|
|
|
 Re: كتاب (أنبياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت (Re: فيصل نوبي)
|
كتب صديقي شلاقة
Quote: (أنـبـياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت
بتكيف من ذوقي لما أمشي مكتبة جرير ضهب سااااااي ...
يعني مافي موضوع في رأسي يخلي زاوية نظري حادة ومنغلقة على مواضيع معينة بمقياس تلاتة درجات فقط ...
فحين أذهب إلى مكتبة جرير زول ضهب سااااي ... بتكون زاوية نظري 180 درجة ... وذلك نتيجة لعدم تسليط الضوء على مواضيع معينة ... يعني أوبن مايند
ونادراً جداً ما أذهب إلى قسم الكتب الأسلامية ... ولكن حين ذهبت هناك شدني كتاب ذو غلاف أسود مكتوب عليه أنبياء الله ... ولولا اللون الأسود هذا لكنت مريت على هذا الكتاب مرور الكرام ... لأن قصص انبياء الله قرأتها من المناهج الدراسية والمسلسلات الدينية وسمعت عنها في البرامج الدينية لبعض الدعاة مثل (عائض القرني) (عمرو خالد) وغيرهم ...
ولكن اللون الأسود هذا شدني وألمح لي بأن هذا الكتاب مختلف عن بقية الكتب التي تناولت قصص الأنبياء ... فمعظم الكتب التي تناولت قصص الأنبياء تميزت أغلفتها باللون الأبيض والألوان الفاتحة ...
وأكيد أنو اللون الأسود عندو دلالة معينة ... ما هي ؟؟ الله أعلم ...
ولكن وجدت نفسي أمسك بهذا الكتاب دوناً عن باقي الكتب لأجده مغلف بكيس ناعم يمنع عنك تصفحه
وحين نظرت إلى الغلاف الأخير وجدت نبذة كتبها الناشر عن الكتاب ومؤلفه وقال فيها: |
__
يتبع ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (أنبياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت (Re: فيصل نوبي)
|
نبذة الكتاب :
يزيد عطش الحياة إلى شموس تضيء بغير أن تحترق أو تحرق ، شموس تستمد ضوءها من نور السموات والأرض جل جلاله ، وهؤلاء هم الأنبياء.
تناولت قصص الأنبياء كتب كثيرة وأقلام عديدة ...
الجديد في هذا الكتاب هو أسلوب التناول ، وزاوية الرؤية ، والإحساس المتفرد بمغزى القصة ، إلى جوار الحس الصوفي الذي يحكم النظرة العامة .
ليس هذا الكتاب تاريخاً يروي قصص الأنبياء بحياد بارد، ليس إطلالة تقليدية على متحف الذكريات الدينية القديمة ... إنما هو بعث لثورات المسافرين دائماً إلى الله ... إبتداء من آدم وأنتهاء بمحمد عليهما الصلاة والسلام.
صاحب هذا الكتاب هو الكاتب الكبير أحمد بهجت ... وهو رجل يقف على ثغر من ثغور الأسلام مدافعاً عن الفكرة الإسلامية الصحيحة ، وعن المسلمين المضطهدين في الأرض .
أيضاً هو كتاب عميق النظرة بأن تقدم لقارئها الكريم الطبعة الجديدة من هذا الكتاب بعد أن نفدت طبعاته السابقة وسجلت أرقاماً قياسية في التوزيع في مصر والعالم العربي ، فإنها تسعد بأن مؤلفه الكبير قد قام بمراجعة كاملة له . قام من خلالها قلمه البليغ ببعض التنقيحات التي نرجو أن تنال من رضاك ما نالته الطبعات السابقة ... آملين في القيام برسالتنا على الدوام .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (أنبياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت (Re: فيصل نوبي)
|
كتب شلاقة :
Quote: وللمعلومية فإن هذه الطبعة العشرون للكتاب ...
تخيل معي أن كتاب تعاد طباعته للمرة العشرون ... يا الله
نسأل الله العلي العظيم أن يثيبك خير الثواب عن هذا الكتاب يا أستاذ/ أحمد بهجت
كتاب مدهش في فلسفته وزاوية رؤيته ليعلمنا ما كان غائب عنا ...
الدهشة أنك تجد كتاب يعلمك أشياء جديدة ...
لكن الروعة أن تجد كتاب يعلمك أشياء تعرفها ولا تعلمها ...
كتاب يستاهل أعادة القراءة فيه لألاف المرات |
_
يتبع ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (أنبياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت (Re: فيصل نوبي)
|
من مقدمة الكتاب :
كـن ... فيكون
حين انصرفت مشيئة الله تبارك وتعالى إلى خلق الكون.
حين أراد أن يخلق المجرات والنجوم والشموس والكواكب والأراضي وما نعرف وما لا نعرف، أمر هذا كله ... وقال له: كن ... فكان.
حدثنا الله تعالى أنه عندما يريد شيئاً فإنه يأمره أن يوجد ... قال تعالى:
(إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) الآية 82 من سورة يس (مكية)
وهذا هو أمر التكوين ...
وأمر الله تعالى نوعان: أمر تكوين ، وأمر تشريع.
أما أمر التكوين فيعني كل القوانين العلمية المعقدة المحكمة التي يخضع لها الكون في وجوده وتطوره . وأما أمر التشريع فهو ما يوحيه الله تعالى لأنبيائه كي يبلغوه للناس ليأخذوا به ويتبعوه. وأما أمر التشريع فهو ما يوحيه الله تعالى لأنبيائه كي يبلغوه للناس ليأخذوا به ويتبعوه. وأمر التكوين يسبق أمر التشريع بالنسبة إلينا... وأمر التكوين لا حرية فيه ، بمعنى أن السماء ليست مختارة في أن تكون أو لا تكون، وكذلك الأرض بقوانينها الحاكمة ... أما أمر التشريع ففيه مجال واسع لحرية الإرادة ... وفيه مجال للمسئولية ... وفيه اختيار يترتب عليه إمكان المساءلة.
ألم ترى أن الله تعالى قال عن أمر التكوين:
(ثم أستوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين) الآية 11 من سورة فصلت
وقال عن أمر التشريع:
(لا أكراه في الدين) الآية 256 من سورة البقرة
وقال تعالى :
(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الآية 29 من سورة الكهف
إن الحرية تهيمن على أمر التشريع ، وهي مستبعدة تماماً من أمر التكوين، ولعل هذا ما قصده ربنا سبحانه وتعالى في قوله:
(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا)الآية 72 من سورة الأحزاب .
وليس إباء السماوات والأرض وإشفاقهن من الأمانة إلا صورة فنية تعبر عن رفض ما لا يستطعن حمله بحكم التكوين الأصلي والتقدير الأزلي . ليس رفضهما هنا اختيارا حرا ... إنما هو رفض يجئ من كونهما خلقتا طائعتين غير مكلفتين، وليس التمثيل والتشبيه في الآية إلا تقريباً لمعانيها من الذهن البشري.
.....................
وأمر التكوين بالنسبة إلينا غيب ...
خلق الله السموات والأرض وما أشهدنا خلقهن ... لا نعرف متى كان ذلك ولا كيف كان ... ولا بأي أسلوب أو وسيلة . لا نعرف أيضاً تاريخ تكوينهما بالتحديد.
إن وقوع الخلق وكيفيته وأسلوبه أسرار مغلقة، استأثر الله وحده بعلمه . أما مادة الخلق ، فهي أمامنا نبحث فيها كيف نشاء ... وتدرسها آلاف العلوم على الأرض.
أما كيفية الخلق فغيب لا ندري عنه إلا ما حدثنا به الله.
ولقد حدثنا الله تعالى أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام . قال تعالى:
(الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم أستوى على العرض) الآية 4 من سورة السجدة
أمر الله السماوات والأرض وما بينهما أن تتكون في ستة أيام ... فتكون في ستة أيام ... وهذه الأيام الستة من أيام الله تعالى ، وهي لا تشبه أيامنا التي نعيشها الآن على الأرض لسبب بسيط: أننا نحسب اليوم بدورة الأرض مرة حول نفسها أمام الشمس، والله تعالى يتحدث عن يوم قديم سبق خلق الأرض والشمس..
الحساب إذن يختلف ، وطول اليوم يختلف ... ربما تكون هذه الأيام الستة بحسابنا الآن آلاف السنين أو ملايين القرون ... أو تكون اكثر من ذلك أو أقل .. وربما تكون بحساب الله عز وجل شيئاً آخر تماماً ... هذا غيب لا نعتسف له تأويل ، ولا نخوض فيه بغير علم . غيب لا نعرف عنه إلا ما حدثنا به الله ، والغيب هو الشيء الذي يغيب عن عقلنا أو زماننا فلا ندركه، وكل ما غاب عنا وحدثنا عنه الله فهو وحده الصدق.
ولقد حدثنا الله أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم أستوى على العرض. خضغ له كل شيء. ودان له كل شيء. وسجد له كل شيء. وقدسه كل شيء. وحكمت قبضته سبحانه مقاليد كل شيء. واحتاج إليه كل شيء.
وهو الغني الذي لا يحتاج إلى أحد .. ويحتاج إليه كل أحد.
............
أنتهى الأمر ونفذت مشيئة الله تعالى . وخلق الكون . وسجد بعد خلقه لرب الخليقة ... سجد سجود احتياج واستمداد. سجد سجود استسلام يحكمه نظام بديع محكم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (أنبياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت (Re: فيصل نوبي)
|
شلاقة : Quote: عقب ذالك تناول الكاتب ... الملائكة وهم (رمز الخير ) وأبليس وذريته وهم (رمز الشر ...
ثم عقبهم تناول رجال الله فقال: |
من الكتاب
رجـال الله
أنبياء الله تعالى هم أمر التشريع . هم رسله إلى البشر .. وهم أساساً بشر ... غير أنهم أنقى البشر .
ولو أن الله تعالى لم يرسل أنبياءه إلى الناس لألزمهم حجته، ولكان ذلك عدلاً منه سبحانه. ذلك أن الله قبل إرسال إنبيائه أرسل كلماته إلى العقل البشري وألزمه الحجة، إن ذلك الكون كله هو كتاب الله المفتوح، وهو كتاب يمتلئ بالكلمات المعجزة الدالة على وجوده سبحانه.
والإنسان ذاته - بالنسبة لذاته- آية من آيات الله ، وكلمة من كلماته تلزمه الحجة. ولو طاف الإنسان داخل نفسه، أو ساح بذهنه في آفاق الكون .. لرأى كلمات الله وآياته . ولو استجمع الإنسان نقاءه الداخلي وانعش به قدرته على التذكر، فسوف يرى كلمات الله يوم أخذ العهد على آدم وذريته . قال تعالى:
(وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) الآية 172 من سورة الأعراف.
وإذن تلزم الإنسان الحجة. لماذا يرسل الله تعالى أنبيائه إلى الناس إذا كان قد ألزمهم الحجة؟
الجواب أن أنبياء الله تعالى جميعاً رحمة. لا يعمال الله عباده بالعدل وحده. لأن الله أكبر . إنما يعاملهم بالرحمة. والأنبياء هم الرحمة. يبعث كل نبي رحمة لقومه أو زمانه . حتى إذا جاء آخر الأنبياء جاء رحمة للعالمين.
(وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين) الآية 107 من سورة الأنبياء
ولولا محمد بن عبد الله ، صلى الله عليه وسلم ، لما عرفنا قصص الأنبياء كما وقعت حقاً. وذلك أن قصص الأنبياء تعرضت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لعبث لم يسلم منه نبي . وامتد التحريف إلى سيرة الأنبياء، فجاءت بشكل لا يحفظ للأنبياء وقارهم أو عصمتهم.
تحكى صحف اليهود المحرفة عن نبي يشرب الخمر ويزني بأبنته، وتحكي عن نبي يرسل قائد جيشه إلى الحرب كي قتنص امرأته، وتحكي عن نبي ينكفيء على عبادة الأصنام بعد أن تزوج وهو شيخ من صبية حسناء تعبد صنماً، فآثر إرضاءها بعبادة صنمها على إرضاء خالقه.
وتحس طيلة الوقت وأنت تقرأ هذه الصحف المحرفة أنك أمام عقل بشري ملوث ومغرض ... عقل مرتش يكذب عمداً على الله وأنبيائه لأغراض نجهلها الآن وإن كانت لليهود أيامها مصالح ظاهرة في ذلك.
فإذا غادرت صحف اليهود المحرفة إلى صحف النصارى وأوارقهم وجدت لديهم اتجاهاً عكسياً يكاد يكون رد فعل للاتجاه الأول .. إنهم يكرمون نبيهم عيسى إلى الحد الذي تنسبه بعض فرقهم بالبنوة إلى الله . تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا . ولقد ضاع حجم الأنبياء الحقيقي بين التصغير والتكبير ... ولولا القرآن ما عرفنا حقيقة الأنبياء .
حقيقة الأنبياء أنهم خير البشر . ولكنهم في نهاية الأمر بشر يمشون في الأسواق ويأكلون الطعام ويعيشون ويموتون.
لا يختارون أنفسهم للرسالة. لا يصلون إلى الرسالة نتيجة كسب وقصد وجهد أو اختيار . إنما يختارهم الله . يختارهم لعلمه السابق أنهم أنقى من في الوجود، وأفضل . تستوي في ذلك عقولهم وقلوبهم. بعدها يبعث إليهم رسالاته. ويضيفهم الله إلى نفسه تشريفاً وتكريما . فيسميهم رسل الله.
وهم لا يخطئون فيما يرسلهم به الله. إن لهم عصمة من نوع معين. كما أن لهم معجزات من أنواع عديدة. أما عصمة الأنبياء فتعني أنهم لا يرتكبون خطيئة كبيرة ولا صغيرة ... لا قبل البعث ولا بعدها .. إنهم يحلِّقون في مستوى الكمال لا يهبطون عنه وإن ساروا فيه صعودا ... وإذا كان الله تعالى يعاتب أنبيائه أحياناً فإنما يفعل ذلك وصولاً بهم إلى مستويات أكبر من الكمال لا ندريها، ولا نحلم بها.
ولما كان الأنبياء هم أكثر الناس معرفة بالله، فإن واجبهم يقتضيهم أن يشعروا بأنهم مقصرون في حق الله .. لأن الإنسان لو عبد ربه ملايين السنين لما كان ذلك كافيا للشكر على نعمة الله في نصف ساعة. ولهذا يستغفر الأنبياء.. هذه ذنوبهم وهذا استغفارهم، ونحن نعرف أن الإنسان لا يعاقب على النسيان و السهو، ولكن الأنبياء يعاقبون على ذلك لقد نسي آدم فأهبطه الله من الجنة. ولو لم يكن نبيا لما آخذه الله على النسيان.
وتختلف درجات الأنبياء والرسل . قال الله تعالى في سورة البقرة:
(تلك الرسل فضلنا بعضها على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس)
وقال تعالى في سورة الإسراء:
(ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبور)
وقال تعالى في سورة الأحزاب:
(وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظا)
وبرغم اختلاف درجات الأنبياء عند الله تبارك وتعالى ، ووجود خمسة منهم هم أولو العزم وهم: محمد بن عبد الله ، ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى... عليهم الصلاة والسلام .. برغم اختلاف درجات الأنبياء عند الله تعالى ، فإن المؤمنين مأمورون بالوقوف عند حد الأدب ، وعدم التفرقة بين أحد من رسله... قال تعالى في سورة البقرة :
(والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)
ولقد جرت سنة الله في أنبيائه أن يؤيدهم بالمعجزات الواضحة والخوارق. ففي الأنبياء من كانت معجزته الطوفان. وفيهم من كانت معجزته ناقة ولدت من جبل ، وفيهم من كانت معجزته صرخة هزت الدنيا وأهلكت الكافرين، وفيهم من كان معجزته عصا تتحول إلى ثعبان، وفيهم من كانت معجزته إحياء الموتى وتكليمهم. وفيهم من كانت معجزته كتابا .. وكانت معجزات الأنبياء جميعاً تختلف عن رسالتهم ، باستثناء واحد . معجزة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
إن طب عيسى ومعجزته في شفاء الأمراض كانا شيئاً يختلف عن إنجليه . وعصا موسى التي تتحول إلى حية جبارة كانت شيئاً يختلف عن توراته . إلا أن الله شاء أن يجعل معجزة الرسالة الأخيرة، هي نفس جوهر هذه الرسالة. توحدت حقيقة الرسالة ومعجزتها في كتاب واحد هو القرآن الكريم.
وسوف نلاحظ أن الله عز وجل يأخذ عباده بالرحمة والرفق.. وفي فجر التاريخ البشري، كانت البشرية تمر بطور الطفولة . وفي هذا الطور لا يصدق الأطفال إلا الأشياء الخارقة العجيبة . وفي هذا الطور لا يؤمن الناس إلا إذا انبهرت أعينهم قبل عقولهم . واندهشت حواسهم قبل حكمتهم.
وساق الله تعالى معجزات أنبيائه الحسة إلى الناس . وكان الناس هم الذين يطلبون الآيات والخوارق.. وكان الله تعالى يستجيب لعباده وزيادة في الرحمة لمعرفته أنهم ما زالوا في طور الطفولة . وكلما نضجت البشرية في شيء، جاءت معجزات الأنبياء مستجيبة لهذا النضج . فكان الله تعالى يعطي كل رسول من الآيات ما يتفق مع حال قومه وأهل عصره وعلوم زمانه ... أو يعطي كل رسول من الآيات ما يستهدف إثبات شيء للناس.
كان قوم فرعون أهل علوم ورياضة وطبيعة وفلك ... كانو أهل صناعة ساحرة .. كانو سادة عصرهم في العلوم والسحر .. ولهذا أعطى الله تعالى موسى عليه السلام معجزات تتفوق على العلم والسحر . تبدو علوم وسحرا ولكنها ليست كذلك. الأمر الذي يؤكد أنها من عند الله . وكان الرومان أهل سلطان في قوم عيسى ، وكانوا متقدمين في علوم الطب والقانون.. فكانت معجزة عيسى شيئاً مثيراً لدهشة الطب والقانون معاً .. إن رجلاً مات ينهض من الموت ليكلم عيسى ... إن فكى الطب والقانون معاً يتدليان بالدهشة أمام هذه الخارقة . وكذلك كان أهل هذا الزمان يريدون. العلم فيها هو سيد الكون ، وصار الكتاب فيها شيئاً لا يمكن الاستغناء عنه ... شاء الله تبارك وتعالى ألا يقنع البشر بالمعجزات . أسلوبه ... وقيمه ... وتشريعه ... وقصصه ... وأحكامه ... كل ما فيه معجزة حية ... لا تموت طالما بقى الإنسان حياً يقرأ ويكتب . ولم يرسل الله مع هذا الكتاب معجزات أخرى لها قيمته.
إن احترام نضج العقل البشري يستوجب ألا نضغط عليه . نحن نضغط على الأطفال ونرهبهم أو نستميلهم ... لكنا نحاول إقناع الكبار .
وتلك كانت ميزة الرسالة الأخيرة .. وذلك كان فضل نبيها .. عليه أفضل الصلاة والسلام . إنه رسم للإنسانية آفاق الكمال الذي تستطيع أن تبلغه كبشرية راقية لديها عقلها . ومن الكتاب الذي أنزله الله على خاتم رسله .. من القرآن الكريم. عرفنا قصص الأنبياء كما وقعت بحق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (أنبياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت (Re: فيصل نوبي)
|
قصص الأنبياء في القرآن
ينطوي القرآن الكريم على عديد من القصص . أهمها قصص الأنبياء.
وترد قصص الأنبياء في القرآن كجزء من نسيجه الديني، بمعنى أن القصة في القرآن ليست عملاً فنياً مستقلاً في موضوعه وطريقة عرضه وإدارة حوادثه.. شأن القصة الفنية الحرة ..إنما ترد القصة في القرآن مقيدة بغرض ديني .. وترد أساساً للدعوة أو للدعاية لهذا الغرض الديني .. ولقد كان المفروض ... طبقاً لهذا التقييد .. أن تجيء القصص خالية من القيمة الفنية ... ونحن نعرف الآن .. أنه يستحيل على كاتب من البشر ، أن يوظف فنه للدعاية لشيء ويستطيع أن ينتج فناً في نفس الوقت ...
يثير الدهشة العميقة ... أن ينكسر هذا القانون النقدي في قصص القرآن .. فإذا نحن أمام قصة تدعو مباشرة لشيء ... بينما هي في الوقت نفسه عمل فني منجز .. ولعل هذه أول إشارة مستلفتة لإعجاز القرآن وكونه من عند الله تعالى .
يستحيل على بشر .. مهما أوتي من عبقرية فنية .. أن يقدم أدباً ودعاية في الوقت نفسه . يستحيل أن يقدم فناً معجزاً ودعوة مباشرة في الوقت نفسه ... غير أن قصص الأنبياء في القرآن تفعل هذا كله بشكل ناعم لا تحس فيه بالجهد .. وإنما يدهشك أن يكون الأمر غير ما هو كائن . هذا واحدة ... وهناك ملاحظة أخر .. من المعروف أنه يستحيل على كاتب قصة بشري ، مهما تكن درجة كفاءته ونبوغه ككاتب .. أن يحكي لك القصة نفسها ثلاث مرات أو خمس مرات أو عشر مرات ، ثم يحتفظ بنفس مستواه في المرات العشر ... لابد أن يهبط مستواه في تسعة أعشار ما يحكيه .. ولابد أن يكرر نفس ما قاله بنفس التأثير الأول .. لا يمكن أن يأتي بجديد ..
هذه مسألة بديهية ... غير أنك تنظر في قصص القرآن ، فيروعك أن ترى القصة مقدمة عشر مرات .. يحكيها الله عشر مرات أو خمس عشرة مرة .. نفس القصة .. بنفس المستوى .. بتأثير مختلف .. يظل مستوى القصة في الذروة برغم تكرارها .. ويتغير تأثيرها وإيحاؤها بكلمة تضاف أو جزء يحذف أو عبارة جديدة ، أو جملة لم تكن موجودة .. أو مجرد ظل لخاطر نفسي لم يقدم قبل ذلك . شيء معجز يقطع بأن صاحب قصص القرآن ليس هو النبي البشر .. إنما هو رب العالمين سبحانه .
كثيراً ما توقفت كناقد أدبي .. أمام قصص القرآن .. كنت أقرأ القصة بحس الناقد الذي يريد أن يعثر على ثغرة ينفذ منها ليقول شيئاً .. وكنت أخضع القصص لمقاييس النقد الأدبي القديم والجديد .. وكنت أعود من رحلتي دائماً بإحساس يقيني ومطلق بالسجود .. ليست هذه القصص من أختراع البشر .. ليست كتابة بشرية .. أبطلها من البشر ... كلماتها قالها البشر .. أحداثها وقعت في تاريخ البشر .. كل ما فيها بشرى .. غير أن فيها شيئاً غير بشري .. الرؤيا التي تتناولها .. الطريقة التي تقدم بها .. الأسلوب الذي تحكي به القصة .. تركيب هذا الأسلوب وسبكه .. هذا هو الشيء الإلهي فيها ..
ولهذا السبب كان الله يحكي القصة مرة ومرتين وعشرين .. وفي كل مرة يعطيك تأثير معيناً ، ويملؤك بإيحاء خاص، يختلف عما سبق أن أعطاه لك .. وهذه معجزة في فن الكتابة . لا ترى لها مثيلاً في أي كتاب على الأرض غير هذا الكتاب الكريم الذي أسلمه لنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. وهو رجل لم يكن يكتب ولم يكن يقرأ .
أنظر إلى قصة موسى .. تأمل لقاء موسى بكلمات ربه .. تأمل موقفه أمام النار المقدسة في وداي طوى .. يحكي الله هذا الحادث أكثر من مرة .. يملؤك مرة بالخوف والرهبة والجلال .. ويحكيه مرة أخرى فيملؤك بالحب والحنان والأمل .. ونفس القصة ... أبطالها هم موسى وعصاه .. لم يتغير شيء في الأبطال ولا في الظلال .. كل ما حدث أن أسلوب التقديم الإلهي هو الذي أعطاك تأثيراً مختلفاً .. رغم أن الأبطال هم كما هم لم يتغير فيهم شيء ولم يزد عليهم شيء ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (أنبياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت (Re: فيصل نوبي)
|
نفعنا الله واياكم
أنبياء الله تعالى هم أمر التشريع. هم رسله إلى البشر..وهم أساسا بشر..غير أنهم أنقى البشر.
ولو أن الله تعالى لم يرسل أنبياءه الى الناس لألزمهم حجته ، ولكان ذلك عدلاً منه سبحانه. ذلك أن الله قبل إرسال أنبياءه أرسل كلماته إىل العقل البشري وألزمه الحجة. إن ذلك الكون كله هو كتاب الله المفتوح ، وهو كتاب يمتلئ بالكلمات المعجزة الدالة على وجوه سبحانه.
من الكتاب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (أنبياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت (Re: محمد يوسف الزين)
|
سلام يا صديقي
الكتاب ممتع حد الدهشة
الزول ده مبالغة .. كل قصة بيمسكها بطريقة تحير و تخليكـ تسرح بعيد
شوف الاهداء بتاع الكتاب ده براو إبداع ..
_
فوق لمذيد من القراء لأنه التعليق علي الكتاب ح يكون شكر ساي للكاتب
بصراحة لسه ما كملت الكتاب و لي عودة بعد ما يخلص بإذن الله ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: كتاب (أنبياء الله) .... للكاتب / أحمد بهجت (Re: فيصل نوبي)
|
اللهم أصلح لي ديني , الذي هو عصمة أمري , وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ,
وأصلح لي آخرتي , التي إليها معادي , واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ,
واجعل الموت راحة لي من كل شر , رب أعني ولا تعن علي ,
وانصرني ولا تنصر علي , واهدني ويسر الهدى لي..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فيصل نوبي
محمد يوسف الزين
فدوى الشريف
نيازي مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست