دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !!
|
صحيفة الرأى العام عدد الجمعة الموافق 13 يوليو 2007م موقع الكاتب www.alfatihgabra.com
إستيقظت البلاد فى صباح يوم عادى .. أخذ المسئولون يجهزون أنفسهم للذهاب إلى مكاتبهم .. دخل الاطفال إلى حمامات (الجاكوزى) ذات الأرضيات (السيراميك) اللامعه العبقة بمعطرات الجو بينما قام الطاهى بتجهيز (الشاى بالحليب) والبسكويتات الفاخرة .. فى ذات الوقت الذى كان فيه السائق يقوم بتلميع (الدبل كاب) موديل 2007 التى سوف تتجه إلى المدارس الخاصة من أجل توزيع الأطفال بعد أن دست المدام فى يد كل واحد منهم ورقه (بنفسجية) مصروف اليوم .
يندمج المسئول (س) فى (عشرة ونسه) مع (المدام) وهو يحتسى (قهوة الصباح) بينما يطالع (جرائد اليوم) ثم لا يلبس عند التاسعه أن يهب واقفا خارجا عبر باب صالون المنزل الوثير حاملا حقيبه اليد السامسونايت التى يأخذها عنه السائق الذى كان ينتظر قدومه .. تنطلق (الكامرى البيضاء) المظلله نحو (الوزارة) ... الشوارع خالية تماما من أى مارة .. سوى بعض العربات (الحكومية) التى تسير هنا وهناك .. يخاطب المسئول (س) سائقه متسائلاً : - فى شنو يا (عبدالغنى) ؟ - مافى حاجه سعادتك - لا يعنى ما شايف ناس ماشيين فى الشارع ذى كل يوم ؟ - فعلا سعادتك فى حاجه غريبه بتحصل يمسك سعادته بهاتفه الجوال ويتصل بصديقه المسئول الآخر : - صباح الخير - (فى هلع) : خير شنو وبتاع شنو يا (س) إنت ما عارف الحصل؟ - (فى ترقب وخوف) : أنا هسع ضربت ليك عشان أسألك الحاصل شنو؟ - أنا ماشى الوزارة هسع لقيت الشوارع فاضيه زول ما فيها - ما أنا ذاتى هسع لاحظت نفس الشئ .. حاصل شنو؟ - أنا لمن لقيت الموضوع كده قلبى أكلنى قلت أفتح الإذاعه - ولقيتا شغاله؟ - لا ما شغاله !! بعد أن قام المسئول (س) بمهاتفة المسئول (الآخر) إنهالت التلفونات بين المسئولين فى ذلك الصباح الخريفى الزاهى .. إنهالت تلفونات المسئولين فى الولايات المختلفه بعضهم البعض .. إنهالت تلفونات المسئولين فى (المركز) بجميع الولايات والعكس ... الجميع متفقون أن هنالك شيئاً ما يحدث لكن لا أحد يعرف ذلك الشئ مما جعل الخوف والشك والريبه تتسلل إلى النفوس.. بعض المسئولين عادوا إلى منازلهم بينما البعض الآخر آثر أن يقوم بإستقصاء ما يحدث .
لم تتجاوز عقارب الساعه العاشة صباحا حتى إنطلقت (الدوريات) تمشط (المدن) والأحياء فى كافة الولايات المختلفه لمعرفة ما يحدث .. كل منازل المواطنين ما عدا المنازل (الحكومية) و(المواليه) خاليه ... كل الأسواق والمحال التجارية (مغلقه) .. كل المدارس والجامعات لم يحضر فيها إلا أبناء (المسئولين والموالين) حتى المعلمين حضر منهم من عرف بموالاته (للحكومة) !!! - نعم لقد إختفى الشعب (الفضل) قالها المسئول الكبير فى الإجتماع الطارئ الذى تم لمناقشة الأمر والذى حضره كافة المسئولين والله حكايه عجيبة ؟ الشعب ده مشى وين؟ - يمشى محل ما يمشي والله ريحونا من فلقت الدماغ - والله كلامك صاح مشوا ذاتو فى وكت كويس .. كل يوم يومين مظاهرة وكل يوم والتانى إعتصام .. عملو لينا جن فى راسنا المسئول الكبير الذى يدير الإجتماع يدق طاولة الإجتماعات بيده علامة أن أنصتوا : - شوفو يا جماعه (وهو يقلب بعض التقارير) الوضع دلوقت كالآتى : (الشعب إختفى) تماما ... ما فضل إلا الناس الشغالين فى (الحكومة) والناس (الموالين) للنظام وشوية (الأجانب) الكانو موجودين ... يعنى بالعربى كده (شعب مافى) !! - يعنى أنحنا نحكم منو؟ - دى المشكلة ال ح تواجهنا ؟ - يعنى كيف نكون نحنا حكومة بدون شعب؟ - أنا عندى يا سعادتك فكرة ... طيب ما ندى (الأجانب) القاعدين معانا ديل الجنسية ونحكمهم؟ - دى فكرة ما عمليه لعدة أسباب أولها إنو ديل ناس جايين فترات قصيرة وعاوزين يرجعو بلادهم السبب التانى هم ذاتهم ما كتار .. يعنى (الحكومة) فيها 4 مليون (مسئول) معقوله تحكم ليها (مليون زول) !!! - والحل شنو يا سعادتك؟ - أنا لو عارف الحل كان جبتكم ؟ أنا عاوزكم تفكرو معاى نعمل فى المشكله دى شنو؟ - والله شوف يا سعادتك دى لا مشكله لا حاجه أنحنا ما صدقنا أنو (الشعب الفضل) ده يروح فى ستين داهية ويختفى لأنو ذى ما قال أخواننا إنو (الشعب الفضل) ده كان جات (الإنتخابات) الله يعلم بعد الشافو مننا ده يدينا صوتو عشان كده أحسن ألإختفو وريحونا - كلامك ده عارفنو نحنا بنسال عن الحل شنو؟ - أيوااا .. الحل سعادتك إنو (نأجر لينا شعب) !! والشعوب الما عندها (وطن) على قفا من يشيل والحركات المسلحة البتناضل عشان ما تلاقى ليها (وطن) ماليه العالم بدل ما تتعب وتناضل وتموت أحسن ليها تجى هنا نحكمها والسلام هى كمان لاقيه ليها (وطن) قدر ده!! هنا يطلب (المسئول عن الهيئة العليا لشئون الجبايات) الفرصة للحديث :- يا جماعه شوفو تأجرو ليكم شعب .. تجيبوهو ساكت .. تستوردوهو .. المهم يكون فى ناس بتدفع (جبايات) هسع (الجماعه ديل زاغو) نشيل جبايات من منو؟ الربط بتاعنا ما خلصناهو !! - والله ديل فعلا (شعب) ما عندهم دم يمشو قبل (الربط) المحدد بتاعنا ما ينتهى كيف؟ - المهم يا جماعه أنا كلمتكم عاوز ليا ناس تكمل ليا الربط بتاعنا !!
المسئول الذى يقوم بإدارة الإجتماع يعطى الفرصة للمسئول ( الجنو إستثمار) : - أول حاجه يا جماعه خلونى أولا أبارك ليكم وأبارك لى نفسى (إختفاء الشعب الفضل) وأحسب أن فى ذلك خير وإستثماراً كثيرا – يبتسم – ثم يواصل : أنا يا جماعه بفتكر إنو المليون ميل مربع دى نعملا كلها (شقق مفروشه) وحدائق و(منتجعات) ونقوم نأجرها ونمسك المقدم نستثمرو بره ... وما تنسو كمان ح نشيل منهم قروش على الخدمات .. يعنى نجيب ليهم (باصات) ومواصلات ونأكلهم (لحم وفراخ) من مزارعنا ونطلع منهم بى قرش قرشين (حلوين) !!
فرصة الحديث الآن للمسئول (عن الصحة والدواء) : - والله بى أمانه يا سعادتك الشعب ده بالغ !! هسع عندنا ستة أنواع ( أدويه فاسده) تانى غير (السودوفان) مالين بيها (المخازن) نوديها وين؟؟ هسع يقوم يجينا شعب (ناقش) وتفتيحه (بدلهم) تقوم تموت لينا الأدويه دى فى إيدنا ساكت ! وبعدين (الشعب) ده (يزوغ) ويختفى كيفن قبل ما يشترى مننا (مصل السحائى) أبو تلاتين الف جنيه ده ؟ نوديهو وين؟ المسئول الذى يقوم بإدارة الإجتماع يعطى الفرصة للمسئول (عن المجارى): - والله يا جماعه الله شافنا سااااكت .. مع المطر الجانا وبرجل لينا الدنيا وهدم البيوت وخلى الناس فى الخلا ده كان قيامتنا قامت .. أى زول يقول ليك إنتو ما عارفين الخريف جاى ما عملتو المجارى والسدود ليه؟ الجرايد ما عندها شغلة غير المطر والشوارع والمجارى والسدود والناس ديك (غرقو ) والناس ديك (البيوت) وقعت فى راسهم والولايه ديك (السيول) دمرتها و(المحافظة) ديك الموية (ماصتا )!! كل ما يجى خريف نحنا (نتشمر) ونخوض مع الأهالى فى (المويه الوسخانه) ونجيب ناس (التلفزيون) يصورو فينا .. أها كده نحنا إرتحنا من الحاجات دى وأقول ليكم قوله : كان ما جبتو لينا (شعب) تانى وخليتونا ساااكت نكون ذاتو إرتحنا من كل (خريف) عاملين لينا (لجنه) لدرء الكوارث من الخريف القاعد كل سنه يفاجئنا ده !!
يأتى الدور فى الحديث للمسئول (عن الكهرباء): والله يا جماعه أنا سعيد بى شكل من إختفاء (الشعب الفضل ده) .. لينا عشرين سنه نخدر فيهم ونقول ليهم السنه الجاية الكهرباء ما ح تقطع والإمداد ح يكون مستقر بس إستحملونا السنه دى .. وتجى السنه الجايه والكهرباء تقطع والناس تتذمر ويقعدو يذكرو فينا يقولو لينا إنتو السنه الفاتت ما قلتو دى آخر سنه والأمداد ح يستقر نقوم نقول ليهم السنه الجاية الكهرباء ما ح تقطع والإمداد ح يكون مستقر بس إستحملونا السنه دى .. وتجى السنه الجايه والكهربا تقطع والناس تتذمر نقوم نقول ليهم السنه الجاية الكهرباء ما ح تقطع والإمداد ح يكون مستقر بس إستحملونا السنه دى .. وتجى السنه الجايه والكهرباء تقطع والناس تتذمر ويقعدو يذكرو فينا يقولو لينا إنتو السنه الفاتت ما قلتو دى آخر سنه والأمداد ح يستقر نقوم نقول ليهم السنه الجاية الكهرباء ما ح تقطع والإمداد ح يكون مستقر بس إستحملونا السنه دى .. أها هسع إسترحنا من وشهم خلاص ومن (التخدير) ومن (التبرير) الكهرباء الموجوده هسع دى الحمدلله تكفينا نحن ناس (الحكومة) والموالين لينا ولا ح يكون فى قطع لا يحزنون .. !!
