"كان التعذيب الذي أتعرض له يتم بشكل يومي منظم ضرباً بالعصى على كل أجزاء جسدي حتى أخُرُّ مغماً عليَّ. كنت اُترك على الارض مغشياً عليّ دون رعاية طبية في معظم الاحيان...كل أملي الآن ان اعيش وأرى بيوت الاشباح في السودان والعالم وقد تمَّ إغلاقها نهائياً." أديب يوسف ناشط حقوقي من دار فور وأحد معتقلي "بيت أشباح " ابوغريب بالخرطوم بحري.
بتفاؤلٍ مشوبٍ بالحذر تحتفل المجموعة السودانية المناهضة للتعذيب هذا العام باليوم العالمي للناجين من التعذيب. التفاؤل ناتج من إنتخاب إدارة أمريكية جديدة في "البيت الأبيض" ملتزمة بمناهضة التعذيب وإغلاق معتقل جوانتانامو سيئ الصيت، مما جعل العالم في وضع أحسن نسبياً. ولكن هذه الصورة المتفائلة تختلف تماماًبالنسبة للسودان. إدارة الرئيس البشير إستمرت في سياسة العنف بشكل واسع ضد كل معارضيها وأصبح التعذيب يمارس تجاه كل المعتقلين السياسيين المؤيدين لقرار محكمة العدل الدولية بإدانة وإعتقال الرئيس البشير . وبعد هجوم المتمردين على العاصمة فى العام الماضي تمَّ إعتقال المئات من مواطني دار فور بشبهة الاشتراك أو التعاطف وأُنتزعت الإعترافات تحت التعذيب، وتمَّ الحكم بالاعدام شنقاً حتى الموت على 103 معتقل حتى الآن.
يجب ان نوقف هذه الجريمة فوراً. لهذا السبب تبادر المجموعة السودانية لمناهضة للتعذيب في بدء الخطوات الاولى لتفكيك مؤسسة التعذيب، وذلك بالشروع في تنفيذ أحد البنود الهامة لإتفاقية السلام الشامل لعام 2005م والتي تنص على الشروع الفوري في إجراء مصالحة وطنية ...حين اطلق الرئيس البشير نداءه المقتضب قبل عامين داعياً للمصالحةالوطنية إستجابت المجموعة السودانية لمناهضة التعذيب وطلبت تمهيد المناخ لذلك وفق إطار العدالة الانتقالية المجرب بنجاح في جنوب أفريقيا، المغرب، بيرو، الارجنتين، وذلك بأن يتقدم الرئيس بإعتذارٍ علني لضحايا التعذيب وأسرهم، والشروع في تكوين لجان الحقيقة ولجان جبر الضرر. ولكن مرَّ أكثر من عامين دون اية إستجابة من النظام لمقترحنا بل اكثر من ذلك شرع النظام في فتح العديد من مراكز التعذيب الجديدة مثل مركز ابو غريب المشار إليه اعلاه.
لذا قررت المجموعة السودانية لمناهضة التعذيب في بدء تكوين لجان الحقيقة في كل مجتمعات السودانيين بالمهجر. ونأمل في ان تحذو مدينة فلادلفيا حذو مدينة "أيوا" وتحتضن أول هذه اللجان. إن اول مهام هذه اللجنة هي أن تستمع لإعتذارٍ علني من قِبل كلٍ منْ قام بالدعم المعنوي للنظام السوداني في إنكاره وجود بيوت الاشباح في السودان. إن من حق أديب يوسف ورفاقه على كل منْ أنكر حدوث التعذيب من قِبل النظام ان يتقدم بشجاعة أمام اللجنة ويعتذر لهم علناً.
وشكراً ل GATS وما تبذله من جهود لوقف التعذيب وإغلاق بيوت الأشباح والمعتقلات والسجون لمخالفي الرأي ... لكني اتفق مع الأخ الباقر عثمان حول طبيعة هذه اللجان ودورها وتوقيتها ... وأظن أن الوقت الحالي هو للمزيد من الضغط علي السلطة الحاكمة من خلال العمل الإعلامي والعمل مع المنظمات الدولية لوقف الانتهاكات والسعي لوقف الاعتقالات التي لا زالت تقوم بها السلطة ... بالاضافة الي توثيق الانتهاكات اليومية للنظام في جميع الاتجاهات ...
والتفاؤل الذي تتعامل به المجموعة تجاه السلطة لا يؤدي ألا الي استغلالها علي الأقل إعلامياً ...
Dear Elbagir Musa and gafar bashir, Thanks for your feedback....This is exactly what GATS was aiming at: More documentation of the crimes of the regime by telling the truth... Article 21 of the CPA seems not going to happen or if it did it will be another twisted form of the Transitional justice...
GATS wants to take the initiative in the hands of the surviors and not any other bureacratic body... GATS has been engaging in a discussion on tghis over the past year
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة