|
يا لثارات الحسين (نص شعري)!
|
(1) يا للتعاسة حينما يلقاك ذو القرنين تفترش الحصى وتهش أطنان الذباب!
بانت قرنفلة الضحى مزدانة الخدين تمشى كالسحاب!
وحمامة بيضاء، تبسم للمسيح، يسير فوق الماء يفترش الضباب!
وانا سجين الليل عبد الخيل صحراء وغاب!
وأنا المتيم بالنبي وآله ونحرت ابلي جئت اغتنم الثواب!
(2) من لي بينبوع من الأنهاراسكبه على روض الحسين! من ذا يقبل رأسه المحمول وضاح الجبين!
أي راس ذاك يا رأس الحسين! اي راس زلزل الأمصار أورثنا بشارات اليقين!
يا لثارات الحسين! يا لتاريخ البطولات المجيدة والشهادة واليقين!
يا للجسارة حين كان المجد مرسوما على وجه الأمين!
هاهنا عباس يمضي نحو ساقي الماء مقطوع اليدين!
هاهو الكرار رب الدار مفتاح اليقين!
(3) هاتني أرشف يا ساقي! كؤوس العشق أضتني وآشواق الحنين!
قد عشقت الموت يا ساقي على درب الحسين!
هذا جلال الموت ما أروعه! أنه الموت على الدرب الرصين!
انني ما عدت بعد اليوم مستلب اليقين!
بأبي أنت وأمي أيها الثوري مخضوب الجبين!
ستجدني احمل الراية ارتاد المنايا ستجدني احمل الغاية للفجر المبين!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الأخ الكريم عبدالإله
ما أجمل هذه الأبيات وما أصفى هذا القلب وما أطيب هذه النسمة الحسينية .
أمتعني هذا النص الرقيق المفعم بالحب لآل البيت صلوات الله عليهم .
أسأل الله تعالى أن يزيد محمداً وآله في قلبك حباً وأن ينفعك بذلك في الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين وأساله سبحانه بحق الحسين أن يجعل هذه الأبيات وقاية لك من النار .
السلام على الشيب الخضيب ،السلام على الخد التريب ،السلام على البدن السليب ، السلام على الثغر المقروع بالقضيب ، السلام على المرمّل بالدماء ،السلام على المهتوك الخباء ، السلام على خامس أصحاب الكساء ،السلام على قتيل الأدعياء ،السلام على ساكن كربلاء ، السلام على من بكته ملائكة السماء .
صلوات ربي عليك يا أباعبد الله الحسين يابن النبى المصطفى يابن علي المرتضى يا بن خديجة الكبرى يا بن فاطمة الزهراء ،يابن السادة المقربين ،يا بن النجباء الأكرمين ،يا بن الهداة المهديين يا بن الغطارفة الأنجبين; ، يا بن البدور المنيرة ،يا بن السرج المضيئة يا بن الشهب الثاقبة ، يا بن الأنجم الزاهرة ،يا،بن السبل الواضحة،يا بن الأعلام اللائحة،يا بن الآيات والبينات يا بن الحجج البالغات ،يا بن النعم السابغات ،يا بن طه و المحكمات ،يا بن يس و الذاريات يا بن الطور و العاديات ،يا بن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى دنواً و إقتراباً من العلى الأعلى .
قال النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم : (حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً)
عن أسماء بنت عميس قالت (حبلت فاطمة بالحسن والحسين، فلما ولد الحسين جاءني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا أسماء هاتِ إبني فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثمّ وضعه في حجره وبكى! قالت أسماء: فقلت: فداك أبي وأمي ممّ بكاؤك؟ قال: على ابني هذا قلت: إنه ولد الساعة! قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي. ثمّ قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبـة عهد بولادتـه)
أمر عمر بن سعد بن أبي وقاص بعد قتل الحسين وأهل بيته وأصحابه برؤوس الباقين من أصحاب الحسين وأهل بيته فقطعت وكانت «72» رأساً وسرح بها الى ابن زياد ، وأقام بقية اليوم العاشر واليوم الحادي عشر الى الزوال ثم توجه الى الكوفة ، وحمل مع نساء الحسين وبناته وأخواته ومن كان معه من الصبيان ، وفيهم علي بن الحسين قد نهكته العلة فقالت النسوة : بحق الله إلا مررتم بنا على مصرع الحسين ، فمروا بهم على الحسين وأصحابه وهم صرعى ، فلما نظر النسوة الى القتلى صحن وضربن وجوههن . قال الراوي : فوالله لا أنسى زينب وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب : يا محمداه ، صلى عليك ملائكة السماء ، هذا حسينك مرمل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، وبناتك سبايا ، الى الله المشتكى ، والى محمد المصطفى والى علي المرتضى والى فاطمة الزهراء والى حمزة سيد الشهداء . يا محمداه ، هذا حسين بالعراء تسفي عليه ريح الصبا . واحزناه ،واكرباه عليك با أبا عبد الله . اليوم مات جدي رسول الله . يا أصحاب محمد ، هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا ـ الى أن يقول المؤلف ـ قال : فأبكت والله كل عدو وصديق . ثم ان سكينة بنت الحسين اعتنقت جسد أبيها فاجتمع عدة من الأعراب حتى جروها عنه ... »
يا بن النبي المصطفى ووصيهِ//وأخا الزكي وبن البتول الزاكيةِ// تبكيك عيني لا لأجل
مثوبة//لكنما عيني لاجلك باكية// تبتل منكم كربلاء بدمٍ// ولا تبتل مني بالدموع
الجارية// أنست رزيتكم رزايانا التي سلفت // وهونت الرزايا الآتية
(عدل بواسطة ALazhary2 on 06-23-2008, 11:26 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
Quote: الأخ الكريم عبدالإله
ما أجمل هذه الأبيات وما أصفى هذا القلب وما أطيب هذه النسمة الحسينية .
أمتعني هذا النص الرقيق المفعم بالحب لآل البيت صلوات الله عليهم .
أسأل الله تعالى أن يزيد محمداً وآله في قلبك حباً وأن ينفعك بذلك في الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين وأساله سبحانه بحق الحسين أن يجعل هذه الأبيات وقاية لك من النار .
السلام على الشيب الخضيب ،السلام على الخد التريب ،السلام على البدن السليب ، السلام على الثغر المقروع بالقضيب ، السلام على المرمّل بالدماء ،السلام على المهتوك الخباء ، السلام على خامس أصحاب الكساء ،السلام على قتيل الأدعياء ،السلام على ساكن كربلاء ، السلام على من بكته ملائكة السماء .
|
سيدي الأزهري...
شكرا لك على هذه الكلمات الطيبات في حق هذه المحاولة وادعو الله بالتوفيق...
كم نحن أحوج الآن لسبر أغوار التاريخ المدجج بالدماء والقهر. ولم أجد غير سيدنا الحسين الذي وقف كالطود الشامخ امام قهر الأمويين وبطشهم. وقد جالست بمهجري عددا من شعراء وأدباء العراق فسردوا لي وقائع محنة الحسين ورأسه الذي حمل للأمصار وقد حاولت قدر الأمكان تضمين اسم أخيه غير الشقيق (العباس) الذي قطعت يداه وهو ما زال يبحث عن جرعة ماء!
ان بطولات الحسين مذهلة ويجب تمليكها للناشئة حتى يعرفوا كيف يكون الموت من أجل الحياة!
هل لك ان تمدنا بسيرة الحسين وأخوته وانا لك شاكر حامد...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الأخ الكريم عبد الإله
الشكر لك أخي الفاضل على هذه المشاعر الطيبة والكلمات الصادقة التي خرجت من قلبك المفعم بحب سيدي ومولاي الحسين عليه السلام.
إن شاء الله تعالى في نهاية هذا الأسبوع أتشرف بإيراد مقتطفات من سيرة مولانا أبي عبد الله الحسين ومقتله وأهل بيته في طف كربلاء وكذلك سيرة قمر بني هاشم العباس بن علي ساقي العطاشى .
وأتمنى أن يتحفنا الإخوة عمار ومتوكل علي بقبسات مضيئة من سيرة آل طه ويس .
وآمل أن يكون هذا البوست ساحة للحديث عن الحسين صلوات الله عليه .
أخي العزيز
ياليت لو تطلب من الريس بكري أبوبكر ان ينقل موضوعك هذا للنصف الثاني من العام 2008م.
هناك موضوع مفتوح في المنبر هذه الأيام لطلبات تريح الموضوعات للعنوان الجديد .
تحياتي وتقديري
أهديك هذه القصيدة الرائعة والمعبرة للشاعر الجواهري في رثاء الحسين ع وجزء منها منقوش على باب قبر الحسين .
فِدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِِ* تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ *رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِ وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف"* وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس *على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِ وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال* بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِ فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ* فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ* للاهينَ عن غَـدِهِمْ قُنَّـعِ تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ* وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَعِ تلوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّدٍِ* على جانبيـه ومـن رُكَّـعِ شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ* نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـعِ وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ* خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ* جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ* بِروحي إلى عَالَـمٍ أرْفَـعِ وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ* بصومعـةِ المُلْهَـمِ المُبْـدِعِ كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ* حمراءَ " مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ" تَمُدُّ إلى عَالَـمٍ بالخُنُـوعِ* وَالضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـرَعِ تَخَبَّطَ في غابـةٍ أطْبَقَـتْ *على مُذْئِبٍ منـه أو مُسْبِـعِ لِتُبْدِلَ منهُ جَدِيـبَ الضَّمِيرِ* بآخَـرَ مُعْشَوْشِـبٍ مُمْـرِعِ وتدفعَ هذي النفوسَ الصغارَ* خوفـاً إلى حَـرَمٍ أَمْنَـعِ
تعاليتَ من صاعِقٍ يلتظي* فَإنْ تَـدْجُ داجِيَـةٌ يَلْمَـعِ تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ* لم تُنْءِ ضَيْـراً ولم تَنْفَـعِ ولم تَبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ* وقـد حَرَّقَتْـهُ ولم تَـزْرَعِ ولم تُخْلِ أبراجَها في السماء* ولم تأتِ أرضـاً ولم تُدْقِـعِ ولم تَقْطَعِ الشَّرَّ من جِذْمِـهِ* وغِـلَّ الضمائـرِ لم تَنْـزعِ ولم تَصْدِمِ الناسَ فيما هُـمُ* عليهِ مِنَ الخُلُـقِ الأوْضَـعِ تعاليتَ من "فَلَـكٍ" قُطْـرُهُ *يَدُورُ على المِحْـوَرِ الأوْسَـعِ فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا* ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها* كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ* ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ ويا غُصْنَ "هاشِـمَ" لم يَنْفَتِحْ* بأزْهَـرَ منـكَ ولم يُفْـرِعِ ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود* خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ* مِنْ مُسْتَقِيـمٍ ومن أظْلَـعِ وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلـودِ* مـا تَسْتَجِـدُّ لـهُ يَتْبَـعِ
تَمَثَّلْتُ يومَكَ في خاطـرِي* ورَدَّدْتُ صوتَكَ في مَسْمَعِـي وَمَحَّصْتُ أمْرَكَ لم أرْتَهِـبْ *بِنَقْلِ " الرُّوَاةِ " ولم أُُخْـدَعِ وقُلْتُ: لعـلَّ دَوِيَّ السنين* بأصـداءِ حادثِـكَ المُفْجِـعِ وَمَا رَتَّلَ المُخْلِصُونَ الدُّعَاةُ* من " مُرْسِلِينَ " ومنْ "سُجَّـعِ" ومِنْ "ناثراتٍ" عليكَ المساءَ* والصُّبْحَ بالشَّعْـرِ والأدْمُـعِ لعلَّ السياسةَ فيما جَنَـتْ *على لاصِـقٍ بِكَ أو مُدَّعِـي وتشريدَهَا كُلَّ مَنْ يَدَّلِي* بِحَبْلٍ لأهْلِيـكَ أو مَقْطَـعِ لعلَّ لِذاكَ و"كَوْنِ" الشَّجِيّ* وَلُوعَاً بكُـلِّ شَـجٍ مُوْلـعِ يداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن* بلونٍ أُُرِيـدَ لَـهُ مُمْتِـعِ وكانتْ وَلَمّا تَزَلْ بَـــرْزَةً يدُ* الواثِـقِ المُلْجَأ الألمعـي صَناعَاً متى ما تُرِدْ خُطَّةً وكيفَ* ومهما تُـرِدْ تَصْنَـعِ ولما أَزَحْتُ طِلاءَ القُرُونِ *وسِتْرَ الخِدَاعِ عَنِ المخْـدَعِ أريدُ "الحقيقةَ" في ذاتِهَـا* بغيرِ الطبيعـةِ لم تُطْبَـعِ وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ *بِأَعْظَـمَ منهـا ولا أرْوَعِ وماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون* لَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَـعِ وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئـِي-* ضميرَكَ بالأُسَّـلِ الشُّـرَّعِ وأن تُطْعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ* مِنَ "الأَكْهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ وخيرَ بني "الأمِّ" مِن هاشِمٍ* وخيرَ بني " الأب " مِنْ تُبَّـعِ وخيرَ الصِّحابِ بخيرِ الصُّدُورِ* كَانُـوا وِقَـاءَكُ ، والأذْرَعِ وقَدَّسْتُ ذِكراكَ لم انتحِـلْ* ثِيَـابَ التُّقَـاةِ ولم أَدَّعِ تَقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ* يِضِـجُّ بِجُدْرَانِـهِ الأَرْبَـعِ وَرَانَ سَحَابٌ صَفِيقُ الحِجَاب* عَلَيَّ مِنَ القَلَـقِ المُفْـزِعِ وَهَبَّتْ رِياحٌ من الطَّيِّبَـاتِ *و" الطَّيِّبِيـنَ " ولم يُقْشَـعِ إذا ما تَزَحْزَحَ عَنْ مَوْضِعٍ* تَأَبَّى وعـادَ إلى مَوْضِـعِ وجَازَ بِيَ الشَّـكُّ فيما مَعَ *" الجدودِ " إلى الشَّكِّ فيما معي إلى أن أَقَمْتُ عَلَيْهِ الدَّلِيـلَ* مِنْ " مبدأٍ " بِدَمٍ مُشْبَـعِ فأسْلَمَ طَوْعَا ً إليكَ القِيَـادَ* وَأَعْطَاكَ إذْعَانَـةَ المُهْطِـعِ فَنَوَّرْتَ ما اظْلَمَّ مِنْ فِكْرَتِي* وقَوَّمْتَ ما اعْوَجَّ من أضْلُعِـي وآمَنْتُ إيمانَ مَنْ لا يَـرَى سِوَى* العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ* وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَنْبَـعِ تَجَمَّعُ في (جوهرٍ) خالِصٍ تَنَزَّهَ *عن ( عَرَضِ ) المَطْمَـعِ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
عزيزى وقريبى عبدالاله مسكاقمى شخصية الحسين رضى الله عنه شخصية كاريزمية اضفى عليها الاستشهاد القا اكثر وهو اهل له هو شخصية ثورية محببة تمتلأ نورا وحكمة قوة ومضاءة. تسلم على الاختيار الموفق والنص الرائع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: zumrawi)
|
العزيز زمراوي
حسب تتبعي لما كتب عن اشعار ومدائح عن ال البيت عليهم السلام وخاصة من قبل الشعراء السودانيين يتوقف الشعراء في مدح المصطفى والزهراء وابينها الحسنين عليهم السلام , وفي اندر الحالات ان يتناولوا الماسي التى تعرض لها ال البيت عليهم السلام , وذلك لعدم ولوج الكثيرين من مبدعين من الاحتكاك بالارث والتاريخ المسكوت عنه من تراثنا الاسلامي .. لذا اجد في هذه القصيده اضافة ثثره تولج في تقاصيل المسكوت عه تاريخيا . فهنا انت في رمضاء كربلاء ليس ببكائية غارقه في الماضوية وانما في انتظار للثورة القادمه
Quote: أي راس ذاك يا رأس الحسين! اي راس زلزل الأمصار أورثنا بشارات اليقين |
وقد لفت نظري في تناول بطلا من ابطال كربلاء ليس للكثيرين المعرفة به وبدوره البطولي في هذه المعركه في قولك
Quote: هاهنا عباس يمضي نحو ساقي الماء مقطوع اليدين! |
فالعباس هنا من الشخصيات التي يجهلها الكثير وانت هنا تطرحها في محورية ملاصقة مع الامام الحسين عليه السلام وتزيح الستار عن دوره كرمز من رموز هذه الثورة المقدسه .. اتمنى ان اجد فرصة اخرى لنحلق مع شخصيات ثورة كربلاء وادوارهم هنا وخاصة الدور المحور للعباس والسيده زينب عليهم السلام . ملاحظه:: قولك Quote: هاهنا عباس يمضي نحو ساقي الماء مقطوع اليدين! |
لفظة نحو هنا تفيد ان العباس غير ساقي العطاش .. علما بان العباس وهو نفسه ساقي العطاشه سلمت يداك وحشرة مع الحسين وجده وابيه وامه واخيه..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: zumrawi)
|
Quote: عزيزى وقريبى عبدالاله مسكاقمى شخصية الحسين رضى الله عنه شخصية كاريزمية اضفى عليها الاستشهاد القا اكثر وهو اهل له هو شخصية ثورية محببة تمتلأ نورا وحكمة قوة ومضاءة. تسلم على الاختيار الموفق والنص الرائع |
دكتور ياسر زمراوي...
لقد قرأت قديما بأن المهاتماغاندي أشار بأن الحسين قد ألهمه. وفعلا شخصية كاريزمية وجاء أستششاده على يد الأمويين الذين أسسوا لملكهم العضود بالقتل وبالسحل. وما قصص بطش الحكام في عالم اليوم الا جزء نذير مما حاق الحسين وأخوته من تنكيل.
سلمت والى لقاء قريب بالخرطوم باذن الله...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
بعض ماقاله الغرب والشرق في الحسين عليه السلام :
1/وعلى مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية ، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه .. بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه . وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس في يومنا هذا كما كانت قبل (1257) سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء .
الكاتبة الإنجليزية / فريا ستارك (صور بغدادية ) صفحة (145-150) طبعة كيلد يوكس 1947م وقد يسمى كتابها مخططات بغدادية.
2/على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح ، إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين (ع) لا تمثل إلا قشة أمام طود عظيم .
توماس ماساريك
3/لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية ، وأرتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.
الآثاري الإنجليزي / وليم لوفتس كتاب : الرحلة إلى كلدة وسوسيان
4/" وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلّها"
إدوارد براون، المستشرق الإنجليزي
5/"نداء الإمام الحسين وأي بطل شهيد آخر هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودّة لا تغيير لها، ويؤكد لنا أنه كلّما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس إلى التمسّك بها، كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومة "
فردريك جيمس
6/إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي.
الباحث الإنجليزي / جون أشر كتاب : رحلة إلى العراق
7/قام بين الحسين بن علي والغاضب الأموي نزاع دام ، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً .
المستشرق الهنغاري / أجناتس غولدتسيهر كتاب : العقيدة والشريعة في الإسلام
8/الكتب المؤلفة في مقتل الحسين تعبر عن عواطف وانفعالات طالما خبرتها بنفس العنف أجيال من الناس قبل ذلك بقرون عديدة ، وأضاف قائلاً : إن وقعة كربلاء ذات أهمية كونية ، فلقد أثَرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين ، الرجل النبيل الشجاع في المسلمين ، تأثيراً لم تبلغه أي شخصية مسلمة أخرى .
المستشرق الأمريكي غوستاف غرونيبام / كتابه حضارة الإسلام
9/إن مأساة مصرع الحسين بن علي تشكل أساساً لآلاف المسرحيات الفاجعة .
العالم الانثروبولوجي الأمريكي / كارلتون كون
10/لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين .. وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور : على الهند إذا أرادت أن تنتصر أن تقتدي بالإمام الحسين لقد تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر
المهاتما غاندي
11/إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية ، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال ؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام .
الكاتب الإنجليزي / برسي سايكوس
12/يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس ، ولحفظ كرامة الإسلام ، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد ، أذن تعالوا نتخذه لنا قدورة ، لنتخلص من نير الاستعمار ، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة .
موريس دوكابري
13/آثر الحسين (ع) صلاح أمة جده الإنسانية الهادية بالحق به على حياته ، فكان في عاشوراء رمزاً لضمير الأديان على مر العصور .
إنطوان بارا الحسين في الفكر المسيحي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
عن أسماء بنت عميس قالت : فلما كان بعد حول من مولد الحسن، ولدت (أي فاطمة بنت الرسول عليهما السلام) الحسين فجاءني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا أسماء هاتي إبني. فدفعته إليه في خرفة بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم وضعه في حجره وبكى!! قالت أسماء : فقلت فداك أبي وأمي ممّ بكاؤك؟! قال : على ابني هذا! قلت : إنه وُلد الساعة! قال صلى الله عليه وآله وسلم : يا أسماء ، تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : يا أسماء! لا تخبري فاطمة بهذا ، فإنها قريبة عهد بولادته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
شكرا الأزهري على هذا الدفق عن سيدنا الحسين عليه الصلاة والسلام...
معلومات أول مرة أقرأها. بالله عليك هلا زودتنا بفظاظة الأمويين وحملهم لرأس الحسين (ع) لأن هذه الجزئية تظهر فجورهم وغلظتهم...
جزاك الله كل خير..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أخي الكريم عبد الإله
بل الشكر أجزله لكم على هذا البوست وأسأله سبحانه أن يجعله في ميزان حسناتك .
واقعة الطفّ كان لها صدى عميق ولشناعتها فقد استنكرها الجميع من مسلمين وغيرهم، ولم يرتضها العقل البشري، لأنها لم تنسجم مع قوانين الكون ومبادئه الإنسانية، وقد أحدثت هذه الجريمة زلزالاً في عالم الكون، وقد نقل لنا التاريخ شواهد كثيرة منها:
دخل على يزيد بن معاوية (رأس الجالوت) فرأى رأس اتلحسين مقطوعاً بين يديه بين يديه فقال: أيّها الخليفة، رأس من هذا؟ قال: هذا رأس الحسين. قال: فمن أُمّه؟ قال: فاطمة بنت مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: فبم استوجب القتل؟ قال: أهل العراق كتبوا إليه ودعوه أن يجعلوه خليفة فقتله عاملي عبيد الله بن زياد، فقال رأس الجالوت: ومن أحق منه بالخلافة وهو بن بنت رسولكم ؟ فما أكفركم؟! وقال: إعلم يا يزيد، أن بيني وبين داود مائة وثلاثة جّداً واليهود يعظّموني، ولا يرون التزويج إلا برضاي، ويأخذون التراب من تحت أقدامي، ويتبركون به، وأنتم بالأمس كان نبيكم بين أظهركم، واليوم وثبتم على ولده فقتلتموه، فتباً لكم ولدينكم، فقال يزيد: لولا أن بلغني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: من قتل معاهداً كنت خصمه يوم القيامة(عليهم السلام) لقتلتك لتعرّضك، فقال رأس الجالوت: يا يزيد، يكون خصم من قتل معاهداً ولا يكون خصم من قتل ولده، ثمّ قال رأس الجالوت: يا أبا عبد الله الحسين، اشهد لي عند جدّك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ مـحمداً عبده ورسوله، فقال له يزيد: الآن خرجت من دينك ودخلت في دين الإسلام، فقد برئنا منك، ثم أمر بقطع رأسه .
وعن زيد بن أرقم قال: كنت عند عبيد الله بن زياد لعنه الله إذ أُتي برأس الحسين بن علي، فوضع في طست بين يديه، فأخذ قضيباً فجعل يفتر به عن شفته وعن أسنانه، فلم أر ثغراً أحسن منه كأنّه الدرّ، فلم أتمالك أن رفعت صوتي بالبكاء، فقال: ما يبكيك أيّها الشيخ؟ قلت: يبكيني ما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبِّل بعض موضع هذا القضيب ويلثمه ويقول: (عليه السلام)اللّهُمّ إُنّي أُحبّه فأَحِبَّه(عليه السلام).
عن المنهال بن عمر قال: أنا والله رأيت رأس الحسين حين حمل وأنا بدمشق، وبين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف حتى بلــغ قــوله تعالى: "أَم حَسِبْتَ أنَّ أصحــابَ الكَــهْفِ والرقيم كانوا من آياتِنا عَجَبا". فانــطق الله الــرأس بلســان ذرب، فقال: أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي(عليهم السلام).
عن عليّ بن الحسين زين العابدين أنّه قال: (عليه السلام)لمّا أُتي برأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد كان يتّخذ مـجالس الشرب، ويأتي برأس الحسين فيضعه بين يديه ويشرب عليه، فحضر ذات يوم أحد مـجالسه رسول ملك الروم، وكان من أشراف الروم وعظمائها فقال: يا ملك العرب رأس من هذا؟ فقال له يزيد: مالك ولهذا الرأس؟ قال: إني إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته، فأحببت أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه، فقال يزيد: رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، فقال: ومن أُمّه؟ قال: فاطمة الزهراء. قال: بنت من؟ قال: بنت رسول الله فقال الرسول: أف لك ولدينك، ما دين أخسّ من دينك، اعلم أنّي من أحفاد داود وبيني وبينه آباء كثيرة والنصارى يعظّموني، ويأخذون التراب من تحت قدمي تبركاً؛ لأني من أحفاد داود، وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله وما بينه وبين رسول الله إلاّ أُمّ واحدة، فأي دين هذا؟
ثمّ قال له الرسول: يا يزيد، هل سمعت بحديث كنيسة الحافر؟ فقال يزيد: قل حتى اسمع، فقال: إنّ بين عمان والصين بحراً مسيرته سنة ليس فيه عمران إلاّ بلدة واحدة في وسط الماء طولها ثمانون فرسخاً وعرضها كذلك، وما على وجه الأرض بلدة أكبر منها، ومنها يحمل الكافور والياقوت والعنبر وأشجار العود، وهي في أيدي النصارى لا ملك لأحد فيها من الملوك، وفي تلك البلدة كنائس كثيرة، أعظمها كنيسة الحافر في مـحرابها حقّة من ذهب معلّقة فيها حافر يقولون: إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى، وقد زُيّنت حوالي الحقة بالذهب والجواهر والديباج والابرسيم، وفي كل عام يقصدها عالم من النصارى، فيطوفون حول الحقة ويزورونها ويقبّلونها ويرفعون حوائجهم إلى الله ببركتها، هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون انه حافر حمار كان يركبه عيسى نبيهم، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم، لا بارك الله فيكم ولا في دينكم.
فقال يزيد لأصحابه: اقتلوا هذا النصراني، فإنّه يفضحنا إن رجع إلى بلاده، ويشنع علينا، فلما أحسّ النصراني بالقتل قال يا يزيد: أتريد قتلي؟!
قال نعم.
قال: فاعلم أنّي رأيت البارحة نبيكم في منامي وهو يقول لي: يا نصراني أنت من أهل الجنة. فعجبت من كلامه حتى نالني هذا، فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن مـحمداً عبده ورسوله، ثمّ أخذ الـرأس وضـمّه إليـه، وجـعل يبكي حتى قتل(عليهم السلام).
قال بعض العلماء: إن اليهود حرموا الشجرة التي كان منها عصا موسى أن يخبطوا بها، وإن يوقدوا منها النار، تعظيماً لعصا موسى، وإن النصارى يسجدون للصليب لاعتقادهم فيه أنه من جنس العود الذي صلب عليه عيسى، وان المجوس يعظمون النار لاعتقادهم فيها إنها صارت برداً وسلاماً على إبراهيم بنفسها، وهذه الأمة قد قتلت أبناء نبيها، وقد أوصى الله تعالى بمودتهم ومولاتهم، فقال عزَّ من قائل: "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى"
وخرج علي بن الحسين ذات يوم فجعل يمشي في سوق دمشق فاستقبله المنهال بن عمرو الضبابي فقال: (صلى الله عليه وآله وسلم)كيف أمسيت يا بن رسول الله؟ فقال: أمسيت - والله - كبني إسرائيل في آل فرعون، يُذبِّحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، يا منهال أمست العرب تفتخر على العجم بأن مـحمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) عربي، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ مـحمداً قرشي منها، وأمسينا آل بيت مـحمد ونحن مغصوبون مظلومون مقهورون مقتولون مشردون مطرودون، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أمسينا يا منهال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
كانت فاجعة الامام الحسين الشهيد عليه السلام أليمة ومفجعة ومشجية الى درجة بحيث أبكت عيون أعدائه الأشداء ، وأقرحت قلوب مقاتليه الظلمة ، فضلا عن مواليه والمناضلين عنه . وقد بحثت كتب التاريخ وأسفار الرواة هذا الامر ، وأنقل منها هنا بعض ما توفر: 1ـ جاء في الصفحة « 108» من كتاب « نهضة الحسين » عند وصف شجاعة الحسين في قتاله يوم عاشورا حيث يقول : « وكلما تمايل الامام ليهوي الى الأرض توازن معه فرسه ـ وكانت من الجياد الأصيلة ـ حتى اذا ضعفت هي أيضا بما أصابها من الجروح ، خر الامام من سرجه على وجهه ، وأقبل فرسه نحو مخيمه يصهل ويحمحم ، فخرجت زينب من فسطاطها واضعة عشرة أصابعها على رأسها قائلة ليت السماء أطبقت على الارض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل . ثم صاحت بابن سعد قائلة : ياعمر ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر اليه ؟ فدمعت عينا عمر ، وسالت دموعه على لحيته لكنه صرف بوجهه عنها ) .
2ـ جاء في كتاب « أعلام النساء في عالمي العرب والاسلام » تأليف رضا كحالة عند ترجمة حياة السيدة زينب أخت الامام الحسين عليه السلام ما نصه : « ثم مرت زينب عقب قتل أخيها الحسين فوجدته صريعاً فقالت : يا محمداه ، يا محمداه ، صلى عليك ملائكة السماء ، هذا حسين بالعراء ، مرمل بالدماء مقطع الاعظاء . يا محمداه وبناتك سبايا ، وذريتك مقتلة . فابكت بكلامها هذا كل عدو وصديق . ولما دنا عمر بن سعد من الحسين فقالت : يا عمر بن سعد ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر اليه ؟ فسالت دموع عمر على خديه ولحيته ، وصرف بوجهه عنها .. » .
لم يكد ينتهى عمر بن سعد وزمرته من قتل الامام الثالث الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وآله وصحبه في ساحة كربلاء بعيد ظهيرة يوم الخميس العاشر من محرم الحرام سنة 61 هـ إلا وأمر بن سعد في بقية ذلك اليوم وأمسيته وفي صبيحة اليوم التالي ( 11 محرم 61 هـ ) بدفن أجساد جنده بعد أن صلى عليها ، تاركاً أشلاء الامام الحسين عليه السلام والذين استشهدوا معه في العراء ، بين لهيب الشمس وحميم الارض الرمضاء ، وعرضة للنسور والعقبان ، دون غسل ، أو صلاة ، او دفن . وقبيل ظهيرة اليوم الحادي عشر من محرم ـ أي بعد مرور حوالي عشرين ساعة على مقتل الامام وصحبه ـ رحل ابن سعد وما تبقى من جيشه عن كربلاء ، تاركاً ساحة المعركة ، وعائداً الى الكوفة ليقدم تقريره عن نتائج فعلته الشنيعة الى رئيسه عبيد الله بن زياد ، وآخذاً معه ما بقي من رحل الامام الشهيد وأهله وبينهم الامام علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين ـ وكان عليلاً ـ وكذا رؤوس الشهداء أصحاب الامام الـ «72» راساً عدا رأس الامام الحسين عليه السلام الذي كان ابن سعد قد أرسله الى ابن زياد في الكوفة بعد القتل مباشرة ـ أي بعد ظهر يوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ ـ وذلك على يد خولى بن يزيد . هذا وقبل أن يغادر الاسرى من النسوة والاطفال والصبية ، بما فيهم الامام العليل زين العابدين عليه السلام ، أرض المجزرة الرهيبة ، تحت حراسة جلاوزة ابن سعد ، قالت النسوة السبايا للحراس : بحق الله إلا مررنا على مصرع الحسين وأحدات الشهداء ، فجاز الركب ساحة المعركة حيث الاشلاء مبعثرة في الدماء . فلما نظر النسوة الى القتلى صحن وضربن وجوههن . فصاحت زينب : وامحمداه ، صلى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعراء ، مرمل بالدماء ، مقطع الاعضاء ( الى آخر ما مر ذكره في الفصل السابق ) . فضجت النسوة من ورائها بالنواح ، وبكى كل عدو وصديق من هذا الموقف الرهيب . كما أن سكينة بنت الحسين عليه السلام اعتنقت جسد أبيها فاجتمع عليها عدة من الأعراب حتى جروها عنه . وكان هذا أول نواح عام على ضحايا الطف بعد المعركة الشنيعة والمجزرة الرهيبة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
وفيما يلي أقوال بعض المؤرخين في وصف المعركة بإيجاز :
1 ـ جاء في الجزء «1 : 121» من « المجالس السنية » عند وصف ساعة طعان الامام لوحده للاعداء ، قول المؤلف : « فسقط عليه السلام عن فرسه الى الارض على خده الأيمن ، ثم قام . وخرجت أخته زينب الى باب الفسطاط وهي تنادي : وا أخاه ، وا سيداه ، وا أهل بيتاه ، ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل . وختمت نداءها هذا ـ الذي مر ذكره في الفصل السابق ـ قائلة : ويلكم أما فيكم مسلم ؟ فلم يجبها أحد بشيء » .
2 ـ وجاء في الصفحة «125» من الكتاب نفسه ما عبارته : « لما قتل الحسين وضعت أم كلثوم يدها على أم رأسها ونادت : وا محمداه ، وا جعفراه ، وا حمزتاه ، هذا حسين بالعراء ، صريع بكربلاء ، محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والردا ـ الى أن يقول المؤلف الجليل عند وصف سلب خيم الامام وزين العابدين علي بن الحسين عليه السلام طريح الفراش وأراد شمر قتله فمنعه عمر بن سعد فقال لأصحابه : لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء ، ولا تتعرضوا لهذا الغلام المريض .. » .
ثم يضيف المؤلف الى ذلك قوله : « وفي رواية : انهم أشعلوا النار فالفسطاط فخرجن منه النساء باكيات مسلبات .. » .
3 ـ جاء في الجزء «1 : 116» من الكتاب نفسه عن حادث مقتل العباس بن علي عليه السلام فيقول : فضربه آخر من الاعداء بعمود فقتله ، فوقف عليه الحسين عليه السلام منحنياً ، وجلس عند رأسه يبكي بكاء شديداً حتى فاضت نفس العباس الزكية . ولنعم ما قال القائل :
أحق الـناس أن يبكي عليه * فتى أبـكى الحسين بكربلاء أخـوه وابـن والـده علي * أبو الفـضل المضرج بالدماء ومـن واسـاه لا يثنيه شيء *وجـاد لـه علـى عطش بماء
4 ـ وفي الصفحة «123» من نفس الكتاب قوله : « وبعد أن احتز شمر رأس الحسين دفعه الى خولي فقال : احمله الى الأمير عمر بن سعد ، وهذا أرسله حالاً الى ابن زياد في الكوفة .. » .
5 ـ وفي الجزء «1 : 126» منه قوله : « لما كان يوم عاشوراء سرح عمر بن سعد برأس الحسين مع خولى بن يزيد الى عبيد الله بن زياد . قال الطهري وابن الأثير وغيرهما : فوجد خولى القصر مغلقاً فأتى بالرأس الى منزله فوضعه تحت أجانة ودخل فراشه وقال لامرأته جئتك بغنى الدهر ، هذا رأس الحسين عليه السلام معك في الدار : فقالت : ويلك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن بنت رسول الله ، والله لا يجمع راسي ورأسك بيت ، وقامت من الفراش فخرجت من الدار .. » .
6 ـ وفي الصفحة «126» منه أيضاً بعد وصف حز رأس الحسين عليه السلام من قبل شمر وأرساله الى ابن سعد ثم الى ابن زياد ما نصه : « وأمر ابن سعد برؤوس الباقين من أصحاب الحسين وأهل بيته فقطعت وكانت «72» رأساً وسرح بها الى ابن زياد ، وأقام بقية اليوم العاشر واليوم الحادي عشر الى الزوال ثم توجه الى الكوفة ، وحمل مع نساء الحسين وبناته وأخواته ومن كان معه من الصبيان ، وفيهم علي بن الحسين قد نهكته العلة فقالت النسوة : بحق الله إلا مررتم بنا على مصرع الحسين ، فمروا بهم على الحسين وأصحابه وهم صرعى ، فلما نظر النسوة الى القتلى صحن وضربن وجوههن . قال الراوي : فوالله لا أنسى زينب وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب : يا محمداه ، صلى عليك ملائكة السماء ، هذا حسينك مرمل بالدماء ، مقطع الأعظاء ، وبناتك سبايا ، الى الله المشتكى ، والى محمد المصطفى والى علي المرتضى والى فاطمة الزهراء والى حمزة سيد الشهداء . يا محمداه ، هذا حسين بالعراء تسفي عليه ريح الصبا . واحزناه ،واكرباه عليك با أبا عبد الله . اليوم مات جدي رسول الله . يا أصحاب محمد ، هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا ـ الى أن يقول المؤلف ـ قال : فأبكت والله كل عدو وصديق . ثم ان سكينة بنت الحسين اعتنقت جسد أبيها فاجتمع عدة من الأعراب حتى جروها عنه ... » .
7 ـ وفي الصفحة «138» من كتاب « سيد الاوصياء ونجله سيد الشهداء » المار ذكره قول المؤلف : « الرحيل ـ ثم أمر عمر بن سعد بسبي العيال وترحيلهم الى الكوفة ، فأركب النساء ومروا بهن على مصارع القتلى ، فلما رأين النساء تلك الأجساد المطهرة مقطعة الأوصال ، قد فصلت عنها رؤوسها ، علت أصواتهن بالبكاء ، وصحن صيحة واحدة : وا جداه ، وا محمداه ، وا أبتاه ، وا علياه . وألقت عقيلة بني هاشم زينب نفسها على جسد أخيها الحسين ، ووضعت يدا تحت جسده الطاهر ورفعته الى السماء وقالت : الهي تقبل منا هذا القربان .. » . 8 ـ جاء في الجزء «1 : 107» من كتاب « المجالس الحسينية » لمؤلفه الشيخ محمد جواد مغنية ، نقلاً عن مقال منشور في عدد شباط 1959 م من مجلة « الغد » المصرية ما نصه : « واندفعت زينب من خبائها نحو أخيها حاسرة الرأس ملتاعة وزعقت بكل قواها .. واحسيناه . ثم سقطت مغمى عليها من الحزن العميق ... » .
9 ـ جاء في الصفحة «63» من كتاب « مدينة الحسين » السلسلة الثانية المار ذكره ، نقلاً عن كتاب « الحدائق الوردية » ما عبارته : « بعث عمر بن سعد برأس الحسين مع خولى بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم في عشية عاشوراء الى عبيد الله بن زياد في الكوفة ... » . وقال هذا المؤلف في مكان آخر من كتابه ما نصه : « وكان مع رأس الحسين رأس العباس . كما أمر عمر بن سعد بقطع رؤوس الباقين من أصحاب الحسين فقطعت وأرسلت الى الكوفة .. » .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
وقد سارع عبيد الله بن زياد والي يزيد على العراق بالكتابة الى يزيد بن معاوية في الشام يعلمه بمصرع الامام الشهيد عليه السلام ووصول سباياه ورؤوس القتلى الى الكوفة ، فأجابه يزيد بالاسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس اليه ، فبادر ابن زياد حالاً بارسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس الى الشام . فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس ، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن .
ولم يكد هذا الركب الحزين يصل الى العاصمة الأموية إلا وعمت النياحات أو ساطها عليه ، كما كانت قد عمت الأوساط الكوفية وسائر المدن والنواحي والقصبات التي مر بها هذا الركب المفجع . ولقد تناقلت الروايات وصف هذه المناحات في الشام فانقل منها بعض ما يلي : 1 ـ جاء في الجزء «1 : 143» من كتاب « المجالس السنية » السالف الذكر ما نصه : « إنه عند ما أدخل ثقل الحسين عليه السلام وسباياه ونساؤه على يزيد بن معاوية في الشام ، وهو بين حاشيته وأعيانها ووجهائها ، وهم مقزنون في الحبال ، والامام زين العابدين عليه السلام مغلول . قال الامام عليه السلام مخاطباً يزيد : أنشدك الله ما ظنك برسول الله لو رآنا على هذه الصفة ؟ فلم يبق في القوم أحد إلا وبكى . فأمر يزيد بالحبال فقطعت ، وأمر بفك الغل عن الامام زين العابدين عليه السلام . ثم وضع رأس الحسين عليه السلام بين يدي يزيد الذي أجلس النساء خلفه لئلا ينظرون اليه ، فجعلت فاطمة وسكينة بنتا الامام الحسين عليه السلام يتطاولان لينظرا الرأس ، وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس . فلما رأين الرأس صحن ، فصاحت نساء يزيد ، وولولت بنات معاوية ، فقالت فاطمة : أبنات رسول الله سبايا يا يزيد ؟ فبكى الناس ، وبكى أهل داره حتى علت الأصوات . وأما زينب فأنها لما رأت الرأس أهوت الى جيبها فشقته ، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب : ياحسيناه ، يا حبيب رسول الله ، يا ابن مكة ومنى ، يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، يا ابن بنت المصطفى ... قال الراوي فأبكت والله كل من كان حاضراً في المجلس ويزيد ساكت ، ثم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين وتنادي : يا حبيبا ، يا سيد أهل بيتنا ، يا ابن محمداه ، يا ربيع الأرامل واليتامى ، يا قتيل أولاد الأدعياء ، فأبكت كل من سمعها . وكان في السبايا الرباب بنت امرئ القيس زوجة الحسين عليه السلام ، وهي أم سكينة بنت الحسين وأم عبد الله الرضيع المقتول بكربلاء ، فأخذت الرباب الرأس ووضعته في حجرها وقبلته ... ثم أقيمت المناحة ثلاث أيام وصالا ... » .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
جـاءوا برأسك يابن بنت محمد * مـترمـلاً بـدمـائه تــرميـلا وكـأنمـا بك يـابن بنت محمد * قتلـوا جهاراً عـامدين رسـولا قـتلوك عطشاناً ولمـا يـرقبوا * في قـتلـك التأويـل والتـنزيلا ويكـبرون بـأن قـتلت وإنمـا * قـتلوا بـك التكبـير والتهـليلا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
لما قتل أبو الفضل العباس (عليه السلام) التفت الإمام الحسين (عليه السلام) حواليه فلم ير أحداً ينصره، ونظر إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحي وهو إذ ذاك يسمع عويل الأيامى وصراخ الأطفال.
صاح بأعلى صوته: هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟ هل من معين يرجو عند الله إعانتنا؟
فارتفعت أصوات النساء بالبكاء، ثم إنه (عليه السلام) أمر عياله بالسكوت وودعهم ثم طلب ثوباً لا يرغب فيه أحد، يضعهُ تحت ثيابه لئلا يجرد منه، لعلمه إنه مقتول مسلوب، فأخذ ثوباً بالياًً وخرقة وجعله تحت ثيابه. وتقدم إلى باب الخيمة وقال:
ـ ناولوني ولدي الرضيع، لأودعه.. فأتته العقيلة زينب (عليه السلام) بابنه عبد الله وعمره ستة أشهر وأمه رباب بنت أمرئ القيس وأخته سكينة، فأجلسه في حجره وجعل يقبله ويقول:
ـ بُعداً لهؤلاء القوم وويل لهم إذا كان جدك محمد المصطفى خصمهم.
وقال لأم كلثوم: يا أختاه، أوصيك بولدي الأصغر خيراً فإنه طفل صغير.
فأخذ الحسين الطفل بين ذراعيه وتوجه به نحو معسكر أعداء الله على أمل أن يثير نخوتهم ويرحموا هذا الرضيع وقال:
يا قوم قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري، وما بقي غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشاً فاسقوه شربة من الماء.
فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ، ومنهم من قال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية . عندها إلتفت عُمَر بن سعد بن أبي وقاص إلى حرملة بن كاهل الأسدي وقال له : يا حرملة ، إقطع نزاع القوم .
يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ، وصرت أنتظر أين أرميه . فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين ( عليه السلام ) كأنها إبريق فِضَّة .
فعندها رميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين ( عليه السلام ) ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح .
فتلقى الحسين دمه بكفيه حتى امتلأتا، فرمى الدم نحو السماء وقال: (اللهم إني أشهدك على هؤلاء القوم، فإنهم نذروا إلا يتركوا أحداً من ذرية نبيك)
ورفع رأسه إلى السماء داعياً ربه: هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله تعالى، اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح، إلهي إن كنت حبست عنا النصر فاجعل ذلك لما هو خير منه، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين واجعل ما حل بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل).
ثم رجع الحسين (عليه السلام) بالطفل مذبوحاً ودمه يجري على صدره، فاستقبلته سكينة وقالت: يا أبت، لعلك سقيت أخي الرضيع الماء؟
فبكى الحسين وقال:
بنية هاك أخاك مذبوحاً بسهم الأعداء .
ثم وضع ولده الذبيح وسط الخيمة بين النسوة وبكى عليه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
فقال له شمر بن ذي الجوشن: هو ـ أي الشمر ـ هو يعبد الله على حرف إنْ كانَ يدري ما تقول. فقال حبيب بن مظاهر للشمر: والله، إنِّي لأراك تعبدُ اللهَ على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنّك صادق، ما تدري ما يقولُ، قد طبعَ اللهُ على قلبك.
ثمّ قال لهم الحسين: (فإن كنتم في شك من هذا القول أوَ تشكّون في أنِّي ابنُ بنت نبيِّـكم، فوَ الله ما بين المشرق والمغرب ابنُ بِنتِ نبيّ غيري منـكم ولا مِنْ غـيرِكم، أنا ابن بنت نبيِّـكم خاصّة، أخبروني أتطلبـوني بقتـيل منكم قتلتُـهُ؟ أو مال لكم استهلكتُهُ؟ أو بِقَصاص مِن جُراحة؟)(10). فلم يستجب له أحد، ثمّ خاطبهم: (أما تَرونَ سَيفَ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولامَةَ حَربِهِ وعِمامَتَـهُ عَلَيَّ، قالوا: نعم. فقال: لِمَ تقاتلوني؟ فلم يجيبوا إلاّ بجواب الامّعـة الّذي لا يملكُ رأياً ولا إرادة، ولا يُمَيِّزُ بين التبعيّةِ العمياءِ والطّاعةِ القائمةِ على وعي وفهم سليم، أجابوا: طاعة للأمير عُبيد الله بن زياد)(11).
ثمّ قال (عليه السلام) أما والله، لا تَلبِثُونَ إلاّ كَرَيْثَما يُركب الفرس، حتّى تدورَ بكم دَوْرَ الرَّحى، وَتَقْلقَ بِكُمْ قَلْقَ المِـحْوَر، عَهْدٌ عَهِدَه إليَّ أبي عن جدِّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فأجمعوا أمركم وشُركاءكم ثمّ لا يَكُن أمركُم عليكُم غُمَّةً، ثمّ اقضوا إليَّ ولاَ تُنْظِرُون، إنِّي توكَّلتُ على اللهِ رَبِّي وربِّكُم، ما مِنْ دابّة إلاّ هو آخِذٌ بناصِيَتِها إنَّ ربِّي على صراط مُستَقيم)(12).
كل ذلك وعمر بن سعد مصرّ على قتال الحسين (عليه السلام)، والحسين (عليه السلام) يحاور وينصح ويدفع القوم بالّتي هي أحسن، ولمّا لم يُجْدِ نصح، ولم ينفع حوار، قال الحسين (عليه السلام) لابن سعد: (أَيْ عُمَرُ أَتزْعَمُ تَقْتُلني، وَيوَلِّيكَ الدّعِيُّ بلادَ الرَّيّ وجرجان، والله لا تهنأ بذلك، عَهْدُ مَعْهودُ، فاصنع ما أنتَ صانِع، فانّكَ لا تَفْرَحِ بَعـدي بدُنياً ولا آخِرة، وكأنِّي برَأْسِكَ على قَصَبة يَتَراماهُ الصِّبْيانُ بالكوفَةِ وَيتّخِذُونَهُ غَرَضاً بينهُم، فَصَرَفَ بِوَجْهِهِ عَنْهُ مُغْضباً)(13).
أستحوذ الشيطان على ابن سعد، ونادى حامل الرّاية: (يا دُرَيْدُ ! أدْنِ رَايَتَك، فَأَدناها، ثمّ وَضَعَ سَهْمَهُ في كَبِدِ قَوْسِهِ، ثُمّ رَمى، فقال: اشهدوا أنِّي أوّلُ مَنْ رَمَى، ثمّ ارتمى النَّاسُ وتبارَزُوا)(14). وهكذا أضرمَ ابن سعد نار الحرب، وَوَجَّه سهامه نحو مخيّم آل الرّسول (صلى الله عليه وآله)، فتبعهُ جنده ورماته يمطرون الحسين (عليه السلام) وأصحابه بوابل من السهام، حتّى لم يبق أحد من أصحاب الحسين (عليه السلام) إلاّ وأصابه سهم.
عظم الموقف على الحسين (عليه السلام)، فخاطبَ أصحابه: (قُومُوا رَحِمَكُمُ الله إلى الموتِ الّذي لا بُدَّ منه، فإنَّ هذه السِّهامَ رُسُلُ القَوْمِ إليكُم)(15).
لقد أصبحت هذه الفئة الحسينيّة المجاهدة الّتي لا يتجاوز عددها العشرات أمام جيش، عِدَّتُه تبلغُ الألوفَ، ومع هذا الفارق في العدد والعُدّة، فإنّ أحداً لم يتراجـع من رجال الحسـين (عليه السلام)، ولم يَنْكُص أمامهم شابٌّ ولا غلام، فاسـتجابوا للنفير، ولبّوا النداء وانطلقوا كالأُسود الضّواري يلتحمون مع العدوّ بكلِّ ما أُوتوا مِن قوّة وبأس، فاشتدّ القتال، وحمي الوطيس، ودارت رحى الحرب وغطّى الغبارُ أرجاءَ الميدان، واستمرّ القتال ساعةً من النّهار، فما انجلتِ الغُبْرَةُ ولا إنْجابَ الالتحام إلاّ عن خمسين صريعاً من أصحابِ الحسين (عليه السلام)(16).
ثمّ نادى بعض أصحاب عمر بن سـعد بالبراز، فتواثب أصحاب الحسين (عليه السلام): حبيب ابن مظاهر وبُرير وعبد الله بن عُمير الكلبي يطلبون الإذن من الحسين (عليه السلام) ويتسابقون للشهادة، فانتدب الحسين (عليه السلام) عبد الله بن عمير للبراز ليصول في ميدانِ الشرف والجهاد، وراح عبد الله يُنازِلُ الخصومَ، ويُقارِعُ الأقرانَ، ويصولُ في ميدانِ الجهاد.
نظرت إليه أُمّ وهب زوجته، وجراحات يده اليسرى تسيل وتنزف دماً، فهالها الموقف، واسـتنفر الغضب عزيمتها، فحملت عمود الخيمة واتّجهت نحو الميدان، (وأقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي وأُمِّي قاتلْ دون الطيِّبين ذريّةِ محمّد، فأقبل إليها يردّها نحو النِّساء فأخذت تجاذب ثوبه، ثمّ قالت: إنِّي لن أَدَعَكَ دونَ أن أموتَ معَك، فناداها الحسين فقال: جُزِيْتُم عْنْ أَهلِ بَيْتِ نَبيِّكم خَيْراً، ارْجِعِي إلى الخَيْمَةِ، فَلَيْسَ عَلى النِّساء قِتالٌ)(17).
استمرّت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء، وشلاّل الدم المقدّس يجري ليتّخذ طريقه عبر نهر الخلود، وأصحاب الحسين (عليه السلام) يتساقطون الواحد تلو الآخر، وقد أرهقوا جيش العدو وأثخنوه بالجراح، فتصايح رجال عمر بن سعد: لو استمرّت الحرب برازاً بيننا وبينهم لأتوا على آخرنا، لنهجم مرّة واحدة، ولِنُرشِقُهم بالنبال والحجارة.
تقدّمت وحدات من الجيش الأموي يقودها عمرو بن الحجّاج، وهاجمت ميمنة الحسين (عليه السلام)، فاستعمل أصحاب الحسين (عليه السلام) أسلوباً عسكرياً رائعاً، جثوا على ركبهم واشرعوا الرماح، فخافت الخيل وتراجعت بفرسانها، استغلّ أصحاب الحسين (عليه السلام) إدبار الخيل ورجوعها فأطلقوا نبالهم يصطادون بها عناصر الحملة الظّالمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
عاود الجيش الأموي الحملة، فقاد شمر بن ذي الجوشن قطعات من عسـكره، وهاجم ميسرة الحسين (عليه السلام)، ودارت معركة طاحنة، استطاع الرجال الّذين بقوا مع الحسين (عليه السلام) صدّ الهجوم، وَرَدَّ الشمر على أعقابه، وقد أبلى فيها عبد الله بن عمير الكلبي بلاءً حسناً، وأبدى بسالة نادرة، فَقَتَلَ تسعة عشر فارساً واثني عشر راجلاً، فسقط جريحاً ثمّ اُسِرَ وقُتِلَ صبراً.
ولم تحتمل أُمّ وهب قتل زوجها وفراق الرّجل المقدام، فاتّجهت إلى ساحة المعركة وراحت تحنو على الجسد المسجّى بقلبها المثكول، وغُربَتِها المُفجعة، وتَمسحُ الدمَ عن الرّأس الحُرِّ الأبي وهي تقول له: هنيئاً لك الجنّة.
نظر الشمر إلى صلابتها وتحدِّيها، فاستعظم موقفها وأمر غلاماً له بقتلها، نفّذ العبد أمر سيِّده، واتّجه يحمل عموداً من حديد فضرب أُمّ وهب على رأسها، فسقطت شهيدة تسبح بدم الشهادة وتعانِقُ روحَها روحَ الزّوج الحبيب، فاقتطع القتلة رأسها ورموا به نحو مخيّم الحسين (عليه السلام).
استمرّ الهجوم والزّحف نحو من بقي مع الحسين (عليه السلام)، وأحاطوا بهم من جهات متعدِّدة، فتعالت أصوات ابن سعد ونداءاته إلى جيشه وقد دخل المعسكر يقتل وينهب: (أحرِقوا الخيام)، فضجّت النِّساءُ، وتصارخَ الأطفال، وعلا الضّجيجُ، وراحتْ ألسنةُ النار تلتهم المخيّم، وسكّانُهُ يَفرّون فزعين مرعوبين. ها هو الجيش الأموي يهاجم مخيّم آل الرسول، وقد زالت الشمس وحضر وقت الصلاة، وليس معقولاً أن يغيب الحسين (عليه السلام) عن الوقوف بين يدي الله، يوحِّـده ويُسَبِّحُه ويُناجيه، وها هو يستعين بالصبر والصلاة، وَيشدُّهُ الشّوقُ والحبُّ الإلهي المقدّس، فينادي للصّلاة وقد تحوّلَ الميدان عنده محراباً للجهاد والعبادة، وليس بوسعِ الأسِنَّةِ والسُّيوف أن تحولَ بينه وبين الحضور في ساحة المناجاة، والعروج إلى حظائر القدس، وعوالم الجلال(18)، والحرب لَمّا تَضَعْ أوزارَها، والمعارِك لم يهدأ سعيرها، فراحَ مَن بقي من أصحاب الحسين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام) ينازلون الأعداء، ويستشهدون الواحد تلو الآخر: ولده عليّ الأكبر، إخوته: عبيد الله، عثمان، جعفر، محمّد، أبناء أخيه الحسن: أبو بكر، القاسم، الحسن المثنّى(19)، ابن أُخته زينب: عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل: عبد الله بن مسلم بن عقيل، عبد الرّحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمّد بن مسلم بن عقيل، عبد الله بن عقيل. أُولئك الأبطال الأشاوس من آل عقيل وآل عليّ بن أبي طالب، مجزّرين كالأضاحي، يتناثرون في أرض المعركة، تناثر النجوم في سماء الخريف، ويسبحون في بُرَكِ الدمِ سبحَ الشّقائق في حوض النهر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
وقف الحسين (عليه السلام) بينهم ينادي، وقد أيقنَ باللّحوق بهم والاجتماع معهم تحتَ سرادق الرّحمة مع الشُّهداء والصِّدِّيقين والنّبيِّين، بعد أن حزّ في نفسه عويلُ النِّساء، وصراخ الأطفال، ولوعةُ اليتامى والأرامل من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) ومَن رافقهم في رحلة الشهادة والخلود، وقف ينادي: (هَلْ مِن ذابٍّ عن حرمِ رسـول الله؟ هل مِن مُوَحِّد يخـافُ اللهَ فينا؟ هَلْ مِن مُغِيثٍ يرجو اللهَ في إغاثَتِنا)(20). فلم يجبه غير صراخ النسوة، وعويل الأطفال وضجيجُهُم المروِّع، لم يبق أمام الحسين (عليه السلام) إلاّ أن ينازل القوم بنفسه، ويدخل المعركة مبارزاً بفروسيته وشجاعته، وقلبُهُ يَفيضُ حُبّاً وحناناً وخوفاً على أهله وحرمه، وحرم الأنصار وأيتام الشّهداء، وقد أيقنَ أنّه لن يعود بعد هذه الحملة، فحامت عواطف الحب، ولواعج الأبوّة المفجوعة حول ولده الرضيع عبد الله ، فشدّه الشوق إليه وأَجاءَتْهُ ساعةُ الفِراق نحوَهُ، ووقفَ على بابِ الخيمةِ ينادي أُخته زينب، ويطلب منها أن تحمل إليه ولده ليطبع على شفتيه القبلة الأخيرة، ويلقي عليه نظرة الوداع.
فجاءت به عمّته زينب تحمله، فرفعه الحسين (عليه السلام) لِيُعانِقَهُ ويُقَبِّلَ شفتيه الذابلتين، فسبقهُ سهمٌ من معسكرِ الأعداء إلى نحرِ الطِّفل الرّضيع(21) وحالَ بينه وبين الحياة. فراح يفحصُ رغامَ الموتِ بقدميه، ويسبحُ في مَسربِ الدم البريء، ويكتب بذلك الدمِ المقدّسِ أروعَ قصيدة في ديوان المآسي، ويخاطبُ ضميرَ الإنسان عبرَ أجيال التاريخ بتلك الظليمة والفاجعة الّتي رُزِئَ بها آل محمّد (صلى الله عليه وآله) في يوم عاشوراء.
ما عسى أن يفعل الحسين (عليه السلام)؟ وكيف يمكن أن يتصرّف أبٌ مفجوع وقد سالت بينَ يديه دماء طفل رضيع بريء، يناغي السماء، ويملأ أحضان أبيه بالبشر والابتسامة؟ ما عسى أن يصنع الحسين (عليه السلام) وهو يرى وَلَدَهُ الرّضيعَ قد ذُبِحَ بينَ يديه؟
وقف الحسين (عليه السلام) كالطّود الأشمّ، لم يضعف ولم يتزعزع، بل راحَ يجمع الدم بكفّيه ويرفعه شاكياً إلى الله، باعثاً به نحو السماء، مناجياً: (هَوَّنَ عَلَيَّ ما نزلَ بهِ، أنّهُ بِعَينِ الله)(22). وهكذا بدأ شلاّلُ الدم ينحدر على أرض كربلاء، وسُحُبُ المأساة تتجمّع في آفاقها الكئيبة، وصيحات العطش والرُّعب تتعالى من حول الحسـين (عليه السلام)، وتنبعثُ من حناجر النِّساء والأطفال. ركب الحسين (عليه السلام) جواده يتقدّمه أخوه العبّاس بن عليّ، وتوجّه نحو الفرات ليحمل الماء إلى القلوب الحرّى، والأكباد الملتهبة من آل محمّد (صلى الله عليه وآله)، فحالت جموع من العسكر دونه، اقتطعوا العبّاس عنه، الفارس والبطل وحامل اللِّواء، فغدا الحسين (عليه السلام) بجانب والعبّاس بجانب آخر، وكانت للبطل الشجاع أبي الفضل العّباس صولة ومعركة حامية طارَتْ فيها رؤوسٌ وتساقطت فرسانُ، وقد بَعُدَ العبّاس عن أخيه الحسين (عليه السلام) يصولُ في ميدان الجهاد، حتّى وقع صريعاً (23) يَسبحُ بدمِ الشّهادةِ ويُثبتُ لواءَ الحسين الّذي حمله يوم عاشوراء في أرض كربلاء، خفّاقاً إلى الأبد، لا تبليه الأيّام، ولا تُطأطِئُ هامتَهُ دولُ الطّغاة، وفي الجانب الآخر كان الحسين (عليه السلام) يقتحم الميدان ويحاول الوصول إلى الفرات، فحالت دونه وحدات عسكرية أُخرى، ووجّه أحد رجال ابن سعد سهمه نحو الحسين (عليه السلام) فأصاب حنكه، فانتزع الحسين (عليه السلام) السّهم وراح يستجمعُ الدمَ بيدِهِ ثمّ يلقي به ويناجي ربّه: (اللّهمّ ! إنِّي أشكُو إليك ما يُفعَل بابن بِنْتِ نَبِيَّك)(24).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
وهكذا امتلأ الميدان بالصّرْعى والشهداء من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) والفئة الثائرة الّتي كتبت بدمائها الزّكيّة ملحمةَ الخلود والكفاح، واختطّت للأجيال طريق الثورة والجهاد. نظر الحسين (عليه السلام) إلى ما حوله، مدّ ببصره إلى أقصى الميدان فلم يَرَ أحداً من أصحابه وأهل بيته إلاّ وهو يسبح بدم الشهادة، مُقطّع الأوصال يخطّ في مضجع الرمال من حوله الحرف المضيء والشعار الخالد: سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى *** إذا ما نَوى حقّاً وجاهَدَ مُسْلِما ووَاسى الرِّجالَ الصّالحين بِنَفســــه *** وفارَقَ مَثْبُوراً وخالَفَ مُجْرِما فإنْ عِشْتُ لَمْ أنْدَمْ وإنْ مِتُّ لَمْ الَــمْ *** كفى بِكَ ذُلاًّ أن تَعيشَ وتُرْغَما
وإذن ها هو الحسين وحده يحمل سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين جنبيه قلب عليّ، وبيده راية الحق، وعلى لسانه كلمة التقوى.
وقف أمام جموع العسكر الّتي أوغلت في الجريمة واستحوذ عليها الشيطان، ولم تفكِّر إلاّ بقتل الحسين والتمثيل بجسده الطاهر. إذن هذا هو اليوم الموعود الّذي أخبر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتلك هي تربَتُهُ الّتي بُشِّر بها من قبل.
حمل الحسينُ (عليه السلام) سيفه، وراح يرفع صوته على عادة الحروب ونظامها بالبراز، وراح ينازلُ فرسانهم، ويواجه ضرباتهم بعنف وشجاعة فذّة، ما برز إليه خصم إلاّ وركع تحت سيفه ركوع الذل والهزيمة. تعلّق قلبُ الحسين (عليه السلام) بمخيّمه وما خَلّفتِ النّارُ والسيوفُ من صبية ونساء وبقايا رَحْلِه. فراح ينادي وقد هجمت قوّات عمر بن سعد على الحسين (عليه السلام) وطوّقته وحالت بينه وبين أهله وحرمه، فصاح بهم: (أنا الّذي أُقاتِلُكُم والنِّساءُ ليسَ عَلَيهِنّ جُناح، فامنعوا عُتاتَكم عن التّعرُّضِ لِحُرَمي ما دُمتُ حيّاً)(25).
صُمّتْ أسماعُ وقلوبُ أُولئكِ الأجلاف عن قول ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتقدّم شمر ابن ذي الجوشن وعشرة من رجاله نحو مخيّم الحسين الّذي فيه عياله فصرخ فيهم الحسين: (ويلكم إنْ لم يكن لكم دينٌ وكنتم لا تخافون يوم المعاد، فكونوا أحراراً ذوي أحساب، امنعوا رحلي وأهلي مِن طُغاتكم وجُهالكم، قال ابن ذي الجوشن: ذلك لك يا ابن فاطمة).
استمرّ الهجوم عنيفاً والحسين (عليه السلام) في بحر الجيش العرمرم، يجالد العسكر، حتّى سدَّد أحد جنود الأعداء سهماً نحو شخصه الشريف، فاستقرّ السهم في نحره، وراحت ضرباتُ الرِّماح والسيوف تمطرُ جسدَ الحسين (عليه السلام) حتّى لم يستطع مقاومة الألم والنزف وقد استحالت صفحاتُ جسدِهِ الطّاهرِ كتاباً قد خَطّتْ عليه الجِراحُ والآلامُ بمدادِ الدم أروعَ ملاحِمِ التاريخ، وكَتَبَتْ أقدسَ مواقف البطولة والشرف، فكان الجُرح في جسده أروع حرف يُكتب في سطر الخلود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
قُرِئَت تلك الحروف الجِراح فكانت سبعاً وستّين(26) حرفاً، تروي بصمتها الناطق قصّةَ الكفاح والجهاد، وتُدَوِّن بعمقها المتأصّل فُصولَ الأسى والظّليمة. عانقَ الحسينُ (عليه السلام) صعيدَ الطّفوف، واسترسلَ جسدُهُ الطّاهرُ ممتـدّاً على بِطاح كربلاء لينتصبَ مِن حوله مشعلُ الحرِّيّة والكفاح، ويجري من شريان عنقِهِ شلاّلُ الدم المقدّس. إلاّ أنّ روح الحقد والوحشية الّتي ملأت جوانحَ الجُناة لم تكتف بذلك الصّنيع، ولم تستفرغ أحقادَها في حدودِ هذا الموقف، بل راحَ شمر بن ذي الجوشن يحملُ سيفَ الجريمة والوحشية ويتّجه نحو الحسين (عليه السلام) ليقطعَ غُصناً من شجرةِ النبوّة، وليثكُلَ الزّهراء بأعزِّ أبنائها. لِيَفصلَ الرّأسَ عن جسدِهِ ويحملَهُ هديّةً للطّغاة، الرّأسَ الّذي طالما سجد مُخلِصاً لله، وحَملَ اللِّسانَ الّذي ما فتئ يُردِّد ذكر الله، وينادي: (لا أُعطِيكُم بِيَدِي إعطاءَ الذَّليلِ، وَلا اُقِرُّ إقرارَ العَبيدِ). الرّأسَ الّذي حَملَ العِزّ َوالإباءَ، ورفضَ أنْ ينحنيَ للطُّغاةِ، أو يُطأطِئَ جبهتَهُ للظّالمين. فأكبّ الشمر بن ذي الجوشن سيدنا الحسينُ (عليه السلام) على وجهِهِ، وراحَ يقطع رأسَ الشّرفِ والإباءِ ويحول بينه وبين الجسد الطّاهر. وهكذا وقعتِ الجريمةُ، وولغَ القَتَلَةُ بدمِ الحسين (عليه السلام) والصّفوةِ الأبرارِ مِن أصحابهِ الميامين، وحُملَ الرّأسُ لينتصبَ وساماً خالداً، وشعاراً مجيداً على رأس رمح يَجُوبُ أرضَ الكوفةِ والشّامِ، ليعودَ مِن جديد فيستقِرَّ في كربلاء، إلى جوار الجسدِ الشّهيد.
ونظر زين العابدين نحو الميدان ثم التفت إلى عمته العقيلة زينب قال عمه البسي إزارك يا عمة إجمعي العيال والأطفال في خيمة واحدة عمه تهيئي للسبي قالت يا بن أخي ما دهاك قال عمه هذا رأس والدي على رأس الرمح فخرجت النساء نحو المعركة تقدمهن زينب وهي تنادي: واجداه وامحمداه يا جداه يا رسول الله صلى عليك مليك السماء هذا حسينك بالعراء مقطوع الرأس من القفا مسلوب العمامة والرداء بأبي وأمي العطشان حتى مضى بابي وأمي المهموم حتى قضى .
** الهوامش **
1 ـ الطبري تاريخ الأُمم والملوك ج 4 ص 316. الشيخ المفيد الإرشاد ص 230.
2 ـ وقعت معركة عاشوراء في أرض كربلاء حيث استُشهِد الحسين (عليه السلام) ودُفِن، وهي تبعد أكثر من (75) كيلومتراً عن قبر الإمام عليّ (عليه السلام) في النجف الاشرف.
3 ـ استغرق طريق رحلة الحسين (عليه السلام) من المدينة إلى مكّة ومن مكّة إلى كربلاء نحو ثلاثين يوماً، وقطع فيها حوالي ألفي كيلومتر.
4 ـ في بعض كتب التاريخ (عزرة).
5 ـ في بعض كتب التاريخ (ذويد).
6 ـ الطبري تاريخ الأُمم والملوك ج 4 ص 321 ، كما رواه الشيخ المفيد الإرشاد ص 233، عن الإمام عليّ بن الحسين السجّاد (عليه السلام)، الّذي كان قد شهد المعركة ولم يشترك فيها لمرضه، كما شهدها ولده محمّد الباقر (عليه السلام) وهو طفل صغير، وعمره نحو أربع سنوات. فقد رُويَ عن السجّاد (عليه السلام): (لمّا أصبحت الخيل تقبل على الحسين (عليه السلام) رفع يديه وقال ... الدُّعاء).
7 ـ يشير بذلك إلى إلحاق معاوية بن أبي سفيان لزياد بن أبيه بنسبه وقوله انّه أخوه، بعد أن شهد شهود بأنّ أبا سفيان قد زنى بأُمّه سميّة وكانت بغياً من ذوات الرايات، وكان ذلك خلاف ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أنّ: (الوَلَدُ للفِراشِ وللعاهِرِ الحَجَرُ).
8 ـ يعني بذلك عبيد الله بن زياد بن أبيه.
9 ـ الخوارزمي مقتل الحسين ج 2 ص 6 و 7، وتاريخ ابن عساكر الحديث ص 670.
10 ـ كان برير تابعياً من كبار شيوخ قرّاء القرآن في الكوفة.
11 ـ الطبري تاريخ الأمم والملوك ج 4 ص 322 و 323، وابن الأثير الكامل في التاريخ ج 4 ص 61 و 62.
12 ـ عبد الرزّاق المقرّم مقتل الحسين (عليه السلام) ص 233 و 234.
13 ـ المصدر السّابق ص 235.
14 ـ صدق الحسين (عليه السلام) ولم يربح عمر بن سعد غير الخزي والنار، وقد قتله المختار بن عبيدة الثقفي في الكوفة، ذكر ذلك ابن الأثير في الكامل في التاريخ ج 4 ص 241.
15 ـ الشيخ المفيد الإرشاد ص 236.
16 ـ عبد الرزّاق المقرّم مقتل الحسين (عليه السلام) ص 237.
17 ـ المصدر السّابق.
18 ـ الطبري تاريخ الأُمم والملوك ج 4 ص 327، وابن الأثير الكامل في التاريخ ج 4 ص 65.
19 ـ رُوي انّه صلّى وأصحابه فرادى بالإيماء لعدم توفّر الفرصة لهم، وروي انّه صلّى صلاة الخوف بأصحابه، ذكر هذه الأحداث الطبري تاريخ الأُمم والملوك ج 4 ص 334، وابن الأثير الكامل في التاريخ ج 4 ص 69.
20 ـ جُرِحَ الحسن المثنّى جراحات عديدة، ولم يستشهد بل حُمِلَ وعولج.
21 ـ الشيخ المفيد الإرشاد ص 240. العبّاس بن عليّ (عليه السلام): أخو الإمام الحسين (عليه السلام) لأبيه ، وأُمّه أُمّ البنين فاطمة بنت حزام الكلبي.
22 ـ المصدر السّابق.
23 ـ السيِّد ابن طاووس مقتل الحسين (عليه السلام) ص 49.
24 ـ إنّ الّذي أطلق السهم على الرضيع الشهيد هو حرملة بن كاهل، وذكر المؤرّخون أنّ شهادة عبد الله كانت قبل شهادة عمّه العبّاس.
25 ـ السيِّد ابن طاووس مقتل الحسين (عليه السلام) ص 49، وذكر الحديث الطبري تاريخ الأُمم والملوك ج 4 ص 342، وابن كثير ج 8 ص 187.
26 ـ ابن طاووس مقتل الحسين (عليه السلام) ص 50.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
السلام عليك يابن رسول الله السلام عليك يابن ولي الله السلام عليك يابن سيدة النساء السلام عليك يابن خديجة الكبرى السلام عليك ياقتيل الأدعياء السلام عليك يا ثأر الله السلام عليك ياسيدي ومولاي يا أبا عبد الله الحسين . السلام عليك وعلى أهل بيتك وأصحابك المستشهدين بين يديك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
.
.
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا* وقد مات عطشـاناً بشـط فراتِ
إذا للطمت الخد فاطم عنده* وأجريت دمع العيـن في الوجناتِ
أفاطم قومي يابنة الخير وأندبي* نجوم سـماوات بأرض فلاتِ
توفوا عطاشا بالفرات فليتني* توفيت فيهم قبـل حين وفـاتيِ
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم* سقتني بكأس الثكل والفظعاتِ
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الأخ الحبيب عبد الإله زمرواي
كما ذكر أخي عمار في مداخلة سابقة ، أنك أشرت إلى شخصية عظيمة يعرفها قلة من الناس وهي العباس بن علي وموقفه البطولي في كربلاء .
هناك العديد من الشخصيات التي كانت مع الحسين في كربلاء و ضربت أروع الامثلة في الصمود والبطولة والتضحية والعظمة والسمو سواء من أهل بيت الحسين أو من أصحابه .
سوف أحاول جاهداً الإتيان بقبسات من سيرتهم المضيئة إن شاء الله تعالى .
من هذه الشخصيات العظيمة السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب والتي سجل لها التاريخ مواقف خالدة تطرقنا لبعضها في المداخلات السابقة .
من أشهر هذه المواقف موقفها أمام طاغية الأمويين يزيد بن معاوية في قاعة عرشه ومركز سلطانه وبين جنده وحرسه وبعد أن مرت بتجارب هائلة في ألمها لو صبت على الأيام صرن لياليا.
هذه خطبتها في مجلس يزيد بعد قتل الحسين عليه السلام وأخذ نسائه وأهل بيته إلى دمشق :
تقول العقيلة الهاشمية سليلة بيت النبوة صلوات الله عليها :
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله سبحانه حيث يقول: (ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن).
أظننت يا يزيد ـ حيث أخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء، فاصبحنا نساق كما تساق الأسراء ـ أن بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة، وأن ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، تضرب أصدريك فرحاً، وتنفض مذوريك مرحاً، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ).
أمن العدل يا بن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والإحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم:
لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل "
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك، وقد نكأت القرحة، واستأصلت الشأقة، بإراقتك دماء ذرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن وشيكاً موردهم ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
اللهم خذ لنا بحقنا، وانتقم ممن ظلمنا، وأحلل غضبك بمن سفك دماءنا، وقتل حماتنا.
فوالله ما فريت الا جلدك، ولا حززت الا لحمك، ولتردن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم، ويلم شعثهم، يأخذ بحقهم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).
وحسبك بالله حاكماً، وبمحمد صلى الله عليه وآله خصيماً، وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً وأيكم شر مكاناً، واضعف جنداً.
ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، إني لاستصغر قدرك وأستعظم تقريعك، وأستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى.
الا فالعجب كل العجب، لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنماً، لنجدنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد، والى الله المشتكى وعليه المعول.
فكد كيدك، وأسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين.
والحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة، إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
.
.
لما أدخل أهل الحسين (عليه السلام) على عبيد الله بن زياد والي الكوفة قبل ترحيلهم إلى الشام دخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها ، فمضت حتى جلست ناحيةً من القصر ، وحفت بها النساء . فقال عبيد الله بن زياد ، من هذه التي انحازت ناحيةً ومعها نساؤها ؟ !
فلم تجبه زينب .
فأعاد القول ثانيةً وثالثةً يسأل عنها ؟
فقالت له بعض النساء : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله .
فأقبل عليها بن زياد وقال لها : الحمد لله الذي فضحك وقتلكم وأكذب أحدوثتكم .U]
فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وطهرنا من الرجس تطهيرا ، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا والحمد لله . فقال بن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك ؟ !
فقالت : ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك يابن مرجانة ! !
فغضب بن زياد وأستشاط ، فقال له عمرو بن حريث : أيها الأمير ، إنها إمرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
فقال ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك . فرقت زينب وبكت وقالت له : لعمري لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت .
فقال ابن زياد : هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجاعاً شاعراً .
ثم التفت بن زياد إلى علي بن الحسين وقال له : من أنت ؟
فقال : أنا علي بن الحسين . فقال : أليس الله قد قتل علي بن الحسين ؟ فقال علي : قد كان لي أخ يسمى علي بن الحسين ، قتله الناس . فقال ابن زياد : بل الله قتله .
فقال علي بن الحسين : الله يتوفى الأنفس حين موتها . فغضب ابن زياد وقال : ولك جرأة على جوابي وفيك بقية للرد علي ؟ ! إذهبوا به فاضربوا عنقه .
فتعلقت به زينب عمته ، وقالت : يا بن زياد ! حسبك من دمائنا . واعتنقته وقالت : والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه .
فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ، ثم قال : عجباً للرحم ! والله إني لأظنها ودت أني قتلتها معه ، دعوه فإني أراه لما به .
ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين وأهله فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
.
.
وبعد ذلك صعد عبيد الله بن زياد بن سمية المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال ـ في بعض كلامه:
«الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وأشياعه ، وقتل الكذاب بن الكذاب (يعني الإمام الحسين).
فما زاد على هذا الكلام شيئاً حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي ـ وكان من شيعة الإمام علي بن أبي طالب ، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل ، والأخرى يوم صفين ، وكان يلازم المسجد الأعظم فيصلي فيه إلى الليل ـ فقال :
يابن مرجانة ! إن الكذاب بن الكذاب أنت وأبوك ومن إستعملك وأبوه ، يا عدو الله ! أتقتلون أولاد النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟!
فغضب بن زياد وقال : من هذا المتكلم ؟ فقال : أنا المتكلم يا عدو الله ! أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس ، وتزعم أنك على دين الإسلام .
واغوثاه ! أين أولاد المهاجرين والأنصار ، لينتقمون منك ومن طاغيتك ، اللعين بن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين .
فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه ، وقال : علي به ، فتبادرت الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه ، فقام بنو عمه ، فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد ، وانطلقوا به إلى منزله . فقال ابن زياد : إذهبوا إلى هذا الأعمى ـ أعمى الأزد ، أعمى الله قلبه كما أعمى عينه ـ فأحضروه إلي .
فانطلقوا إليه ، فلما بلغ ذلك الأزد إجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم .
وبلغ ذلك ابن زياد ، فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث ، وأمرهم بقتال القوم .
قال الراوي : فاقتتلوا قتالاً شديداً ، حتى قتل بينهم جماعة من العرب .
ووصل أصحاب ابن زياد إلى دار عبد الله بن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه .
فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر !
فقال : لا عليك ناوليني سيفي ، فناولته إياه ، فجعل يقاتلهم . وجعلت ابنته تقول : يا أبت ليتني كنت رجلاً أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء القوم الفجرة ، قاتلي العترة البررة .
وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة ، وهو يذب عن نفسه فلم يقدر عليه أحد ، وكلما جاؤوه من جهة قالت ابنته : يا أبت جاؤوك من جهة كذا ، حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به .
فقالت أبنته : واذلاه يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به .
فجعل يدير سيفه ويقول : أقسم لو يفسح لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدري .
فما زالوا به حتى أخذوه ، ثم حمل فأدخل على ابن زياد .
فلما رآه قال : الحمد لله الذي أخزاك .
فقال له عبد الله بن عفيف : يا عدو الله وبماذا أخزاني الله ؟ ! والله لو فرج لي عن بصري ضاق عليك موردي ومصدري .
فقال له ابن زياد : ماذا تقول ـ يا عبد الله ـ في أمير المؤمنين عثمان بن عفان ؟
فقال : يا عبد بني علاج ، يابن مرجانة ، وشتمه ـ ما أنت وعثمان بن عفان أساء أم أحسن ، وأصلح أم أفسد ، والله تعالى ولي خلقه يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل والحق ، ولكن سلني عنك وعن أبيك وعن يزيد وأبيه ؟
فقال ابن زياد : والله لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت غصة بعد غصة . فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين ، أما أني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك ، وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه ، وأبغضهم إليه ، فلما كف بصري يئست من الشهادة ، والآن . . فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرفني الإجابة بمنه في قديم دعائي . فقال ابن زياد : إضربوا عنقه .
فضربت عنقه وصلب في السبخة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: ALazhary2)
|
Quote: الأخ الكريم عبد الإله
آمل أن تطلب من المهندس بكري أبوبكر أن يقوم بنقل موضوعك هذا للعنوان الجديد للمنبر عبر الرابط ادناه حتى يتواصل الموضوع ويستمر |
أبن الأكرمين الأزهري...
أنشاء الله طلك مستجاب، والمجد والفخار والسلام على سيدي الحسين ومن احب آل اليت...
أخوك عبدالأله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الاستاذ الأديب عبد الإله زمرواي السلام عليكم نتابع هذا البوست الرائع ونمني النفس بوقفة طويلة فيه ولكن ليس دائما يكون المرء مهيأ للوقوف عند هذه المحطات الأدبية، فهي ليست مثل غيرها ولماوجدتُ الوقت يمضي دون أن تجود قريحتي بما يليق بقصيدتك هذه العصماء من مقال قلت دعني أتوقف فقط للتحية وإبداء الإعجاب... جوزيت أخي عن أبي عبد الله الحسين خير الجزاء ورزقك الله شفاعته وشفاعة جده وأبيه وأمه وأخيه..
وإلى عودة قريبة عاطر تحياتي
وقبل الخروج لا بد من تحية مناسبة للزعيم أزهري 2 فقدحط رحاله عند أبي عبد الله الحسين وأبى أن يرحل عشقا وولاء.. جعلك الله من أنصار الحسين في الدنيا وأصحابه في الجنة...
والسلام...
متوكل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: دينا خالد)
|
Quote: مولانا زمراوى
لافض فووك سيدى .. انت شاعر حقيقى
حبيت ان اقول ليك رايى ،،
ومدد مدد سيدنا الحسين |
الأستاذة العزيزة دينا..
كيف حالك وحال القانونيين؟
سعدت بكلماتك الصادرة عن قلب كبير ومحب....
تحياتي وتقديري واحترامي....
أخوك عبدالأله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لثارات الحسين (نص شعري)! (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: الاستاذ الأديب عبد الإله زمرواي السلام عليكم نتابع هذا البوست الرائع ونمني النفس بوقفة طويلة فيه ولكن ليس دائما يكون المرء مهيأ للوقوف عند هذه المحطات الأدبية، فهي ليست مثل غيرها ولماوجدتُ الوقت يمضي دون أن تجود قريحتي بما يليق بقصيدتك هذه العصماء من مقال قلت دعني أتوقف فقط للتحية وإبداء الإعجاب... جوزيت أخي عن أبي عبد الله الحسين خير الجزاء ورزقك الله شفاعته وشفاعة جده وأبيه وأمه وأخيه..
وإلى عودة قريبة عاطر تحياتي |
آمين أخي الأستاذ متوكل وشكرا جزيلا على كلماتك الرصينة...
أخوك عبدالأله
| |
|
|
|
|
|
|
|