خــواطر مــن وحــي العــيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-18-2009, 01:23 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خــواطر مــن وحــي العــيد

    أما رمضان فهو رمضان، يَهل عليك في كل عام بطعمه الخاص والفريد ..
    وحتي من لا يصوم رمضان يحبه .. ويستحلي طقوسه .. ويجد فيه تغييراً من رتابة باقي شهور العام ..
    وهو رمضان حتي لو جاء في آب (الليل فيه ساعة ::: ونهاره يوم الحساب) كما قال ابن الرومي
    لا يتساءل فيه الناس كيف جاء ولم جاء .. إنما يستعدون للقياه بالحب والعزيمة .. وشهية مفتوحة ..
    تمر باقي شهور العام بطريقة روتينية لا يحس الناس فيها بالوقت كإحساسهم به في رمضان ..
    يمر اليوم .. ربما ثقيلاً بعض الشئ .. بين إحساس مختلط ما بين الجوع والعطش و(خرمة) المكيفات ..
    وما أن يقترب الإفطار حتي يشعر كل واحد أنه إنتصر علي نفسه .. أو علي الوسواس الخناس ..
    وكلما مر يوم .. كلما كبر ذلك الإحساس بالإنتصار .. حتي ينقضي الشهر ويهل العيد ..
    وأما العيد فأمره مختلف .. فالعيد يوحي بالتأمل ويغري بالتساؤل .. يتأرجح بك بين السعادة والحزن ..
    وأصل العيد مااعتادك من هم وشوق .. قال الشاعر (والقلبُ يعتادُه من حُبـّها عيــدُ)..
    وعلي ذلك كان تساؤل ابوالطيب (عيدٌ بأيةِ حالٍ عـُدتَ يا عـيدُ ==== بما مضي أم لأمرٍ فيكَ تجديدُ)؟؟
    منذ أن أطلقه الأستاذ فهو سؤال حي .. ينظر إليه الأعمي ويسمعه من به صمم .. وينقله جيلٌ الي جيل ..
    سؤال يتحاوم في أذهان الناس .. وفوق رؤوسهم .. يطفو علي ذاكرتهم .. قالوه جهراً أو سراً ..
    العيد يوقظ في الناس الشجون، يفتقد فيه الناس بعضهم البعض ..يتزاورون ويتصافحون ويتسامحون ..
    يغمرهم فرح جميل .. والفرح الجميل دائماً مغلف بحزن نبيل ..
    ذلك الحزن النبيل هو الذي يملأ قلوب الناس وداً وتسامحاً ...
    في العيد يفتقد الناس موتاهم ... يفتقد الناس مغتربيهم .. يفتقد الناس كل من هو بعيد ..
    ثلاثون عاماً منذ أن شهدت إحتفالات العيد في قريتي في شمال السودان ...
    ثلاثون عاماً ... يااااااااه ... ياله من عمر طويل ..
    ثلاثون عاماً وأنا أعيـّدْ في المرافئ البعيدة الغريبة ..
    ثلاثون عاماً وأنا أستيقظ في صباح العيد فلا أجد نفسي بين أهلي وعشيرتي
    إستيقظت ذات صباح عيد فوجدت نفسي في الخرطوم
    وإستيقظت ذات صباحات أعياد أخري ووجدت نفسي في الرياض
    إستيقظت ذات صباح عيد فوجدت نفسي في باريس
    وإستيقظت ذات صباح عيد ووجدت نفسي في القاهرة
    وإستيقظت ذات صباح عيد ووجدت نفسي في مطار روما
    وإستيقظت ذات صباح عيد ووجدت نفسي في أديس أبابا
    وإستيقظت ذات صباح عيد ووجدت نفسي في شيكاقو
    وإستيقظت ذات صباحات أعياد كثيرة ووجدت نفسي في تورنتو ..
    تورنتو التي إتخذتها سكناً دون مدن الأرض ومازلت أتساءل لماذا فعلت ذلك ..
    كل تلك الصباحات العيدية الكثيرة لا تساوي صباح عيد واحد شهدته في مسقط رأسي ..
    في قرية صغيرة تتكون من سبعة أو ثمانية بيوت إسمها (قبة) ..
    في شياخة صغيرة إسمها (شـَبـّة) .. في جزيرة في شمال السودان إسمها بدين ..
    هناك بين والديّ وأخوتي .. بين عماتي وخالاتي ..
    هناك كان العيد له طعم شهيٌ بهيٌ حيي .. له طعم جديدٌ مديدٌ سعيد ..
