|
فاكهة الغيظ
|
فاكهة الغيظ
تاج السر الملك
بين أحيان و أخر..و ساعات دون بعض وسط زحمة امريكا و( دروبا المتعبة) يحط السودان بهيئته المهيبة جليلة القدر/برحة الصدر, قبس (فلاش باك) من هسيس البروش/ عبق الدكوة/ اللبن المقنن/صهد الدوكة/ماء الوضوء المدلوق قدام الديوان/الناموس الحائم حول الفانوس أو لمبة(النايلون) فى ركن الدكان الحلة..وذكريات أخر..جميلة و سمحة تبرد حراء القلب , تفتح مسام التوحد ..عافية عن الروح و عافية للروح, وبين تلكم الفلاشات تضىء ذكرى الحر و السموم والوجوم والكتاحة/ اللالوب/الدوم/النبق/التمر هندىو الحميض لمن علم ولم يعلم, وغرام الحافلات اليائس الذى يبدأمنذ أعلان كلمة (أخلس...) نهاية بمحطة الطرمبة, وحتى أمحاء آثاره تماما آخر الخط, (غالبا ما يكون الصهريج)!! غرام محتبس بين زوايا السيخ الساخن و العرق المتقطر أوهى رغبة أنعتاق الروح,و اتقاد الفؤاد باللظى يفرهد لنسمة ساخرة تهب من خلل السيخ و عوى المكن..برغم كل شىء نحبه هذا السودان.......... نحبه كما وصفه (صلاح أحمد أبراهيم)مثلما رسم صورة لدوريان غراى أوسم قدرة ووضوحا و تجليا
ما شين و دشن
و حديثو خشن
بسموم و سوافى
و حر سيافى
و تسأل شن الحبب فيهو؟؟
الحب فى ذاتو....مبرر كافى
و قد تأكدت لى حقيقة (شظافة) العيش فى السودان( أن صح هذا التخريج) لحظة وصولى أول مدينة
فى (الخارج) كما يحلو للسلف وصف ما يقع (بره) السافل و الصعيد فى زمن غابر(اللينك لوصولى),ومن يومها و حالى من حال
محمود درويش...كلما آخيت عاصمة رمتنى بالحقيبة(عدا أغنيات كرومة..و شاملة لانا فى هواك ضحيت!!!)وقد علمت فيما علمت أن الشاىباللبن و الزلابية لا يقعان فى خانة (الدريم تيم) لدى الناس الذين أنعم الله عليهم بمطائب (مور سوفيستيكيتد) ..ولكن الزلابية ظلت أثيرة حميمة وأن القراصة (أم ملاحن حار)لا تقدر على صراع البتزا فى ساحة الهشاشة والدعة ولكنها( أكل رجال) بضم الراء,ألا أن فجيعتى حلت حين علمت بتفردنا والاخوة فى شمال الوادى بالمركز الأول و الأوحد فى الفتك بالحمام البرىء رمز السلام, وكيف أن هذه الرمزية لم تردع طالب شوربة الزغاليل من نيلها ولا حتى أصوات الزغاليل المرتاعة حال سماعها صكة السكين فى متن المسن, ,قد خيل لى فى ساعات مستطيلة من التأمل أننا قوم قد جبلنا مما ناكل, و بالتحديد الدوم......نحن نتاج هذا الخشب الذى نكده دون كلل وملل لقرون عدة لنا قصب السبق و درق الفوزوعزة الريادة فى تقديمه للاسرة الانسانية, فما من أمة عرفت الدوم غير الأمة السودانية و لا توجد فى فواكه شعوب العالم قاطبة ثمرة يستدعى أكلها الخبط والطرق و السحل وانشاب انياب الكواسر حتى تهش وتلين و ليتك تحظى بالبندق أو الفستق أو أى من أقاربهم, و لكنك حتمامصاب (بعشراقة) فخيمة لحظة انفلاق النشارة وقد يهىء لك عقلك الذى لحسته السخانة أنك تذوقت رحيقا خلال هذا (البروسس) وأن هذه النشارة(طاعمة) دعنى أبشرك بأن هذا السكر ما هو الاوهم صاعد فى جهازك العصبى كتهيؤ السراب ماء فى عين المنبت لا ظهر أبقى ولا أرضا قطع
و لشد ما وددت أن أعرف أسم أول من أكل الدوم وما هى الملابسات التى هدته الى أن هذه النشارة المغلفة بلوح سميك من الفورمايكا البنية
شىء صالح للاكل(و على هذا النحو أول من قدم بنج الحصين ألى صناعة التمباك و أول من أضافت حجر البطارية ألى خلطة العرقى,
و البنسلين ألى اللبن المجفف ,و أول من أكل الموليتة الخ الخ وكل المبرزين الذين قصرت فى حقهم سبل التوثيق و الرصد و المتابعة)
وقد أبلغنى خيالى المريض أن رجلا يدعى حماد أب دومة جلس تحت الشجرة السامقة التى لا تظل وهو مكره بعد عناء سفر طويل و زاد من غيظه أن ثمرة من هذه الشجرة السامقة التى لا تظلل سقطت على أم رأسه(قارن قصة أسحق نيوتن و التفاحة) فبلغ الحنق بحماد مبلغا, أو هى لوثة لم
يجد معها ما يفش فيها غله سوى الثمرة فصب جام غضبه فيها خبطا و نهشا حتى أستساغ عقله المخطوف بالرزيئة طعمها, و لم يعلم الناس لها أسما ألا ذكر أسم حماد أب دومة فهى دومة حماد كما تفاحة آدم أو موز كسلا ثم أصبح شفط هذه النشارة تقليدا ثابتا و أنجبت هذه الممارسة قوم بلغت نشافةأدمغتهم مبلغا لا يتأتى للدربكين أن ينفذ من خلالها ولا الليزر ولا السجان باق فهمو رواد الغلاط والمغالطة و الحجة والمحاججة(دبل جيم) لا يستقر لهم مضجع ألا أذا أقضوا مضاجع خلق الله..حفظنا الله , أياكم و لنا عودة ألى هؤلاء..
|
|
|
|
|
|