|
|
|
 Re: السيد/محمد المعتصم حاكم في ندوة عن الإنتخابات و الإستفتاء و القوانين يوم السبت 2009/29/8 ب (Re: Kostawi)
|
القيادي الاتحادي والإعلامي المعروف «محمد المعتصم حاكم» يفتح قلبه لـ «الوطن»:-
إتفاقية السلام أقرت الحريات والتـداول السـلمي للسلطة لهذا عدت إلى الوطن!
رحيل (جون قرنق) امتحان صعب للشعب السوداني.. لكنه سيجتازه!
ربما يكون في محاورة قيادات المعارضة السودانية العائدة من الخارج إلى الداخل مدخلاً مهماً لتأسيس علاقة الشراكة الوطنية التي تتجاوز مجرد المشاركة في السلطة إلى بلورة رأي عام وطني حول مجمل القضايا الوطنية المصيرية وترسيخ ثقافة التعددية الفكرية في التعاطي مع هذه القضايا حتى نضمن على الاقل الأستفادة بأكبر قدر ممكن من الرؤى الجادة في وضع البرامج والاستراتيجيات الملائمة لحلحلة ومعالجة المستعصى منها، حيث لا يمكن انكار ان من اضطرتهم الظروف السياسية للجؤ إلى المعارضة بالخارج ينظرون للمشهد السياسي الداخلي على نحو ربما اكثر إحاطة وشمولية من الذين ينظرون اليه من الداخل.. وهي نظرية لاندعي صحتها بإطلاق بقدر ما نتعشم بتفاؤل ايجابي في امكانيتها على سبر الاغوار المبهمة في حراكنا السياسي الذي حين نكون بداخله وجزء منه قد تشغلنا ضوضاؤه عن ممارسة السمع والرؤية بشكل جيد بعكس من هم بعيدون عنه ولو جغرافياً ممن يعنيهم أمر الوطن وتشغلهم قضاياه بل وتفرغوا للعمل السياسي مدفوعين برؤية أو ايدلوجية يتوسمون في اطروحاتها تشكيل «رافد» ان لم نقل «بديل» من روافد الحركة السياسية التي رغم تشرذم احزابها وحالة التشظي والشتات والانشطار التى تعيشها لايمكن انكار ان من بين عضويتها سواء القيادية أو القاعدية يوجد من هم حقيقيون وجادون وملتزمون ويسعون لصالح مواطن هذا البلد.
«الوطن» في سعيها لتوسيع منبرها الاعلامي وانفتاحه على الأراء السياسية المختلفة وترحيبها واحتفائها بالعائدين من الخارج لمواصلة نشاطهم السياسي بالداخل التقت بالقيادي البارز في الحزب الاتحادي الديمقراطي والاعلامي المعروف «محمد المعتصم حاكم» وهو من القياديين الذين خرجوا من السودان بعد انقلاب يونيو 1989م، وكان يشــغل منصب مدير ادارة النازحين في السودان بدرجة وزير دولة وهي ادارة تتبع آنذاك لوزارة الاغاثة وشؤون النازحين.
كان خروجه لظروف ارتبطت بطبيعة تلك المرحلة السياسية فظل لأكثر من 16 عاماً خارج الوطن كقيادي فاعل ومؤثر بالتجمع الوطني الديمقرطي اضافة إلى عمله النشط والدؤوب في المجال الاعلامي الخارجي بقنواته المختلفة، حيث انشأ مع زملائه نقابة الصحفيين السودانيية بالخارج في العام 1991م، وذلك بعد ان حلت الحكومة آنذاك كافة النقابات، وكان يحرر صفحة الاشقاء بجريدة الوفد المصرية لعشر سنوات متصلة ويكتب عموده اليومي في جريدة الاتحادي الدولية اضافة لاستضافته الدائمة كمحلل سياسي للشأن السوداني من قبل اذاعة صوت العرب المصرية والعديد من القنوات الفضائية.
«محمد المعتصم حاكم» يتواجد في السودان هذه الأيام بعد الغياب الطويل عن الوطن ما بين القاهرة وكندا، وآخر محطة وصل اليها كانت امريكا التي عاد منها إلى الخرطوم عودة طوعية ـ كما يقول ـ بعد ان شعر بشكل قوي ان ما تم في نيفاشا حقق قدراً ملحوظاً من الحريات وقدراً ايجابياً من التحول الديمقراطي.. ومن هذه النقطة كان مدخلنا لهذا الحوار.. نقطة العودة إلى الوطن.
