|
كليلة و دمنة دوت كوم ..فصل التناسخ
|
كليلة و دمنة دوت كوم فصل التناسخ
تاج السر الملك
طالما داعبتنى فكرة التناسخ لساعات رخوة ممتدة , متأملا فى مسألة الوجود و العدم , البقاء و الفناء و حتى الخلود, و برغم غرابة فلسفة التناسخ وبعدها عن مواطن المنطق الصارم و بهتانها حيال وحدة الوجود,ألا أن خيالى المطموس لم يزل بى يأخدنى فى غفلة من زمن ينضح باليأس و الأكتآب و القلق , ألى زمن مطلق يجوز فيه الحلم و الأبتكار و المصانعة , و قد هىء لى فى لحظات عديدى{عديدة فى اللغة الفصحى}, ألتقت عيناى فيها بعينى كلب , أننى أنما أنظر بوضوح شديد الى روح بشر حميم , و كأنى بالعواء الصامت المكتوم بوح يعادل ما يشبه فى كلام الناس {يا ود أنا عمك جيب الله... ما عرفتنى و لا شنو..}أو شىء مثل{ مالو لونك أنقلب بلاك اند وايت}؟؟؟ و قد تعلمنا فى زمن باكر , أن القطط ما هن الا التومات يعدن الى الحياة فى صورة أخرى, و أن البعاتى ليس الا عم بين بائع البرسيم { جنب دكان على بتاع الروادى}, و ان قيامة الأموات أمر معروف بين التكارين, فلا تطلبهم و لاتطالبهم فأن واحدهم يأتيك من وراء القبر آخذا ما له عليك, تقول جدتى {بت الشيخ} بأنهم يخرجون من {ود اللحد} .. فت فت.. هكدا.و قد أتى ذكر بطل الميثولوجيا السودانية { طيفور قباض التماسيح}, و ذكر انه كان يصيح بالتمساح قبل الفتك به {أنس ولا جنس؟؟}, و قيل أن معظم التماسيح التى أنتاشها أصولهم من الأنس , وخصوصا من طلاب الأقامة و الكفيل, و بعضهم تجار شنطة فى زمن مضى , و أمناء مخازن , و جبهجية و ما الى ذالك,و قيامة الأموات تأتى للثأر تارة, و تارة لتحذير محيميد من مؤامرات زوجة الأب, و بطش الأنقاد كما ورد فى قصة فاطنة القمرية و مناغاتها الشهيرة فى الأدب الشعبى, حتى {لمت} فيها فصائل (الجهاز). و بالتوازى مع فنون الهنود فى التنبؤ بما سيؤول اليه فقيدهم/فقيدتهم بنثر الرفات فوق سطح مائى , ثم محاولتهم تقريب الشكل المتكون الى أقرب حيوان, نمت قدرتى فى التنبؤ بالنظر وحده فصرت أميز بين الرجل {الدبيب}, و المرفعين والمرأة النعجة و التى ستؤول الى ام رخم الله و هكذا وهكذا. و قد تجلت فلسفة التناسخ و ترجمت بمجهودات الوعى العام و تمت سودنتها فى تعابير مثل {جرى الفيلة} ,{ لعاب قرد} , { راجل ابن كلب} من أصول دواعى التقريظ, و غير ذالك {ككو}وهى انبوبية فى مقاصدها, و {بعشوم} للتدليل, و {أرنب} للأشارة الماكرة , و ظهرت الأسماء التناسخية المركبة , {هاشم الصارقيل} , {محجوب سحلية}.,و {حميد الفار}و ( عوض القرد), ولا أدرى فى هدا السياق ان كانت بعض أسماء الأسر و الشخصيات المعروفة و حتى الرئاسية دات علاقة تناسخيةبالأسود والنمور و الفهود و الجرابيع و الكباش؟؟ و قد تهيأ لى فى لحظات اخر و أنا أتخير خروف الضحية , أننى أشهد {دبرسة} عامة بين خراف الزريبة, و أن هنالك أعلان بأضراب عام عن المشاركة فى العيد هذه السنة, و كأنى بخروف مندس فى مؤخرة القطيع يهتف همسا { أفو يا الجعلى..البعير ما بحلك} أو آخر يهتف بنظرات متوسلة {يا حاج عثمان.. ما طريتنى, عامن أول ما قمنا الحج سوا} . و قد تأكد لى منذ دالك الزمن و تلك التجربة, و أنا أشهد شلوخ أبى و أعمامى من غلاة الشوايقة, بأننا قبيلة قططية, و أن جذورنا القططية بائنة وأن التشابه بيننا و القطط متجذر فى فنون نتش اللحم و كشح الحلل, و المواء فى غير ما داع و غير ذى موضع, و التمسح فى غير ما زلفى, و الحديث بعيون لا تشى بما هو مكنون. ثم أننى تصورت حال من يعود الى الحياة كلبا فى السودان, فهو لا محالة {مزرور} فى غرب القاش, أو طاحونة, و أنه لا محالة {جرقاس} , و أنه ضال, و أنه عاكف على عظم يقق, و أنه آكل {نجيلة} فى أحايين متعددة, و أنه لاهث تحت مزيرة, قبل أن تلحق به قذائف الحيمور, وأنه سيعمر زمنا طويلا يتعذب فيه على أيدى الصبية و المهمشين حتى يجيئه الخلاص فى طلقة {أب عشرة} أما أصابت و أما عصلجت, و تصورت حال من يجىء بعيرا فى الربع الخالى , و فرحته وهو قابع متكوم فى صندوق { الونيت} جذلان يحمد سيدو, راثيا لأسلافه الذين حملوا الهودج و {دقوا الكدر} من أعتاب {مكة} و حتى بلاد الشام. ثم أننى تصورت من يولد فى السودان صحفيا , يذبح لغير غرض الضحية و لغير غرض الدين و لغير غرض الأخلاق و لغير غرض العرض ولغير غرض العقل و لغيرغرض الشرف و لغير غرض الغرض. 2006 تاج السر الملك
|
|
|
|
|
|