الشتات ليس إختياريا للمثقف ولكنه شكل من أشكال الهجرة القسرية
يعانى المثقف من وجود الانظمة ذات الطبيعة الأحادية المثقف المستنير فى حقيقته حالة إنتقادية لدورة الظلام التى تحيا فى سوادها الانظمة الأحادية فليذهب المثقف إلى المنفى حتى لا يتم إنتاج حالة العفونة التى يخلقها المثقف المستنير مع مجتمعه وتؤدى إلى تشكيل دورة الاستنارة المضادة للوعى الظلامى السائد ظلت الهجرة عبر التاريخ جزءأ من التجربة الانسانية تدفق السود إلى اوروبا والاندونيسيون عبروا البحر ليستقروا فى ملقاس وتشتت الهنود فى أرجاء العالم هذه نقطة جوهرية فى ظاهرة الشتات الثقافى فهجرة المجموعات القبلية والافواج السكانية من مكان إلى مكان تحمل معها طبائعها وقيمها وعاداتها إى إنها تمثل هجرة ثقافية كبيرة تحمل بين ما تحمل ثقافاتها من مكان إلى مكان تحفظ لنا حالات شتات ثقافى هناك ظاهرة السبى البابلى كما جاءت فى التوراة وقد استلهم من نصوصها العديد من كتاب الرواية المعاصرون منها نصوصأ روائية هناك ظاهرة الاسترقاق التاريخى وتهجير الزنوج إلى العالم الجديد ما ادى إلى نشاة دولة الشتات الكبرى امريكا مع هذا الاتطلاع الأولى لظاهرة الشتات الثقافى فى الواقع او التاريخ كيف تبدو صورة الشتات الثقافى السودانى إنها ليست خارج السياق الاساسى لمكونات الشتات إنهيار عالم ونشاة وضع جديد او حالة صدام مباشر مع السلطة هناك مظهران فادحان للشتات السودانى الحديث يشكلان اساسآ تاريخيآ للظاهرة وهما 1 الحرب الأهلية فى جنوب السودان 2 الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة على الحكم فى السودان فى عام 1999 " انجزت إحصاء تقديرآ للمثقفين السودانين خارج الوطن فتوصلت إلى أن العدد التقريبى لهؤلاء يتجاوز أربع الف بين كاتب وأديب وشاعر وفنان واكاديمى تتقاسمهم مهاجر ومغتربات ومناف بعضها طوعى وجلها قسرى السبب الاساسى وراء هجرة هذا القطاع من النخبة يرجع إلى اساليب القهر المادى ومصادرة الحقوق المدنية والسياسية التى بادر بها نظام الجبهة الاسلامية ادت هذه الموجات الأخيرة من الهجرة إلى تكوين لب ظاهرة الشتات الثقافى السودانى المعاصر وقد ادى توازن النخبة إلى إنشاء الكيانات السياسية والنقابية والثقافية خارج الوطن تتردد إحصاءات جديدة عن الهجرة القسرية وريادة المنافى حيث هاجر اكثر من الالفين استاذ جامعى لاسباب سياسية ومهنية هناك شتات الاحزاب السياسية المعارضة والنقابات العمالية نقابة المحامين هناك ايضا الشتات النوبة من وادى حلفا إلى خشم القربة في مطلع الستينات ادى إلى إنشطار ثقافى داخل المجموعة السكانية جزء بقى فى وادى حلفا وجزم ذهب إلى حلفا الجديدة وجزء ثالث فضل الانتماء إلى النوبة المصرية نحن إذا امام ظاهرة احتواء للشتات وتوظيفه بغية توجيه خطاب سودانى جديد إلى كل شعوب العالم يقاوم فكرة المنفى ويطالب باستعادة حقه فى الحرية والديمقراطية والحقوق المدنية والسياسية والانسانية.
06-11-2003, 09:38 AM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
لما كان للمثقف دور رئيس من خلال رسالته التي تنشد التغيير في المجتمع كان لابد أن يكون أول المنزعجين من هذه الرسالة أولئك الذين يمثلون القهر السلطوي في المجتمع. صحيح أن غالبية المثقفين كانت هجرتهم قسراً لكن يظل هذا الشتات ومع شديد الأسف يلقي بظلاله على دور المثقف ، فتبعثر المثقفين بحسب اللجؤ ومعاناتهم وما يلاقونه من صعوبات يقود إلى الشتات الفكري للمثقف مما أورث المثقفين التشرذم إضافة إلى تباين أطروحاتهم حد تناقض المعالجات وعدم التجانس الفكري حتى بين حملة الثقافة الواحدة. وبالضرورة فإن إنشغال المثقف في كثير من الأحيان بمعالجة الأثار والثانويات والهوامش بالنسبة للصراع دون الخوض في جذوره وكلياته يبدد طاقات المثقف في جزئيات الصراع على حساب عصب المشكلة. كما أن انعدام المبادرات الذاتية للمثقف تجاه قضايا شعبه وحلولها بعيداً عن تحريك الأطر التنظيمية كردود افعال للأحداث دون ان يكون هناك مبادرات وحوارات فكرية للمثقفين فيما بينهم وبين رصفائهم في بلاد المهجر من جمعيات ومنظمات شبابية وثقافية وحقوقية تساهم في عكس معاناة الشعب وتسلط النظام للعالم الخارجي فانعدام هذه المبادرات يعيق حركة المثقف ودوره ايضاً في دول المهجر مما يساهم وبشكل كبير في ضعف انتاجه الفكري وتفككه الاجتماعي وخلله في التفكير المنهجي أحياناً لدرجة الانزلاق والأغراق في معالجة الأثار والشكليات بالقدر الذي يعرض المثقف لسيطرة المتربصين به أواستغلاله من حيث لايشعر في صراعات هامشية تشغل المثقف عن كليات الصراع وأسبابه الحقيقية. المطلوب من المثقف في زمن التواصل الإعلامي والقرية الكونية أن يتجاوز الغربة والتشتت الفكري إلى الوحدة الفكرية والغربة النسبية الحقيقية التي عناها الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم بقوله: طوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس. فالمثقف حين يضعف تفكيره عن الإلمام بشروط استحقاق النصر الحقيقي في صراع الحق والباطل هو مثقف شكلي وإن أدعى الثقافة والريادة في المجتمع ما دام يشغله الزبد عن الزُبد ويعيش خمولاً في الفكر والرضى بالدون وعدم علو الهمة
06-12-2003, 03:52 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
تبدو ظاهرة الشتات وكانها إختيار دفين لانظمة الحكم الاحادية حيث تدفع المثقفين سرآ لاتيانه بشكل يجعله وكانه إختيار شخصى يمارسه وكانه يمارس دورآ بطوليآ الشتات ليس إختيارآ للمثقف ولكنه شكل من اشكال الاقصاء الخفى ولابعاد تدفع الانظمة المثقفين لولوج دروبه إن تذهب بعيدآ عن الوطن إلى أى مكان فى الخريطة وتقول ما تريد ولكن داخل الوطن يوجد المعتقل وتوجد المصحة والمقصلة البقاء فى السلطة يمثل دافعية اساسية لأى نظام حكم ظلامى لتكوين شتاتة الثقافى وهذه الدفعية تمثل احد خيارات العلاقة الزائفة والمسكون عنها فى صلات المثقف بالسلطة
06-12-2003, 07:32 AM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
أخي الكريم أتفق معك أن الانظمة الأحادية درجت على استخدام كل الوسائل لتطويع المجموعة المثقفة او تأطير عطائها وفق التوجه الذي ينسجم مع توجه تلك الانظمة. ووسائل التطويع والتأطير كما لا يخفى عليكم تشمل فرض القيود والرقابة واضطهاد الفكر وملاحقة اي عطاء لا يقبل التطويع والتأطير كما تشمل اساليب الاغراء والواضح أن المثقفين ينقسمون إلى عدة فرق في مواجهة تلك الأنظمة المتسلطة هناك من لا يخشى عواقب الرفض للتطويع والتأطير وهناك من يلوذ بالصمت على انه اضعف الايمان ولكن هناك ايضا من تجدي معه وسائل الاغراء ولذلك فان عطاءها يسلك المنهج الذي تفرضه الانظمة ، بل انه في كثير من الاحيان يصبح من بين وسائل تلك الانظمة في اضفاء الحكمة والشرعية على اي توجه يعن لها ان تأخذ به . ومن الفئة المثقفة نسبة ربما غلبت عليها مطامعها الشخصية ، وربما اجدت معها وسائل الاغراء فجعلت من هذا القطاع اداة مسخرة لخدمة التوجه المغلوط. فالعلاقة بين المثقفين والسلطة في البلاد بوجه عام يحكمها الشك ، وعدم الثقة واحياناً التناقض والعداء وهكذا نجد الكثرة من المثقفين ، خصوصاً اولئك الذين يريدون طرح قضايا العصر الحقيقية والمصيرية ، وفي كلتا الحالتين نراهم هائمين على وجوههم ، بضمائر مثقلة وآمال محبطة ، ونفوس جريحة.. والفرق بين السلطة السياسية من ناحية، والفئة المثقفة والقاعدة المجتمعية من ناحية اخرى، فرق واضح - ذلك ان السلطة السياسية وبيدها مقاليد القرار تفرض عليها الظروف ان تدخل في مساومات واتفاقيات مهما كانت درجة الالتزام بها وكل ذلك من منطلق تحقيق المصلحة الآنية للسلطة السياسية على حساب المصلحة العليا غالباًولا يتناقض ذلك بالضرورة مع مبدأ الفردية الذي يظل مسيطراً سواء في الخصومات او المساومات او المغامرات ، اما بالنسبة للفئة المثقفة والقاعدة المجتمعية فانها مهمشة للدرجة التي لايكاد يكون لها وجود فعلي على الساحة، ذلك ان تلك الساحة لا يحق لأحد ان يؤدي دوراً فيها غير السلطة السياسية.
06-12-2003, 05:17 AM
اسامة الخاتم
اسامة الخاتم
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2340
أخي الكريم يحي بن عوف حتى تعود أخي أود القول بأن الهجرة القسرية للمثقف هي واقع لا ينكره إلا أعمى بصيرة وبصر في آن معاً ، وهي حقيقة نعرف جميعنا أسبابها ومسبباتها ولن تزول إلا بزوال الأسباب ، وما أود أن نقتله بحثاً ونقاشاً هنا هو ما دور المثقف في ظل الوضع القائم الآن وما هي الخطوات التي يمكن أن يقدمها لتحسين الوضع من منطلق إيمانه بدور الثقافة ومسؤولية المثقف في تطوير الممارسة الديمقراطية وتجسيد التعددية الفاعلة لتكريس الرأى الحر في المجتمع. فتهجير المثقف لا يعفيه من المسئولية بل يزيد الدور الذي يجب عليه القيام به في كل الخيارات الوطنية من خلال الحضور الفاعل والمستقل في الساحة الإبداعية والثقافية عموماً عبر تبني الكتاب وربط الصلة بين الوعي والواقع وتجذير العقل النقدي ومحاربة كل عوامل تهميش الثقافة والمثقفين وكل مظاهر التغريب والإسهام بقوة إلى جانب سائر الجمعيات الديمقراطية في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير للنهوض بالواقع الثقافي والإجتماعي والسياسي في البلاد.
06-16-2003, 07:39 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
الأخ الملا عمر لك السلام ولك شكري وآسف على التأخير لايمكن إن يعيش المثقف المستنير الحقيقى فى ظل الانظمة الأحادية اله المتثلقيين والأنتهازيين وأنصاف المثقافيين
ما دور المثقف في ظل الوضع القائم الآن وما هي الخطوات التي يمكن أن يقدمها لتحسين الوضع من منطلق إيمانه بدور الثقافة ومسؤولية المثقف في تطوير الممارسة الديمقراطية _______________________________________________________________
يجب ضرورة التواصل بين المثقفين مع بعضها على قاعدة الثوابت الوطنية العلى, وحشد جهود سودانيى الشتات يجب ان نتناقش وتتحاور في المبادئ الاساية والابتعاد عن استخدام الأساليب التكتيكية ذات الطموحات الذاتية والنرجسية والعمل على استخدام الأسلوب العلمي و الموضوعي لترسيخ وعى وحدوى ديموقراطي
06-17-2003, 08:09 AM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
أخي الكريم يحي بن عوف أرى أن الإنسان المؤهل لحمل مصطلح أو معنى المثقف هو مَنْ يمتلك صفات الناقد الإجتماعي الذي يحاول أن يشكِّل منهجاً للمجتمع من خلال ما يمكن أن نطلق عليه الإسهام الفاعل للمثقف داخل المجتمع. وهو الإنسان المبدع والمنتج للوعي من فئة الفلاسفة والكتّاب والفنانين والمعلّمين والصحفيين والأطباء والمحامين وغيرهم… كلُّ من خلال تخصصه ومجال اهتمامه. وقد تتوقف علاقة كل منهم بهذا المجتمع على مدى صدقه معه وسعيه للنهوض به بشتى السبُل والوسائل المتاحة والممكنة. وذلك هو الإلتزام الإجتماعي للمثقف الذي يسعى بالمجتمع إلى قيم أسمىَ وأعلىَ وأكثر حريةً وعلماً. والمثقف السلبي هو الذي يولّي ظهره لمجتمعه ويكتفي بالقليل من التأثير في مساره. لا بل وأن يُسخَّر أحياناً من قِبل السلطة لضرب خصومها ومعارِضيها أو لطعن رفاقه من الخلف بصورة أو بأخرى. وإذا ما سُلبت الحرية وهو ما يعني ضمنياً سَلب الإرادة لظرف الإستبداد مثلاً فعندها بالذّات يبرز المثقف ليأخذ موقعه المهيأ له داخل المجتمع وهو الكفاح من أجل الحرّيات والحقوق وبخاصَّة هنا حرية الرأي والتعبير باعتبار أنها هي أصلاً وسيلته ومن ثم غايته لممارسة وتسجيل مواقفه المختلفة.
المثقف مُلزَم قبل غيره بتحديد مساراته وقنوات اتصاله وتطوير وتجويد جهود فعاليّاته بما يخدم الهدف إذ أن كل ذلك كان هو عنه مسؤولاً. وهو هنا فارس المرحلة الذي عليه أن يتحمَّل تبعاتها باعتبار أنه صاحب المبادرة والمتكفِّل أدبياً على الأقل بتصويب مسارِها ورأبِ صدعِ كيانِها. ومن أجل إنجاز مهامِّه لا بُدَّ قبل كل شيء أن يكون السعي من أجل تحقيق الحرية وتوافر ضماناتها يسير في موازاة تامّة مع تطلّعات الأفراد وآمالهم فهذا الأمر يعمل على اختصار المسافات وتذليل الصعاب وتحقيق الأهداف. --- نحن في حاجة شديدة إلى تثقيف السياسة لا تسييس الثقافة
06-18-2003, 08:06 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
الأستاذ الملا عمر لك التحية وشكرا على الإضافات التي قدمتها، ولك شكري على المساهمة وإثراء الحوار وننتظر المزيد
