|
|
 Re: حوار مع الامين العام لهيئة شئون الانصار الامير عبد المحمود ابو ابراهيم (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
بدأت تظهر خلافات حتى حول تطبيق القرار ، ما هي مقترحات ورؤي الهيئة لحل هذه الخلافات؟
نحن في هيئة شئون الانصار كان أملنا أن تحل المشاكل في اطار داخلي لكن كل القضية السودانية تم تدويلها وما أدى إلى تعقيد الموقف حول مسألة أبيي هو التقرير الذي أصدره الخبراء وهم من اوقعوا القضية في هذه المشكلة ولو لجأ الطرفان منذ البداية إلى الحل الداخلي لما وصلنا إلى هذا المستوى من التدويل. وحتى لو حولت القضية إلى محكمة التحكيم الدولية ربما لم تحدث مشكلة . لكن الآن بعد صدور القرار من هيئة التحكيم يعتبر قراراً نهائياً غير قابل للنقض لذلك على القوى الاجتماعية الحية في السودان يجب أن تكون حريصة على ما يحقق الاستقرار في المنطقة وصحيح التحكيم من شأنه ان يأخذ من هذا الطرف شيئاً ومن ذاك شيئاً بمعني أنك عندما تلجأ للتحكيم لا تتوقع أن تحقق كل ما تصبو إليه . لذلك ما صدر من قرار هو المتوقع. بالتالي دعوتنا لكل الأهل من المسيرية والدينكا أن يتعاملوا مع الموقف بروح تحافظ على التماسك والوحدة وألا يلجأوا لأي اسلوب فيه بث لبذور الفتنة في المنطقة إذن تعاملنا مع القرار ايجابيا باعتبار أن هذا أقصى ما يمكن الوصول إليه والقرار الذي اتخذ لايوجد سبيل لنقضه مرة أخرى حتى وان كانت لدى الناس بعض التحفظات على بعض بنوده وهناك شريحة اجتماعية كبيرة قد تكون تضررت منه لكن في سبيل وحدة الوطن لابد من تنفيذ القرار بصورة تحقق الاستقرار وتحفظ للذين فقدوا بعض أراضيهم حق التعويض بصورة ما والدولة في تقديري قادرة على فعل ذلك.
الأن الاتجاه العام كله نحو تحقيق الاستقرار وتحقيق الوحدة والتعامل مع القرار بحكمه حتى لا يؤدي إلى انشقاق في المنطقة.
فقدان الأرض :
?{? كيف نقنع الاطراف التي مازالت غير مقتنعة به ؟
المشاكل العالمية كلها بدأت بمشاكل حول الأرض والأرض هي سبب الصراعات عبر التاريخ ومن الطبيعي ان يغضي الشخص عند ما يفقد جزءاً من أرضه بصورة ما لذلك واجب الطرفين في المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ان يتحركا بلغة واحدة ومنهج واحد لتطمين الأطراف التي فقدت بعض اراضيها بأن هذا الحق لن يضيع وأن يتم الإلتزام بان يعوضوا أراضٍ أخرى تحقق لهم نوعاً من الاستقرار والمحافظة على مراعيهم. هذا هو الحل وواجب القوى الآخرى التي ليست طرفاً في السلطة ولا تملك وسائل لتنفيذ القرار ، أن تدعو الآخرين بأن تتعامل مع هذا الموقف بحكمة عالية حتى نضع أساساً للتماسك الاجتماعي الذي ظل موجوداً لعهود طويلة في المنطقة.
نحن نشدد الدعوة للمؤتمر الوطني والحركة وبأن يتعاملا بلغة منسجمة وبمنهج يحفظ للذين فقدوا بعض أراضيهم في قرار التحيكم يحفظ لهم حقهم في التعويض العادل.
فض النزعات :
?{? هل يمكن أن تساهم الهيئة في الدعوة أو الحملة من اجل تلطيف الاجواء بين مكونات أبيي؟!
من أهداف هيئة شئون الأنصار فض النزاعات والهيئة موجودة على الأرض في أبيي عبر ممثليها هناك . وأن كان هناك داعٍ لان يتحرك وفد من المركز العام فإن مكاتب الهيئة في المنطقة ستقوم بابلاغنا بذلك ونحن على اتم الاستعداد للتحرك والوصول إلى تلك المناطق لتهدئة الخواطر ودعوة الناس للتعامل بحكمة مع هذا القرار حتى يحافظو على السلام الاجتماعي الذي ننشده.
تدخل الخارج :
?{? الا ترى بأن هناك تناقضاً بين مطالبة الحكومة للمعارضة باللجوء إلى المحكمة الدستورية حول مسألة شرعية الحكومة ، ولجأ طرفاها ممثلين في المؤتمر الوطني والحركة الشعبية إلى محكمة لاهاي للفصل بشأن نزاع داخلي؟
التدخل الخارجي لا يأتي ما لم يعجز أهل الداخل عن حل مشاكلهم حتى الاستعمار لم يأت من فراغ وإنما نتاج لمظالم وفراغ وعدم قدرة للتعامل مع المجتمع بصورة عادلة . وعندما يعجز القائمون عن الأمر في حسم مشاكلهم وحل ازماتهم الداخلية سوف يتدخل الخارج . ونحن نأسف لحسم قضايا السودان بالخارج ، وحتى الاتفاقيات التي تمت كانت خارج السودان من جيبوتي حتى الشرق ، مع أن السودانيين اشتهروا بحل المشاكل كل عن طريق الاجاويد وفي تقديري آن الأوان لحل كل الصراعات الموجودة في المجتمع باتباع منهج جديد للتعامل مع القضية ، وأن الحكومة مطالبة أكثر بالتنازل باعتبار أنها حكمت عشرين عاماً أكدت لها وللمواطنين ان كانت السياسات التي اتبعتها قادرة على تحقيق الاستقرار في الوطن وعلى تنمية المجتمع أم أن هناك اخفاقات . لاشك انهم يدركون بأن هناك انجازات تحققت ولكن الاخفاقات غطت خاصة الصراعات الموجودة في دارفور والروح العدائية التي بدأت تتغلغل في المجتمع وروح الاحباط بشكل عام.
نحن في الهيئة ندعو لاتباع منهج جديد للتعامل مع هذه القضايا عن طريق الحوار وعن طريق التنازل .
والحكومة عندما ترفض تكوين حكومة قومية فإن هذا يعني إنك تدعو الآخرين ليتبعوا اساليب لتحقيق اهدافهم ، اساليب مضرة بالوطن والحكومة القومية تعني أن الجميع متفقون على قواسم مشتركة تحقق لهذا الطرف بعض مطالبه وكذلك بعض مطالبة في سبيل تحقيق الاستقرار وفي سبيل مصلحة الوطن ندعو لأن يكون هناك تنازل مشترك من الحكومة والمعارضة بأن تتخلي الحكومة عن التشبث بالسلطة والاحتكار وتتنازل المعارضة عن افكارها باسئصال النظام من جذوره وابعاد افراده عن المشاركة السياسية . وبعد ذلك تتكون ادارة يشعر الجميع بأنها تمثلهم وليس بالضرورة عدد الذين يشاركون فيها ، الصراعات اضرت بالبلاد واضعفت السودان الذي كان بلداً يشار إليه بالبنان.
والموقف الحالي يتطلب من كل وطني غيور ان يتخذ منهجاً فيه الحكمة والواقعية حتى نحافظ على هذا الوطن الذي إذا حدث له استقرار سياسي وتكاتف من كل القوى السياسية الاجتماعية بعمل جاد ربما خلال عشر سنوات فقط يتغير وجه السودان.
مؤسسات قوية :
?{? السؤال مازال قائماً حول الدعوة للجوء إلى المؤسسات الدستورية الداخلية بينما تلجأ الحكومة نفسها إلى حسم صراعاتها بالخارج؟
إذا كان الحاكمون غير قادرين على التعامل مع المؤسسات الوطنية لحسم خلافاتهم ويلجأون للخارج ليفصل بينهم فيما يستجد من خلافات فهذه دعوة لكل الآخرين ان يتعاملوا مع الخارج ولكن هذا الموقف يؤدي لاهتزاز المؤسسات الوطنية ولكن بالطبع هذا لا يعجب أي مواطن لاننا نريد أن تكون لدينا مؤسسات قوية وفاعلة وقادرة . وهذا لا يتم إلا عندما يكون هناك فصل تام بين السلطات والا يكون هناك تدخل ولا ذريعة ولاخوف ولا وجل وأن تمارس كل سلطة نشاطها وفق ما قرر لها من الدستور . لذلك نحن ندعو بأن يكون المؤتمر الوطني والحركة الشعبية من احرص القوى السياسية على هيبة اجهزة الدولة القضائية والتشريعية وعندما يحترمان قرارات تلك السلطات فإن هذه دعوة لكل القوى السياسية وأفراد المجتمع بأن تحترمها.
إحصائية دقيقة :
?{? هل تشكل الهيئة قوة ضاربة بحزب الامة ؟
قوة الأنصار كبيرة لكن ليس لدينا احصائية دقيقة لكن نتصور أن قاعدة حزب الامة 80% منهم أنصار والحزب يمارس نشاطه بحرية تامة كما انه جسر للتواصل بين الأنصار والقوى الاجتماعية الأخرى من غير الأنصار من التي تؤمن بسياسات الحزب لكن نحن ليس لدينا فيتو على الحزب وهذا من مصلحة الامة والأنصار . التزام في الهيئة :
?{? لكن هناك مجموعة داخل حزب الامة تتهمكم بدعم تيار دون الآخر داخل الحزب؟
ليس صحيحاً أن هيئة شئون الانصار تدعم تياراً دون الآخر في حزب الامة ، ولكن ربما يكون احد الأطراف لديه التزام في السابق مع الهيئة وإذا كنت تعني الفريق الصديق محمد اسماعيل فهو عضو في مجلس الحل والعقد بالهيئة عن ولاية جنوب دارفور ، وكون الفريق عضواً في المؤسسة من الطبيعي أن يكون أفراد المؤسسة المحتكمين به لديهم علاقات خاصة به ، ولكن هؤلاء لم يستغلوا موقعهم الديني لدعمه بمعني أن الهيئة مؤسسة لم تجتمع وتقرر وانها تدعو هذا الطرف دون الآخر. ولكن أفراداً من الهيئة ما رسوا حقهم المشروع والقانوني والطبيعي ، وما دمت عضواً في الحزب والهيئة المركزية لم آت إلى الهيئة المركزية لاكون ديكوراً أو صامتا ولكن لامارس حقي ولا يجوز أن اتهم بأني استغللت موقعي في مؤسسة أخرى لادعم هذا . وأن كان هذا العمل مشروعاً في النشاط السياسي بأن تكون هنالك لوبيات وجماعات.
ونحن الآن في عصر العولمة والوعي ولاتوجد وصايا على هذا أو ذاك، الممارسة ديمقراطية وشخصي لا يملك سلطة دينية على الاطلاق صحيح أنا رئيس مكتب تنفيذي لكن لا سلطة دينية لي على زملائي ولا على الأنصار. وحتى الأخوة في الطرف الآخر الذين يختلفون مع الفريق الصديق كلهم أنصار ولو كانت لدينا سلطة دينية ووجهنا بأن يدعم كل الأنصار شخصاً بحكم أنصاريتهم سيلتزمون بموقف الهيئة لكن لاسلطة دينية لنا . وحتى البيعة للإمام قائمة على الطاعة المبصرة وليست هناك طاعة مطلقة ولا وصايا دينية.
خلاف إجرائي :
?{? ما هو رأيكم في الصراع الذي يحدث في الحزب ؟
ليس هناك صراع وانما خلاف حول قضايا إجرائية والقضايا الاجرائية يحكمها الدستور والنظم ولا يخرج عن هذا الاطار لذلك كل الاطراف يؤمنون بأهداف الحزب ومواقفه وسياساته وبالتالي فإن هناك اتفاقاً حول القضايا الجوهرية ، والخلاف حول القضايا الإجرائية يمكن أن تتم معالجته وفق أسس الحزب.
حرية الاختيار :
?{? لكن هنالك من هددوا بتشكيل حزب آخر؟
لم أسمع بهذا الكلام ، لكن الناس أحرار لأن الحزب ليس طائفياً وأي إنسان في أي موقع إذا رأي ان الحزب لا يحقق اهدافه لديه مطلق الحرية بأن يختار الطريق الذي يريده لكن لم اسمع ان جماعة أو جهة ارادوا التخلي عن الحزب!
ولا اعتقد ان خلافاً صغيراً حول موقف اجرائي يدفع انسان التخلي عن كل تاريخه ومبادئه واهدافه وهذا لن يكون أنتصاراً للمبادئ وانما انتصاراً للذات .
نقلا عن اخبار اليوم
| |
 
|
|
|
|
عمر عبد الله فضل المولى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست