دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
(ســـيناريوهات) : الطـريفى بتاع الكـشة
|
يعمل (الطريفي) نائبا لمدير قسم التحصيل بـ(ديوان الضرائب) ومسؤولاً عن التحصيل بالمنطقة الجغرافية التى تشمل منطقة (السوق الكبير) ، وكأى مسئول أو (موظف) تقتضى طبيعة عمله التعامل المباشر مع الجمهور فقد حباه الله تعالى بصفات عديدة تساعده على أداء عمله بالصورة المطلوبه مثل (فظاظة القلب) و(عدم الرأفة) و(التكشيرة) الدائمة !! يبدأ يوم عمل (الطريفى) بحضوره مبكراً .. وبعد أن يقوم بشرب (فنجان) قهوته يقوم بجمع (السائقين) فى طابور للتأكد من جاهزية (البكاسى) التى سوف تستخدم فى حملات (إسم الدلع لكشات) اليوم .. ثم يقوم بعد ذلك بتوزيع المهام على الموظفين (الجباه) بعد أن يتأكد من وجود القوة الكافية (المدججة بالسلاح) التى ترافق كل (تيم) من (أتيام) الحملة لزوم القهر و(العين الحمراء) . ثم تنطلق (البكاسى) إلى داخل (السوق الكبير) وما أن يراها أول شخص حتى يصيح : - الطريفى جاااااااااكم ! ما أن تسمع هذه الصيحة (التحذيرية) حتى يقوم كل من عليه (ضريبه) أو (جباية) من أصحاب (المحلات) أو (الطبالى) أو (ستات الشاى) بالزوغان إما بقفل (المحل) أو بحمل (البضائع) أو (عدة الشاى) والهرب والإختفاء ومن لم يفعل ذلك ووجد نفسه وجها لوجه أمام حملة (الطريفى) (فوقعتو سودا) لأن للطريفى قولة مشهورة يحفظها كل الباعة وأصحاب المحلات فى السوق عن ظهر قلب وهى تقول : الليلة يا تدفع ... يا تدفع .. ولا يتوانى (الطريفى) لحظة عند العجز عن الدفع أن يقوم بأخذ (الميزان) أو (الثلاجة) أو (عدة الشاى) كرهائن إلى حين السداد !! الطريفى مبسوط جداً وهو يؤدى عملة هذا ومقتنع به تماماً لكنه فى حياته الأسرية يعيش مأساة حقيقية وتعاسة ما بعدها تعاسة بعد أن أصيبت إبنته الوحيدة ذات السبعة عشر ربيعاً بمرض عضال وهى تستعد للدخول للمرحلة الجامعية ... إحتار الأطباء فى ذلك المرض .. فهى تصاب بنوبات غريبة من تشنجات تفقدها الوعى تماماً وتجعلها بين الحياة والموت ثم تفقد بعدها الذاكرة لعدة أيام وتصبح كما الجثة الهامدة ... قام (الطريفى) بعرضها على جميع الأطباء إلا أن حالتها لم تتحسن أبداً . - والله يا (الطريفى) البت دى يكونوا (ستات الشاى) القاعد تصادر فى (عدتهم) ديل عملوا ليها (عمل) - عمل شنو يا وليه خلينا من (الدجل) ده - قالوا ليك الناس القاعدين تقطعوا فى رزقهم ديل بخلوكم - نحن ما قاعدين (نضر) لينا زول دا (قانون) وقاعدين ننفذ فيهو - وحات عيونى ديل ... مرض البت دى كلام فقراء و(كتابات) ساكت - خليكى من (الدجل والخزعبلات) دى .. أنا وصفوا ليا دكتور (أمراض نفسيه) شاطر قومى إتجهزى نمشى نودى ليهو البت ... بعد أن قام (الطبيب النفسى) بمعاينة إبنة (الطريفى) المريضة قام بكتابة بعض الأدوية فى الروشته التى أعطاها للطريفى قائلاً: - أمشوا أصرفوا ليها الأدوية المهدئة دى عشان حالتها تتحسن شويه وبعد أسبوع جيبوها ليا تانى عشان أكشف عليها إستلم (الطريفى) الروشته وذهب بها إلى أول صيدلية حيث قام الصيدلى بصرف جميع الادوية الموجودة بالروشته ما عدا (الدواء) المكتوب فى أول الروشته إذ أخبر (الطريفى) بأنه غير موجود لديهم. ذهب (الطريفى) لصيدلية أخرى وعندما لم يجده قام بسؤال الصيدلى : - بالله لو سمحت ألقى الدواء المكتوب أول واحد دا وين؟؟ - (بعد أن نظر إلى الروشته) : الدواء ده شوفو فى (صيدلية الوزير) القدام (طلمبة البنزين) ديك أكيد ح تلاقيهو عندهم - لا خلاص عرفتها وكيف لا يعرفها (الطريفى) فعندما تمت ترقيته ليكون نائباً لمدير قسم التحصيل قام مدير التحصيل بإستدعائه فى مكتبه : - شوف يا (الطريفى) أنحنا قمنا بترقيتك وبقيت نائب مدير التحصيل يعنى الزول الح يتابع الشغل الميدانى (ثم مواصلاً) أنا عاوزك الناس المسئولين العندهم (بيزنس) ما تقرب ناحية الأعمال بتاعتهم وتخلى مسألة تحصيل (الضرائب) المختلفة بتاعتا علينا نحنا . - ممكن طيب أعرف حاجات (المسئولين) دى عشان ما نقرب عليها - عندك مثلاً صيدليات (الوزير) ومعاهد(الوالى) ومصانع (المعتمد) ومخابز (المستشار) - وتانى فى حاجه؟؟ - هم كتار .. أنا ح أرسل ليك قائمة بيهم تذكر (الطريفي) إستدعاء مدير التحصيل ذال له وهو يهم بدخول (صيدلية الوزير) ذات الأربع واجهات زجاجية التى تفتح على (ناصية الشارع) ، الأرضية مغطاة بالسيراميك الأبيض، الجدران مطلية بدهان أبيض، الرفوف المصنوعة من مواسير النيكل البراق عليها الأدوية مرصوصة في نظام وتناسق، هناك مكان يمتلء بالمعدات الطبية الصغيرة كأجهزة قياس الضغط والسكر، كما أن هناك أيضاً مكان مخصص للأدوية ومعلبات مرضى السكري، الكان يفوح برائحة (معطر الهواء) اللطيف، بيما كان هناك ثلاثة صيادلة (نضاف) يرتدون (اللابكوت) الأبيض ينصتون في استمتاع إلى الموسيقى الهادئة التي تنساب من سماعات الاستريو المخفض. قام (الطريفى) بإعطاء الروشته إلى (الصيدلى) وشرح الأمر له وسرعان ما قام الأخير بإحضار (الدواء) من (الرف) القريب منه وإعطائه للطريفى الذى غادر الصيدليه متوجهاً لمنزله الذى عاد له منهك القوى من فرط المشاوير (الكتيره) حيث تهاوى إلى أقرب سرير - أجيب ليك العشاء - لا..لا خليهو شوية أنا تعبان شوية وعاوز آخد ليا نومه (خفيفه) ما أن وضع (الطريفى) رأسه على (المخده) حتى رأى فيما يرى النائم أنه داخل قفص حديدى ضخم تحيط به (الأفاعى) و(الثعابين) و(العقارب) من كل ناحية وصوت جهورى (خشن) يناديه: - يا الطريفييـيـيـيـيـي - (فى خوف شديد وهو يرتعد) : أيوه فى شنو؟؟ أنا مالى؟؟ إنتو منو؟؟ - يا الطريفييـيـيـيـيـي - (فى فزع ورعب وهو ينظر للثعابين) أيوا يا جماعة فى شنو؟؟ أنا الطريفى فى شنو؟؟ (ثم وهو يصرخ) يا جماعة شيلو منى (الثعابين) دى ونتفاهم - ح نشيلا منك لكن بعد ما تلتزم لينا - ألتزم ليكم بشنو؟؟ - إنت ما عاوز (بنتك) تتعالج وتبقى كويسه؟؟ - أيوه عاوزا تتعالج - طيب إلتزم لينا إنك من الليله دى الناس (الغلابه) ديل ما تسألهم تانى وما تقطع رزقهم .. ما تشيل تانى عده بتاعت (ست شاى) ولا (ميزان) بتاع (سيد دكان) ولا طبليه (فارش) فيها زول ... وكمان فى حاجه تانى - حاجة شنو يا جماعه؟ - إنك تكون (عادل) والناس (المسئولين) الكبار العندهم (بيزنس) ديل وما قاعدين تسألوهم وتشيلوا منهم (الضرائب والرسوم) المفروضة عليهم ديل تحاسبوهم على (داير المليم) ذيهم ذى باقى (الشعب) الفضل !! - (فى إستعباط) ذى منو؟؟؟ - إنت عارف .. ونحن عارفين ..(ثم الصوت مواصلاً) هسع الصيدلية الأشتريت منها دواء (بنتك) دى قاعد تمشى تشيل منهم (ضرائب وإلا رسوم) ؟؟ - لكن ما بقدر أصلو ومع كلمة (ما بقدر) كشرت جميع (الأفاعى) و(الثعابين) عن (أنيابها) وإتجهت نحوه مما جعله يصرخ صرخة داوية جاءت على إثرها (زوجته) مذعورة : - سجم أمى مالك يا (الطريفى) بتصرخ؟؟ فى شنو مالك ؟؟ - لا لا مافى حاجة (ثم فى سره) اللهم أجعلو خير ... اللهم أجعلو خير ، لم يغمض (للطريفى) جفن تلك الليلة وهو يسترجع ذلك (الحلم) المرعب وتلك (الأفاعى) و(الثعابين) وهى تكشرعن (أنيابها) وتتجه نحوه في صباح اليوم التالي إتجه (الطريفي) نحو مكتبه وهو يستصحب معه صور ومشاهد ذلك (الحلم) المرعب المزعج وحديث ذلك (الصوت) الذى خاطبه . تناول (الطريفي) افطاره بالمكتب ثم قام بالبحث فى أدراجه عن تلك (القائمة) التى تحتوى على (بيزنس) وشركات ومحلات (المسئولين) والتى سلمها له (رئيسه المباشر) يوم أن تمت ترقيته كنائب مدير للتحصيل . قام الطريفى بوضع (القائمة) داخل (ملف) ، قام بإختيار فريق التحصيل الذي سوف يرافقه (فى هذه المهمة غير العادية) من موظفين وقوة مدججة بالسلاح وقام بركوب البوكس (الهايلوكس) . دخل الطريفي إلى (صيدلية الوزير) ثم اتجه وهو يحمل بعض الدفاتر في يده صوب أحد الصيادلة قائلاً: - بالله لو سمحت أنتو مما عملتو الصيدلية دي ما دفعتو (ضرائب) وما عندكم ملف عندنا فى (الديوان) ، عليكم مية وخمسين مليون وستمائة وخمسين ألف جنيه، ممكن تدفعوها لينا هسي؟!. -(الصيدلي في هدوء): معليش يا أخي بس صاحب الصيدلية ما موجود. - ما عندو موبايل.. ما تتصل به؟! - ايوه عندو ... بس - بس شنو لو ما دفعتوا هسع أنا ح أضطر أشيل (صف) الأدوية القدامي دا كلو وكمان معاهو كل الأجهزة الطبية دي - )في اضطراب) لا .. لا اقيف دقيقة اتصل ليك بيهو(ثم مواصلاً) لكن انت عارفو منو؟!. - يعني ح يكون منو؟! ما يكون زي ما يكون !! - انت عارف طبعاً اسم الصيدلية دي شنو. - ايوه عارف اسمها (صيدلية الوزير) .. يعني شنو؟!. - تفتكر سيدا يكون شغال شنو؟! - إن شاء الله يكون (سكرتير الأمم المتحدة).. دا شغل. تحت عدم انصياع (الطريفي) وتمسكه بـ(الدفع) أو أخذ كميات من (الأدوية) و(المعدات) الطبية (رهينة) قام الصيدلي بالاتصال بالوزير شارحاً له الأمر، فطلب الوزير من الصيدلي أن يعطي (الموبايل) لموظف (الجبايات) ليتحث معه. - ألو أنا الوزير - (فى تحد) وأنا الطريفي يا (الطريفي) موضوع (الضرائب) دا أنا اتكلمت فيهو مع الأخ المدير العام بتاعكم وكمان حا اكلموا دلوقت و... - (الطريفي مقاطعاً): مع احترامي الشديد ليك يا سعادتو لكن دا شغل وأنحنا قاعدين كنا نشيل (الكبابي) و(الكفتيرات) من ستات الشاي، القدام الصيدلية، دي وكمان (الميزان) بتاع سيد الدكان المقابل للصيدلية دي و... - (في حدة) بقول ليك خلاص أنا حا أشوف الموضوع دا مع المدير العام بتاعك. - والشلنا منهم الكبابي والمناقد والكفتيرات ديل يشوفوا الموضوع بتاعم مع منو؟!. عندما أحس (الوزير) بأن (الطريفي) ما براهو، قام بقفل (السكة) وقام بالاتصال على الفور بمدير عام (ديوان الضرائب) الذي بعد أن فهم الموضوع اتصل على (الطريفي) في هاتفه الجوال وما هي إلا دقيقتين حتى رن جوال (الطريفي) وهو لا يزال في الصيدلية، أخرج الطريفي موبايله من جيبه ونظر إلى الرقم فوجده رقم المدير العام. - نعم سعادتك.. - يا (الطريفي) أنا اتصل بي السيد (الوزير) هسع وقال إنك هسع في (الصيدلية) بتاعتو وقلت ليهم يا يدفعوا يا حا تشيل حاجات رهائن. - يا سعادتك حسب تعليماتك أنو أي زول عليهو أى (جبايات) ما دفعا نشيلا منو ولو رفض أو ما دفع (ناخد) منو حاجات (رهائن) وهسع أنحنا ستات الشاي ما قاعدين نخليهم، بتاعين الطبالي ما قاعدين نخليهم ، وبرضو بتاعين الدكاكين - يا (الطريفي) موضوع (الصيدلية) دا خليهو لي. - )في حسم) ما بخليهو. - (في غضب وقد تفاجأ) قلت شنو؟! - قلت ليك ما بخليهو.. وزي ما القانون مشى على الناس الغلابة ديل يمشي على أي زول. - (فى لهجه آمرة) يا موظف سيب الموقع دا هسع وتعال المكتب. - والله لو ما (قفلتها) ما بجي هنا وجد (المدير العام) نفسه في ورطة كبيرة، فهو قد طمأن (سيادة الوزير) بأن الأمر منتهي وأنه سوف يقوم بأمر (الموظف) الطريفي بغض النظر عن المسألة، فماذا سيقول لسيادته لو أن (الطريفي) ركب راسو وقام بقفل الصيدلية، ووضع (الطبل والأقفال) على أبوابها (الأربعة) وأخذ الأدوية والأجهزة والمعدات كرهائن. رفع (المدير العام) سماعة التلفون واتصل بمدير التحصيل (الرئيس المباشر للطريفى) - شوف يا (عبدالرحمن) أنا عاوزك تمشي هسع (صيدلية الوزير) القدام (طلمبة البنزين) دى وتجيب لي الموظف بتاعك الاسمو الطريفي دا هسع. - مالو سعادتك؟؟ - دا عاوز يقفل الصيدلية ويشيل (حاجات) رهائن عشان الصيدلية مما عملوها ما دفعت (الجبايات) العليها. - لا والله يا سعادتك ما عندو (حق) أنا هسع ح أكلم (عبدالباقي) يمشي يجيبو. ما تكلم لا (عبدالباقي) لا (عبدالسميع) تمشي انت هسع بي نفسك تجيبو وتجي (ثم مواصلاً) أنا اودي وشي وين من الوزير؟!. - قام (عبدالرحمن) مدير التحصيل ومعه مساعده (عبدالباقي) بركوب البوكس والذهاب إلى الصيدلية وعندما توقف البوكس أمام الصيدلية، كان الطريفي ومعه القوة التي معه يقومون برفع كميات من الأدوية والأجهزة الطبية على (البوكس). - دا شنو يا الطريفي البتعمل فيهو دا؟ - شنو ما قاعد اشتغل.. - (مخاطبا العمال) اقيفوا يا جماعة خلاص وقفوا ما تشيلوا حاجة تاني. - (الطريفي يأمر العمال ) ما تقيفوا شيلو الحاجات القلتها ليكم كلها ارفعوها في البوكس. - انت يا (الطريفي) جنيت؟! - ما جنيت لكن قاعد انفذ في تعليماتك وأنت رئيسي. - طيب هسع تعليمات جديدة خلي (الصيدلية) دي وارجع المكتب. - أنا شغال بالقانون وما قاعد أعمل حاجه من عندى تجمهر (الباعة) و(المارة) وأصحاب المحلات ... توقف بعض أفراد القوة عن نقل الأدوية والمعدات تنفيذاً لأوامر (سيد عبدالرحمن) بعضهم كان لا يزال يقوم بنقل الأشياء ... (الصيادلة) وقفوا خارج الصيدلية وهم غير مصدقين لما يحدث .. - أها يا (عبدالرحمن) خلاص انتهيتو من الموضوع؟! - والله يا سعادة المدير العام (الطريفي) دا راكب راسو ورفض يسمع كلامي وهسع (مشيل) ليهو (دفارين) أدوية وقاعد يملا في بوكس تاني معدات وأجهزة طبية. - (في غضب) جيبو لي هسع، ووقف المهزلة دي، أنا (الوزير) اتصل علي هسع وقلت ليهو الموضوع انتهى. - يا سعادتك والله أنا ما قدرت عليهو هو موظف وعندو سلطات قاعد يمارس فيها. - (فى غضب شديد) اديني ليهو - شوف يا الطريفي أنت مفصول.. مفصووووووووووووول - عرفناكم قاعدين تشيلو الناس (الصالح العام) كما تشيلوهم وهم في (الشارع العام) - ثم في حدة - لمن أجي (المكتب) هناك أفصلني. - الطريفي أنت مفصول ورجع حاجات (الصيدلية) دي. - وأنحنا كنا (المساكين) ديل قاعدين نرجع ليهم حاجاتهم. - (في وعيد وتهديد) طيب أنا ح اوريك. ما أن وضع (المدير العام) سماعة التلفون حتى اتصل به سعادة (الوزير) - أها الموضوع خلاص انتهى؟! - نعم سعادتك الموضوع خلاص انتهى والحمد لله - لكن هسع دكتور (معاوية) اتصل علي من (الصيدلية) وقال لي الموظف بتاعكم راكب راسو. - لا.. الطريفي دا أنا هسع (فصلتوا) بالتلفون.. وكلفت مدير التحصيل (عبدالرحمن) ومساعدو (عبدالباقى) انو ينهوا المسألة. - لا عال.. شكراً. فى محاولة للخروج من هذه (الورطة) قام (المدير العام) من كرسيه (الدوار) ..ارتدى (بدلته) في سرعة وطلب من سائقه التوجه به إلى (صيدلية الوزير).. توقفت العربة الكامري (المظللة) أمام الصيدلية والتي تجمهر أمامها خلق كثير، قام المدير العام بفج الحشود حتى وصل إلى حيث توجد (الدفارات) التى إستأجرها (الطريفى) خصيصاً وقد قاربت على الإمتلاء بينما كانت هناك مشادة بين (الطريفي) من جهه و(عبدالرحمن وعبدالباقى) من جهه أخرى لكنهما ما أن قاما برؤية (المدير العام) حتى هرولا نحوه : - والله يا سعادتك (الطريفي) دا لا عاوز يسمع كلامنا لا عاوز يسمع كلامك ويخلي الموضوع دا. - قام (المدير العام) باصطحاب (الطريفي) بعيداً عن الجمهور بعد أن قرأ على وجهه علامات التمادي في تصرفه. - يا (الطريفي) يا أخي ما تحرجني موضوع (الصيدلية) دا خليهو، والسيد الوزير اتصل علي هسع وقال ح يدفع العليهو كلو. - انت مش قلت لي هسع في التلفون اني مفصول؟! - يا الطريفي أنا (بهظر) معاك ساكت .. معقول موظف يفصلوهو بالتلفون؟! - والله انتو تفصلوا الزول (بالانترنت) - يا الطريفي استهدى بالله وما تخليني اتصرف معاك تصرف ما كويس - تصرف ما كويس ؟؟ أنا موظف دولة وقاعد أؤدي في عملي، بعدين لمن ارجع المكتب افصلوني قال الطريفي حديثه ذلك واتجه نحو (الدفار) الأخير الذي كان قد تم (تستيفه) بالأدوية والمعدات الطبية ثم أدخل يده فى (طابلون) البوكس وأخرج عدداً من (الطبل والأقفال) التى أخذ يلوح بها للجماهير المحتشدة والتي علمت بما يجري فأخذت في الهتاف : شيلو (الحـقن) شيلو (الشاش) دا القـــانون والا بـــلاش شالت الهاشمية الطريفي فطلع على ظهر البوكس وأخذ يلوح بـ(الطبل) للجماهير، ثم في نشوته تلك ارتجل كلمة مخاطباً بها الجماهير : - يا جماهير الشعب السوداني (الفضل) ويا تجار السوق الجديد، ويا أصحاب المهن الهامشية، هذه الصيدلية التي ترونها امامكم لم يقم صاحبها بدفع (الضرائب) منذ أن افتتحت قبل عشر سنوات، اتدرون كم هي (الضرائب) التي قدرت عليها؟!، خمسمائة مليون جنيه، اتدرون لماذا لم يسألها أحد طيلة هذه السنوات؟! لأن مالكها مسؤول كبير.. وزير.. نعم إن محال وشركات ومصانع المسؤولين لا تسأل عن أى نوع من الرسوم أو الجبايات أو التراخيص لكنكم تسألون، انتم أيها الضعفاء الفقراء المساكين.. يا أصحاب المهن التي لا تدر لكم إلا قوت يومكم بالكاد ...الآن سوف نقوم بقفل هذه الصيدلية حتى تمشى (الثعابين) أقصد القوانين على الكبير والصغير، ثم قام بوضع الطبل على كل الأبواب بينما كان (عبدالرحمن) و(عبدالباقي) يناشدانه في ضعف : - يا الطريفي عليك الله خلي الموضوع دا.. ياخي المدير العام دا الوزير ح يشيلو.. ركب الطريفي في البوكس وأشار إلى بقية (الدفارات) بالانطلاق نحو مبنى ديوان (الضرائب) تحت هتاف الجماهير المحتشدة . بعد أشهر قلائل كانت (التومة) ست الشاي تقوم باحضار كباية شاي لدكتور (معاوية) في الصيدلية وفي طريقها اشتمت رائحة (طعمية كاربة)، فذهبت لتشتري لها (ساندوتشا) ... كان وجه البائع وهو يقوم بوضع (الطعمية) على (الصاج) مألوفاً لديها، حاولت أن تتذكر أين رأت وجه ذلك الشخص..... ما لبثت أن تذكرت - هى ده ما (الطريفي) بتاع (الكشة) .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (ســـيناريوهات) : الطـريفى بتاع الكـشة (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
استاذ الفاتح.. تحيات جميلة نسوقها لك.. وامنيات بدوام العافية كل يوم ابحث عن سيناريوهاتك.. اشعر بنشوة من وجد الكنز حينما أجد جديدها.. وألوذ بحسرتي حينما لا يتوافر ذلك.. هذه الشخصيات التي تأتي بها هنا.. نتفاعل معها بكثافة، ذلك أننا نراه بيننا كل يوم، وكأنك لا تكتفي بالنظر اليها مثلنا، إنما تأخذك العزة بفعل التقصي، فتأتينا بما غاب منا.. لك كل المودات الخالصة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (ســـيناريوهات) : الطـريفى بتاع الكـشة (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
أخي الفاتح
راس الطريفي الناشفة خلتو يفارق الوظيفة مفارقة الطريفي لي جملو دي أولاً ، أما ثانياً: تحت أي بند أحيل الطريفي للمعاش ؟ ( للصالح العام ؟ لسوء الأخلاق والنفاق ؟ سوء الأداء الوظيفي؟ عدم طاعة رؤسائه؟).. وبعد أن مهنة طعمجي ( مشتقة من طعمية) هل جاتو كشه جباية ضرائب على تربحه من التجارة في الأطعمة الجاهزة Fast Food ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (ســـيناريوهات) : الطـريفى بتاع الكـشة (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الاخ المبدع الفاتح .. فتح الله عليك من الخير الكتير صبحا ومساء ود يوسف .. مبدع حد الدهشة .. متابعاك بشغف .. واصل عين الله ترعاك يا ود جبرا... جبر الله كسر اهلى الغلابة فى الزمن الضرير شكرا للنص الجميل رغم ما يحوى من وجع للطريفى شكرا اخى جبرا شكرا محنة اسماء الجنيد مسقط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (ســـيناريوهات) : الطـريفى بتاع الكـشة (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
Quote: راس الطريفي الناشفة خلتو يفارق الوظيفة مفارقة الطريفي لي جملو |
تعرف يا أبوبكر يا خوى أنا ذى ناس الطريفى ديل ذاتم عندى فيهم راى يعنى الزول لمن الحاجة تجيهو فى (اللحم الحى) حتين (يستعدل) ... أنحنا مع الناس (المستعداين) خلقه من يومهم !!!
تحياتى على (التعليق) و(المرور) ولك خالص حبى
الفاتح جبرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (ســـيناريوهات) : الطـريفى بتاع الكـشة (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
صوت : ياراجل ماتسكت عشان تربي اولادك صوت اخر: ولو سكتا وضربتني حافلة بعد ساعه من هسي.. راح تقولي للاولاد شنو؟؟ صوت : حاقول ليهم ابوكم مات بي درب لقمة العيش !!! صوت اخر: وليه ماتقولي ليهم الحقيقة؟؟ ابوكم مات جبان !!!
استاذ الفاتح.. لك التحية وانت تقرئنا (بضم التاء) بين السطور سيناريوهات لاموات يسرحون بيننا.. لاعزاء لبيت المال.. ولاكفتيرة لست الشاي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (ســـيناريوهات) : الطـريفى بتاع الكـشة (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
أخي الفاتح جبرا تحية وبعد أولا أسفي على هذا البوست الذي سيرحل إلى الأرشيف، إن لم ترفع الرابط للأخ بكري أبوبكر واسمح لي بتعليق عجل ، أقل من مستوى النص، ولتعذرني لضيق الوقت هذا العمل: * أبسط و أسهل نوع في القراءة وأصعب نوع في التأليف ؛ فهو من اليومي، الحياتي ، المعاش و العمل يدخل تحت إطار السهل الممتنع، وهو نموذج طيب للأعمال التي تلامس حياتنا اليومية ولا يقل عن روعة سيناريوهات دمعة غريق، إلا أنني أعد الأول (ملحمة إجتماعية ناطقة). * أعجبني التصعيد في الإحداث إلى قمتها في تدرج فطن إليه صاحب النص. ينمو العمل من مجرد التقديم والتعريف بالبيئة والمصطلحات (الكشه) إلى الحوار العادي، ثم يحتدم النقاش بعد ذلك حتى يصل إلى مستوى الهتاف
Quote: شيلو (الحـقن) شيلو (الشاش) دا القـــانون والا بـــلاش
|
ثم الخطابة في موكب المتظاهرين * كانت المقارنة ذكية بين وضع الموظف الطريفي وسلطاته (أسباب الراحة) و وضعه (الخاص) في المنزل. * جبرا يملك عبقرية تمكنه من استخدام الأسطورة و توظيف الأحلام و معالجة أفكار تسود في المجتمع السوداني، سماها الطريفي بالدجل أو الشعوذه ، ولكن الطريفي نفسه لم ينجُ من ثقافة مجتمعه، فعادت تطارده في رؤاه، والذي حدث للطريفي هي صحوة (ضميره) الغائب، في لحظة إنسانية، لا لحظة ضعف، حينما مرضت بنته ولم يجد الدواء إلا في الموقع الذي يخرج عن سلطاته. * فِعْلُ الطريفي واقتحامه الصيدلية، كان محاولة لإرضاء النفس والتكفير عن تقصيره، وإن مارسه بغير وعي. مثلما خرجت منه عبارة (الثعابين) فقال للجماهير
Quote: الآن سوف نقوم بقفل هذه الصيدلية حتى تمشى (الثعابين) أقصد القوانين على الكبير والصغير، |
فكانت دليلا على رد فعل الحلم في نفس الموظف. * يعجبني أن جبرا يوظف المفردات العامية دون حرج ويفترض أن القاريء يفهمه. أعني عبارات هي أكبر من مجرد مفردات (راكب راسو) ( عندما أحس الوزير بأن الطريفي مابراهو.) (الليلة يا تدفع .. يا تدفع). (وقعتو سودا). (العين الحمراء) . طيب أنا ح اوريك وهي استخدام للغة (سودانية بحتة). ولن تجد قطرا عربيا آخر يستعمل نفس المفردات ، نفس الإستعمال السوداني الخاص. * ألاحظ أيضا أن الطريفي رغم (ثورته) لم يستطع التخلص من (إجرائيات) العمل، فلما حدثه الوزير ، رد عليه بعبارات مثل (سعادتك) رغم تحديه له بعبارة ( وأنا الطريفي) وهذه رواسب يا أخي جبرا تحتاج إلى مرور وقت طويل ليتخلص منها الطريفي، وشاهد آخر على هذه (الإجرائية) أنه قال لرئيسه: (أنا بنفذ في تعليماتكم)، وهو يعلم أنه يخالف التعليمات على المستوى الخاص، غير المصرح به، فسبب ترقيته عدم تعرضه لأعمال المسئولين. * أجمل ما لفت نظري في النص هو تحول الطريفي الذي كان يتكلم بالعامية إلى اللغة الفصيحة ، لما أراد أن يخطب في المحتشدين. وربما كان هذا إشارة إلى أن حمى (الخطابة) المرتبطة بحمى (المظاهرات) و (المسيرات)، صارت سمة في المجتمع السوداني. مبروك جبرا، فهذا عمل ماتع حد المتعة. يفضح ويعري كثيرا من القضايا (المسكوت عنها) في المجتمع السوداني، بتحولاته الجديدة، السياسي ، الإجتماعي، الإقتصادي بتداخلات غريبة رغم هشاشتها.
أخي صلنا بالجمال دوما ولا تحرمنا المتعة، ونحن في انتظار الجديد. فمثل هذه الأعمال هي بداية التغيير، إلى الأفضل. وعاش السودان حرا مستقلا، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الإستقلال.
| |
|
|
|
|
|
|
|