المسئول الذى يقوم بإدارة الإجتماع يخاطب المجتمعين : - يا جماعه أنا عاوز أعطى الدور لكل مسئول منكم عشان يورينا آثار هذا الإختفاء على وزارتو أو الحته المسئول منها - يلتفت نحو ( المسئول الممسك بملف القوات الدولية) معطيا أياه الفرصة :- والله يا جماعه لو فى مسئول واحد مبسوط من (إختفاء الشعب الفضل) ده أكون أنا ...لأنو خلاص مافى أى مصوغ قانونى لوجود هذه القوات الدوليه بعد ده ... كل (الشعب) الفى المعسكرات (إختفى) وكل الناس الوقعو على الإتفاقيات والما وقعو (إختفو) بس فضل (الجنجويد) وديل ناسنا – مواصلاً – أهها تانى (الهجين) ديل عندهم حاجه تقعدهم هنا ؟ - أها ويعنى ح تتصرفو كيف؟ - يتطلبو الله ويرجعوا محل ما جو و(قسمنا) فى محلو !!! ولو فى ناس منهم عاوزين يقعدو ويأجرو سااكت على قول زميلنا بتاع الإستثمار كمان ما بطال برضو (دولارات) وكده !!
المسئول (الممسك بملف المشروع الحضارى) يطلب فرصه للحديث : بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على أشلرف المرسلين وبعد إخوتى فإنى أحسب أن هذه عظة وعبرة لهذا (الشعب الفضل) الذى لم نجد منه أى مساعدة فى إقامة (مشروعنا الحضارى) الذى نحلم به .. إن الله سبحانه وتعالى إخوتى قد أراد لهؤلاء أن نستبدل بهم قوماً آخرين يعينوننا فى تحقيق ما لم نستطع تحقيقه من إشاعة الفضيلة ونبذ الرذيله وإعلاء قيم العدل والإحسان وطهارة (اليد واللسان) !! إن إختفاء هذا الشعب الفضل إخوتى لهو خير محض لعل الله سبحانه وتعال يستبدلهم لنا بخير منهم والخير فيما إختاره الله !!
يأتى الدور فى الحديث للمسئول للمسئول (الممسك بالملف الأمنى): والله إنى لاسعد مسئول فى هؤلاء المجتمعون جميعا ً .. فهذا الشعب الفضل قد (غلبًنا) وجعلنا فى حاله إنتباه دائم .. نزيد (السكر) إيدنا فى (قلبنا) نزيد (البنزين) إيدنا فى (قلبنا) وهسع لو ما إختفى ما كنا عارفين نعمل معاهو شنو بعد الزياده بتاعت الرغيف الكنا ح نعملا فى اليمين الجايات ديل .. شعب ( البنبان) ما نفع فيهو؟ الضرب ما نفع فيهو؟ كل يوم والتانى مظاهرة وكل يوم والتانى مسيرة وكل يوم والتانى إعتصام ... أحسن حاجه إنو (إختفى) لأنو روحنا (طلعت) من (الحركات) البيعمل فيها دى !!
المسئول الذى يقوم بإدارة الإجتماع يعطى الفرصة للمسئول (الممسك بملف الإنتخابات):الأخوة المسئولون .. والله أنا أسعد زول فيكم كلكم .. والله أنا كنت شايل هم عديييييل كده من الإنتخابات القربت دى لأنو مهما نعمل ح يجو يقولوا ليك (زورتوها) وغيرتوها وبدلتوها وشنو ما بعرف داك .. يعنى لو (زورنا) لينا إن شاء الله 10% ح يجو يقولو (زورتوها) كلها .. وكان ده ما حصل تقوم الأحزاب بتاعتهم كلها تتحالف ضدنا ونمشى (الخور) .. يعنى فى كل الأحوال كانو ح يعملو لينا (جهجهه) ما حصلت عشان كده أنا بفتكر ربنا حلانا منهم فى الوكت المناسب وممكن عشان نورى العالم (الشورى والديمقراطية) بتاعتنا (الإنتخابات) تقوم فى مواعيدها ونمشى كلنا (نصوت) ونفوز وكان الله يحب المحسنين !!!
المسئول الذى يقوم بإدارة الإجتماع يخاطب المجتمعين : - يا جماعه ذى ما قلت ليكم أنا عاوز أعطى الدور لكل مسئول منكم عشان يورينا آثار هذا الإختفاء على وزارتو أو الحته المسئول منها - يلتفت نحو ( المسئول عن الصحف) معطيا أياه الفرصة : - يا جماعه سعادت شنو البتتكلمو عليها والله أنا أسعد زول إنتو ما شفتو القاعده تكتبو الصحف ده والتعب والمجهود القاعدين نقوم بيهو عشان ما تطلع حاجه كده وإلا كده !! عندهم جن بس إسمو (فساد المسئولين) كل يوم يطلعو ليك بى حاجه جديده .. مرة المسئول داك عندو (بيزنس) ومره المسئول داك عندو(كم عمارة) ومرة المسئول داك (مرتو) شغاله (ترخيص) فى الحاجات ديك ومرة المسئول داك قبض شنو ما بعرفو داك .. والمشكله الواقعين نحنا فيها إنو نحنا مستندين لينا على ماده فى القانون بتاعت (مطاعم وصحت بيئة) يعنى لو ودوها (المحكمة الدستوريه) ح تفيد ببطلانها .. أها تانى نقفلا ليهم بى ياتو ماده ؟ عشان كده يا جماعه والله أنا أسعد زول بإختفاء (الشعب الفضل) ده وإن شاء الله تانى ما (يقلع) كلو كلو !!
يأتى الدور فى الحديث للمسئول (الممسك بملف المفاوضات مع الحركات المسلحة) : الناس القاعده دى قالت كلها إنها سعيده بإختفاء الشعب الفضل وما عارفين السعيد منو؟ يا جماعه والله المفاوضات دى هدت حيلنا .. كل يوم والتانى نحنا نفاوض .. يوم حركة النمور الشرسه ويوم حركة الفهود المفترسه ويوم حركة الذئاب الجائعه ويوم حركت الشنو ما بعرفو داك !! بس ننتهى من مفاوضات ديل إلا نلقى (ديل) رفعو السلاح .. ننتهى من مفاوضت (الثعالب المتحده) ونوقع معاهم إتفاق يقوم يطلع منهم (فصيل) يرفض يوقع معانا .. طيب إنتو منو؟ يقولو ليك نحنا (الثعالب المنتحرة) !!! معقوله بس يا جماعه نتفاوض لينا مع خمسه وتلاتين (حركه) كل (حركه) فيها (عشرين فصيل) وكل فصيل فيهو (خمسطاشر ) قائد !!! والله نحنا حيلنا ذاتو (مات) من (التفاوض والسهر) عشان كده أنا بفتكر ربنا ريحنا من (العذاب) ده !! والله أنا من كترت قعاد (المفاوضات) الكتيرة دى لامن جاتنى (بواسير) !!
المسئول الذى يقوم بإدارة الإجتماع يعطى الفرصة للمسئول (عن الشباب والرياضه): كل الناس الإتكلمو قبلى كانو سعيدين بإختفاء هذا (الشعب الفضل) إلا أنا .. نعم يا إخوتى فأنا حزين حزين حزين .. يعنى يا جماعه من سنت 1970 أنحنا ما وصلنا (نهائى) هسع لمن (المريخ والهلال) خلاص قربو يصلو نهائى يقوم (الشعب) يزوغ ؟ اللعيبة والمدربين والإداريين والجمهور ديل كلهم ما من الشعب أها نجيبهم كيف؟ مكتوب علينا إنو ما نحرز أى (كاسات) – يبكى - مك مك مك توب توب توب علينا إنو ما نحرز أى كا كا كا كاس كاس كاس آت آت آت
يقوم المسئول المكلف بإدارة الإجتماع بإعطاء (مسئول الرياضه ) منديل ورق ليمسح به دموعه التى إنهمرت ويداعبه قائلاً : - كاسات شنو؟ ما صفيح ساااكت إنت قايلا كاسات (إنجاز) !! هسع نجيب ليك (شعب ) غير الشعب (الكحيان ده) يشيل ليك (كاس العالم) ظاااتو !!
- الفرصه دلوقت عن أخونا المسئول عن ملف (الخصخصة) : المسئول عن (ملف الخصخصة) يصلح من (ملفحته) ويعدل (عمتو) ثم يمسح (لحيته) : أنا بفتكر يا جماعة إنو (الجماعه) ديل ريحونا راحة ما بعدها راحه من الإختفاء بتاعهم ده ...بعد ده ممكن الواحد (يخصخص) العاوز يخصخصو و(يبيع) الداير يبيعو وما فى زول يقول ليهو تلت التلاته كم ... بالله شفتو يا جماعه لمن بعنا هسع (سودانير) دى الناس دى قامت فينا كيف؟ والله الناس ديل عذبونا جنس عذاب وجنس أسئله ؟ (الفيحاء) دى بتاعت منو؟ والبقول ليك تأسست بتاريخ ( 19 فبراير 2006 م) والبقول ليك ما عندها وجود في عالم الطيران ، وما عندها خبرة سابقة في دنيا النقل .. ديل شدت ما شديدين ومفتحين عرفو إنو (الشركة) دى أصحابها قيادات نافذة بالدولة والحزب الحاكم وجابوهم فى الجرائد (بالإسم).. عليكم أمان الله (الشعب) ده قدر ما حاولنا (ندس) منو ما قدرنا .. أها ما أخير لينا (يمشى) ويغور بدل يقيف لينا (شوكت حوت) كده ؟ عشان نخصص العاوزين (نخصخصو) ونبيع الدايرين نبيعو لا اسئله لا (زرزره لا يحزنون) وأقول ليكم قوله .. أنا بفتكر دى فرصه طالما (الشعب ده مافى) إنو نطلع لينا للبلد دى شهاده بحث (ملك حر) ونخلص عشان كان الشعب ده (رجع تانى) ما يكون عندو عندنا حاجه !!!
ما أن يتم المسئول عن (ملف الخصخصة) حديثه حتى يستمع الجميع إلى جلبة وأصوات خارج قاعة الإجتماعات تقترب شيئاً فشيئاً ثم يدخل إلى قاعة الإجتماعات عدد من الأشخاص الذين يرتدون (الجلاليب) البيضاء الناصعه والشالات والملافح ومراكيب (النمر) الما خمج حيث يقومون بالجلوس على ما تبقى من (كرسى) فاضية فى قاعة الإجتماعات .. لا يلبث المسئول الذى يدير الإجتماع أن يتعرف عليهم : - إنتو مش نواب (الشعب) ؟ - أيوه سعادتك - طيب ما إختفيتو معاهو ليه؟ - (شعب) شنو يا سعادتك وإختفاء شنو؟ إنتو ما عارفين إنو نحنا نواب شعب (إسم سااااكت) .. هسع يا سعادتك حصل شفتونا وقفنا لينا مع قرار فى مصلحة (الشعب الفضل) الإختفى ده ؟ وإلا حصل حاسبنا لينا مسئول ؟ وإلا حصل إستجوبنا لينا وزير لمن كشفنا (غلطو) .. معقول يا سعادتك أكان نحن (مع الشعب) هسع 18 سنه يكون فى زول فى (الحكومة) دى ما غلط (ليهو غلطه) عشان نحاسبو !! - (المسئول فى إستغراب) : يعنى هسع إنتو (شعب) وإلا (حكومة) ؟ يعنى نعتبركم مع منو؟ - والله أنحنا ممكن تقول (موالين) للحكومة وكده أصلو لو أنحنا كان من (الشعب الفضل) كان (إختفينا) معاهم !! - وإنتو طيب رايكم فى (إختفاء الشعب) ده شنو؟ - والله يا سعادتك خليهم (يغورو) فى ستين داهيه عشان مما نطالب بى (زيادت مخصصاتنا) قاعدين ينطو لينا فى (حلقنا) !!
