دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أخي الاستاذ / عبد الباسط العدناني / لك الرحمة ولنا جميعا الصبر الجميل
|
Quote: عبد العزيز الحلو وياسر عرمان : تحيه و مساء إستوائي جميل لعبد الباسط العدناني و حزن على رحيله قبل الأوان غيب الموت واحدآ من أجود أبناء جيلنا خلسة .... غاب مثلما عاش دون ضوضاء .. الأستاذ المحامى والقاضي ... المناضل عبد الباسط محمد عبد الله العدنانى .
# و الذى درس القانون بجامعة الخرطوم و تخرج فى بداية الثمانيات من القرن الماضى
# و الذى ولد و ترعرع فى مدينة القضارف
# و الذى شد الرحال الى الحركة الشعبية لتحرير السودان فى بدايات التسعينيات من القرن الماضى و أمضى بها عشر سنوات هي الأصعب فى نضالات الحركة الشعبية لتحرير السودان
عرف الأستاذ عبد الباسط العدناني بإنسانيته الفياضة و روحه المرهفة و المعذبة بأسئلة الكون الكبرى و معاني الوجود الأنساني الأخاذ و أتخذ من نفسه مواقف باهظة الثمن على أيام الدراسة الجامعية و بعدها وكان أميزها موقفه كقاض من قوانين سبتمبر سيئة السمعة مما حدى به للوقوف فى الصف الطويل لأبناء شعبنا الذين نالت منهم تلك القوانين عقابآ و نحن لا زلنا نأسف للقوانين التى تبدأ و تنتهي بالأساءة للقضاة و القضاء .
فى السنوات الأخيرة قذفت الحياة كعادتها بتقاطعاتها و تحدياتها و تعقيداتها بأسئلة صعبة فى طريق صديقنا عبد الباسط العدناني ... أجاب عليها كما أراد هو ... و هجر صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان و خلف أسفآ و أسى عند أصدقائه و معارفه و ظل و لا يزال يحظى بحبنا و إحترامنا و أشواقنا قبل و بعد كل لقاء صدفي جادت به الحياة قبل الرحيل .
و الذين تعرفوا على عبد الباسط العدناني من أبناء جيله كم يعز عليهم الرحيل المبكر قبل الأوان سيما الذين عاصروه سنوات الدراسة و سنوات الحركة الشعبية لتحرير السودان و على نحو أخص فى شرق الأستوائية و شرق السودان و نذكر منهم كمال الدين الوسيله و ياسر جعفر السنهوري و عبد الباقي محمد مختار و نيال دينق نيال و بول ميوم أكيج و محمد سعيد بازرعة و محمد أحمد عمر الحبوب و الطاهر محمد أدريس و رمضان حسن نمر و حافظ الشريف و وفاقان أموم أوكيج و توماس سيرليو و اوغستينو مدوت فريغ و جيمس هوث ماي و خالد محمد عبد الله جادين وغيرهم كثر لهم إعتذارنا حتى كامل الرضا و المسامحة .
في أزمنة الحركة الشعبية الصعبة و فى ناتينقا بشرق الأستوائية حظي عبد الباسط بإحترام الشهداء القادمين قبل الأحياء و فى عبارة موحية و موجعة قال له الشهيد مجوك ماج ... يا كمال و عبد الباسط إن لم ننجز مهمتنا و نحقق السودان الجديد الموحد وبدلآ عن ذلك إنفصل الجنوب فأن الأجيال القادمة ستحقق السودان الجديد الموحد و لكم تمنيت أن أكون من شمال السودان و في مثل موقفكم لأنكم فى الجانب الصحيح من التاريخ و الذين يعرفون مجوك ماج و أسعدتهم الحياة ببهجة التعرف عليه و على زهنه الوقاد و الثاقب و وجدانه المفعم بالأنسانية يدركون قيمة عبارته .
الآن عبد الباسط العدناني و روحه السمحة و المعذبة و المرهفة و هي تسمو فوق تفاهات الحياة و نزقها و إغراءاتها و مقالبها و تقلباتها يبدو كأبهى ما يكون . يظل صوته يصدح بأشعاره المترعه بالحياة و التى كم أسفنا لأنها لم تجد نصيبها من التدوين و الحفظ . و قراءاته العذبة لأشعار مصطفى سند و هو يتلوها فى أمسيات غابات الجنوب الأستوائية و جبال شرق السودان المشرئبة و يرنو نحو أفق بعيد .
## ها نحن أصدقائك الرفاق نستعيدك للحياة من جديد عبر مساحات أحزاننا الخاصة كأجمل ما تكون و في أنقي لحظات أنسانيتك .
## ها نحن أصدقائك الرفاق نحيك و نعلي شارات الحداد و نود تقبيل روحك المتوثبة و حبك ذو المعاني للحلاج و محمود محمد طه و رايات التقدم و المهمشين و الهامش و حق الآخرين في أن يكونوا آخرين .
## و ها نحن أصدقائك الرفاق نعلن من جديد و للجميع أن الناس جميعآ و نكرر جميعآ من كل شاكلة و لون أبناء أنبياء و تنتهى شهادات ميلادهم و أشجار أنسابهم عند النبى آدم .
و لأن مثلك لا يمضي دون أن نودعه شيئآ من أحزاننا و أحلامنا و تعازينا الصادقة لأسرتك فقد أتصلنا بصديقنا حافظ الشريف الذي سيتقدم بواجب العزاء فى القضارف نيابة عن كل أصدقائك الرفاق فى يوم الجمعة 11 مايو الجاري فسلام عليك حيآ و راحلآ و أن الحياة دون قضية لعنة .
عبد العزيز الحلو – ياسر عرمان
الولايات المتحدة الأمريكية فى التاسع من مايو 2007 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|