الفاتح حاج التوم فى ذاكرتنا الجمعية ـ أحمد محمود/ امريكا

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 03:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حسين يوسف احمد(حسين يوسف احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2006, 07:15 AM

حسين يوسف احمد
<aحسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفاتح حاج التوم فى ذاكرتنا الجمعية ـ أحمد محمود/ امريكا

    الفاتح حاج التوم فى ذاكرتنا الجمعية


    أحمد محمود / امريكا


    بأطلاق غير محدود أنا ضد الثنائيات الضدية،الحياة والموت، الوجود والعدم، البعث

    والفناء المطلق.

    دوما أتناغم وبوعى لا اشكالى مع المفرد الصاعد، الحياة ، الوجود، البعث...

    ولهذا عندما أعاين للحالة التى نحن بصددها وهى تأبين الراحل المقيم فى الذاكرة

    الجمعية، الفاتح حاج التوم فأن تلك المعانى تتجلى بأفق أبعد ،أقصد معانى الحياة ،الوجود، البعث.

    هل يوجد تناقض هنا؟

    نعم هنالك تناقض ظاهري لكنه فى الأعمق تتجلى المعاني التى اريدها.

    اذ اؤمن عميقا إن الموت كفكرة تنحصر فى الخواء، كل الذين يمارسون فعل الخواء هم

    ميتون وأن تجلت حركتهم الجسمانية بيننا.

    الحياة لا تعنى الوجود الجسمانى فحسب، بل تعنى الروح متجلية فى المعانى ومتساوقة مع

    الأنسان ومندغمة فى روح الآخرين الشفيفة.

    وهنا فحسب، فعنما أعاين للراحل الفاتح حاج التوم ، اعاين له من زاوية الوجود المتجسد

    فى المعانى التى يزرعها الأنسان فى حديقة الآخرين، ولا يحاججنى أحد بأن المعانى تموت.

    يتجذر الفاتح حاج التوم فى المعنى عميقا وينسرب ليستقر فى أفئدة الجميع وخواطرهم النقية.

    هذه ليست نظرة فلسفية، فهناك الكثيرون والذين رحلوا تركوا معانى عظيمة غيرت تاريخ

    الأنسانية وما زالت تفعل.

    اذن اشتغل الفاتح عميقا على المعنى حتى نحته فى صخرة غير قابلة للتصدع وتماهى مع

    الصدق وكبرياء النفس علمهما لآخرين لتتناسل كبذرات القمح من اجل ديمومة دورة الحياة.

    عرفت الفاتح حاج التوم فى أرض الكنانة وهو الذى سبقنى اليها واستقيت منه الكثير فيما يتصل بالرؤى والأنحياز نحو الوطن والأمة.

    ما بهرنى فى الفاتح قدرته اللا محدودة فى ان يصادق الجميع ويرتاح له الجميع، لا أحد

    يحايد فى مشاعره تجاه الفاتح ولا هو يعرف الحياد ودوما ضد ان يكون فى هامش العلاقة

    الأنسانية هو داخلها بأمتياز.

    اخذنا منه الجدية فى اقصاها حين يتطلب ذلك والبساطة فى التعامل مع الآخرين وكذا

    التفاؤل المتوثب.

    كان الفاتح متفائلا فى كل الظروف وناقلا امينا لذلك التفاؤل للآخرين..كان منسكبا نحو

    الآخرين ببراءة ونقاء سريرة فريدتين.

    لقد افرز الفاتح مدرسة لا تتجسد الا فيه فهو لا يجمع المتناقضات بل يجمع المتقابلات

    المنسجمة،البساطة ، الطيبة وروعة الأنسان عندما ينزع الذات الضيقة من اجل ذوات

    الآخرين.

    واهم من كل ذلك ميزته فى التفاؤل ويقينه القوى تجاه حوادث الدهر.

    فعندما حضرت للسودان فى آخر زيارة لى ،كان الفاتح قد عاد من الأردن من رحلة علاج طويلة

    لمرض تحيطه الخطورة.

    كنت مكتشحا بهم وانا فى طريقى لزيارته والهم يحاصرنى من كل ناحية اذ كيف اقابل

    الفاتح بعدهذه الرحلة والتى ستكون غيرت فى اشياءه الجميلة.

    وعندما قابلته أحزننى موقفى، اذ وجدت الفاتح يمتلئ بالروح الدافقة والبسمة التى لا

    تفارقه وانسانى كونى اعاود مريضا، الم اقل لكم ان الروح هى حالة سرمدية وهى خارج

    انكسارات الجسد، الفاتح لا يعرف عطب الروح ولا يعرف انكسار اللحظة .

    لكن برغم كل شىء ألا يكون الفاتح بيننا وبالطريقة التى عرفناه بها لشىء مرهق للنفس

    ولأننا بشر وبالقدر الذى نحتفى بالمعانى التى تركها لنا الفاتح فأن غيابه الغير مؤقت

    له والمباغت للجميع يظللنا بسحابة هذا الحزن النبيل.

    والشىء الأكثر اهمية إن الفاتح كان محبا للحياة بأطلاق وذلك من حبه للآخرين فهو لم يعرف

    الأنسحابات اللا متوقعة وان ينسحب هكذا يصعب علينا جميعا..

    هذا القلب الكبير لم يستطع ان يتحمل ما يحدث فى الراهن من تداعيات فالقلوب الكبيرة لا

    ترضى ان ينخر فيها السوس ولا ترضى معاينة الخراب ولهذا فهى تلجا مؤقتا للغياب من أجل

    البعث الأبدى.

    صعب ان ينسحب الفاتح عنا هكذا لكنه يبقى فينا معنا وروحا بيضاء ومعانى للعطاء فهو

    بحر تشقق لينسرب فى مجارى عديدة تنسكب فى داخلنا وتقتل اليباس وتشتغل على اخضرار

    الفكرة.

    للفاتح الرحمة ولأهله ولنا حسن العزاء...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de