|
تفسير بعض المصطلحات--------المادة
|
المادة / Matter / Matière
مقولة فلسفية تعني الواقع الموضوعي الذي يوجد مستقلا عن الوعي ومنعكسا فيه. والمادة هي تكثر لانهائي للظواهر الموجودة والأشياء والأنظمة. إنها قوام جميع الخواص والعلاقات والتفاعلات وأشكال الحركة المختلفة. ولا توجد المادة إلا في ضرب لانهائي من الأشكال العينية للتنظيم البنائي، كل منها له خواص وتفاعلات وتعقد في البناء مختلفة. وهي عنصر في نظام أكثر عمومية، ومن ثم لن يكون من الصواب أن ننظر إلى "المادة كمادة" على أنها جوهر أولي غير قابل للتحول خارج أشكالها العينية. وتنكشف الماهية الملازمة للمادة عن طريق خواصها وتفاعلاتها المتنوعة لمعرفة ما هو قائم، لمعرفة المادة نفسها. وكلما كانت المادة أكثر تعقدا كانت روابطها المتبادلة وخواصها أكثر تنوعا واختلافا، وفي أعلى مستوى من التعقد – المستوى الذي يتطابق معه مظهر الكائنات العاقلة – تظهر بعض خواص المادة، مثل الوعي، غير معتادة، ولا تشبه المادة حتى يبدو للوهلة الأولى أنه لا علاقة لها بالمرة بالمادة. ونقل هذا المفهوم إلى مرتبة المطلق، والعجز عن كشف العلاقة بين الوعي والمادة، قد أديا إلى المذاهب المثالية والثنائية المختلفة. ومن وجهة نظر المادية الجدلية يكون التعارض بين الوعي والمادة نسبيا ومشروطا، ولا يكون له معنى إلا في ضوء المشكلة الأساسية للفلسفة فيثار التعارض ويحل ويفقد خارج هذه المشكلة كل معناه المطلق. إن تأثير التحول الفعال للمجتمع يؤدي إلى وجود مجموعات معينة من الأشكال المادية في العالم المحيط (مثل وسائل وأدوات الانتاج والأبنية ومنتجات المركبات الكيماوية والسلع الاستهلاكية وما شابهها بسبب أصلها والشكل التنظيمي للمادة التي تتكون منها). ويتوقف هذا إلى حد ما على وعي الانسان حيث أنها تجسد الخطط التي يضعها الانسان لنفسه. ومع تطور العلم والتقنية سيزداد كم الاشياء المادية، وكذلك خواصها وأشكال التنظيم، وحتى أصل الوجود المتوقف على النشاط الواعي المتحول للانسان الذي يفعل في المواد الطبيعية. والأمر هنا، بالمعنى الذي لاحظه لينين من أن «وعي الانسان لن يعكس العالم الموضوعي فحسب، بل سيخلقه أيضا». إن الفهم الفلسفي للمادة كواقع موضوعي سيصبح عيانيا، وسيستكمل بآراء العلم الطبيعي عن بنائها وخواصها. وعلى أية حال لن يكون سليما توحيد المادة كمقولة فلسفية بهذه النظرة أو تلك عن بناء المادة، لأن هذه النظرات تتغير في ضوء الاكتشافات العلمية الجديدة، على حين يظل التعريف الفلسفي بلا تغير. ومن الخطأ بالمثل تعريف المادة كمقولة فلسفية بأي من أشكالها المتعينة، مثل الجوهر أو المجال (أنظر الجوهر والمجال) أو بأي من صفاتها، مثل الكتلة أو الطاقة، الخ. إن الفهم المادي الجدلي للمادة يختلف عن الفهم الميتافيزيقي لها، في أنه طبقا للفهم المادي الجدلي لا تعتبر المادة موجودة فحسب موضوعيا ومستقلة عن وعي الانسان، بل تعتبر أيضا مرتبطة ارتباطا لا انفصام له بالحركة والزمان والمكان، وقادرة على التطور الذاتي، بوصفها لانهائية كميا وكيفا في كل مستويات وجودها.
فيصل.محمد خليل
|
|
|
|
|
|