|
مرتضي الغالي-الأخبار المضروبة
|
Quote: الأخبار المضروبة
مرتضي الغالي يجب ان تعتذر بعض الصحف الصادرة في الخرطوم للقارئ عن ما وقعت فيه أول أمس وهي تحمل خطوطاً عريضة لأنباء تؤكد سقوط العاصمة التشادية إنجمينا وهروب الرئيس إدريس دبي في حين لم تسقط العاصمة وقتها في أيدى المعارضة المسلحة ولم يهرب دبي وإنما هربت المهنية وتوارت خجلاً وتضرجت المصداقية تحت سنابك المانشيتات الصارخة التي لم تكمل التحري المطلوب ولم تراع شروط الدقة في ما نقلته ..! ولأول مرة تتم إضافة مدرسة جديدة في الصحافة هي مدرسة تعبير المانشيت عن (الأماني) بدلاً عن الحقائق ..!! مثل هذه التغطية الصحيفة هي التي يمكن ان تزيد الشكوك حول ما تتناقله المصادر الخارجية والاقليمية حول أدوار مساندة للمتمردين التشاديين من داخل السودان خاصة وان بعض هذه الصحف مضت خطوات أبعد وهي تعلن عن موعد إذاعة (البيان الأول) للانقلاب العسكري الجديد الذي أكمل سيطرته على العاصمة ..! ولا نرى أى معنى للإحتفاء بالإنقلابات العسكرية التي يرفض الاتحاد الإفريقي أي اعتراف بها والسودان عضو كامل العضوية في ذلك الاتحاد ، فلماذا يجوز في تشاد ما يرفضه الجماعة في السودان ؟! ومع ذلك فإن المواقف السياسية لا يصح ان تتسلل إلى كتابة الأخبار الى درجة تجاوز الوقائع فيمكن ان تقول إنك تأمل او تحب سقوط الحكومة التشادية ولكنك لا تكتب خبراً تعلن فيه إنتهاء ذلك النظام وهروب رئيسه قبل ان يحدث ذلك خاصة وان العالم أصبح (حارة صغيرة) لا تخفى فيها خافية ..! واذا ذهب نظام إدريس دبي أو لم يذهب فإن المراقبين حول العالم سيربطون بين مجريات الأحداث والدول المجاورة لتشاد ، ومنذ الآن تحدثت بعض المصادر عن تصريحات منسوبة لمسئولين كبار في السودان حول (أخبار سارة) متوقعة في وقت لم يبلغ فيه تقدم القوات التشادية المعارضة تلك الدرجة التي بلغتها فيما بعد حول طوق العاصمة إنجمينا وقصر الرئاسة ..! الأخبار التي ترد في الصحف ينبغي ان تكون على درجة عالية من الصحة حتى لا تسقط ثقة الناس فيها وهذا ما حدث طيلة يوم الأمس حيث أتضح لكثير من المتابعين ان بعض الصحف قد خدعتهم عن حقيقة الأوضاع في تشاد فذهبوا يبحثون عن الأخبار الموثوقة في الاذاعات التي يعرفون درجة مصداقيتها ثم علموا أن الأمر لم يكن كما صورته بعض صحف الخرطوم وسيكون من العسير على كثير من الناس الاعتماد مرة أخرى وبصورة قاطعة على صحافة الخرطوم اذا وقعت أحدث مشابهة في أية منطقة من افريقيا او العالم ..! يا ترى لماذا إنزلقت بعض الصحف الى نشر أنباء غير موثوقة بكل هذه الثقة ؟؟! إذا كان الخطأ مهنياً خالصاً فيمكن معالجته ولكن المصيبة أن تكون بعض الصحف التي تبنت هذه (الأخبار المضروبة) قد فعلت ذلك مجاملة لبعض (النوايا السياسة الرسمية) أو تنفيذاً لحملة تم رسمها خارج الصحف للتأثير على الأحداث !! وقد لاحظ الناس في الآونة الأخيرة ممارسات صحفية تفوح منها (رائحة أسماك الأمس) عبر بعض الأخبار المصنوعة و(التسريبات المفبركة) ..ولكن من حقائق الاشياء في حكمة الخالق أن الورود التي يتم نثرها على (فم القفة) لا تستطيع ان تخفى رائحة السمك الفاسد ..!! |
|
|
|
|
|
|