    كل صباح عيد يطرق أسماعي صوت إحداهن وهي تهنئ في نبرة ملؤها الإخلاص
    Koreegon aaja nalana
    Salmayeenta saleemayeentan
    Gem ingalg hawlingalag
    Bitani onigoodani onna geegintan
    Odi wayini weeri jammini
    Afian koreiayeentan malleedo keroragam
    (عيد سعيد وعمر مديد لكم ولأطفالكم .. وتمنياتي بزيادة الخلفة .. وشفاء المريض .. وعودة البعيد ..
    يعود عليكم العيد بالصحة والعافية عاماً بعد عام .. وحولاً بعد حول ..)
    تلكم تهنئة العيد .. كما كنت أسمعها ..
    تلك كانت في سنين العمر الفرحة المرحة .. المليئة بالتفائل ..
    لم أكن قد عشت ما عشت .. ولاجربّت ما جربّت .. ولا رأيت ما رايت .. ولا قلب لي الزمان ظهر المجن ..
    كان ذلك قبل أن يماطلني زماني ما منيت نفسي به من آمال .. كما ماطل العباسي من قبل ..
    حين كان (العود أخضر .. والأيام مشرقة .. وحالة الأنس تغري بي وتغريني)
    كان ذلك قبل أن أعرف أن (الدنيا بتهينك والزمان يوريك===وقـِلّ المال يفـُرْقـَكْ من بنات واديك)
    في ذلك الوقت لم تكن المدن البعيدة من أحلامي .. ولا كانت الهجرة من خواطري ..
    لم يكن المتنبي من معارفي ...ولم يكن شِـعره من معلوماتي .. ولم أكن (قلقاً كأن الريح تحتي) ..
    أمّا الآن فأين المفر من كل ما كان !؟ أين المفر من كل ما تراكم !؟ أين المفر من لواعج الذكري وتباريح الحنين ..
    *لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدى==== شَيئًا تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
    *يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما ==== أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ
    *أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني ==== هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
    *إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً ==== وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ
    *ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُه ==== أَنّي بِما أَنا شاكٍ مِنهُ مَحسودُ
    هكذا قلتَ فرددتْ صدي قولك القلوب .. هكذا قلتَ فكان قولك مورداً للنفوس .. وها أنا أجد في قولك العزاء .. ها أنا أتساؤل اليوم ماذا لقيتُ من الدنيا ؟ .. أشتكي من غربتي .. وأعاني من بـُعدي .. هذه الغربة اللعينة ليست أكثر من سترة حال .. أتجرع فيها كؤؤس الهم والتسهيد .. وفيها ما فيها من كُميت اللون أصناف صافية وممزوجة.. بيضاء وحمراء وصفراء، ودون ذلك وفوق ذلك مختلف ألوانها..( لا تنزل الأحزان ساحتها=إن مسّها حجرٌ مسّتـْه سراءُ ) .. لها في هذه المنافي بيوت وصالات .. وأديرة وحانات .. ومقاصد ومقامات .. مبذولة لشاربها .. تسمي بآلائها وأحسن أسمائها .. من نسل الكرخية والأندرينا .. من الصهباء والحميقاء.. من أم ليلي والسلافة والمُشَعشَعة .. من البكر والشمول والراح .. من كل مدامة للأغتباق والأصتباح .. من مثل (المعتقة منذ دهرٍ في جرار:::ختموها بالأفاويه وكافور وقار) .. ومن بنات العنب زجاجات لهن هدير .. مثل التي أذهلت الأخطل .. فخرج يجر الذيل تيهاً كأنه علي أمير المؤمنين أمير .. من كل (قهوة تأتيك قبل مِزاجـِها عُطلاً :: فيـُلبسها المـِزاجُ وشاحا) .. كل تلك متوفرة في المنافي .. تناولك إياها ممشوقات القد .. يسقينك من اليد خمراً ومن الفم خمراً فما لك من سكرين من بد .. كما لم يكن للحسن بن هانئ من بد .. كل ذلك لا يسلي ولا يفيد .. كل ذلك كان لي قبل هذا اليوم فيه هويً أطيعه وحديثٌ ذو أفانين .. كل ذلك كان في زمن مضي وعمر إنقضي .. وأنت يا سيد الشعراء لماذا سقتني إلي كل ذلك .. هلاّ حدثتني الآن بحديث آخر ..
    مَا لَنَا كُلُّنَا جَوٍ يا رَسُولُ==== أنَا أهْوَى وَقَلبُكَ المَتْبُولُ
    كُلّما عادَ مَن بَعَثْتُ إلَيْهَا ====غَارَ منّي وَخَانَ فِيمَا يَقُولُ
    وَإذا خامَرَ الهَوَى قَلبَ صَبٍّ==== فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ
    زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دامَ=== فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ
    وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنــيَا===فإنّ المُقَامَ فيها قَليلُ
    نَحْنُ أدْرَى وَقد سألْنَا بِنَجْدٍ ====أطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أمْ يَطُولُ
    وَكَثيرٌ مِنَ السّؤالِ اشْتِيَاقٌ==== وَكَثِيرٌ مِنْ رَدّهِ تَعْليلُ
    لا أقَمْنَا عَلى مَكانٍ وَإنْ طَا بَ ===وَلا يُمكِنُ المكانَ الرّحيلُ
    أما أنا فأقيم بالمكان إن طاب .. وآلفه إن ألِف .. ربما مللته .. ربما رحلت عنه .. وسافرت منه ..
    إلاّ انني أعود إليه .. وأقيم في ربوعه وكأنني ولدت به .. علي أن إحساس المقيم ذاك لا يدوم صافياً ..
    إذ يبرق أمامي مكان آخر .. أشتاق له وأحن إليه .. مكان آخر يطوف في خاطري .. يلوح أمام ناظري ..
    هو دار أبي .. التي إن دخلتها كنتُ آمناً .. ولكن أين مني دار أبي .. وأين مني الأمان .. منذ أن فارقت دار أبي فارقني الأمان .. قطعت البوادي وعبرت المحيطات .. فقط لأكتشف أن ما جئت أبحث عنه هنا تركته ورائي هناك ..
    * أمّا الفِراقُ فإنّهُ ما أعْهَدُ ==== هُوَ تَوْأمي لوْ أنّ بَيْناً يُولَدُ
    * ولَقَد عَلِمْنا أنّنا سَنُطيعُهُ ==== لمّا عَلِمْنَا أنّنَا لا نَخْلُدُ
    * وإذا الجِيادُ أبا البَهِيِّ نَقَلْنَنا=== عَنكُم فأرْدأُ ما ركِبتُ الأجوَدُ
    * مَن خَصّ بالذمّ الفراقَ فإنّني== مَن لا يرَى في الدهر شيئاً يُحمَدُ
    هذا رحمك الله شعر مجيد .. وقول فريد .. فرغم أن (البيـْن) لايولد إلاّ أنه يصبح توماً للأنام .. يصطفي منهم من يشاء .. يتخير منهم من يريد .. ثم يلازمهم ملازمة الظل .. فلا يجدون منه فكاكـاًً .. يذهب في فنون التفريق مذاهب، يمعن في القسوة .. ويبالغ في التجريح .. ولا يملك المرء الاّ الطاعة والإذعان .. وأنا لم تنقلني عن الأحبة تلك الجياد التي نقلتك .. ولم أقطع المسافـات بالأيام والليالي .. ولم أعاني وعثاء السفر وكآبة المنظر .. ولم أصل الي محطتي أشعث أغبر .. إنما إنتقلت الي هنا بالسيارات المكيفة .. والنفاثات الفارهة .. ولم تغني عني ذلك شيئاً .. ومثلما كانت جيادك أردأ ما ركبتَ لأنها أبعدتك عن الأحبة، فإن النفاثات أردأ ما ركبتُ أنا .. فهي لم تفعل شيئاً غير أنها أبعدتي عن دار أبي .. ومنازل قومي .. عن أغنام أمي ودجاجها وحَمَامها .. عن مزرعة جدي التي أطعمتني.. و(أزيار) جدتي التي روتني .. عن شجرة اللالوب التي ظللت طفولتي .. عن تل الرمل الذي إرتميت فيه في ليالي القرية المقمرة .. عن أشجار النخيل التي تحف بيتنا الطيني الوديع .. عن الجدول وصوت البربخ .. عن الجامـع والخلوة وصوت المؤذن .. عن شقاوة أطفال القرية .. عن مراتع الصبي ومرابع اللهو ..
    *أتي الزمانَ بنوه في شبيبته === فسرّهم وأتيناه علي الهرم
    إن قلت هذا قبل أكثر من 1000 عام فماذا أقول أنا .. هل جئت أنا الي الدنيا في (الزمن الضائع) ..
    هل جئتها والزمان (شرم برم) .. هل جئتها وهي (فرندقس) أم جئتها وهي (دبنقة)
    وكيف لي أن أعبر عن زماني إلاّ بمفردات لا تفهمها .. هي مفردات العصر ..
    1000 عام يا صاحبي ..ألفية كامـلة .. تبدلت فيها الدنيا .. تبدلت فيها المفردات .. تبدلت فيها المعاني ..
    تبدل فيها الشعر كله .. هذا زمان ردئ .. أصابت رداءته حتي الشعر فأصبح حديثاً وحراً ومبتذلاً وركيكاً ..
    ولكن لا عليك .. أسمِعني مما قلت .. وما أحسن ما قلت .. العـزاء كل العـزاء فيما قلت ..
    لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ ==== أقفَرْتِ أنْتِ وهنّ منكِ أواهِـلُ
    يَعْلَمْنَ ذاكَ وما عَلِمْتِ وإنّمَا ==== أوْلاكُما يُبْكَى عَلَيْهِ العاقِـلُ
    كم وقْفَةٍ سَجَرَتكَ شوْقاً بَعدَما==== غَرِيَ الرّقيبُ بنا ولَجّ العاذِلُ
    إنْعَمْ ولَذّ فَلِلأمورِ أواخِرٌ==== أبَداً إذا كانَتْ لَهُنّ أوائِلُ
    ما دُمْتَ مِنْ أرَبِ الحِسانِ فإنّما ==== رَوْقُ الشّبابِ علَيكَ ظِلٌّ زائِلُ
    للّهْوِ آوِنَةٌ تَمُرّ كأنّهَا ==== قُبَلٌ يُزَوَّدُهَا حَبيبٌ راحِلُ
    جَمَحَ الزّمانُ فَلا لَذيذٌ خالِصٌ==== ممّا يَشُوبُ ولا سُرُورٌ كامِلُ
    نعم.. أقفرت منازل قريتنا.. ديارٌ حوت طفولتنا وصبانا .. شهدت حكاوينا وغرامياتنا .. وحبنا الأول .. أقفرت كما أقفر علي عُبيْدٍ من أهلهِ ملحوبُ .. أراها من هنا .. من هذا البعد السحيق .. أراها مرة تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد .. كما لاحت لطرفة ببرقةِ ثهمدٍ .. أو كما لاحت للحارث ببرقة شمـّاءُ ورياضُ القطا والإبلاءُ .. لا أري من عهدتُ فيها فأبكي .. ولا يُحيرُ البكاءُ.. وأراها مرة أخري كما رآها إمرؤ القيس بسقط اللوي بين الدخول فحومل .. وأراها مرة ثالثة بعين زهير .. فتبدو كديار الرقمتين .. مراجيع وشم في نواشر معصم، ولأياً عرفت الدار بعد توهم .. وأكاد أشكو إليها وأكلمها، أكاد أسمع صوتها كما فعل ذوالرُمّـُة غيلان
    وأراها مرة رابعة كما رآها الشريف الرضي .. ومثلما فعلَ قلبه .. تلفتَ قلبي .. وما زال يتلفت ..
    *و لقد مررتُ على ديارهم ==== و طلولِها بيد اْلبلى نهبُ
    *فبكيتُ حتى ضجّ من لغبٍ ==== نضوي و لجّ بعذليَ الركبُ
    *و تلفتـَتْ عيني فمذ خـَفيتْ === عني الطلولُ تلفـّت القلبُ
    أقفرت كما أقفرت ديار بالجواء علي عنترة بعد أم الهيثمِ .. وعفت كما عفت ديار لبيد في مني بحمي ضرية ومدافع الريان .. وأقوت كما أقوت دارَ ميّة علي النابغة بالـعلياء والسند .. فوقف فيها أصلاناً يسائلها فعيَتْ جواباً فما بالربع من أحد .. وقفـَتْ منازلنا خاوية علي عروشها .. هاجر منها من هاجر شرقاً .. وهاجر منها من هاجر غرباً .. وهاجر منها من هاجر من الدنيا الفانية .. أقفرت تلك المنازل .. ولكن لها في قلوبنا منازل آهـلة بذكراها .. مليئة بالشوق إليها .. فاض بها الحنين .. وطال بها الشجن .. وكيف لا .. فبها مسقط الرأس .. وذكريات الأمس .. رونق الشباب وموطن الأحباب .. حين كان للحسان فينا إرب .. ولنا فيهن مثل الذي لهن .. وأكثر .. ولكنك تقول يا سيد القول أنّ للأمور أواخر كما كانت لهن اوائلْ .. وللهو آوانة تمر كأنها قُبَلٌ يزُوّدُها حبيبٌ راحلْ .. نعم .. ذاك يا سيدي طبع الزمن .. وسنة الحياة .. وشيمة الدهـر .. وما الدهر!! ماذا قلتَ ؟؟ .. وكيف قلتَ ؟؟ ..
    *وما الدهرُ إلاّ من رواة قصائدي ==== إذا قلتُ شعراً أصبح الدهرُ منشدا
    *فسار به من لا يسير مُشمراً ==== وغـَني به من لا يغني مُغردا
    * أجزْني إذا اُنشِـدْتَ شعراً فإنما ==== بشِعِري أتاكَ المادِحونَ مـُردّدا
    * ودَعْ كـُلّ صـوتٍ غيرَ صوتي فإنني===أنا الصائحُ المَحْكيُ والآخرُ الصدي
    تماماً كما أفعل الآن .. أسير بشِعـركَ مشمّراً .. ولكنه سير كسير الكسيح .. وشَمَرٌ واهٍ ضعيف .. كبيت العنكبوت ..
    وأغـّني بشِعركَ مغرّداً .. ولكنه غناء كغناء النائح .. لم يلجئني إليه إلاّ الحزن والشجن .. إلاّ الغربة والأسي ..
    كيف لم أتخير من شعر الأستاذ إلاّ ما تخيرت .. وهل كان لديه شعر فيه فرح وسعادة .. هل كان لديه شعر فيه مرح وفكاهة .. أما كان صوته جريحاً .. ولحنه حزيناً .. وقلبه مفجوعاً .. ألم يكن شعره ممتعاً في المدح .. منصفاً في الرثاء .. ممعناً في الهجاء .. مات المتنبي في اليوم الثامـن والعشرين من رمضان .. فجاء العيد بعد يومين من وفاته ..ذلك العيد كان يحمل الجديد من أمر الدنيا .. فقد مات مالؤها وشاغل الناس فيها .. قـُتل فارس الشعر الأبيّ علي مشارف بغداد .. فتك به قاطع طريق إسمه فاتك بن أبي جهل الأسدي .. وما أورده الردي إلاّ قصيدة هجا بها إبن أخت فاتك، ضبة بن يزيد، هكذا قضي نحبه علي أعتاب شعره .. أودع الزمان قصائدَ من عيون عيون الشعر .. ونام قرير العين للأبد .. وما زال الدهـرُ يروي قصائده .. ومازال الخلق يختصم في شعره وبشعره .. فهو الخصم في الشعر والحكم.
    كل عام وأنتـم بخير

    (عدل بواسطة Mohamed fageer on 09-18-2009, 01:26 PM)
    (عدل بواسطة Mohamed fageer on 09-18-2009, 01:30 PM)

                  

09-18-2009, 02:09 PM

Medhat Osman
<aMedhat Osman
تاريخ التسجيل: 09-01-2007
مجموع المشاركات: 11208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خــواطر مــن وحــي العــيد (Re: Mohamed fageer)

    الرائع محمد فقير
    Koreg Anja Nela
    Gem kila Ulon Jaman Irkii Daoulla Joo Nella
                  

09-18-2009, 02:22 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خــواطر مــن وحــي العــيد (Re: Medhat Osman)

    ekkon aja nelly wooooo midhat
    salmayeetan erkila yowa goodani
                  

09-19-2009, 01:28 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خــواطر مــن وحــي العــيد (Re: Mohamed fageer)

    *
                  

09-19-2009, 10:29 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خــواطر مــن وحــي العــيد (Re: Mohamed fageer)

    **
                  

09-20-2009, 00:39 AM

Medhat Osman
<aMedhat Osman
تاريخ التسجيل: 09-01-2007
مجموع المشاركات: 11208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خــواطر مــن وحــي العــيد (Re: Mohamed fageer)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de