|
رحم الله الخاتم عدلان
|
رحم الله الخاتم عدلان
حسن أحمد الحسن /واشنطن
لعلها أقدارنا نحن أبناء هذا الجيل الذين نمثل حلقة وصل بين جيلين من أبناء الوطن أن تعصرنا الأتراح في سودانات الشتات ونحن نفقد في كل يوم مناضلا رمزا وأخا عزيزا وزاهدا جلدا حفر بعزماته اسمه خالدا في سجل هذا الوطن المنكوب وحفر اسم الوطن في سجله الأبيض رحل الخاتم عدلان لينضم إلي كوكبة من الشهداء الذين لم تسعفهم جراحات قلوبهم على احتمال مشاهد الضياع والتدويل وكان حبهم للوطن أكبر من الإصطبار على حزنه المقيم . رحل وهو لا يملك إلا مثل ما يملكه المجددون من فكر المصادمة وشفاه المخاطبة التي تبتسم يابسة على حواف الإنتظار رحل مثلما رحل نفر بالأمس لم يعد يذكرهم أحد وهبوا أنفسهم ليشتروا خلاص أمتهم في صمت رحلوا وهم يحلمون بعودة الأمل في بناء وطن يتسع للجميع.هكذا كان حلم عزالدين على عامر والفاتح سلمان وخالد الكد وفتحي أحمد على وعبد العزيز النور والرباطابي ,ومحمد زين وجعفر حلوين وهكذا كان حلم على أبوسن وعمر نور الدائم وعثمان أحمد عبد الله وطائفة من الذين معهم في كل واد وتلة مضرجة بدماء عزيزة أتوا من كل مشارب الوطن وقراه المضيئة بنور الإيمان. فليرحم الله الخاتم وكوكبة الشهداء الأخيار من أبناء هذا السودان القديم المعتق وليرحم الله الوطن الذي أصبح مرتعا لقصر النظر وساحة للتدخلات الأجنبية التي يتباري الحكام في منح صكوكها الي الموظفين السامين الدوليين في وضح النهار . ورحم الله قلوبنا وأعان أعيننا على تحمل هذا المشهد الذي يتحول فيه وطن بحجم الحلم إلي تايتنك جديدة تتصدع من أطرافها وسط أمواج من الأجندات والمخاطر والأطماع .
|
|
|
|
|
|