حاوره ـ خالد ساتي:
* غياب وعودة
خرجت عن السودان وغبت كل هذه السنوات ثم عدت.. هل من المنطقي ان نسأل لماذا عدت.. فالاصل ان يكون السؤال لماذا خرجت؟
أما لماذا خرجت فذلك لم يكن نزهة أو سياحة فالعيش بعيداً عن الوطن كل هذه السنوات عذاب كبير وجحيم اكبر.. لكن الظرف الانقلابي آنذاك لم يترك لنا مجالاً لاختيار البقاء.. والرئة السياسية لاتتنفس إلا في هواء الحرية الطلق..
خرجنا ونعلم ان ثمة خطى سنمشيها قد لاتقود إلا لسراب أو حتى الحتف.. قبل اتفاق نيفاشا كان يصعب على الانسان التفكير في العودة خاصة وان الظروف في التسعينيات شهدت توتراً حاداً بيننا كحزب والحكومة لذلك لجأنا في الحزب الاتحادي الديمقراطي للمعارضة بالخارج وظللنا نعمل طيلة سنوات الاغتراب عن الوطن من أجل استرداد الحريات والتداول السلمي للسلطة وقد بذلنا جهداً كبيراً سواء على الصعيد السياسي أو الدبلوماسي.
أما العودة فقد جاءت في ظروف مواتية جداً حيث ان اتفاقية السلام التي اصبحت واقعاً حولت وبدلت المشهد السياسي بكامله والحريات الآن ولو بشكل تدريجي تعلن عن نفسها كما تم اقرار مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات ستجري في توقيت زمني محدد ولم يعد هناك ما يدعو لبقائنا في الخارج، لأن الأهداف التي خرجنا من أجلها آخذة الآن في التحقق.. وقد عدت لكي اشارك مع الاخوة في الحزب الاتحادي الديمقراطي في الدفع بعجلة الحزب إلى الامام والانخراط في العمل السياسي الداخلي من أجل استقرار وتنمية البلاد.
* وحدة وإنشطار
تتحدث عن الحزب الاتحادي الديمقراطي وكأنه فصيل واحد.. عذراً ولكن إلى أي فصيل ينتمي محمد حاكم من الفصائل الاتحادية المتعددة وما رأيك في هذا الانشطار والتشظي الاتحادي؟!!
أنا عضو في الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يقوده السيد محمد عثمان الميرغني بمؤسساته المؤقتة الموجودة التي تنتظر عقد مؤتمر عام من أجل إيجاد مؤسسات منتخبة.. إنني من الذين يدعون لوحدة الصف الاتحادي وفق آسس ومواقف وثوابت.. وحتى المشكلات التي تعتري الحركة الاتحادية الآن هي مشكلات من وجهة نظري طفيفة وفيها الشخصي وفيها المبدئي، وبالتالي أنا من أنصار أن نقفز جميعاً فوق تلك المشكلات الصغيرة باتجاه بناء الحزب الاتحادي بشــــــــــكل مؤسس وقوي يتسع لكافة الاتحاديين لأن في وحدة الحركة الاتحادية صمام أمان لصياغة الديمقراطية والتحول الديمقراطي.
* امتحان صعب
اتفاقية السلام التي جاءت بمثابة صفحة جديدة في الحياة السياسية السودانية تمر الآن ببعض العقبات التي تعطي مؤشرات قد تبدو سالبة حول موضوع الوحدة والانفصال.. كيف تقيّمون تجربة الاتفاقية وإلى أي اتجاه تسير؟!
رحيل الدكتور جون قرن كان امتحاناً صعباً للشعب السوداني.. فقد كان الفقيد بمثابة صمام الأمان لوحدة واستقرار السودان وتحوله الديمقراطي.. لكننا نثق تماماً في قدرة الشعب السوداني على تجاوز مثل هذه الامتحانات والابتلاءات.. فهو شعب إعتاد هذه المحن.. ومن قبل فقدنا الشريف حسين الهندي في العام 1982م، وقتها أنا عدت من لندن بعد الانتفاضة وشاهدت وعايشت كيف ان الشعب السوداني استطاع ان يجتاز تلك المحنة وكيف استطاع ان يحولها إلى سبب للوحدة والالتئام.. ونحن الآن أمام محنة أخرى تتمثل في كيفية تدعيم وتطوير اتفاقية السلام وازالة العقبات التي تعترضها وبث ثقافة السلام وترسيخ مفاهيم السلام لأن في ذلك ارساء لقواعد الوحدة وسد الطريق امام الانفصال، وان ننظر للقضية باعتبارها قضية الشعب السوداني بكامله وليست مجرد اتفاق بين شريكي السلطة في الحكومة والحركة الشعبية.
* تداعيات خطيرة
ليس بعيداً عن المحن التي تحاصر الوطن هناك مشكلة دارفور والتداعيات الخطيرة التي ترتبت عليها.. لماذا لاتشارك احزاب المعارضة في حل هذه المشكلة المعقدة؟
مشكلة دارفور وعلى النحو الذي وصلت اليه تحتاج لجهود كل السودانيين وكل الاحزاب وان يحدث ذلك بعيداً عن المنطلقات الحزبية أو الجهوية الضيقة فالأمر جد خطير، وهناك مهددات تهدد أمن واستقرار ووحدة الوطن.
وبعد ان ارتضينا بالتدخل الافريقي من قبل الاتحاد الافريقي كوسيط، الآن هناك إرهاصات لوجود وتدخل قوات دولية في دارفور، ولا أحد يدري ما يمكن ان تجره هذه القوات الدولية من مشاكل لدارفور وللسودان.. وكذلك الحال بالنسبة لشرق السودان الذي بدوره يعتبر بؤرة ملتهبة وقابلة للانفجار.. ولايخفى ان لملف دارفور وشرق السودان سيكون ثمة تأثير على اتفاقية نيفاشا نفسها وبالتالي أعتقد انه يجب ان تتضافر الجهود جميعاً لإطفاء هذه البؤر المشتعلة خاصة في دارفور واعتقد ان وجود الحركة الشعبية كشريك أصيل مع الحكومة من المفترض أن يسهم في معالجة أزمة دارفور وهو شيء مهم وحتمي، وهذا لا يمنع إشراك الآخرين من خارج الحركة الشعبية لأنها مشكلة قومية، وجزء من الوطن يتألم وبما يدعو لتألم الوطن بكامله وحين نســــــــهم جميعاً في التئام هذا الجرح فالشكر لن يكون لأحد أو حزب بعينه وإنما لجميع الشعب الســوداني.
* ماساة المعتصمين
أنتم كاتحاديين كنتم قريبين من ملف اللاجئين السودانيين بالقاهرة التي مكثت فيها ايضاً عدداً مقدراً من السنوات.. وتعلمون بالمأساة التي حدثت في ميدان الدكتور مصطفى محمود بالقاهرة والتداعيات التي تلتها في اعقاب الاشتباك الذي راح ضحيته عدد كبير من هؤلاء المعتصمين السودانيين.. ما هي قراءتكم الموضوعية لما حدث وكيف يمكن معالجة هذه القضية التي مازالت تطرح اسئلتها الصعبة والمربكة؟
أقول وشهادتي لله والتاريخ ودون الدخول في التفاصيل ان ما حدث كان مؤسفاً، لكن لكل أزمة سبب، وحسب استطلاعي في القاهرة للأمر ولقاءاتي بالزملاء من الصحفيين المصريين وبعض السودانيين الجنوبيين والشمالية على حد سواء الذين كانوا قريبين جداً من المشهد المحزن منذ بداياته الأولى.. استطيع القول إن المساعي لفض الاعتصام ظلت مستمرة لأكثر من ثلاثة اشهر ودون توقف، بدءاً من وفد الحكومة إبان زيارة الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس ومروراً بوفد الحزب الاتحادي الديمقراطي المكلف من السيد محمد عثمان الميرغني واللقاء الذي تم مع المعتصمين بالسيد الصادق المهدي والأستاذ فاروق ابوعيسى وحتى القساوسة وأئمة المساجد وكذلك الفنان عادل أمام الذي جلس مع المعتصمين قرابة الأربع ساعات، وكل تلك المساعي كانت في بادئ الامر تبشر خيراً لكن سرعان ما تتغير الرؤى بعد نهاية كل لقاء، وحتى مكتب الامم المتحدة في القاهرة ومن خلال مكاتباته مع المسؤولين في مصر طلب فض ذلك الاعتصام، وقد سعت السلطات المصرية في تلك الليلة لفض الاعتصام دون حدوث اشتباكات ولكن الأمر تطور وحصل هرج ومرج مما أدى إلى فقد تلك الارواح التي نأسف ونترحم عليها كثيراً.
المهم الآن وبعد ان حدث ما حدث هو أن لانترك أي فرصة للذين في نفسهم مرض ويريدون تشويه وتوتير العلاقة بين الشعبين الشقيين وان نسمو فوق المرارات والجراح لأن العلاقة بين الشعبين السوداني والمصري أزلية ويجب ان تستمر وتتطور، واحب ان اشير ايضاً ان هناك الآن أكثر من 150 ألف شخص من جنوب السودان يعيشون معززين مكرمين في مصر سواء كانوا طلاب جامعات أو يعملون في مهن مختلفة، ومن الأشياء ربما المنسية الآن أن أول من بدأ تعليم الإخوة الجنوبيين في الجامعات والمعاهد المصرية هو الاخ بونا ملوال في أيام اتفاقية اديس ابابا حينما التقى بالرئيس الراحل انور السادات وطلب منه تعليم الاخوة الجنوبيين في مصر.. علينا وعلى الاخ بونا ملوال ان نتذكر ذلك.. وان نتذكر كل المواقف الايجابية الداعمة لمصر تجاه السودان وشعبه.
* لحظة وصول
بعيداً عن السياسة.. فلنعد إلى محمد المعتصم حاكم الانسان السوداني الذي باعدت السياسة بينه وبين الوطن.. من المؤكد ثمة مشاعر اعترتك وانت تعود بعد كل هذه الغربة إلى موطنك.. كيف كانت لحظة اللقاء الأول وماذا تبقى من ذكريات وانت تدخل من بوابة الوصول بمطار الخرطوم؟
بمقدار فرحتي بهذه العودة الطوعية لكن لااخفيك ان مشــــــــــهد الوصول كان حزينا للغاية.. لقد غيب الموت في غربتي اناســـــاً اعزاء كثيرين..
وفي قاعة الوصول بالمطار كان البكاء حاضراً وانا الاقي أهلي ولم اتمالك نفسي.. كنت محتاجاً لهذه اللحظة بشدة لأن الدموع ظلت حبيسة بداخلي طوال هذه السنوات والفقد يغيب من حين إلى حين، أعز الناس إلى نفسي.. كنت محتاجا لحضن الاهل بعد كل هذا الغياب الطويل... لقد خففوا عني كثيراً.. واسعدني لاحقاً ان الناس مازالوا يذكرونني بالخير واستقبلوني استقبالاً رائعاً ودافئاً وكان على رأس من استقبلوني الأخ وزير الثقافة والفريق عبد الرحمن سعيد والأخ ياسر عرمان وكافة قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي بالخرطوم وزادني سعادة ان هناك تقدير منهم لما كنت اقوم به في الخارج من أجل هذا السودان الذي ندمن محبته وعشقه.. وقد أسعدني ايضا انه كلما زرت صحيفة وجدت وأنا ادخلها الترحاب والاستقبال من كافة الزملاء بدءاً من رؤساء التحرير وكل الصحفيين لأن هناك لغة مشتركة تربطني بهم فمنهم من عملت معه في داخل السودان او خارجه وهنا لابدلي ان اشيد بتطور الصحافة السودانية في ظل الحريات التي اتيحت لها وتطور المهنية الصحفية أيضــــــاً وهذا امر مفـــــــــرح جداً لاننا معنيون ومهتمون بل وعاملون في هذا الحقل.
* تجربة وضوء
طالما ان الحديث انتهى بنا بمجال الاعلام من المهم ان نسلط بعض الضؤ على اسهامك المقدر في الاذاعات والفضائيات العربية وتقييمك لهذه التجربة وأنت خارج السودان؟
طوال سنوات غربتي عن الوطن كنت المتحدث باسم المعارضة السودانية في الاذاعات والفضائيات وتحديداً في برنامج الجريدة الناطقة باذاعة صوت العرب اضافة إلى الفضائيات المختلفة وهذا اوجد لي الكثير من العلاقات مع كل اطراف واحزاب السودان واعتقد انني لم الجأ في تحليلاتي السياسية التي قدمتها عبر هذه الاجهزة الاعلامية إلى اسلوب المهاترات والمكايدات وكنت دائما أحرص على مصلحة الوطن وعدم ترويج الاتهامات غير الحقيقية للسودان.. كنت أيضا أتابع هموم الناس ومشاكلهم واتابع سياسات الحكومة وانتقدها بشكل موضوعي وبعيداً عن الانفعال .. فالسودان الذي يسعنا جميعا ينبغي ان تكون نظرتنا اليه بهذه الرحابة والمسؤولية.. آمل من كل قلبي ان نلتفت جيمعاً لخدمة قضايا الوطن وتجاوز آلام الماضي.. هي صفحة جديدة بيضاء نرجو ان نعنونها ونسطرها بالايجابي والمفيد للبلد وللشعب.
* الخرطوم الآن
وكيف وجدت الخرطوم التي غبت عنها كل هذه السنوات؟!
انا تركت الخرطوم منذ زمن.. والآن قد أتوه في شوارعها التي تغيرت معالمها ما عدا بعض الثوابت وربما ساحتاج لوقت حتى اتبينها جيداً توجد طفرة عمرانية ضخمة وهناك طرق وكباري جديدة وهذا في رأيي أمر كان لابد منه لأن التطور والزمن يتطلب ذلك خاصة في ظل الازدياد السكاني فالخرطوم حسبما علمت يسكنها ثلث تعداد السودان.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السيد/محمد المعتصم حاكم في ندوة عن الإنتخابات و الإستفتاء و القوانين يوم السبت 2009/29/8 ب (Re: Kostawi)
|
Alsahafa
2008/18/3
تنفيذ بنود نيفاشا هو المخرج لاحتقان الشريكين
محمد المعتصم حاكم
برزت في الآونة الاخيرة وبشكل واضح وعلى كافة الاجهزة الاعلامية في داخل السودان وخارجه بوادر تفاقم الازمة الحقيقية ما بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني مما يهدد عملية الاستقرار والانهيار التام لعملية السلام التي تم التوقيع عليها في نيفاشا عام 2005.
وقد أمر وزير الداخلية بتفتيش مكاتب الحركة الشعبية في قطاع الشمال دون إذن من قيادة الحركة أو الاتصال بالرئاسة أو مجلس الوزراء أو حتى قيادة المؤتمر الوطني حيث تأسف نافع علي نافع واستغرب الامر عبر أجهزة الاعلام.
يحدث ذلك بينما وجدنا أن النائب الاول سلفا كير يلتقي الامين العام للامم المتحدة والرئيس السابق لكينيا أراب موي في مطلع شهر سبتمبر المنصرم ويؤكد في لقاءاته بأن صبر جنوب السودان تجاه الشمال قد وصل إلى منتهاه بسبب البطء وعدم جدية المؤتمر الوطني في تطبيق بنود اتفاقية نيفاشا وفي شدة حاسمة قال كير أن تلك الهشاشة المتزايدة في الموقف الحكومي وعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاق قد يقود البلاد إلى حرب واسعة المدى وطالب بالتشاور مع قيادات حزب المؤتمر الوطني "الشريك في الحكم" حول كافة القرارات مثلما طالب بالشفافية المطلقة في المسائل المتعلقة بثروات البلاد خاصة عائدات البترول.
إن الذي بدا للعيان هو أن بعض قيادات المؤتمر الوطني تسعى لاغتيال قيادات في الحركة الشعبية سياسيا ومعنويا كما ان هناك بعض منسوبي الحركة من الطلاب لا يزالون رهن الاعتقال في السجون دون تهم او بينات ضدهم مما يزيد من توتر العلاقة بين شريكي الحكم ويزيد من احتمالات الانفجار في لحظة قادمة.
من كل تلك المعطيات يتأكد لنا أن هناك ازمة مستفحلة مابين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قد تطيج بواقع السلام والاستقرار وقد تقودنا جميعا إلى المربع الاول أو الى الاسوأ منه، ومما لا شك فيه ان هناك عناصر في داخل حزب المؤتمر الوطني لا تقبل غير فصل الجنوب عن الشمال وظلت تعمل من اجل ذلك اعلاميا ورسميا في بعض الاحيان خاصة وان التوجس من سيطرة الحركة الشعبية على الصعيد الجماهيري قد اثار رعب البعض والتخوف صار جليا لديهم من الانتخابات القادمة وهم يشاهدون قطاع الشمال في الحركة الشعبية يفتتح مكاتبه في كل قرية ومدينة ويحقق نصرا أو كسبا جماهيريا شمل حتى بعض رجالات الطرق الصوفية وكان الاحرى أن لا يتخوف المؤتمر الوطني من ذلك بل كان الاحرى دعم هذا الاتجاه حفاظا على أحد أهم ثوابت الامة وهو وحدة السودان.
إن تنفيذ بنود اتفاق نيفاشا هو صمام الامان الوحيد لاستقرار ونماء السودان فالاتفاق لم يصغ لمعالجة الازمة في جنوب السودان بقدرما كان خطوة نوعية في معالجة ازمة الحكم نحو التداول السلمي للسلطة والتحول الديمقراطي وإطلاق الحريات العامة وإستغلال القضاء وسيادة حكم القانون لكل أهل السودان في داخل المليون ميل مربع وبالتالي فإن اهل الشمال ينبغي أن يكونوا حريصين على اتفاق نيفاشا كحرص الحركة الشعبية عليه.
إن عملية دفع اهل جنوب السودان نحو الانفصال عبر وضع عراقيل امام إتفاقية السلام والبطء في تنفيذ بنودها لن يساعد في الاستقرار وقد يعرقل أيضا مساعي معالجة الازمة الدارفورية خاصة ونحن على أعتاب مؤتمر دولي يتطلع إليه العالم أجمع في أن يحقق غايات منشودة تتعلق بإستقرار وسلام يحفظان الوطن والمواطنين وفي ذلك تصبح العبرة بالبواكير وملاحقة عناصر التشتت القومي، فإن لم تتحقق المصداقية من جانب المؤتمر الوطني في تنفيذ بنود إتفاق نيفاشا فيصبح من الصعب تحقيق اي نجاحات قومية في ليبيا مع الفصائل الدارفورية.
إن المجتمع الدولي الذي يرى في إتفاقية نيفاشا نموذجا يمكن أن يحتذى به لمعالجة الازمة في إقليم دارفور لن يصمت كثيرا على تجاوزات حزب المؤتمر الوطني ولن يقبل بالمماطلة والتسويف في تطبيق بنود الاتفاق وأخشى من عقوبات تهدد أحلام المواطنين المتطلعين للرخاء والاستقرار والسلام.
إن السودان، هذا الوطن الجميل المتعدد الثقافات والديانات والأعراق لا يزال بحاجة ماسة لمعالجة آثار حرب الجنوب والتي أقعدته لاكثر من نصف قرن من الزمان دون التقدم، وكان نتاج هذا القعود فقرا مدقعا وتخلفا وجهلا ومرضا ما أنزل الله بهم من سلطان وأرواح زهقت وملايين من الناس ضائعة ما بين لاجئ ونازح منهم في أصقاع الارض الواسعة.
علينا أن نبصر الافق لنقول كفانا حروبا وإقتتالا..وفليحكم قادة المؤتمر الوطني صوت العقل فالانهيار والدمار قد يحدث تحت أي لحظة خاصة وأن مهددات الاستقرار والسلام في تزايد بسبب الاهمال الذي إستهدف الاطراف من بلادنا لسنين عديدة فلا بنيات تحتية أقمناها ولا آثار علاج أو تعليم في شرق السودان وغربه وجنوبه وحتي الشمال منه تحقق الوئام الوطني.
فقد آن الأوان لدرء المخاطر والحيطة من المجهول القادم قبل أن تستفحل الامور وتنطبق على أهل المؤتمر الوطني "على نفسها جنت براقش" فالبلاد حباها الله بثروات متعددة بترولية وذهبية وغيرها فهي ملك لكل أهل السودان الذين يتطلعون في أن تصبح قراهم مدنا.
إن مسؤولية تنفيذ إتفاقية نيفاشا ملقاة على عاتق قادة المؤتمر الوطني، فبجانب جديتهم في تنفيذ بنودها عليهم إتباع السلوك السياسي الحصيف مع الحركة الشعبية، حيث هي الشريك والرصيد للوحدة.
وعليه يمكن القول إن المداهمات التي قامت بها وزارة الداخلية تجاه مكاتب الحركة خطأ فادح وتكراره قد يصبح كالقشة التي قصمت ظهر البعيرطفي يوم لا ينفع فيه الندم كما أن النجاح الحقيقي لمباحثات المؤتمر الدولي حول أزمة إقليم دارفور والمزمع عقده في أكتوبر القادم بالجماهيرية الليبية لن يصبح ممكنا دون خطوات جادة وإيجابية من قبل حزب المؤتمر الوطني تجاه تنفيذ بنود إتفاقية السلام مع الحركة الشعبية.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Kostawi
أرجوك مرجان
saif massad ali
متوكل بحر
خدر
محمد الجزولي
Deng
حسام يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست