|
حكايات زى دى..بورتريت (عبد الله ود حمد)
|
حكايات زى دى..بورتريت (عبد الله ود حمد)
تاج السر الملك (عبد الله ود حمد) , جار لنا , عزيز علينا , كان, فى سابق الزمان , من قبل ان تطأ الطيبة بقدم اللؤم العسكر , فى (مدنى) , حين الخريف يفثأ قيظ الدرت بفيض القصب , يحبل منه العشب (بالقنقر) , و الحميض و زهر التبر الأصفر , و يكتسى ( ود ابرق) و ( عشوشة) زيا و (قدوما) أحمر, صغارا نحلم بخرزة من جلد ( ابو القنفد) , نركض وراء ( ود ابليس) و ( ابو الدقيق) طوال اليوم دون جدوى , غير تسلية عميقة مشعة, وسعادتنا (بأبو الزنان) الذى يطوح كالمروحة على طرف الخيط الأخر لا تعدلها سعادة. وظيفته ( عبد الله)..بناء , فى وزارة الأشغال , كان رجلا نحيلا , أخضر , يقتحم شاربه ( نص رباط) , مسافة فى مجاهيل انفه تقرب من نصف البوصة , و (عمة) شديدة البياض , زرقاء فى مناح و منعرجات , من اثر ( الزهرة) لا تشبع خيوط النسيج بالتساوى , _ يتجول بالعراقى فى الأمسيات قبيل حلول الظلمة الغبراء , على ظهر ( الرالى) , يبرق فيها زيق النيكل الذى يؤطر الأطارات من الداخل , و اسلاكها المتقاطعة بلمعان متقهقر , و (غماز) يفجأ جسد ( الدينمو) الرابض دون ( الرفرف) , بمد اليد الخبيرة الى وراء و (كبسه) , ظررررررررررررر, يقول (الدينمو) , و هو ملتصق بالعجل , منسحل , يبعث الروح وبهجة الضوء الخافت فى غطاء الحديد, الحلزونى المحدق بصمت الى الأمام,شابكا ( كلبساته) مثل صقر منتصف ( الدريكسون), يسمى ( نور العجلة) , يتلاصف اخاه ( خطر العجلة) فى منتهى امد ( الرالى)!!! كنا صغارا نقتات قليل صبر ,الى حين لحظة شراءه للزمن, عندما تغيب عن ذاكرته تفاصيل الحكايا, او حال اقتباسه لجماح الخيال المباح , جملة يرددها دون ملل ( و حكايات زى دى )...( اها مشينا للزول ..و حكايات زى دى ) و كاننى بفمه يتقوس ابداعا حين يرددها , يحكى اقاصيص يومه و يوم غيره, ووجهه معتدل بميل يقاس على اعتدال ( الجركس) , بزاوية منفرجة عن اسنان بيضاء كاملة العداد , يهتز رأسه بأرجحة اقرب الى ارجحة التوسل عند منبوذ هندى , ( مشينا لغاية عندو ..و حكايات زى دى ) , ثم ان كل مسئول فى ادنى مصلحة و حتى القصر الرئاسى , يمت اليه بقربى , كل مندوب و منسوب , و حسيب و نسيب , كل رئيس و منقلب عليه , أقرباؤه من المحمية و المتمة و حتى القيادة الغربية , ( سوار الدهب ..و حكايات زى دى ) ...(جدى ببقى لى جدو...و حكايات زى دى ) يتقوس الفم ( سلم الجماعة الموضوع ..و حكايات زى دى ) !!!مدماك فى اثر مدماك , حتى يكتمل البناء , تنتصب الغرف بيوتا للأشباح , و ينسفح الدم فى رمضان , و الحكايات ( ليست زى دى ) . و قد دفعتنى درامية الأيناس عند عمنا عبد الله ود حمد الى التملى و التسلى بجمل الربط و هى تفعل سحرها فى تزويق الحديث , و تأطيره و صب بهار الألفة و الأيلاف عليه, وهى انواع عديدة , مختلفة و مبتكرة و سهلة الأدمان , منها ما يستدع الفعل ( لبعة على ظهر المتلقى) أو ضربة على ورك المتحدث , حال قولهن ( خسمت و جزمت) , و منها ما ينبعث من تحت اللسان الذى ترقد فى اطواءه ( السفة ) السائحة ...( شفت كيفن؟؟) , تدف الشفاه للخروج دفا , حذر مسيل ( الريالة) , و استحدثت الروابط العولمية بميلاد قولهم ( يا مان ) , و استشهدت روابط من فئة ( ستى اللمنتى ليك) , بعد ازدياد اعداد الحجيج و العمرة , و ( أهد الله) و التى نشك فى قرابتها الى ( وعهد الله) , اعتمادا على ( كيس) تبرئة ( اتبرة) من ( عطبرة ) , التى عادت بهذا السقم بعد رحلة قصيرة الى حلفا , و لكننى و لسبب ما , لم ابل تماما من اعجابى ب ( حكايات زى دى ) , او ليست حياتنا و حيواتنا فى السودان , سوى حكاوى؟؟؟ المولد و الزفة و الكيتة و عبد العزيز داود الذى نحب حكاياته اكثر من تغريده العذب , وود اب دليبة , و قصص الهمباتة , وود نفاش , و طيفور قباض التماسيح ( مرة اخرى) , و دابى روندا, أو لم يقل شاعرنا الحكيم ( كلمنى الساعة كم)؟؟؟؟و تباريح الهوى ( و حكايات زى دى) , و عن حبيبتى انا ( و حكايات زى دى ) , و الم الفراق لمين ( و حكايات زى دى ) , و احكى عن شوقك الى ( و حكايات...),و الى ذلك و غير ذلك. فقط تمنيت لو علمت ما آلت اليه حكايات عمنا عبدالله ود حمد , بعد مرور ثلاثمائة وزير او يزيد , فى السنين التى مضت , و قرابته بالحكومة و التجمع ( و حكايات زى دى ) , و الحركات المسلحة , و حكاية السودان الذى رحل بمجمله و سكن الخرطوم ؟؟؟ الخرطوم التى ضاقت بما وسعت , يرقد فيها الأمن و العراك , و القصف و القصف , الكبرياء و الأحتقار , جنبا الى جنب , و هل لا تزال ( الشم) تأخذ هيئة الخوخة , وهل لا يزال للسمبر و الورتاب و العليق و القواسيب و المطامير و قولهم ( يا حليلنا منها الدنيا) موقع ؟؟؟أم ان حكاياته هى الأخرى منقلبة , مثل حكايا السودانيون الذين يحتفلون بالعودة ( من السودان) !!!حكايات ( و حكايات زى دى ) اشبه بتقارير ( الن مورهيد) ابعد ما تكون عن الشوق و الأنتماء, حكايات بعيون زرقاء.
|
|
|
|
|
|