|
أضرب الذئب ينخلع قلب الاسد في عرينه
|
نترحم علي روح الصحفي المشاكس محمد طه محمد احمد..ربيب الجماعات الاسلامية ثم نلج معكم الي هذه القراءة علي خلفية ظاهرة الحدث المريع ..ليس ما يروع خلدنا هو هذا القتل الزرقاوي فالقتل هو القتل اي كانت طرقه ومدي قسوتها وتمثيلها ..ما يصيبنا بالرعب هو هذه الظاهرة المنتهجة في تصفية الخصوم علي كل المستويات ..فكرية كانت ام سياسية،ام جهوية كما يشير البعض ويلوح حتي تتسع دائرة الاتهامات وتصبح الملاحقة تتمدد علي اصعدة متباينة ..فينجو ولو الي حين الجاني الحقيقي...
المتتبع لآلة النظام الامنية ..وطرق تفكيرها في انتاج البدائل بما يتماشى مع جملة المتغيرات التي احدثتها الساحة السياسية بكل تأثيراتها المحلية والاقليمية والدولية..يخلص الي حقيقة مفادها ان السلطة مآلاتها ودوافع فنائها أو بقائها يرتكز بشكل اساسي علي هيمنة الجهاز القمعي لها ..ولكن في ظل التحولات اللاحقة يصبح جهاز الامن قاصرا عن اداء دوره القمعي التقليدي لما يعتوره من تشطي وانفلات لضبط أعضائه من الاختراق وتسرب معلومات خارج دائرته ومع ازدياد جرعة المراقبة اللصيقة من قبل المجتمع الدولي الذي يلوح بمحاكم لاهاي لكل من ثبت عليه تجاوزات في حق مواطنيه او انتهاكات انسانية الامر الذي جعل السلطة تبحث عن بدائل تحافظ بها علي هذه الركيزة فمنذ زمن بعيد والسلطة الامنية تحاول ان تطور طرائقها للردع والتخويف " أضرب الذئب ينخلع قلب الاسد في عرينه" ..واحدة من منتوجات هذا الجهاز القمعي هو تكوين مجموعة من العناصر الامنية تعمل في الخفاء علي اساس انها منظمة متطرفة ..ترصد الاجواء العامة وتضرب ضربتها بعيدا عن الرقابة القانونية ..ومن ثم تخلق جسرا زرقاويا ..موازيا يشكله الجو العام لنزعة التطرف وزيادة الشرارة التوليدية في نواتها تمهيدا للظرف القادم وللوضع الراهن ..خاصة وسندان القرار 1706 القاضي بتدخل القوات الاممية واستخدام القوة اذا ما لزم الامر، ومطرقة الاعلام والتنازع بين منظمات واحزاب المعارضة ومواقفها مابين مؤيد ورافض للتدخل الدولي في السودان ...الذي يجعل مثل هذه الرسالة الزرقاوية تلبي اغراض ذات مدي بعيد ..كأنها تحاول أن تقول "هاهنا عراق أخرى ياهؤلاء" ..هذا من جانب ومن الجانب الآخر هو ان هذا النظام هو من وفر مناخا لمثل هذه الظاهرة برعايته لعناصر الارهاب ودعمها محليا وعالميا ...وتوفير بساطا ناعما تتحرك فيه حافية بدون اشواك تعترض ذلك ليبقى المشهد العام يشوبه الغموض المكثف وتتخطفه بوادر للموت المجاني الرخيص ولاتفه الاسباب ..تلك التي سوف تندرج تحتها قائمة طويلة من الاجندة الذاتية ومن اثارة الرعب حول ابسط المظاهر العادية فليس غريبا بعد ذلك ان تري فتاة مذبوحة لانها لم تضع وشاحا فوق راسها ..أو لعاشقين يرتبان مسالة مستقبلية جمعتهما الصدفة تحت عدسة متطرفة أودت بحياتهم وهكذا دواليك ..
|
|
|
|
|
|