|
مزارعى , أسايلى,ولا لوترابى (5) الأوكشن
|
الى لؤى و خالد أبو نورة , كل القراء الذين أحتفوا بمقالاتى...
مزارعى , أسايلى,ولا لوترابى (5) الأوكشن
تاج السر الملك
فى عميق فلسفة ذوقنا السودانى المتسامح , فأن معظم علاقاتنا و مقتنياتنا ( سمحة), المنقد و الصاج و الأبريق أشياء سمحة, صحن الفول و كيس التسالى و التوب البنغالى كله سمح, و نحن فى مبلغ عدم سماحتنا نصف الشىء ب ( ما بطال), فالكدارة و الزمبارة و أستاذ عصام فى وصف بنات العام (سمح), و ملاح اللوبة العفن و التركين و منطلون الكرمبلين, و كذا الجبنز المصنوع فى الصين, الدمور و الحيمور, و كل شىء سمح, الفتريتة و الموليتة و شبشب (تموت تخلى) و فأله غير الحسن (سمح) و الشين من الخلق ( سميح) و العافية سمحة , و سمح القرش و فرش البرش, و سمح الكلام فى خشيم سيدو, و سمحة المقدرة, و سمح تعنى نعم, و الزونية و العرديب و البنبر و العنقريب كلها أشياء سمحة , المنشار و النجار , و القلة والتيبارو ( الشدة) و الترتار, وصحن الطلس , البلاعة والولاعة و الجزمة ( الكشف) , السلوكة والهمبوكة و الدلوكة , فى أعرافنا يتمتعون جميعا بالسماحة , و سمح السمح , و كذا النبق. و قد أنتقلت معنا الى ديار الغربة, فيروسات السماحة, فالسعودية ( سمحة) و كذا ( ماليزيا) و ( بونا), و سلطنة بروناى, كل أرض الله ( سمحة خلاس), فبرغم التيكيتات و الكشات من باب شريف و حتى حدود بلاد النصارى ودجلة و الفرات, فأن كل شىء سمح. و قد تبينت لى سمة السماح هذه و لا محدوديتها, حينما وطئت قدماى ساحة دلالة السيارات فى سنوات الأسايلية الباكرة, مع صديق, خبير ضليع و سابق تجربة, مزارعى أصيل, منيع فى سماحته فظيع. أمتلأت الساحة بسيارات جرباء ما رأيت مسوغا واحدا لأعادة بيعها سوى هوس الأمريكان بال( ريسايكلينق), أنتشر فيما بينها جيش من وافدى العالم الثالث, كل يحدق و يدقق , يثمن ويتشاطربلغات الطير و الزواحف وما بينهما( سونتايز) و التى تعادل فى أنجليزية غير الأسبان بعض الأحيان و سواها ( أيام نو هاف نو طاين فور يو)!!, خرد ( يا رجل) , أجارك الله, و صديقى يهمس لى بحكمة المجرب التى تفوق وصفة الطبيب ( التاج ما تخلى دى تجلى منك!!) , التحفة تربض أمامى فى شوق و خضوع, أول سيارة بدون أسنان أقترض منها الصدأ خيرة سنى سماحتها , أما أسمح ما فيها كما قال صديقنا , انها ( بتدور) , العادم بكعابيره و أمتداده السريالى مستلق على قفاه بطول المساحة الداخلية و التى يفترض تصميمها انها معدة لجلوس البشر, رائحة الزيت المحروق المقاعد المهتكة, و الحديدة لا تزال (سمحة), و الدولارات لا تزال فى جيبى, عقلى لا يطاوعنى على شراء الهكرة, ولكن الملاكى سمح و هو مساو لسماحة ( القدلة فى الكاكى و العربية ملاكى), فالحديدة مخرجك الطبقى و بشارة الصعود الرأسى , و هى طريقك الى النجاح فى أجتياز أمتحان الديليفرى ( نأتى الى الضهبان و الطششان فى مقال آخر) ولكن (دقة سريعة) أخونا عزو ظل طوال سنتين كاملتين يوزع البيتزا الى غير عناوين طلبت منها , و باردة الى طالبيها!!! نعود الى دلالة السيارات , فبعد أن أكتمل النصاب , وقفت شعوب العالم الثالث بأنتباه يشبه أنتباه يوم أذاعة نتائج أمتحان الشهادة لا ينقص المشهد الا أن يلعلع الميكروفون ( بأسمك الشعب أنتصر) , و يا له من نصر يوم سياقة السيارة الأولى فى تاريخ عزو أو قل تاريخ القبيلة , يوم للثأر من كل مشاوير الكدارى, من خلا (عووضة) و ( البان جديد) و ( صنقعت) و ( سوبا غرب) , و أنتهاء ببيادة يامبيو و بيادة القيادة الشرقية و شندى فوق,الجريف و الجريف و اللوبيا و باقة ذكرى عجيبة, خبر يستحق ( كرت تلفون) أبو خمسة, ..كلمو خالتى التاية كمان..و نجاة ..قول للتجانى ما براك سايق. ( سايق) تلك رتبة جديدة, و الأشد من ذلك سايق فى أمريكا (سنة؟؟), و أياك من ان تكون ( ما سايق), فأنت و الجربان سواء بسواء( ما سايق كيف؟ أنعام سايقة يا خى)!!أوعك تقول ما سايق ( أصبع فندى مرفوع للتأكيد و حتى حدود التهديد) .فجأة حمى الوطيس و أقتربت لحظة الحقيقة..رقص البعض ..صقرية و عرضة حتى خفت أن يتباطنوا, و رسى المزاد على من رسى سيارة فورد , ظلت فى خدمة الشرطة ( العبابيس) من قبل أن يتم القبض على (آل كابون) و حتى لظة سقوط (غاتى), تشى بها الأيريالات و الكشافات. أصفاد و أغلال الى الأذقان فهم مقمحون, سيارة فورد(محمدة ) تاكسى ,و للكامرى عشق فى قلوب أهل القرن الأفريقى وللهسبان ( 4 شنكل و حتى 10 شنكل) تويوتا (بكب) لا تنازع و لا تنازل, أما المازدا فهى فاسدة, و التايوتا فى عرف أهل الروف و المناطق المجاورة لريفى الحوش ( جرى نوتا و حلو موتا) أنتهى ألأوكشن , و انكب الذين نالهم الرزء على فحص الرزيئة, ..ماشة كم يا عبدو؟؟ ..دشليون؟؟ ما مشكلة, اليابانى ده مصمم ..لعشرة دشيليونات الأستيريو كيف؟؟معاك هاجر كباشى؟؟ جربو..ستيريو سمح جدا..مكسب!!! اديها أبنص...حلو..المكنة بتنقط موية!! لحظات تاريخية , اللقاء الاول بين أنسان العالم الثالث و الركوبة الملاكى ( ابو رجيلة قال), لحظات ذرف فيها البعض دمعا حقيقيا و هو يتسلم مفاتيح دبابته الأولى ( ترمبيلو الملك بيتو الماهو عارية حتى أشعار آخر) , و قرئت المعوذتين مرارا, و نصب العود لعين الحسود, وتم تداول القصة الشهيرة ( بالكربون) , أن هذه السيارة كانت مملوكة لأمراة عجوز, كانت تذهب بها الى العمل , وقيل الكنيسة,ثم الى المنزل, أمراة عجوز واحدة, ظلت تبيع سيارتها لسبابة السيارات مع توصية لبيعها للمهاجرين السودانيين دون غيرهم!!!! و أتت لحظة منح رتبة ( سايق)...جقققققققققققققققققققققق..و السيارة لا تتحرك...جققققققققق...الدخان الأبيض ده شنو يا عزو؟؟ احتمال تيربو ولا (ترنسمسشن ما متأكد)..ثم أن البطارية تموت مواتا طبيعيا..ثم أن المطر أو الثلج يبدأ فى الهطول , و تتآمر عليك كل المعطيات, يطالبك أهل الحوش بسحب عربتك من ( اللوت) فورا..وأنت فى أرتعاشك الذى لا يحكى قصة أحلامك معايا, تستجير بعون أصحاب الشاحنات القاطرة لصغار السيارات( و الذين يتظاهرون بمكر أن وجودهم فى حوش الدلالة صدفة محضة) , (توو مطش مان)..أوكى ..لا تملك غير الأستسلام..وانت تردد فى رحلة البحث عن ميكانيكى فى دائرة قطرها مائة ميل ( عربية سمحة..بس أنشا الله ما ترنسمشن).
|
|
|
|
|
|