|
نباتات مقدسة------------الاس
|
نباتات مقدسة: الآس
د. كنعان محمد ، باحث عراقي
والآس يسمى في مناطق العراق الوسطى والجنوبية بـ " الياس" وهو إسم مستعار من اللغات الرافدينية القديمة، إذ أن كلمة آسا تعني الطبيب أو المعالج ولهذا جذوره البابلية المعروفة. الموطن الأصلي لنبات الآس هو منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، إذ يزرع بكثرة في الحدائق المنزلية والحدائق العامة، وتوجد في اليونان نباتات برية منه تشكل غابات صغيرة ، ونبات الأس من النباتات المدجنة منذ أزمان بعيدة، وهو ومنذ زمن سحيق ، نبات يرمز إلى الحب والسلام، ومثل الغار، كان الأبطال الأولمبين والقادة الرومان المنتصرين يقلدون أكاليلاً مضفورة من الأس أيضا.ً وقد دخل نبات الآس في الميثولوجيا، إذ تقول الأسطورة الأغريقية: أن أفروديت إلهة الحبّ والجمال، عندما كانت تستحم مرة عند نبع ماء، شاهدها الساطير الفضوليون عارية، والساطير مخلوقات خرافية نصفها الأعلى على شكل إنسان والنصف السفلي على شكل حيوان، وبهم يرمز إلى مغتصبي الفتيات. أفردويت لم تستطع التخلص من مراقبتهم وفضولهم وشرهم إلا بالإختباء بين أغصان نبات الآس، وبذلك أصبح الأس هو نبات أفروديت المفضل، وكرس دينياً لهذه الإلهة، ولذلك كان الأغريق يزرعونه حول معابدهم، وخاصة معابد أفروديت، ويعلقون أغصانه فوق رؤوس تماثيلها. واعتبر الآس رمزاً للرقة والجمال والحب والشباب، كما يرمز به إلى الإخلاص، في الحياة الزوجية خاصة، والعفة والطهارة، ولذلك كانت قلادة العروس تصنع من أغصان الآس، إلى أن حلّ محلها نبات إكليل الجبل الذي لازال يستخدم في أوروبا لحد الآن. ويحتل نبات الآس (آسا) موقعاً خاصاً مقدساً في الديانة الصابئية المندائية، حيث تظفر من أغصانه خواتم وأكاليل تستعمل في طقوس العبادة الدينية المندائية، وفي عيد التعمد بالماء الجاري يقوم الصابئة برمي خاتم الآس الموضوع بخنصر يدهم في النهر. ويدخل نبات الآس في طقوس العبادة اليهودية، إذ في عيد الخيمة ( السوكوت)، يقيم اليهود خيمة يجلسون تحتها أثناء العيد، ذكرى لليهود الأوائل عندما خرجوا من مصر وعاشوا في براري التيه. وفي هذا العيد يصنعون باقة تتكون من أربعة عناصر مقدسة هي سعف النخيل والصفصاف والآس وثمار الطرنج. والآس Myrtus communis شجيرة صغيرة يتراوح إرتفاعها بين الثلاثة إلى الخمسة أمتار، وهي من نباتات دائمة الخضرة أوراقها تنمو متقابلة على الساق، ونادراً ماتكون ثلاثية على العقدة الواحدة ، والورقة بسيطة بيضوية الشكل يتراوح طولها بين 3-5 سنتمترات حافتها مدببة وقاعدتها وتدية وحافتها ملساء، وللأوراق رائحة عطرية تفوح بشذاها عند دعكها باليد، وتستعمل للتعطيرشعبياً بتجفيفها وطحنها وخلطها مع المراهم التي تدلك بها أجسام الأطفال. وفي أبط كل ورقة تتكون زهرة واحدة، ونادراً زهرتين، والأزهار جميلة عطرية الرائحة يصل قطرها إلى سنتمترين. أوراقها التويجية ذات لون أبيض، ويشغل وسط الزهرة الكثير من الأسدية التي تحيط بالميسم البارز، ويتخصب مبيض الزهرة لتتكون ثمرة كروية الشكل يزيد قطرها عن السنتمتر الواحد قليلاً، لونها أزرق غامق مكسو بطبقة شمعية رقيقة. هذه الثمار حلوة الطعم تابلية النكهة لذيذة المذاق، تؤكل، مثل العديد من الثمار التي تنمو في المناطق الإستوائية والشبه إستوائية والتي تتبع نباتاتها عائلة الأس بعضها من الفاكهة المعروفة والمشهورة مثل الجوافة والبعض الأخر أقل شهرة مثل الفيجوا، والجامبوز، وتفاح المالاي.
-2004
|
|
|
|
|
|