مقال لمصطفي البطل "عبدالرحيم حمدى: أخبار الأولاد وأخبار العباد"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 08:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2009, 02:22 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال لمصطفي البطل "عبدالرحيم حمدى: أخبار الأولاد وأخبار العباد"


    (1)
    (تقول العرب: ام الجبان لا تفرح ولا تحزن. وانا زعيمٌ بأن عبد الرحيم حمدى سيورث أمه الحزن والفرح). بهذه الكلمات وصف الاستاذ بدرالدين سليمان، أحد دعامات النظام المايوى الغابر، الرمز الحركى الاسلامى، والخبير الاقتصادى الدولى، ووزير مالية الانقاذ الاسبق الاستاذ عبد الرحيم حمدى، وذلك عندما عرضت عليه صحيفة (ظلال) فى منتصف التسعينات أسماء عدد من الشخصيات العامة وطلبت اليه ان يوجز رأيه فى كلٍ منها. ويبدو أن بدرالدين كان يشير تحديدا الى سياسات التحرير الاقتصادى التى ابتدرها حمدى عهدذاك وتولى كبرها فى مواجهة تحدياتٍ سياسية واجتماعية وأمنية تندُّ عن الحصر. وقد عرفت عندما قرأت تلك العبارة، أو بالاحرى عندما سمعتها، فقد كنت حاضراً ومستمعاً الى الحوار الذى أجراه الصحافى فيصل الباقر (نائب رئيس تحرير صحيفة "الميدان" الحالى) مع السياسى المايوى الذي تأنقذ لاحقا فصار سياسيا انقاذيا، عرفت اننى لن أنساها قط فأنا أتعشق مثل هذه المقولات التراثية العبقرية التى تجد طريقها الى قلبى دائما فى يسر وخفة، ثم تستقر بعد ذلك فى مطارف وحشايا ذاكرتى.
    وأذكر أنه قفزت الى ذهنى وقتها وألحت علىّ خاطرةٌ، بذلت جهدا جهيدا لطردها، اذ لم أشأ ان اتداخل بين المتحاورين. خطر لى ان أسأل بدرالدين، الذى تغنى بشجاعة حمدى وسعى الى تأصيلها فى تراثنا العربى، عما اذا كان يعلم عن ممدوحه الرمز القيادى الحركى الاسلامى، أنه كان قد تم اعتقاله مع غيره من زعماء جبهة الميثاق الاسلامى صبيحة انقلاب النميرى عام 1966، وبينما بقى بعض هؤلاء فى غيابات السجون سبع سنوات حسوماً، فإنه لم يُطق (فكرة) الحبس ولم يصبر على بلاء السجن سحابة يومٍ واحد، مع ان اخوتنا فى شمال الوادى يقولون: (السجن للجدعان). وافق حمدى من فوره وفى يومه ومن غير إبطاء على إصدار بيانٍ كتبه وذيله بتوقيعه، اذاعه راديو وتلفزيون ام درمان ونشرته صحف الخرطوم، يعلن فيه مباركته وتأييده للانقلاب الذى كان يومها أحمراً فاقع الحمرة. وربما شاء وزير العدل الحالى، الاستاذ عبد الباسط سبدرات، ان يصححنى إن كنت مخطئاً، إذ اقول انه هو الذى وقف بنفسه على ذلك التدبير السياسى الامنى الجهنمى، وكان يومها سكرتيرا لرجل الانقلاب القوى ووزير داخليته المغفور له الرائد فاروق عثمان حمد الله. غير أنه ينبغى علىّ أن ابادر هنا فأسجل اعترافا صريحا بأن الافكار والظنون التى راودتنى إبتداءً فى مقام تفسير هذا الموقف، والتى تفارق بطبيعة الحال توصيف بدرالدين مفارقة الطريفى لجمله، تبدلت عندى لاحقا فعاد الجمل الى صاحبه بعد ان تكشفت لى ولغيرى - على صعيد الممارسة السياسية - جوانب واسعة من شخصية حمدى الحقيقية. الرجل ليس رعديداً. كل ما فى الامر انه يحمل بين كتفيه رأسا يفكر وفق نهج براغماتي محض. والبراغماتية (فلسفة أمريكية المنشأ تعرف ايضا باسم الواقعية النفعية) فاشيةٌ عند نسبة مقدرة من اهل المعسكر الاسلامى. وهى بلا شك فلسفةٌ منهجيةٌ خطيرة، ولكنها ليست شراً كلها.
    (2)
    لم استغرب حين رددت مجالس الخرطوم خلال الاشهر الاولى من تولى الاستاذ حمدى لمنصب وزير المالية فى بداية فى التسعينات روايات تقول بأن الرجل جعل من فندق هيلتون الخرطوم مسكنا له، يقيم فيه على نفقة الوزارة إقامةً دائمة. وكانت مجالس العاصمة تستنكر وتستبشع اختيار الرجل لفندق هيلتون مسكنا له على نفقة دافع الضرائب المقهور، فى وقت كان قد شرع فيه بهمةٍ زائدة فى إنفاذ اجراءات اقتصادية تحريرية شديدة الوقع، ممعنة فى القسوة طحنت عامة الناس طحناً، حتى ضاقت عليهم الارض بما رحبت وبلغت المسغبة والضنك بهم كل مبلغ. لم استغرب اذ كان قد استقر فى ذهنى ان الرجل لا يلف ولا يدور اذ اختار فندق هلتون مسكنا له، فهو بكل بساطة – ويشهد عليه تاريخ شفيف كالبللور- لا يُحب لخويصة نفسه المكابدة والمناهدة والتعب، ولا يؤمن بقول ابى العلاء: ( تعبٌ كلها الحياة .... ). لا يفوقه فى ذلك – من جماعة المعسكر الاسلامى – الا شخصية بارزة كان لها – تماما مثل الاستاذ حمدى - وجودٌ نافذ فى مضمار تأسيس البنوك الاسلامية وان عرفت فى مراحل سابقة بحمل الوية النشاط الثقافى، ولكن نجمها ارتبط تاريخياً اوثق رباط بملحمة حل الحزب الشيوعى السودانى عام 1966. قصد هذه الشخصية فى مدينة جدة السعودية فى منتصف السبعينات بعض قادة الجبهة الوطنية من الفصيل التنظيمى الاسلامى ليبلغوه قرار التنظيم بتكليفه بالسفر الى برارى اثيوبيا وصحاري ليبيا للنهوض بأعمال ذات طبيعة عسكرية فى المعسكرات السرية الجبهة الوطنية، وكان يقيم فى تلك المعسكرات بعض عتاة الاسلاميين كالاستاذ عثمان خالد مضوى وغيره، يشرفون على التدريب العسكرى لجماعات الانصار والاسلاميين التى قامت لاحقا بتنفيذ الهجوم المباغت الذى قاده المرحوم العميد محمد نور سعد على الخرطوم فى الثانى من يونيو 1976وانتهى بمصرعه ومصرع اعداد كبيرة من رجاله، رحمهم الله، على يد الجيش السودانى. أجفل الرجل واضطرب ثم قال لزائريه من مبعوثى التنظيم: ( والله ليس أحب الى نفسى من أن استجيب لنداء الجماعة وان أهبّ الى الجهاد، ولكننى والحق اقول شديد التمسك بسنة الرسول "ص" وأرغب فى أن اتبعه فى كل شئ حتى فى طريقة مماته. وكما تعلمون فقد مات الرسول بالحمى وهو على فراشه، وانا لا ابتغى لنفسى ميتةٌ غير تلك، بالحمى وعلى فراشى، فأكون قد تأسيت بالرسول الكريم فى سيرة حياته ونهج مماته. فاعفوني من هذا التكليف). وخلال ربع قرن بعد ذلك التاريخ ظل شيوخ الحركة الاسلامية يتندرون بهذه الواقعة فيما بينهم، حتى اذا ما جاءت المفاصلة اندلقت الاسرار والخفايا وتهتكت أمانات المجالس!
    وقد اتضح لى مؤخراً من إجابات الاستاذ عبد الرحيم حمدى على بعض أسئلة وُجّهت له فى اطار حوار مطول أجراه معه مؤخراً رئيس تحرير صحيفة الرأى العام الاستاذ كمال حسن بخيت، أن الرجل الذى لا يخشى فى (الراحات) لومة لائم، يحب لاولاده، فلذات اكباده، أيضاً ما يحب لنفسه وأكثر. ولذا فهو يريد ان يجنبهم بدورهم التعب ومكابدة إبتلاءات الحياة ومكائدها. ففى اطار ذات الحوار وجه اليه كمال السؤال التالى: ( فيم تفكر الآن يا استاذ حمدى؟). وجاءت الاجابة: ( أفكر فى ان اترك لاولادى شيئا يتعيشون به قبل ان اغادر هذه الدنيا الفانية. لدى فكرة بنك جديد وقد تكرم بنك السودان علىّ برخصة. وأيضا يمكن تطوير بعض الشركات القابلة للتطوير والاذاعة). قرأت وتأملت ثم قلت لنفسى: يا سلام، تلك هى الابوة ولاّ بلاش.. ونِعْم الوالد.. بنك مرة واحدة؟! بنك كامل يوصف بأنه " شئ يتعيش به الاولاد"؟ لابد ان هذا البنك يحتاج الى تسمية. انا اقترح على الاستاذ حمدى ان يطلق عليه اسم " بنك الأولاد ". ترحمت بعد ذلك على والدى ورجوت له من الله المغفرة، كونه غادرنا الى الدار الآخرة وتركنى وشقيقى اسامة دون بنك، او حتى طابونة (نتعيش) منها.
    لم يشق علىّ فهم الجانب الاكبر من بقية الاجابة ( .. وبعض الشركات القابلة للتطوير والاذاعة) إذ هى أيضا جزء مما يرغب حمدى فى تركه لأولاده من حرث الدنيا. هو يبتغى بحوله تعالى ان يعمل على تحسين أداء بعض شركاته بحيث يتركها بعد عمر طويل لاولاده وهى فى حال عامر ومنتج ومربح فيعتاشون منها أيضاً – الى جانب البنك – ويأكلون هنيئا مريئاً. سهلة هذه. غير أن الذى استعصى علي إستبار مغزاه هو كلمة ( .. والاذاعة)، التى جاءت فى نهاية سلسلة الاستثمارات الربحية التى يزمع حمدى تركها لاولاده. سألت أهل الذكر فجاءتى الاجابة متهادية: الاستاذ حمدى يمتلك محطة اذاعة. أى والله. اذاعة عديل كدة. لم اكن على علم بذلك. قاتل الله أمريكا وغربتها التى حجبت عنا أخبار الامبراطورية الحمدية، وحالت بيننا وبين الانتفاع ببرامج اذاعتها البراغماتية. قيل لى ان الاذاعة اسمها "الاقتصادية". ما شاء الله. اللهم يا وهاب يا رزاق، زد وبارك، واجعل كل بيوتنا السودانية فى مشارق الوطن ومغاربه مثل بيت الاستاذ حمدى، يظللها الحب وترعاها الابوة وتدعمها الشركات والاذاعات، وتسند مستقبل أبنائها البنوك. آمين.
    وبعد، فليس من اللياقة ان نحوم حول حمدى ونتقصى أخبار اولاده واستثماراته وشئونه الخاصة اكثر من هذا. ولو فعلنا لاتهمنا بالحسد. ولسنا وأيم الله من الحاسدين. الحسد هو تمنى زوال نعمة الغير، وهو مكروه. ولكننا نغبط حمدى، والغبطة مستحسنة، ومعناها فى اللغة تمنى نعمة الغير. أى ان تنال انت مثلها دون ان يزول عن صاحبها شئٌ مما عنده. وأنا اذ أغبطه اتمنى من الله ان يسبغ علىّ كل النعم التى أفاء بها عليه، ما عدا البراغماتية والاذاعة، اذ ليس لى فيهما إربةٌ ولا صالح.
    (3)
    ولكن الامر يختلف تماما اذا خرجنا من بيت حمدى الصغير الى بيت الوطن الكبير. وتركنا أخبار الاولاد، التى زودنا بها حمدى بصراحة وشفافية منقطعة النظير، لنسأل عن أخبار العباد فى طول السودان وعرضه. وقد استفاض الرجل فى تزويدنا بها كذلك بغير مواربة أو مداورة. ولكن الصورة هنا تجدها وانت تقرأ تصريحات الرجل فى حواره مع (الرأى العام) أقل بهاءً ورونقاً وجاذبية. بل لعلها، بوضوح أكثر وبغير تنميق، صورة سيئة وبشعة وكارثية لا تسر صديقا ولا عدواً. الحقيقة من وجهة نظر صاحبنا هى ان السودان حاضره أغبر ومستقبله فى كف عفريت. هاك – يا رعاك الله - نماذج مما قاله القيادى الحركى الاسلامى ونشرته على لسانه "الرأى العام": (الحكومة تكاد بالكاد توفى بالتزامات المرتبات، أما التزامات التنمية فقد توقفت، والتزامات التسيير بالولايات ستتوقف). ثم: ( ستزداد حدة الازمة ... أداء الربع الاول كانت نسبته سبعين فى المائة، الربع الثانى سيكون اصعب، اما الثالث فستسوء الامور أكثر، أما الرابع فربما لا يأتى أصلا). وأيضا: ( لا يوجد نشاط اقتصادى يبرر زيادة الضرائب .. وإذا لم يستطع القطاع الخاص أن يدفع الضرائب فإن الحكومة ستغرق). و( الآثار على المالية العامة كارثية، لأن مالية الدولة مبنية على البترول بنسبة خمسين فى المائة... وأنا اعتقد ان اسعار البترول ستنهار). ( الشمال سينتهى الى انه يدير بيروقراطية عسكرية ومدنية هائلة جدا بلا موارد. والميزانية ستكون كارثة). ويكرر حمدى: ( المشكلة فى المرتبات والتحويل للولايات، كما ان التنمية توقفت تماما.... وستزيد العطالة وهى اخطر من التضخم). واذا لم تكن خفقات قلبك قد تضاعفت والأدرينالين قد سرى فيك مسرى الدم، أيها العزيز الاكرم، فخذ كلمات حمدى هذه فى تقويم الوضع الاقتصادى العام: ( لا شك ان الأمر فظيع للغاية). أما فى مجال تقويم حال السودان كله فإليك هذا المقتطف من حديثه: ( هل ترى الآن اى افكار مطروحة فى الساحة؟ ليست هناك أفكار .. لماذا لا يريد الناس ان يفكروا. البلد كأنها سفينة منزلقة نحو شلال)!
    الحكومة ستغرق؟! البلد منزلقة نحو شلال؟! ليست هناك افكار؟! الأمر فظيع؟! سبحان الباقى الحى. خربتها وقعدت على تلها يا استاذ حمدى؟ ألم تكن انت فيلسوف ومهندس كل السياسات الاقتصادية التى شُيّدت فوقها أهرامات الانقاذ؟ ثم لمن توجه هذا الكلام أساسا؟ الينا نحن عامة الشعب؟ واحنا دخلنا ايه؟ ولكن حدثنا اولا: كيف يستقيم هذا التوصيف للاوضاع الاقتصادية فى البلاد مع ما حدثتنا عنه من خطط لاستثمار أموالك وأموال أبنائك وتوجيهها لانشاء البنوك وتفعيل الشركات وتطوير الاذاعات، وأنت شيخ البراغماتيين؟! ولو كان الامر كما تقول فما هو هذا الذى نسمعه ونشاهده فى تلفزيون الحكومة آناء الليل واطراف النهار؟ فبعض ما يردده الاعلام الرسمى كاد يوهمنا بأننا اعتلينا ذرى المجد وعانقنا الجوزاء، وأننا قاب قوسين او أدنى من إنزال أول انسان سودانى على سطح القمر، ثم اذا بحمدى يباغتنا بأن العصبة المنقذة عاجزة عن دفع مرتبات العمال والجنود وان الوضع (فظيع) وان الحكومة (ستغرق). طيب، الحمد والشكر لله، أنا عندى حكومة اخرى (ووتر بروف) يقودها باراك ابن عمى حسين اوباما. ولكن اذا غرقت حكومتى السودانية وفقا لتوقعات حمدى، فماذا فسيفعل أفراد الشعب الذين لم يكرمهم الله مثلى بحكومة (احتياطى)؟ ولكن، دقيقة، والله فكرة. لو كان الحال كذلك فلماذا لا ينتظر استاذنا فاروق ابوعيسى وزمرته من المرابطين تحت قبة البرلمان لبعض الوقت، فالمسألة بحسب حمدى مسألة وقت، حتى (تغرق) الحكومة، فيهبون هم لاستلام السلطة تحت شعار: (بركة يا جامع)، ولا خروج الى الشوارع ولا دستور ولا غلبة ولا يحزنون؟! الا يبدو هذا السيناريو أكثر واقعية وأقرب للتحقق من سيناريوهات التغيير البوهيمية الاخرى، فقد قال حمدى ان الحكومة ستغرق اذا فشلت فى تحصيل الضرائب، ولكنه كان قد قال لمحاوره قبل ذلك مباشرةً انه لا يوجد اصلا نشاط اقتصادى يبرر زيادة الضرائب وتحصيلها. واذا قال حمدى فصدقوه، فإن القول ما قال حمدى!
    ومع ذلك فاننى لم استغرب للصورة القاتمة التى رسمها حمدى للمشهد الاقتصادى. فبعض قادة العصبة المنقذة يعترفون علانيةً بضراوة التحديات الاقتصادية التى يواجهونها، ونحن نعلم أن وزير المالية والاقتصاد الوطنى كان قد بعث بخطاب لادارة صندوق النقد الدولى يعترف فيه بالحالة المتردية التى آل اليها الاقتصاد السودانى، ويطلب تعاون الصندوق لاجتياز الظروف الراهنة الصعبة، بل مضى الوزير قدماً فأبدى موافقة الحكومة على وضع برامجها الاقتصادية تحت مراقبة الصندوق خلال الثمانية عشر شهرا المقبلة. ولكننا نعلم ايضاً ان الاستاذ عبد الرحيم حمدى كان من مبتدرى الممارسات التى طالما فاقمت الاوضاع بدأبها على وضع العربة أمام حصان الاقتصاد حتى استقر فى الاذهان انها ممارسات مقبولة وجائزة، ففى عهده وتحت سمعه وبصره ومباركته ولدت واستشرت ظاهرة نقل ملكية الشركات والمؤسسات والمرافق الفاعلة والمنتجة والرابحة الى المستثمرين المحليين والاجانب بعد تقويمها دفترياً بأقل من قيمتها الواقعية. فلا غرو ان انتهينا الى عقائد اقتصادية يتم بموجبها توقيع عقد بثلاثين مليون دولار لتوسيع شارع النيل بالخرطوم فى وقت تسبح فيه العاصمة داخل مياه المجارى؛ ويجرى معها خصخصة جميع معينات الانتاج فى مشروع الجزيرة قبل الوصول الى حلول مع مزارعى المشروع حول ملكية الارض، وقبل تنظيم العلاقة بين هؤلاء المزارعين وبين الجهات الاستثمارية التى اشترت سكك حديد الجزيرة والمحالج و الادارات الهندسية للمشروع.
    (4)
    لفتت انتباهى وأنا أبحث عن أخبار البلاد والعباد فى حوار كمال مع حمدى إجابة الاخير على سؤال بشأن ورقته التى ورد فيها مصطلح (مثلث حمدى) الشهير، اذ ذكر بأنه كتب الورقة التى حملت ذلك المصطلح بناء على طلب من حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، وأن التكليف الذى صدر اليه وفقاً لنص كلماته هو: (وضع استراتيجية انتخابية مبنية على الاستثمار الخارجى. أى كيف نستغل الاستثمار الخارجى لكسب الانتخابات؟). مفهوم تماما ان يكلف الحزب النابهين من رجاله ونسائه بوضع الخطط والاستراتيجيات التى تضمن له كسب الانتخابات. ولا خلاف على أن الحكومات الصالحة تنتهج السياسات الفاعلة فى مجال توظيف الاموال المستقطبة من الخارج لتطوير المجتمعات المحلية. غير ان الاستثمار الاجنبى فى اشكاله القانونية ومحتوياته التنموية ومخرجاته الاقتصادية يظل مُعاملا سودانياً وطنياً محضاً، ويُفترض أن يُوظف توظيفا مدروسا يوافق مصالح البلاد والعباد مجتمعين، ويخدم بالضرورة الأجندة القومية للدولة ولا شأن له بالاستراتيجيات والخطط الانتخابية الحزبية. لماذا اذن يوظف حزب سياسى معين هذا المُعامل لضمان فوزه هو بالذات – دون غيره من الاحزاب الوطنية - فى الانتخابات؟! وبغير شك فإن تصريحات حمدى هنا تلقى، من حيث لم يحتسب الاستاذ، بظلالٍ وشبهات حول مجمل توجهات الحكومة فى ميدان السياسات العامة اجمالا، وتثير الشكوك بشأن اعتماد وتوجيه مسارات الاستثمارات الاجنبية تخصيصاً، وعما اذا كان الجهاز التنفيذى يرعى وجه الله والوطن حقاً، وهو يمارس سلطاته الدستورية فى مجال الاستثمار الخارجى تخطيطا وتنفيذاً، أم انه يرعى فقط وجه الحزب والجماعة. وربما تبدو تساؤلاتنا هذه عند البعض على درجة من البلاهة، فعن أية ظلال وأية شبهات نتحدث، والورقة التى قدمها حمدى تدعو الحكومة بلغة عربية مبينة وبغير مواربة الى استغلال الاستثمارات الاجنبية كسلاح انتخابى من خلال توجيه الاستثمارات وقصرها على مسطحات جغرافية وديموغرافية بعينها فى وسط السودان يرجى فيها كسب مقدر للحزب الحاكم، وغض البصر تماماً عن مناطق اخرى تغلب على تركيبتها السكانية مناهضة الحزب الحاكم وموالاة الاحزاب المعارضة. وهو تخطيط شيطانى ممعن فى الانتهازية والميكافيللية، لا يصدر الا عن ذات العقلية البراغماتية التى لم تبال بالكلفة الاجتماعية الفادحة والآثار النفسية والاخلاقية المدمرة التى افرزتها ملحمة تحرير الاقتصاد، وهى ملحمة قادها حمدى فى مواجهة ملايين الاسر الفقيرة دون ان يرق له قلب او يطرف له جفن.

    مما يسترعى النظر أيضاً تصحيح الاستاذ للمصطلح الذى انتجته الورقة المشار اليها وهو مصطلح (مثلث حمدى). قال الرجل انه لم يستخدم لفظة ( مثلث)، بل أن الكلمة التى جاءت فى ورقته هى (محور). أذن هو محور – وليس مثلث - دنقلا سنار كردفان. ثم أضاف: ( أهمية كلمة "محور" أنها فضفاضة تذكر بمحور الحرب العالمية، اليابان، ايطاليا، والمانيا. دول بعيدة من بعض ولكنها تمثل محور اتفاق .. دنقلا وسنار مناطق امتزج فيها السودان وهى التى ستسقط ناس الجبهة أو تأتى بهم). وبما اننى استخدمت فى بعض مقالاتى السابقة عبارة "مثلث حمدى" فقد رأيت من حق الرجل علىّ نقل كلماته وإبراز هذا التوضيح. ولكن الامانة تقتضى ان اذكر بأن ذلك ليس هو السبب الوحيد لاعادتى نشر الاجابة بحذافيرها. السبب الآخر هو اننى اندهشت لأن حمدى، وهو أحد القادة التاريخيين للحركة الاسلامية والمنظر الاقتصادى الرئيسى لنظام الانقاذ، لم يستخدم فى وصف الحزب الحاكم اسم: (المؤتمر الوطنى)، وانما قال: (ناس الجبهة). ثم أن صيغة الخطاب فى قوله: (هى التى ستسقط ناس الجبهة او تأتى بهم) تؤشر الى ان حمدى لا يتحدث عن جماعة ينتمى اليها، بل عن جسم سياسى مختلف تماما، فهو هنا يتحدث عن العصبة المنقذة بصيغة الآخر. لكأنه يشير الى زمرة من الناس ليست بينه وبينها صلة تنظيمية او فكرية أو هوية مشتركة. هل غادر حمدى السفينة اذن قبل ان (تغرق)؟!
    نعم صحيح، الاستاذ عبد الرحيم حمدى رجل براغماتى صميم. ونعلم عنه انه غادر سفينة جبهة الميثاق الاسلامى فى مايو 1969 بعد ان غرقت بيوم واحد. أما ان تصل به البراغماتية الى مغادرة سفينة الانقاذ، وهى ما تزال فتية عفية تمخر عباب البحر، تأسيساً على تحليل اقتصادى قد يصيب أو يخيب، يفيد بأنها توشك على الغرق، فهو ما لم يسبقه عليه أحد، حتى وليام جيمس مؤسس الفلسفة البراغماتية نفسه!

    نقلا عن صحيفة ( الاحداث )





    (عدل بواسطة abubakr on 08-06-2009, 03:10 AM)
    (عدل بواسطة abubakr on 08-06-2009, 03:14 AM)

                  

08-05-2009, 04:34 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال لمصطفي البطل "عبدالرحيم حمدى: أخبار الأولاد وأخبار العباد" (Re: abubakr)

    شكرا لك مهندس أبو بكر على نقل المقال و الشكر للأستاذ البطل على هذا المقال الممتع. ذكرني هذا المقال ما رواه لي أحد القادة الإسلاميين عن واقعة استرحام حمدي و خروجه من السجن حيث ذكر أنه كان مع حمدي في السجن و كتب حمدي كلاما و صارحه بأنه سيرفعه لطلب العفو عنه و طلب من هذا الشيخ رأيه فيما كتب... قال الشيخ عندما قرأت هذا الكلام لم أجد غير أن أقول لحمدي لو رفعت هذا الكلام فليس لي من خيار غير أن تفعل هذه السكين فعلها فيك و أشار إلى سكين كانت معهم في الزنزانة و قال له إذا كنت تسعى للخروج من السجن فاكتب ما بدا لك بغير الإضرار بالآخرين. لم يذكر الشيخ ما كان في هذه المذكرة و لكن لمعرفتي برقته و بأنه لا يحتمل قتل ذبابة خمنت أن يكون حمدي قد ضمن في مذكرته اعترافات قد تودي برقاب بعض رفاقه و هذا ما سبب رد فعل الشيخ العنيف. في النهاية مزق حمدي هذه المذكرة و كتب المذكرة التي أشار إليها الأستاذ البطل.
    حمدي سيظل مرتبطا في ذاكرة السودانيين بالفقر و المسغبة و ذل الرجال... أعلم أن الأستاذ البطل لا يعني حرفيا ما قاله بصدد غبطته لحمدي... لكن أسأل الله أن يعينني على أن أهييء أبنائي بتعليم يعينهم على مواجهة الحياة و من قبله توكل على الله و قيم و أخلاق و إحساس بمعاناة الآخرين و رغبة و مقدرة على مساعدتهم و إن تركت لهم شيئا فلا يكون إلا من مال حلال خالص غير مشوب بلعنات الناس و حقدهم.
                  

08-06-2009, 04:38 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال لمصطفي البطل "عبدالرحيم حمدى: أخبار الأولاد وأخبار العباد" (Re: Elawad)

    عزيزي العوض .. اتت الانقاذ معتدية علي نظام ارتضاه الشعب بحسناته وسيئاته بحجة "انقاذ البلاد " ثم اتت بمثل هذا ليكون من يديير اقتصاد البلاد والمحصلة واضحة اليوم وفق ما ذكره هو ذاته في لقائه الصحفي المشار اليه في مقال مصطفي البطل؟؟ انهيار اقتصادي ادي الي حروب داخلية وتمزق في النسيج الاجتماعي واللحمة التي بقيت رغم ضعفها تمسك بمكونات هذا السودان الواسع ... وبقي الرجل لا يعنيه ما فعله بالبلاد والعباد مهموما بحال بنك واذاعة يطورها ليضمن لذريته حياة رخية ... اي بشر هؤلاء ؟؟
                  

08-06-2009, 08:00 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال لمصطفي البطل "عبدالرحيم حمدى: أخبار الأولاد وأخبار العباد" (Re: abubakr)

    سلام يا أبا بكر وشكرٌ لك وللبطل وليت البطل يسهب في أمر هذه السجّادة الحمديّة!

    ليس من حق البطل علينا أن ينال اعجابنا وتشجيعنا فحسب وإنّما علينا أن نعينه على ما أُشكل عليه ما وجدنا إلى ذلك سبيلاً وفي ذلك فإنّني أوظّف حيلتي في التبرّع بالاجابة على بعض أسئلته ومن ذلك السؤال:
    Quote: كيف يستقيم هذا التوصيف للاوضاع الاقتصادية فى البلاد مع ما حدثتنا عنه من خطط لاستثمار أموالك وأموال أبنائك وتوجيهها لانشاء البنوك وتفعيل الشركات وتطوير الاذاعات، وأنت شيخ البراغماتيين؟!
    والجواب: وأين الكنوز إن لم تكن بالسفن الغارقة! ففي الأخبار أنّ الكنوز الغارقة بالمياه الاسبانية قد قدّرت بأكثر من مائة مليار يورو فما بالك بالكنوز المدفونة بالسهول السودانية المنبسطة على مدّ البصر (والناس جياع) وتلك الغارقة فيما يجري فوقها من أنهار (والناس عطشى)...والمارقة من جوف الواطـة عدّوها بس معقورة! أمّا الاذاعة، فأمهلها قليلاً وسترى بأم عينيك كيف تصير إلى طاولة قمار ليس في وسع قانون الاثير ان يطال أرجلها الجاثمة على من أوردتهم الطريقة الحمدية موارد اليأس.

    أمّا البيان الذي يليه سؤال:
    Quote: غير ان الاستثمار الاجنبى فى اشكاله القانونية ومحتوياته التنموية ومخرجاته الاقتصادية يظل مُعاملا سودانياً وطنياً محضاً، ويُفترض أن يُوظف توظيفا مدروسا يوافق مصالح البلاد والعباد مجتمعين، ويخدم بالضرورة الأجندة القومية للدولة ولا شأن له بالاستراتيجيات والخطط الانتخابية الحزبية. لماذا اذن يوظف حزب سياسى معين هذا المُعامل لضمان فوزه هو بالذات – دون غيره من الاحزاب الوطنية - فى الانتخابات؟!
    فجوابه في أن ليت لي أن أسهب في فحص ما طرحت في: رأسماليّة الدولة...رأسماليّة الحزب!

    تحيّاتي لكما ولضيوفكما.
                  

08-06-2009, 10:00 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال لمصطفي البطل "عبدالرحيم حمدى: أخبار الأولاد وأخبار العباد" (Re: Adil Al Badawi)

    Quote: والجواب: وأين الكنوز إن لم تكن بالسفن الغارقة


    يا عزيزي عادل .. بس لو عرفنا اين ذهبت مليارات كثيرة خلال عقد من الزمان من عائد النفط الذي تدفق فاستقبل استقبالا عظيما ؟؟ كيف تضاعفت الديون الخارجية الي ما يقارب ال 40 مليارا خلال العشرين عاما الاخيرة وهي عمر الفتي الالمعي "الانقاذ" لتتوارثهااجيال قادمات (اكيد غير اولاد المنظر الاقتصادي الجهبز)
                  

08-06-2009, 07:29 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال لمصطفي البطل "عبدالرحيم حمدى: أخبار الأولاد وأخبار العباد" (Re: abubakr)

    الباشمهندس ابوبكر مسكاقنا

    لفت نظرى ايضا هذا الجزء من مقال الاستاذ على حمد ابراهيم
    ــــــــــــــــــــ
    كشف النقاب مؤخرا الخلفية التاريخية لتقرير صندوق النقد الدولى عن الاقتصاد السودانى . وقالت أن القصة بدأت فى الثانى والعشرين من اكتوبر من عام 2008 حين بعث وزير المالية السودانى ،الدكتور عوض الجاز وزير المالية بخطاب الى صندوق النقد الدولى تحدث فيه عن( المعاناة التى يكابدها السودان جراء الازمة المالية العالمية) وطلبه العون الفنى من صندوق النقد الدولى .و بناءا على طلب السودان وطلب وزير ماليته ، بعث صندوق النقد ا لدولى بمجموعة من خبرائه الى السودان للوقوف على حقيقة الوضع الاقتصادى السودانى وابداء النصح بما يمكن عمله لمساعدة السودان فى ازمته الاقتصادية الجديدة . بعد الدراسة و المراجعة وجد خبراء الصندوق ان الاقتصاد السودانى يعانى من وضع حرج يقتضى العمل سريعا على عدة جبهات لتلافى ذلك الوضع . ولخص الخبراء وضع الاقتصاد السودانى فى الآتى :

    * تراجع نمو الناتج المحلى الحقيقى الى 4% مقارنة ب %11 فى عام 2006

    * بنيت ميزانية عام 2009 على تقديرات خاطئة بالكامل حيث قدر سعر برميل النفط ب 65 بينما تدنى سعر البرميل الى اقل من اربعين دولارا فى العام الجارى. وسوف يكون سعر البرميل فى حدود 44 دولارا للبرميل فى العام القادم.

    * وجد الخبراء ان نصف منصرفات السودان بالنقد الاجنبى تتجاوز ميزانية الانفاق الراسمالى بالكامل. بينما قفزت ديون السودان للاطراف الخارجية من 15 مليار دولار فى عام 2000 الى 34 مليار دولار فى العام الحالى.

    * اضطر السودان لكى يبلغ هؤلاء الدائنين انه لن يستطيع ان يدفع لهم اكثر من عشرة ملايين من مبلغ الخمسين مليون دولار الواجبة السداد سنويا .

    * عزى السودان مشاكله الاقتصادية والمالية الحالية الى الازمة الاقتصادية العالمية. والى صعوبة حصوله على تمويل بشروط ميسرة. والى الاحتياجات التنموية الضرورية التى فرضتها اتفاقية السلام .

    * تتبدى خطورة الوضع الاقتصادى السودانى فى نضوب رصيد السودان من النقد الاجنبى تقريبا اذ تدنت احتياطاته من النقد الاجنبى من 2 مليار دولار فى عام 2008 الى 300 مليون دولار فقط فى العام الحالى . ( ولا بد من ان يسأل المشفقون من ابناء الشعب السودانى كم تبقى من هذا المبلغ الضئيل لحظة اعداد هذا المقال)

    * وضع احتياطات النقد الاجنبى المتدهور فرض على الحكومة السودانية بجانب امتناعها عن تسديد مبلغ خمسين مليون دولار كجزء من المبالغ المتفق عليها لخدمة الديون القديمة ، فرض على الحكومة السودانية تقييد سقف العملات الاجنبية المسموح به للمسافرين الى الخارج بحوالى الف وخمسماية دولارا للمسافر .

    واقترح الصندوق على الحكومة السودانية القيام باجراءات ضرورية عاجلة لتلافى الوضع الاقتصادى المتردى يمكن تلخيصها فى الاآتى :

    القيام بمراجعات شاملة للسياسات الضريبية.

    تخفيض اعفاءات ضريبة القيمة المضافة.

    * اصلاح هيكل ضريبة الدخل الشخصى بما فى ذلك الحد الادنى لهيكل الضريبة.

    * الغاء اعفاءات الاشخاص الذين يبلغون الخمسين عاما فاكثر .



    *مراجعة التشريعات الضريبية فى الولايات .

    البحث عن مصادر جديدة للضرائب لكى تضاف الى الضرائب التى استحدثت فعلا فى ميزانية عام 2009 الحالية .

    * تقليل تدخل الحكومة فى حركة تداول النقد الاجنبى وترك ذلك لدينامية العرض والطلب !

    * تقليل الصرف على الجهاز الحكومى .

    * تقليل التحويلات المالية الى الولايات التى تعانى من شح السيولة ونقص فى الانفاق الراسمالى.

    * بذل الجهود الحثيثة لاصلاح النظام المصرفى والتصدى لمسألة القروض المتعثرة خصوصا قروض بنك امدرمان الوطنى.

    * على السودان تقديم تقارير اداء اقتصادى اسبوعية وفصلية.

    نظرة سريعة لمقترحات صندوق النقد الدولى للحكومة السودانية تكشف انه نفس الصندوق التقليدى القديم الذى ينظر فى جيوب الفقراء المخرمة اصلا مثل الجبن السويسرى عندما ينظر فى كيقية مساعدة الحكومات العاجزة على التصدى لمشاكلها الاقتصادية والمالية وهى مشاكل ليست من صنع هذا المواطن البائس الذى يريد الصندوق ان يرهقه بمزيد من الضرائب . ان مقترحات صندوق النقد للحكومة السودانية التى اذيعت مؤخرا هى دعوة للحكومة السودانية بالانتحار السياسى فى وقت لم تبق فيه على الانتخابات السودانية الا بضعة اشهر. ومعروف ان الحكومة السودانية تدخل هذه الانتخابات ولديها ما يكفيها من الفواتير المؤجلة بينها وبين الشعب السودانى الذى زادته سياسات هذه الحكومة فقرا على فقرا على مدى عشرين عاما وتلك فرصة فى الحكم لم تتوفر حتى للملوك . هل تقبل الحكومة السودانية وصفة صندوق النقد الدولى هذه المرة ايصا ، لتصبح هى الاخرى مثل هذا الصندوق الذى لا يتعلم شيئا ولا ينسى شيئا ، مثل آل البربون تماما !
                  

08-07-2009, 09:57 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خيرات وشرور البراغماتية في الدنيا والآخرة (Re: فيصل محمد خليل)

    سلامٌ مرة أخرى وأعود إذ فاتني ابداء أشد استغرابي من براغماتية رجل "لا يخشى في (الراحات) لومة لائم ويحب لأولاده، فلذات أكباده، ما يحب لنفسه وأكثر" ومع ذلك يقدم الأولاد على العباد!

    مبلغ استغرابي أن ما الحكمة في اكتناز البنوك والشركات والاذاعات للأولاد؟! أهي الرشوة مقدماً لولد "صالح" ليدعو لأبيه حين يصير بين يدي قدير مقتدر؟! إذا كان ذلك كذلك فعذراً فما تلك إلا براغماتية غبية تستنفر نفر من الأولاد للدعاء للوالد وتتجاهل حشود العباد إذ تدعو على نفس الوالد. ثم من يضمن للوالد الحنون أن الأولاد الصالحين يبادرون فينفضون أيديهم، من الشركات والبنوك والاذاعات التي تكابد للوصول إلى جبل يعصمها إلى حيث البقاء ببلد غرقانة، ليرفعوا أكفهم ساعة بالدعاء لأبيهم؟ بل ومن يضمن أن تلك الشركات والبنوك والاذاعات هي/تظل طاهرة من أدنى تلوث يحول بين دعاء مالكيها وبين وصوله إلى مبتغاه.

    واحد من اتنين: إما الرجل البراغماتي ما قنع لسع من خيرات الدنيا والعمل، لديه، لخيرات الآخرة ملحوق وألا كمان بلغ في شرور البراغماتية شأواً جعله قنعان فد مرة من خيرات الآخرة.

    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de