تبادلنا و ضع الأكف على الأكتاف، وتصافحنا في ختام سهرة الوداع، و للحديث بقية، و للوداع بقية من وداع، في الصباح ستقله الطائرة الى السويد، بعد رحلة قصيرة قضاها في رحاب منطقة واشنطن الكبرى، قلت متفائلا..تقوم بالسلامة يا شوقي، أجابني دون تردد..أنا قايم بال كي -أل- أم، أنفجر ضاحكا، و طيبة اصيلة تممدت في عينيه، أنفض سامرنا في وقت متأخر من الليل، و لم تنفض حكاياه ، ولا ذكرى وجوده بيننا، مضيفنا السيد كمال طيفور و اسرته الكريمة، أسبغوا على وجودنا في رحبة الدار، قبسا من ضياء الأريحية، فتحولت الدار الى وطن اسمه السودان، تعلو فيه الضحكات، و تتقاصر فيه الحواجز و تنفتح النفاجات، يستوي فوق رمله و طينه الناس طبقة واحدة، و اصلا واحدا، و هما واحدا، متوشحين نقاء سيرة و سريرة. يتحدث شوقي في هدوء، يشبك اصابعه، و يطرق، يطرق كأنما يصتنت الى وحى يوحى، يرفع عينيه، يعقد صداقا بينها وبين خيوط الدهشة و المتعة العميقة التي انعقدت في وجوه السامعين، و في اللحظة التي يضع فيها رأسه على راحة يده اليمنى، و يفرد اصابعه الخمس في الهواء، يكون شوقي قد امتلك اهتمامك و مشاعرك و حبك جميعا. حينما يحكي شوقي عن ام درمان، فكأنما يحكي عن دمه، يحكي و كأنما يستلهم لحياته و حياتنا معه معنى، يحكي و لا يفرغ ماعون الحكايا و لا تنضب آبار سامره، ثم انه يعرج دون غبن يطرق ابواب الظلم، و يحدثنا ليس غاضبا ولا عاتبا، و لكنه يضعنا اما انفسنا، نسخر من سقطاتنا، و نضحك عليها، حتى يضع رأسه على راحة يده اليمنى، و يفرد اصابعها باتجاه السماء، و يضحك هو الآخر. حينما يتحدث شوقي، يتحول شوقي الى مدينة، مدينة بضجيجها و صخبها، و عجيجها و طحنها، و نبضها و اتساقها و انفلاتها، سمعنا صوت مآذنها، مشينا في دروبها السرية، شهدنا ما أخفت وما أعلنت، شهدنا ثباتها و تحولها، ألتواءها و اعتدالها، و قبل كل ذلك نبض انسانيتها. أنسربنا خلفه،دون أن نبرح مقاعدنا، لعبنا الطرة و الكتابة و الملوص، صليناو شربنا ( القام زوت)، عرجنا على المقاهي، دخلنا البيوت دون استئذان، وقفنا على عهود الغنى و عهود المسغبة، و لم يحفل احد بسؤالنا عمن نكون، فكل الناس في امدرمان- من هنا-، و السودان بأجمعه ينصت في انتباهة عندما يقول المذيع صاحب الصوت الألهي...هنا امدرمان. يحكي شوقي، التروبادور، اشواقه و ضوء الققمر نافذة يطل من بين فضتها وجه حبيبته، فيحمل شوقي قلبه و يضعه بين ايادينا ، يأتمننا عليه، يعود فلا تملك الا ان تهبه قلبك و تضعه بين يديه فهو امين عليه، و حينما يدرك شوقي التعب، يسند رأسه المثقلة بالخواطر في راحة يده اليمنى، و أصابعه الخمس مشرعة مثل اوتار الطنبور، و يبدأ في تحوله الأثيري الى السودان في ابهى تجلياته. تهدأ خواطر المدينة، و يكف الصبية عن العراك، و يخلد الجميع الى نوم و سكون، و يلتقون جميعا في حلم واحد، ليس له سوى تأوبل واحد يقول شوقي... اننا امة واحدة.
Quote: حينما يتحدث شوقي، يتحول شوقي الى مدينة، مدينة بضجيجها و صخبها، و عجيجها و طحنها، و نبضها و اتساقها و انفلاتها، سمعنا صوت مآذنها، مشينا في دروبها السرية، شهدنا ما أخفت وما أعلنت، شهدنا ثباتها و تحولها، ألتواءها و اعتدالها، و قبل كل ذلك نبض انسانيتها.
ياللتاريخ.. ياللحاضر.. يالالفة المكان ويالسردك المجنون
لك ولاستاذنا شوقى {انا ام درمان} بصوت رافق زمن نضر من عمرنا
كل سنة وانت واسرتك بخير ياتاج
12-12-2008, 10:06 AM
خضر حسين خليل
خضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087
يأسرني حكايا شوقي يا تاج السر لديه ذاكرة نضيفة تحتفي في الأصل بالإنسان أيا كان ومن ثم تمتد للشوارع والزقاقات ورائحة عرق الناس الطيبيين. شوقي رجل يمتلك الكثير من الصفات التي تحيله لدار وثائق أكثر تنظيماً من بين الذي بين أيدي الناس الآن . صدق عنوانك إذن يا صديقي وشوقي كذلك فله الامنيات ولك الاشواق كلها .
12-12-2008, 10:06 AM
خضر حسين خليل
خضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087
يأسرني حكايا شوقي يا تاج السر لديه ذاكرة نضيفة تحتفي في الأصل بالإنسان أيا كان ومن ثم تمتد للشوارع والزقاقات ورائحة عرق الناس الطيبيين. شوقي رجل يمتلك الكثير من الصفات التي تحيله لدار وثائق أكثر تنظيماً من بين الذي بين أيدي الناس الآن . صدق عنوانك إذن يا صديقي وشوقي كذلك فله الامنيات ولك الاشواق كلها .
12-12-2008, 10:17 AM
Rihab Khalifa
Rihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738
الاحداث، فى تفاصيلها المتناهية الصغر، وتقنية الحديث الذى يقود الى الحدث. الاسماء، فى علاقاتها الداخلية، و.. من، ابن خالة من ..و.. فلان، متزوج من آل علان. والاماكن.. وكيف كانت، وماهى حدودها وامتداداتها، وكيف اصبحت. والتواريخ.. باليوم والشهر والسنة.. واحيانا بالساعة والدقيقة.
ويأخذك – بالحكى - الى موضوع، يعرج منه الى آخر. ثم يعود اليه، بعد ان يكون قد رسخ الصورة فى ذهنك... شوقى بدرى يقدم افلاما سينمائية بدون كاميرا!! يحكى باسلوب اللقطة لقطة.. والافواه منفغرة، والآذان مشرعة مثل الصوارى فى (بحر ابوروف)
الرجل ليس مؤرخا، بالفهم الاكاديمى للكلمة. لكنه اعلى من ذلك درجة او درجتين. لا أعرف.
الرجل حامل للتاريخ ومشارك فى صناعته ، قيل!! التاريخ هنا ليس ذلك المسخ المشوه، والذى يحمل الينا اخبار القادة والساسة الكبار والحكام. التاريخ هنا هو تاريخ المحكومين والمسحوقين والجنود المجهولين. الفاعلون الفعليون للتاريخ والذين لايكاد يذكرهم أحد.
( عشة هارون ) دخلت تاريخ الجريمة وتطورها فى السودان. ولم تعد ذكراها تمر الا لكونها ( قتيلة الشنطة) وسكتنا عن كونها تمردت على زوج سامها العذاب ( البدنى والنفسى) مستخدما حقه فى ( واضربوهن ). فسامته عذابا بعذاب!! فطَوَّر حقه الى درجة ارفع فى التأديب. ( فاقتلوهن!!!) ثم حشرها فى حقيبة حديدية وألقى بها فى مكان مهجور!!
ومن داموك، الى كمال سينة. ومن باب الله، الى الهادى الضلالى، وأحمد داؤود. ومن عزيزة عوض، الى آدم سفير. ومن ابراهيم عوض، وعبدالرحمن الريح، وعلى البدوى المبارك. الى اسماعيل الازهرى، وعبدالخالق محجوب، والامام عبدالرحمن. ومن حواء كلاب، وعشة ام رشيرش، الى فاطمة احمد ابراهيم، وسميرة اسحق اسرائيلى ...رحمهم الله اجمعين احياء وامواتا.
وتخطى بذاكرته حدود المدينة، حتى وصل بنا الى عوض حلاوة، فى مدنى.. و.. ( يعيش القاضى الباكستانى.... العرف مرضنا النفسانى ) ..... فى كوستى
ظللت ادعى معرفة بتاريخ المدينة و....لم اكن اعرف ان مستشفى التجانى الماحى كانت فى الاصل مستشفى للجزام!! حتى حكى الرجل لنا ...فازددنا معرفة.
يا ملك.... شوقى بدرى مدينة جميلة!!
منعم الجزولى
12-12-2008, 06:39 PM
حبيب نورة
حبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581
مدينة من الكلمات أسمها تاج السر او بدون تحفظ تاج الملك ياخي أحييك وانت تنتزع أعتراف مني بقدرتك الرهيبة علي أمتلاك الواحد بحبك والله والتحية للعملاق حكواتي المدينة الاستاذ شوقي بدري
12-12-2008, 09:40 PM
ABDALLAH ABDALLAH
ABDALLAH ABDALLAH
تاريخ التسجيل: 08-25-2007
مجموع المشاركات: 7629
Quote: ومن ابراهيم عوض، وعبدالرحمن الريح، وعلى البدوى المبارك. الى اسماعيل الازهرى، وعبدالخالق محجوب، والامام عبدالرحمن. ومن حواء كلاب، وعشة ام رشيرش، الى فاطمة احمد ابراهيم، وسميرة اسحق اسرائيلى ...رحمهم الله اجمعين احياء وامواتا.
جازلوت ما ذا تقصد بمن والى يا رجل! هذا لا يليق! احترم ذكاء القراء ولا تسئ الى قامات سوامق صاغت وجدان الشعب السودانى! جنى
شوقي ابراهيم بدري رجل نسيج وحده , وكاتب التزم الصدق والتصق الصدق به , لا ينافق ولا يداهن ولا يتغير ولا يتبدل في مواجهة الظلم والباطل , وآية ذلك نذره ان لا ينبت شعر رأسه الذي حلقه أملساً كبيضة الدجاجة , وهو ليس بأقرع الرأس , كما حرم علي نفسه أكل اللحم منذ ان حلّ حكم الجبهة المستبد الفاسد ونظام الجبهجية الجائر يخنق انفاس الشعب السوداني في زمن الجبهة الأغبر , وظل علي هذا الحال ما يقرب العقدين من الزمان هي مدة هذا النظام المشؤوم حتي الان . ولا اريد ان أتحدث عن جرأته في قول الحق , ورجولته وسخائه ومروءته لعلمي أن ذلك عنده حديث لا يرضيه بل ربما يؤذيه . انه ابن بار للسودان وشعبه وابن أبر لأمدرمان معشوقته التي يتخلل حبها مسام جسده . وكنت قد اهديت كتابي (امدرمانيات) اليه والي أهل أمدرمان . وأحمل البشري لقرائه الكثيرين أنه قد صدرت الطبعة الثانية من كتابه الجامع الممتع (حكاوي أمدرمان) عن دار العالمية للطباعة والنشر بالقاهرة , ولقد أولاني شرف كتابة المقدمة لهذه الطبعة , ولقد أهداها الي روح والدته السيدة الكريمة أمينة خليل أبتر , وكذلك الي بطلات نضال المرأة السودانية الدكتورة خالدة زاهر الساداتي والاستاذة فاطمة أحمد ابراهيم . يكفي أن شوقي هو من بقية الرجال المحترمين في السودان .. شكراً تاج السر , وكل عام وانت في كامل الصحة والعافية .
12-13-2008, 02:07 PM
حبيب نورة
حبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581
عزيزي عمرو تكاد لا تحس الزمن يمضي في حضرة هذا الرجل العظيم، اتمنى ان تسعد بواحدة من جلساته.
أختي الصديقة أشراقة
تحياتي لك و ياريت تكتبي لينا عن كوستي و سنورد بعض حكايا شوقي عن كوستي و عن مشاريع النيل البض كل سنة وانتي طيبة.
Quote: شوقي رجل يمتلك الكثير من الصفات التي تحيله لدار وثائق أكثر تنظيماً
اخوى الخضر أوفيت كل سنة وانت طيب
اختي رحاب خليفة شوفو ناسكم في انجلترا و جهزو ليكم زيارة لشوقي، بجيكم، و سيحدثكم أمتع الحديث و يعلمكم ما لم تقدر الصحائف على حمله من العلم. لك و لياسين التحايا.
جني العزيز
Quote: شوقى بدرى سجل ام درمان المدنى وضميرها الحى له مديد العمر وموفور الصحة
دعوة صالحة لرجل صالح، وهو الضمير الحى كما وصفته لكن يا جني ، كدى راجع كلامك فيما انتوى أخي منعم قوله، و ما عناه بما ورد في مداخلته منعم معروف لدى القراء و الناس، بوضوح رؤيته ، و أعتزازه بسودانيته، و بعده عن الرسائل المرمزة وقد حضر معنا كل لقاءات السيد شوقي بدري و أسهم في دعمها بقصصه و حكاويه، و له علاقة قديمة بالأستاذ بدري و قد استمتعنا جميعا بألتقاءهم، و قد قمت بجهد كبير لأقناع أخي منع ليكتب في هذا البوست، لأنه كان قد توقف عن الكتابة لزمن طويل هذا البوست سيستمر و سيكتب منعم، و نرجو ان تواصل انت كتابتك، و ان يرفد البووست كل القادرين على استلهام الوقائع كل حسب منطقته و موقعه الجغرافي. لك مودتي على اهتمامك بالبوست و نتمنى ان تكتب لنا مرة اخرى، فهذا البوست سوداني التوجه و المبتغى.
اخي العزيز جدا حبيب نورة
لا اكتمك انني افرح كلما اراك في اى بوست انشره احييك بعنف
أخي عبد الله أعجبتني مداخلتك في لقاء ويست بارك هذا البوست كما ترى ، ليس رصدا و تلخيصا صحفيا للقاءات السيد ببدري فقد نشرت لقاءاته فيديو و مقالات على صفحات مواقع عدة، هذا البوست رصد للرجل كحالة حميمة، عن شوقي بدري الأنسان، نود ان نحكي عن شوقي، وهو يحكي عن انفعاله بحركة التاريخ و الجغرافيا، لك مودتي و شكري على التوقف.
عادل عثمان السودان كلو بطنو بطرانة في هذه الحالة لك سلامي
ألأخت تراجي كل سنة وانتي طيبة اتصلتو بيه ولا لسة، لو عاوزة معلومات الأتصال به ادينا خبر
تاج السر الملك
12-13-2008, 03:57 PM
Gazaloat
Gazaloat
تاريخ التسجيل: 05-14-2003
مجموع المشاركات: 891
وينثر مبدعيهم بداعاتهم على استحياء، ولسان حالهم يقول ( هاؤم اقرأوا كتابيا ).
وننثر (خراءنا المطبوخ)، و (فساءنا المقلى)، فى ضجة عظيمة، ولسان حالنا يقول ( انا ربكم الاعلى).
وقد فاض زقاق الابداع بالباعة المتجولين منا وبالمتنطعين و.. ب(الفـَرَّاشة).
و مافتئنا نفترش الارض ببضاعتنا الرخيصة والرديئة على جنبات الزقاق ونحتل كل ارصفته ونملأ الدنيا ضجا وضجيجا:
- علينا جاى ..
والغريب، اننا نروج لبضائع بعض أحبابنا، بالحق وبالباطل.
.. لا .. آسف. بالباطل فقط !!
نحن قوم، أصبح بيننا وبين الحق بضعة قرون ضوئية. حتى انعدمت بيننا روح المنافسة، وتحولت الى رغبة عارمة فى التدمير، وهدم بعضنا البعض. فما ان يدفع احدنا ببعض من مساهماته الى الناس، حتى نشمر عن اكمامنا، ونستل مجاهرنا، ونبدأ اول مانبدأ فى البحث عن سلبياته، واخفاقاته، وهناته. فان لم نجد.. استخرجنا له سلبيات ( بدل فاقد)!! ورحنا نقطع لحمه تقطيعا، لا لشئ، سوى رغبتنا فى مزاحمته - امام الناس - معلنين اننا افضل منه معرفة، واوسع منه ادراكا، واننا احسن منه.. باختصار مخل.
وفترت عندنا الهمة. واستعضنا عنها بغريزة نهش الآخر..فى نفسه وماله وعرضه. فتأمل.
وكلما رخصت قيمة بضاعتنا ازدادت ضجتنا اكثر، حتى اصبحنا نحول بين الجمهور، والمبدعين الحقيقيين... اصحاب الحوانيت الابداعية الاصلية، والاصيلة. حتى لتكاد بضاعة الابداع الحقيقى ان تبور!!
وليس ببعيد عن أذهاننا ذلك المتنطع الذى ظل يقلد عبدالعزيز داؤود عليه الرحمة، حتى خال نفسه قد بلغ شأوا لا يستطيع عليه صبرا. فذهب الى الموسيقار برعى محمد دفع الله، رحمة الله عليه، طالبا منه ان يلحن له الاغانى بدلا عن ابى داؤود. ضحك برعى وقال له ولكن عبد العزيز سيظل هو الاصل وانت.. أنت مهما بلغت من درجات الكمال ستظل مجر تقليد...فتصور!!
اصابنا خلل فى التفكير، وعور فى التدبير، وانا لله وانا اليه راجعون.
منعم الجزولى
(عدل بواسطة Gazaloat on 12-13-2008, 07:46 PM) (عدل بواسطة Gazaloat on 12-13-2008, 08:01 PM)
12-13-2008, 04:15 PM
Tagelsir Elmelik
Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
الجازالوت هوى ورينا اول شي الصورة الرائعه دى شنو و علاقتا بأم درمان شنو انا مابريد الصور الما مكبشنة و خلينا في شارع اتجاه واحد أحمسي الهيئة او كما قال شوقي درب الأمة الواحدة.
12-13-2008, 04:23 PM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
Quote: الاخ جني - ارجو تعديل مداخلتك حتى يستمر البوست بالطريقة الجميلة البدأ بيها ....
الأخ رضا انت ممن يعرفون أمدرمان جيدا بحاراتها وحواريها وبيوتاتها وخواصها وعوامها! انا قلت اتمنى ان اكون قد اسات الظن واعتذر من هذا المنطلق لان الاتهام لى باساءة الظن يعنى ان الكاتب لم يقصد ما تبادر الى ذهنى! وارجو تصحيحى اذا لم يكن استنتاجى مشروعا! ومن( ابراهيم عوض، وعبدالرحمن الريح، وعلى البدوى المبارك.) الى (اسماعيل الازهرى، وعبدالخالق محجوب، والامام عبدالرحمن). و(من حواء كلاب، وعشة ام رشيرش،) الى (فاطمة احمد ابراهيم، وسميرة اسحق اسرائيلى ) ما ذا يتبادر الى الذهن!انا برضو من اولاد ام درمان يا رضا وبنعرف التنميط! وانا قفلت الموضوع دا لكن يبدو ان قبولى بتجاوز الكاتب لمداخلتى الأخيرة يعنى قد لبست كل ما طفحه أعلاه برنيطة! جنى
12-13-2008, 09:17 PM
عصمت العالم
عصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656
العزيز تاج السر.. العزيز الاخ الفاضل شوقى بدرى.اعرفه منذ اربعين سنه.مضت. نحن ابناء جيل واحد ورفقة الحله وانتماء امدرمان.هو وشقيقه الاكبر ذلك الوهج الذى رحل منذ اعوام العزيز محمدصالح الشنقيطى ابراهيم بدرى..والذى كان محفلا..ومجمعا..وموطنا..لكل الناس.. اما شوقى هو كما ذكرت ..يمتلك ذاكرة فتغرافية متوهجه..وفى شبابه وزمن صباه احتك وعرف وتعامل وناضل.وقدم وعمل..وهو كما هو لم يتغير مسلكا ولا طريقة ولا اسلوبا .قلبه يسع الجميع وفكره الثاقب يمنح كل تلك الاشارات الوضيئه.وهو يقدم المساعده بشهامة ورجولة واقتدار..يضع كل ما يملك من اجل الناسزوهو وفى وفاء نادر ويحتفظ لمعارفه واصدقائه بتلك المسافات الواسعه فى عقله وفى خواطره وفى قلبه..ويمنح من عمق ذاته كل شىء بلا مقابل.. وشوقى بدرى يعتبر مرجعا وذاكره للتوثيق خاصة فى شئون المدينه الاسطوره امدرمان..التى يعرفها شبرا.شبرا..ويختلف عن الرواد الذين تناولوا عشق امدرمان.. بروف على المك فى نطاق جغرافى محدود .. دكتور خالد الكد.فى نطاق جغرافى محدود. عبد الله محمد زين.فى نطاق سوق امدرمان وحى العرب..
اما شوقى بدرى.. هو الذى يفصل كل احياء امدرمان ويعيد تشكيلها بعمق تلك المعرفه.الاستناره والذكريات.. ولقد منحته امدرمان من ثر عطائها كل ذلك التوقع..وعرفته باسرارها وخباياها,,واطرها..وهو شرب من اثداء صفائها كل ذلك الواد.واكل من لبا لبنها..وتعتق بكل ذلك.. فشوقى بدرى هو امدرمان بكل عمق صفاء تلك الروح الوثابه الجميله.المشرقه.. وهو رجل بمعنى الكلمه..وفارس من حضن امدرمان..ربته وضمته.وعلمته.ومنحته من خصائصها كل ذلك العطاء المتدفق.وهو جدير بذلك التكليف العظيم.. وشوقى بدرى كاتب لا يشق له غبار..له مؤلفاته..وبحوثه.. وله كتاب قيم عن امدرمان..وكم تمنيت ان يجمع معلوماته عن شخصيات امدرمانيه اثرت فى الحياه العامه..مثل.. ظرفاء امدرمان... وانماط من مجانين امدرمان.. وفتوات امدرمان.. وقضايا امدرمان.. واجتماعيات امدرمان.. ومن معين امدرمان.. وتشكيل حياة امدرمان.. وليالى امدرمان
شوقى بدرى.. نرجو له الصحه والمنعه ..وهو اخ عزيز وعظيم..ورائع.. العزيز تاج السر.. لك الجمال وانت تحكى عن مدائن تسمى شوقى بدرى.. كم كنت افضل ان يكون الاسم مرادفا لمدينته العزيز امدرمان.. فشوقى بدرى شموس مشرقه.فى سموات الكون.. له ولك التحيه..
12-14-2008, 02:04 PM
Tagelsir Elmelik
Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
Quote: اما شوقى بدرى.. هو الذى يفصل كل احياء امدرمان ويعيد تشكيلها بعمق تلك المعرفه.الاستناره والذكريات.. ولقد منحته امدرمان من ثر عطائها كل ذلك التوقع..وعرفته باسرارها وخباياها,,واطرها..وهو شرب من اثداء صفائها كل ذلك الواد.واكل من لبا لبنها..وتعتق بكل ذلك.. فشوقى بدرى هو امدرمان بكل عمق صفاء تلك الروح الوثابه الجميله.المشرقه..
اخي عصمت العالم هذا بالضبط ما حدا بي الى تسميته بالمدينة ، حين قال شوقي في أحذى ندواته ( اكون في امدرمان و لسة اكون مشتاق لأمدرمان) يرد اسمه فيأتي ذكر أم درمان تلقائيا، و من ثم السودان أشكرك كثيرا على التنوير ، و على المشاركة السخية دمتم الملك
12-13-2008, 09:47 PM
Ridhaa
Ridhaa
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 10057
الفتوات في امدرمان اغلبهم لم يكونوا اشرارا ، يستفيدون من قوتهم لتحقيق مكاسب ماديه او لممارسة الجريمه . لقد كانوا افرادا لهم قوه جسديه ، او بعض الذين كانت عندهم قوه بدنيه عاديه اكملوها بالشجاعه و الثبات و عرفوا بي ( زول سالط ) . و لقد كان بينهم نساء فلنبدأ بهم . بت الحناوي كانت قوية الجسم يميل لونها الي البياض ( حلبيه) . و كانت المرأه الوحيده التي كسرت احتكار الرجال علي سوق الخضار و صارت بائعة خضار في سوق امدرمان . فبعد بناء الجذر و سوق الخضار و سوق الدجاج و الحمام وسوق الكسره ( الانجيره ) حيث تجلس الخالات هجوه و كلتوم و رابحه . سوق الطواقي و الهبابات . جمع المفتش برمبل كل اصحاب مهنه مثل جزارين الكرشه و العفشه و الطايوق و وزع لهم الاماكن . و عندما اراد تقسيم الاماكن للخضرجيه لاحظ وجود بت الحناوي بجسمها الضخم وسط الرجال فقال لها ( دا هنا مهل بتا رجال ، انتا امشي مهل نسوان ) فادخلت بت الحناوي سبابتها في فمها و نفضت السفه قائله ( رجال !! رجال شنو ؟ انا ارجل من ديل كلهم ) و تقدمت خطوات الي الامام و تراجع بعض الرجال و ضحك الاخرون . فقال برمبل ( انتا في مهل خضار ) . الاخ الفنان ابراهيم عوض عبدالمجيد ، كان يمر امام طبليه بت الحناوي في صغره و هو في طريقه الي فنان الحقيبه ميرغني المأمون الذي كان يبيع الخضار و كانت بت الحناوي تقول له ( تعال هنا يا .... ماشي وين ، الخضار ما يا هو قدامك ) و يضطر للشراء منها . او ان يلتف من خلف الزنك لكي يذهب الي جاره ميرغني المامون . اولاد الحناوي التيمان حسن و حسين كانا من فتوات امدرمان و يمتازان بالقوه كعمتهم بت الحناوي التي ربتهم و لقد بدأت حياتهم كفتوات مع موسي راس حربه الذي كان مخنجي فارع الطول منزله في زقاق خلف الله و هو الزقاق المحصور بين شارع البوسطه و شارع زريبة القش و يتجه شمالا و جنوبا . و منزله خلف منزل مبارك زروق و زير الخارجيه و قطب الوطني الاتحادي . عندما داهم البوليس منزل موسي راس حربه. وضع موسي جسمه خلف الباب و لم يستطع البوليس ان يقتحم المنزل الي ان سمح لهم موسي بعد ان تاكد ان البضاعه قد اختفت . لان احد اولاد الحناوي قد طوح بها في منزل الوزير . عند احضار البضاعه قالوا لموسي ( يلا علي المركز ) فقال موسي ( لقيتوا عندي حاجه ؟ سوقوا الناس اللقيتوا عندهم البضاعه ) و عندما قالوا له انه لا يمكن ان يتهموا الوزير قال موسي ( اسه انا يادوب عرفته ، الناس ديل العربات تطاقش و الناس ليل و نهار داخله و مارقه ، اتاريهو ديل بقرطسوا .) . سمعت ان موسي اخذ اسمه راس حربه لانه اصيب بحربه في ساقه و كنت احسبها مزاح و في سنه 1963 عندما كان يجلس معي في قهوة مهدي حامد بالقرب من عربة بيين مكوار اشهر بائع باسطه في امدرمان ، لاحظت اثر جرح بليغ في ساق موسي عندما خلف رجله . اخر مره اقابل ود الحناوي كان في منزله جنوب سينما الوطنيه لانه كان جارا لصديقي احمد الميكانيكي و كان ود الحناوي يعاني من قطع مخيف في يده اليمني لم يشف بعد . و قال انه قد غضب من زوجته اسماء الحلبيه فضرب صحن الباشري بيده فانكسر الصحن و انغرز في يده . اسماء الحلبيه كانت من نساء امدرمان المشهورات . اخونا محمود اسماعيل ابراهيم رحمة الله عليه ، دخل في كثير من المعارك في براغ . فاطلق عليه مامون يوسف المامون لقب ودالحناوي لان لونه كان فاتحا فلازمه هذا الاسم طيلة حياته . محمود الفُخ كان قويا و اشتهر كبائع بنقو بالجمله و صاحب تربيزة قمار في منزله بحي العرب . و كان كريما يرتاد منزله كثير من الناس، و لا يخلو من ميل للسخريه . فعندما اتاه الشاويش و طلب منه ان يوزع الكمنقه لان هنالك كشه ، اعطاه ما فيها النصيب ثم اتي اومباشا و ردد نفس الشئ و اخيرا اتي رجل بوليس تعبان قائلا ( وزعوا الدخانه ) فقال الفخ ( هي اصلو كمنقه و لا منشورات شيوعيين ، وزعناها زمان ياخ ) . و عندما جائت الكشه فتح الفخ للشاويش و قال هازئا ما صار مثلا يردد في امدرمان ( جيت تقبض الكمنقه ؟ جدع ولدي ) و صفق الفخ بيديه ثم اضاف ( وزعناها زمان ) و كنا و لا نزال نقول عندما يحاول الانسان شيئا و يفشل ( جيت تقبض الكمنقه ؟ جدع ولدي ) . النفراوي كان قويا و يمت بالصله للفخ و بينهما صداقه و كان من المؤكد اشهر مخنجي في امدرمان . و منزله غرب سوق الحداحيد و بالقرب من زقاق المنفله .