وإنها مشروع مرثية لكن يظل السؤال الذى يحزننى هو كيف يباح لأى كان أن يتحكم فى عمر شخص ويمنع عنه ممارسته لحياته التى وهبه إياها الله سبحانه وتعالى وإلى زملائى القانونيين بصفة خاصة ألا يوجد أى تشريع ليقتص ممن كانوا السبب فى حرمان أم الخاتم عدلان وغيره من حرمانهن من أبنائهن لفترات تطول وتمتد من وهم فى مقتبل العمر وحتى آخره وأيضا يصابون فيها بجميع أنواع الأمراض القاتلة والمهلكة والمضعفة وكلنا يعرف كثيرا من هذه الأشياء ونعرف قصة صلاح بشرى ( بين ضخر وحديد وأعاصير وسل ) فإلى متى تمارس الأجهزة القمعية إغتيال فلذات أكبادنا التى تبدأ وهم فى المرحلة الطلابية ( الثانوى والجامعة ) وتستمر هذه الملاحقة والأسر – كما أسميه – طالما امتد بهم العمر
ــــــــــــــــــــــــــ وقد كنت أخاف عليه من هدأة الليل ومن نسمات الفجر المقبلات فى السحر فتلك هى الساعة التى - مباغتة – يدهمنا فيها التتار والغجر وكنت أتحسس فى المشلعيب نصيبه من العشاء لم يأخذ أبوه إلا لقمة واحدة ، وقال : غطيه واحفظيه فى الجواء للخاتم ولدى وإنى لأجد ريح يوسف فى الوعاء وكنت حين يأز باب بيتى فى دكة أم الجعلين كنت حينها أقول : إنه قد جاء فكل الأبناء يرجعون إلى أمهاتهم فى العطلة الصيفية إلا ابنى الذى هو عندكم وديعة أبدية يا أيها الجبناء أودعه كلاب الأمن سجونكم القصية وألبسوه القضية تلو القضية إبنى الذى أخذتموهُ فى مقتبل العمر – طالبا طلعته بهية أبيض السريرة ، طاهرا مناضلا على السجية - - - وأنت يا من عاديته بكل ما ملكت من :
الجيش والبوليس وما استحدثت من أجهزة قمعية وبكل تنظيماتك الحكومية والشعبية وما استوليت عليه من منابر الإعلام والمناشط المشبوهة ، المأجورة الأقلام وكل أفرع الأمن والمكاتب ، والغرف السرية ابنى الذى لا حول له بجانب ما حظيتم به من الآلة العسكرية الحربية إلا أنه يفوقكم ألف مرة فى حبه للشعب والوطن إبنى الذى أعطيتموهُ الداء ومنعتم الدواء عنه ثم انتزعتم عن جثمانه الكفن إبنى الذى قد صعد إلى العلياءِ حاملا شكواه ، مثخنا بالجراح قلبه من شدة التعذيب محتقن
لم تقدروا أن تعبثوا بروحه فأوغرتمُ الجراح فى الجسد ضيقتمُ عليه حلبة الخناق - وما ضاق بالبلد ضربتمُ الحصار حوله حتى لا يراه أحد وحين غادر – لم تلحظوا – بأنه قد كان فى معيته البلد قد أدخل السودان فى جلبابه نخلة فنخلة وقرية فقرية وبلدة تدثرت فى حضنهِ إثر بلد وخبأ النجوم فى مخلاته ففى ليل الغربة لابد من أن يسامره أحد وكان النيل فى عروقه مزمجرا وصاخبا يجيش فى مدد وفى أضلعه تشابك الصفصاف دون حد
جعلتم قضية الثوار كالحرباء تلبس فى جرمها لون كل شرعة تجد وصحبه حين دلفوا بجثمانه الطاهر عند بوابة الوطن كانت السماء ساطعة وكانت الأرض بالإشراق والحنين مترعة وجمهرة الطلاب يزحمون ساح الجامعة وكان فى قبضته : حفنة من تراب أم دكة الجعليين وكان غيره قد باع جميع تراب الوطن العزيز للغزاة الفاتحين
ما اروعك وانت تسجل كل ذلك التاريخ الذى خطته خطوات الفقيد العظيم الرمح الخاتم عدلان..ما اجمل مشاهد التصوير ولغة الحروف ..وتبيان الصور الملتصقة بكل تلك الرؤى الحقيقة التى لازمت وحاصرت وفرضت كل تلك الاسوار خلال كل تلك الحقب والى الان..وحتى هو مسجى فى نعشه...لالزمت اساليب الامن جثمانه الطاهر ..فكان يمثل لهم الرعب وهو حيا يرزق..ومؤكدا لهم الرعب وهو قد فارق الحياة. ما اعظمه ..فى حياته وفى مماته ... كان شامخا كالجبال فى ثباته واوتاده الراسخة فى عمق الارض.. انه الطود.
عليه رحمة الله..وغفرانه.
وانت تصوغ تلك القصيدة .تمثلت فيك روح الفقيد وانت تذكر تلك المراحل الزمن.ما اروعك ايها الشاعر المبدع الفنان..مبدع .مبدع.مبدع..
كمال عباس وعصمت العالم الأخوان الفرسان لا يزال الجرح يمزقنى وسأواصل
وصحبه حين دلفوا بجثمانه الطاهر عند بوابة الوطن كانت السماء ساطعة وكانت الأرض بالإشراق والحنين مترعة وجمهرة الطلاب يزحمون ساح الجامعة وكان فى قبضته : حفنة من تراب أم دكة الجعليين وكان غيره قد باع جميع تراب الوطن العزيز للغزاة الفاتحين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة