|
(سيناريوهات) : صابر طالع كيت
|
العدد الاسبوعى - صحيفة السودانى الجمعة الموافق 23 مارس 2007م
طلب منى صديقى الدكتور (س) والذى يعمل مستشاراُ بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية (المجانين سابقاً) أن أحدد له موعدا كيما أرافقه لشراء جهاز (كمبيوتر) مستفيداً من معرفتى فى هذا المجال وبالفعل فقد حضر إلى منزلى بعربته صباح ذلك اليوم حيث ذهبت معه للشركة وقمنا بإختيار وشراء الجهاز الذى أخبرنى بأنه ينوى أن يضعه فى مكتبه الملحق بعيادة المستشفى .. كانت المرة الأولى التى تطأ فيها قدماى هذ المستشفى على الرغم من مرورى به فى أحيان كثيرة . بعد أن إنتهيت من مهمة تركيب الجهاز وملحقاته وإنزال البرامج وتشغيله قال لى صديقى الدكتور (س) : - أيه رايك أدخلك عنبر (المرضى) عشان تآخد فكرة ؟ - هى المسأله عاوزة ليها (أخدان) فكرة مع (الصوانى) المليانه دى ؟ ودلفنا إلى عنبر المرضى عبر ممر طويل .. كان عنبرا فسيحا رصت على جانبيه عددا من الأسرة الفارغة ما عدا واحدا منها كان يقف أمامه رجل فى الستينات من العمر : - العنبر فاضى وين النزلاء القلتهم ديل؟ - باقى المرضى بيطلعو الصباح الحديقه بره يشموا هواء - طيب والزول ده مالو؟ - ده عمك (صابر) مما دخل العنبر ده ما عاوز يطلع منو بره أبداً؟ ما أن رآنا (صابر) حتى رفع يديه كمن يمسك بقطعة سلاح يواجه بها عدواً ثم صارخاً : - ثابت محلك ... والله البيوصل (البير) دى أملاهو نار !! ثم ما لبث أن قام بتغيير وقفته وأدخل يده تحت السرير وقام بسحب جالون فاضى وصاح كمن يخاطب مجموعه متوهمة من الناس : - والله نص جالون ...- يوجه كلامه لنا- شفتو نص الجالون ده فيهو حاجة؟؟ والله ما أديكم ليهو !! ثم أجهش بالبكاء فى تشنج دونما خط فاصل بين عملية الإجهاش وما كان يقوم به من فعل وهو يقول بينما يدق على صدره بيده متسائلاً : - أنا؟؟ .. أنا أمشى (أطلع بره) ... وأسيب (البترول) بتاعى (جوه)؟؟ - ثم يتجه نحونا وهو يخرج أوراقاً متسخة من جيبه مخاطباً دكتور (س) بينما أنا (أتضاير) خوفا : - أنا عاوزك تقدم ليا الشكوى دى لى (الأوبك) ولى (مجلس الأمن) ولى الأمم المتحده وكمان لى لاهاى هااااااى هاااااى وأخذ فى البكاء مجددً بينما قمت بسحب صديقى دكتور (س) خارجين من العنبر - عمك ده مالو باين عليهو عندو قصة طويله؟ - ده ما عمك (صابر) بتاع (البير) ما سمعت بيهو أصلك؟ - لا والله - طيب ح أحكى ليكا حكايتو ونحنا ماشين فى العربية الحكاية : بينما كان (صابر) يرتدى فى ملابسه ذلك الصباح إستعدادا لذهابه لإستلام معاشه الشهرى وقفت إلى جانبه زوجته (عزة) : - كل يوم أنا أكلم فيك وإنت (مصهين) - (فى ضيق) : تكلمى فينى بى شنو؟؟ - ح يكون بى شنو؟؟ ما بالسفون إنت (السفون) ده كان ما عاوز (تحفرو) لينا كلمنا .. والله شيل المويه بتاعت (البلاعات) دى قطع قلبنا وهد حيلنا - يا ولية إستهدى بالله (السايفون) يعملوهو ليكم بى شنو؟؟ -مواصلاً – إنتى عارفاهو بيكلف كم ؟ - يكلف ذى ما يكلف .. الناس دى كلها ما حافراهو؟ - هو إنتى قايلا الحكايه (حفر) ساكت بس ؟؟ ده عايز ليهو (خنزيرة) وسيخ وأسمنت وطوب وحاجات كتيره ! - ناس (السرة) جارتنا دى ما عملوهو وكمان ناس (عزيزة) أختى ما عملوهو وكمان بالحفارة !! ما أن إستمع (صابر) إلى كلمة (الحفارة) حتى تذكر صديقه وزميل دراسته المهندس (مامون) الذى إلتقى به صدفة فى أحد المحال التجاريه مؤخراً وعرف منه أنه كان مغترباً بإحدى دول الخليج وعاد للوطن بعد أن أسس شركة لأعمال (الحفريات) . بحث (صابر) عن (الكارت) الذى أعطاه له المهندس(مامون) ثم قام بعد أن وجده بأخراج هاتفه الجوال متصلا به وموضحا له بأنه سوف يسجل له زيارة لأنه يريده فى موضوع هام . الحفارة جات : تحلق (شفع) الحى حول (الحفارة) الضخمة ذات الصوت المزعج وهى تقوم بعملية حفر (سفون) العم صابر بينما كان هو يراقب عملية الحفر ويهتم بتوفير الماء البارد وإحضار أكواب الشاى للعاملين .. بعد مرور عده أيام وعملية الحفر مستمرة وهى تقترب من الوصول إلى (عين الماء) لاحظ العامل الذى يقوم بتشغيل (الحفارة) بأن (عمود الحفر) قد تغطى بطبقة من السائل الاسود السميك إلا أنه لم يعر الأمر إهتماما إلا عندما إندفع ذلك السائل السميك نحو فوهه (الحفرة) حيث هرع يبحث عن عم صابر : - يا عم صابر تعال شوف (حفرتكم) دى جابت شنو؟؟ - شنو يعنى جابت (هواء) ! - (وهما يسيران معاً نحو الحفرة) : شوف الحاجه السوداء دى - (صابر يخرت شويه بيده ويشمها) : دا فيهو ريحة بنزين أو جاز أو حاجه ذى دى - أها هسع نواصل (حفر) وإلا نقيف ؟ قام (صابر) بالإتصال بصديقه المهندس (مأمون) وشرح له الأمر حيث طلب منه الأخير أن يطلب من العمال أن يتوقفوا عن العمل ويتركهم يذهبوا إلى حين وصوله لإستطلاع الأمر. لم يكن الأمر صعباً بالنسبة للمهندس مأمون أن يعلم حقيقة ذلك السائل الأسود غليظ القوام فقال (فى إندهاش) وهو يخاطب (صابر) بينما هو ينظف يده من أثار العينه التى قام بفحصها : - مبروك يا (صابر) دى (بير بترول) !! - (فى حالة إندهاش وعدم تصديق) : قلت (بير) شنو ؟؟ - لحدت هسع (بير بترول) وعشان أقطع ليك الشك أنا بعدين عندى صاحبى متخصص بتاع (تنقيب) ح أجيبو عشان يشوفا ويتأكد ليكا منها .
أفراح الأسرة : ما أن غادر (المهندس مأمون) حتى قام (صابر) بأغلاق باب الشارع إغلاقاً محكما ثم قام بقفل فوهه الحفرة التى كان السائل يتسرب خارجها رويداً رويداً مستخدماً فى ذلك عددا من (الجوالات) الفارغة و(الدلاقين) القديمة . - مبسوط وفرحان كده مالك الليلة ؟ - والله إنتى ما عارفة سبب فرحتى ساكت - مشيت الليلة لقيت (المعاش) وصل؟ - معاش شنو ؟ خلاص تانى المعاش (المجهجه) ده ذاتو ما ديرنو؟ - (وهى تضع يدها فى صدرها ) : سجم خشمى ونعيش من وين؟ - (وهو يقترب منها رافعا يدية ) : نعيش من (النفط) .. نعيش من (البترول) - شنو يعنى ما فاهمة (الجماعه) قررو يدو كلو زول حقو فوق إيدو؟ - جماعة شنوالبيدو كل زول حقو فوق إيدو ؟ والله ديل (مكنكشين)فى (البترول) ده جنس (كنكشة) - طيب بترول شنو ده؟ - ده (نفطى أنا) – فى حركات راقصة - ده (بترولى أنا) بترول (صابر( .. يعنى بترول Sabir Petroleum - إنت يا راجل أكيد جنيت وإلا تكون (الملاريا) تكون طلعت ليك فى راسك !! حتى يؤكد صابر لزوجته (عزة) بأنو شديد ونصيح وإنو المسأله لا مسألة (جن) ولا (ملاريا) فقد قام بسحبها من يدها والتوجه بها نحو (الحفرة) لترى بنفسها وبعد أن تأكدت : - والله وبالله لو ما خايفه ناس الحله ديل (ينكسرو) علينا كان زغردت ليك جنس زغريده !! – ثم وهى تعود لطبيعتها وتخاطبه هامسة - : أها هسه (الثروة) دى ح تعمل فيها شنو؟؟ - والله (المهندس مأمون) صاحبنا الجاب لينا (الحفارة) ده عندو واحد (مهندس بترول) ح يجى بعدين يشوفا ويقدر (الإنتاج) وكده وبعدين نشوف حكاية (التصفية) و(التصدير) و (الأوبك) والحاجات التانية !!
آمال وأحلام : بعد أن عاد أبناء (صابر) السته إى المنزل نهار ذلك اليوم من الجامعات والعمل وبعد أن قاموا بمعاينه (الموقع) وأخذ عينات والتأكد من الأمر قاموا بعقد جلسة أسرية فوق العاده : - شوف يا بوى أنحنا (صبرنا) على الحاله التعبانه و(البؤس) ده زمن طويل وأهو ربنا فتحا عليك وطلع ليك (بترول) ما تقوم تعمل لين ذى (الحكومة) دى وتطلعنا منو كيت !! - آآى يا بوى لازم (العائدات) بتاعتو دى تظهر علينا .. يعنى ناكل كويس ونشرب كويس ونتعالج كويس ونركب كويس – مواصلة- يعنى من الشهر الجاى كل زول عندو (فيلا) وعربيه جديده وحاجات ذى دى !! - ما تقوم بعدين تعملا لينا القروش راحت فى (الديون الخارجيه) وفى (البنى التحتية) والشنو ما بعرف داك !! - إنتو يا أولاد جنيتو؟ إنتو قايلين (البترول) ده قروشو دى قروش؟؟ أهو هسع (الحكومة) دى ما قاعده تبيع فيهو ليها سنين الإتغير شنو؟؟ما كمان الحاجات زادت و(البنزين) ذاتو (فى روحو) تمنو زاد !! - شوف يا بوى لو إنت عايز تعمل لينا ذى (الحكومة) من هسع خلينا نبيع (البير) دى ونقسم القروش وكل زول يشيل حقو ويعمل بيهو العاوزو - إنتو يا أولاد ما عندكم راس هى (الحكومة) كان قسمت لينا عشان أنا أقسم ليكم !!
الحقيقة المفرحة : عندما دق باب الشارع إعتقد (صابر) بأن القادم لابد أن يكون (المهندس مأمون) وقد أحضر معه زميله المتخصص فى التنقيب والذى سوف يحضر لمعاينة (الحفرة) وتحديد ما إذا كانت تلك الماده (بترول) أم لا .. لكن صابر قد تفاجأ بان الطارق لم يكن إلا جاره (كامل) والذى جاء ليستفسر عن موضوع (الحفارة) وتكلفتها ومن أين يتم إحضارها – لأنه كما قال يود حفر سايفون - وقد قام (صابر) بإجابة جميع إستفسارات (كامل) بسرعه إختصارا للزيارة حتى يضمن عدم وجود (كامل) حينما يأتى (المهندس) لمعاينة (البئر) إلا أن (كامل) فاجأه قائلاً : - عليك الله يا (صابر) كدى ورينى نوعية الحفر بتاعت (الحفارة) دى؟ وقع طلب (كامل) هذا على راس (صابر) كالمطرقه فهو لا يريد لكامل أن يرى (البئر) وما أفرزته من (بترول) ، وبينما كان (صابر) يبحث عن كيفية للتملص من طلب (كامل) حتى لا يضطلع على الأمر إذا بصوت محرك عربه تقف وباب الشارع يدق .. - أها يا (صابر) جبت ليك المهندس ذاتو عشان يتأكد ليكا من موضوع البترول الجابتو البير ده – مواصلا – إتفضل يا باشمهندس (عصام) أسقط فى يد (صابر) الذى يود أن يبقى أمر (البئر) سراً لكنه بعد أن قام بالترحيب بالضيوف إلتفت إلى (كامل) الذى يبدو أنه (نقش المسأله) وهو يريد أن (يوزعو) قائلاً : - معليش يا (كامل) ياخى لكن أنا والمهندسين ديل طالعين ماشين نشوف لينا (بير بترول) وجايين ولمن أجى ح أوريك الحفرة الحفرتا الحفارة !! بعد خروج (كامل) قام (صابر) بإغلاق باب الشارع بإحكام وقام بمرافقة (مأمون) وصديقة (المهندس) إلى حيث (البئر) حيث أكد الأخير بأن ما تفرزه (الحفرة) ما هو إلإ أجود أنواع (النفط) - أها وبعدين أنا أتصرف مع الموضوع ده كيفن هسع ؟ - والله يا عم (صابر) الخام ده أول حاجه عاوز (مكنات شفط) تطلعو بره ومفروض يدخل فى (صهاريج) عشان يتخزن وبعدين تحصل ليهو معالجات (كيميائية) عشان تفصل (المواد) ويطلع منو البنزين والجازولين والحاجات التانية وبعدين كل واحد من ديل يمشى فى أنبوب براهو لحدت مكان التصدير . - لا حولتن ولا قوتن إلا بالله - والله يا حاج ما أكضب عليك إنت عاوز ليك (شيفرون) عديل كده !!
- و(شيفرون) دى أنا أجيب ليها قروش من وين؟؟ - والله يا حاج أنا بفتكر الحل هو إنك تبلغ (الحكومة) و(تتفاوض) معاها - شوف يا إبنى الحكومة دى أنا عارفا كويس جدا .. كيشه فى أى حاجه لكن فى (التفاوض والمفاوضات) دى شاطره جداً .. (يتفاوضو) معاك ويصلو معاك لى حلول ويخلوك (توقع وتمضى) وبعدين إلا تبل (الورق) المضيت فيهو ده وتشرب مويتو !!
تفشى الخبر : - ما شفتى يا محاسن ناس (عزة) ما طلعت ليهم ( بير بترول)؟ - فى هجليج؟؟ - هجليج شنو يا غبيانه فى بيتهم الواحد ده ..أصلو كانو بيحفرو فى (السفون) بتاعهم بس كان البترول يجيك طالع - بترول شنو؟ والله دى تكون موية وسخانه ساااكت - ما مويه ولاحاجه عليك أمان الله قالو ودوهو (حللوهو) لقوهو (بترول) - مش معامل الزمن ده البيودو ليها (الدواء) الفاسد تقول ما فاسد دى ؟؟ والله أخير عدما هو قالو ليكى دى (معامل) ؟ - هو ذاتو يا محاسن ما عايز ليهو تحليل هسع كدى شمى ريحت (الحلة) دى هسع ما ريحتا كلها بقت جاز جاز - والله أكان كده يا نفيسه (عزة) يا دوبك إتمهلت والله فتحا عليها خلاص بعد ده التياب ما تياب والدهب ما دهب والعربات ما عربات بينما كان زوجا (نفيسه ومحاسن) يتحدثان فى الصالون : - والله صابر بختو تانى بدل معاشو (الميت ألف) ده ح يطلع ليهو بى مية ألف (برميل) فى اليوم - يا زول (براميل) شنو إنت قائل (الحكومة) دى البترول ده ح تخليهو ليهو؟؟ ياخى دى (ستات الشاى) ما خالاهم تقول ليا بترول ؟ - والله صدقت والله بس (يشمو) ليك الموضوع يجوهو ليك طايرين طيران
نحنا ما نحفر : (حسين) جار (صابر) يجلس (العصرية) على كرسى فى حوش المنزل زوجته تضع (صينية الشاى) أمامه وهى تخاطبه : - قوم يا راجل أمشى شوف ليكا (حفاره) تعال أحفر كان تلقى ليكا (بير) - يا ولية حفر شنو وبير شنو هو نحنا قادرين ناكل ؟ - والله والله الحته القدام المطبخ ديك (نديانه) وملسلسة جنس لسلسه والله ياها لسلست (البترول) ذاتا !! - يعنى عاوزانى أكسر المطبخ ده الخسرت فيهو دم قلبى؟ - وما تكسرو كان تحتو (بترول) .. شن طعمو عليك الله؟ - أها قولى تكسيرو ما مشكلة .. أنا أجيب ليا قروش حفارة من وين ؟؟ هو المرتب ده مكفينا؟؟ - إن شاء الله تحفرا ذى ما بحفرو فى ترعة (كنانه والرهد) بى (أبوراسين) و(القفف) !! - يا وليه إنتى ما عندك (راس) ذى الجماعة الشايلاهم (الهاشمية) ديل ؟؟ فى (ترعه) وإلا (بير بترول) بيحفروها بى (أبوراسين)؟ ويطلعو (ترابا) بى (قفف) ؟ - خلاص خليك من (اب راسين والقفف) أكان المشكلة (قروش الحفارة) دى أنا بدخل ليا صندوق وأشيل (الصرفة) الأولى -مواصلة – بس إنت بعد ما أسلمك القروش تمشى من حتتك تجيب (الحفارة) البقولوها دى كان نلقى لينا (بير بيرين) يغيرو لينا حياتنا (السجمانه) دى .
عاوزين مساعده : طرق على الباب يذهب (صابر) لفتحه فيجد أمامه عربه تاكسى تزدحم (ضهريتها) المفتوحة بالشنط والكراتين بينما (عوض) شقيقه يقوم بمحاسبة (سواق التكس) المنهمك فى إنزال الشنط : - والله يا صابر ياخوى أنا مما سمعت بى خبرك فى البلد وقالو طلعت ليك (بير) – يشير لزوجته التى تقف أمامه - قلت (للتومة) دى لازم نمشى نبارك للناس ديل ونقعد معاهم يوم يومين جلس (عوض وصابر) فى الصالون بينما دخلت (عزة والتومة) إلى البرنده : - ناس الحلة كلهم بيسلموا عليك وبيباركو ليك (البير) وبيقولو ليك ما تنسى ترسل ليهم (بابور للمشروع) وكمان (موكيت ) عشان يفرشو بيهو (الجامع) ومعدية (عشان الناس يقطعوبيها بدل المراكب القديمة الغرقت الناس دى !! - (وهو محتار) : لن يا عو.. - لا لكن ولا حاجه الناس ديل عارفنك زول حارة وزولم تب وما بتنساهم - (مقاطعاً) : لكن يا عو.. - إنت بس لمن تجى على ترحيل الحاجات دى للبلد إتصل فينى أنا مسؤول من ترحيلهم وح أقوم بيهو – ثم وهو يضع على فمه إبتسانه ذات مغذى – أها يا صابر أنا ذاتى عندى طلب عاوز أطلبو منك باقى إنت عارف براك أخوك حالتو صعبه وعاوزلو شوية مساعده - لكن يا عوض يا خوى ( البير) أهى قاعده وأنا لى هسع ما مسكت ليا (فرطاقه) فى إيدى أديك من وين ؟؟ - (يرفع يديه ) : لا .. لا .. أنا ما عاوزهم فلوس !! - طيب عاوزهم شنو؟؟ - عاوزهم (براميل) ساااكت - وتعمل بيهم شنو؟؟ - إنت مالك ؟؟ إن شاء الله ( أتمسح) بيهم !! قايلنى برجاك لحدت ما (الشمار) يطلع ويجوك ناس (الحكومة) ضرائب وزكاة ونفايات وشنو ما بعرف داك يعدموك (التعريفه) ؟؟ أخير ليا يا خوى أشيل حقى هسع قبل ما الحكومة (تشفطو) منك !! بينما كان فى الداخل يدور حوارا من شكل آخر بين (عزة) زوجه (صابر) وزوجة أخيه (التومة) : - والله يا (عزة) عاد فرحنا ليكم جنس فرح - تفرحى إن شاء الله بى عرس أولادك - أها يا (عزة) بى مناسبه (عرس أولادى) دى (محمد) ولدى من زمان مكلمنى قال عاوز (منال) بتك لكن بس كان ما جاهز - (فى تهكم) : بس هسع خلاص (جهز) ؟؟ - آآآى وقال ليا بس خلى ناس عمى صابر ينتهو من موضوع (البير) ونعمل العرس - وولدك ده ما يجهز ويجى يتكلم إلا بعد (بترولنا) ما طلع؟؟ هو من زمانك كان وين ؟ - مواصلة- هسع بيقدر يدفع ليهو (ميت ألف دولار) مهر؟؟؟ - (فى إستغراب) : قلتى كم؟؟ ميت ألف دولار ؟؟ - شنو يعنى كتار؟؟ ما تمن كم برميل !!
ليلة القبض على صابر : بينما كان (صابر) وأفراد أسرته فى مساء أحد الأيام يجلسون معاً يتناقشون فى (إقتسام الثروة) التى هبطت عليهم فجأة ويقومون بإستعراض الخطط (الإنتاجية) والعروض (التسويقية) أحاطت خمس عربات محملة (بالأفراد) المدججون بالسلاح بالمنزل بينما إقتحمت قوة أخرى المنزل وأحاط بعضها بالبئر بينما إتجه البعض الآخر نحو (صابر) وأفراد أسرته الذين صعقتهم الدهشة وإغتالهم الإستغراب : - إنت (صابر المحتسب الصابر)؟ - أيوه نعم - (أحدهم يرفعه من كتفه) : قوم يلا معانا - أمشى معاكم وين؟؟ -فى خوف- أنا عملت شنو؟؟ - بعدين ح تعرف – ينظر ناحية البئر وقد أحاطت بها القوة – كمان داسيها ولافيها بى (دلاقين)؟؟
الإستجواب : يجلس ثلاثة محققون خلف مكتب (حديدى) كبير بينما يقف (صابر) أمامهما مباشرة ومن خلفه يقف ثلاثه (جنود) مدججون بالسلاح : المحقق 1 : - إسمك - صابر المحتسب الصابر - عمرك ؟ - 65 سنة - مكان العمل - موظف بالمعاش (الإجبارى) - إنت متهم بإنك سرقت ليك (بير بترول) - يا جماعة (سرقت) دى شنو؟؟ فى زول بيسرق حاجه لقاها جوه بيتو؟ المحقق 2 : - هو البيت ده بيتك؟؟ ما حكر - وشنو يعنى كان (حكر) ؟ المحقق 3 : - إنت ما عارف الحكر ده حق (الحكومة) ؟؟ المحقق 1 : - ثم إنت أساساً شنو الوداك (تهبش) وتحفر فى واطات الحكومة ؟ وكمان جايب ليكا (حفارات) - يا جماعة أنا بس كنت عاوز أعمل (سايفون) وقامت البير طلعت أها أعمل ليها شنو؟ المحقق 3 : - تبلغ الحكومة .. دى سرقة .. إنت كده بتسرق فى (قوت الشعب الفضل) وبتبدد فى (مدخراتو) و.. المحقق 1 : - والله حكاية عجيبة عرفنا كلو حاجه كمان جابت ليها سرقة أبيار ؟ - مواصلا - شوف أنحنا (البترول) ده داسنو وما عاوزين مواطن يشيل منو جالون إنت عاوز تشيل ليكا (بير) بى حالا !!؟؟ ثم يتوقف عن الكتابه ويرفع الملف الذى أمامه مخاطبا (الأفراد) : - أفتحو ليهو الماده عشرومية وخمسين أجراءآت القرار : تقرر نزع قطعه الأرض (الحكر) رقم 21 مربع 10 بحى (الشعب) من المواطن (صابر المحتسب الصابر) على أن يتم تعويضه وترحيله فورا إلى القطعة رقم 30 مربع 6 بحى (أطلع بره) !! - يا جماعة تعويض شنو؟؟ وأطلع برت شنو؟؟ ما تجو نتفاوض ونقتسم (الثروة) الجاتنا من الله دى سوا - إنت (مواطن) غبيان؟ هو أنحنا قسمنا معاكم ديك عشان نقسم معاك دى .. (فى حزم وهو يشير بيده) : يلا .. أمشى .. (أطلع بره) !! كسرة : الشئ الجنن (صابر) فى (إعتقادى) هو إنو (صابر) ما عارف إنو لمن قالو ليهو (يلا أطلع بره) كانو قاصدين (يطردوهو) وإلا (يسكنوهو!!) وإلا (الإتنين) معاً !!
.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (سيناريوهات) : صابر طالع كيت (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
المبدع دوما الاستاذ / الفاتح يوسف جبرا
شكرا على هذا السيناريو المبدع صدفه غريبه انا كنت اليوم احاول ان انزل نفس البوست ده نقلا عن الصحيفه لكن سبقتنى يا استاذ التقول شايفنى وانا تعبان فى محاولة نقل البوست عموما انت مبدع يا استاذ والجمعه الفاتت مت عديل من الضحك فى السناريو بتاع مباحث الضلله والله دى قلبت فيها الهويه عديل كدا وكمان الجنن عبد القادر دى هسى تجى كيف وان حقيقة معجب بكتاباتك واحرص على عدد الجمعه المميز .
مع مودتى واحترامى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (سيناريوهات) : صابر طالع كيت (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
المبدع دوما الاستاذ / الفاتح يوسف جبرا
شكرا على هذا السيناريو المبدع صدفه غريبه انا كنت اليوم احاول ان انزل نفس البوست ده نقلا عن الصحيفه لكن سبقتنى يا استاذ التقول شايفنى وانا تعبان فى محاولة نقل البوست عموما انت مبدع يا استاذ والجمعه الفاتت مت عديل من الضحك فى السناريو بتاع مباحث الضلله والله دى قلبت فيها الهويه عديل كدا وكمان الجنن عبد القادر دى هسى تجى كيف وان حقيقة معجب بكتاباتك واحرص على عدد الجمعه المميز .
مع مودتى واحترامى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (سيناريوهات) : صابر طالع كيت (Re: عاصم ابوبكر حامد)
|
ياااااا قريبي
كأن لسانك يقطر شهدا وأنت غارق حتى اذنيك ونحن معك فى هذا البحر الطاغي من الأبداع!
لقد أختفت السخرية والكوميديا من أرضنا بعد نزول التتار لأرضنا الخصبة، كالجراد الجائع، أتوا من كهوف الظلام، فنكدوا سماواتنا وأجدبوا أرضنا وحقول السنا...
وهأنت تعيد لنا ثقافة طالما بحثنا عنها ولم نجدها... ولكننا وجدناك ولن نتركك تنيخ راحلتك دون أن نضحك حتى الثمالة!
أقرأ لك دوما والى الأمام.. يا قريبي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (سيناريوهات) : صابر طالع كيت (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
Quote: إنتو يا أولاد جنيتو؟ إنتو قايلين (البترول) ده قروشو دى قروش؟؟ أهو هسع (الحكومة) دى ما قاعده تبيع فيهو ليها سنين الإتغير شنو؟؟ما كمان الحاجات زادت و(البنزين) ذاتو (فى روحو) تمنو زاد !!
|
الاستاذ الفاتح يوسف جبرا شكرا لهذا الابداع
ها هو المحتسب صابر اختصر شغل الحكومة في الجملة اعلاه
لك التحية والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|