|
|
 محمد إبراهيم نُقد..وفشل إستراتيجية التغيير عن طريق الإختفاء
|
محمد إبراهيم نُقد..وفشل إستراتيجية التغيير عن طريق الإختفاء
أسامة خلف الله مصطفى –نيويورك
[email protected]
لم تكن كلمات السيد نقد كافية لاقناع الجماهير المتعطشة شوقاَ لسماع أطول الساسة السودانيين عمراَ. لقد عاد نقد الى الساحة السياسية بعد غياب يربؤ عن الاحدى عشر عاماَ وبداء يتحدث كما كان ستالين يتحدث فى القرن التاسع عشر.....وتصاعد الغبار من فمه وهو يسترسل فى دعوتة وإيمانه بالنظام الماركسى الذى لم ينجح حتى فى إنقاذ سبع غواصين من شباك البحر العميقة ناهيك عن شعبٌ مهدد باللبننة ....ووطنٌ مهدد بالصوملة. وأظن أن السيد نٌقد لا يدرى بأن الجماهير كان تستمع له لانه تحول إلى اسطورة قديمة وليس إلى زعيم سياسى لدية جديد لانتشالنا من المآسى السياسية التى نعيشها. تخيلو أن النظام الماركسى قد طُبق ، وصودت الملكيات الفردية لصالح الدولة أو أٌممت وطبقنا النظام الشمولى (مثل الذى نعيشة الآن) وتبّعنا أجهزة الاعلام للدولة وحٌكمنا بحزب واحد هو الحزب الشيوعى السودانى....إذاَ النتيجة واضحة فانظروا الى ما أوصلنا إلية النظام الشمولى الآن مع فارق أن النظام الحالى تبنى السلوك الرأسمالى وترك القطاع العام يذهب الى سلة القمامة. أهل هذا فى كل ما جٌعبتك يا سيد نقد؟ ..وانا أعرف أنك تتبنى التعددية ولكن المنهج الماركسى يبقى مرجعك الاول والاخبر وحركة 1971 تبقى شاهداَ على مدى هشاشه الإطروحات الديمقراطية للشيوعيين.
والشئ المحير فى شخصية السيد نٌقد ليس دعاويه التى تشبه دعاوى السلفية النصوصية التى توعدنا بأن شأننا سينصلح إذا أطلقنا اللحى وامسكنا بالمسواك. ...ولكن قصص إختفائه الارسين لوبونية فى زمن الحارة. ولقد تابعت فترات إختفائة والرقم وصل الى واحد وثلاثون سنة . ولهواة علم الرياضيات أذكركم بأن فترات الديكتاتوريات وحتى الآن هى ثمان وثلاثون سنة يكون السيد نقد قد واجهها لمدة سبع سنين. ولا يفوتكم أن الادب الشيوعى السودانى ملئُ بقصائد المواجهة والمصادمة للانظمة الديكتاتورية ....فكيف بالله فات على شيخ السياسيين أن الوطن لا يتحرر من بين الجدران وان قصص إختفائة لا تصلُح لتحرير شعبٌ جريح منتظر وأن الاحرى به أن يبيع هذه القصص لكتاب الروايات وليس لشعب على حافة السقوط الحضارى والانقسام. فيا سيدى نقد لم تحرر جنوب أفريقيا بهروب مانديلا من مسرح الاحداث ولا بجلوسة أمام شاشات الفضائيات وقرأة الجرائد (كما ذكرت أنت لجريدة الشرق الاوسط عن ذكريات إختفائك.)..... لقد جلس فخر النضال الوطنى مانديلا فى غياهب السجون ثلاثة وعشرون سنة ورفض كل المساومات وأنصاف الحلول حتى حرر شعباَ بأكمله ....فهلا ضَمّنت سيرة مانديلا فى قرأتك فى إختفائك القادم؟.
وهذه السنين التى وكما يدعى السيد نقد بأنها كأنت بمحض قرار سياسى لحزب هو قابعٌ على سكرتاريتة من قبل أن يحفروا البحار ويشيدوا الجبال.فنحن نتسأل أى حزب هذا الذى لم يغير سكرتاريتة منذ السبعينات؟أليست هذه الازلية فى القيادة فى الاحزاب الطائفبة محل نقد وإستهجان ممن يعرفون بالديمقراطيين او الشيوعيين؟ أليس القرار السياسى فى أحزاب الديناصورات عبارةٌ فارغة المحتوى والمضمون؟ أليس أجدى بالحزب الشيوعى السودانى، إذا كانت لدية مكاتب سياسية حقيقية وليست صورية، أن يخرج الى الجماهير ويبررقرار إختفاء قيادتة فى عز هجير الديكتاتوريات؟ لقد سئم هذا الشعب من سماع أساطير إختفاء نقد وزهوه بها....حتى أنك ستجد هذه القصص قد أخذت مساحات كبيرة فى نداوته.....بعد أن يعلن أنه ماركسيٌ حتى النخاع. لقد قًتل نقد النضال بأختفائه.....إن التضحيات لا تعرف مكاناَ يجلس فيه المرء سنيناَ مستمتعاَ بالخضروات والفاكهة. إن ليبيا لم تُحرر من الاستعمار الايطالى بأختفاء ساستها وتتبعهم للفضائيات والانترنت (كما قلت لجريدة الشرق الاوسط). إن السجون هى منابع الثورات وليس التسلل فى أوساط الليالى للاختفاء من ساحات الفداء الوطنية وليست الكيزانية...وإن كنت فى شكٌ من ذلك فاسأل سجناْ الباستيل وأسأل أحفاد عمر المختار.
ماذا يريد نقد أن يسطر التاريخ له؟ هل فكّر فى ذلك هنيهة وهو فى إختفائه؟ هل يريدنا أن نروى لابنائنا القادمون بأن زعيم الحزب الشيوعى كان خارج منظومة النضال الوطنى لمدة واحد وثلاثون عاماَ؟ هل يريد نقد أن يقنع الجماهير إصدار جريدة الميدان هى حصاد نضالة طوال الاحدى عشر عاماَ الماضية؟ أم أن مذكراتة فى الخفاء ستحرر الخرطوم من الاخطبوط العسكرى الدينى المتطرف؟ هل يدرى نقد بأنه حول الحزب الشيوعى الى حزب متفرجيين لا صانعيين أحداث بقراره أو قرار حزبه بأعتزال الجماهير؟ هل يعلم بأن إختفائه سبط همم الجماهير لانتفاضة شعبية توقف هذا العبث بوحدة وممتلكات الوطن؟ . إن نقد مطالب من الجماهير بالاجابة على هذه الاسئلة إذا كان يريد أن يكون ملكاَ لها ...وإلإ يكون هو فى عداد النرجسسيين الذين قتلهم الزهو بأنفسهم وذكرياتهم وعاشوا فى عوالم من صنعهم. وحسبى أن أكون أريد الانتقاص من قدرك ولكن نحن من جيلٌ سئم من عدم ممارسة السياسة السودانيين للنقد الذاتى وزهو كل منهم بنفسة ولانك ملك للجماهير فوجبت محاسبتك، ويوسفنى أن أهدى إليك أبيات شعر أعرف أن كل مواطن يرددها ولكنها خاصة لك هذه المره:-
ما دايرك الميته أٌم رماداَ شح
دايراك يوم لوقا بدميك بتوشح
الميت مسولب والعجاج يكتح
أحى يا علّى سيفك بسوى التح
|
|
 
|
|
|
|
أسامة خلف الله مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست