دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
إنه علي فودة لمن يعرفونه ومن لا يعرفونه وإلى أماني وتراث ومنوت وعويس
|
قرأت بعيد الإجتياح الإسرائيلي للبنان كتاب الناقد والأديب المصري حلمي سالم ( الثقافة تحت الحصار)، ولا زلت أذكر تصويره لحال الكتاب والمثقفين العرب والذين كانوا تحت الحصار. وأذكر منهم محمود درويش وناجي العلي ومارسيل خليفة وعشرات غيرهم. ولكني أذكر الآن وبكل الوضوح الشهيد علي فودة صاحب وكاتب ومحرر وموزع جريدة الرصيف. رفض دعم جريدته من أية حكومة أو منظمةعربية وظل يمولها من حر ماله وأصبح الموظف والموزع لها والمحرر فيها خوفا من ضياع حرية الصحافة رافقته قلة قليلة في تجربته الفريدة منهم الكاتب والشاعر رسمي أبو علي كاتب المقال . كان صحافيا نشطاومثقفا حقيقيا تمترس وراء رأيه ودافع عن حرية الرأي حتى سقط ،كان يعرف من تجربته النضاليةالطويلة كيف ومتى تشرى الصحافة والصحفيين فأبى أن يكون في سوق الإسترقاق الفكري ومات على دينه إنه علي فودة لمن يعرفونه ومن لا يعرفونه وإلى أماني وتراث ومنوت وعويس -------------------------------------------------------------------- خاطرة بين المسافات - الرصيف وقمة العالم - رسمي أبو علي بمبادرة من الصديق الشاعر العراقي غيلان المقيم في استراليا تمكنا في الشهر الأخير من إصدار عدد جديد من (الرصيف) بعد انقطاع دام أكثر من واحد وعشرين عاماً. وكنا في عام 1981 وفي بيروت قد أصدرنا مجلة حملت عنوان (رصيف 81) أصدرنا منها بضعة أعداد قبل أن نضطر إلي التوقف بعد الاجتياح الشاروني للبنان وبيروت في عام 1982 وتفرق اعضاء الهيئة التأسيسية للرصيف كل في بلد خارج بيروت، الخيمة التي كانت تظللنا جميعاً. وخلال الاجتياح استشهد صديقنا الشاعر الفلسطيني علي فودة أثناء توزيعه لأحد أعداد (الرصيف) التي ظلت تصدر خلال الحصار المديد، في حين تم اعتقال صديقنا العراقي ــ الكردي أبو روزا وولف واقتاده إلي معسكر أنصار الشهير في جنوب لبنان حين اعتقلت القوات الإسرائيلية الغازية واسرت حوالي أربعة إلي خمسة آلاف مناضل. أما صديقنا الشاعر العراقي آدم حاتم فقضي بعد بضع سنوات هما وكمدا في مخيم عين الحلوة في لبنان. إذا فاصدار عدد جديد من (الرصيف) كان أشبه بمعجزة صغيرة إذ لا نعرف في تاريخ المجلات العربية أن مجلة عادت إلي الصدور بعد توقف صدورها لاكثر من عقدين ــ ولذلك فقد استنتج العديد من الاصدقاء أن (الرصيف) لم تكن مجلة أبداعية فحسب وإنما كانت فكرة ومنهجا ورؤية تحمل عناصر الديمومة بسبب تجسيدها لقوة الضرورة الموضوعية حفزتنا إلي أصدار المجلة في بيروت عام 81 ــ والتي يبدو ان مبرر صدورها لا يزال قائماً. والذين اتيح لهم أن يطلعوا علي العدد الأخير الجديد فلا بد انهم لاحظوا المقال الذي كتبته وهو بعنوان (من رصيف بيروت 1981 إلي رصيف عمان 2002 ــ لا بد لاحظوا ان منهجنا منذ عام 1981 لم يتغير ــ لأن هذا النهج كان مستقبليا وتنبؤياً منذ البداية ــ فالرصيف يقيم في الحاضر والمستقبل أكثر مما يقيم في الماضي. في هذا المقال ذكرت بأهم سمات الرصيف التي يمكن تلخيصها كما يلي: ــ أن الرصيف ذو طبيعة تنبؤية تستطيع استشفاف المستقبل واعداد الذات من أجل المواجهة ــ إذ جاء في البيان الافتتاحي أننا سائرون إلي نظام دولي ذي قطب احادي ــ وهكذا كنا قد تنبأنا ضمنا بانهيار الاتحاد السوفييتي والمجموعة الاشتراكية وبنينا نظرية المواجهة علي هذا الاساس منذ عام 1981 وفي ذروة الاستقطاب الدولي بين أمريكا والسوفييت في ذلك الوقت. ــ حددنا هويتنا بشكل واضح وقلنا اننا امميون فكأننا كنا نعي أن أي جهد ثوري أو اصلاحي لا بد أن يتخذ منحي امميا في زمن العولمة الراهن والذي تنبأنا بظهوره ضمنا. وطبعاً اكدنا استقلالنا المطلق عن أي من الاحزاب أو الانظمة أو الأيديولوجيات التي كانت سائدة في ذلك الزمان أي في عام 1981 . ونعود بعد هذه المقدمة الطويلة والتي كان لا بد منها إلي عنوان هذا المقال (الرصيف.. وقمة العالم) لنقول بتواضع باننا نحس أن لتيار الرصيف علاقة قوية مع قمة العالم التي تعقد الآن في جوهانسبرغ وتستهدف تضييق الهوة بين الدول الغنية والفقيرة كما تستهدف الحصول علي ضمانات واتفاقيات للحفاظ علي البيئة. فالرصيف، كما يدل أسمه ــ كان صوت الهامش الذي يعبر عن المضطهدين والمسحوقين والكادحين ــ ولكن بربط تيارهم بالنظام الدولي لأنه لا يمكن أنجاز أي شيء إذا ما تم تجاهل المركز الغربي ــ الأوروبي ــ الأمريكي في أية نظرية سواء اكانت سياسية أم اجتماعية أم ثقافية. لقد كنا ندرك بشكل حدسي أن أي حركة تغير مستقلية لا بد أن تكون ذات طبيعة اممية حيث قلنا بأننا امميون. ونحن نقول بأن حركات الحفاظ علي البيئة وحركة مناهضي العولمة وجمعية اصدقاء الارض هم حلفاء طبيعيون للرصيف لانهم يهدفون إلي الهدف ذاته ــ وهو في المدي النهائي ليس إلا الحفاظ علي بيتنا الارضي ــ كوكب الارض ــ عن طريق احداث توازن معقول بين الشمال والجنوب يعيد التوازن البيئي حيث بات الخراب الذي أحدثه النظام الرأسمالي الليبرالي والذي أنتهي الآن إلي العولمة ــ يهدد بتقويض اسس الكوكب جدّيا كما يبرهن علماء مطلعون علي هذا الأمر. واخيرا نقول بأن الرصيف أثار كثيرا من السخرية والتعليقات اللاذعة لدي صوره في عام 1981 - والأكثر ادباً اعتبروه مجرد مجلة متواضعة تحمل من نيات الإبداع أكثر مما تحمل من الأبداع نفسه. لكن يتضح الآن بأن رؤية الرصيف المبكرة تتجاوز الآن حتي توقعاتنا المتواضعة آنذاك. كنا مجموعة من الشعراء فلسطينيين وعراقيين تحركنا عوامل التمرد والرؤية.. ويبدو الآن أننا كنا ــ ودون أن ندرك تماماً ــ نضع حجر الأساس لنظرية عربية مستقبلية نزعم انها الوحيدة القابلة الآن للحياة بعد أن انكفأت جميع الأحزاب والتنظيمات والايديولوجيات وأنتهت إلي لا شيء.
جريدة (الزمان) العدد 1306 التاريخ 2002 - 9 -7/8
AZP09 ayat rsal -------------------------------------------------------------------- أرجو إمدادي بهذا العدد إذا توفر لأحدكم
|
|
|
|
|
|
|
|
|