يبدو موضوع الشتات الثقافى وكانه يحتل موقعآ محوريآ فى الوجود الفعلى وانماط الحراك وفى التناولات النقدية والتداول الفكرى وذوات الأمر ينطبق على الثقافة السودانية المعاصرة وعلى المثقف السودانى لنبدا النظر إلى هذه الظاهرة من خلال الواقع وليس من خلال المثال عبر وسيط يومى صحيفة الحياة الندنية التى انجزت توثيقا غير مباشر لظاهرة الشتات الثقافى اسثنت هذه الصحيفة منهجآ تحريريآ مختلفآ عما كان سائدا فى اساليب التحرير الصحفى ومن ضمنيات هذا المنهج إثبات النسب الوطنى للكاتب ومحل إقامته ووضعه الأدبى أو الثقافى أو الفنى أو الفكرى على هامش يقع فى ذيل المدة المنشورة تابعت هذه الظاهرة التوثيقية لفترة فوجدت إنها تستبطن معنى لايخلو من دلاله وهو غياب حرية التعبير فى أرض الوطن وفى مرحلة اخرى تبدت هذه الهوامش إشارات وعلامات لحال الشتات الثقافى
06-18-2003, 08:43 AM
bushra suleiman
bushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627
اخى العزيز يحيى اعتقد ان للمثقف دور كبير فيما حدث ويحدث،اذ اصبح الشتات هامشيا مقارنة بانعزال المثقف عن محيطه الاجتماعى او تزلفه للسطةأو ذوبانه فى ثقافة اخرى لذا اعتقد أن قيام كيانات او تجمعات ثقافية فى دول المهجر ومحاولة الولوج بشكل أو بآخر الى عالمنا القديم هو أمر ضرورى بشرى
06-18-2003, 10:35 AM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
يقع على عاتق المثقف دور مهم وخطير من دور أولئك الذين يتم إنتخابهم لتمثيل الشعب حيث أنه يتوجب على المثقف نشر الثقافة الديمقراطية ولعب دور التوعية بين الشعب لمبادئ حقوق الإنسان وحق الفرد والمجتع وبث روح التسامح العرقي والديني والمذهبي على سبيل المثال ، ومن ثم يأتي دور السلطة في الدفاع عن الدستور وتنفيذ القانون وحماية المسيرة الديمقراطية بشكلها الصحيح. إن الأفكار والقناعات لا السجون ولا وسائل التأديب الأخرى بقادرة على إزالتها ، القناعات والأفكار لا تزال إلا بالمنطق السليم، فقوة المنطق لا تقابل منطق القوة، هذه قضية معروفة عبر التاريخ. أين دور المثقف في الساحة السياسية الآن. وأين تلك الكيانات أو الجماعات التي أشار إليها الأخ بشري في دول المهجر ، ما يزال دور المثقف مفقود مفقود مفقود
06-18-2003, 07:59 PM
bushra suleiman
bushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627
هذه هى المصيبة ياملا عمر، ما أن يفارق المثقف بلده قسرا أو طوعا، الا و يكون قد انقطع به خيط الامل فيعمل على دمج نفسه فى مجتمعه الجديد او على احسن الفروض يتقوقع على ذاته لاتجد هنالك أي جماعات ثقافية أو ادبية فاعلة قامت بالمهجر (واعنى بالذات السودانيين) رغم حبنا الكبير للاضطلاع والمحاورة وسعة افقنا( سياسيا واجتماعيا واقتصاديا) اعتقد أن الهم الحياتى عند الخروج يشكل عقبة كبيرة لدى المثقف السودانى خاصة وأن علاقات العمل التى تشكلت فى الذاكرة(الوظيفة الحكومية) تقف عقبة كأداء أمام المثقف/الموظف فى البحث عن آفاق واطر جديده بشرى
06-19-2003, 07:06 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
الأستاذ بشرى لك السلام وشكري على المساهمة وإثراء الحوار حقا أنت أشرت إلى نقطة في غاية الأهمية، أكيد لابد من قيام كيانات او تجمعات ثقافية فى دول الشتات هو أمر ضرورى لك التحية
الأخ الملا عمر لك التحية اتفق معك هنالك جوانب كثيرة لمشكلة المثقف فى دول الشتات ودور المثقف المفقود في الساحة السياسية نعم لابد من عمل مشترك وحوارات عميقه من أجل الوصول إلى المفقود أن ثقافة الشتات تمثل محور هذه الظاهرة وهذا الاستقرار فى إستمرارية وثبات الشتات الثقافى يشير إلى أن هذه الظاهرة تمثل الموضوع المحورى للثقافة فى العقدين الأخيرين من القرن العشرين أو هى الظاهره المركزية للواقع الثقافى السودانى المعاصر فى العقد الأخير من هذا القرن
شكرا استاذ يحيي بن عوف علي طرح هذا الموضوع الهام، ودون شك ان عبارتك - فليذهب المثقف الي المنفي حتي لا يتم انتاج حالة العفونة التي يخلقها المثقف المستنير مع مجتمعه وتؤدي الي تشكيل دورة الاستنارة المضادة- قد لخصّت المشكلة كلهافقدر المثقف الذي يسعي فعلا للتغيير اما ان يحزم حقائبه او ينزوي في منفي داخلي حينما يكتشف انه يكاد يكون غريبا عمن حوله .وهي نفس الحالة التي تتحقق له بمجرد وصوله الي المنفي فلا يجد امامه سوي خيارين: اما ان ينخرط في هذا المجتمع ليضمن له موطئ قدم فيه مع كل مخاطر ذوبانه في هذا المحيط الجديد واما ان يعيش علي هامشه نهبا لاحلامه وذكرياته .ما قد يقوده الي حالة من الفصام وهو يجد نفسه ملزما بحدود دنيا من التواصل مع هذا المجتمع الجديد. اتفق مع الاخ الملا عمر ان انشغال المثقف بمعالجة الاثار والهوامش يبدد طاقاته، وانه علي المثقف ان يحاول استعادة دوره عبر انشاء كيانات في المهجر، هذه الكيانات يمكن انشاءها بسهولة لكن المعضلة دوما هي كيفية الحفاظ عليها، كيفية وضع اطر يمكن من داخلها معالجة الخلافات التي تعصف بمثل هذه الكيانات فيعود ذلك المثقف مجبرا لحالة انعدام الوزن . في تقديري انه وفي مثل الظروف السائدة في بلادنا فان دور المثقف يكون بالدرجة الاولي داخل بلاده، ربما يجد نفسه غريبا في لحظة ما مقهورا في رزقه ومطاردا، والاسوأ ان يجد نفسه غريبا حتي بين أهله الذين يسعي للتغيير من اجلهم، تجبرهم مشاكل الحياة التي تتفاقم كل صباح جديد علي الانشغال بها فيتضاءل معني الحرية والقيم الاخري امام سطوة الانشغال بتأمين لقمة الخبز،
06-19-2003, 11:19 AM
Elmosley
Elmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683
أخي الأستاذ الموصلي الإختناق في أجواء الغيوم المصنوعة لا يعفي المثقف من دوره في وإن هرب إلى منتجعات الحرية بل يجب أن يزيده إصراراً على النضال من أجل التغيير. أكرر أخي أن المثقف في أى مكان كان مُلزَم قبل غيره بتحديد مساراته وقنوات اتصاله وتطوير وتجويد جهود فعاليّاته بما يخدم الهدف إذ أن كل ذلك كان هو عنه مسؤولاً. وأحسب أخي أننا نعيش أزمة ثقافة خانقة ، وبالضرورة علينا أن نفهم إن الاعتراف بتلك الأزمة هو الشرط الأول من أجل فهمها ومعالجتها.
06-19-2003, 04:55 PM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
لك التحية وشكرا على الإضافات التي قدمتها أتفق معك كما أتفق مع الملا عمر فى نقطت انشغال المثقف بمعالجة الاثار والهوامش وعلي المثقف ان يحاول استعادة دوره عبر انشاء كيانات في المهجر، ولكن كيف والمثقف يعيش فى ظلمات المهاجر ومغتربات المنافي بعيد عن الوطن الأم
الاستاذ الجميل الرائع يوسف
المثقف الذي يدرك معني الانسانيه يختنق في جو الغيوم المصنوعه ويهرب الي منتجع الحريه
لقد اصبت كبد الحقيقة هذا الامر من الامور التي لابد من الكتابة حولها وبافاضة الشتات ليس إختيارآ للمثقف ولكنه شكل من اشكال الاقصاء إن تذهب المثقف بعيدآ عن الوطن إلى أى مكان فى الخريطة وتقول ما تريد
06-20-2003, 07:32 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
الأستاذ الملا عمر لك شكري على المساهمة وإثراء الحوار
هذه بعض الحقائق المباشرة والملموسة لظاهرة الشتات الثقافى السودانى إذآ الشتات يمثل احدى الموضوعات المركزية فى الحياة الثقافية السودانى المعاصرة ولكن ظاهرة الشتات الثقافى ليست قاصرة على الواقع السودانى إنها ذات تجليات افريقية وأسيوية وامريكية لاتنية جنوبية جنرالات امريكا اللاتينية لم يتركوا غارسيا ماركيز يكتب رواياته فى كولومبيا اختار منفاه بين فرنسا واسبانيا وكانت باريس الستينات هى مؤل العديد من الروائيين والكتاب القادمين من تلك البقاع مثلما كانت وطنآ المبدعى الأدب الزنجى مثل بولدونى والذين فروا من جحيم العنصرية ليخلقوا شتاتهم ومثلما كنت ايضا وطنآ روحيآ وثقافيا للقادمين من ايرلندا واوروبا الشرقية مثل جويس وبيكيت وكافكا واربال وغيرهم من رموز ثقافة القرن العشرين
06-22-2003, 09:54 AM
المسافر
المسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061
عشرون عاما قضن وأيه اللي فكرك بينا تركنا فيها بلادنا ونستنا ونحنا ما نسينا حاذينا حدود الشرق وازينا حدود الغرب ولا رحنا لا جينا وفي كل مرة سؤال اهي وينة راحة البال وكيف كان ورانا الحال وين راحو ورانا الناس لا الروح بقت لا المال ولا ناس بدو الجمال ود ابوسرة التربال ود قوترة الطبال وحسونة العسال وابقلوتة الكيال ود ماصرة المحتال وين ناس بليل وبلال وين راحو ديل الناس وين فاتو ديل ياناس
06-22-2003, 01:00 PM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
أخي المسافر برغم جمال الكلمات يظل أثر المثقف المهاجر أو المهجر قسراً في كثير من الأحيان أثر سلبي في تغيير الوضع القائم أو حتى لعب دور يؤثر في المجتمع ويقلل من معاناته فهجرة كثير من المثقفين أوصلت المثقف حد الإنسلاخ من قوميته وهموم قومه.
06-22-2003, 11:12 PM
AnwarKing
AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-04-2003
مجموع المشاركات: 11481
سلام يا أستاذ يحى... شكراً على الموضوع الرائع وللجميع الحوار الهادىء.... لكن الا تواقفنى الرأى ان قليل من الجهوية أو السباب الحزبى يمكن أن يقلب هذا البوست الجميل الى ملحمة من الكلمات القبيحة التى نتفنن فى أخراجها لتبيين ملكنا لنواصى اللغة والخ.... لك الشكر مرة أخرى و أويد بشدة وعنف أقتراح الأستاذ بشرى بأن الأشكال التنظيمية للمثقفين فى الخارج قد تحل ما لا يمكن للحكومات. وأكيد يمكن أن يحصل نوع من التواصل بين من هم فى الداخل وتلك التنظيمات... لا أدرى لماذا إصرار الكثير من المثقفين كما الكثير من الشيوخ فى المساجد بأن لا شىء يمكن بدون السلطة.... الألم النفسى الذى أعانيه هذه الأيام جراء صدام مع مؤسسة حكومية ... يجعل التفكير محصور فى الون واى تيكيت one way ticket... لكن لسه بدرى... سلام أنور AnwarKing
06-24-2003, 05:37 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
الاخوة الاعزاء لقد كنت مريض وعامل عملية الفترة الماضية ولا زلت اعانى و لكننى أتابع المنتدى حين يتوفر الوقت
أخي المسافر لك شكري على الكلمات الجميلة
اشكرك اخى العزيز أنور كينج لك منى خالص الود وجود الانظمة ذات الطبيعة الأحادية تتعارض مع وجود المثقف المستنير من المحتمل أن يكون هناك قليل من الحرية فى ظل الطائفية برغم رفضى التام لها وارجو المتابعة
العزيز الملا عمر لك شكري على إثراء الحوار تعددت الانشطة فى بلاد المهجر من القاهرة إلى لندن إلى ارتريا إلى كندا إلى نيروبى وكمبالا وزامبيا وامريكا والخليج العربى نحن إذآ أمام ظاهرة احتواء للشتات وتوظيفه بغية توجيه خطاب سودانى جديد إلى كل شعوب العالم يقاوم فكرة المنفى الاقتلاع من الجذور ويطالب باستعادة حقه فى الحرية والديمقراطية والحقوق المدنية والسياسية والانسانية مصادرة الحرية دخل الوطن كانت السبب الاساسى وراء تكوين ظاهرة الشتات الثقافى السودانى المعاصر ولكن إحتواء الشتات فى منابر يعكس شكلآ عميقآ من اشكال مقاومة الرضوخ للمنفى الاقتلاع من الجزور من المكان والزمان والوعى والهوية والميثولوجيا السودانية هى مقاومة لافراغ الماعون التاريخى من محتوياتة التى صاغتها تفاعلات طويلة من الزمن
كل حقبة أو مرحلة تخلف معها موضوعآ مركزيآ يصبح محورآ لجدل المثقفين والفنانين وشاغلآ لاهتماماتهم وفى الثقافة العربية والافريقية والاسيوية يبدو موضوع الشتات الثقافى وكنه يحتل موقعآ محوريا فى الوجود الفعلى وانماط الحراك وفى التناولات النقدية والتداول الفكرى وذوات الأمر ينطبق على الثقافة السودانية المعاصرة وعلى المثقف السودانى
06-26-2003, 08:36 AM
bushra suleiman
bushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627
اخى يحيى اعتقد ان الحوار الثرى الذى تقوده قد يتبلور يوما ما الى وثيقة عمل يمكن تصب فى صالح الوطن،وارجو من الاخ انور ان يصمد فى وجه التحديات فقد عايشت مثله بيروقراطية سلطات الظلام حتى قيض الله لنا مخرجا
06-26-2003, 09:13 AM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
إذا الأمة يوماً أرادت الحياة فلا بد أن يكون فيها حضور واضح للطبقة المثقفة النخبة على مسرح العمل والنشاط ، وأن يكون الحضور مكثف فاعل يؤثر بشكل واضح في كل مناحي الحياة: النظرية والتطبيقية ، ويشكل همزة الوصل والالتقاء بين مصدر القرار والرموز القائمة في أعلى سلم الهرم الاجتماعي وبين القاعدة الاجتماعية العريضة. ولعل الأسباب التي خلقت الشتات والهجرة القسرية ما زالت ماثلة وهي بالضرورة أسباب موضوعية خارجة عن نطاق الفعل النخبوي ، فإنعدام الحريات على سبيل المثال لا تعطي المثقف فرصة القيام بذلك ، كما تصفه بأقذع أوصاف السخرية والاستهجان ، هذه النظرة التي تلقي بظلالها النفسية على المثقف ليصدّ فيما بعد عن العمل الجمعي ويبتعد عنه. وأياً كانت الأسباب لابد من الإيمان بضرورة تحطيم تلك العقبات والانطلاق نحو الفضاء الواسع المنفتح ، إيمانا بأن المثقف يملك القدرة على ذلك ، وإن كان يحتاج منه إلى كدح ونشاط ، لكنها طبيعة الحياة القائمة على الأسباب والمسببات: كلاً نُمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً
06-27-2003, 05:11 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
نعم أستاذ الملا عمر أتفق معك كما أتفق مع الأستاذ بشرى يجب أن يكون هناك مبادرات وحوارات فكرية للمثقفين فيما بينهم وبين رصفائهم في بلاد المهجر من جمعيات ومنظمات شبابية وثقافية وحقوقية تساهم في عكس معاناة الشعب وكشف تسلط النظام لقد أصبح على المثقف اليوم واجبات ومهام عديدة وثقيلة فمثلا عليه أن يحارب الانظمة ذات الطبيعة الأحادية التي أجتاحت كثيرآ من الدول وأن يقف المثقف ضد الصراع الحالي بين السياسة والثقافة وهو صراع جعل المثقف تابعا للسياسة والساسة هناك من يرى أن تجربة الصحافة اللبنانية فى الستينات والسبعينات وضعت اللبنة الأولى فى بناء الحرب الأهلية وهيا المسرح لبروز ظاهرة الشتات اللبنانى فقد تخلت عن الاطار العام للتجربة الليبرالية اللبنانية كما تنازلت عن دورها كشاهد موضوعى على العصر وغرقت فى مستنقع الاستقطاب السياسى وأصبحت مجرد بوتيكات سياسية للانظمة السياسية التى ظلت تصفى خلافاتها على صفحات الصحافة اللبنانية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة