|
|
 Re: نيويورك الكبرى توقف الإشاده وتبدأ المساعده فى علاج محجوب شريف (Re: Kostawi)
|
"ليلة" ود مريم بت محمود
ضياء الدين بلال
[email protected]
محجوب شريف
ما هي العافية..؟ ان لم تكن تلك(.....) ..عندما يتآمر عليك جسدك ويناصرك الآخرون عليه.!.
محجوب شريف الذي يعد حقيبته الصغيرة ,التي تحوى اربعة من الجلابيب والملابس وعمامتين, احداها منحها له مجهول بمقابر البكري, في وفاة الراحل النبيل محمد اسماعيل الازهري..عندما راي المجهول محجوباً, الذي تكاثرت عليه الامراض, يحاصره "الحزام الناري" فيطفؤه بالضحكات, وتقعده "الرطوبة" وما هو بقاعد عن الواجبات الاجتماعية,كما ولا يمنعه مرض السكري من تناول "الطحنية"..!
..ذلك المجهول رأى محجوب ينتابه سعال حاد جراء الزحام.- ولمحجوب علاقة خاصة بالزحام نرويها في مابعد- فما كان من المجهول الا ان ينتزع عمامته من رأسه, ليمنحها لابن مريم محمود, لعلها تقيه الغبار....!
المهم ان محجوب شريف ايام قلائل فقط ,تفصله من تلقي العلاج بالعاصمة البريطانية لندن...رغم انه اصدر توجيهاته- الحنونة- لزوجته اميرة الجزولي, بعد ذلك الاحتفال الجماهيري -الذي نظم بجامعة الاحفاد- بأن تعيد جوازات السفر الى "الدولاب" وان يستعيضا عن طب الفرنجة , بما وفرته تلك الليلة من دعم معنوي فاق طاقة محجوب وبنتيه "مريم ومي" وسنبلايته اميرة, فكانت الدموع آخر خطوط الاحتمال..وكان محجوب يمسك بعمد تلك الليلة من الانهيار, تحت ضربات امواج من الحزن المسائي تأتي غاشية "حوش الاحفاد", كانت تهب مع اغاني سيف الجامعة وآمال النور وعقد الجلاد ووردي الصغير ومي محجوب -التي أجمل ماورثت عن ابيها تلك الابتسامة الخضراء- واشعار محمد طه القدال وازهري محمد علي ومحمد الحسن سالم حميد...وطيف من قلق على صحة شاعر الروائع العاطفية والملآحم الوطنية, كان يمتزج بذلك الحزن, ولكن ظلت ابتسامة محجوب راسخة في صفاء, لا تؤثر عليه تقلبات الطقس واتربته الصيفية. كان كأنه يغني في سره:
كل الجروح
بتروح
الا التى
في الروح
خلي القلب شباك
نحوالامل مفتوح
محجوب قال ان كل ما يريده في هذه الدنيا لاسرته الصغيرة(كسرة, وزير وراحة ضمير)..ولوطنه الكبير تتسع الآماني:
وطن للسلم اجنحتو
وضد الحرب اسلحتو
عدد ما فوقو ما تحتو
مدد للأرضو محتلة
سند للايدو ملوية
كانت تلك اماني الثمانينات قبل ان تخرج المظاهرات في وسط الخرطوم تطالب بالتدخل الدولي...وقبل ان يكون هنالك نازحون بمعسكر "كلمة" بنيالا يرفعون لافتات مكتوب عليها(up .up usa)..وقبل ان تتحول التكتيكات الدولية من ليّ الذراع الى قطعه..وقبل ان تصمت عشة عن الكلام المباح وتنسى ميري ان تذكرنا بشئ ما..!
شدّ ما يحزنني, اننا لم نعد نغني للوطن, كما كنا نغني, ولم يعد في حضرة جلاله يطيب الجلوس مع الرائع محمد عثمان وردي ولا يجدر القيام مع المبدع عبد الكريم الكابلي وهو يغني (القومة ليك يا وطني)..ولم تعد الحبيبة "جميلة ومستحيلة" بل اصبحت متاحة أكثر مما يجب ومباحة في حضور الشيطان وغيابه...!
واكثر ما يجذبني لمحجوب شريف لا قصائده الوطنية ولا عاطفياته الدافقة ولكن قصائده الاسرية ,و سماحه لنا -كمستمعين ومعجبين- ان ندخل معه الى بيته وهو يغني لوالدته السيدة مريم محمود(العامرة حنية) ولبنتيه مريم ومي ولزوجته اميرة الجزولي السنبلاية:
بيني وبينك الضحكة
وطعم الشاي
وطعم الخبز والسترة
وحسن الظن
وعبر قصائد محجوب اصبحنا اصدقاء لمريم ومي من شريط "تبتبات" الى دخولهن الجامعة...محجوب صادقنا بقطته المنزلية... كيف لا نقلق على صحته وهو الذي جعل من قلبه "مساكن شعبية" للجميع بلا بطاقات حزبية ملونة ولا كروت ضمان اثني مسلح..صهره السياسي والشاعر كمال الجزولي قال لي في مرة, ان محجوب لا يأتيه وارد الشعر الافي الزحام..!
نحن بنحب شاي الصباح
والمغربية مع الولاد
والزوجة والام الحنون والاصدقاء
والى اللقاء
والقدلة في السوق الكبير
نتمشى نغرق في الزحام
نعم..زحام تلك الليلة بجامعة الاحفاد ,اعاد لود مريم عافيته وللمنابر سحرها القديم!
| |
 
|
|
|
|
أسامة خلف الله مصطفى
ALGARADABI
Kostawi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست