معاً نرتقي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 08:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.نزار محمد عثمان( نزار محمد عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2003, 08:04 AM

نزار محمد عثمان
<aنزار محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 1692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
معاً نرتقي

    كيف ترى الدنيا ؟ هل تراها من خلال ثقب ضيق ؛ فتبدو لك صغيرة الأرجاء ، ضيقة الأركان ، قليلة الموارد ، شحيحة الإمكانيات ، مليئة بالمنافسين الذين يسعون للتغلب عليك ؟ هل تتألم لنجاح الآخرين؟ هل تحبط لتفوق الأقران ، هل ترى الدنيا كمعركة لابد أن يكون فيها منتصر ومهزوم؟ أم هل تراها قليلة الخيرات إذا نال فيها شخص شيئاً من نجاح فمعنى ذلك أنه يُنقص من نصيبك .
    إن كنت تراها كذلك فاعلم أن أعتى كفار قريش ( أبا جهل) كان يراها كذلك فإياك و التشبه به ، فقد أخرج ابن اسحاق والبيهقي عن الزهري قال حُدّثت أن أبا جهل وأبا سفيان والأخنس بن شريق خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله وهو يصلي بالليل في بيته وأخذ كل رجل منهم مجلسا ليستمع منه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا أصبحوا وطلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فتلاوموا قال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا فلما كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فقالوا لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود، فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج، حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال: أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد فقال :يا أبا ثعلبة لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها. فقال الأخنس: وأنا والذي حلفت ثم خرج من عنده ،حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال : ماذا سمعت تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا ،وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا ؛حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه فقام الأخنس بن شريق1 .
    عقلية السعة و عقلية الشح
    إن أبا جهل لم يمنعه من الإيمان إلا ظنه أن بني عبد مناف سيذهبون بالشرف كله و لن يبقى له و لقومه شيء ، و ما درى أن هناك جوانب من الشرف لا تحصى ولا تعد في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم حازها الذين اتبعوه من أنصار و فرس و روم .
    إن عقلية الشح تطلب الشرف كله لها وحدها و لا تقبل أن تشارك الآخرين في ربح أو نجاح أو شرف حتى و لو كانت مشاركة الآخرين تعود عليها بأضعاف ما تحصل عليه منفردة من ربح و نجاح و شرف ، بل حتى و لو كان من يريد مشاركتهم أحد أصحاب الفضل عليهم من ذوى القربى.
    و في الجانب الآخر هناك عقلية السعة .. التي ترى أن الكون واسع رحيب .. موارده متجددة .. و خيراته متعدده .. يكفي الجميع .. و يسع الكل ..(ولله خزائن السموات والأرض والله على كل شئ قدير).. وأن النجاح و التفوق و السعادة و الشهرة و الثروة كلها ليست تقبل المشاركة فحسب بل تزكو و تتضاعف بالمشاركة ، فقد صحّ عن النبي  أنه قال :" ما نقص مال عبد من صدقة" ، كما صح قولهم عن العلم
    يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص إن به كفاً شددتا
    إن النجاح الحقيقي هو النجاح في نقل النجاح للآخرين.. و إن الفرح الحقيقي هو الفرح بنقل الفرح للآخرين يقول الشيخ سيد قطب –رحمه الله- : ( إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لان نرى أفكارنا و عقائدنا ملكاً للآخرين و نحن بعد أحياء ، إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح - ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض – زاداً للآخرين و رياً ، ليكفي لأن تفيض قلوبنا بالرضى و السعادة و الاطمئنان !.
    (التجار) وحدهم هم الذين يحرصون على العلاقات التجارية لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون و يسلبونهم حقهم من الربح ، أما المفكرون و أصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم و عقائدهم و يؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين!. )1
    إن الذي امتلأ شحاً و أنانية ..و احتكر عمره لنفسه .. وعاش حياته لذاته ..و حجب خيره عن غيره ..سيعيش عمراً قصيراً مهما طال ..و سيموت حقيراً مهما حاز يقول الشيخ سيد قطب –رحمه الله- : (عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرةً ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، و تنتهي بانتهاء عمرنا المحدود !، أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فان الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الانسانية و وتمتد بعد مفارقتنا لهذه الأرض!..
    إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ، نربحها حقيقة لا وهماً ، فتصور الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا و ساعاتنا و لحظاتنا ، و ليست الحياة بعدد السنين ، و لكنها بعدد المشاعر ، و ما يسميه الواقعيون في هذه الحالة وهماً هو في الواقع حقيقة أصح من كل حقائقهم ! .. لان الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة ، جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي ، و متى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته ، فقد عاش حياة مضاعفة فعلاً .. يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلي جدال !
    إننا نعيش لأنفسنا حياةً مضاعفة حينما نعيش للآخرين ، و بقدر ما يضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا و نضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية )2
    طرق التفاعل الانساني :
    يري بعض علماء الاجتماع (د. ستيفن أر كوفي) أن فلسفات التعامل الإنساني يمكن أن تلخص في الآتي :
    فلسفة أنا أكسب و انت تكسب
    وهي فلسفة المنفعة المشتركة المرضية للطرفين في كافة المعاملات ..و التي تقوم على نظرةٍ تعاونية - و ليست تنافسية – للحياة ، نابعةٍ من عقليةٍ تؤمن أن هناك متسعاً للجميع .. وأن نجاح فرد لا يعني بالضرورة فشل الآخرين .
    أكثر الناس ينظرون للحياة بحدية : أبيض أو أسود ، أكسب أو أخسر ، وهذه النظرة خاطئة لأنها تعتمد على القوة و المركز الاجتماعي وعلى المنصب ، لكن دائماً هنالك الخيار الثالث الذي توفره فلسفة أنا أكسب وأنت تكسب الخيار الذي يقول ليست طريقتي و لا طريقتك بل طريقتنا الأفضل .
    إن فلسفة أنا أكسب وأنت تكسب تجعل الطرفين يقفان في خط واحد، يفكران ويتعاونان ويرتقيان ، لذلك فهي تلغي التنافس الذي ينطلق من عقلية الشح، والذي يجعل الطرفين المتعامِلَين متضادين، غير أنها تتيح مجالاً للتنافس الشريف (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) :التنافس في نشر الخير، ونفع الناس، وفعل الصالحات، والتقرب إلى الله، فذلك نبع مدرار، لا يغيض ولا ينضب،يأخذ فيه كل فرد بقدره، ويكون كالإخاذ ، قال مسروق : (لقد جالست أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فوجدتهم كالإخاذ (الغدير) ، فالإخاذ يروي الرجل ، والإخاذ يروي الرجلين ، والإخاذ يروي العشرة ، والإخاذ يروي المئة ، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم ، فوجدت عبد الله ابن مسعود من ذلك الإخاذ) ، وصدق الله العظيم :" أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها"
    أنا أكسب و أنت تخسر
    وهي الفلسفة التي ترى الحياة مضمار سباقٍ كبير يتنافس فيه الناس ..و إذا كسبت أنا فأنت لا شك خاسر.
    الناس غرقون في هذه الفلسفة .. و كثيراً ما نشجع الآخرين علىالتصرف وفق هذه الفلسفة دون أن ندري .. إننا عندما نقارن شخصاً بآخر و عندما نقدم حبنا وجهدنا و مساعدتنا على أساس المقارنة فإننا نخلق جواً مناسباً لهذه الفلسفة. كم من الآباء من يُنشّيء أبناءه على هذه الطريقة .. و يربي عقولهم على هذه الفلسفة .. و يقف موقف المشجع في حلبة صراع ليهنئ الفائز و يتحسر على الخاسر .
    إن كل مقارنة لا يحدد فيها وجه المقارنة تعد من قِبل العموميات التي لا يقبلها منصف ، ذلك لأن الناس ليسوا أرقاماً ولا كميات حتى نقول إن زيداً أكبر أو أصغر أو حتى مساوٍ لعمرو دون تقييد ذلك بجانب محدد .. فكل إنسان متفرد عن الآخرين في جانب من الجوانب، ، و لا يمكن لأحدٍ أن يحل محل أحد بالتمام والكمال .. و الفروقات الفردية لا يمكن الغاؤها بحال .
    أنا أخسر و أنت تكسب
    وهي الفلسفة التي تقوم على التضحية .. و يسعى فيها أحد الطرفين للخسارة تضحية منه حتى يفوز الآخر.. و هى كسابقتها تقوم على ان ما بالعالم لا يسعنا نحن الاثنين فلابد أن أضحي حتى تكسب أنت .
    هذه الفلسفة عادة ما تخفي تحتها كثيراً من المشاعر العارمة غير المتوقعة و ربما المتناقضة .. و التي تتجمع مع مر الأيام لتنفجر في أبشع صورها.
    كثير من الناس – خاصة الزوجات والأمهات و بعض المديرين - يتأرجحون بين فلسفة أنا أكسب و أنت تخسر، و فلسفة أنا أخسر و أنت تكسب .. عندما يرهقهم الاضطراب و عدم الاستقرار و تنقصهم القدرة على المواجهة يفكرون بعقلية أنا أخسر و أنت تكسب، و عندما يتعبهم الإحباط و يؤرقهم العجز يدفعهم الغضب إلى عقلية أنا أكسب و أنت تخسر.
    3. انا أخسر و انت تخسر
    وهي الفلسفة التي يغذيها العجز و بغض الآخر وحب الانتقام .. إنها فلسفة اليهود حينما كانوا (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين) .. فلسفة شمسون حين قال : ( علىّ و على أعدائي ) .. وهي النتيجة الطبيعية لفشل فلسفة أنا أكسب و أنت تخسر فتتحول عند استحالة الكسب إلى العمل على خسارة الجميع .
    4. أنا أكسب
    وهي الفلسفة الأكثر شيوعاً .. المهم هو أن أكسب أنا .. أما أنت فلا يهمني ما يحدث لك تكسب أو تخسر .. عليك أن تتدبر أمرك .. وهذه الفلسفة أقل أنانية من فلسفة أنا اكسب وأنت تخسر .و قد تبدو لأول وهلة أنها فاعلة مُبلِغَة ،لكنها تؤدي إلى فشل أكيد مع مرور الوقت .
    أي الفلسفات أفضل؟ لا شك أن الفلسفة القائمة على المنفعة المتبادلة للطرفين هي الأفضل لأنها تحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم الوارد في الصحيحين : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه"، ولأنها تنطلق من عقلية تؤمن بسعة الكون وتجدد موارده، ولأنها تقوم على نظرة تعاونية – وليست تنافسية - للحياة . ولأنها لا تصدر إلا من شخص : نبيل النفس ، حر الخلال ، محمود الشمائل ، أريحي الطباع ينطق الإيمان من محاسن خِلاله ، ويتمثل الكرم في منطِقه وأفعاله ، فلنسع إلى إيجاده بيننا ، ولنسع إلى منفعة الأخرين مثل سعينا لنفع أنفسنا أو أكثر، ولنردد: معاً نرتقي.

    (عدل بواسطة نزار محمد عثمان on 05-15-2003, 08:15 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de