و الي ان تركت امدرمان لم يلق البوليس القبض عليه . و كان يبيع من شباك عالي في منزله . و لا يبيع اقل من وزنه او تعريفه و تساوي 25 قرش و الاخرون يبيعون ورقه و تاوي 10 قروش و هي كميه صغيره و نوعيه رديئه . في احدي المرات تعلق بيد النفراوي اثنين من رجال البوليس السري عندما باع لهم الوزنه . و لم يتمكن الرجلان من القبض علي يده . فانتزع يده . و فتح الباب فهرب الرجلان . من العاده ان لا يذهب الناس الي النفراوي بعد الساعه العاشره ليلا . في احدي المرات طرق شباكه شخص ملهوف في نصف الليل فاتاه صوت النفراوي الجهوري ( جاييني نص الليل ، بائعات الهوي و ناموا ، انا ما انوم ؟ ..انتظر ....) و قبل ان يفتح النفراوي الباب هرب الشخص الذي كان صديقا لابن عمتي عثمان عبدالمجيد علي طه المشهور بكوارع . اول مره اشاهد النفراوي خارج منزله . كان في منزل عبدالقادر حسن عباس المشهور ب(تورو ) في بانت . و لقد اتي لانها كانت( قاطه) كما قال هو و اللواري ما جات من الجنوب . و قام بلف سجاره لم يشاركه فيها اي انسان . ثم اخذ ربع رطل و ذهب . تورو كان مخنجي يغطي منطقة بانت و جزء كبير من المورده . لان الِوش كان يغطي منطقة سوق المورده و فريق ريد . محمد عثمان كان الفتوه الذي يدير العمل مع تورو و لهجته كانت غريبه . و بالرغم من انه لم يكن دنقلاويا الا انه كان يؤنث المذكر و قد يكون من شرق السودان او اثيوبيا.و في يوم من الايام صرع رجل بوليس سري امام منزل تورو بلكمه واحده . فعندما كان محمد عثمان يحاول ادخال دراجته حاول رجل البوليس الدخول معه . و لم يعرف محمد عثمان ان رجل البوليس احد معارف تورو . و لقد كنت اشاهد كثير من رجال البوليس حتي بملابسهم الرسميه في منزل تورو . احدهم شخص خفيف الدم بشنب ضخم اسود اللون عرف ب( جاور السعيد) لانه يصرخ عند الباب عندما يحضر ( جاور السعيد تسعد). عندما رجعت في نهاية الستينات كان محمد عثمان قد انفصل عن تورو و صار مخنجي في منزل جنوب منزل العم عبدالله حسن عقباوي و بالقرب من منزل العم محمود صالح المغربي والد المذيعه ليلي رحمة الله عليها . محمد عثمان قد انفصل بعد سجن تورو المتكرر . ففي بدية الستينات انسجن تورو بتهمة الاساءه للمحكمه . فلقد فتح بلاغ ضد عبدالعزيز الذي كان مسئولا من الحصاله و اختفي بسبعين جنيه . فتدخل ابن عمه نور الهدي واحضر عبدالعزيز من عشش فلاته . و عند الذهاب الي القاضي لشطب البلاغ قال القاضي لعبدالعزيز ( انته ولد صغير و ابن ناس ، ايه البقعدك مع المجرمين ديل ؟) فقال تورو ( مافي لزوم للاساءه ) فرد القاضي ( تتكلم بديك شهر سجن ) فواصل تورو ( .......امك لو ما عملتها سته شهور ) و لقد كان . بهذه المناسبه ، احد القضاة من خارج امدرمان قال لصديقي المعلم قدوره الذي كان اكثر الناس شياكة في امدرمان ( انته زول وسخ ) فرد المعلم ( وسخ انا !! انا بستحمه مرتين في اليوم . انتو حلتكم ادبخانات ما فيها بـ..... زي الغنم في الشارع ) و كان الحكم بالسجن . لان اهل امدرمان كانوا يعرفون بعض و يتداخلون . فلم يكن من السهل عمل كشات . فاستعان البوليس بشاويش صغير السن من عطبره . اوقع بكثير من المخنجيه . كان هنالك كيس يحوي البنقو و في وسطه حجر ثقيل ، و في حالة اي كشه يسلم هذا الكيس للمرحاض . و فجأه يظهر بعض الكهربجيه و يضعون سلما و يبدأون العمل في عامود الكهرباء بالقرب من منزل تورو . و بعد ان يطمئن لهم ابراهيم ابودقن سائق التاكسي و الذي يعمل مع تورو ، و تبادل التحيات و القفشات . يقفز رجال الشرطه من ذلك السلم و يقبض علي تورو. ابراهيم ابودقن كان اصفر اللون وسيما ربع البنيه انيق الثياب ، يرتدي في بعض الاوقات بدله كامله . و دائما نظاره سوداء . كان يسوق سيارة والدي في بداية الخمسينات و كان مرحا يحب النكته . و نحن صغار كان يقود السياره بقدمه . و كان بمثابة الاخ لنا . ثم صار سائق سيارة التاكسي التي يمتلكها تورو . و فهمت وقتها لماذا كان يقود السياره بقدمه . و كيف كان يذهب الي اختي نضيفه في المطبخ و يقول ( ادونا اي حاجه حلوه ) و بالعدم يسف سكر . الراجل كان ( بحبس ) . من النساء القويات في امدرمان و يهابهم الرجال قبل النساء . الخاله كيكونه والدة لاعب الكره و نجم فريق الشاطئ صديقي بنضر الذي اشتهر بجملة ( و لولا براعة الشبل بنضر) التي صارت يضرب بها المثل في امدرمان . فبعد هزيمة الشاطئ بخمسه اهداف كتب صحفي ( ولولا براعة الشبل بنضر لكانت الهزيمة اسوأ) . كيكونه كانت تبيع الخضار في سوق المورده . و تكون مستلقيه علي جنبها في الطبليه بالقرب من الخضار . و لا تتكلم كثيرا و لا تزيد عن الابتسام و لا تفاصل . كنت اشتري منها الطماطم باستمرار. اسأل عن السعر و اضع الفلوس تحت الشوال و اخذ الباقي كالاخرين . و قلت مداعبا احد اصدقائي ( اها لو الزول شال زياده ؟) فكان الرد ( منو البقدر ، شوفها قدر شنو ) . علي عكس كيكونه كانت صديقتها زمبيري الحلبيه . اميل الي البياض نحيفه نخناخه كثيرة الكلام و هي كذلك تبيع الخضار . و هي ام اثنين من فتوات امدرمان ، عرفه زمبيري بشعره المنكوش و هو عربجي و سيد صربندي او اطرش قديس كان قويا يقوم بتقطيع لساتك السيارات في الصباح و يبيع التذاكر امام سينما قديس في الليل . انتهي به الامر الي سجن كوبر ثم سجن بورتسودان .كل حياة سيد كانت مرتبطه بالسينما . و عندما سمع في سجن كوبر ان الممثل جري كوبر قد مات ، بكي و حزن و امتنع عن الاكل . و بالرغم من انه اطرش فيتحدث بصعوبه . و عندما قالوا له ( زعلان مالك ، جري كوبر ده قريبك ) قال ( ده اخوي ،كده ) و وضع سبابته ملتصقه بالاخري . الخاله كيكونه انقذت المفتش الانجيزي عندما اراد فتوات المورده الاعتداء عليه . فهرب جاريا ، فادخلته الخاله كيكونه منزلها و خرجت لمقابلة الفتوات بمرق العنقريب فهرب الفتوات . و اعطاها المفتش الانجليزي رخصة بيع الخضار في سوق المورده بدون رسوم طيلة حياتها . حوه كرنقو كانت من فتوات امدرمان . عندما كانت صغيره كانت( محمد ولد) و لعبت الدافوري مع صديق منزول و هي صغيره . و كانت تجيد العراك و تضرب راس يصرع اقوي الصبيه . كما كانت تربط للصبيه و تقلع قروش فطورهم . صديقي (ع) الذي صار ظابطا في الجيش تعرض لعملية نهب بواسطة حوه كرنقو فصار يتفادي شارعها . و كنت امزح معه و هو ضابط مهاب و اقول له انني سافشي سر حوه كرنقو لزوجته . كرنقو كان شابا قويا شكله يقرب الي شكل اشقائنا من النوبه بعضلات بارزه و جسم طويل . كان بشوشا مع معارفه و اولاد الحي . و عندما كان الرماي يشبك في النيل ( يكرد) يساعدني في اخراجه حتي بدون ان اساله لان منطقة النمر امام الصهريج القديم بالقرب من الطابيه كانت عميقه و خطره . و كنت اصغره بعدة سنوات . كرنقو كان من فتوات امدرمان الكبار . و بينما نحن جالسون في قهوة السماني المقابله لمطعم صبير في الملجه و التي صار يديرها صديقي علي شلوفه و سيد ودابونا بعد مرض السماني النفسي . سمعت محجوب عجيب علي ما اظن يقول( كرنقو و ود ام شطور كتلوا البوليس ) . و لم يعلق احد وقتها و ربما لان البوليس السري عربي كان موجودا بعمته القلووظ . و كان هذا في 1964 ثم عرفت من الدكتور محمد محجوب عثمان بانه شاهد صديقي كرنقو في سجن كوبر قبل شنقه و انه كان متماسكا و مشي الي المشنقه بثبات و شجاعه . حتي انا عندما اجتر هذه الزكريات استعجب . ما الذي يدفع شاب صغير لمعاشرة هؤلاء الناس . و لكني عاشرت المثقفين و المتعلمين و المترفين و وجدت الغير متعلمين اصدق و اكثر حفظا للود . و والدي ابراهيم بدري الذي قضي اغلب حياته وسط الدينكا و في جنوب السودان ، و والدتي التي ولدت و ترعرعت في جبال النوبه كانوا يؤمنون بان يعطوا الاطفال فرصه مشاهدة الحياة عن قرب خارج الحمايه المبالغ فيها . قبل ان ابلغ الثالثه عشر قضيت اجازه مدرسيه علي ظهر قندراني يخص محمد عبدالله عبدالسلام زوج خالتي . و تعلمت الكثير من الرجل الرائع سائق القندراني محمد يس الدنقلاوي واخيه عوض الذي صار سائقا للبص السريع . و كنت اشاركه النوم في كابينة القندران او علي شوالات الاسمنت و هو يحكي لي عن الدنيا و تجاربه ، لقد كان من خيرة اساتذتي في هذه الدنيا . و كنا ننقل مواد البناء الي اكوبو و الناصر و البيبور و فشلا و جبل بوما و هذا في الخمسينات. اطلقوا ابنائكم لكي يعيشوا . و نواصل فما اكثر فتوات امدرمان مثل كبس الجبه و قدوم زعلان و دغماس و راس الميت و كاتوحه و عبدالفتاح و عُبد و رزيق و الفي و ....الخ .
شوقي
نشرها فى سودانيزاونلاين 21 ابريل2004
12-14-2008, 01:34 AM
Osman Musa
Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
التاج الملك لبس ليك كررى كلها فى دقنوس العلامة شوقى بدرى . الكترابة . تلك لوحة عجيبة .شايفين ؟ لبسها مدينة باذخة . محاربة . جميلة . ضاحكة . تسالم وتغنى و (تفرفش . التاج جعلنا ننظر الى أرواح أجدادنا الطيبين فى عقل شوقى . والله عاد حرفنه جد . فن . تعيش كتير تشوف كتير . تحياتى لكم جميعا .
12-14-2008, 02:51 PM
Elmoiz Abunura
Elmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008
الاخ تاج السر الملك , التحية والود اجيبك عن تساؤلك بأن كتابي (امدرمانيات) قد صدر عن الدار العاليمة للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة وصاحبها ومديرها الاستاذ الشيخ عووضة , في طبعته الاولي في عام 2007 , كما قام بطبع ونشر كتابيي الاثنين الآخرين (أيام التونج , الطباشيرة والكتاب والناس) واللذين نشرت منهما مقتطفات في المنبر , ولكن لأسباب تعني الناشر والموزع آثر ان لا يوزع المؤلفات في الخرطوم لتجربة سابقة مر بها , ولكنه يعرض ويوزع كتب الشركة - ومنها كتبي- في معارض الكتاب في القاهرة وفي دول الخليج . ومؤلفاتي ومنها كتاب امدرمانيات معروضة للبيع في المكتبات التالية بالقاهرة وهي : مكتبة دار حراء - شارع شريف مكتبة سندباد - شارع صبري ابوعلم مكتبة ليلي - شارع جواد حسني او طلبها رأساً من ادارة المبيعات بالشركة : 0101319394 او بالايميل : [email protected] هلال زاهر الساداتي
12-14-2008, 08:01 PM
Tagelsir Elmelik
Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
لا لا لا ده شغل عجيب كلو كلو . .. كدى يا أستاذ شوقى اجدعلك تعليق على تلك السيوف والحراب . نعم يا شوقى امدرمان مدينة مجاهدة .. مدينة تلصف وتتلامع مهما جار عليها الزمن .
12-15-2008, 04:38 PM
Tagelsir Elmelik
Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
و خزنه علي الجنب . و هنالك بعض الترزيه مثل الخير الذي كان مثقفا يقرأ كل الجرائد اليوميه و ينتمي الي تنظيم الاخوان المسلمين ، و كان يقصده كثير من اعيان امدرمان لعمل الجلاليب و خاصه المكسوره دبل عمود . و خياطة الجلابيه تكلف 25 قرش و العمود 10 قروش و هناك متخصصين في عمل العمود فقط . و اغلبهم نساء في منازلهم . و هنالك العم مقبل الذي كان ضخم الجسم و عندما يجلس للاستراحه علي التبروقه له سير عريض في شكل حلقه كبيره يمتد من ظهره الي ركبتيه و هو كذلك خياط جلاليب و عراريق . الطيب بدا عمله مع عمنا شروني و كان يقوم بتطبيق القماش كطاقه كامله و يقوم بقصها بالمقص و يشكلها حسب المقاسات . و تبدأ باللباسات الصغيره للاطفال و الدسته بي 18 قرش سعر الجمله و لباسات كبيره الي الفساتين للنساء و الدسته بي 3 جنيه و 60 قرش .و سالته مره ( انتو يا الطيب هدومكم دي بتهد ؟ ) ، فكان رده ( من المروحه دي بتهد ) . التعلمجي يبدأ بعقد اللساتك و يتطور لكي يشطب ثم يبدا في خياطة اللباسات و يتطور . و تعلق العينات علي الحبال كما يبدو في الصوره ، و يحضر المشترون من الاقاليم و يشترون البضاعه و يحملونها علي اللواري و تلبس كل الجزيره و غرب السودان و شرقه من سوق الشوام زقاق الصابرين و ما حوله . و كانها ملابس كرستيان ديور . تبدأ الحياه في الصباح بالتحيات و الاخبار و نقاشات الكوره و السياسه . و يحضر صاحب البخور و هو يلقي بحفنات متواصله من البخور من مخلايته في المبخر و يتناول المعلوم من كل دكان بدون اي احتجاج . و اصحاب البخور يقسمون السوق فيما بينهم و لا يتعدي احدهم علي حدود الاخرين . حتي الشحاذين كانوا يعرفون مناطقهم . الدخري كان اشهر مجنون في امدرمان و كان يسكن في الجامع الكبير و له جسم قوي بعضلات بارزه . و عندما يكون بحره عالي ينطلق محطما كل الحجاره و في بعض الاحيان يضعها علي قضيب الترماج و يقوم بتحطيمها بحجاره اكبر . و كثيرا ما يتوقف الترماج الي ان ينتهي الدخري من عمله و هو يقف عاريا كما ولدته امه . مشكلة الدخري انه قذف ابنه بحجر في حالة غضب فاصابه في مقتل فاختل عقله . و كان يحضر لزقاق الصابرين ليشحذ فلوس طعامه و قد يتصدقون عليه بسروال او عراقي . و في احدي المرات اعطاني الطيب فريني ( يعني قرشين ) و هي قطعه صغيرة الحجم و لهذا يسمي الشخص قليل الحجم بالفريني . و عندما وضعت الفريني في يد الدخري لاحظت قطعا كبيرا فقلت له ( ده من شنو ؟ ) فنظر الي بحيره و تعجب و كانني بليد و قال ( من شنو ! ، ما من الجن . ) . الزقاق كان دنيا كامله يتكسب منه كميه ضخمه من البشر . فهنالك السبابه امثال الاخ حموده النعيمابي الذي استلمت منه خطاب قبل شهور . و في مره كان يحمل مركوب نمر بالربل ( نوع من المطاط الفاخر ) . و المركوب يساوي 7 جنيهات و بينما هو يعرضه متنقلا بين الدكاكين ، مد احد اهل الباديه و هو يرتدي شقيانه و هي حذاء من الجلد الغير مدبوغ بسيور غير مدبوغه في قوة الصلب ، فقال له النعيمابي ( ها يا عربي ها ، دا مالك بيه ، ده بسوي ليك الحساسيه ) . فضحك الجميع حتي البدوي . من العاده ان يأكل الجميع معا الا ان البعض كان يأتيهم فطور خاص من المنزل و عمنا( ... ) كان مختلفا و قد اصاب بعض التعليم و عندما وضع الفطور امامه اتي احد البدو مارا فكشكر له عمنا قائلا اتفضل . فجلس البدوي بدون تردد، و بلقمه واحده اخذ نصف البيض من الصحن فصرخ العم فزعا ( لا ..لا .. ده بيض ...ده بيض ) . فصارت هذه الجمله تردد في زقاق الصابرين عندما يلتبس الامر علي اي انسان و يقولون ( لا ..لا ...ده بيض ). الجلاليب كانت تخيط علي ثلاثه انواع في العاده و هي كرشليق و تعني بزراير ، او دركسون بالفتحه المستديره ، او في احيان نادره بي لياقه و كرشليق و هذه يستعملها بعض سائقي التاكسي و معلمي القهاوي . و القماش عادة هو البوبلين و المتر يساوي 20 قرش و قديما كان هناك قماش يسمونه ( بنك مصر) له عروض عريضه او قماش هزاز فيه خطوط لامعه يسمونه الالاجه يلبسه المعلمين و كبار التجار . العراريق و الساويل عادة من الدبلان او قماش خفيف للعراريق يسمونه الساكوبيس و هذه الكلمه يوصف بها الشخص الضعيف و يقولون ( ده ساكوبيس ساكت ) . و هناك ايضا لبس تكسب و تعني جيب من الامام و من الخلف ، او جناح ام جكو و عادة لانها واسعه تحتاج لسته امتار او خمسه امتار و نصف بدلا عن خمسه امتار . و كما كان يقول العم مقبل ( الترزي شغله تحت .... ما يسلمو للزبون الا يدفع ، كان الزبون شال حاجته ما بجي راجع يدفع ) . في سنه 1985 اردت ان اعمل توكيل شرعي فاخذت الاخ بله و الطيب سعد للمحكمه و لاحظت ان الطيب يتراجع . و بسؤاله عرفت ان كاتب المحكمه الشرعيه قد اخذ من الطيب سته جلاليب و سته عراريق و سراويل و وعد بالحضور للدفع و لم يرجع . و الكاتب الشرعي كان يرتدي احدي الجلاليب . و الطيب كان يخاف احراجه . فاضطررنا للذهاب الي المحكمه في الخرطوم .تلك كانت اخلاق اهل زقاق الصابرين . سمعت الطيب يقول لميرغني و هو كذلك اسطي في احد الدكاكين و هو شاب نحيل يرتدي البنطلون ( غا و سا ) . و عندما سالت عرفت ان المقصود بها الزبون الذي يضيع الوقت و لا يشتري . ميرغني استعار دراجتي الرالي الدبل و عندما تأخر ارجعها و عليها جرسين بلونين مختلفين زادا من جمال الدراجه التي كنت اعتني بها .في نهاية الشارع بعد القهوة الصغيره و المطعم كان السمكريه منهم صديقي عبدالسخي ، و الخير العجلاتي الذي بدأ حياته كصبي عجلاتي مع العم عبدالكريم العجلاتي في بداية شارع كرري و هو خال كمال الجزولي ومجدي و حسن و الاخرين . السمكريه كذلك كانت لهم مجموعتهم الخاصه و طريقة حياتهم . و عندما تضايق طسم من امرأة اتت بصفيحة خبيز و ارادت لحمها مباشرة و طسم مشغول و المرأه تنق ، فطوح بالصفيحه قائلا ( جننتينا ، هي صفيحه و لا اسطول ) . في الشتاء كنا نأكل كثيرا الطماطم بالدكوه و الكسره من هجوه في الانجيرا او سوق الكسره غرب سوق الطواقي . و هذه الاكله لا تزال منذ ايام زقاق الصابرين هي اكلتي المفضله . الخال النور الحاج حمد من حوش حاج حمد المشهور في بيت المال كان يعمل في سوق الشمس بالقرب من سوق التمارا و عندما تشتد الشمس يحضر الي دكان الطيب سعد و يزيح العمل من البنك و يستلقي او يجلس تحت المروحه . و عندما يحتج الطيب يقول له النور ( انته ياخ في بيت اختي ما بتترقد تحت المروحه ، هو كان ما المروحه دي انا بجيك ! ) .الطيب بمثابة الشقيق لنا ، و عندما اتيت به الي المنزل كنت انا في الرابع عشر و هو في حوالي الثامنه عشر من عمره و صار من اهل المنزل . و لا يعمل اي شئ بدون استشارته . و ابنائه يحملون اسمائنا ، الشنقيطي و شوقي و اسعد .و لي ابن يحمل اسمه. و عندما اتصل شوقي الطيب قبل شهور بخصوص المصاريف الجامعيه قلت له ( انته بتين دخلته الجامعه ؟ ) و كان رده ( انته يا عم شوقي طولته بره نسيت السنين ) . لا اظن ان هنالك اي مكان في العالم كانت توجد فيه روح من الزماله و التأخي و التكامل مثل زقاق الصابرين فاي شخص يموت يعتبر المصاب مصاب الجميع . و اي شخص يتزوج يكون الكشف دائرا ، و اي بيت يقع او مناسبه يكون اهل الزقاق كأسره واحده . و لقد تعلمت كثير من الدروس في الزقاق و سمعت كثير من القصص و كان كل السودان يمر بالزقاق كزبائن . و في منتصف الستينات ظهرت الماكينات الكهربائيه السريعه و تضاعف العمل و ظهر المطرز . في احدي اجتماعات نقابة الخياطين كان الطيب يتحدث بحميه فقال شخص لا يعرف الطيب ( انته خياط ؟ ) فوضع الطيب ظهر يده امام عينيه قائلا ( ده ( د..ك) ! ) . فالمقص يترك هضاب علي ظهر يد الخياط خاصه خياطي الجاهز . لانهم يقصون عشرات الطبقات من القماش مره واحده . و كثيرا ما يحضر شخص يحمل عجله علي كتفه و يقوم بسن المقصات في زقاق الصابرين و سوق الشوام . في بدايه الديمقراطيه الثانيه ابدي الطيب تعبه من موضوع الخياطه . فاقترح الشنقيطي محل للسندوتشات و اعجبت انا بالفكره . و بدأنا في البحث عن المكان الا ان الطيب رجع و غير رأيه و قال ان زوجته رقيه قالت انه اذا بدأ يبيع الاكل فستعود الي الرباطاب و اضاف ( اودي وشي وين من ناس زقاق الصابرين ) . و اخيرا اقترح سيارة تاكسي ، و اضاف الشنقيطي فكرة بوتيك في ركن مدرسة الاحفاد شارع المورده . و عندما سلمته مفتاح السياره و بدأ النجارين في عمل التخشيبه و اتت البضاعه من اوربا و الخليج بدأ الطيب مهموما فلم يكن في استطاعته ان يترك زقاق الصابرين . و لم تنقطع الزيارات من الجانبين . في مايو 1969 و في حفل في منزلنا وسط خواجات و مبعوثين، جلس الطيب مع احد الرفاق من الزقاق و عندما ازداد الجمع احضرنا بعض الكاسات فنادانا الطيب و افرغ محتويات الكبايه في الكاسات قائلا ( يعني نحنه ناس زقاق الصابرين ديل ، الكبايات ام كرعين ديل الا نشوفهم في السينما ) . زقاق الصابرين كان يمثل امدرمان . ابن عمتي عثمان عبدالمجيد ( كوارع ) استلم في سنة 1963 ثلاثه جنيه لشراء اسمنت و الاستعانه ببناء لتبليط ارضيه المطبخ . و والدته وقتها تسكن عند ابنها بابكر عبدالمجيد في منازل الجيش . و اضاع عثمان الفلوس و عندما حضر محتارا الي المنزل اخذه الشنقيطي الي زقاق الصابرين و دفع الطيب 150 قرش و اشترينا كيسين من الاسمنت بي 130 قرش و 15 قرش لعربة الكارو و قمت انا بتبليط ارضية المطبخ . و لهذا فالزقاق دائما في وجداني . ما ان تغرب الشمس حتي يصير الزقاق ميتا و خاليا من اي حياة حتي من القطط و كأنه يرتاح من زحمة النهار و الباعه الذين يحضرون كل شئ من فاكهه و حلويات و صور و براويز و نتائج تعلق في الحائط . في المساء عندما كنت اذهب الي العم رضوان و هو الكفيف الابيض اللون الذي يبيع راس النيفه عند نهاية الزقاق في شارع العناقريب و امامه لمبه تدل علي مكانه و ابنه قد صار وزيرا في الحكومه الديمقراطيه الاخيره . و الراس عنده يساوي 25 قرش و في العاده بي 15 قرش الا انها بحجم ضخم و كان والدي لا يقبل الا بها . حتي النشالين و اللصوص كانوا يحضرون للزقاق و لقد سمعت الطيب يقول للضل مع بداية الشريعه و هو اكبر نشال في امدرمان ( و الله يا الضل خايفين عليك من القطع ) فتنهد الضل قائلا ( القطع ساهل ، الكلام الزيت المغلي ) . و عندما كنت اطل الزقاق في الليل او المساء كان يبدو مختلفا و كانما هو زقاق اخر . شوقي
أود أن اشير ضمن هذا البوست ، الى اسرة العميد بدري، على الأقل الذين سعدت بالتعرف عليهم ، داخل السودان و خارجه، السيد الفنان التشكيلي المصور ( عصام عبد الغفار) ، و الذي يعرفه الجميع بعصام فون، و قد كنا نقطع المسافة من الخرطوم القديمة الى استديو فون الذي كان يديره، لنتفرج على صور ( شرحبيل أحمد) ، و عديد من البورتريهات السودانية الصميمة، عالية التقنية، و تعرفت على الأستاذة ستنا بدري، التشكيلية الرفيعة، و السيد الطيب فاروق، و ألأخوين صلاح و متولي مالك، أود ان اشهد في مجمل القول ، على امتناني لتواضعهم الجم، و حسن معشرهم ، و اشتراكهم في كثير من الصفات الأنسانية النبيلة الأصيلة، لا غرو فعميد الأسرة رجل علم و له تأريخ في الجهادبكل طرائقه، و لنا يوم نستعرض فيه مؤلفه العظيم ( حياتي).
12-16-2008, 05:40 AM
mohmmed said ahmed
mohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9241
Quote: أود ان اشهد في مجمل القول ، على امتناني لتواضعهم الجم، و حسن معشرهم ، و اشتراكهم في كثير من الصفات الأنسانية النبيلة الأصيلة، لا غرو فعميد الأسرة رجل علم و له تأريخ في الجهادبكل طرائقه، و لنا يوم نستعرض فيه مؤلفه العظيم ( حياتي).
وأنا على ذلك من الشاهدين، تتلمذنا على آل بدري ، عليهم السلام ، أستاذنا ووالدنا يوسف بدري، وأخويه الأستاذ محمدبدري ، والبروفيسور مالك بدري، وإبنهم الطيب ميرغني شكاك، وزاملت ، طالباً ومعلماً ، شقيقهم الأصغر الفنان الطيب بدري، وزاملت البروفيسور قاسم يوسف بدري، وكريمتي الأستاذ يوسف بدري، و شوقي بدري وشقيقه الشنقيطي، وزاملت ، معلماً ، شقيقتهم الأستاذة الفنانة ستنا بدري؛ عليهم السلام جميعاً، أبناء وأحفاد المعلم، ورائدالتقدم والاستنارة ، المناضل الأكبرالشيخ بابكر بدري عليه السلام. عائلةقدمت للسودان ما لم تقدم، قلامة ظفر منه، أي من أصنامنا المقدسة، قدموا العلم والاستنارة ، وقدم اولئك الجهالة والظلامية. يوسف بدري ، عليه الرحمة ، فتح أعيننا ، ونحن صبية، في أوائل ستينات القرن الماضي ، على مخاطر العدوان على البيئة ،. فتح أعينناعلى تاريخ السودان وقدم لنا ود ضيف الله في طبقاته، ارشدنا إلى أساليب البحث العلمي والقراءة المجدية،
كانت مدرستنا مدرسة للديمقراطية، في زمن الدكتاتورية العسكرية الأولى، صحف الحائط في كل مكان، لاحجر على رأي ولا يتجرأ أحد على أي من الصحف . نخرج ونتظاهر ونقلب ام درمان رأساً على عقب، لا فصل ولا عقاب. كانت الأحفاد ملاذ كل طالب طالته أيدي الدكتاتورية بالفصل من المدرسة، وضمت خيرة المعلمين الذين طالهم العسف الدكتاتوري بالفصل والتشريد.
شوقي هو ابن تلك العائلة ، وخريج تلك المدرسة، وخريج المدرسة الكبرى ، أم درمان. وذاك موضوع آخر، ولنا عودة إليه.
تحياتي
12-16-2008, 06:01 PM
Tagelsir Elmelik
Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
الأخ العزيز الدرديري ساتي شكرا على الأضاءة الوافية و أضاءة اظنك (من حسنها)، تدخرها الى مداخلة قادمة..رجاءا... نتمني ان نرد الى هذه الأسرة بعضا من دينها على أهل السودان.
12-17-2008, 03:43 PM
Tagelsir Elmelik
Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
أنى كنت مفتون بهؤلاء ! ولا زلت ! إخوتي الكبار شوقي ، خليل ، إيمان إبراهيم بدري
كنا أولاد سغار فى الحي ومتيمين ومفتونين بهؤلاء الصبية النجباء الأذكياء ! كانوا قدامنا فى كل شىء ،، حتى فى الدافوري ..لما كنا بنجيب الكورة من بره ،، ونحن فرحانين ،، ومزهويين بأخوانا الكبار ،، وبصحبتهم !
قد لايذكر شوقي بدري أولاد الحلة السغار ،، حينما كانوا يرتعون فى ( ضل ضرى ) إخوتهم ، وهم يمرحون ويلعبون مطمئنين وفخورين بمثل هؤلاء ! ... دى كانت جنة ياتاج السر !
كانوا أبطالها شوقي بدري وإخوته !
ذاك الفتى ،، كان بطلي المفضل !
12-17-2008, 11:12 PM
Tagelsir Elmelik
Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
الأستاذ شوقي بدري أرفع عن أن يكون فرداً واحداً من هنا جواز أن يكون أمة لكن تقصير العنوان في أن يجعله مدينة
فالمدينة مستغلة كاذبة وشوقي أرفع منها شرفاًوصدقا
قرأت له نهاية التسعينيات كتاب "إستقلال جنوب السودان" فوجدت فيه مع العمق والتنوع شيئ كثير من البساطة والجمال، وكنت قد سمعت ضجات كلام عنه من أناس مختلفي الخبرات والتقادير تميل كلهالإستحسان شوقي في أدبه وفي مواقفه، ولكني حين إلتقيته في "بيت النمل" وهو كنية لمنزل الزميل الأستاذ محمدعثمان عبد الحميد الطاهر في مدينة لندن، كان شوقي مختلفاً عن ذاك الضجيج وعن ضجة الأنس التي كانت حوله إذ كان شبيه الضوء في هدوءه وسطوعه، وإذا تكلم شوقي وجدت حديثه كينونةالزمردالأحمر ألقاً وخفقا.
بعد كلام كثير ربط فيه المتحدثين بلاوعي بين التكتكة والإنتهازية حكى لنا شوقي قصة قصيرة جدا وهي: أن الشهيد عبدالخالق محجوب تم شيء من التضييق عليه في معتقل الشجرة قبل يوليو 1971 وتم تغيير صنف السجائر الذي يصرف له ولكنه رفض تناول الصنف المختلف وحينما مرت أيام وصناديق السجائر تتكوم سأله الحارس لطفاً منه أن يدخن ما دام هذا هو الصنف (المتاح) له كمعتقل؟ فأجابه أن المساومة الضارة على المبادئي تبدأ من علبة السجائر .... وأعتقدان مغزى هذه الحكاية كان إعتراضاًأنيقا ًجميلاً على صلاحية أفكار الشراكة السياسية مع المجرمين التي طرحت أمامه.
في نظري إلى كتاباته، وقد جبلت على الكتابة ومارستهالحوالى ربع قرن، وجدت في طريقة وضع مفرداته ونظمها ونظم معانيه بها ما يجده الذواقة في كتب الصوفية حين يرون كتابها الأولياء يتكئون على أرائك المنطق وحساب العلاقات وهم يقبسون أبعاد الوجدانيات والمعاني النورية مماجذبني إلى توقه الكريم إلى العدل والإحسان.
إن وددت شيئاًفي هذه السانحة الكريمة فهو شيئ بسيط أن توضع كتاباته في موقع مستقل مؤمن في شبكة الإتصالات العالمية، وذلك لجعل هذا البلد بل والعالم المستقر في شوقي متاحاً للسفر والسياحة الذهنية والفكرية ولتسهيل الحج إليه كفريضة ثقافية على إنسان مهتم بالجمال في معانيه المتنوعة وفي معانيه الإجتماعية السياسية.
سلمت أيهاالفنان الملك
وللأستاذ شوقي بدري ولك وللقارئي الكريم التقدير والإحترام
12-18-2008, 03:40 PM
Tagelsir Elmelik
Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
أخي العزيز المنصور جعفر سعدت بهذه المداخلة كثيرا ‘ فهي تصب في مجرى البوست و هدفه الحقيقي....... الأحتفاء بالسيد بدري و أتفق معك تماما في وصف الأستاذ شوقي بالأمة‘ غير انني بنيت فكرتي على عشقه للمدينة‘ حتي أدركت نقطة تجليه الباهي في السودان كله‘ والمدينة نفسها كما لا يخفي عليك‘ ام درمان أعني‘ ليست سوى صوت الأمة بأجمعها.
Quote: الأستاذ شوقي بدري أرفع عن أن يكون فرداً واحداً من هنا جواز أن يكون أمة لكن تقصير العنوان في أن يجعله مدينة
فالمدينة مستغلة كاذبة وشوقي أرفع منها شرفاًوصدقا
مدينتنا التي نعنيها‘ مدينة فاضلة‘ مجاهدة و صادقة ‘ و يتجلى صدقها في تقديمها لشوقي ‘ و لغيره من الذين ندين لهم بأفضال جليلة لك مودتي و اتمنى ان ترفد البوست كلما واتتك الفرص الملك
12-18-2008, 04:34 PM
خالد أحمد بابكر
خالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170
نشرت هذه الرواية المتفردة في سبعينيات القرن الماضي، ومبلغ علمي أنه لم تصدر منها طبعة ثانية وإنما أسدل النسيان وربما التجاهل ستاراً كثيفاً عليها. والمؤلف الأم درماني عُرف بإنتاجه المتميز في مجالات القصة القصيرة والصور العلمية والمذكرات السياسية والاجتماعية، وقد أهملت هذه الرواية من قبل النقاد ومؤرخي الرواية حتى كادت تصبح نسياً منسياً، وذلك لأسباب متفاوتة، أولاً لغرابة موضوعها آنذاك، وثانياً لأنها تناولت المسكوت عنه في تاريخنا المعاصر. ثم لأنها كتبت بأسلوب عار وبواقعية جارحة تمنح من تجربة ومغامر...
نقلاً عن صحيفة (الرأي العام، الأربعاء 12/17/ 2008م)
Quote: نشرت هذه الرواية المتفردة في سبعينيات القرن الماضي، ومبلغ علمي أنه لم تصدر منها طبعة ثانية وانما أسدل النسيان وربما التجاهل ستاراً كثيفاً عليها. والمؤلف الأم درماني عرف بانتاجه المتميز في مجالات القصة القصيرة والصور العلمية والمذكرات السياسية والاجتماعية، وقد أهملت هذه الرواية من قبل النقاد ومؤرخي الرواية حتى كادت تصبح نسياً منسيا، وذلك لأسباب متفاوتة ، أولاً لغرابة موضوعها آنذاك، وثانياً لأنها تناولت المسكوت عنه في تاريخنا المعاصر. ثم لأنها كتبت بأسلوب عار وبواقعية جارحة تمنح من تجربة ومغامرات المؤلف المباشرة. أشار في المقدمة إلى ان معظم شخصياتها حقيقية.. واستقى فيها من ذكريات طفولته ومعرفته العميقة بحواري أم درمان القديمة وازقتها ومنتدياتها وما يدور في قاعها من المآسي والبؤس والحرمان، وما يكابده أبطالها المهمشون. قبلياً واجتماعياً. ومن الصعب تتبع المنابع التي تشرب منها المؤلف ثقافته الأدبية، ولكن مما لا شك فيه أنه أفاد من الروايات والقصص الواقعية في باكورة صباه وروادها في العالم العربي امثال نجيب محفوظ، وفي السودان استفاد من ابو بكر خالد وراويته «كلاب القرية» وخليل عبد الله الحاج «انهم بشر» وفيها يصف «زقاق العمايا» بالعباسية .. موطن كاتبنا.. وصفاً مؤثراً، وربما طالع حينئذٍ قبل ان يشتد عوده روايات المغامرات المترجمة امثال روكامبول وارسيني لوبين والفرسان الثلاثة لدوماس وغيرها مما كان رائجاً بين مجايليه م الشبان، ووجد ذلك هوى في نفسه لما تمجده من صفات البطولة والشهامة والاقتحام ، وربما توقف بعد ذلك لدى أعمال مثل زوربا لكزانتزاكي و«الشيخ والبحر» لهمنجوي واستعان بها في رسم شخوصه النافره المتوحشة لا بد ان نشير هنا أيضاً إلى جوركي بواقعيته الفاقعة، كما نشير إلي مصدر خصب من مصادر ثقافة الاستاذ شوقي بدري وهو تتلمذه على يد والده الاداري الذي طبقت شهرته الافاق في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وكان رجلاً مرهوب الجانب حتى من رؤسائه من عتاة الاداريين البريطانيين وذلك لجرأته وصراحته وذكائه الوقاد وقد قضى فترة في جنوب البلاد واتقن لغة الدينكا وله مواقف مشهودة ضد الاستعمار، اشار إلى بعضها المرحوم الاستاذ محمد عثمان ياسين في كتابه الجميل عن الشاعر توفيق صالح جبريل الذي كان ايضاً وثيق الصلة بأبراهيم بدري ورثاه بقصيدة تعد من عيون الشعر السوداني وقد اشرنا إلى والد الاستاذ شوقي لأنه ورث عنه ملكية السخرية وعدم التواني عن قول الحق مهما يكن الثمن الذي يدفعه مقابل ذلك، وهذا ما نلمسه بجلاء في رواية «الحنق» التي هي نسيج وحدها في الرواية العربية والسودانية الصادرة يوم ذاك، ولم يتسن للرواية ان تخترق حجب المسكوت عنه الا في العقد التاسع من القرن العشرين ونضرب مثالاً لذلك برواية «الخبز الماضي» للمغربي محمد شكري ورغم ذلك فإن «الحنق» لا يمكن عدها من الروايات البذيئة لان ما يأتي فيها من اشارات فاضحة تأتي في سياق الدراما النابضة بالحياة حيث يتحكم الموقف في التعبير إلى حد محير للقارئ المتعجل، وتتضح موهبة الكاتب في قدرته على الحكي وخلق المعادل الموضوعي للجو الذي يصفه وفي رسمه البارع للشخوصو انظر «الحاج عبد المحمود والريس ومصطفى مرجان» وتدور احداث الرواية في قرية تقع على ضفة النيل الازرق بأواسط البلاد يعمل أهلها بتربية الماشية والاغنام ويعيشون حياة بدوية جلفة في مضاربهم على حدود الصحراء ولم يتغير نمط حياتهم المحدودة الجافة إلا بعد بناء الخزان «لعله خزان مكوار» الذي اسبغ عليهم ضرباً من المدنبة لم يألفوه من قبل وان بقيت رواسب الماضي وعقده في نفوسهم الى حين خاصة في نظرتهم للمهمشين والخدم والحشم الذين يعملون في خدمتهم ، وفي سردية ملتزمة يفضح الكاتب الشرور والآثام التي ترتكب في حق اولئك البسطاء بدعوى القبلية والنسب والشرف والذين كانوا لا يدخرون جهداً في القيام بخدمتهم بل والتضحية من اجلهم ولا يجدون الا القسوة والنكران. يتتبع المؤلف شخصية مصطفى مرجان المهمش ابن المهمش الطفل الذكي الذي اجبر على ترك المدرسة بعد وفاة راعيه وصديق ابيه فكان يتسكع على ضفة النهر ينصب الشراك المصنوعة من سبيب ذيل الحصان لاصطياد العصافير ويرقد على الرمال الناعمة ويجعل منها لوحاً يخط عليه ما تعلمه في ايامه الاولي بالمدرسة متأملاً السماء الزرقاء واحياناً لا يلوي على شئ، وعلمته العزلة الشدة والصبر على المكاره وكان من حسن حظه ان شاهده احد صناع المراكب التي اختفت الآن وبما يليها من انواع الاخشاب كالسنط والهشاب والادوات المستخدمة في نجارة الخشب والالواح واجزاء المركب من سكان ودفة وصاري وشمعة الخ مما لا يعرف عنه ابناء المدن شيئاً وقد وقف المؤلف في رسم صورة ذات تفاصيل دقيقة لشخصية الحاج عبد المحمود وعبقريته في صناعة السفن وجاذبيته ومرحه وطيبة قلبه رغم لسانه الحاد كما وفق في تصوير الغموض الذي يحيط بالرجل ولا يعرف عنه احد شيئاً إلا أنه من شمال البلاد بشلوخه البادية ولهجته الاعجمية حتى يكشف الرجل عن شخصية مأساوية في نهاية الأمر، انجز شوقي بدري هذه الصورة المركبة بضربات فنان تعرف ريشته مكامن الظل واللون فجاءت نموذجاً بشرياً جديراً بموهبة كبيرة تنبئ بالكثير. شق مصطفى طريقه وحيداً بعد اعتقال معلمه بتهمة القتل إذ عثرت عليه السلطات التي كانت تطارده سنوات طويلة في مشرع المراكب حيث عاش متخفياً، وعمل مصطفى نوتياً مع الريس ومساعديه كشريك دون ان يزق طعماً لتلك الشراكة لا مادياً ولا معنوياً بحجة أنه مهمش ومن سلالة المهمشين وهنا يتمكن شوقي بدري من خلال قدرته الوصفية ومعرفته اللصيقة بذلك العالم الغرائبي من الامساك بتلابيب السرد الممتع كاشفاً عن روح انسانية دون ان يقع في مطب الوعظية المباشرة التي هي ابعد ما تكون عن الفن ليقف من خلال الصور والاحداث نصيراً لمسحوقي قاع المدينة وإذا عاب عليه البعض جموحاً في اللغة فحسبه انه اراد ان يعطينا جرعة من مرارة واقع اخذ في الافول الآن متحلياً بروح المؤرخ المنصف حتى لا يصبح ذلك الواقع تاريخ اهمله التاريخ ويغيب عن اعين الاجيال التالية وقد كان جزءاً لا يتجزأ من حياتهم رضوا أم ابوا ومن التكوين المعقد للشخصية السودانية في بحثها عن الهوية، وبكلمات اخرى علينا ان نواجه انفسنا ونتوقف عن ادمان الهروب إلى الأمام وان في تراثنا وقيمنا ثروة من التسامح والسماحة قد يكون فيها خلاصنا إذا احسنا استغلالها وفطنا إليها بأدئ ذي بدء. في الجزء الثاني من رواية «الحنق» ترمي المقادير بمصطفى في حي الموردة مع المهمشين ايضاً ذلك الحي الذي عاش فيه شوقي بدري وعرفه عن ظهر قلب وهو هنا يصور التغيير الذي ران على شخصية مصطفى فتحول إلى فتوة تحكمه عقد الماضي وما كابده فيه من شقاء وقهر وحنق. رغم سلوكه البلطجي لم يغب عنه احساسه بالعدل والتسامي وظلت الخطوط العريضة البورتريه الذي ابدعه شوقي بنفس الملامح الطفولية البريئة كناية عن انتصاره المبين على نفسه وعلى الآخرين، ورغم نهايته الفاجعة فقد ابدع شوقي بنحت ملامح جلية حتى للشخصيات الثانوية امثال دبرياس ورفاقه الآيقين والمجدفين ورواد الحانات البلدية ودور السينما الشعبية وغير ذلك مما يذكره كهول ام درمان الافلة شمسهم للغروب واني لامل ان تصدر طبعة ثانية من هذه الرواية وان يقيض لها ناشر جرئ رغم الصعوبات لنرى كيف كنا نعيش بعجزنا قبل نصف قرن من القرون البائدة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة