري ،،
كل عام وأنتم بألف ألف بخير .. ودمتم بألف خير عافية
حيّرنا معاك وأدهشنا يامنصوري !
بإلله عليك تقول .. ده نحن يادوب بنتهجا فى آيات الآفاق !
فما بالك بآيات النفوس !
كده يادوب البوست ده حيثمر عن جديدٍ من الثمر !
أدهشنا يزول ،، ومنكم نستفيد ،،
بالتأكيد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: أشرف البنا)
|
Quote: هو الدين الحق دعوة إلى التأمل و التفكر و إعمال العقل و المنطق ... |
ياالله ! يا د. أشرف ، ونحن فى صحبة الكبير المتعال ،، الجليل الرحيم
نحار ونعجز وندهش إلى مالا نهاية !
أحمد حضورك الجميل يادكتور وكل عام وأنت بألف خير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
Quote: كدي عليك الله عاين ليها شديد، واديني رأيك:... |
قدر ماأعاين براي كده ما حأصل !
المعاينة دي مادايرة نظر يفلق الشعرة .. والبشوف القلب !
والمُذهِل فى الفِكِر ده يامنصوري حينما يتكشف لنا ، بنزل زي الموية الساقطة فى جوف عطشان تائه فى صحراء مغفرة في عِز النهار !
أسقنا مما عندك يارجل ،
نحنُ في حضرةِ من نهوى !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: Emad Abdulla)
|
Quote: حين جن الليل و بقيت وحدي و قلقي و هواجسي و أفكاري المفرطات عليّ , تعبت تعبت , فأمسكت المصحف قارئا .. رتلت السورة تلو السورة و انا استطعم الكلمات و أتلمظها في فمي تلاوة و تهجدا .. فيفج روحي فجا ضياءا ما و سكينة ما عرفت طعما لها منذ زمان سحيق , تتسع رؤيتي و يسكن قلقي سلاما سلاما .. بالله الذي لا إله إلا هو يا مامون أنني بكيت كما لم أبك من قبل .. بكيت حتى أشفقت على نفسي . قمت من ساعتي تلك فاتصلت بالشيخ و سألته أن مابي يا شيخ ؟ لم الرجل يحر جوابا .. لكنه بشرني بالخير . من يومها يا صاحبي و أنا أقرأ من القرآن كلما تكأكأت عليّ نفسي و الدنيا .. فيسيغ حالي , و يرتد رائقاً .
هو الكلام المجيد يا صاحبي .. كلما اغترفت منه طما عطشك فاستزدت .. و لات ثم ارتواء . |
وبإلله الذى لا إله هو كم أنا سعيد بك ياعماد وبهذا الذى يحتويني ويحتويك ! إذ هو القرآن الكريم .. هذا الرباط الوثيق .. أم أنه العروة الوثقى تتغلغل فينا، حين نغفو وحين نفيق ! فتأخذ بالألباب ! أو لعله الشوق ياعماد ،، إلى الرجعى ! وهاتيك البلاد العجيبة ، و الأماكن البعيدة ! ... فهنيئاً لك ياعماد .. هنيئاً لك بليلاك ،، وبالذى أبكاك ! وما هو إلا ذاك العشق العجيب ! شىءٌ ما مشتول فينا ياعماد ! ومغروز فى الضمير .
تحياتي لك ياعمدة كالمطر المطير .. ولى أسرتك الأجمل ،، وللبنيات . كم أنا متلوم فيك يازول !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
الأعزاء :
الأديب أبوجهينة صلاح عباس فقير د. أشرف البنا جمال المنصوري عماد عبدالله
وجميع الإخوة والقراء الكرام .
لايفوتني أن أهنئكم جميعاً بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى جميع الناس بالخير والبركات ، وبالعافية والأمن والسلام .
وكل عام وأنتم بألف خير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
كيفنك يامامون وكل سنة واسرتك وانت بخير
تمر اشياء فى حياتنا مرات من غير تأمل, وراء لهث الحياة وجرينا وراها مناهجنا التى قامت على الحفظ لا تحرض على التأمل, اذكر انى وعلى مدى اربعة سنوات درست كمادة اجبارية القرآن والتجويد فى الجامعة الاسلامية كنت اقوم بالتجويد والحفظ - فقط- لحصولى على الدرجات العالية فطريقة التدريس ماكانت محرضة بل منفرة...
مرّ الحال الى ان واجهنى المهجر بانيابه الشرسة بدأت اقرأ وانقب فى كل مادرسته فى الجامعة الاسلامية.. بدأت اقف فى كل الصور البديعة فى الآيات الكريمة التى كنت فى زمن ماضى احفظها حفظا مبينا.. المهجر واسئلته.. ولا مناص من تحتمى بالحلاج..
مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال
فإذا مسك شيء مسني فإذا أنت أنا في كل حال
ولا مناص من ان تقرأ ليلا وقبل النوم سورة الرحمن فتنام يملؤك اليقين نهارا تصحو الاسئلة من جديد.. حول التفاسير المختلفة... اقرأ محمود محمد طه... فقد كانت رؤيته وقراءاته مقنعة لىّ فى فترة تفجرّ الاسئلة حول وضعى كامرأة فى الدين الاسلامى.. وحين تواجهك اسئلة القيامة فى حوار هادف وعلى مستوى علمى فلابدّ ان تتسلح بالمعرفة التى ما ان تحس انك عرفت شىء والاّ يبدأ جهلك فى نهايتها لتبدا من جديد تدور فى فلك الوجود وخالقه تعالى
قد لا اجد تفسيرا لكثير من التفاصيل الحياتية التى امارسها منذ سنوات, ان يصحو صغارى على يقين التلاوة وان يناموا عليها... يقين لا ابحث عن اسيابه, آخذه كما احسه.. ان يحمى صغارى ويحمينى..
اندهش احيانا, فمالم توصله لىّ الجامعة الاسلامية بكل الصلف المنهجى فى التلقى استطاع ان يوصله لىّ المهجر.. بمواجهة النفس والبحث عن خباياها.. والتأمل فى كثير من الآيات حتى تحس ان هناك ضوء ما يخترقك... فى سورة يسن مثلا.. من الآية 36 تداخل الليل والنهار والشمس والقمر وهذه الافلاك التى يسبح فيها الخلق.. والبحر يا مامون.. كلما اقف امام البحر احس ان الله يغمرنى بالطمأنينة ولكن ايضا الخوف..
لايدّ اذن من خالق لهذا الكون.. ويقينى فى ان خالقه الله سبحانة وتعالى..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: كيفنك يامامون وكل سنة واسرتك وانت بخير
تمر اشياء فى حياتنا مرات من غير تأمل, وراء لهث الحياة وجرينا وراها مناهجنا التى قامت على الحفظ لا تحرض على التأمل, اذكر انى وعلى مدى اربعة سنوات درست كمادة اجبارية القرآن والتجويد فى الجامعة الاسلامية كنت اقوم بالتجويد والحفظ - فقط- لحصولى على الدرجات العالية فطريقة التدريس ماكانت محرضة بل منفرة...
مرّ الحال الى ان واجهنى المهجر بانيابه الشرسة بدأت اقرأ وانقب فى كل مادرسته فى الجامعة الاسلامية.. بدأت اقف فى كل الصور البديعة فى الآيات الكريمة التى كنت فى زمن ماضى احفظها حفظا مبينا.. المهجر واسئلته.. ولا مناص من تحتمى بالحلاج..
مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال
فإذا مسك شيء مسني فإذا أنت أنا في كل حال
ولا مناص من ان تقرأ ليلا وقبل النوم سورة الرحمن فتنام يملؤك اليقين نهارا تصحو الاسئلة من جديد.. حول التفاسير المختلفة... اقرأ محمود محمد طه... فقد كانت رؤيته وقراءاته مقنعة لىّ فى فترة تفجرّ الاسئلة حول وضعى كامرأة فى الدين الاسلامى.. وحين تواجهك اسئلة القيامة فى حوار هادف وعلى مستوى علمى فلابدّ ان تتسلح بالمعرفة التى ما ان تحس انك عرفت شىء والاّ يبدأ جهلك فى نهايتها لتبدا من جديد تدور فى فلك الوجود وخالقه تعالى
قد لا اجد تفسيرا لكثير من التفاصيل الحياتية التى امارسها منذ سنوات, ان يصحو صغارى على يقين التلاوة وان يناموا عليها... يقين لا ابحث عن اسيابه, آخذه كما احسه.. ان يحمى صغارى ويحمينى..
اندهش احيانا, فمالم توصله لىّ الجامعة الاسلامية بكل الصلف المنهجى فى التلقى استطاع ان يوصله لىّ المهجر.. بمواجهة النفس والبحث عن خباياها.. والتأمل فى كثير من الآيات حتى تحس ان هناك ضوء ما يخترقك... فى سورة يسن مثلا.. من الآية 36 تداخل الليل والنهار والشمس والقمر وهذه الافلاك التى يسبح فيها الخلق.. والبحر يا مامون.. كلما اقف امام البحر احس ان الله يغمرنى بالطمأنينة ولكن ايضا الخوف..
لايدّ اذن من خالق لهذا الكون.. ويقينى فى ان خالقه الله سبحانة وتعالى.. |
إشراقة السودان كيفنك وكيف أسرتك الجميله .
تهانينا بالعيد السعيد وكل سنة وإنتو طيبين وبألف خير .
يالك من صادقة !
وأحيلك إلى هذا النص العجيب : بسم الله الرحمن الرحيم ( حم * والكتاب المبين * انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم)
صدق الله العظيم . لاحظى يا إشراقة ماتحته خط من الآيات الكريمات !
دمت بألف خير ، وراجع بالتفصيل لى كلامك العميق الجميل وتجربتك الثرة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة للتأمل ! حول هذا الكلام المجيد ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
Quote: اقرأ محمود محمد طه... فقد كانت رؤيته وقراءاته مقنعة لىّ فى فترة تفجرّ الاسئلة حول وضعى كامرأة فى الدين الاسلامى.. |
العزيزة إشراقة ، آسف جداً لتأخري عليك نسبة إلى ظروف العيد الإنت عارفاها ، وربنا يعيدو علينا وعليكم باليمن والبركات ،، وبكل جميل وجديد .
تأملى ياإشراقة هذا الكلام للأستاذ محمود ، عن القرآن الكريم :
للقرآن تفسير، وله تأويل .. وبين التفسير والتأويل إختلاف مقدار، لا اختلاف نوع .. فالتفسير قاعدة هرم المعاني، والتأويل قمته .. وتتفاوت المعاني، بين القاعدة والقمة، من صور الكثافة إلى صور اللطافة .. فلكأن التأويل هو الطرف اللطيف من التفسير .. وقمة هرم المعاني عند الله، حيث لا عند، وفي ذلك قال تعالى: (عن القرآن بين القمة والقاعدة) (حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا، لعلكم تعقلون * وإنه، في أم الكتاب، لدينا، لعليّ حكيم) فإن كلمة (لدينا) هنا، ليست ظرف مكان، وإنما هي للتناهي، حيث ينتهي الزمان، والمكان، وذلك لدى عتبة الذات، التي لا يحويها الزمان، ولا المكان .. وبهذا المستوى فإن تأويل القرآن لا يعرفه، عند التناهي، إلا الله، وهذا معنى قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب، منه آيات محكمات ، هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه، ابتغاء الفتنه، وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله .. والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل من عند ربنا .. وما يذكر إلا أولو الألباب) ولقد أخطأ قوم فظنوا أن التأويل، من حيث هو، لا يعرفه إلا الله .. وذلك لا يستقيم، لأن تنزلات القرآن، من لدن الذات، عديدة، وللعارفين فيها مواضع، ولا ينقطع حظهم من المعرفة إلا عند حضرة الذات .. فإنه، في حضرة الذات، مبلغ العلم الحيرة .. وفي الحيرة خير كثير .. لأن بها يعرف العقل قدر نفسه .. و (من عرف نفسه فقد عرف ربه) كما قال المعصوم .. وقد إعتصمت الذات العلية عن أن يعرفها أحد معرفة استقصاء، وإحاطة، لأنها قد تفردت بالوحدة المطلقة، فليست ذات تشابهها، فتعرفها، ولذلك فقد قيل:(لا يعرف الله إلا الله) .. وإنما، من ههنا، جاء قوله تبارك، وتعالى: (قل لا يعلم، من في السموات والأرض، الغيب إلا الله، وما يشعرون أيان يبعثون * بل ادارك علمهم في الآخرة، بل هم في شك منها، بل هم منها عمون) .. فالغيب هنا، هو الله، في إطلاق ذاته، فإنه لا يعلمه أهل السموات من الملائكة المقربين، ولا أهل الأرض من علماء الجن والإنس .. بل استغرق علم هؤلاء علم الآخرة .. بل، حتى هذه، لم يستقصوها علما، ولم يحصوها يقينا .. قال تعالى: (بل ادارك علمهم في الآخرة) يعني اجتمع، ونفد، فلم يستقص، ولم يحط .. (بل هم في شك منها) لقصور علمهم بها .. (بل هم منها عمون) .. فتلك ثلاث درجات من العلم، كلها انحصرت في حضرات التنزلات، وانحسرت عن حضرة الذات .. وحضرات التنزلات كثيرة، لا تحصى، ولكنها جميعا تنضوي تحت ثلاث، فإن الذات العلية، تنزلت من إطلاقها، وصرافتها، إلى مرتبة الاسم – العلم – ثم إلى مرتبة الصفة – الإرادة – ثم إلى مرتبة الفعل – القدرة – .. ومن هذه الثلاث جاء خلق المخلوقات، فحضرة العلم أحاطت بالمخلوقات، وحضرة الإرادة خصصت الصورة الأولى، وحضرة القدرة أبرزتها إلى الوجود الأول، وفق تخصيص الإرادة، وإحاطة العلم، ثم باشرت إبراز تعاقب الصور في نسق حكيم، وتسلسل دقيق، تضبط منازله الإرادة الرشيدة، ويوجه خطوه العلم المحيط إلى سدة الذات العلية في علاها .. والسير إلى سدة الذات العلية، في علاها، إنما هو تطور من الكثافة، إلى اللطافة، أو قل من الجهل، إلى المعرفة .. وذلك هو مقصود الله حين قال، تعالى من قائل: (كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب، وبما كنتم تدرسون) وهو مقصود المعصوم حين قال: (تخلقوا بأخلاق الله .. إن ربي على سراط مستقيم) .. وفي هذا التطور يقول تعالى: (يأيها الإنسان!! إنك كادح إلى ربك كدحا، فملاقيه) ولا تكون ملاقاة الإنسان ربه بقطع المسافات، وإنما هي بتقريب الصفات من الصفات – بتقريب صفات العبد، من صفات الرب – وذلك هو معنى الأمر بالتخلق بأخلاق الله ..
.... على أمل المواصلة ...
مع خالص تحياتي .
| |
|
|
|
|
|
|