|
الاستاذ خالد المبارك يكتب عن الخاتم
|
نقلا ً عن الرأي العام
الخاتم عدلان.. بعد رفع الفراش
هل الوفاة والدفن هما ختام سيرة الخاتم عدلان؟ ماذا سيبقي منه لتاريخنا المعاصر؟ اضاء كالشهاب ثم انطفأ فجأة وسوف لن يرضيه ان نكتفي بالترحم والدموع.
هناك عدة قضايا تتجاوز الخاتم كفرد. هل كانت استقالته من الحزب الشيوعي في مصلحة قوى التجد يد والمبادرة والابتكار داخل الحزب ام انها اضعفت هذه التيارات واسدت خدمة للتحجر والتجمد ؟ يرى البعض ان الانقسام لم يكن خطيراً ولانعرف الاعداد بالضبط لكن «النوعية» كانت مهمة. يمكن ان يقال - حكما بالمعرفة الشخصية - ان الذين انضموا لحركة «حق » في القاهرة كانوا الفنانين والكتاب وان للحركة وجوداً بين الشباب والطلاب داخل السودان .
المشكلة التي واجهت المرحوم الخاتم في تصوري هي انه - بعد قفزة النجاح الاولي - استقر بلندن مع اسرته وابتعد عن قواعده . ميزة لندن بالطبع انها تتيح الفرصة للعلاقات الاقليمية والدولية وقد استثمر الخاتم هذه وتحرك بالخارج تحرك الرأس البعيد عن الجسد . ولعل هذا احد اسباب التعقيدات التي واجهها ازاء زملائه الذين ظلوا داخل السودان.
لم تقتصر هذه المشكلة على «حق » بل عانى منه القادة الآخرون المعارضون اذ نشأت قيادات بالداخل وكونت لنفسها رصيداً نضالياً وامسكت بالخيوط بدرجة دفعت البعض (مثلاً في حزب الامة ) للرجوع ومحاولة استعادة السيطرة على عجلة القيادة .
واجه الخاتم حملة تشهير وصمد لها . وقد روى لي - في دهشة وليس في غضب - كيف رفض احد قادة اليسار التقليدي مصافحته عندما مد يده في مناسبة عامة وامام جمع من الناس ! لا اعرف ما اذا كان ينوي العودة الى السودان . الاسم الكامل للحزب هو : حركة القوى الديمقراطية والاختصار «حق ».
الاختصار الآخر المحتمل هو اضافة حرف الدال لتصير «حقد » وهو شعور لم يعبر عنه المرحوم الخاتم بل عرف بالتسامي عن الصغائر والحزازات ، رغم الحقد الذي صوب نحوه . الاختصار الثالث المحتمل هو اضافة الالف لتصير «حقا؟» فتطرح السؤال الذي لايزال بانتظار اجابة او اجابات عند اليسار الجديد.
لو اتجه الحزب الذي خرج عليه الخاتم ووراق وزملاؤهم نحو الاعتدال فيمكن ان يقال ان انقسامهم صعد الصراع واوضح عمق المشكلات . واذا تنامى نفوذ « حق » داخل السودان في مرحلة التعددية وفي سماد تربة يسار الوسط فأن الناس سيذكرون دور الخاتم عدلان في التأسيس. ولن تكون وفاته ودفنه ختام سيرته.
احاديث الشيخ فرح ودتكتوك:
سئل الشيخ فرح ودتكتوك عن ابلغ ما قرأ خلال الاسبوع فقال : روى مالك بن انس عن نافع بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ان الرجل يصوم ويصلي ويحج ويعتمر فاذا كان يوم القيامة أعطى بقدر عقله».
|
|
|
|
|
|