منذ عام 1983م والسودان يعانى كارثة فى معظم أرجائه وبدرجات متفاوتة فإن حربآ أهلية تدور رحها فى البلاد والآلأف من الأبرياء يعانون من جراء سلوك حكومة الجبهة فى الخرطوم والتى تصر على السيطرة المطلقة على الأغلبية بواسطة أقلية أصولية جبهجية لقد نضالنا من أجل الحرية والمساواة للجميع ومن أجل خلق ظروف تسمح ببذوغ فجر السودان الجديد وبصفتى قائد الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان أستطيع أن أؤكد أن مشكلات السودان الراهنة تعود إلى سببين تمسك الجماعات الأصولية بحكمها الظالم القاسى على الأغلبية وفشل هذه الجماعات فى الاستعانة بتاريخ البلاد الحافل. الجذور التار يخية للمشكلة إن المشكلة الأساسية التى يعانى منها السودان فى حقيقتها ذات بعدين:البعد التاريخى وتكوين البلاد المـعاصر. إن الحكومات التى تعاقبت على الحكم فى السودان منذ الاستقلال عام 1956م أتبعت سياسات مناقضة للبعدين المذكورين إن ما يميز السودان هو التنوع والذى يمكن تقصيه إلى حقبة تاريخية تعود إلى عهد التوراة من سفر التكو ين ٍ14.1,2ٍ يمكن فهم أن جنة عدن كانت أرض واسعة أكثر من أية دولة حديثة وكانت تضم ماهو معروف فى وقتنا الحاضر با لسودان وكان يروى جنة عدن أربعة أنـهار أولها (البيشون ) والذى يمر عبر أرضى (هافيلاه ) والتى كانت تتميز بغناء ها بأجود أنواع الذهب والمعادن و النهر الثانى هو نـهر (الجيهون ) والذى يمر عبرأراضى كوش وأثيوبيا والنهر الثالث هو نـهر (التيغريس ) ويمر شمال اسيريا والنهر الرابع هو نـهر ( الفرات إن الأمر لايحتاج خياللأ واسعآ لنفهم أن المقصود بالنهر الأول يجب أن يكون نـهر النيل الأبيض والثانى هو النيل الأزرق يوجد فى أديس أبابا فندق قديم يحمل اسم جيهون وما النهرين الثالث و الرابع فهما معروفان فى الحاضر بنفس اسـميهما التيغريس والفرات فى كتاب لبنى أشعياء الفصل الثامن عشر جاء ذكر كوش .ومن عهد الأنبياء إلى عصور المسيحية حيث تكونت مملكة النوبة بعد مجىء السيد المسيح وبعد ذلك جاء انتشار الإسلام ودخول العرب من شبه الجزيرة العربية إلى السودان مما أدى إلى نشوء مماليك إسلامية عديدة ثم بعد ذلك قيام الدولة المهدية تلته الحكم الانجليزى المصرى وبعدها الدولة السودانية المستقلة وكل ما سبق هوما أعنى به التنوع التاريخى.منذ عهد التوراة إلىالسودان المستقل لقد صعدت وزالت مماليك وحضارات فى أرض بلادنا لأسباب عديدة أن الدول نتا ج للحر كات التاريخية للتجمعات البشرية والبشر ينتقلون من مكان لأخر لأسباب كثيرة منها البحث عن فرص اقتصادية أفضل أو الهرب من الاضطهاد الدينى أو لمجرد إشباع الفضول وهذا ما يعبر عنه تجربة شعب الولايات المتحدة والتى انتقل إليها جماعات بشرية كثيرة لأسباب مختلفة فمثلآ الأفارقة لم يختاروا أن يذهبوا إلى هناك وإنما جئ بهم إليها ولكنهم فى النهاية أصبحوا جزءآ من الأمة الأمريكية وبالمثل فى السودان فاءن حركة تنقل بشرية من أجزاء مختلفة من العالم كونت الأمة السودانية أما الوجه الآخر للتنوع فهو الشخصية المعاصرة لشعبنا والذى يحدده العرق من الناحية العرقية فاءن السودان يتكون من مجموعتين الأفارقة والعرب ولقد اختلق الاءعلام انطباعآ خاطئآ فحواه أن هناك أفارقة مسيحيون فى الجنوب وعرب مسلمون فى الشمال وهذاخطأ كبير لا يمثل الوضع الحقيقى إن آخر احصاء سكانى مستقل يمكن الاعتماد عليه والذى قامت به السلطات الاستعمارية قبل تركها السودان عام 1956 م أوضح أن التوزيع الديموجرافى للسكان كالآتى 31% يمثلون العرب أما الأفارقة فإن نسبتهم بلغت 61% و8% آخرون معظمهم من غرب افريقيا انقطعت بهم السبل فى طريقهم إلى مكة وبناء أعلى ما سلف فإن 69% من تعداد السودانيين من الأفارقة وحيث أن 30% من التعدد الكلى للسكان من جنوب البلاد فإن بقية ال 39% من الأفارقة يكون من الشماليين وبذلك فإنه حتى فى الشمال نفسه فإن الأفارقة يمثلون الأغلبية حيث يشكلون نسبة 56% من تعداد الشمال صحيح أن الشمال يتمع بإغلبية مسلمة ولاكن بكل تأكيد فإنها لا تتمتع بأغلبية عربية ومن أوجه التنوع فى الشخصية المعاصرة لشعبنا تجد الدين حيث لدينا مسلمون ومسيحيون وآخرون يعتقدون بديانات أسلافهم لهذا فإن السودان بصورتين من صور التنوع فى التركيبة المعاصرة لشعبنا وهذه الحقائق تجاهلتها الحكومات التى تعاقبت على حكم السودان منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا إن الحكومة الحالية للجبهة الإسلامية يمكن اعتبارها حصيلة للسياسات التى انتهجتها الحكومات التى سبقتها واستطيع أن انعتها بإنها أقبح وجه للسودان القديم فبدلآ من استقلال التنوع التاريخى المعاصر من أجل تطوير وخلق هوية سودانية تشمل الجميع حيث تضمن الولاء والمواطنة لكل السودانيين دون اعتبار للعرق أو الدين أو الجذور التاريخية فإن حكومات ما بعد الاستعمار كانت تؤكد على عاملين فقط العروبة والإسلام علينا أن نتجاوز هذه المفاهيم الضيقة إن لم تكن مغالطات تاريخية دون أدنى جدال مع هؤلاء بأن نقول يجب أن يبقى العرب عربآ والأفارقة أفارقة والمسلمون مسلمون والمسيحيون مسيحيون فى إطار السودان الواحد ويمكننا استقلال هذا التنوع بربطها بالواقع من حولنا وباختصار من أجل إ يجاد هوية سودانية تتوافق وتاريخها وبدلآ من ذلك ابتلينا بحكومات تنتهج سياسات تستبعد الآخرين وفى الواقع فإن النظام الحالى للجبهة الأسلامية أبتدع عنصرآ جديدآ لإبعاد الآخرين ولم يعد كافيآ أن تكون مسلمآ ولكن على المرء أن يكون أصوليآ جبهجى.
الكارثة السياسية و نـماذج حلولـها عندما تأسست الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان فى العام 1983م نحن المشاركون فى التأسيس اقتـنعنا بأنه علينا أن نقاتل من أجل سودان موحد شريطة أن يكون سودانآ واحدآ على أسس جديدة نحن مقتنعون بأن المجموعات العرقية والدينية المختلفة فى بلادنا يمكن صهرها فى وعاء سمينا هو السودان الجديد منذ اندلاع الحرب الأهلية عام1983 فاءن الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان مضياء قدمآ فى اتجاه تحقيق السودان الجديد وا إلى دولة ديـمقراطية. و فى الطريق السليم لتحقيق خلق دولة سودانية ديـمقراطية وذلك بالاشتراك مع القوى الديـمقراطية فى شـمال السودان. وفى الوقت الراهن نتعاون مع قوى المعارضة الشمالية تحت مظلة التحالف الوطنى الديـمقراطى وتوصلنا معهم إلى اتفاقية أسمره فى يونيو 1995م ووفقنأ لاتفاقية أسمره فإن تر تيبات بشأن الكونفيدرالية والفيدرالية سيتم وضعها فى الفترة الانتـقالية بحيث يشمل ذلك السودان كله ويتبع ذلك استفتاء حول حق تقرير المصير فى جنوب السودان و جبال النوبة و هضبة الانقسنا لدين مسودة أساسية يمكن الاعتماد عليها فور إسقاط نظام الجبهة الاسلامية لأنها لا تستطيع تحقيق السلام فى السودان فمنذ أن استولت على الحكم فى العام 1989م بذلنا جهودآ من أجل تحقيق السلام على كل حال فإن نظام الجبهة الإسلامية نظام متعصب لا يرض بأى سلام إلا وفقآ لشروطه ورؤيته وذلك كما يتصورون عن طريق قهر وهزيمة الحركة الشعبية لكن ذلك غير ممكن. إن العقبة فى طريق السلام فى السودان ليس ما يسمى بمشكلة الجنوب فى الوقت الراهن فإن المشكلة هى مشكلة الشمال إن الأمر واضح للعيان ومعروف أن بعض الشمالين يرتابون وغير مقتنعين بل الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان ويرونـها حركة جنوبية ذات طابع مسيحى رغم أن الحركة ليس كذلك ولكن ذلك هو ما يتصورونه ونحن نعلن دائمآ أن الحركة حركة قومية سودانية.
الأخ يحي مع أنك مقل بعض الشيء في الرد لكن أرجو توضح أحصائياتك أو أحصائيات د.جون بخصوص نسب العرب و الأفارقه في السودان و ماذا تقصد بالعرب أساسا؟؟؟؟ أذا كان الأفارقه هم من لم يختلطوا أو يتزاجو مع العنصر العربي فمن هم العرب؟؟؟؟
سؤال جيد ولكنة مدخل لعراك فكرى لاحظ ان الكتور جون يقر بوجود العربية فى السودان وباغلبية الاسلام كعقيدة وعلى الرغم من ذلك معارضة وكراهية لماذا؟؟؟ واذا انت اشعلت فتيرة الحيرة فتجنب مشاعر الغضب من الزين لايودون الخوض الى الاعماق ففى الاعماق غرق تام؟؟ جون قرنق زعيم من الجنوب لايصدقون حدوثة بل لايريدون ولكن اللة يفعل مايريد
06-12-2002, 03:03 PM
GamarBoBa
GamarBoBa
تاريخ التسجيل: 03-07-2002
مجموع المشاركات: 4985
دكتور يحي ابن عوف.. لك التحية تلك هي بعض المبررات التي قلنا في بوست آخر انها جديرة بالوقوف معها والمناقشة ....عل وعسي تجد القبول عند البعض..وهي نفس المبررات التي تسوق حتي ابن الشمال الذي يراعي الحقق الاساسية للإنسان للوقوف عليها ودعمها
لكم التحية.
06-13-2002, 05:11 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
الأخ محمد علي احمد أسف على عدم الرد لأن بعض المواضيع لاتحتاج إلى رد أنا أختلف مع الدكتور جون قرنق حول هذه الأحصائية لأن العرب أقل من تلك النسبة التى ذكرها الدكتور قرنق أرجو عدم الخوض فى ذلك لأن فكر السودان الجديد يقول لأبد من أحترام كل منا الأخر إذا أرادنا أن نتعايش فى وطن واحد
العزيز ابن عوف اول ما لفت نظري من مقالك حين الاطلاع عليه هو هذه الاحصائية والتميز العرقي الذي ساقه جون قرنق لتصنيف الشعب السوداني عرقيا وهو اظنه بيت الدعاء الذي جعل جون قرنق يحمل السلاح علي الشمال وانت تنادي بمثل هذا الفكر وان لم اكن رايت الاخ مانديلا عقب علي نفس النقطة التي لفتت نظري في كل الموضوع لكن قلت لك مثل ما قال ولكن !!!!لم ترد ان تخوض في هذا ؟؟؟؟ وانا اعتقد ان هذا الذي لم ترد الخوض فيه هو بيت الداء في كل المشكل السوداني لذا اردت القول اني اندهشت جدا من ردك علي الاخ مانديلا كما لم يزدني ردك الا غموضا علي غموض لا اخفيك اني لا اعلم الخطاب السياسي والتاريخي والخطابات الاخري لجون قرنق لذا كانت اول بادرة امل لمعرفة هذا من خلال مداخلاتك ولكن في اول نقطة توضيحية طلبت منك اردت تجاوزها كما اراد اخ اخر له نفس رايك لماذا التعتيم هنا ؟؟؟؟
06-13-2002, 08:15 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
عزيزى رومانسي لايوجد اى تعتيم حول رايي او راي الحركة او راي الدكتور قرنق كل ما هنالك بعض القبيائل تحاول فرض ثقافة على الثقاقات الاخرى كالثقافة العربية حتى لاندخل فى دوامة السودان عربى او افريق كان طرح السودان الجديد المتنوع الأعراق و الثقافات والديانات عندما تحدث الدكتور قرنق عن هذه الاحصائية كان لقصد التخلى عن الهيمنة وفرض ثقافة على ثقافة أخرى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة