|
أنحناءة الشجى فى حضرة مصطفى السنى ..
|
أنحناءة الشجى فى حضرة مصطفى السنى ..
وليد عبد الحميد , على قمة الكثيب , يشهد مطلع شمس الأغنية , و السلوى تعزى الروح عن الراح , و هذا الهودج السامق فوق الركاب , حق- من أصول العطر و سلاسل من مجمر الذهب , هوينى على الخفاف , مناحى ( مالى) و ( على فركة تورى ) , و ممالك ( فيلا كوتى) , و الله حق, و الحزن طليق الفرح كالحمائم , فى زمة الصدر و انقباض الزفرات الحرى لدى اولاد الماحى حين يستبد الشوق و تستدير السماء سطح نحاس , و يهل الخليل و داؤود وراء الكثيب , يحفر مصطفى جدولا رقراقا يغذى من ندى الغابة عطش الصحراء , و مصطفى متبتل , مستغرق فى عصف الزغاريد , و السالسا و الجالوة و مقام التم تم , و مصطفى يقفز فوق الرتم , ووراءه و أمامه , و يدور حوله بصوت اطرى و اشد طوعا من سياط العنج تدهن بالقار , مشتبك مثل سرابات البروش الخاضعة للين اليد المبتكرة الحاذقة , و هسيس سعف نخيل الأحباس فى نشوة اللقاح , يصحبها و الق الألوان التى تألفها حتى البلى , و الشمس تعشى العين و البدر يخصها بحليب النجم , و مصطفى ينعم فى سكون الأشراق ببوهيمية الضوء الذى سكن منه الحلق , و استقرت فى رئتيه بواعث الهمهمة و الطنين و فى قلبه فضيلة التواضع, و رنات أوتار العود تخرج من برام الوجد و شهادة العصر , يذوب ارتعاش الرق و الأصناج فى هارمونية الرقم ( التكنو) , يختصر مصطفى ووليد جملة عالمية الأغنية فى ( سلام..امى) , و يعززان انسانيتهما بأطلاق اوثق عرى الحب و المسالمة , أوثق فى وثوقها منذ عزة الخليل , و أوفر شجنا من نوح الخنساء على طويل النجاد و أخصب قاعدة من كل تراب الأرض. شهدت مصطفى , بعين مشاعرى , يسرى حذاء رقراق موسيقى ( العيون) , و يهبط نجدا , بعرضة تظلل اسيافها كبد الشمس , الى حين ارتواء الغزلان من فجة الماء القراح…عزونى فى عقلى الراح…ينسد الطريق , امامى وورائى , فى صبح ( واشنطن) العجلة , ينبجس مصطفى من أعماق شظف الحديد و البلاستيك و الهلام , ممسكا بعبير ضريح ( ود مدنى السنى) , فراشا من الغبطة السخية , ومدد من الحزن الذى يلوب بالخواصر , فى ابهى تجليات الترانيم و أعذب مقامات الأنشاد..يانعا مثل عشب الخضاب , جلدا فى حضرة الخطاب, وهاج مثل جمر المبخرة , امتزج فى دخانها , و الجيلانى الواثق , شرحبيل احمد , ابراهيم محمد الحسن , حسن عطية , ابراهيم الكاشف , اولاد شمبات , و عقد الجلاد , كان السودان حاضرا فى كل الخلجات , و الأفق مختنق بسحب الربيع , سوسنه , زينته, و خيلاءه , سيتيت و اربعات , خور اب عنجة , و الفولة, أمتلا الطريق المحتقن بالمركبات , بصدى صوت الربابة , و عقب الخيل المسومة, و على وهج الدليب , ردت الأم…السلام- فأرتدت الى مصطفى , حلة طفولته , و حجابه و فضة روحه , فهب برعدة برودة النهر , صادحا بشدو كالصلاة , او دون ذلك بنذر يسير. أعتراف اخير هذا العمل الموسيقى ..فى راى الخاص, واحد من اجمل نماذج التأليف و التوزيع و الأداء الموسيقى السودانى على الأطلاق , بذوق لايضاهى و صدق هو ابلغ معالمه, و تواضع و حميمية لا نقدر على و صفهما
• توزيع موسيقى و انتاج وليد عبد الحميد • تسجيل Rich Greenspoon
|
|
|
|
|
|