المسئول (ك) الى يقوم بإدارة الإجتماعات يستعدل فى جلسته ثم يخاطب المجتمعين : - يا جماعه كلامكم ده كلو كان عن أثر إختفاء (الشعب الفضل) على (مسئولياتكم) يعنى الحتت الإنتو مسئولين منها لكن ما وريتونا أنحنا هسع نعمل شنو؟ نفتش على (الشعب الفضل)الإختفى فى ظروف غامضه ده ؟ وإلا نعمل نائمين ونشوف لينا شعب (غيرو) ؟ وكان عاوزين شعب غيرو نجيبو كيف؟ وبعدين فى حاجه مهمة جداً إنتو ما إتطرقتو ليها بكرة (مجلس الأمن) والأمم المتحده ح يرسلو لينا مندوب وراء التانى وح يسألونا وديتو (الشعب الفضل) ده وين؟ نقول ليهم شنو؟ يقومو بعد مواد (الإباده الجماعية) و(جرائم الحرب) الفتحوها لينا لا إيدنا لا كراعنا دى يفتحو لينا تانى (خيانت أمانه) !! وبعدين نسيت أقول ليكم حاجه ... (هنا يفتح باب القاعه بطريقه عنيفه وتدخل مليشيا مسلحه فى كامل عتادها الميدانى لتأخذ أماكنها الإستراتيجية فى القاعه وهى تطلق النار فى الهواء) - إنتو يا (سعادتو) تعملو إجتماعات (براكم) نسيتو إنتو معاكم شريك فى (حكومة) ده .. أحدى الطلقات تضل طريقها لتصيب المسئول (س) الذى يهب من نومه مذعورا ً وهو يتمتم : - اللهم أجعلو خير .. اللهم أجعلو خير !! بينما زوجته تخاطبه : - إنت الليله يا سعادتو ما ماشى الشغل؟؟ (عبدالغنى) السواق ده ما منتظرك من قبيل !!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
ود جبرة
يقال أن شعب جمهورية (متغوريا) تجمع و احتشد حول قصر الريس (رئيس جمهورية متغوريا) عندما سمع
بمرضه و احتضاره، و داخل اقصر كان الريس يغيب عن الوعي في سكرات الموت الأخيرة فإذا برئيس ديوانه
يحاول إفاقته قائلا له : "قوم يا ريس .. شوف الناس .. الشعب جاي يودعك"، فانتفض الريس صارخا .. :
يودعني؟ يودعني .. ليه .. هو الشعب رايح فين".
الشعب خارج القصر كان يهتف لبلده .. متغوريا .. متغوريا .. ما .. تغور ... يا ..
عن رواية "عمارة يعقوبيان" للكاتب علاء الأسواني عن شعب "جمهورية متغوريا
بالله سمَي لينا جمهورية نمشي (نغور) فيها
ونخليهم يملو شبكتهم الماعاوزة تتملى إلا بالطلاقات دي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الشعب الفضل ده مرق مدبي ولا طلعوا عديل نص النهار والشمس مولعة وياربي معاهم زوادة ولامرقوا ساكت اباطم والنجم ده شعب غريب وعجيب مالو الناقصو شنو عشان امرق ديل اكتر شعب بعاني وعندهم قلق وخوف بولد في داخلهم جمرة الإبداع شوفوا بقى في كم فنان وكم شاعر وكم مجنون الناقصهم شنوكل عناصر النجاح والتألق مالكينها من جوع وفلس وحالة توصلك الى الإبتكار طرق عيشه جديدة شنو البخليهم اختفوا شعب جاحد وناكر للجميل مسؤول الثقافة والإبداع والتراث والأداب والفنون التقليديةوالاتقليدية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: ريهان الريح الشاذلي)
|
السؤال المهم يا جماعه مش الشعب اختفى ليه ومتين السؤال الشعب ده اختفى كيف ؟؟! ، وانا اعتقد انهم استخدمو واحد من المنتجات الكثيره البتدخل البلد بدون رقيب و لا حسيب بس اهم شيء تكون مدفوعه ضرائب و زكاة و عوائد و كده من اجل العدل والوفره .. حس لو الشعب ده استخدم طاقيه الاخفاء مثلا من القماش العجيب الجبناه من جمهوريه النيص و النياصه الشعبيه يكونو استمتعو باهم واجمل انجازاتنا و هو السوق المفتوح تماما المحتكر وعليك الله شكرا ما قالوها ما دي عادتهم، يجب عمل ثلاث لجان تتوالى احدهم اثبات استخدام قماش لعمل طاقيه الاخفاء وابراز ان سعر القماش في متناول الجميع اللجنه الثانيه تراقب عمل اللجنه الاولى و الثالثه تراقبهم الاثنين و نطلب لها مخصصات اكبر لصعوبه المهمه.وكـــده.. المسئول الناقش ملف التعامل المفتوح تماما المحتكر مع سياده دوله النيص و النياصه الشعبيه العنصريه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: شهاب الفاتح عثمان)
|
مداخله توضحيه في منتهى الاهميه انتو الشعب الجاحد ده يستعمل قماش الجماعه ديل في طواقي الاخفى وكلو يوم كان مطلعين فيها اشاعات ...حسه المويه في البلد في اكتر منها ما جاريه ســـي يجيو كل شويه يقولو الجماعه ديل سارقين نصيب من المويه اكتر من حجم الاتفاقيه وكده ده ماظلم،،،، تاني شعب لون الشيطان حقهم اسود اه نعمليهم شنو ناس قدر ديل حرين اهه نقول عنصريه ونقوليهم غيرو احمر ولا شنو، تنويهه اقبل رئاسه اللجنه التالته المراقبه اذا راى مجلسكم الموقر ذلك وهذا لضمان جوده ونوعيه المراقبه..
المسئول الناقش ملف التعامل المفتوح تماما المحتكر مع سياده دوله النيص و النياصه الشعبيه العنصريه. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
Quote: - نعم لقد إختفى الشعب (الفضل) |
والله نفسي اتقطع وانا اتابع مسئول شنو ومسئول شنو يعني دييل كلهم فضلو وتقوللي اختفي؟؟ الاختفو دييل كانو لاقيين ليهم بكان وسط الفضلو دييل كيف ؟ اقولك " احسنلهم الاختفو؟؟ المطرة والناموس كان قرضم اليوميين دييل ؟ " ياساتر ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
العزيز الحبيب فاروق :
Quote: بالـ agoraphobia و وهو رهاب الأماكن المفتوحة خوفامن مضاعفات عذاب الجبايات والاعتقال وذلك تجنبا لعذابات رهاب الـclaustrophobia "الأماكن الضيقة" جدا |
والله الشعب ده بقى يخاف من ضلو من الحصل ليهو يعنى بقى (حوار) للطريقه (الرهابيه) !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
الفاتح..خالص التحايا اليوم عطله او جزء منو فلذا قضيت وقتا اكثر اونلاين ..المهم انو فضلت اروح واجي الي ديوان الفاتح دة واحاول اتخيل (لاني بعدت كتير وكبرت كمان )الحاصل ..الفاتح مصوراتي البعد الرابع يعني ما كتابة بس في بعدين ولا رسم في ثلاث ابعاد ولكن دييل ومعاهم بعد زمني اي استقراء للمستقبل و ما بقصد تنبواءت ولا شغل هوريسكوب لكن استنباط من واقع بدراية وباسلوب ربما يبدو كاريكاتيريا لكنه شديد الواقعية ...مصائب وكوارث ومشاكل بلادنا تحتاج لمثل هذا تناول لتقريب حجم المشكل المهول الي شئ تستوعبه عقولنا ...
شكرا الفاتح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
العزيزة أم وضاح شكرا على مرورك الجميل ...
Quote: ليه ما حاولت تنضم لهذا الصرح ليستفيد منك قسم الدراما |
الدراما مرآة الأمة وهى فى واحده منأشكالها أداة توثيقية تصور حياة الناس فى مرحلة من المراحل .. ما يسمح به فى الدراما المرئية الآن لا يخلو من تشويه للواقع (مشهد لممثلة فى المطبخ تقوم بإعداد الأكل وهى فى كامل هندامها !!) يعنى دى يا أم وضاح إلا تكون بتسوى فى (طبق اليوم) لكنو ما ممكن تكون أبداً قاعده نعمل الأكل جوه بيتها !!! وعلى ذلك يمكنك مواصلة القياس الذى يفقد العمل الفنى واقعيته !!
شكرا على السؤال و(العشم) الف شكر!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
الاخ الفاتح .. بعد عدد من المرات .. لمحاولات استكمال النص ( المحاولات تفشل نسبة للدوموع التى تملأ العيون) و تمنعنا الاستمرار .. اول مرة نشوف روحنا عاوزين شنو ..و نبقى كيف .. و شكرا لقلمك .. الذى أعاد لنا الثقة .. فى ابداع اهلنا المغلوب على أمرهم ..
Quote: قالها المسئول الكبير فى الإجتماع الطارئ الذى تم لمناقشة الأمر والذى حضره كافة المسئولين والله حكايه عجيبة ؟ الشعب ده مشى وين؟ - يمشى محل ما يمشي والله ريحونا من فلقت الدماغ - والله كلامك صاح مشوا ذاتو فى وكت كويس .. كل يوم يومين مظاهرة وكل يوم والتانى إعتصام .. عملو لينا جن فى راسنا المسئول الكبير الذى يدير الإجتماع يدق طاولة الإجتماعات بيده علامة أن أنصتوا : - شوفو يا جماعه (وهو يقلب بعض التقارير) الوضع دلوقت كالآتى : (الشعب إختفى) تماما ... ما فضل إلا الناس الشغالين فى (الحكومة) والناس (الموالين) للنظام وشوية (الأجانب) الكانو موجودين ... يعنى بالعربى كده (شعب مافى) !! |
Quote: - الفرصه دلوقت عن أخونا المسئول عن ملف (الخصخصة) : المسئول عن (ملف الخصخصة) يصلح من (ملفحته) ويعدل (عمتو) ثم يمسح (لحيته) : أنا بفتكر يا جماعة إنو (الجماعه) ديل ريحونا راحة ما بعدها راحه من الإختفاء بتاعهم ده ...بعد ده ممكن الواحد (يخصخص) العاوز يخصخصو و(يبيع) الداير يبيعو وما فى زول يقول ليهو تلت التلاته كم ... بالله شفتو يا جماعه لمن بعنا هسع (سودانير) دى الناس دى قامت فينا كيف؟ والله الناس ديل عذبونا جنس عذاب وجنس أسئله ؟ (الفيحاء) دى بتاعت منو؟ والبقول ليك تأسست بتاريخ ( 19 فبراير 2006 م) والبقول ليك ما عندها وجود في عالم الطيران ، وما عندها خبرة سابقة في دنيا النقل .. ديل شدت ما شديدين ومفتحين عرفو إنو (الشركة) دى أصحابها قيادات نافذة بالدولة والحزب الحاكم وجابوهم فى الجرائد (بالإسم).. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســــيناريوهات : إختفاء الشعب الفضل !! (Re: اسعد الريفى)
|
تداعيات ــــــــــ يحيي فضل الله ـــــــــــــ متـاهة ــــــــــــــ تعقدت الأمور أصبح عاليها سافلها - ما عادت الأشياء هي الأشياء، هربت الأسماء من معانيها ، اختلطت المعاني تاركة مسمياتها . كان الزمان وقتها لا يعني شيئا، لم يعد الناس يفهمون شيئا ، تزيفت المفاهيم ، اختلطت الأقاويل اصبح الظرف خانقا ، لم يعد محتملا .
أصبحت نظرات الناس فارغة ، خطواتهم على الشوارع كبيرة تمضي دون أثر واختفى واقع الأقدام على الدروب النائية البعيدة ، لم تعد تسمع أصواتهم ، غابت تلك الصيحات الحميمة التي تسمع في الأفراح والاتراح ، ضاعت الهمسات في بحر من الصمت المتعمد ، يقال إن آخر همسة سمعت كانت منذ زمن ليس بقريب ، كأن الناس لا يعرفون بعضهم البعض ، انتهت الإشارات والتحايا . واصبحوا يتحركون بالية رخوة ومجوفة ، كل في عزلته ، حتى الأطفال كفوا عن اللعب واختفت ضحكاتهم وصرخاتهم الحبيبة من المنازل والشوارع ،اصبحوا هامدين بلا أي معاني من طفولة . لم يبق سوى الفراغ - الشوارع فارغة من الناس ، كان ذلك بعد صمت طويل ، اختفت التجمعات من الأسواق والشوارع والمطاعم والمقاهي ودور السينما والمسارح ودور الرياضة - حتى البصات والحافلات ، المدارس والجامعات فقدت تلاميذها وطلابها ، جمود في كل مكان ، لم يعرف السبب وراء ذلك ولكن بعض التقارير تشير إلى هذه الحالة باعتبارها حالة شاذة لا يمكن تفسيرها وتحاول بعض التبريرات أن تضع أصابعها على السبب في حدوث ذلك . خانقة كانت الحياة ، ضغوط المعيشة تزداد يوما بعد يوم - اختفت الضحكات والابتسامات ، اصبح الفرح غاليا ، اختفى الود بين الازدواج ، لم يعد للحب طاقة تحسها لدى العشاق ، الأناشيد والأغاني الهابطة ، زحمة صفوف المواد التموينية ، الازدياد الهائل في عدد التجار ، طعم اللاجدوي اليومي اللهث والجري خلف المواصلات ، صعوبة العثور على الدواء ، الإعلانات المنتشرة المضخمة ، اللهث الدائري وراء لقمة العيش ، مكائد تدبر كل يوم، ازدحام مكاتب الجوازات والهجرة ، سخف في كل مكان - الكل يحاول الهروب . في البداية أخذ الصمت موضعه بين الناس - لا أحد يتحدث إلي أحد ، لا أحد ينظر إلي أحد و كأن ذلك قد تم باتفاق ، لم ينتبه الحكام لهذا الصمت ، بل بدأت الراحة والدعة عليهم، حيث لا احتجاجات ولا مظاهرات ولا إضرابات وكانوا يواصلون حياتهم البهيجة مستغلين هذا الصمت ، يثرثرون في أجهزة الإعلام وعلى صفحات الجرائد ولم ينتبه أحد منهم لخطورة هذا الصمت الذي خيم على الناس بعد أن جربوا كل وسائل الاحتجاج على كل ما يحدث في مظاهر هذه الحياة التي فقدت طعمها . كان آخر ما شوهد في الشوارع هو بعض العاشقين ، كانوا يتنزهون مصرين على العشق وفي صمت رهيب ، ضاعت بينهم تعابير العشق ،أصبحت ملامحهم جامدة فلم يطيقوا بعض ولكنهم يحاولون ممارسة العشق قسرا عن طريق استرجاع الذاكرة التي هي نفسها قد عطلها الصمت - لم يستطيعوا الصمود فهرب الحبيب من الحبيبة وفر العاشق من عشيقته وبعدها صارت الأماكن خالية . حدث ذلك في يوم لا اسم له ، يوم من تلك الأيام التي ضاع فيها طعم الحياة ، كان " عيد الله " يقف في صف ممتد بحثا عن الرغيف - الأسرة تنتظره الزحمة لا تطاق ، انطلقت منه صرخة، بعدها وقع على الأرض ، حين حمل إلي المستشفى ، كان قد فارق الحياة ، هذه حادثة عادية ولكن ما حدث لـ ( آمنة ) بائعة الشاي لم يكن عاديا ،داهمها أحد شرطة السوق الشعبي وحطم الأواني وحاولت مقاومته ولكنه ضربها حتى سقطت بقية أسنانها وبعدها بكت " آمنة " حتى تشنجت وفقدت القدرة على الكلام ، يقال أنها أول إشارة لذلك الصمت الذي امتد إلى كل الناس ، تسرب وانتشر - تداخل والتف بكل المخلوقات ، الكلاب نسيت نباحها واختفى من القطط المواء ومن الطيور حفيف أجنحتها ، حتى الصراصير والجنادب فقدت صوتها وكان الصوت الوحيد والمتضخم وفي انتشار قلق هو صوت الميكرفونات والراديو والتلفزيون ولكن لا أحد يسمع . ( عطية ) مجنون السوق الذي كان الصراخ ميزة مهمة في جنونه ، قبع تحت شجرة النيم ووضع يديه على وجهه وصمت - أصوات الباعة المتجولين ابتلعها الصمت ، جمود في كل مكان ، الشوارع خالية تماماً من الناس ، البصات ، الحافلات خالية وجامدة في أمكانها ، الأسواق فارغة ، المقاهي ، والمطاعم كل أماكن التجمعات كل اوجه النشاط الحياتي لا حراك فيها ، فقدت كل الأماكن معانيها ، اصبح بعدها الزمن هلاميا لا يحسب ولا يعرف ولا يتذوق ، اللافتات المعلقة في كل مكان وفي أي وقت وفي أي شارع تحمل شعاراتها الميتة ولكن لا أحد يقرأ ، ولا أحد يسمع ، لا احد يري ولا أحد يرى . انتبهت أجهزة الحكم أخيراً لما حدث - تحركت الميكرفونات تدعو الناس إلي الظهور كانت تلعلع بكل قواها ، ارتجف الحكام لاختفاء الناس ، حاولوا كل الإغراءات - ظهرت إعلانات متفجرة وملونة في السماء تؤكد انخفاض الأسعار - اخترع وبعناية جذابة شكل فنتازي لبيانات معلقة في السماء توصي بهبات مالية لكل الناس ، كتبت على الشوارع ألا سفلت والطرق الترابية استجابة لكل مطالب الناس ، دقت الطبول ، عزفت الموسيقى الصاخبة ، تكررت بكثافة نداءات منغمة وهامسة مستجدية ، وزعت الأطعمة الشهية بقذفها داخل البيوت معبأة في أكياس النايلون الملون وذلك بعد اكتشاف أن طرق الأبواب لا استجابة لها - وزعت بنفس الطريقة جوالات السكر والفحم وصفائح الجبن والزيوت وعلب اللبن وكراتين الصابون والشاي وكان الخبز يقذف بكميات هائلة ولكن لا أحد يستجيب . اختفى الناس من كل مكان ، حدث ذلك في يوم لا اسم له - يوم من تلك الأيام ، حينها نشطت المخابرات وأجهزة التجسس والتحسس والتصنت والتلمس والتصرف محاولة أن تعيد الناس إلي ما كانت عليه ولكن لا جدوى ، تمت الاستعانة بجهاز الكمبيوتر وحيث أن الجهاز مصمم على خلايا وفعاليات الذاكرة الإنسانية صمت تماماً عن الإبداء بأي معلومة تفيد فيما حدث . كان وقتها مبنى الحكومة يضج بالاجتماعات وقرر الحكام اقتحام المنازل في كل الأحياء وإخراج الناس، قذف بمسيل الدموع بكثافة داخل البيوت ، اخترق الرصاص الغرف والفرندات ، النيران التهمت منازل القش والكرتون وكانت طائرات الهيلوكبتر تحلق وتستكشف ولكن لم يكن هناك أحد . اختفى الناس من كل البيوت - الأحياء خالية تماماً من البشر، حتى السجون اختفى منها السجناء والسجانون واختفت تبعا لذلك الحيوانات الأليفة ، الطيور والعصافير هجرت أعشاشها واختفت ، الذباب اختفى ،النمل كف عن حركته النشطة واختفى ، صمت الناس واختفوا وكان نتيجة لذلك أن أجهش الحكام بالبكاء المتواصل وأعتبر أن ذلك الاجتماع كان فوق العادة
في ذلك اليوم الذي لا اسم له ، اختفى الناس من كل الأماكن ، لم تعد الأماكن أماكن لذلك بدأت في الاختفاء ، اختفت الأسواق ، الشوارع الترابية حولت نفسها إلى غبار واختفت ، الأشجار صفقت باغصانها مرة واحدة وضاعت في الفراغ ، العمارات الشاهقة تقازمت حتى ضاعت معالمها ، أعمدة الكهرباء التصقت ببعضها البعض واختفت ، البصات - الحافلات - الشاحنات اللواري والعربات الفارهة تناثر حديدها في الهواء وذابت ، الهواء جمع ذراته واختفى وتلاشى ، اختفت الارض ، اختفت السماء واختفى ما بينهما ،اختفي المكان ، اختفي الزمان ، اختفي ما بينهما اصبح الكون هلاميا - حتى هلاميته اختفت . حين صمت الناس واختفوا ، اختفت الأشياء المتعلقة بالناس وحين اختفت الأشياء اختفت معانيها وحين اختفت المعاني اختفت الأسماء وحين اختفى الشيء اختفى ضده الآخر ، اختفى الأصل والظل لم تعد هناك نقائض . في ذلك اليوم الذي لا اسم له يوم من تلك الأيام التي اختفت فيها الحياة ، اختفت فيها كل مظاهر الحياة وكل مظاهر الموت ، في ذلك اليوم وبالرغم من هذا الاختفاء كان مبنى الحكومة معلقاً في لا زمان ولا مكان وكان الحكام يتراكضون داخل هذا المبنى المصر جداً على وجوده بحثا عن مخرج ولكن هذا الركض لم يطل . تهامست حجارة المبنى إلي بعضها البعض ، نقل الهمس إلي مواد السقف والأرضية ، والأرائك والوسائد الناعمة نقلت الهمس إلي البلاط اللامع ، عم الهمس كل المبني وفجأة تناثرت مكونات كل المبنى واختفت لتترك الحكام معلقين في لا مكان ولا زمان وحين فكروا في الهروب وجدوا أن الهروب كفعل قد اختفى كما اختفت كل عناصر الحياة .
| |
|
|
|
|
|
|
| |