|
الخاتم المفكر الذى سوف يفتقده الوطن
|
"كان قلبي الذي نسجته الجروح كان قلبي الذي لعنته الشروح يرقد الآن فوق بقايا المدينة وردة من عطن هادئا.. قال 'لا' للسفينة وأحب الوطن!" أمل دنقل ------------------------------------ كان طلبه الاخير سماع أبيات من الشعرهكذا كان الخاتم حتى فى لحظاته الاخيره يريد أن يكشف عن غموض الراهن بقوة الكلمه ودقة المعنى رغم تعقد حالته الصحيه. الكثيرين من مشاهيرنا ذوى الاسماء اللامعة دائما مايثيرون فيك درجات متفاوته من الاحباط عند التعامل معهم على المستوى الخاص، لكن الخاتم كان الاستثناء النادر فى هذه القاعده، فهو كل متسق لا يتجزء أوينفصم لأن به اتساق اخلاقى مدهش، يا الهى كم كان بسيطا صادقا كريما متواضعا ذكيا دون ادعاء، وحتى عند غضبه تحس أنه غضب نبيل ومبدئى. فى منتصف التسعينات عندما أعلن الخاتم رأيه فى الخط السياسيى للحزب الشيوعى من خلال المناقشات التى بادر بها فى دراسته "آن آوان التغير" وبعد قنوطه ويأسه من التغير من داخل المؤسسة الحزبيه واعلانه منظمة سياسية جديدة بأستقالته من الحزب الشيوعى السودانى، لكن كلعنة كل الايدولجيات ومعتنقيها كانت رؤية التسامح وأتساع الصــدر الفكرى آخر منظومة أخلاقيه فكريه ينتبه لها ذلك الزمان، لكنه واجه العزله الاجتماعيه التى فرضها عليه رفاق الأمس بشجاعه منقطعة النظير فى عتمة وقساوة المنفى، لكنه صبر لأنه كان يثق فى صحة رؤيته وتصوره. الخاتم مجود من الطراز النادر أذكر كنا نتحدث مؤخرا عن بعض الحوارات التى تدور فى سودانيز أون لاين و ذكرت اسم كتاب صدر فى بريطانيا للصحفى البريطانى الشــــــــهير فرانسيس ويين بعنوان Brief History of Disillusions بعدها بيومين أتصل الخاتم وذكر أنه أوشك على الأنتهاء من قراءته هكذا كان إخلاص الخاتم للمعرفه وكل ماهو جديد. الخاتم له موهبه نادره تكمن فى قدرته فى قراءة الوشائج والخيوط المتشابكه المرئيه منها والغير مرئية التى تشكل لوحه الحدث السياسى. وتمكنه من سبر أغواره وتلخيص أتجاهاته بشكل لا يضاهيه فيه أحد فى الساحه السياسية السودانيه المعاصره. آخر مره التقيته فيها عندما كان فى صحة جيده فى الحفل الخيرى المقام لجمع تبرعات لعلاج صديقنا زهير فيصل فى آواخر شهر يناير ولا أنسى غضبه النبيل وتذمره من بعض ما كان يدور فى المنابر الأسفيريه السوادنيه وطمأنته بأننا سوف نلتقى قريبا لمناقشه هذه التفاصيل التى تزعجه. وللأسف لم نتمكن من ذلك ......؟.
من أجمل ما قرأت له مؤخرا مقاله "أنفاق... وآفاق" عند سؤالى له كيف كتبت ذلك المقال يا خاتم قال بحماس " من السطر الاول للسطر الاخير لم أتوقف لحظه" ربما هذا التدفق العفوى المخلص ما ستفتقده الساحه السياسية السودانيه بعد الان. المساهمات الفكريه التى قدمها الخاتم من خلال تجربته فى الحزب الشيوعى منذ نهاية الستينات الى منتصف التسعينات، وتجربته الفكريه الثرة والمحفزة فكريا فى قراءة ما بعد الماركسيه.... كلها تنم عن أنه كان عباره عن شعله ذهنيه متقده لا تمل أو تكل فى بحثها عن الحقيقيه.
التحيه لك يا خاتم ولأسرتك ولكل من وثق فى حكمة رؤيتك، وستظل أفكارك ملهمة للكثيرين من أبناء السودان ، لكننا لن نمل من البحث عن الحقيقة كما كان يبحث عنها ذهنك الوقاد ولن نيأس.
وهكذا كانت رؤية الخاتم للسودان الذى ينشده عندما عاد الى السودان فى بناير 2004 "إعادة تعريف السودان وفق حقيقته الماثلة، وطنا شاملا لأهله جميعا بتعددهم النوعي، والقومي والإثني والديني والثقافي والسياسي، ومساواتهم الجوهرية كبشر، وحقوقهم الكاملة كمواطنين، وترسيخ مفهوم الوطن الشامل والمواطنة الشاملة والمواطن الكامل المطمئن. وهذه هي الأصالة التي نفهمها، وهذا هو التأصيل الذي نتبناه"
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم المفكر الذى سوف يفتقده الوطن (Re: أحمد أمين)
|
حين ..سدّ الموت فوهات الرجاء
كانت الاحلام شتى
والعصافير استمدت موسما من دفتر اللقيا
ومن وعى الحقول
كانت الاحزان شتى..
بغتة تأتى المنية..
دائما تأتى بلاموعد..
الموت يأتى دائما من خارج الموعد
"على عجل كأن الريح تحمله..."
بغتة يأتى ..
وتذهب خلفه الاشياء والافراح والأمال والذكرى
على قلق..رحلت..بغير ما موعد
كانت الاحلام شتى
كانت الاحزان شتى
ورغما عننا قسرا رحلت..
وداعا ايها "الخاتم"..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم المفكر الذى سوف يفتقده الوطن (Re: benyya)
|
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ امين
اللهم اغفر له وارحمه و عافه و أعف عنه و أكرم نزله ووسع مدخله
واغسله بالماء والثلج والبرد و نقه من الخطابا كما نقبت الثوب الابيض من الدنس و أبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله و زوجا خيرا من زوجه و أدخله الجنة و أعذه من عذاب القبر و عذاب النار
ان لله ما أخذ و له ما أعطي و كل شيء عنده بأجل مسمي و أعظم الله أجركم و أحسن عزاءكم و غفر لميتكم
وخالص العزاء لأسرته الكريمةفي بريطانيا و أهله في الجزيرة و لشعب السودان وانه بلا شك فقد كبير للأمة السودانية جمعاء بمختلف فئاتها و ألوانها السياسية و للسودان و للفكر لا يعوض أبدا و أنه حقيقة رمز للمفكر الذي يتسم طرحه بالصدق و الشفافية و النزاهة و الأمانة و رمز للنبل و التواضع و البساطة و سمو الأخلاق في شخصه و هو سياسي و مفكر قل أن تجد مثله و تحترم فيه كثيرا و طنيته و صدقه و اخلاصه و تفانيه في سبيل مبادئه و قيمه و قضية شعبه ألا رحم الله الخاتم عدلان
وانا لله وانا اليه راجعون
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم المفكر الذى سوف يفتقده الوطن (Re: أحمد أمين)
|
ابو حميد يابختك العرفت او حاورتا خاتم عن قرب.
من امنياتي كانت محاورة خاتم علي انفراد.
الغريب اني اتخيلت اتساق خاتم هذا، من دون ادني معرفة بيهو من قبل، وفقط من خلال اسهامو هنا في المنبر. حاولت في تكتم شديد احصلو هنا في واشنطون، لكن ربنا مااراد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم المفكر الذى سوف يفتقده الوطن (Re: Alia awadelkareem)
|
الاخ العزيز احمد امين..
وانت ادرى ..حين التقينا وقالت احضاننا ما لم تقله الدموع ونحن نعزى بعضنا فى فقد الوطن.الخاتم كان بكل ذلك التفرد الاسراء ..ينداح منه فى فكره وثقافته وعلاقاته الاجتماعيه وغيرته وحبه العميق للوطن..فى مدى معارفه الفكريه .اخذته السياسة عن الادب لكن فى لغة كتابته خلط بتشكيل الفنان فى حرفية وابداع استعمال اللغة.واجاد.وفى كل ترجماته..الخط الاتساق المنتاج والرؤية الفنيه للأستعمال الذى يرحل بالقارىء لمدى الابعاد فى امتاع مذهل..وكشخص تخالطه تعرفه تبثه الوشائج .يمنحك من دفق عطائه..ومن دفق روحه ومن معايير فهمه وتعامله الكثير المتدفق..وفى كل مساجلاته ونقاشه الفكرىاو الثقافى .يضعك فى ميزان الحستات ..ويضيف.هذا هو ..وهو رب اسرة من طراز فريد ومتجانس ..حدود الوفاء عنده بلا حدود مخلص وصادق.. ليرحمه الله فقد على كافة مستويات الحياة والتعامل الانسانى والافق السياسى الثقافى الفنى الاجتماعى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم المفكر الذى سوف يفتقده الوطن (Re: أحمد أمين)
|
كتب أحمد أمين
Quote: الكثيرين من مشاهيرنا ذوى الاسماء اللامعة دائما مايثيرون فيك درجات متفاوته من الاحباط عند التعامل معهم على المستوى الخاص، لكن الخاتم كان الاستثناء النادر فى هذه القاعده |
كـان خاتم هــو الـقـاعدة والآخرون الاسـتـثـنـاء.
سرد عميق وأمين.
شكراً أحمد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم المفكر الذى سوف يفتقده الوطن (Re: أحمد أمين)
|
Quote: "إعادة تعريف السودان وفق حقيقته الماثلة، وطنا شاملا لأهله جميعا بتعددهم النوعي، والقومي والإثني والديني والثقافي والسياسي، ومساواتهم الجوهرية كبشر، وحقوقهم الكاملة كمواطنين، وترسيخ مفهوم الوطن الشامل والمواطنة الشاملة والمواطن الكامل المطمئن. وهذه هي الأصالة التي نفهمها، وهذا هو التأصيل الذي نتبناه" |
"إعادة تعريف السودان وفق حقيقته الماثلة، وطنا شاملا لأهله جميعا بتعددهم النوعي، والقومي والإثني والديني والثقافي والسياسي، ومساواتهم الجوهرية كبشر، وحقوقهم الكاملة كمواطنين، وترسيخ مفهوم الوطن الشامل والمواطنة الشاملة والمواطن الكامل المطمئن. وهذه هي الأصالة التي نفهمها، وهذا هو التأصيل الذي نتبناه" "إعادة تعريف السودان وفق حقيقته الماثلة، وطنا شاملا لأهله جميعا بتعددهم النوعي، والقومي والإثني والديني والثقافي والسياسي، ومساواتهم الجوهرية كبشر، وحقوقهم الكاملة كمواطنين، وترسيخ مفهوم الوطن الشامل والمواطنة الشاملة والمواطن الكامل المطمئن. وهذه هي الأصالة التي نفهمها، وهذا هو التأصيل الذي نتبناه" "إعادة تعريف السودان وفق حقيقته الماثلة، وطنا شاملا لأهله جميعا بتعددهم النوعي، والقومي والإثني والديني والثقافي والسياسي، ومساواتهم الجوهرية كبشر، وحقوقهم الكاملة كمواطنين، وترسيخ مفهوم الوطن الشامل والمواطنة الشاملة والمواطن الكامل المطمئن. وهذه هي الأصالة التي نفهمها، وهذا هو التأصيل الذي نتبناه"
| |
|
|
|
|
|
|
|