دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
التراب
|
التراب
يهطل المطر مدرارا و الرعد يصيبنى بذعر و خوف حفى , مثله كمثل أغنية ل ( بلاص) , كانت تبث فى المساءات التى تضج بوحدة و سكون و جنادب , صوت ربابة تائهة فى خضم الات نحاسية , موحشة فى رنينها كأنما رنينها ينبعث من مغارة . امى فى خضم الهزيم تتمتم ( سبح الرعد بحمده...) , دون ادنى شك , و المطر يتحدى الوقت , والمنازل و الملاجىء , بأحتقار بالغ , يصطخب فى اسطورته بالمردة و الشياطين, ناشئون ناشطون , صم بكم, تستبين وجوههم الساخرة , خلل ضياء البرق الأزرق..أخضر؟؟ وراء الراديو القديم , تجلس فى هدوء , بطارية , زرقاء داكنة , و فى بحر الزجاجة , ضوء أخضر , مشع , اليف, يتحرك جانبيا فى اتجاهين متضادين, حين يدار القرص, و قطعة قماش مشدود على صدره , تلتف حول اغنية, أظنها ( صدفة) ؟؟ قماش ( سمنى) خشن الملمس . يقافزالمطر قطراته المرنة على سطح الزنك , و هى فى انفجاراتها المتلاحقة , اشبه ما تكون بكرات من البلاستيك الشفاف الذائب , و أشد ضجة من طرق الحصى , نحسبها الضفادع تهمى من السماء، واختى الصغرى ، تتحول فى صباح اليوم التالى الى علق أسود ، يسبح فى اعداد مهولة فى حركة و ايقاع منتظمين . و تجرى الخيران ، بالماء العكر ، الى غير هدف ، و فى قيعانها ، شظايا زجاج ، أخضر.. أزرق؟؟ يطعن فى راحة القدم ، و فى العيادة الخارجية ، يلبسون ملابس بيضاء ، فوق هياكل من المهوقنى اللامع ، رائحة صبغة اليود ، و اوان فضية لامعة ، و بيضاء , و ماء يغلى و يفور و ينفث بخارا ، انبوبة صغيرة من الزجاج الشفاف ، صفراء..برتقالية؟؟؟ يتوتر داخلها بسائل كالزيبق ، ينحر رأسها بمنشار دقيق ، تغرزفيها ابرة غليظة بعد ( طق) رأسها عن بقية جسدها ، بمقص له ذراعين ملتويين ،و القنائن الزرقاء المائلة الى الخضرة الزيتية ، يعبأ فيها السمن ، و تسد ( بتمرة) ، بها بعض بقايا رائحة خمر مصنوعة من التمر ، تشيع رائحتها فى انفاس الحوقلة بعد صلاة الصبح الباكرة ، و تنشب فوق خيوط العراقى ، و جريدة ( الجماهير) ، و نظارات القراءة الحمراء المفصدة باللون الأسود على اطارها وفى كلتا نهايتى اياديها ، سير أسود يعلق حول الرقبة ، ارق من سير ماكينة ( سنجر) الغليظ ، و فى درجها الخشبى المصقول ، تحفظ ( المزيتة) ، قال ابى ان لم تحفظوا لآمون فضله لحبس عنكم المطر و انزل عليكم ترابا ، او شظايا من زجاج ازرق..اخضر ؟؟يعبأ فيه الخمر الذى يصنع من ثمر النخل ،و خمر الآبرى ، الذى ضل طريقه الى موائد رمضان, فأن لم يكن خمرا ، فما الذى اتى ( بالزريعة) ؟؟؟ عدونا عقب بزوغ الشمس من بين ركام السحب ، الى الأفق المستقيم ، تزلجنا على سطح السماء السميك المحدب ، الأزرق..الأخضر ؟؟؟ و بقية من تمتمات امى ( سبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته ) ، و أعاد المذياع أغنية ( صدفة ) , و ( عالى النخيل ما ضقنا تمرو) ، قالت جدتى ان المقصود بذلك ( السيد على ) ، و شظايا الزجاج تغير لونها الى احمر..بنى لامع ينضح بالجنجبيرة ، يغرى بالقضم ،شظايا من صورة الملكة أليزابيث ، تهمهم و هى فى حضرة الكاميرا ( يا رب بهم و بآلهم...) ،فى درج ماكينة ( سنجر) ، كانت ترقد بكرات خيوط ملونة ، و صورة ( عبد الناصر ) على الجدار ،و ( حقة) ،و ( ليفة) على فم ( الشرقرق)، ادخلت امى ابرة فى رأس البابور..فصمت و بق- بشعلة زرقاء..حمراء..خضراء؟؟؟ و صارت النار وردة على غصن من نحاس ساخن ،تقف على ارجل معقوفة من النيكل البارد ، و انبعث من بين مسام القماش السميك ،السمنى الخشن صوت ابراهيم عوض ( مين قساك ) ، و جاء ( ختم ود سيدة) ، على رائحة السخينة ، استند ابى على ( المزيرة) ليعتلى سرج العجلة ، بحذر حتى لا يتسخ جلبابه ، تراكضنا نفتح له باب الحوش ، فمر من خلاله و هو يترنح جهدا للتوازن ، حذر السقوط ،تنحنح و هو على مشارف الأسفلت ، تماثل و استوى بحزم ، امتلات بالونة الثقة ببخار العادة ، فأرخى يدا و رفع الأخرى بالتحية!! العسل قيل انه لعلاج ( يوسف) من اليرقان ،يتقيأه و نحن نرمقه بالقبول و الأنخذال و العجز، و بعض حسد ، يدور فنجان القهوة فى يد جدتى المعروقة ، مائتى دورة ، قبل الرشفة الأخيرة ، نسقط كالذباب عليه عقب فراغها ، نلحس السكر المترسب فى قاع الفنجان ، له رائحة تبغ ( الناشونال) ، الذى يتبع خالى انى ذهب ، و فى الطريق الى البيت ، كادت ( القرعانية) أن تأكل مصاريننا ، فأنشدنا اغنية من أهازيج جيراننا الكنوز ( هلا هلا ..او..ابدو ) ، يصيح البائع ( كيب كيب ترمس) ، تراكضنا وراءه ، قالت امى انها ( تمسخ ) الترمس فى البيت افضل ، انصرف الرجل دون رزق ، يحمل ( جردله ) ، مائل الكتف ، و اختفى فى متاهة ميدان الكرة..افق بعيد ، ابعد من البحر ، رقصت ( فتحية ) السامبا فى حفل الختان ، رقصت بفرح ابهجنا حتى نسينا بفعل البهجة الام جرح الموسى ، رقدنا على ظهورنا ،فى جلابيب زرقاء..لبنية؟؟؟ و كشفنا للهواء الطلق ، حبوبتى كانت تسميه ( الراجل اب عميمة) ، كان ( الراجل اب عميمة) ، يرشح بالألم كلما هممنا بالتبول ، نمشى حذر ان نصيبه بأذى ، بساقين منفرجتين ، و أعياء متكلف ، و جيب الجلباب اللبنى ، منتفخ بحلوى ( كريكاب) و الكرمللا ، و كيس ( الحزا) المدبب ، و الحجاب ، جاءت به خالتى من ( ابو حراز) ، مع الشربوت ، نام جدى ( حسين) بعد ان اكثر فى شربه بشغف، متوسدا مخلاية تحت برودة المزيرة مثل كلب عقور ، و داهمته الأحلام..رمادية..سوداء؟؟؟ هب من نومه فزعا ، قطع الجمار و ادرك الصلاة ، شربنا سرا ، و انتفت الأثارة حينما علمنا أ نه لا بأس ، جاءت حاجة ( عشة قصيرونة) الفلاتية بالدقيق ، و فى المساء الموغل ،عزفت ( المزيكة) ( يا حاجة ما تدقى كاروشة) ، رقص الطير المهاجر و هو ينتفض , ( الكاروشة) ،فرح قوم و امتعض بعض ، و تهامس بعض ان ( فاروق ) شيوعى ، انزعجنا قليلا من عدم مقدرتنا على رؤية شىء يراه الآخرون ، جاء و ( بشر) و هو مرتد ( ابرول السكة الحديد الأزرق..الداكن؟؟؟ كان ياسين يشير بأصبعه الى الطائرة التى كانت تقطع السماء كل يوم قبيل العصر ، مؤكدا ( دى كان قريبة ..تكون فى الخرتوم)!!! كان يردد ذلك كل يوم ، تصورت الناس فى داخل هذه العلبة المستطيلة الصغيرة ، مثلهم مثل المطربين داخل الراديو ، ينتظرون دورهم فى صفوف منتظمة خلف القماش السمنى الخشن..و فجأة، انقطع المطر عن الهطول..و هبط التراب ثقيلا..احمر..اسود؟؟
تاج السر الملك
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التراب (Re: Tagelsir Elmelik)
|
Quote: تصورت الناس فى داخل هذه العلبة المستطيلة الصغيرة ، مثلهم مثل المطربين داخل الراديو ، ينتظرون دورهم فى صفوف منتظمة خلف القماش السمنى الخشن..و فجأة، انقطع المطر عن الهطول..و هبط التراب ثقيلا..احمر..اسود؟؟
تاج السر الملك |
التاج
يسعد صباحك يا ملك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التراب (Re: عصام عبد الحفيظ)
|
يا صديقى عصام مساءك نور..أشكرك على المرور وسط هذه الكتاحة كيف حال صديقنا (عاصم نجيلة) تحدث كثيرا عنك حين زيارته لأميركا..و تحياتى الى الأستاذ ( موسى الخليفة) لك عاطر تحتاتى الملك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التراب (Re: Emad Abdulla)
|
اللون ..!!!
Quote: البرق الأزرق..أخضر؟؟ |
Quote: انبوبة صغيرة من الزجاج الشفاف ، صفراء..برتقالية؟؟؟ |
Quote: سطح السماء السميك المحدب ، الأزرق..الأخضر ؟؟؟ |
Quote: شعلة زرقاء..حمراء..خضراء؟؟؟ |
Quote: جلابيب زرقاء..لبنية؟؟؟ |
Quote: الأحلام..رمادية..سوداء؟؟؟ |
Quote: ابرول السكة الحديد الأزرق..الداكن؟؟؟ |
Quote: التراب ثقيلا..احمر..اسود؟؟ |
ثم .. العناصر مستضيفات اللون : البرق / الزجاج / السماء / الشعلة / الجلاليب / الأحلام / الأبرول ... ثم .. علامات الأسئلة الإستفهامية ( عربة البوستة ) التي تلحق بأواخر قاطرات الكلام .. تلتصق بمفردة اللون كمن تبحث فيه عن حقائق جوهره : أخضر ( ؟؟؟ ) صفراء برتقالية ( ؟؟؟ ) أزرق أخضر ( ؟؟؟ ) زرقاء حمراء خضراء ( ؟؟؟ ) زرقاء لبنية ( ؟؟؟ ) رمادية سوداء ( ؟؟؟ ) أزرق داكن ( ؟؟؟ ) أحمر أسود ( ؟؟؟ ) .. ترزم قاطرة السجم و الرماد ساحبة خلفها اليقين الذي يحتمل الإفتراض .. يبشر بشكلٍ ثالثً أكثر مشيئة على الإستبصار , و أَرَق حالا . يا ديوجين .. مصباحك في مقابل أشداق الريح المنتفخة , و أسداف ظلمة بشفاهٍ متكورة تحتقن بالنفث . فالزم اليقين , و تنكب الشمس .
( شروق : إنطباع ) . هلك بعدها الإمبريشينيزمز في قِن ( التصنيف ) .. لا يطرحون بيضاً , و يقأقيء عنهم دجاج النظرية . تكاثرت الأبعاد .. إثنان و ثلاث و عشر و مائة و ديشيليون حتى تقاربت و اندغمت فآل حالها مستديرا . الراجل أب عميمة تحور إلى علامة استفهام معوجة , منحنية الظهر من حمولة الأسئلة . و الزريعة ذات الشوارب الحمراء تهش الآن عنها ذباب الإتهام .. اللون ليس هو اللون , ولا العناصر تفقه لها مرجعية ..Quote: و فجأة ، انقطع المطر عن الهطول.. و هبط التراب ثقيلا |
ثقيلا يا صاحبي .. .. ثقيلا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التراب (Re: Anwar Elhaj)
|
يا أخى انت عالى النخيل ( ضقت تمرو) ( انت ما خليت تمر ) الملك يحمل السماء الأزرق فى يد وخمر الآبرى فى يد... صور صور صور تحياتى اليك ايها الكاتب المدهش بحق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التراب (Re: Anwar Elhaj)
|
شكرا ليك فى المقابل أخى العزيز أنور الحاج و شكرا على اطلالتك سنواصل..لامن نصل لأصل نور الرتينة الملك
| |
|
|
|
|
|
|
|