|
الخاتم عدلان مات واقفا كما الأشجار
|
الخاتم عدلان مات واقفا كما الأشجار حكى لي أحد أقربائي أن الأستاذ حسن محمد صالح (حسنابي) -وهو معلم بالمرحلة الإبتدائية كان يعمل بقرية ام دكة الجعليين في أواخر خمسينيات القرن الماضي- حكي لي أن الأستاذ حسنابي الذي كان حديث عهد بالمهنة قد ظل يتحدث بدهشة تمازجها نبرات الفخار عن تلميذ لديه يقول عنه أنه نابغة بل ومضى يتحدى أن تلميذه النابه سيكون له شأن عظيم , ولم يكن ذلك الصبي الذي بان تفرده المبكر غير الخاتم عدلان. لقد كان الأستاذ حسنابي معلما ثاقب الرؤية بعيد النظر غير أن الخاتم عدلان كان الرائد الذي لم يكذب أهله. سلك دروبا وعرة شق كل مفازات حياته القصيرة المحتشدة بالأحداث الجسام بثبات نادر ومثابرة فريدة.أستطاع أن يحتفظ بإحترام الآخرين له في مختلف منعرجات مسيرة النضال الوطني لأنه كان يحترم الإختلاف , لقد ميزته مبدأيته الراسخة وانحيازه الجذري لهموم شعبه حتى آخر يوم في مسيرته المعطاءة ولم يسقط ولكنه مات شامخا.. مات واقفا كما الأشجار .. الخاتم... سلام عليك في الخالدين.
|
|
|
|
|
|