|
"المعارضه الحالمه" -صلاح ابراهيم احمد
|
Quote: المعارضه الحالمه
فشلت المعارضه في السودان من المساس بشعره من رأس الانقاذ طوال ثمانيه عشر عاما . وبعد محاولات غير جاده في العمل العسكري من جانب المعارضه الشماليه انتهت امور المعارضه اما الي مصالحه غير مجديه أو بقاء في الخارج اقل جدوي . ولجأت المعارضه الي الندوات والبيانات تخاطب بها الصفوه في الدور والمنتديات واما مخاطبه الجماهير فانحصرت علي زيارات متباعده للاقاليم كانت اقرب للمهرجانات تحظي فيها الجماهير بمشاهده قادتهم . ثم يعودون من حيث أتوا في انتظار الزياره التاليه .
ولكن حتي هذه الصله الموسميه استطاعت الانقاذ افسادها بكل ذكاء بتشجيع قاده الاحزاب علي التطبيع – اذ درجوا علي دعوتهم لكل مناسباتهم فيذهب هؤلاء ويلقون كلماتهم ولكن تظهر صورهم فقط وهم يصافحون قاده الانقاذ ويجلسون وصطهم مما ادخل الجماهير في متاه . واكبر عمليه تطبيع استدرجت لها الانقاذ قاده الاحزاب هي هيئه جمع الصف الوطني – اذ كلفت مشير ولواء من مريديها باقناع قاده المعأرضه بحضور ما اسموه لجنه الحكماء ومن الغريب أن يرتضي الزعماء هؤلاء ليكونوا لجنه اختيار لتحكم عليهم ان كانوا حكماء ام لا – في حين أنهم مشيرهم ولواءهم غير مؤهلين اخلاقيا ولا سياسيا لهذه المهمه فمن خان قسمه المغلظ علي القران بحمايه ثوره مايو الاشتراكيه المنصوره ابدا باذن الله ثم حنث بقسمه ثم نقض بيعته لامير المؤمنين جعفر نميري ليس مؤهل اخلاقيا ليختار حكماء و من افرغ انتفاضه ابريل من محتواها بدون تنفيذ بند من مبادئها ليس مؤهل للاختيار سياسيا . ولكن ارتضي القاده انتظار نتائج لجنه الاختيار وعندما اخطرهم اللواء بانهم قد اجتازوا حاجز الكفاءه وتم اختيارهم اصابتهم فرحه غامره ولابد وأنهم احتفلوا بذلك – خصوصا وأن اللجنه قد أخطرتهم بأن لجنه الحكماء سيرأسها رئيس الانقاذ شخصيا – ثم دعوهم لحضور اجتماعا لاأجنده له ومحاط بسياج من نار فلقد وضح لهم الدكتور نافع أن الاغلبيه التي يتمتع بها المؤتمر الوطني خط أحمر لايمكن تجاوزه او طرحه للنقاش – وبما أن التحول الديمقراطي المنشود لن يتم الا بالغاء جميع القوانيين سيئه السمعه المخالفه للدستور وأن مايقف حجر عثره في تغييرها هو اغلبيه المؤتمر الوطني المحظور التحدث عنها فيغيب عن فطنتي جدوي هذا الاجتماع سواء وصف بالحكمه ام بغيرها .
صلاح ابراهيم |
|
|
|
|
|
|