|
لمحات من تاريخ الثورة فى الجنوب
|
لمحات من تاريخ الثورة فى الجنوب
فى خمسينيات هذا القرن نشأت حركة الانيانيـا فى جنوب الوطن بهدف وفق واضح للانفصال تأسيسا على مفاهيم وتصورات عرب مسلمين، جنوبيـين مسيحيين و أبان نتائج الاستقلال زادت القناعة بأن السودنة لم تلبى طموحات أمال الجنوبيـين وفق ما أعدته تجلبات الممارسة السياسية الشمالية فى الاستئثار بالسلطة والثروة وبالمقابل أدى هذا الوضع لاندفاع الانيانيا إلى ردفعل اكبر ومن هنا بدا يتبلور مناخ سياسى ثقافى وجدانى وبشكل صريح وواضح بأفق الانفصال وبدا قطاع واسع من المثقفين والأكاديميين والعسكريين للانضمام لحركة الانيانيا كتيار عام جنوبى بل أن داخل تشكيلات الانيانيا القائمة على التحالفات القبلية كانت كل مجموعة تقاتل من مواقعها الجغرافية وفى غمره معارك الانفصال اتخذ جوزيف لاقو الشكل التنظيمى ليتبلور شكل مؤسسى باسم الانيانيـا وعلى أساس التحالفات القبلية وفى هذاالإطار تم توحيد مجموعات الانيانيـا بإنشاء رئاسة مركزية فى ونجبول وبدأت الحركة تأخذ وضعها الإقليمى وبعدها الدولى عبر تراثها القتالى وكون وجدانى مشترك نفسى وسياسى مما أدى بالقضية إلى وزن اكبر وصدى اعمق إلى إن كانت رحلة اتفاقية أديس أبابـا 1972 وفى هذا الإطـار كانت تتبلور حول مفاهيم وتصورات الانيانيا تيارات حول صحة وافق الانيانيا كجزء وكيان يتأثر بتطور الفكر والثقافة الإنسانية وتجلياتها على القارة الإفريقية بكاملها خاصة وبروز أجيال جديدة صاعدة من المثقفين داخل حركة الانيانيا يحكمهم وعى ومفاهيم حركات الترر الوطني من حيث الرؤية والأفاق وتحددت هذه التيارات فى أنشطتها داخل حركة الانيانيا بقطاعات طلابية ومهنية وعسكرية وحينما بدأت سلطة مايوبإجهاض اتفاقية أديس أبابا كان لابد لهذه التيارات لان تعبر نفسها فى إطار مجموعة تساؤلات عميقة خلفتها أثار الاتفاقية داخل مجموعة الانيانيا عن الغريبين عن الانيانيـا ويجنون ثمار معاركها ويتحدثون باسمها والذين وظفوا الاتفاقية لمصالحهم الشخصية دون حل جذرى ليتوفر موضوعيا المناخ لالتقاء مجموع هذه التيارات ذات الأفق الوطني الديمقراتى المرتكز أساسا على شعارات التحرر الوطني الديمقراطى وبأفق وحدوى شامل مثل منظمة نـام ومنظمة الاماتونج الثورية لتلتقى معظم الرؤى والتصورات حول إعادة النظر فيما مضى لتلعب هذه النقلـة دورا في إعادة النظر فى أفق الانيانيا والنظر لوحدة السودان برؤى جديدة وتأسيس النواة الأولى كحركة ثورية مسلحة وكان الالتقاء على ميثاق الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان وانطلاقتها التاريخية فى 15/ مايو/ 1983 وكان لابد إن تصطدم مفاهيم وتصورات النواة الثورية للحركة بـالإرث القديم للانيانيا بل كانت توصف هذه النواة أحيانـآ بالعمالة وسـاد مفهوم بان الحركة الشعبية ستخرجهم من مـأوى الانيانيا إلى لا مـأوى فى إطار غياب الإدراك السائد بالقوى والمجموعـات الديمقراطية شمالا وتدريجا تم ملامسة ذلك عقب انتفاضة مارس 85 وبتطور الأحداث عقب انقلاب 30 / يونيو ومــؤشرات الاستعراب والآسلمة وأمام تجارب إثيوبيا وإرتريا والمتغيرات الإقليمية والدولية بدا شعار تقرير المصير يعبر عن نفسه فبرزت بالمقابل المحاولة الانقلابية الفاشلة والتى راهنت بكل ثقلها وارتكزت على الإرث تاريخى للانيانيـا والتشكيك فى جدوى الوحدة ويمكن التساؤل عن دور القـوى الديمقراطية حاليآ.
|
|
|
|
|
|