|
Re: اين تراثنا..؟ اين اهراماتنا..؟ اين اثارنا..؟؟ اين ذاكرتنا.؟؟ هل سرق (Re: محمود الدقم)
|
ومن ينقذنا من الانقاذ؟؟
لنا مهدى
تابى كل ديكتاتورية يبتلى الله بها السودان الا ان تترك بصمة غائرة و ممضة فى صميم تاريخنا التليد كما هو الحال مع الواقع الشائه اصلا بالحلقة الجهنمية التى تطحن البلاد فى دائرة العسكر - ديمقراطية - عسكر و التى اضحت لفرط تواترها ملهاة و ماساة بكل المقاييس...
و اذا كانت فرائص السودان لا زالت ترتعد تحت وطاة فعلة ديكتاتورية عبود التى اغرقت قدرا غير يسير من اثارنا فى منطقة حلفا القديمة التى تحتوى على كنوزنا الاثرية من ممالك تاريخ السودان القديم و التى ذهبت بين غمضة عين و انتباهتها لاجل عيون بحيرة ناصر، فان البلاد تنظر اليوم بعين الرعب لنظام الانقاذ وهو يستعد للاطاحة بالبقية الباقية من الاثار لاجل عيون سد مروى هذه المرة ، هذا المشروع الذى سيودى بحياة 119 موقعا اثريا بالتمام و الكمال ، وهذا بالمناسبة ليس كلامى ، انما هى صلخة تحذير اطلقها لوكالة رويتر للانباء قبل شهور د.صلاح محمد احمد نائب المدير العام للهيئة القومية للاثار و المتاحف -والتى احسب انها ستكلفه منصبه هذا ان لم يكن عاجلا فاجلا-و الذى قال ان الاثار المهددة بالغرق تمثل كل فترات تاريخ السودان من العصور الحجرية حتى الاسلامية ومن بينها مدافن و مساكن ترجع الى العصر الحجرى الوسيط و يتراوح تاريخها بين 25و30الف سنة، واثار لحضارة كرمة التى ازدهرت من عام 2500 و حتى عام 1500 قبل الميلاد ،اضافة الى اثار من مملكتى نبتة و مروى و حصون عسكرية مسيحية و اثار اسلامية و رسومات قديمة على الصخور ، حيث بدات المسوحات الاثرية فى المنطقة منذ نهاية الثمانينات على بعد 41 كم من مدينة مروى و ستغمر مياه السد 170 كيلومترا مربعا اضافة لعدد كبير من الجزر الماهولة بالسكان و الحافلة بالاثار .حيث انه برغم مسح اكثر من 75% من المناطق المهددة بالمياه الا ان الفترة المتبقية علىانشاء السد لن تكفى ،حيث لن تقتصر تاثيرات انشائه على اثار المنطقة التى سيقام فيها فقط بل تتعداها الى الصروح التاريخية فى نبتة ونورى و البركل و الكرو و التى يعود تاريخها الى عهد ملوك عظام مثل بعانخى الذى اسس اسرة حاكمة فى مصر عام 725 قبل الميلاد و ابنه تهراقا الذى امتدت دولته حتى البحر المتوسط ، كما يخشى ايضا ان يكون للتغيرات المناخية تاثيرات سلبية على الاثار المبنية من الحجر الرملى و الاهرامات و الغرف الجنائزية زاهية الالوان !!!!!!!
*يا الهى و ماذا يتبقى لنا اذن ؟؟؟او لم يكف الانقاذ انه احتل لنفسه موقعا قسريا فى تاريخ السودان كاسوا و اقسى نظام للحكم شهدته البلاد بكل ما اتى به من [مؤشرات للنهضة و ابعاد للتحول الحضارى ]على طريقته الخاصة جدا التى شوهت مكامن الجمال و الابداع فى بلادى مفسحة المجال لكل ما هو قبيح و كئيب ليبتكر وسائل يومية لتعذيب المواطن المقهور اصلا؟؟؟؟اولم يكف هذا النظام الغريب عن قيمنا انه فعل بالبلاد وفى اقل من عقدين من الزمن ما لم تفعلها به احن الدهر و صروفه و مفاجآته غير السارة حتى ياتى اليوم ليمد اياديه - غير البريئة-ليطمس اهم ملامح تاريخ و حضارة هذا البلد الصابر و الذى كان آمنا قبل ان يروعه الانقاذ؟؟؟
ان كل ذى قلب يعى يدرك جيدا ان مشاريع التنمية لا تكون ذريعة مناسبة لانشائها على حساب المواقع الاثرية ،وحتى لو حولت معظم الاثار المهددة لمناطق جديدة فانها لن تسلم بالطبع من عمليات التلف ناهيك عن تغير القيمة السياحية للموقع الجديد باعتباره ليس المكان الاصلى للاثر ،هذا لو سلمنا جدلا ان عائدات التنمية سترجع لصالح البلاد لا لصالح جيوب البعض كما يعلق عدد غير قليل من [الخبثاء]!!واذا كانت النذر التاريخية و الاقتصادية و الانسانية لفشل مشروع سد مروى قد لاحت فى الافق قبل ان يبدا ، فمن واجب المفكرين و المثقفين و الساسة و اصحاب الاهتمام الضغط على هذا النظام لايقاف المشروع - الجريمة ،واذا كنت لا افهم جيدا لماذا تستهدف اى ديكتاتورية تاريخ البلاد رغم انها تعرف سلفا انها ستحتل ركنا انيقا فى مزبلته،فاننى لا افهم لماذا لا يجيبنى احدكم:من ينقذنا من الانقاذ؟؟؟؟
لنا مهدى
| |
|
|
|
|